عون يراهن على تطمينات الأسد له فما صحة تأييد «حزب الله» وطهران لفرنجية؟....بري يحبّذ «سيناريو تفاهم» الرابية وبنشعي.. وبكركي تحثّ الأقطاب الموارنة على «قرار شجاع» وفرنجية لـ«المستقبل»: جلسة صريحة ولا التزام من الطرفين

الزخم الرئاسي إلى تراجُع وبكركي لن تغــطِّي إنتخابات بلا موافقة الأقطاب...أبو فاعور أكد أن «منطق أنا وبعدي الطوفان» ما زال متحكماً وسليمان: إنجاز أي تسوية ممكن تحت قبة البرلمان

تاريخ الإضافة الجمعة 11 كانون الأول 2015 - 7:10 ص    عدد الزيارات 2053    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الزخم الرئاسي إلى تراجُع وبكركي لن تغــطِّي إنتخابات بلا موافقة الأقطاب
الجمهورية...
الأنظار اتّجهت أمس إلى اللقاء الذي جمعَ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، بحضور وزير الخارجية جبران باسيل، وذلك من منطلق أنّ هذا اللقاء يمكن أن يشكّل محطة ليس فقط لإنعاش التسوية الرئاسية، إنّما لإخراج الملف الرئاسي برُمَّته من عنق الزجاجة، ولكنْ كما كان مرتقَباً، لم يحدث أيّ تبدّل في مواقف الرَجلين، فلا عون سحبَ ترشيحه ليتبنّى ترشيح فرنجية، ولا فرنجية بدوره كرّر علناً لازمتَه الشهيرة بدعم ترشيح عون، ولا أعلنَ أيضاً عن نيّتِه تعليقَ ترشيحه، إذ فضّلَ عدم التصريح، بل جُلّ ما قام به أنّه عرض لحيثيات التسوية بخلفياتها وأبعادها، فردّ عون بأنّه متمسّك بترشيحه، في رسالة واضحة أنّه غير معنيّ بهذه التسوية لا من قريب ولا مِن بعيد، ما يعني أنّ اللقاء انتهى إلى عدم اتفاق، وأنّ التسوية تعثرَت على أبواب الرابية. وبمعزل عن انعكاسات هذا التطوّر على جبهة 8 آذار الذي يبقى ثانوياً مقارنةً مع الانتكاسة الكبرى التي أصابت التسوية، فمِن الثابت أنّ جلسة 16 الجاري لن تشهد انتخابَ رئيس جديد، ولا أيّ جلسة مفترَضة، ربّما، في العام الجاري. وإذا كان اللقاء بين عون وفرنجية انتهى إلى لا شيء، فإنّ الأنظار ستتركّز في المرحلة المقبلة على ما يمكن أن يصدر عن الرئيس سعد الحريري أو أن يبادر إليه، خصوصاً بعد دخول التسوية مرحلة الموت السريري، وبالتالي السؤال هل من استعداد لإنعاشها، وكيف، وعن طريق مَن، وما الخطوة التالية لفرنجية؟
إستأثرَت التسوية السياسية بكلّ الاهتمام السياسي منذ لحظة الكشف عنها إلى اليوم، وفي حال لم تبرز أيّ معطيات جديدة تُعيد تعويمَها ربطاً بأيّ حراك متصل بها داخلياً أو خارجياً، فإنّ هذا الاهتمام سيتراجع تدريجاً لمصلحة الملفات الأخرى، بدءاً من اجتماعات الحكومة وقانون الانتخاب، مروراً بالنفايات، وصولاً إلى الحوار الذي لا بدّ أن يتأثر بما آلت إليه المبادرة الرئاسية سياسياً وحتى على مستوى العلاقات الشخصية.

وفي موازاة هذا الجو الذي يجزم بأنّ المبادرة عُلّقت حتى إشعار آخر، هناك مَن لا يزال يؤكد أنّها ما زالت قائمة وأنّ الكرة في ملعب الحريري القادر على إعادة تحريكها ودفعِها قدماً إلى الأمام في حال قرّر ترشيح فرنجية رسمياً، هذا الترشيح الذي سيَدفع الحزب إلى ملاقاة الحريري في منتصف الطريق من أجل انتخاب فرنجية.

ولكنْ على صعوبة هذا السيناريو في ظلّ تشديد الحزب المتواصل على دعمِه لعون، إلّا أنّ الترقّب أيضاً يتمحور حول حجم المواكبة الديبلوماسية لهذه المبادرة، إذ في حين تبيّنَ أنْ لا اتفاق سعودياً-إيرانياً حول لبنان والرئاسة تحديداً، فإنّ موقف القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريشارد جونز حول ضرورة إجراء الانتخابات الآن، دفعَ المراقبين إلى محاولة استكشاف أبعاد الموقف الأميركي لجهة ما إذا كان مجرّد تكرار لموقف ديبلوماسي، أم أنّه يعبّر عن ضرورة الاستفادة من الدينامية التي ولّدتها المبادرة الرئاسية من أجل الذهاب إلى انتخابات تجَسّد التوافق السياسي في البلاد.

