مصارف لبنانية أقفلت حسابات نواب «حزب الله» وبعضها رفض توطين رواتبهم...نيران سورية تستهدف طوّافة لبنانية وقتْل إرهابي هاجم الجيش في عرسال

«حزب الله» لفرنجية: عمرك يتيح لك الانتظار لفرصة أكثر ملاءمة...لبنان: الترويج لاتفاق «سلة» غير موجود يعيق انتخاب الرئيس ويمدد الفراغ

تاريخ الإضافة الجمعة 1 كانون الثاني 2016 - 6:27 ص    عدد الزيارات 2206    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

لبنان: الترويج لاتفاق «سلة» غير موجود يعيق انتخاب الرئيس ويمدد الفراغ
الحياة...بيروت - محمد شقير 
ما أن انتهى لقاء باريس بين زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري وبين زعيم تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية حتى سارعت جهات سياسية وحزبية، من بينها «حزب الله»، إلى الترويج لاتفاقهما على سلة متكاملة تشمل القضايا السياسية التي مازالت عالقة على أن ينتخب فرنجية رئيساً للبنان من ضمن الاتفاق على كيفية إيجاد الحلول لها، مع أن مثل هذا الاتفاق لم يكن حاضراً على طاولة الاجتماع وبقي محصوراً في رغبة الحريري في أن يطلق مبادرة لملء الشغور الرئاسي بدعم ترشح فرنجية لرئاسة الجمهورية.
أما لماذا الإصرار على إقحام لقاء باريس في ما يسمى بتفاهمهما على سلة سياسية متكاملة، على رغم أن لا علم للحريري وفرنجية بوجود تفاهم من هذا القبيل يتناول التركيبة الوزارية الجديدة في حال انتخاب الأخير رئيساً للجمهورية وأيضاً قانون الانتخاب الجديد.
وقالت مصادر وزارية ونيابية مواكبة للأجواء التي سادت لقاء باريس، إن إقحام اللقاء بالتفاهم على سلة سياسية متكاملة يأتي في إطار خطة إعلامية وسياسية منظمة للتحريض على فرنجية والحريري وتقديمهما للرأي العام على أنهما توصلا إلى صفقة سياسية تقوم على المقايضة بين انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية وبين إسناد رئاسة الحكومة العتيدة إلى الحريري.
وأكدت المصادر نفسها أن من يروّج لهذا الاتفاق يهدف أساساً إلى تهميش الأطراف الآخرين والترويج لما اشيع أخيراً من أن فرنجية قدم تنازلات جوهرية في مقابل دعم الحريري إياه للوصول إلى الرئاسة الأولى.
ولفتت إلى أن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي كان أول من تصدى للترويج لنظرية أن انتخاب الرئيس سيتم من ضمن الاتفاق على سلة سياسية متكاملة، وقالت إنه صارح وفد «حزب الله» برئاسة النائب السابق إبراهيم أمين السيد لدى زيارته بكركي لتهنئته بعيدي الميلاد ورأس السنة، بقوله إن هذا الأمر مرفوض لأنه يدفع في اتجاه تبادل الشروط والشروط المضادة وهذا ما يعيق انتخاب الرئيس ويؤدي حتماً إلى تمديد ترحيل انتخابه إلى أجل غير مسمى.
وكشفت المصادر عينها عن أن «المستقبل» يتقاطع في موقفه من السلة المتكاملة مع موقف الراعي، وقالت إن لا صحة لكل ما يقال ويشاع حول توافق الحريري وفرنجية على هذه السلة.
ونقلت عن قيادي بارز في «المستقبل» قوله إن ما يتطلع إليه الحريري عبر مبادرته هو تهيئة الظروف لانتخاب الرئيس، لأن إنهاء الشغور الرئاسي هو المدخل الوحيد للبحث في المشكلات السياسية الأخرى.
