الملف الرئاسي في عطلة وأسرار التسوية تتكشّف تباعاً...المبادرة الرئاسية مازالت على الطاولة وزيارة فرنجية دمشق للقاء الأسد لاتفيدها

«تنويم» إقليمي لـ «خيار فرنجية»... فمتى تعويمه؟..القذافي أول موقوف في قضية الصدر.. و«التيار الوطني» يطلب «الحرم الكنسي» لموارنة «اللقاء الديموقراطي»

تاريخ الإضافة الثلاثاء 15 كانون الأول 2015 - 7:02 ص    عدد الزيارات 2290    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الملف الرئاسي في عطلة وأسرار التسوية تتكشّف تباعاً
الجمهورية...
إنتقلت التسوية الرئاسية من مرحلة السباق إلى قصر بعبدا إلى مرحلة الكشف عن الأسرار التي رافقت ولادتها والقوى التي شاركت في إطلاقها وصناعتها ومواكبتها، خصوصاً بعد الموقف المعلن لـ«حزب الله» الذي تقصَّد فيه تعميمَ مضمون اللقاء بين الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله ورئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، في رسالةٍ مقصودة إلى الحلفاء والخصوم بأنّ الحزب اتّخَذ قراره النهائي بالتأكيد أنّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون «هو مرشّح فريق 8 آذار أوّلاً»، في خطوةٍ يرمي من خلالها إلى إعادة الإمساك بالملف الرئاسي على مستويَي الترشيح وتوقيت ملء الفراغ في قصر بعبدا. فما قبلَ اللقاء بين نصرالله وفرنجية هو غير ما بعده، حيث رُحِّلت التسوية إلى توقيت آخر مع فارق تحَوّل فرنجية إلى خيار رئاسي متقدّم، وبالتالي كلّ شيء انتهى اليوم بانتظار معطيات وظروف جديدة. وتقاطعَت المعلومات على وحدة موقف الحزب والرئيس السوري بشّار الأسد برفض المبادرة الرئاسية شكلاً ومضموناً، في رسالة موجهة إلى الرئيس سعد الحريري وخلفه السعودية، وليس إلى فرنجية الذي أكّدت المعلومات أنّه التقى الأسد وسمعَ منه ما كان سَمعه من نصرالله لجهة الفصل بين شخصه والملاحظات على المبادرة في طبيعتها وجوهرها وتوقيتها.
عشية الجلسة الثالثة والثلاثين لانتخاب رئيس جمهورية التي تنعقد غداً كسابقاتها، وفيما الانتظار سيّد الموقف، علمت «الجمهورية» انّ اكثر من سفير دولة معنية بالوضع اللبناني، لا بل بالملف الرئاسي، أعربَ خلال لقاءات امس مع قادة سياسيين، عن اعتقادهم بأنّ مبادرة الرئيس سعد الحريري اصبحت شبه مطويّة، والدليل على ذلك انّ غالبية السفراء سيأخذون إجازات طويلة في بلادهم أثناء فترة الاعياد، وهذا يؤكد انّ الملف الرئاسي سيأخذ أيضاً عطلة فعلية من دون ان يُعرَف في ايّ شهر يمكن ان يستفيق من السنة المقبلة.

وعلمت «الجمهورية» انّ الاتصالات التي جرت في الايام القليلة الماضية بين الديبلوماسية الفرنسية والاميركية، وشاركَ في جانب منها الطرف السعودي، اظهرَت انّ هناك خطأ في الصنع رافقَ إعلان مبادرة الحريري ولا بدّ من إجراء تصحيح لها، إمّا بإقناع رافضيها، وإمّا باستنباط اسم مرشّح آخر لحسم الموضوع الرئاسي. لكنْ ارتُؤيَ أن يتمّ تأجيل البحث في هذا الموضوع الى مرحلة لاحقة.

في كلّ الاحوال، سيطلّ رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية بعد غدٍ الخميس في مقابلة متلفَزة. وحسب المصادر القريبة منه، فهو لن يسحب ترشيحَه، ولكنّه سيؤكّد مرّة أخرى أنّه إلى جانب رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون في حال كان عون المرشّح الأوفر حظاً». ويُعتبَر هذا الموقف بمثابة أوّل خطوة الى الوراء يُقدِم عليها المرشح فرنجية بعدما واجهَته الصعوبات المعلومة.

زيارة سوريا؟!

وفيما تأكّد على نطاق واسع بأنّ فرنجية توجّه في الثامنة والنصف من ليل أمس الأوّل الى سوريا واجتمعَ مع الرئيس بشّار الأسد وعاد منها حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف، نفَت مصادر فرنجية الرواية، وقالت لـ»الجمهورية» إنّ «الأيام المقبلة لن تشهد أيّ تحركات غير عادية ولن يكون هناك ايّ لقاء قبل حلقةِ «كلام الناس» مع الزميل مارسيل غانم والتي سيحلّ فرنجية ضيفاً فيها وتبَثّ مساء الخميس من بنشعي.

ولفتت المصادر الى انّ فرنجية سيقدّم في هذه الحلقة روايةً لِما رافقَ ترشيحه من ألِفها إلى يائها داحضاً الروايات التي استرسَل البعض فيها والتي لا أساس لها من الصحة، وسيقدّم تقويمه للمرحلة المقبلة واضعاً النقاط على الحروف في كلّ العناوين المثارة ولا سيّما في ما رافقَ سلسلة اللقاءات التي اعقبَت لقاء باريس مع الحريري».

ولا تنفي المصادر ان يكون فرنجية «قد تحوّلَ مرشحاً دائماً دخلَ الى نادي المرشحين الى رئاسة الجمهورية، الى ان يحين الإستحقاق بعد تسميته جدّياً من زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري والذي لم تكن خطوته مناورةً كما يرغب البعض باحتسابها على الإطلاق».

ذهول «14 آذار»

بعد التعثّر الذي واجهَته التسوية الرئاسية، أبدى المتحمّسون والمؤيّدون لها ارتياحَهم الشديد الى الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس سعد الحريري بفرنجية، خصوصاً عندما أكّد خلاله «متابعة التشاور والمضيّ في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية» .