وإذا كان عنصر المفاجأة ساهمَ بتزخيم المبادرة الرئاسية، فإنّ الزخم بدأ يتراجع نتيجة المواقف الثابتة للأطراف التي لا مؤشّرات تدلّ على تبَدّلها في المدى المنظور. وعلى رغم أنّه لا يفترَض استبعاد مفاجآت جديدة، إلّا أنّ جزءاً من البحث انتقلَ من المبادرة إلى لململةِ ما تركته من انعكاسات سلبية في صفوف كلّ التحالفات.

برّي

وفي وقتٍ حاذرَ رئيس مجلس النواب نبيه بري تناوُلَ الشأن الرئاسي في لقاء الأربعاء النيابي»، مُكتفياً بالقول «إنّ أفضل سيناريو في هذا الشأن هو تفاهُم العماد عون والنائب فرنجية»، نَقل النواب عنه «أنّ المطلوب من اللبنانيين أن يعملوا جادّين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم من أكثر البلدان القادرة أو المهيَّأة لمعالجة مشاكلها وإنجاز الاستحقاقات التي تواجهها». وأشار إلى»أنّ استمرار الوضع على ما هو وعدمَ تعزيز التوافق يُفيدان الإرهاب الذي يتربّص بنا جميعاً، مؤكداً أنّ حلّ أزماتنا يتيح لنا توفيرَ المزيد من القوّة لمواجهة هذا العدوّ».

الراعي

وعلمت «الجمهوريّة» أنّ البطريركية المارونية والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي لن يغطّيا أيّ رئيس جمهورية يُنتخَب من دون رضى الأقطاب الموارنة». وفي هذا الصَدد تقول مصادر كنَسية: «في الأساس، لن تُعقد جلسة انتخاب الرئيس في غياب المسيحيين، لأنّ البلد لا يحتمل أن يأتي رئيس من دون موافقة الأحزاب المسيحيّة». وتلفتُ المصادر الى أنّ «الراعي يركّز نشاطه الآن واتصالاته على جمعِ الأقطاب المسيحيين الأربعة، في محاولة لإيجاد حلّ للأزمة الرئاسيّة». ورأت أنّ «على الأقطاب طرحَ المخارج اللازمة، إذ إنّ الراعي لن يطرح أيّ إسم توافقي، بل سيساعد على الوصول الى تسوية»، لافتةً في المقابل الى أنّ «التسوية القاضية بانتخاب فرنجية رئيساً متوقّفة بانتظار حلحلة الوضع المسيحي». ويغادر الراعي صباح اليوم الى مصر في زيارة رسمية ورعوية، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدداً من المسؤولين، إضافة إلى تدشين مبنى المطرانية المارونية الجديد.

كنعان

وكان امين سر تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ابراهيم كنعان زار بكركي أمس وعرضَ مع الراعي للمشاورات الجارية بين مختلف الاطراف اللبنانية بشأن الانتخابات الرئاسية. وقال كنعان لـ«الجمهورية: «زيارتنا الى الصرح البطريركي هي للتأكيد على التواصل الدائم مع البطريرك والوقوف عند آخر معطيات الشأن الرئاسي الذي دخلَ مرحلة الاتصالات المسيحية ـ المسيحية، وهو ما يشجّعه غبطته، وقد وضَعته في أجواء العماد عون وموقف «التكتّل»، وأكّد البطريرك خلال اللقاء دعمَه التقاربَ المسيحي ـ المسيحي الذي وحدَه يؤسّس الى استعادة المسيحيين زمامَ المبادرة».

«
القوات»

في هذا الوقت، أكّد مصدر قواتي لـ«الجمهورية» أنّ «معراب تشهد حركة غير اعتياديّة واجتماعات متواصلة، وهي أشبه بخلية نحل، لكنّ موعد قطاف العسل لم يحِن بعد». واشار المصدر الى أنّ «القوّات» تضع في أولوياتها مصلحة المجتمع المسيحي، و«14 آذار» ومصلحة اللبنانيين عموماً، والدليل على ذلك كلّ التضحيات التي قدّمها الحزب الذي تنازَل دائماً عن المراكز النيابية والوزارية من أجل مصلحة لبنان واستقلاله وسيادته»، وشدّد المصدر على أنّه «لن يكون هناك رئيس من دون موافقتنا وموافقة بقيّة الأطراف المسيحية».

تطويق السياسيين

وفيما ظلّت المبادرة المطروحة حالياً محورَ اهتمام اميركي ـ سعودي ـ مصري، تلاقَت أطراف مسيحية فاعلة على رفض التدخّل الدولي في الشأن اللبناني بهذا الشكل الفاضح. وقالت أوساطهم لـ«الجمهورية» إنّ طريقة تعاطي الدوَل والسفراء مع الأفرقاء اللبنانيين ومحاولة تطويق السياسيين والتهويل على المراجع الروحية والأطراف الداخلية هي من الأسباب التي أفشلت طرحَ اسم فرنجية وعزّزت المواقف الرافضة، وجعلت هذا الطرح في مأزق حقيقي».

هولاند

وكانت هذه المبادرة محور اتّصال هاتفي أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالراعي، وتناوَل فيه الأوضاع العامة في لبنان وفرنسا، وشدّد خلاله على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية».