واعتبر هذا القيادي أن من يروج لوجود صفقة بين الحريري وفرنجية يخطط لإعاقة ملء الشغور في الرئاسة، وقال إن ربط انتخابه على قاعدة أنهما توافقا على صفقة، لا يشكل إلغاء للآخرين فحسب وإنما يريد استعجال حرق المراحل بشكل يخالف الدستور، معتبراً أن ربط الرئاسة بالاتفاق على سلة سياسية يتعارض والنصوص الدستورية. وسأل إذا ما كان «حزب الله» يريد من الترويج لوجود مثل هذه الصفقة أن يسبق انتخاب الرئيس اتفاق على تركيبة الحكومة الجديدة وضمانه للثلث المعطل فيها، إضافة إلى إقرار قانون انتخاب غير القانون الحالي؟ كما سأل عن مصير هذه الصفقة إذا أصرت قوى 14 آذار على ربطها بإيجاد حل لسلاح «حزب الله» في الداخل ووقف مشاركته في الحرب الدائرة في سورية إلى جانب الرئيس بشار الأسد، فهل يوافق الحزب على إدراج هذين البندين من ضمن ما يشاع عن وجود صفقة؟
وأكد القيادي نفسه، كما نقلت عنه المصادر، أن مجرد الربط سيقودنا إلى التشكيك بمدى جدية «حزب الله» في انتخاب الرئيس، لا سيما أنه يدرك أنه يعيق انتخابه ويصر على تكبير الحجر لتأخير إنجاز هذا الاستحقاق، إلا إذا كان يخطط للحصول مسبقاً على حصة وازنة في الحكومة وعلى قانون انتخاب يزيد من حجمه في البرلمان بذريعة أنه في حاجة إلى تحقيق مثل هذا الانتصار الذي قد يتزامن مع رغبته في الإعداد لانسحابه من سورية على مراحل.
وقال القيادي في «المستقبل» -وفق المصادر- إن «حزب الله» يتعامل مع الدخول العسكري الروسي على خط المواجهة في سورية إلى جانب النظام في حربه مع معارضيه، وكأنه بداية لمرحلة جديدة غير المرحلة التي سبقت تدخله. وبكلام آخر -كما يقول القيادي- فإن «حزب الله» بدأ يشعر مع التدخل العسكري الروسي وكأن حليفته إيران لم تعد قادرة على إملاء شروطها في أي تسوية تطرح لتسوية النزاع في سورية، باعتبار أن القرار هو الآن بيد موسكو وبالتالي لا خيار أمام الحزب إلا بتحسين شروطه في انتخاب الرئيس من خلال حصوله على ضمانات تحمي انسحابه التدريجي من سورية، ولا يمكنه توفيرها إلا بربط الانتخاب بالتفاهم على سلة سياسية متكاملة.
أما في شأن تمسك «حزب الله» بالتزامه دعم ترشح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية ووقوفه خلفه في كل قرار يتخذه، فقالت مصادر نيابية ووزارية، إن الحزب على موقفه الاستراتيجي من حليفه، لكنه لم يقفل الباب أمام احتمال التوصل إلى تسوية، وإلا لماذا سأل قيادي فيه عن الترضية التي يمكن أن نقدمها إليه، لأن من غير الجائز أن لا نسترضيه وإنما أن لا تكون الجائزة رمزية.
وبمعنى آخر، فإن الحزب يقترح تقديم جائزة سياسية دسمة لعون في حال عزف عن الترشح، مع أن هذا الاحتمال غير وارد حتى اللحظة، خصوصاً أن يقدم نفسه على أنه الحل. وهو يتساوى في هذا المجال مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع والرئيس أمين الجميل الذي يُنقل عنه قوله أمام زواره إن لا بديل غيره، وإن القرعة في النهاية ستقع عليه مهما تباينت المواقف منه.
كما يُنقل عن الجميل أنه على علاقة جيدة بجميع الأطراف، وأن انتماءه إلى «14 آذار» لا يقلل من حظوظه في الرئاسة، نظراً إلى انفتاحه على الآخرين، وأن علاقته بإيران من خلال سفيرها في لبنان جيدة، إضافة إلى تواصله مع «حزب الله».