وإذا كان هذا الاتصال قد نزل برداً وسلاماً على جمهور «المردة»، إلّا أنّه شكّلَ مفاجأةً لدى جمهور 14 آذار المصاب أساساً بحالة ذهول منذ أن طرِحت التسوية، خصوصاً وأنّه لم تمضِ ساعات على الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بالحريري، ليتفاجَأ هذا الجمهور بالاتصال الذي أجراه الحريري بفرنجية.

ولم تفلِح مصادر في 14 آذار في إخفاء مرارة هذا الجمهور الشديدة «إزاء ما بلغَته الأوضاع، بعدما ناضلت 14 آذار وقدّمت الشهيد تلوَ الشهيد لكي تبقى ثورة الأرز مستمرّة وشعلتُها مُتّقدة».

وتَرى هذه المصادر «أنّ جعجع، وعلى رغم الخيبة التي مُنيَ بها والمفاجأة التي تعرّض لها، أبى إلّا أن يضع كلّ شيء وراءه حِرصاً منه على 14 آذار ومبادئها وثوابت «ثورة الأرز»، وصوناً للتحالف بين «المستقبل» و«القوات» والذي شكّلَ العصبَ الاساس في معركة «لبنان أوّلاً».

ومن هذا المنطلق، بادرَ جعجع الى الاتصال بالحريري السبتَ الفائت، للتداول معه في المرحلة التي عبرت والتنسيق في كيفية مواجهة المرحلة المقبلة معاً، بسلبياتها وإيجابياتها».

وتؤكد المصادر أنّ «في العمل السياسي عادةً، المسؤول يرتكب الأخطاء، وهذا ليس فيه أيّ عيب، لكن عندما يَجد أنّ قراره لا يَحظى بالتفاف وموافقة من حلفائه، عليه أن يتراجع عنه لكي لا يتحوّل هذا القرار انتحاراً لمشروع سياسي كبير جدّاً».

لقاء عون ـ جعجع

وتقول مصادر معراب لـ«الجمهورية» إنّه لا يجب أن يسأل أحد بعد اليوم متى سيلتقي عون وجعجع، فـ«القوات» و«التيار الوطني الحر» على تواصل يومي وتنسيق دائم في كافة الأمور التفاصيل، والهواتف بين الرابية ومعراب مفتوحة. وأكّدت المصادر من جهة أخرى «أنّ فكرة ترشيح جعجع لعون لم تسقط من حساباتها وأنّ لكلّ حادث حديثاً».

وفي سياق متصل تشكّل زيارة مستشار الرئيس الحريري الدكتور غطاس خوري إلى العماد عون اليوم لتقديم واجب العزاء مناسبةً لإعادة تقييم العلاقة بين «المستقبل» و«التيار الحر»، خصوصاً أنّ خوري كان عملَ على خطى تقريب العلاقة بين الطرفين.

مشاورات الراعي مستمرّة

وفي هذه الأثناء، تعيد بكركي تقييمَ الموقف بعد العاصفة التي أثارها ترشيح فرنجيّة، وهي حتّى الساعة تصِرّ على عدم الدخول في أيّ تسمية أو طرح لائحة لمرشّحين للرئاسة.

وقدّ سرَت أمس معلومات مفادُها أنّ الراعي يعقد سلسلة اجتماعات مع عدد من المطارنة والشخصيات المارونية لمحاولة الوصول الى إسم توافقي بعدما تَعذّرَ انتخاب واحد من الاقطاب الموارنة الأربعة، لكنّ هذه المعلومات والاخبار نفاها عدد من المطارنة، مؤكدين أنّ مشاورات الراعي مستمرّة، وهي لتأمين أجواء سليمة لانتخاب رئيس وليست تسويقاً لأيّ مبادرة أو تسمية لرئيس، بعدما أكّدت بكركي أنّها لن تغطّي أيّ تسوية تكون بمثابة كسرِ للزعامات المارونية وتبعِد المسيحيين عن القرار الوطني.

قانصوه

وفي المواقف من التسوية، قال عضو القيادة القومية لحزب «البعث العربي الاشتراكي»النائب عاصم قانصوه لـ»الجمهورية إنّ «التسوية الرئاسية توقّفت حاليّاً بانتظار انتهاء الأعياد وحدوث معطيات جديدة، وتوقّع أن لا يتوضّح مسارها قبل جلاء المشهد الإقليمي وتظهُّر نتائج مؤتمر جنيف المقبل».

ولاحَظ قانصوه أنّ ترشيح فرنجية «قوبِل بهجمة رهيبة من الأقطاب الموارنة، فكلّ واحد منهم يريد ان يصبح رئيساً، وعندما لمسوا أنّ البطريرك الراعي يتّجه الى الموافقة على هذا الترشيح «طارَ عقلهم» وتحوّلوا ضده».

وقال قانصوه إنّ الامين العام لـ«حزب الله السيّد حسن نصر الله لم يقُل لا بالمطلق لترشيح فرنجية، بل قال «إلّا إذا» أي إذا قال عون ان لا حظّ له». لكنّه أبدى اعتقاده بأنّ السيد حسن يميل الى تأييد عون أكثر من فرنجية، على اعتبار أنّه قطع وعداً له أوّلاً ولديه مصلحة في وصوله لأنه يغطّيه مسيحياً أكثر من فرنجية».

لكنّ قانصوه تمنّى لو يتراجع عون عن ترشيح نفسه «لأن لا حظّ له «شأنه شأن حظ المرشّحين أمين الجميّل وسمير جعجع «، متسائلاً: لماذا لا يفسِحون المجال أمام فرنجية؟ المعطيات ليست عندي بل عندهم».

وقال: «سأظلّ متفائلاً بتحقيق التسوية إلّا عندما أسمع فرنجية يعلن بنفسِه أنّه انسحب من السباق الرئاسي». وإذ أكّد قانصوه أنّ المعطيات على الارض في سوريا تميل لمصلحة النظام الرئيس بشّار الأسد، قال: «لا زلتُ على كلامي بأنّني أتمنّى أن يكون الشبل سليمان فرنجية رئيساً في قصر بعبدا».