جونز

وفي غضون ذلك يواصل القائم بأعمال السفارة الأميركية في لبنان ريشارد جونز جولاته على المسؤولين للبحث معهم في الإنتخابات الرئاسية، فيزور ظهر اليوم الرئيس امين الجميّل في بكفيا، بعدما كان قد زار أمس بكركي وأمس الاوّل عين التينة. وقال جونز في بكركي إنّه تَوافَق مع البطريرك «على أنه حانَ وقت إجراء الانتخابات الرئاسية، وأنّ على الأحزاب المعنيّة أن تعمل معاً وتَختار رئيساً للبلاد.

ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية». وأضاف: «كان هناك توافق على أنّ الوضع الحالي يَسوده ارتباك وأنّ على الأطراف إتمامَ الحوار في ما بينها للوصول إلى انتخابات رئاسية». ورأى جونز أنّ «موعد إجراء الانتخابات هو الآن، لأنّ استمرار تعطيل عمل المؤسسات والفراغ لا يناسبان أحداً، وخصوصاً في الوقت الذي تشهَد فيه المنطقة اضطرابات وتحدّيات كبيرة، لذلك يجب أن يكون هناك رئيس يعمل مع الحكومة وأن يُتاح للشعب أن ينال ما ينتظره من حكومته من أمن واستقرار».

السفير المصري

من جهته، تنقّلَ سفير مصر محمد بدر الدين زايد أمس بين بكركي وعين التينة مشدّداً على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي، ورأى أنّ «الأوضاع الداخلية والخارجية تفرض ضرورة إنهاء الفراغ». وأكّد حِرص مصر على «أن تؤدّي الاتصالات والمشاورات إلى حلّ يُرضي جميع الأطراف اللبنانية» وعلى «أن يكون هناك توافقٌ يتمّ التوصل إليه، بما ينهي الأزمة الرئاسية».

السفيران السعودي والإماراتي

ولم تكن التسوية بعيدة عن العشاء الذي أقامه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في كليمنصو مساء أمس الأوّل للسفيرين السعودي علي عوض عسيري والإماراتي حمد بن سعيد الشامسي، بحضور نَجله تيمور، ووزيرَي الصحة وائل ابو فاعور والزراعة أكرم شهيّب.
بري يحبّذ «سيناريو تفاهم» الرابية وبنشعي.. وبكركي تحثّ الأقطاب الموارنة على «قرار شجاع» وفرنجية لـ«المستقبل»: جلسة صريحة ولا التزام من الطرفين
المستقبل..
يستمرّ «الصمت» المطبق على التسوية الرئاسية سيّد الموقف في الرابية وقد انسحب وانعكس أمس على زيارة رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الذي اختار الصيام عن الكلام بعد لقاء رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون. وبينما أغدقت التسريبات العونية بأنباء ومعلومات إعلامية تتمحور حول تأكيد رئيس «المردة» خلال اللقاء استمراره في دعم ترشيح عون لرئاسة الجمهورية، آثر فرنجية الاقتضاب والتصريح بما قلّ ودلّ حول جلسة الرابية قائلاً لـ«المستقبل»: «الجلسة كانت صريحة وهادئة ولم يتخلّلها أي التزام من أي من الطرفين».

في الغضون، وإذ تجهد الماكينة السياسية والإعلامية المحسوبة على «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في سبيل ضخ أجواء ومعطيات مرتبكة تهدف في جوهرها إلى وأد التسوية الرئاسية وقطع الطرق الواصلة بين بنشعي وبعبدا، تتواصل في المقابل الجهود الوطنية الساعية إلى إقصاء الشغور عن سدة الرئاسة الأولى سيما وأنّ بكركي تتعامل مع التسوية المتاحة باعتبارها فرصة لا يجب تفويتها لانعدام البديل عنها في الأمد المنظور. في حين طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأفرقاء اللبنانيين بأن «يعملوا جادين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان اليوم أكثر البلدان القادرة أو المهيأة لمعالجة مشاكله وإنجاز الاستحقاقات التي يواجهها لأنّ استمرار الوضع على ما هو عليه وعدم تعزيز التوافق يفيد الإرهاب الذي يتربص بنا جميعاً»، مكتفياً بالقول في ما خصّ الموضوع الرئاسي: «أفضل سيناريو في هذا الشأن هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية».

ديبلوماسية «رئاسية» في بكركي

وعشية مغادرته إلى مصر في زيارة رسمية رعوية يلتقي خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برزت أمس سلسلة استقبالات ديبلوماسية عقدها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أمس وتركز النقاش خلالها حول مسألة الفراغ الرئاسي، بحيث أوضح السفير المصري محمد بدر الدين زايد من بكركي أنّه أكد للراعي «وبقوة الموقف المصري المتمثل بضرورة إنهاء هذا الفراغ وتجنيب لبنان الاستقطاب الإقليمي»، مشيراً إلى أنه جرى التوافق خلال اللقاء «على أنه مع تطور الأوضاع الداخلية والخارجية أصبح من غير المقبول الاستمرار في الفراغ»، وأردف: «كان هناك نقاش في المبادرة المهمة المطروحة حالياً في شأن رئاسة الجمهورية والمشاورات الكثيفة التي تدور بين الأطراف السياسيين، وتشاركنا الأمل في أن تسفر هذه الجهود عن إنهاء الفراغ الرئاسي».