لذلك، يراهن المرشحون الجميل وعون وجعجع على عامل الوقت، لعله يتيح لهم الفرصة لتبديد الاعتراضات على تأييدهم لرئاسة الجمهورية، وهذا ما دفع الراعي إلى مصارحة زواره من المهنئين بالأعياد بقوله أمامهم إن هؤلاء الثلاثة يعتبرون أنفسهم أقوياء وإن واحداً منهم يتصرف على أنه الحل للخروج من مأزق الشغور في الرئاسة الأولى.
ويُنقل عن الراعي قوله إن فرنجية أبلغه استعداده للخروج من السباق الرئاسي في حال تم الاتفاق على مرشح آخر يؤمن النصاب النيابي لانتخاب الرئيس، أما إذا كانوا يصرون على الترشح من دون أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار فإنهم يقطعون الطريق على مرشح يحظى بتأييد يمكن أن يؤدي إلى انتخابه.
وعليه، فإن الطريق إلى انتخاب الرئيس ما زالت غير سالكة، وقد يسمح عامل الوقت بتذليل العقبات التي تمنع انتخابه، خصوصاً أن مبادرة الحريري ما زالت قائمة ويصر على تحريكها وإعادة الزخم إليها فور انقضاء عطلة الأعياد. مع أنه يسجل له أنه وحده كان وراء إعادة الروح إلى الاستحقاق الرئاسي، وبالتالي إلى إدراجه على جدول الأعمال للعام 2016.
فالحريري -كما تقول المصادر- كان وراء إحداث خرق في الجدار السياسي الذي يعيق انتخاب الرئيس ومن يرفض مبادرته لم يتمكن من طرح أي بديل يتجاوز شعار «أنا أو لا أحد» ويكتفي بالهجوم على هذه المبادرة وتحميلها وزر ما يشاع من أنها مجرد صفقة بين الحريري وفرنجية، على رغم أن لقاء باريس تناول العناوين الرئيسة للأزمة والقضايا التي ما زالت موضع الاشتباك السياسي المتواصل بين الأطراف، من دون أن يقترن باتفاق شامل دفع البعض إلى التعامل معه وكأنه بمثابة مسودة «لخطاب القسم» الذي سيلقيه فرنجية فور انتخابه. كما أن مبادرة الحريري ما زالت حية، ليس لدى رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط فحسب، وإنما لدى «المستقلين» في «14 آذار» وأطراف في «8 آذار»، وإن كانوا يصرون على مراعاة عون لعل «حزب الله» ينجح في إقناعه بتعديل موقفه أو بالنزول إلى البرلمان ويترك للنواب اختيار الرئيس.
فهل يبدي «حزب الله» استعداداً لإقناع عون بتعديل موقفه المتشدد من فرنجية، أم أنه يتخذ من تصلب حليفه ذريعة لتمديد الفراغ في رئاسة الجمهورية، علماً أن الحزب كان تخلى عن «الجنرال» في عدد من المعارك التي خاضها الأخير، وأبرزها رفضه التمديد للبرلمان، وأيضاً للقادة العسكريين من دون العودة إلى مجلس الوزراء؟
والى أن تتبلور المواقف من الرئاسة وتستقر على صيغة نهائية لا عودة عنها، فإن طرح تفعيل العمل الحكومي يفتح الباب أمام السؤال عن إمكان التوافق على صيغة تعيد الإنتاجية إلى مجلس الوزراء وتوقف مسلسل التعطيل المقصود، مع أن هناك من يعتقد أن استقبال العام الجديد بضرورة إنقاذ الوضع الحكومي يمكن أن ينطوي على رسالة مفادها أن انتخاب الرئيس سيكون متعذراً وأن إعادة الروح إلى مجلس الوزراء قد تكون مطلوبة وإلا فليتحمل من يقاطع الجلسات مسؤولية جر البلد إلى الهاوية في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر فيها، وبالتالي لا خيار إلا باستئناف هذه الجلسات مع احتمال ترحيل الاستحقاق الرئاسي في «إجازة قسرية».