العريضي

وقال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب غازي العريضي لـ»الجمهورية» إنّه مع التسوية الرئاسية المطروحة «ومع أيّ تسوية، فالتسوية متلازمة مع لبنان، فهذا لبنان وهذه تركيبته»، ورأى أنّه «بالتسوية نحافظ على وحدة لبنان وعلى التنوّع داخل هذه الوحدة كي نقدر أن نحمي ما تبقّى من هذا البلد».

وأكّد أنّ «الفوضى والفراغ أخطر من الحرب، فالدولة تهترئ وتتحلّل، ومؤسساتها تخترب، كما أنّ الاقتصاد يلامس الخطوط الحمر الصعبة جداً، وتأتينا تحذيرات دولية خارجية بشأنه»، مشيراً إلى أنّ «رغم اتّخاذنا بعضَ الإجراءات في المجلس النيابي إلّا أنّ ذلك غير كافٍ

وأكّد العريضي «أن لا مصلحة للبلد بالبقاء من دون رئيس جمهورية ومن دون حكومة ومجلس نيابي فاعلَين، وأن تُسيَّر شؤونه بقدرة الله». وأشار إلى «تعثّر مقلِق في التسوية»، مشدداً على أن «لا بدّ من معالجة المسألة بكثيرٍ من الحكمة والهدوء والعقلانية، فلبنان معرّض لشتّى أنواع الأخطار ولا شيء إيجابيّ، فكلّ القلق يحيط بنا إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه».

أمّا عن مصير أزمة النفايات، وخُفوت الضوء عليها إعلامياً وشعبياً، جدّدَ العريضي تأكيد نظريته القديمة بأنّ «في لبنان ملفّاً يبلع ملفّاً، وقضيةً تبلعُ قضية، ولا نصل فيه إلى حق أو حقيقة

وهل يستطيع لبنان أن ينأى بنفسه عن نيران الخراب الحاصل في المنطقة العربية؟ أجاب العريضي: «نعيش حالة من حالات الخراب، فلقد خرّبنا الدولة وخرّبنا الفرَص التي أعطيَت لنا من الخارج، وهذا خراب من نوع آخر»، متابعاً: «أخذنا نصيبَنا من الحرب لمدّة 15 سنة وأكمَلنا التخريب في السياسة وفي الإدارة».

الحوار الثنائي الخميس

وفي هذه الأجواء، قالت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» إنّ الاتصالات التي سبَقت تخصيص رئيس مجلس النواب نبيه بري يومين لتقبّل التعازي بوفاة شقيقته دفَعته الى طلب تأجيل اللقاء الثاني والعشرين من الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» من نهار أمس الإثنين الى بَعد غد الخميس في17 الجاري لاستكمال البحث من حيث انتهَت الجلسة الحادية والعشرون قبل أسبوعبن تقريباً.

وقالت المصادر إنّ الجلسة السابقة أجرَت تقويماً لِما تَحقّق على مستوى الاستحقاق الرئاسي ومبادرة الرئيس الحريري باتّجاه ترشيح النائب فرنجية، لكنّ الخطوات التي كانت متوقّعة قد تمّت فرملتُها الى أجلٍ غير مسَمّى، كما سيتناول المجتمعون قضايا سياسية ووطنية مختلفة ما زالت مطروحة على جدول أعمال الحوار بينهما.

ومن المتوقع ان تكون جلسة الخميس للحوار الثنائي الأخيرةَ لهذا العام، باعتبار أنّ فترة ما قبل عيد الميلاد ستَشهد الجولة الحادية عشرة لهيئة الحوار المقرّرة يوم الإثنين المقبل في الحادي والعشرين من الشهر الجاري في عين التينة بدلاً من مجلس النواب، لإبعاد سلسلة التدابير الأمنية التي تُرافقها عن وسط بيروت عشية عيد الميلاد.

ملف النازحين

وفي ملفّ النازحين السوريين، كشفَ وزير العمل سجعان قزّي لـ«الجمهورية» أنّ مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون السكّان واللاجئين السيّد سيمون هانشاو طرَح عليه خلال زيارته أمس إمكانية وضعِ برنامج لإيجاد فرَص عمل للنازحين السوريين لكي يساهموا في بناء بلادهم حين يعودون إليها، فأكّد له قزي أنّ في لبنان لا يوجد سوريون بلا عمل إنّما يوجد لبنانيون عاطلون عن العمل، وبالتالي في بلد بلغَت نسبة البطالة فيه 25 % وبطالة الشباب 36% وعدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت سقف الفقر 3،27 % لا يستطيع إيجاد عمل لغير بَنيه، علماً أنّ لبنان هو بحاجة دائماً منذ عقود وعقود إلى يد عاملة سورية في قطاعات معيّنة من اقتصاده».

ترحيل النفايات

على صعيد آخر، عاد ملف النفايات إلى الضوء مجدداً بعد إعلان وزير الزراعة اكرم شهيّب انّ موضوع ملف ترحيل النفايات اصبَح في نهاياته.
وقال شهيّب بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملف النفايات الذي انعَقد امس برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام وحضور الوزراء: علي حسن خليل، نهاد المشنوق، اكرم شهيّب ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر: «بعد تعطيل خطة مطامر النفايات كان لا بدّ من الذهاب الى موضوع الترحيل بشكل جدّي وعملي وعِلمي وبما يتلاءَم مع مصلحة الخزينة اللبنانية وقدرات الدولة اللبنانية من خلال البنى التحتية التي تسمح بعملية الترحيل، هذا العمل أخَذ وقتاً طويلاً سواءٌ كان مع الإدارات المعنية أو في مراكز الفرز والتوضيب في لبنان أو من خلال الشروط الدولية الموضوعة على عملية الترحيل كون لبنان مرتبطاً باتفاقية بازل».

ولفتَ الى أنّه عرض في الاجتماع «كلّ الذي قُمنا به من تحضيرات على المستوى القانوني والإداري والفنّي والعلمي، والعروض التي قدّمت والشركات التي تمّ اختيارُها، وتمّ التوقيع على ورقة أوّلية تمهيداً لموافقة مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة».