كذلك، برز موقف دولي مشابه في التشديد على وجوب إنجاز الاستحقاق الرئاسي عبّر عنه القائم بأعمال السفارة الأميركية السفير ريتشارد جونز من الصرح البطريركي حيث صرّح إثر لقاء الراعي قائلاً: «توافقنا تماماً على أنه حان وقت إجراء الانتخابات الرئاسية ولا يجوز وضع العراقيل على طريق هذه العملية»، وشدد على أنه «في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة اضطرابات وتحديات كبيرة لا بد من انتخاب رئيس للجمهورية لأنه عامل مهم لاستقرار البلد»، متمنياً على الأطراف اللبنانيين في حال عدم القبول بالتسوية الرئاسية «المنطقية» المطروحة حالياً «أن يعملوا معاً على تسوية تأتي برئيس للجمهورية في أقرب وقت».

.. ودعوة إلى «قرار شجاع»

تزامناً، لا تزال بكركي تنشط في سبيل تأمين جمع الأقطاب الموارنة الأربعة رغم الأمل الضئيل بتحقيق ذلك، وتوضح مصادر الصرح البطريركي لـ«المستقبل» أنّ بكركي تسعى من وراء هذا الاجتماع إلى عدم تفويت الفرصة السانحة لانتخاب رئيس سواءً باتفاق الأقطاب الأربعة على أي مرشح من بينهم أو باتفاقهم على مرشح خامس يصبح رئيساً قوياً يستمد قوته من تأييد الأقطاب الموارنة فيكونون بذلك أخذوا زمام المبادرة وإلا فما هو بديلهم إن هم بقوا لا يجتمعون ولا يتفقون؟

وإذ تؤكد أنّ «هناك ظروفاً دولية ملائمة لانتخاب رئيس لكنّ التباعد وعدم الحوار والجلوس الى الطاولة سواءً في بكركي أو أي مكان آخر سوف يضيع الفرصة على لبنان ويعيد الأمور إلى المربع الأول بشكل يساهم في انحلال الدولة ومؤسساتها أكثر فأكثر»، ختمت مصادر الصرح بالتشديد على أنّ «المطلوب وقفة جريئة من القادة الموارنة والتأمل ملياً للاتفاق على اسم رئيس من بينهم أو من خارجهم»، لافتةً انتباههم إلى كون «الأمور باتت مصيرية أكثر من أي وقت مضى وتحتاج إلى اتخاذ قرار شجاع».
أبو فاعور أكد أن «منطق أنا وبعدي الطوفان» ما زال متحكماً وسليمان: إنجاز أي تسوية ممكن تحت قبة البرلمان
المستقبل..
أكد الرئيس ميشال سليمان أن «الرئيس القوي هو العابر للاصطفافات والطوائف«، سائلاً: «هل هدف اللبنانيين تسجيل سابقة «آخر رئيس» أو «أكبر معطِّل» أو «أطول فراغ»، بدلاً من الحفاظ على هذه الجمهورية وعدم تفويت أي جهد يعيد المؤسسات الدستورية الى طبيعتها بدلاً من هذا التطبيع الكيدي مع الفراغ؟». وذكر جميع القوى بأن «المجلس النيابي هو المكان الوحيد لاختيار رئيس الجمهورية، ويمكن لأي تسوية أن تنجز تحت قبة البرلمان«.

وثمّن خلال استقباله امس، وزير الصحة العامة وائل بو فاعور والنائب خالد زهرمان والوزير السابق ناظم الخوري ووفداً من جامعة شرق البحر المتوسط، الجهود التي تُبذل لحلحلة العقدة الرئاسية، معتبراً أن «الرئيس القوي هو الرئيس العابر للطوائف خصوصاً أن نظرية «التصنيف الرباعي» أثبتت زيفها وضعفها أمام قاعدة أنا أو لا أحد«.

وأشار أبو فاعور الى أن «منطق أنا ومن بعدي الطوفان لا زال هو المنطق الحاكم للحياة السياسية، وبالتالي هو الحاكم في الانتخابات الرئاسية، وهذا المنطق يمارس من قبل أكثر من طرف في لبنان، ولم يعد حكراً على طرف واحد، الكل يتصرف على قاعدة المصالح والامزجة والحسابات من دون حساب كيف يمكن للبلد أن يستمر من دون رئيس جمهورية«، مؤكداً «أننا لا زلنا نتمسك بهذه الفرصة السانحة لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية«. وأسف لأنه «يتم التعامل مع فرنجية بمنطق غير عادل، جزء من قوى 14 آذار يتصرف معه على قاعدة أنه من 8 آذار، وجزء من 8 آذار يتصرف معه على قاعدة أنه مرشح 14 آذار«، معتبراً أنه «اذا كان هذا التعامل فلا يمكن القبول بأي رئيس للجمهورية، الرجل من 8 آذار وثابت في خياراته السياسية ولكن في الوقت نفسه يقول أنا كرئيس جمهورية سأكون في الموقع الحاضن لكل اللبنانيين«.