 
 
فتحعلي يزور قبلان وحسن معايداً: علينا توحيد الصفوف لمواجهة خطر «داعش»
المستقبل..
رأى سفير الجمهورية الاسلامية الإيرانية في لبنان محمد فتحعلي أن «للعلماء دوراً هاماً في مواجهة داعش»، مشدداً على وجوب «أن نعمل لتوحيد الصفوف وتكثيف الجهود لمكافحة هذا الخطر الارهابي الذي يستمد جذوره من العدو الصهيوني لأنه خطر يهدد الجميع والمنطقة برمتها بل كل العالم«.

زار فتحعلي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في مقر المجلس امس، مهنئاً بالاعياد، وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال قبلان: «الجمهورية الاسلامية الايرانية ثقل العالم الاسلامي التي نتمنى لها دوام التقدم والازدهار والعز، وعلى الدول الاسلامية أن تكون معها في السراء والضراء. وعلينا أن نحافظ على ايران لتبقى سنداً وملاذاً للشعوب الاسلامية المستضعفة، فاليوم أصبحت ركناً أساسياً من أركان الامة وهي صامدة في وجه التيارات المعادية للاسلام الصحيح الذي ينتصر للحق، لذلك نسأل الله أن يحميها وشعبها لتبقى ملاذاً للمستضعفين في العالم«.

أما فتحعلي فأوضح أن الزيارة «للتهنئة بمناسبة ميلاد الرسول الاكرم وولادة السيد المسيح والامام جعفر الصادق، وكانت هناك جولة أفق حول تطورات المنطقة وخصوصاً على الساحة السياسة اللبنانية«، معرباً عن اعتقاده أنه «بعد بروز ظاهرة داعش، هنالك على العلماء دور هام في مواجهته، لذلك يجب علينا أن نعمل لتوحيد الصفوف وتكثيف الجهود لمكافحة هذا الخطر الارهابي الذي يستمد جذوره من العدو الصهيوني لأنه خطر يهدد الجميع والمنطقة برمتها بل كل العالم«.

كما زار فتحعلي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دار الطائفة في فردان، وعرض معه لمجمل التطورات والأوضاع العامة.

وأكد حسن «أهمية أن تبادر الدول الإسلامية الأساسية، ومنها إيران إلى تعزيز الحوار والتفاهم ولعب الدور الإيجابي، لوقف الاقتتال المشتعل في أكثر من مكان ولرفع الظلم والعنف عن كاهل شعوبنا، وتوحيد الجهود في مواجهة العدو الإسرائيلي«، آملاً «أن يحمل العام الجديد تباشير الخير والسلام، وأن تنقضي عن شعوبنا العربية والاسلامية كل المآسي والمظالم«.

وقال فتحعلي: «تحدثنا في اللقاء عن تطورات المنطقة وخصوصاً حول الساحة السياسية اللبنانية، وعبّرنا عن أملنا في أن تكون السنة الجديدة سنة الخير والبركة لهذا البلد الشقيق العزيز لبنان«.
 
«جمهورية الفراغ» في لبنان تبحث عن «الرئيس المفقود» في روزنامة 2016
«حزب الله» لفرنجية: عمرك يتيح لك الانتظار لفرصة أكثر ملاءمة
الرأي... بيروت - من وسام أبو حرفوش
لم تُلْغِ بيروت احتفالاتها بعيد رأس السنة، على عكس ما تَسبب به الـ «الهلع الأمني» في باريس وبروكسيل. فالعاصمة اللبنانية أصرّت على «الهرْج والمرْج» في وداع عامٍ غير مأسوف عليه واستقبال سنةٍ غير واعدة على الأرجح.
