سلام ينتظر برّي ليدعو مجلس الوزراء و«حزب الله» يردّ في مزارع شبعا...«حزب الله» ينعى التسوية الرئاسية.. رعد: لا نريد رئيساً من دون صلاحيات...و«حزب الله» يرفض انتخاب فرنجية.. النائب اللبناني أحمد فتفت لـ «الراي»: تلقينا تحذيرات ونخشى عودة الاغتيالات

سلام ينوي القيام بخطوات لا يكشف عنها لتفعيل العمل الحكومي..الإشتباك السعودي - الإيراني يزيد حدة الإنقسامات ويضع التسوية في مهب الريح...جعجع: مهاجمة دول صديقة تُعرّض أمن لبنان للخطر

تاريخ الإضافة الثلاثاء 5 كانون الثاني 2016 - 5:57 ص    عدد الزيارات 2092    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

سلام ينتظر برّي ليدعو مجلس الوزراء و«حزب الله» يردّ في مزارع شبعا
الجمهورية..
إستمرّ منسوب التوتّر عالياً بين السعودية وإيران، ولم تنجح المحاولات الدولية والأوروبية في احتوائه، فيما أبدت موسكو استعدادها للعِب دور الوساطة لتسوية الخلافات بينهما. وأعلنَت الرياض أمس وقفَ الملاحة الجوّية وكلّ العلاقات التجارية مع إيران، وانضمّت السودان والبحرين إلى المملكة في قطعِ العلاقات الديبلوماسية، فيما خفّضَت دولة الإمارات مستوى التمثيل مع طهران.
وبينما يترقّب لبنان ما يجري حوله بقلق شديد، قفَز الوضع الأمني في الجنوب إلى الواجهة مجدّداً مع تنفيذ «حزب الله» تهديدَه بالردّ على اغتيال سمير القنطار بتفجير عبوة ناسفة في دورية إسرائيلية مؤللة على طريق زبدين ـ القفوة « في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ما أدّى إلى تدمير آليّة «هامر» وإصابة مَن في داخلها»، وفق ما جاء في بيان الحزب.

وقد سارعَت إسرائيل إلى إطلاق قذائف مدفعية مستهدفةً بلدات جنوبية عدة. وقالت مصادر قريبة من الحزب لـ«الجمهورية» إنّ الحزب «عندما يقول إنّ الرد آتٍ فهو آتٍ».

وأضافت أنّ «انشغال الحزب بالتطورات في سوريا، والمواجهة السياسية المفتوحة مع السعودية، والمواجهة العسكرية المستمرة مع التكفيريين على الحدود، لا يلغي اهتمامَه بالجبهة المفتوحة بشكل دائم مع العدوّ الصهيوني».

وأشارت الى أنّ «المقاومة الإسلامية» ما كانت لتستهدفَ إسرائيل من» دون معرفة أبعاد ما سيَلي العملية من تطوّرات»، ومِن دون «التأكّد من قدرتها على التعامل مع هذه الأبعاد بالشكل الملائم». ولفتَت الى أنّ تقليل إسرائيل من حجم العملية، وتكتُّمَها على خسائرها والمعلومات عنها «يعود أساساً إلى حصول العملية نفسِها وإلى فشَل الإجراءات الأمنية قبلَ حصولها وبَعده، وفشل تهويل العدوّ في منعِ العملية».

متابعة ديبلوماسية

واستدعت هذه العملية حركةً ديبلوماسية غربية باتّجاه المسؤولين اللبنانيين، وتلقّت مراجع أمنية وسياسية مراجعات من ديبلوماسيين مكلّفين بالتواصل مع الأجهزة الأمنية اللبنانية للاستفسار عن حصيلة العملية وما يمكن أن تؤدّي إليه وموقف لبنان منها.

وذكرَت مصادر أمنية أنّ بعض الملحقين العسكريين أكّدوا على «أنّ الأجواء الدولية لن تسمحَ بأيّ خرق أمنيّ كبير، وما حصَل لا يعدو كونَه ردَّ فِعل سريع ومحدود في الزمان والمكان، ولا أحد يريد إعطاءَ عملية شبعا أكثرَ ممّا تستحقّ، وبالتالي فإنّ الوضع ممسوك، ورقعة التوتّر لن تتوسّع، وهذا ما ترجَمه الهدوء الذي سادَ المنطقة بعد أقلّ من ساعة ونصف الساعة على العملية».

وتزامُناً مع الاتّصالات، أكّدت قيادة الجيش اللبناني في بيان لمديرية التوجيه أنّ القوى العسكرية المنتشرة في المنطقة الجنوبية الحدودية اتّخذَت الإجراءات الدفاعية المناسبة، فيما تجري متابعة الموضوع بالتنسيق مع قوّات الأمم المتحدة الموَقّتة في لبنان.