وأكد أن «من حق كل القوى السياسية ونحن منها أن تطلب ضمانات، ولكن الضمانات لا تطلب فقط من رئيس الجمهورية، بل تؤخذ في الحكومة حيث مركزية القرار والسلطة المركزية للدولة اللبنانية في مجلس الوزراء، وعندما تكون عناوين فكرة التسوية قائمة على حكومة وحدة وطنية يعني أن كل الاطراف موجودة على الطاولة بالتوازنات التي تحفظ حضور الجميع، وبالتالي الخيارات السياسية تؤخذ القرارات فيها في مجلس الوزراء وليس فقط من قبل رئيس الجمهورية«، آملاً «أن تحفّز الاتصالات التي ستجري في اليومين المقبلين هذه التسوية وتعطيها دفعاً اضافياً لا أن يتم التراجع فيها الى الوراء، لأنه لا سمح الله ومن دون تهويل، اذا ما حصل إخفاق اليوم في هذه المحاولة فأعتقد أن الفراغ الرئاسي سوف يطول«.

ونفى وجود خلافات داخل الصف الواحد أو توجيه رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط انتقادات الى الرئيس سعد الحريري، موضحاً أن «هذه المبادرة صيغت بتكامل بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط، وبالتالي نحن والرئيس الحريري في موقع واحد وفي موقف واحد، ودوافع الرئيس الحريري كما هي دوافع النائب جنبلاط دوافع وطنية وليست شخصية، ولا أعتقد أن الحريري بحاجة الى أن يمتحن أكثر مما امتحن سابقاً في أنه يقدم المصلحة الوطنية على حساب المصالح الخاصة«.