حبّ الحياة، او ربما الهروب الى الأمام، دفع باللبنانيين ومعهم «نظراؤهم» من اللاجئين السوريين الى تمضية ليلة «ليلاء» في مناخٍ غلبت عليه العواصف... أمطارُ من فوق، وأطنان نفايات من تحت، مرابع ليلية غصّت بالرواد وشاشات غصّت بمبارزاتٍ في تَوقُّع الآتي من أحداث.
ولم تحجب الأسهم النارية والمفرقعات وطوفان الأضواء في حفل التسليم والتسلّم بين الـ 2015 والـ 2016، الواقع المأسوي لـ «جمهورية الفراغ» التي تضجّ بأزمات سياسية ودستورية واقتصادية واجتماعية يئنّ تحت وطأتها المصير الوطني برمّته على وقع المخاوف الأمنية المتعاظمة.
وفي أوّل يوم عمل من السنة الجديدة، يعود اللبنانيون الى قديمهم بحثاً عن الرئيس الضائع بعد 20 شهراً من الفراغ في رأس الجمهورية، عن الحكومة الغائبة منذ نحو 12 شهراً، وعن البرلمان المغيَّب على وقع صراعٍ محلي - اقليمي لم يسترِح منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير 2005.
وأكثر المفارقات إثارة في الزمن اللبناني، ان البلاد التي كانت مقسومة حول سبل لمّ سلاح «حزب الله» عجزت عن لمّ النفايات، وان قرار الترحيل لم يقتصر على النفايات، فالاستحقاق الرئاسي جرى ترحيله هو الآخر الى أجَل غير مسمى رغم بارقة الأمل التي لاحت مع المبادرة غير الرسمية للرئيس سعد الحريري بترشيح زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية.
هل يُنتخب فرنجية رئيساً للجمهورية في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة؟... يخضع الجواب الى اجتهادات متعارضة تراوح بين القول ان فرنجية الذي صار رئيساً مع وقف التنفيذ سيشقّ طريقه الى القصر في وقت ليس ببعيد بكاسحة ألغام اقليمية - دولية، وبين الاعتقاد بأن «حزب الله» أجهز على «الدعسة الناقصة» لفرنجية، وتالياً فإن خيار زعيم «المردة» أصبح في «خبر كان».
وبين القراءتيْن كلامٌ كثير عن الأوراق المستورة، وخلْط الأوراق، والمعطى الاقليمي، والوهج الدولي، وتَقاسُم السلطة، وسلّة الحلول، ودفاتر الشروط، والحُكم بأنماط جديدة... وكلام أكثر في الغرف المقفلة على ملابسات معاودة تحريك المياه الرئاسية الراكدة برمي حجر فرنجية، وما رافقها من مبادرات ومناورات وهزّ تحالفات.
وفي رأي أوساط سياسية ان زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري نجح في خياره المكلف بترشيح فرنجية، حتى ولو لم يصل الأخير الى سدة الرئاسة، وهو النجاح الذي تجلّى في فوزه بالنقاط الآتية:
• قلْب الاولويات من الإغراق في التعاطي مع الأزمات الناجمة عن الفراغ الرئاسي، الذي سلّم به الجميع كأنه «حتمية لا مفرّ منها»، الى معاودة وضع انتخاب رئيس للجمهورية أولوية لا بدّ منها لانتظام عمل الدولة ومؤسساتها كمدخل وحيد لمجابهة الأزمات المتعاظمة.
• إظهار «حزب الله» كمسؤول مباشر عن استمرار الفراغ الرئاسي بعد رفضه تسهيل انتخاب حليفه و«مرشّحه الفعلي» النائب فرنجية، وتالياً تحميله تبعة المضيّ بربط مصير الرئاسة اللبنانية بأجندته الاقليمية وبـ «أثمان» ربما يريدها عبر معاودة توزيع كعكة السلطة.