ولفتَ الى أنّه جرى البحث عن مصادر التمويل مع وزارتي المالية والداخلية ومع مجلس الإنماء والإعمار، وأنّ أجوبة الوزارات المعنية ستكون خلال 48 ساعة المقبلة، وسيكون هناك اجتماع في الخامسة من عصر الأربعاء لعرض الموضوع على مجلس الوزراء».
«تنويم» إقليمي لـ «خيار فرنجية»... فمتى تعويمه؟
الحريري ماضٍ في «التسوية الموجعة» لأن «ما حدا أكبر من بلده»
 بيروت - «الراي»
لن يتصاعد أي «دخان أبيض» من الجلسة 33 لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان التي تنعقد غداً، بعدما لفّ «الغبار الكثيف» مصير المبادرة غير الرسمية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري بطرْح اسم زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية للرئاسة، والتي تحاصرها اعتراضاتٌ على الضفّتين المسيحيّتين لقوى 8 و 14 آذار يواكبها «حزب الله» برغبةٍ في «التخفيف من سرعة» اندفاعة الحريري، وذلك بهدف ضبط إيقاع التسوية الرئاسية بما يتلاءم مع «التوقيت» الاقليمي، الذي تُعتبر ايران المحور الرئيسي فيه و«مستلزمات» التسوية لبنانياً، وتحديداً بالنسبة الى قانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئاسةً وتركيبةً وبياناً وزارياً.
وفيما لم تلتئم أمس جلسة الحوار الوطني بعدما كان رئيس البرلمان نبيه بري أرجأها الى الاثنين المقبل بسبب وفاة شقيقته، بدا واضحاً في بيروت ان كل «المكابح» التي «فرْملت» طرْح الحريري اسم فرنجية، الذي يُعتبر بمثابة «العرض الذي لا يمكن رفْضه» من فريق 8 آذار، لم تفضِ الى «موت» المبادرة، وسط اقتناع أوساط سياسية بأن لا بدائل حتى الساعة عن هذه المبادرة، فإما ان يُفرج في كنفها عن الانتخابات الرئاسية بـ «ولادة طبيعية» وإما يكون الحلّ «قيصرياً» او يستمرّ الفراغ الى أمدٍ بعيد.
واستوقف دوائر سياسية مطلعة ان الرئيس الحريري أطلق منذ السبت إشارتيْن متوازيتيْن بالغتيْ الدلالات: الاولى من خلال «اتصال الساعة» بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع والذي عكس رغبة في ترميم العلاقة بين مكّونات 14 آذار بحيث لا يشكّل الاختلاف في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، في ضوء تحفّظ جعجع «السياسي» عن خيار فرنجية، الى فرْط عقد تحالف «ثورة الأرز». والثانية الاتصال الذي أجراه اول من امس بالنائب فرنجية والذي خلص بنتيجته إلى تأكيد «متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية»، وهو ما عنى عملياً ان المبادرة غير الرسمية بطرْح اسم زعيم «المردة» قائمة وان رئيس «تيار المستقبل» جدّي فيها. علماً ان تقارير اشارت الى ان الحريري وضع فرنجية في أجواء اتصالاته المتعلقة بالملف الرئاسي سواء مع جعجع او أطراف آخرين.
واذا كان فرنجية سيحدد موقفه من طرْح اسمه للرئاسة في إطلالة تلفزيونية منتظرة بعد غد، لا سيما انها تأتي بعد اللقاءين اللذين عقدهما مع كل من العماد ميشال عون والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وخلصا الى استمرار «أولوية» ترشيح عون، فإن أوساطاً سياسية قدّمت عبر «الراي» قراءة لخلفيات «عدم حماسة حزب الله» للسير «اليوم» بخيار فرنجية، وتالياً بالإفراج عن الاستحقاق الرئاسي.
وبحسب هذه الأوساط، فإن «حزب الله» الذي يتعاطى مع طرْح الحريري اسم فرنجية على انه مجرّد «فكرة» وان لا ضوء اخضر سعودياً للذهاب بهذا الترشيح حتى النهاية، لا يريد ان يكون حلّ الملف الرئاسي وفق «صفقة محلية» بل يرغب في ان يكون الامر من ضمن «الأخذ والردّ» بين ايران والسعودية حول الملفات الساخنة، لا سيما اليمن وسورية، معتبرة انه اذا كانت الرياض لا تمانع إنجاز الاستحقاق الرئاسي انسجاماً مع رغبتها في تحييد لبنان ما أمكن عن تداعيات أزمات المنطقة، فإن طهران قد لا ترغب في التفريط بورقة الملف الرئاسي - ولو ان فرنجية هو مرشحها الفعلي- بمعزل عن توظيفه في إطار «صفقة اقليمية - دولية» غير ناضجة حتى الآن.
ومن هنا، توقّفت الأوساط باهتمام عند كلام نُقل عن مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون القنصلية حسن قشقاوي وقوله لتلفزيون «العالم» إن مستوى من الحوار بدأ بين السعودية وإيران حول العلاقة الثنائية والملفات الإقليمية، علماً ان هذا الموقف ترافق مع ترشيح الرياض سفيراً جديداً لها لدى طهران التي تقوم بدرس أوراقه، تمهيداً لقبول اعتماده.
وفي موازاة ذلك تشير الأوساط نفسها، الى ان الرئيس الحريري يمضي في خيار فرنجية لاقتناعه بأنه بعد نحو 19 شهراً على الفراغ الرئاسي فإن هذا هو المخرج الوحيد حتى الساعة الذي يمكن ان يُحدِث اختراقاً في الملف الرئاسي، بما يوقف حال الاهتراء التي «تأكل» المؤسسات الواحدة تلو الأخرى وبما يمنع انهياراً اقتصادياً يمكن ان يصيب البلاد بحال استمرّ الشغور وقتاً اضافياً.
ووفق الأوساط عيْنها فان مؤيدي طرْح زعيم «المستقبل» يشيرون الى انه يتعاطى مع التسوية الرئاسية انسجاماً مع «مدرسة» والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي لطالما اعتبر ان «السيء يبقى أفضل من الأسوأ» وان «ما حدا أكبر من بلده»، موضحين ان هناك في مكان ما انطباعا بأن «الرئيس سليمان فرنجية»، الصديق للرئيس بشار الاسد، لن يكون هو نفسه بعد رحيل الأسد وان وجود رئيس يُطمْئن «حزب الله» قد يشكل عاملاً مريحاً للوضع اللبناني بعد عودة الحزب من سورية، وايضاً عنصر طمأنة لمرحلة ما بعد الأسد داخل سورية.