والتقى سليمان سفير الامارات في لبنان حمد سعيد الشامسي وسفير قطر في لبنان علي بن حمد المري، وتمنى على جامعة الدول العربية «التدخل لعودة عربسات عن قرار منع شاشة تلفزيون المنار من إيصال صوتها، صوناً للحريّات التي يكفلها الدستور اللبناني وتطبيقاً لمبدأ القبول بالرأي الآخر أياً كان«، شاكراً دولة قطر على «جهودها التي أفضت إلى تحرير العسكريين«. وطالب ببذل جهود إضافية لتحرير رفاقهم.
وأوضح الشامسي أنه «لقاء دوري تناولنا فيه الاوضاع السياسية الداخلية والاقليمية. وتربط الرئيس سليمان بدولة الامارات علاقات مميزة ونحن نحافظ على هذه العلاقة التاريخية منذ كان قائداً للجيش وخلال رئاسته للجمهورية وهي لا تزال مستمرة«.
أوساط عون تنقل عن فرنجية استمرار دعمه الجنرال
بيروت - «الحياة» 
أخيراً عقد الاجتماع المنتظر بين المتنافسيْن على رئاسة الجمهورية اللبنانية من الفريق الواحد، زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية عصر أمس، إلا أن الدخان الأبيض لم يخرج من مقر عون الذي غادره فرنجية من دون الإدلاء بأي تصريح، ما عكس استمرار الخلاف على مبادرة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لإنهاء الفراغ الرئاسي بدعم رئيس «المردة».
واكتفت مصادر «التيار الحر» بالرد على سؤال لـ «الحياة» عما إذا كان الرجلان سيبقيان مرشحين للرئاسة، إن «فرنجية ما زال داعماً للعماد عون للرئاسة». وذكرت المصادر أن عون «لم يطرح على فرنجية خلال اجتماعهما، أي سلة مطالب» يفترض أن تقترن مع انتخاب الرئيس الجديد، ومنها قانون الانتخاب، ما يعني أن لا بحث في ترشح غيره.
وكانت سبقت اللقاء الذي دام ساعة وحضره رئيس «التيار الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، مواقف لافتة، محلية وخارجية، إذ أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري النواب الذين التقاهم، أن «أفضل سيناريو في شأن المخرج من الشغور الرئاسي هو تفاهم العماد عون والنائب فرنجية، والمطلوب من اللبنانيين أن يعملوا جادين للاستفادة من الظروف التي تجعل لبنان أكثر البلدان المهيأة لمعالجة مشاكله وإنجاز استحقاقاته». وقال: «استمرار الوضع على ما هو يفيد الإرهاب الذي يتربص بنا، وحل أزماتنا يوفّر لنا القوة لمواجهته».
كما سبق لقاء عون وفرنجية تأكيد أكثر من شخصية سياسية زارت الأول في اليومين الماضيين، أن عون حرص على التأكيد لزواره في بداية أي لقاء معهم أنه ما زال مرشحاً للرئاسة، قبل أن يفاتحوه بالموقف من ترشيح فرنجية. وقال بعض زوار عون لـ «الحياة»، إن الأخير يشدد على أنه لم يقرر الترشح كي ينسحب «لأني الأقدر والأكثر تمثيلاً مسيحياً والأكثر انتشاراً وهناك رأي عام لن يقبل انسحابي وسيعتبر أني أعطّل مجيء الرئيس المطلوب إذا انسحبت...».
وشملت الاتصالات أمس تحركاً لعدد من السفراء، لا سيما زيارة القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد جونز للبطريرك الماروني بشارة الراعي.
وقال جونز: «نعتقد أن موعد الانتخابات الرئاسية هو الآن... وهو مهم لاستقرار البلد، والتعطيل والفراغ لا يناسبان أحداً». ورأى أنه «يجري العمل على تسوية منطقية، فإذا لم يتم القبول بها نأمل من جميع الأطراف أن يعملوا على تسوية تأتي برئيس في أقرب وقت».
وجاء تصريح جونز في وقت يحذّر العديد من السفراء والمنظمات الدولية، لا سيما البنك الدولي، من أن الوضع الاقتصادي في حال دقيقة جداً تتطلب إنهاء الفراغ لإطلاق عمل المؤسسات وعجلة الاقتصاد خشية الانهيار، وأبلغ أحد السفراء المعنيين بجهود إنهاء الشغور الرئاسي «الحياة»، أنه إذا لم يقبل القادة المسيحيون بمبادرة الحريري، فأمامهم التوافق على مرشح تسوية من خارج الأقطاب الأربعة. وينتظر الوسط السياسي تفاعلات اجتماع عون وفرنجية، لا سيما موقف «حزب الله» الذي كان وعد فرنجية بدعمه إذا سانده الحريري.
الجيش يقصف بعنف مسلحين في جرود عرسال
بيروت - «الحياة» 
شهدت جرود عرسال اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية تصعيداً أمنياً عنيفاً ولافتاً تمثل باستهداف مدفعية الجيش اللبناني من الثامنة صباح أمس، وعلى مدار ساعات النهار وفي شكل مركز تحركات وتجمعات لمسلحين في وادي حميد ووادي الخيل في الجرود، فيما شوهدت تحركات للجيش اللبناني داخل عرسال وعلى أطرافها، وعاش أهالي المنطقة حالاً من الترقب والحذر والخوف. وتحدثت وكالات الأنباء اللبنانية عن «إصابات في صفوف المسلحين».
وتكثفت عمليات استهداف الجيش للمسلحين بوتيرة أقوى في فترة بعد الظهر. وتركزت بحسب شهود، لـ«الحياة» في المنطقة التي حصلت فيها عملية تبادل العسكريين المخطوفين، وما بعد هذه المنطقة التي ينتشر فيها المسلحون السوريون الذين يصنفهم الجيش اللبناني بأنهم إرهابيون.