• إحداث «دفرسوار» لا سابق له بين أطراف «8 آذار» مع «انكسار الجرّة» بين فرنجية وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، وانكشاف أزمة ثقة بين فرنجية و«حزب الله» الذي جاهر وعلى نحو حاد باستمرار وقوفه خلف العماد عون.
• ملاقاة رغبة الشرعيتيْن العربية والدولية بالحاجة الى ملء الشغور الرئاسي في لبنان لضمان تحصينه في وجه الارهاب وحفْظ استقراره ومنعه من التحول دولة فاشلة، خصوصاً انه يؤوي نحو مليون و300 ألف نازج سوري يحتاجون الى «بيئة آمنة».
وإذ تبدي هذه الاوساط ميلاً للقول إن حظوظ نجاح مبادرة الحريري، الذي سيطلّ في فبراير المقبل لإعلان استمراره في التمسك بها، أكبر من احتمالات سقوطها، فانها تعتقد انه بات يصعب إعادة وضع الاستحقاق الرئاسي في الثلّاجة في ضوء قرار دولي وإقليمي كبير يقضي بضرورة ملء الفراغ الرئاسي.
ورغم الكلام عن فوز تكتيكي بالنقاط حققه الحريري، فان «حزب الله» لا يعير اهتماماً لمعارك من هذا النوع، وهو لم يُخْفِ مسؤوليته في احتجاز الاستحقاق الرئاسي وعدم مماشاة فرنجية بخيار تَرشُّحه، بدليل ما قاله بـ «مكبرات الصوت» ومن البطريركية المارونية التي دأبت أخيراً على رفْع الصوت دعماً للمبادرة الجدية التي حرّكها تَفاهُم الحريري - فرنجية.
وقالت أوساط وثيقة الصلة بالحراك الرئاسي لـ «الراي» ان فرنجية، الذي كرّر على مسامع قيادة «حزب الله» ولأكثر من عشر مرات كلمته «فرصتي» لبلوغ الرئاسة، سمع منها ايضاً نصيحة بأن عمره يسمح له بالانتظار لفرصة أكثر ملاءمة، فالخيار اليوم هو العماد عون.
ولفتت هذه الأوساط الى ان «حزب الله» الذي أبلغ الى فرنجية صراحة بأنه لن يتراجع عن دعم عون ما دام مرشحاً، كان يدرك ان الأخير كان حاسماً في لقائه مع فرنجية عندما قال له انه متمسك بترشيحه للرئاسة حتى اليوم الأخير من حياته، الأمر الذي يعني قفْل الباب نهائياً في وجه فرنجية.
وإذ يحلو لخصوم «حزب الله» القول ان إحباطه دينامية وصول فرنجية للرئاسة مردّه الى انتظار ما سيحققه الحرس الثوري الايراني في الانتخابات الايرانية، وفي الميدان السوري لتحديد حجم الأثمان التي يريدها الحزب في اي تسوية في لبنان، فان أوساطاً متابِعة تقلل من شأن هذه التحليلات.
ورأت الأوساط المتابِعة ان جانباً من الأسباب التي دفعت «حزب الله» الى إحباط تفاهم الحريري - فرنجية يعود الى الآتي:
• رغم ان فرنجية أطلع «حزب الله» مسبقاً على اتصالاته مع الحريري، فإن الحزب يعتبر نفسه الجهة الوحيدة المخوّلة إبرام ايّ تفاهم يعيد الحريري الى الحكومة، ووفق نمط جديد من الحكم يضمن من خلاله الإمساك بـ «الإمرة الاستراتيجية» في المسائل الحيوية.
• ان «حزب الله» غير موافق على الإطلاق على المعادلة التي استند اليها فرنجية في تَفاهُمه مع الحريري والقائمة على ان رئاسة الجمهورية لـ «8 آذار» والسلطة لـ «14 آذار»، فالحزب الذي لا يعتبر فوز فريقه بالرئاسة مكسباً جوهرياً، يريد حصة مرجِّحة في القرار الذي تمثّله الحكومة.