وفي موازاة ذلك، برز كلام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله اول من امس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اذ أمِل في ان «يدرك اللبنانيون قيمة وطنهم الذي يعتبر جوهرة في الشرق، ويشكل مع مصر دعامة مشتركة ومتبادلة»، مبدياً حرصه الشديد «على لبنان وعلى ضرورة ان يجد طريقه الى الاستقرار السياسي»، ولافتاً الى «ان لبنان يستحق التضحية من اجله وان يتعالى الجميع عن حساباتهم الخاصة لانقاذه». وشدد السيسي على «أهمية الحوار بين كل مكونات الوطن»، مؤكدا انه «لن يألو جهدا لمساعدة لبنان للخروج من أزماته».
الحريري متمسك بطرحه رغم العقبات
فتفت لـ«السياسة»: المبادرة الرئاسية مازالت على الطاولة وزيارة فرنجية دمشق للقاء الأسد لاتفيدها
بيروت – «السياسة»:
بعد تعثر المبادرة الرئاسية التي طرحها رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري ويعمل على تسويقها لدى القوى السياسية، فإن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الـ33 المقررة غداً لن تختلف عن سابقاتها، وبالتالي فإن الأزمة الرئاسية القائمة في لبنان سيتم ترحيلها على أقرب تقدير إلى العام الجديد، إلا في حال حصول اختراق جدي في الجدار المسدود وهو أمر مستبعد، بسبب تزايد الاعتراضات على المبادرة الحريرية وتحديداً من جانب مسيحيي «8 و14 آذار»، الأمر الذي يجعل تنفيذها صعباً إذا استمر الوضع على حاله.
وفي سياق محاولاته للإبقاء على التسوية الرئاسية على قيد الحياة، أجرى الحريري، بحسب مكتبه الإعلامي، اتصالاً هاتفياً بالنائب سليمان فرنجية، تبادلا خلاله الرأي حول مستجدات الأوضاع السياسية والاتصالات الجارية، وأكدا متابعة التشاور والمضي في المسار المشترك لانتخاب رئيس الجمهورية.
وفي هذا السياق، أكد عضو «كتلة المستقبل» النائب أحمد فتفت لـ «السياسة»، أن «التواصل مستمر، لأن هناك فكرة مبادرة ما زالت مطروحة على الطاولة، لمحاولة إنقاذ الوضع الرئاسي في لبنان وعمل المؤسسات، وضمن هذا الإطار كان الاتصال بين الرئيس الحريري والنائب فرنجية»، لافتاً إلى أن «الحريري ما زال مصمماً على فكرة المبادرة، لأنه مقتنع بها، طالما أنه ليس هناك بدائل ويجب أن نستكشف حتى الآخر إمكانية هذه الفكرة. ولذلك فإن التواصل مطلوب حتى إيجاد حلول».
وأضاف إنه جرى تقييم لمسار المرحلة الحالية بين رئيس «المستقبل» ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث كان تشديد على أن تكون هناك وحدة عمل في قوى «14 آذار».
ورداً على سؤال عن احتمال زيارة فرنجية دمشق للقاء «صديقه» رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال فتفت إنه لا يرى فائدة من هكذا زيارة، مؤكداً أنه «في حال حصولها لا تفيد المبادرة الرئاسية».
من جهتها، أكدت مصادر بارزة في قوى «14 آذار» لـ «السياسة»، أن هناك صعوبات كبيرة أمام نجاح المبادرة الرئاسية، لأن هناك خشية من أنه في حال وصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية وفي ظل إمساك قوى «8 آذار» ممثلة بالرئيس نبيه بري بمجلس النواب، بأن يعمد هذا الفريق إلى فرض قانون الانتخابات الذي يتوافق مع مصلحته، ما يعني توجيه ضربة كبيرة لقوى «14 آذار» التي ستخسر نفوذها السياسي والشعبي ومن هنا، فإن هناك محاذير كثيرة تحول دون أن تبصر المبادرة الرئاسية النور.
إلى ذلك، أكد وزير الزراعة أكرم شهيب بعد اجتماع لجنة متابعة ملف النفايات برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام، أن موضوع ترحيل النفايات أصبح في نهاياته، معلناً عن اجتماع سيعقد غداً لعرض الموضوع على مجلس الوزراء، في وقت أكد الرئيس سلام أنه لن يدعو إلى جلسة للحكومة إلا عند إيجاد حل نهائي لقضية ترحيل النفايات.
القذافي أول موقوف في قضية الصدر.. و«التيار الوطني» يطلب «الحرم الكنسي» لموارنة «اللقاء الديموقراطي»
«الترحيل» ينتظر التمويل: «عرضان» أمام الحكومة
المستقبل...
جلسة رئاسية جديدة غداً لمزيد من التوكيد على أنّ التعطيل لا يزال سيد نفسه في المجلس يخطف رئاسة الجمهورية ويرهنها لمشيئة «حزب الله» وعزمه على الاستمرار في عرقلة إنجاز الاستحقاق وإرجائه من ترحيل إلى ترحيل بعدما نجح أخيراً في فرملة زخم التسوية الرئاسية وصد فرصة انتخاب مرشحها النائب سليمان فرنجية حتى إشعار آخر يترقب المتابعون أن تتضح معالمه أكثر بعد غد الخميس من خلال ما سيقوله فرنجية خلال إطلالته المتلفزة عبر «كلام الناس». وإذا كان الترحيل الرئاسي المستمر هو أبغض الحرام بحق الوطن ومؤسساته واقتصاده ومصالح أبنائه، فإنّ نهج التعطيل نفسه جعل من خيار «الترحيل» في ملف أزمة النفايات أبغض الحلال وأفضل الحلول المتاحة أمام الدولة بعد إجهاض كل خطط الطمر البيئية والعلمية الأخرى، فباتت مسألة طرحه على طاولة مجلس الوزراء مسألة وقت بانتظار اتضاح سبل تمويل عملية الترحيل المنشودة، في وقت علمت «المستقبل» أن الاتجاه هو نحو إحالة عرضين مقدمين من شركتين مهتمتين بالنفايات اللبنانية ومستوفيتين كامل الشروط المطلوبة لطرحهما أمام الحكومة تمهيداً لاختيار العرض الأفضل بينهما وإقراره.