وفيما قالت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) إن «مدفعية الجيش حققت أهدافاً وإصابات مباشرة في صفوف مسلحي «جبهة النصرة» ما أدى إلى مقتل القيادي في الجبهة المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من مرافقيه في استهداف لآلياتهم في وادي الخيل، وأن خمسة مسلحين على الأقل قتلوا كانوا يحاولون سحب جثث قتلاهم»، أورد موقع «العهد» الإخباري التابع لـ«حزب الله» أن «مجاهدي «المقاومة الإسلامية» تمكنوا من قتل القيادي في «النصرة» الإرهابية المدعو «أبو فراس الجبة» مع ثلاثة من مرافقيه في استهدافٍ لموكب من 3 سيارات في وادي الخيل في جرود عرسال. كما قُتل خمسة مسلحين حاولوا سحب جثث القتلى تم استهدافهم في شكل مباشر مرة ثانية، وفق «العهد» الذي أورد تفاصيل العملية، بأنه في التاسعة إلا ربعاً صباح أمس، استهدف مجاهدو المقاومة موكب الجبة والملقب بـ«الأسمر» لدى مرور موكبه في وادي الخيل في جرود عرسال بينما كان في مهمة تفقدية لنقاط انتشار مسلحي جبهة النصرة في المنطقة. وأسفر استهداف الموكب بعد رصد دقيق لتحركه، عن مقتل الجبة وثلاثة من مرافقيه. وحاول مسلحو «النصرة» سحب جثثهم، لكن مجاهدي المقاومة عاودوا استهداف الموكب بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعية المباشرة ما أسفر عن مقتل خمسة مسلحين آخرين.
ودارت اشتباكات بين مجاهدي المقــــاومة ومسلحي «النصرة» استخدمت فيهــــا الأسلحة الرشاشة الثقيلة وقذائف المدفعـــــية المباشــرة وسط محاولات متكررة مـــن الإرهابيين لسحب جثث مسلحيهم».
وذكر الموقع انه «بالتزامن مع هذه الاشتباكات، استهدف الجيش اللبناني تجمعات لإرهابيي «النصرة» في جرود عرسال بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ محققاً إصابات مباشرة».
وبحسب الموقع المذكور فان «أبو فراس الجبة» كان يتزعم سابقاً «لواء أحرار القلمون»، وبايع جبهة «النصرة» الإرهابية أخيراً وينضوي تحت إمرته ما لا يقل عن 70 مسلحاً». وبثت قناة «المنار» لاحقاً مشاهد عن عملية استهداف الجبة.
ومساء أورد موقع «العهد» أن «مجاهدي المقاومة يستهدفون بالقصف الصاروخي والمدفعي تجمعات مسلحي تنظيم «داعش» في وادي ميرا شرق رأس بعلبك في جرود عرسال ويحققون إصابات مباشرة في صفوفهم».
ونقلت وكالة «فرانس برس» أن «حسابات قريبة من جبهة النصرة أوردت على مواقع التواصل الاجتماعي خبر مقتل الجبة خلال اشتباكات في جرود بلدة فليطة» السورية قرب الحدود مع لبنان، واصفة إياه بـ»القيادي في «جيش الفتح» في منطقة القلمون.
إلى ذلك، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني في بلدة القاع شقيقين سوريين للاشتباه بانتمائهما إلى المجموعات المسلحة، وتم نقلهما إلى ثكنة أبلح للتحقيق معهما.
«حزب الله» يشيّع 3 مقاتلين
بيروت - «الحياة» 
شيع «حزب الله» المزيـــد مــن قــتلاه الذين سقطوا خلال مشاركتهم في القتال إلى جانب الجيش النظامي السوري. وشملت الجنازات حسين محمد يونس (أبو الفضل) في بلدة مشغرة في البقاع الغربي، ومحمد علي نعمة (باقر) وخضر حسين مستراح (سراج) في بلدة الطيبة الجنوبية بمسيرة شارك فيها عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض، وقيادات حزبية وشخصيات وفاعليات.
عون يراهن على تطمينات الأسد له فما صحة تأييد «حزب الله» وطهران لفرنجية؟
الحياة...بيروت - محمد شقير 
سألت مصادر سياسية لبنانية عن الأسباب الكامنة وراء رفض رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون مبادرة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري لتسوية النزاع في لبنان على قاعدة ترشيحه زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، مع أنه واحد من أبرز حلفائه، وعن الجهات التي يستمد منها قوته لإصراره على الترشح وتأكيده للذين زاروه في اليومين الماضيين أنه عسكري لم يعتد التراجع عن خوضه المعارك، وبالتالي عندما قرر الترشح لم يخطر في باله الانسحاب، لما يترتب على مثل هذا القرار من تداعيات سلبية لا يحتملها أمام جمهوره ومحازبيه، ولا أمام الرأي العام اللبناني، خصوصاً أنه الأكثر تمثيلاً في الشارع المسيحي والأقدر على تدبير أمور البلد.
وكشفت المصادر ذاتها ان عون سارع الى قطع الطريق على زواره الذين حاولوا الوقوف على رأيه من ترشح فرنجية، ونقلت عنه قوله لهم: لا تتعبوا أنفسكم وتتحدثوا معي عن الانسحاب لمصلحة زعيم «المردة»، لأنني واثق بقدرتي على إنقاذ البلد.
ولفتــت إلى أن هـــؤلاء الزوار باتوا على قناعة بأن لا مجال للبحث مــع عـــون في ترشح فرنجية، لأن الحديث معه في هذا الخصوص «فالج لا تعالج». وقالت إن بعضهم عزا رفض «الجنرال» الانسحاب من المعركة الى أنه لا يزال يراهن على ما كان سمعه مباشرة من الرئيس السوري بشار الأسد في اتصال جرى بينهما دعاه فيه الأخير الى الصبر وعدم حرق المراحل، مطمئناً إياه الى أنه سيكون الرئيس عندما تتحسن الأحوال في سورية ويتمكن من استعادة سيطرته على كامل الأراضي والقضاء على قوى المعارضة فيها.
لكن المصادر سألت ما إذا كان عون على قناعة بأن ما سمعه من الأسد يكفيه للركون إلى الراحة والاطمئنان الى مستقبله في سدة الرئاسة الأولى، أم أن لديه تطمينات أخرى من «حزب الله» ومن خلاله من إيران، باعتبار أن «الجنرال» لا يستطيع أن يقاوم التسوية المدعومة إقليمياً ودولياً من دون الاطمئنان الى شريك محلي يتمتع بقوة سياسية وعسكرية لا تتوافر إلا في «حزب الله».