• «النقْزة» التي انتابت «حزب الله» بسبب اعتقادٍ ساوره بأن فرنجية أخفى عنه تعهدات قطعها للحريري في الأوراق المنقوصة التي تَسلّمها، حيث جرى تغييب مسائل لا يمكن الحزب الموافقة عليها والتي يطال بعضها جوانب ترتبط بعمل المقاومة في الداخل.
• والأكيد في هذا السياق ان «حزب الله» الذي كان أَخرج الحريري من السلطة بانقلاب سياسي - دستوري العام 2011، لن يسمح بإمرار تَفاهُم (يعيد الحريري الى الحكم) لم يكن مشارِكاً فيه وتمّ إبلاغه بموجباته. فـ «حزب الله» الذي يُقاتِل المحور الذي تتزعمه السعودية على امتداد الإقليم، لم يكن في وارد فرش الورود أمام عودة الحريري الى الحكومة وكأن شيئاً لم يكن.
نيران سورية تستهدف طوّافة لبنانية وقتْل إرهابي هاجم الجيش في عرسال
 بيروت - «الراي»
شهدت الحدود اللبنانية مع سورية في الشمال والبقاع، أمس، تطوريْن بالغيْ الدلالات، عكسا ارتفاع منسوب القلق الأمني قبيل التسليم والتسلّم بين 2015 و 2016.
فعند الضفة السورية لمجرى النهر الكبير، سُجل إطلاق نار من المضادات السورية باتجاه طوافة عسكرية للجيش اللبناني كانت تقوم بجولة في منطقه سهل عكار.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية عن اصابة الطوافة، وأن الطيارين تمكنا من العودة بها الى قاعدة القليعات الجوية، لافتة الى ان التحقيقات والاتصالات جارية على غير صعيد لتبيان مسببات هذا الحادث الأوّل من نوعه.
وفي وادي عطا، على السلسلة الشرقية في جرود عرسال، تمكّن الجيش اللبناني من قتْل أحد الارهابيين أثناء محاولته التسلل إلى أحد مراكز فوج التدخّل الخامس في هذه النقطة. ورجّح مصدر أمني أن يكون الارهابي يهدف إلى تنفيذ عملية ضد الجيش عشية رأس السنة.
 
2016 عام المخاطر ... والرئاسة «مفتاح» الاستقرار
«الراي» تحدّثت إلى بيضون وعبدالقادر عن ملفّاتها اللبنانية
 بيروت - من آمنة منصور
على وقْع الآمال بأن تفتح الـ 2016 الواقع اللبناني على الانفراج، عوض المزيد من الانجراف نحو «خطوط النار» في المنطقة، استعرضت «الراي» أبرز التحديات التي سيجابهها لبنان في السنة الجديدة.
سياسياً، أكد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون لـ «الراي» أن «الأمر الأخطر على لبنان، هو ألا يمتدّ إليه الحريق السوري المذهبي(...)». ورأى أن «سياسات النفوذ الإيرانية تشعل الصراع السنّي ـ الشيعي على مستوى المنطقة كلها»، لافتاً إلى أن «الخوف على لبنان هو من هذا الصراع».
وقال ان «محاصرة امتدادات هذا الصراع تتطلّب على أقلّ تقدير أمريْن: الأول انتخاب رئيس جمهورية، لديه قدرة على استيعاب كل الأطراف، والثاني تقوية تيار (المستقبل) ليتمكّن من مواجهة التطرف السنّي الذي تولّده جاذبية (داعش)». أضاف: «من هنا الحاجة الكبيرة لسعد الحريري كرئيس حكومة، لا لأنه يحتاج رئاسة الحكومة، بل لأن رئاسة الحكومة تحتاجه، لأنه الوحيد القادر على منْع التطرّف في الشارع السنّي، الذي يسوده احتقان كبير نتيجة أعوام من الممارسات الخاطئة التي تمارسها الميليشيات المواجِهة، أي (حزب الله)».