وأوضح وزير الزراعة أكرم شهيب إثر انتهاء اجتماع اللجنة المعنية برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السرايا الحكومية أمس أنّ كل مستلزمات عملية الترحيل أنجزت كحل مؤقت لمدة 18 شهراً، والأمور أصبحت تنتظر تحديد مصادر التمويل التي من المُفترض اتضاحها ربطاً بأجوبة واقتراحات وزيري المالية علي حسن خليل والداخلية والبلديات نهاد المشنوق خلال اجتماع اللجنة مجدداً غداً الأربعاء. ورداً على سؤال لـ«المستقبل»  آثر شهيب التحفظ عن تسمية أي من الشركات المقترحة لتلزيمها عملية ترحيل النفايات إلا أنه أكد في الوقت عينه إمكانية طرح شركتين على طاولة مجلس الوزراء باعتبار الشروط والضمانات المطلوبة متوفرة في العرض المقدم من كل منهما. وفي ما يتعلق بكلفة الترحيل اكتفى شهيب بالإشارة إلى أنها أقل مما هو متداول إعلامياً، معرباً عن أمله في إنجاز الملف قبل نهاية العام.

توقيف القذافي

قضائياً، برز أمس إصدار المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة مذكرة توقيف وجاهية بحق هنيبعل معمر القذافي بجرم كتم معلومات في قضية إخفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، ما يجعل من القذافي الموقوف الأول في القضية التي ينظر بها المجلس العدلي. علماً أنّ القضاء اللبناني حسم مسألة عدم تسليمه إلى بلاده والإبقاء على محاكمته وفقاً للقوانين المرعية أمام المجلس، وأوضح النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود لـ«المستقبل«  أنّ وكيلة القذافي أبرزت أمس نسخة عن قرار صادر عن وزير العدل الليبي قبل 8 أشهر يطلب عدم تسليمه إلى بلاده بسبب الأوضاع الأمنية المتردية هناك.

«التيار» يرد كنسياً على «اللقاء»

في الغضون، لفت الانتباه في شريط الأحداث الإخباري أمس رد «التيار الوطني الحر» كنسياً على خطوة تقديم نواب «اللقاء الديمقراطي» طعناً دستورياً بالقانون المعجل المتعلق بتحديد شروط استعادة الجنسية للمتحدرين. إذ تقدم كل من عضو الهيئة التأسيسية في «التيار الوطني» ناجي الحايك والمحامي وديع عقل بكتاب شكوى إلى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي تضمن طلب إلقاء «الحرم الكنسي» على ثلاثة نواب من الطائفة المارونية هم فؤاد السعد، ايلي عون وهنري الحلو لتقديمهم الطعن باعتباره «يقع في خانة حضّ مسيحيي الانتشار على الابتعاد عن أرضهم».
المحقق العدلي أصدر مذكرة وجاهية بحقه بعد استجوابه وهنيبعل القذافي الموقوف الأول بكتم معلومات في قضية الصدر
المستقبل...كاتيا توا
حوّل المحقق العدلي في جريمة إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين القاضي زاهر حمادة، هنيبعل القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، من شاهد في القضية الى متهم بإصداره امس مذكرة توقيف وجاهية بحقه بجرم كتم معلومات في الملف سنداً إلى المادة 408 من قانون العقوبات.

وذكرت مصادر قضائية أنه على الرغم من أن المتهم هنيبعل لم يكن يوم الحادثة قد بلغ السنتين من عمره، كونه من مواليد 15 ايلول العام 1976 فيما جريمة الخطف وقعت في الحادي والثلاثين من آب العام 1978، إلا أنه سبق أن تبوأ مناصب مهمة إبان الحكم، حين كان والده رأس الدولة، وبالتالي فإنه كان على اطلاع على الجرائم التي ارتكبها الأخير ومنها جريمة الخطف.

وأعطى الإجراء القانوني بحق القذافي الذي بات الموقوف الوحيد في القضية، زخماً للملف الذي ينظر فيه المجلس العدلي والمحقق العدلي على حد سواء بعد أن تقدمت عائلة الإمام المغيّب بادعاء إضافي على متهمين جدد كان القرار الاتهامي قد اعتبرهم مجهولي الهوية فيما شمل القرار آنذاك اتهامات، الى القذافي، ستة من معاونيه.

في المقابل، فان القضاء اللبناني حسم، بعد اصدار مذكرة التوقيف بحق القذافي، مسألة عدم تسليمه الى بلاده استناداً الى النشرة الحمراء الصادرة عن الانتربول الدولي بحق القذافي وجميع أفراد عائلته، على اعتبار أنه أصبح متهماً في ملف إخفاء الإمام الصدر وستتم محاكمته وفقاً للقوانين المرعية الإجراء إمام المجلس العدلي.

وفي هذا الإطار، أوضح النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود، رداً على سؤال لـ«المستقبل»، أن وكيلة الموقوف هنيبعل أبرزت إمس نسخة عن قرار صادر عن وزير العدل الليبي قبل ثمانية أشهر يقضي بعدم تسليمه الى بلاده بسبب الوضع الإمني هناك. وأكد حمود أن القضاء اللبناني لم يرسل أي طلب الى السلطات الليبية لاسترداد القذافي حتى الآن، كما لم يتسلم أي طلب بهذا المعنى من أي دولة أخرى.