واعتبرت المصادر أن المشكلة في إصرار عون على الترشح وأيضاً في عدم وضوح موقف «حزب الله» حتى الساعة من مبادرة الحريري، بذريعة انه يتمهل في تحديد موقفه إلى حين انتهاء قيادته من تقويم الوضع ليكون في وسعها اتخاذ الموقف المناسب.
ورأت أن القطبة المخفية التي تؤخر حسم المواقف من مبادرة الحريري تكمن في «الغموض البناء» الذي يلف موقف «حزب الله» والذي يترجمه بتفاديه التعليق على هذه المبادرة، مع أن جهات نافذة في «قوى 8 آذار» تواصلت أخيراً مع القيادة السورية لاستمزاج رأيها حيال المبادرة وبالتالي موقفها من ترشح فرنجية.
وأكدت المصادر عينها أن القيادة السورية أبلغت هذه الجهات أن ملف رئاسة الجمهورية في لبنان متروك للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الذي يعود إليه التشاور مع حلفائه لاتخاذ القرار المناسب.
وقالت إن موفداً لعون تبلغ لدى زيارته دمشق الموقف ذاته، مع أن «الجنرال» كان بدأ يغمز من قناة حليفه «حزب الله» متذرعاً بدعمه في السر ترشحَ فرنجية، بذريعة أن السيد نصرالله التقاه قبل أن يتوجه الى باريس للقاء الحريري.
ولم تنفرج أسارير عون إلا بعد استقباله وفداً من «حزب الله» ناقلاً إليه رسالة من نصرالله، وفيها أن مفتاح الرئاسة في جيبه وأن القرار يعود له وحده، وأن الحزب يقف وراءه ولن يتقدم عليه في موضوع الرئاسة.
حتى أن عون عاتب الوفد على استقبال نصرالله فرنجية قبل أن يتوجه إلى باريس للقاء الحريري وكان جوابه أنه استقبله لكنه لم يلتزم معه أي شيء يتعلق برئاسة الجمهورية.
وفي هذا السياق، لا بد من السؤال -كما تقول المصادر لـ «الحياة»- عن الجهة التي سارعت إلى تسريب خبر اجتماع الحريري- فرنجية في باريس مع أنها تتهم جهات نافذة بتسريبه لاعتبارات أبرزها:
- أن مجرد الكشف عن حصول مثل هذا اللقاء سيؤدي الى ارتدادات سلبية داخل «قوى 14 آذار»، بذريعة أنها لم تكن على علم مسبق بحصوله... بدلاً من أن ترتد سلباً على «8 آذار»، انطلاقاً من أن فرنجية لم يتشاور معها قبل انعقاده.
- أن اللقاء كاد يُحدث إرباكاً ولو بحدود معينة في داخل تيار «المستقبل» قبل أن يتمكن الحريري شخصياً من السيطرة على بعض ردود الفعل التي لم تخل من الانزعاج من اللقاء.
- أن بعض المسؤولين في «المستقبل» انخرطوا بلا هوادة في الترويج للمبادرة مع أنهم كانوا في غنى عن تصريحات صدرت في هذا الخصوص، لأن الحملات المؤيدة وضعتهم في موضع الابتزاز وصولاً الى تقديم تنازلات بدلاً من الحصول على «ثمن سياسي» في مقابل دعم ترشح فرنجية.
لذلك، تحاول الجهات التي كانت وراء تسريب خبر لقاء باريس الى التهرب من تحديد موقفها من مبادرة الحريري، وذلك برمي الكرة في مرمى «المستقبل»، وهذا ما ينطبق -وفق المصادر عينها- على «حزب الله» الذي لا يزال يلوذ بالصمت رافضاً التعليق على هذه المبادرة.
وبكلام آخر، رأت المصادر أن عون لا يستطيع أن يقاوم وحده إذا ما تلقى إشارة من «حزب الله» بتأييد فرنجية، الذي أبلغ الحريري عندما التقاه في باريس بأن الحزب يدعمه وأن إيران ليست بعيدة من هذا الدعم.
وأكدت أن حلفاء الحريري، وان كانوا فوجئوا باجتماعه مع فرنجية، كان يفترض بهم التعبير عن رفضهم، لكن شرط عدم إعفاء «حزب الله»، وحتى إشعار آخر، من الإحراج الذي سيواجهه عندما يحدد موقفه من الحرب السياسية الدائرة بين حليفيه، لأن المشكلة في داخل «8 آذار» قبل أن تنتقل الى «14 آذار».
واعتبرت أن عون قد يضطر إلى إعادة النظر في حساباته السياسية إذا ما أدرك ان «حزب الله» يميل إلى دعم ترشح فرنجية. وقالت إن التهويل بقيام حلف مسيحي في حال استقر رأي الأكثرية النيابية على تأييد زعيم تيار «المردة» قد لا يكون في محله، لأن الظروف السياسية التي كانت وراء قيام مثل هذا الحلف قبل انتهاء ولاية الرئيس الراحل شارل حلو عام 1970 ليست متوافرة اليوم.
وعزت السبب إلى أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وإن كان يرفض بشدة مبادرة الحريري، فإنه في المقابل يبقى حذراً من قيام حلف مسيحي إلى جانب عون، وربما «حزب الكتائب»، لأنه سيخسر إسلامياً وعربياً بعدما نجح في تلميع صورته بتحالفه مع «المستقبل».
كما أن عـون برفضه فرنجية لا يستطيع أن يستحضر القـوة السياسية والعسكرية التي كان يتمتع بها على رأس المؤسسة العسكرية مع الشغـور الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس أمين الجميل، وذلك لأن الظروف الإقليمية والدولية تغيرت، إضافة إلى أنه يخوض معركـة شخصية كما خــاض في السابق معركته لمصلحة «الصهرين» الوزير جبران باسيل والعميد شامل روكز مع أن الأخير ظلم ولم يكن في حاجة الى دعم «التيار الوطني الحر».
وعليه، فإن موقف عون من ترشح فرنجية لا يحسمه إلا القرار المرتقب من «حزب الله»، فهل يبقّ البحصة؟ ومتى؟ أم أنه يفضل الصمت لئلا يحرج بين حليفيه فيما ينتظر الجميع ما سيؤول إليه الحراك المسيحي وما إذا كانت العقبات في وجه فرنجية ستتصاعد تدريجياً أم أن مداخلات من خارج الحدود ستحصل في الوقت المناسب لإنقاذ مبادرة الحريري، لأن البديل العودة الى نقطة الصفر في الاستحقاق الرئاسي؟
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,511,493

عدد الزوار: 7,636,375

المتواجدون الآن: 0