وفي الشقّ الأمني من الوضع اللبناني، اعتبر المحلل الإستراتيجي العميد نزار عبد القادر، في حديث إلى «الراي» أن «لبنان اكتسب مناعة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ولم يعد هناك أي خطر من نشوء أزمة داخلية بين اللبنانيين على الصعيد الأمني، لكن هذا لا يمنع إطلاقاً وجود خطرين: الأول هو الإرهاب،أما الخطر الثاني، فلا يمكننا التحكّم به كشعب أو كدولة، وهو إمكان تطور الأوضاع إلى اشتباك كبير أو حرب محدودة بين إسرائيل و(حزب الله)، وهذا احتمال وارد جداً ولا يمكن استبعاده إطلاقاً، لا سيما بعد اغتيال سمير القنطار(...)».
وأوضح أن «ما يجعل الوضع اللبناني معرّضاً لأضرار كبيرة على الصعيد الأمني هو ضعف مؤسسات الدولة، خصوصاً المؤسسات السياسية، في ظل الشغور الرئاسي وشلل الحكومة والطعن بشرعية مجلس النواب».
وعن تخوّف بعض المراجع السياسية من عودة الاغتيالات السياسية، قال عبد القادر: «في ظل الظرف الحالي، لا أرى أن هناك إمكان لاغتيالات سياسية»، مشيراً إلى أن المقال الصحافي الذي تحدث عن هذا التخوّف «ناقص في عقلانيته الإستراتيجية». وختم: «لكن في حال تطورت الأوضاع وحصلت اهتزازات سياسية وتطور الخلاف السياسي بين اللبنانيين إلى ما هو أسوأ مما هو عليه اليوم فقد يكون ذلك ممكناً، لكن هذا ليس ما أراه الآن كاحتمال في هذه المرحلة الراهنة».
أما الخبير الإقتصادي مازن سويدان فأوضح لـ «الراي أن «التحدي الأول في الـ 2016 هو عودة النمو الإقتصادي».
اضاف: «التحدي الثاني هو العودة إلى الفائض في ميزان المدفوعات، وهو تحدٍ مرتبط بالتحدي الأول».
ورداً على سؤال إلى أي مدى من المرشح اتخاذ خطوات إيجابية تحقيقاً لما تقدم، قال: «الأمر مرتبط بالوضع السياسي، فما دام الوضع السياسي القائم هو الفراغ أو الشلل على صعيد المؤسسات سيظل الوضع على حاله».
 
مصارف لبنانية أقفلت حسابات نواب «حزب الله» وبعضها رفض توطين رواتبهم
بيروت - «الراي»
لم تنته في بيروت تفاعلات القرار الذي وقّعه الرئيس الاميركي باراك أوباما أخيراً، القاضي بتوسيع العقوبات على «حزب الله» والذراع الإعلامية التابعة له، المتمثلة في قناة «المنار» وفرْض عقوبات على المصارف التي تتعامل معه.
ومع استعداد وفد من «جمعية مصارف لبنان» برئاسة رئيس الجمعية جوزف طربيه، لزيارة واشنطن ونيويورك، في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري، لشرح وضع القطاع المصرفي وتجديد التزام المصارف اللبنانية القوانين والمعايير الدولية، كُشف في بيروت ان اللقاء الذي جمع، اول من امس، رئيس مجلس النواب نبيه برّي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، تطرّق الى موضوع توطين رواتب نواب «حزب الله» في ضوء اعتبار المسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية ان التحويلات المتعلقة برواتب النواب مشمولة بالعقوبات.
وذكرت صحيفة «اللواء» ان «بعض المصارف اعتذرت عن توطين الرواتب، في حين ان مصارف أخرى اغلقت حسابات هؤلاء النواب نهائياً والبعض الآخر وافق على توطين المعاشات فقط لا غير».
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,131,152

عدد الزوار: 7,622,013

المتواجدون الآن: 0