من جهتها، تحركت عائلة الامام الصدر، وتقدم كل من المحاميين خالد الخير وشادي حسين بادعاء إمام النيابة العامة التمييزية ضد هنيبعل القذافي بجرم التدخل في خطف الامام الصدر ورفيقيه. واعتبر حسين أن «جرم الخطف هو جرم متماد ومستمر طالما أن المغيبين مجهولو المصير، ويعتبرون بالتالي في السجون الليبية أو على أراضي الدولة التي تمت فيها عملية الخطف». وأوضح أن الموقوف هنيبعل القذافي «هو أحد أبناء المتهم الرئيسي معمر القذافي، وبالتالي من ضمن الحلقة الضيقة للعائلة بحيث كان والده يتخذ القرارات ما يؤكد أن هنيبعل كان على علم بجريمة الخطف ويعتبر متدخلاً بشكل أو بآخر في الجريمة».

وقال حسين بعد قرار توقيف القذافي لـ«المستقبل»: «ان قرار القاضي حمادة بشأن توقيف القذافي يؤكد صوابية الادعاء الذي تقدمت به العائلة ضده». وأشار الى أن القاضي حمود تريث في قبول الشكوى حينها بانتظار التحقيق مع المتهم، وأن العائلة ستعاود تقديم الشكوى اليوم بعد مذكرة التوقيف وجلاء القضية.

وكانت وكيلة عائلة القذافي المحامية بشرى الخليل قد واكبت أمس جلسة هنيبعل، الذي دخل الى دائرة القاضي حمادة شاهداً وخرج منها بعد خمس ساعات متهماً، فاعترضت إثر ذلك على عدم حضورها مع موكلها بعد استجوابه كمتهم، وتوجهت الى القاضي حمادة بنبرة قاسية قائلة له إن ما أقدم عليه «غير قانوني»، فردّ عليها بحزم بأن المتهم طلب استجوابه من دون محامٍ عندما سئل عما اذا كان يرغب في توكيل محام.

وعند الساعة الواحدة بعد الظهر، أحضرت قوة من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي هنيبعل القذافي الذي بدا نحيل الجسم ويسير بصعوبة منحني الظهر، كما بدت على وجهه الشاحب آثار الضرب الذي تعرض له أثناء اختطافه يوم الجمعة الماضي قبل تسليمه الى القوى الأمنية.

وقرابة السادسة مساء، وبعد عرض افادة القذافي على النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود بصفته مدعياً عاماً عدلياً في القضية، قرر القاضي حمادة إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق القذافي، الذي سمح له لثوان بمحادثة زوجته اللبنانية ألين سكاف الموجودة خارج البلاد، على هاتف شقيقها الذي كان متواجداً في قصر العدل. وأعيد بعد ذلك الى سجنه لدى شعبة المعلومات.
موفد أميركي يلتقي قزي: إلتزامنا قوي بمساعدة النازحين السوريين في لبنان
بيروت - «الحياة» 
أكَّد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون السكان واللاجئين سيمون هانشاو أن «إلتزامنا قوي وكبير وتعهدنا تقديم المساعدات إلى النازحين على جميع الاراضي اللبنانية»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة قدَّمت ما يقارب بليون دولار في السنوات الأربع الأخيرة إلى لبنان في مجال مساعدة النازحين السوريين». وأشار إلى أنه «يمكننا التعاون مع لبنان لإيجاد حل وتسهيل الأمور وخلق جو عام مليء بالإيجابية حيال حل أزمة النازحين».
وقال هانشاو بعد لقائه وزير العمل سجعان قزّي على رأس وفد يرافقه القائم بالأعمال الاميركي في لبنان السفير ريتشارد جونز: «بالنسبة الى المشاريع التي نقدمها، هي في مجملها مساعدات مقدمة من الحكومة الأميركية، وتوضع مشاريع لمساعدة النازحين في لبنان من خلال العديد من الجمعيات غير الحكومية».
ورداً على سؤال نفى أن يكون تطرّق مع قزي الى موضوع الإستحقاق الرئاسي، وقال: «أهتم بالأعمال الانسانية فقط ولكن الحكومة الأميركية ستواصل دعمها لبنان حكومة وشعباً بقدر المستطاع».
وأوضح قزّي أن «الموفد الأميركي أبدى حرصاً على أمن واستقرار لبنان وضرورة تنظيم الوجود السوري فيه بشكل لا يؤذي استقراره».
وقال: «أكدنا أنه مع كل ترحيبنا بالنازحين بسبب الحرب في سورية، فإننا لسنا في وارد أن نخلق وضعاً يؤدي الى استقرار النزوح السوري في لبنان إنما الى عودة النازحين الى سورية». وأضاف: «من الآن وحتى يعودوا، فإن سوق العمل في لبنان مفتوح في قطاعات عديدة للسوريين الذين يعملون في لبنان حتى قبل الحرب».
وفي السياق، أوصت ورشة العمل التي نظمتها الأمانة العامة للمجلس النيابي ولجنة حقوق الانسان النيابية بالتعاون مع المنسقة العامة للأمم المتحدة للعمل الإنساني، بشأن تحديد احتياجات لبنان الاقتصادية والخدماتية في ظل التحدي البشري الإنمائي الذي يمثله النازحون، بسلسلة نشاطات إنمائية وصحيّة.
وركَّزت التوصيات على علاج النازحين عبر وزارة الصحة، دعم المؤسسات الأمنية مالياً وتقنياً، الذهاب الى مؤتمر لندن بقائمة موحدة للحاجات والأولويات من الدولة بالتعاون مع المنظمات الدولية، المساعدة على معالجة الدين العام. وحضر الورشة وزراء ونواب وممثلون عن الدول المانحة.
وتطرق النائب ميشال موسى ممثلاً رئيس المجلس نبيه بري إلى «الوقائع المتَّصلة بالنازحين السوريين والفلسطينيين»، مشيراً إلى أن «التدفقات المالية وحدها والتوظيفات الكبيرة لمئات العاملين في الأجهزة الدولية على حساب المشكلة، لا يمكنها أن تحل مشكلة إنسانية متفاقمة لم تمنع أعداداً من النازحين من الإستعطاف على الطرق».
واعتبر أن «الحل الجذري للمشكلة هو المساهمة في إعطاء زخم للحل السياسي في سورية وعودة الإستقرار والأمن إليها، وإعمارها وعودة النازحين إلى وطنهم».
وإذ شدد على أن «هناك حاجة وطنية شاملة لوضع خطة مقاربة متكاملة لا خطة مقاربة قطاعية»، لفت إلى أن «لبنان يحتاج الى دعم مالي وتقني في المجال الأمني للتدقيق في كشوفات النازحين الإجمالية والحركة عبر الموانئ الشرعية ومراقبة الحدود البحرية والبرية وكذلك تسجيل حركة الدخول والخروج الى المخيمات الفلسطينية».
وشدّد منسق الأمم المتحدة والمنسق الإنمائي فيليب لازاريني على أن «مسؤولية التصدي لأزمة اللاجئين هي مسؤولية جماعية».
وأكد ان «اللاجئين السوريين لن يبقوا في لبنان، وسيعودون الى وطنهم وسيساعدون في إعادة بناء مجتمعهم واقتصادهم».
ورأى ان «لبنان سيكون بوابة لإعادة إعمار سورية عبر موانئه وطرقاته وخبراته وقطاعه المصرفي ومعرفته العميقة بسورية ومواطنيها».
وأشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الى «دور لبنان الريادي في تحمل العبء الأكبر للأزمة»، مؤكدة «ضرورة سماع اقتراحات اللبنانيين من أجل نقلها الى المتجمع الدولي». ولفتت الى ان «مهمتها تذكير المجتمع الدولي بعدم نسيان لبنان».
«حزب الله» يحبط تسللاً في جرود القاع ويكمن لمسلحين في جرود قارة
بيروت - «الحياة» 
< تحدث موقع «العهد» الإخباري التابع لـ «حزب الله» عن إحباط مقاتلي الحزب «محاولة تسلل لعدد من إرهابيي تنظيم «داعش» باتجاه تلال الحمرا الواقعة بين جرود القاع وجرود رأس بعلبك، في وقت شيع الحزب عدداً لافتاً من مقاتليه سقطوا في سورية.
وأوضح الموقع أن المقاتلين «رصدوا مجموعات من مسلحي «داعش»، في السابعة مساء أول من أمس، أثناء محاولة تسلل لهم باتجاه التلال المذكورة. وفي العاشرة ليلاً اندلعت الاشتباكات واستخدم مقاتلو الحزب الأسلحة الرشاشة والصواريخ، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، ليتوقف القصف الناري في الحادية عشرة والنصف ليلاً، ويهرب ما تبقى من المسلحين وبينهم جرحى باتجاه جرود عرسال».
ولفت الموقع إلى أن مسلحي «حزب الله استهدفوا آلية كبيرة تضم مسلحين بواسطة عبوة ناسفة، تم تفجيرها من بعد، أثناء مرور الآلية عند مسلك عبور بين معبري الروميات ومرطبية في جرود قارة، كما استهدفوا تجمعاً للمسلحين في معبر الزمراني بالصواريخ، ما أدى الى مقتل وجرح العديد منهم».
وشيّع «حزب الله» وبلدات جنوبية وبقاعية عدداً من مقاتلي الحزب سقطوا في سورية. وتحدثت معلومات إعلامية عن مقتل 14 مقاتلاً في ريف حلب.
وفي بلدة زفتا شيَّع الحزب والأهالي محمد حسن علي أيوب الملقب بـ(سراج)، في حضور مسؤول المنطقة الثانية في «حزب الله» علي ضعون ووفود من القرى المجاورة.
وفي كفركلا، شيع الحزب مصطفى بسام شيت بمسيرة تقدمها عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية علي فياض وفاعليات.
وشيّع «حزب الله» في بلدة دير قانون - رأس العين الجنوبية محمد علي مرتضى (الســيد أمير) بمسيرة شارك فيها عضو الكتلة النيابية نواف الموسوي وشخصيات وفاعليات. كما شيع الحزب محمد ناصيف سموري (أبو قاسم) في بلدة شحور الجنوبية، بمسيرة شارك فيها عضو الكتلة النائب نواف الموسوي، وقيادات حزبية. وتكررت الهتافات المنددة بأميركا وإسرائيل والتكفيريين.
وفي بلدة الطيبة الجنوبية، شيع «حزب الله» علي حسين مبارك (ضياء).
وفي البقاع، شيع الحزب وأهالي بلدة علي النهري علي محمد أبو زيد (كرار)، بمشاركة النائب علي المقداد، وفاعليات المنطقة الحزبية واﻻجتماعية.
توقيفات
إلى ذلك، أوقف مكتب معلومات عكار في قوى الأمن الداخلي المدعو عبد القادر. ن. (1981) في خراج بلدة فنيدق للاشتباه بانتمائه إلى مجموعات مسلحة، كما أوقفت دورية من معلومات الأمن العام في محافظة عكار المدعو خ. م. (مواليد القليعات عكار 1987) في منطقة وادي خالد الحدودية، للاشتباه بانتمائه إلى تنظيم إرهابي.
من جهة ثانية، أعلنت المديرية العامة للأمن العام عن توقيف السوري (ص.ع.). الذي اعترف «بالتحقيق معه بنشاطه في أعمال النصب والاحتيال وتزوير بيانات قيد إفرادية وعائلية وشهادات رسمية وجامعية ودفاتر سوق دولية وإفادات سكن، لا سيما للرعايا السوريين وذلك مقابل مبالغ مالية».
وحذرت المديرية العامة للأمن العام الرعايا السوريين «من الوقوع في فخ هذا النوع من الأعمال الاحتيالية التي يمارسها بعضهم، وتطلب منهم التنبه والاتصال فوراً من أي هاتف ثابت أو خليوي على الرقم 1717 والدائرة الأمنية على الرقم 130، أو التقدم لدى أقرب مركز للأمن العام للإفادة عن هؤلاء الأشخاص، منعاً لتورطهم بأعمال غير قانونية وتعرضهم للمساءلة القانونية والملاحقة الجزائية».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,538,883

عدد الزوار: 7,636,978

المتواجدون الآن: 0