تدابير حول السفارات

في هذه الأجواء المحمومة، كشفَ مرجع أمني لـ»الجمهورية» أنّ المعلومات التي في حوزة الأجهزة الأمنية تؤكّد أن ليس هناك أيّ مخاوف من عمليات تستهدف أيّ سفارة عربية أو الإيرانية في بيروت، وأنّ التدابير التي اتّخذَتها القوى الأمنية مستمرّة منعاً لأيّ محاولة اعتداء غادرة.

وقال المرجَع إنّ وحدات من قوى الأمن الداخلي تدعَمها وحدات من الجيش اللبناني منَعت مجموعة من المواطنين من الوصول الى مقرّ السفارة السعودية عصر أمس بعدما قصَدوا الاعتصام أمامها، قادمِين من جهة ملعب النادي الرياضي، وأنذرَتهم بعواقب أيّ تقدّم، أو استخدام أيّ سلاح أو مواد حارقة.

وأضاف المرجع أنّه وبَعد إبعاد المجموعة التي ضَمّت ما يقارب 25 شخصاً، هدَّد بعضُهم بالعودة غداً (اليوم) للاعتصام أمام مبنى السفارة، فنصحوهم بعدمِ تكرار المحاولة لا اليوم ولا غداً، لأنّه لن يُسمَح لهم بالوصول إلى محيط السفارة أيّاً كانت الظروف التي دفعَتهم إلى هذه الخطوة.

لبنانيّو الخليج

وفي الإطار عينه، حذّرَت مراجع أمنية وسياسية لبنانية من مخاطر إقدام أيّ جهة على الاعتداء على المراكز والسفارات العربية والخليجية تحديداً في بيروت لأنّ انعكاساتها لن تبقى على المستوى الديبلوماسي والسياسي، وهو ما توَلّت بعض المرجعيات الأمنية نَقله إلى المسؤولين السياسيين والحزبيين.

ونفَت المراجع علمَها بأيّ تدابير خليجية قد اتُّخِذت بحقّ بعض العائلات اللبنانية العاملة في دوَل الخليج حتى الساعة، لكنّها حذّرت من أيّ اعتداء يمكن أن يؤدّي إلى مِثل هذه الخطوات، علماً أنّ الاتّصالات السابقة التي شكّلت ضماناً لبعض العائلات اللبنانية لن تبقى ساريةَ المفعول في حال حصول أيّ اعتداء على أيّ سفارة خليجية.

تكريس دفنِ التسوية

ومع توَسّع ارتدادات الأزمة الإقليمية، والخوف من أن تصيبَ شظاياها لبنان، يبقى مصير الاستحقاق الرئاسي في عالم الغيب، في حين ذكّرَ رئيس مجلس النواب نبيه برّي بالدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والتي تُعقَد في الثانية عشرة من ظهر بعد غدٍ الخميس.

رعد

في هذا الوقت، حَمل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد بعنف على الرئيس سعد الحريري، ونعى التسوية بشكل غير مباشر، وقال إنّ «الأميركيين وأعوانَهم وحرّاسَهم والأنظمة التابعة لهم وأدواتهم الإسرائيلية والتكفيرية، يريدون في لبنان أن يصادروا الدولة بمؤسساتها الدستورية وغير الدستورية، لمصلحة وكيل عائلة خليجية أو لمصلحة سياسة أميركية أو غربية».

وأضاف: «إزاء ذلك نقول: كفانا عهراً وإفساداً وفساداً وسرقة، فمَن يعِش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجدَ مكاناً له في لبنان من أجل نهبِ البلاد مرّةً جديدة، وبالتالي فإنّ كلّ ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات تحت عنوان إعادة الاستقرار لهذا البلد، إنّما هدفُه رسمُ مسار إخضاع هذا البلد لسياسات هذه المملكة أو تلك الدولة الكبرى، وعليه فإنّه يجب أن نكون عارفين بما يجري من حولنا، فالمسألة ليست مسألة شخص نسَلّمه موقعاً في رئاسة الجمهورية، ثمّ لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكمَ بها البلاد، لأنّ كلّ الصلاحيات مصادَرة مِن قبَل الشخص الموكل بحفظِ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة».

جعجع

في هذا الوقت، سأل رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع: «ما الذي يَدفع البعض الى تعريض الأمن القومي اللبناني للخطر من خلال مهاجمة دوَل عربية صديقة وشقيقة بهذه الحدّة من دون مبرّر له علاقة بالمصلحة اللبنانية لا مِن قريب ولا من بعيد؟». ودعا الجميع إلى التحلّي بالهدوء والرَويّة في هذه المرحلة العصيبة».

الحوار الوطني ضرورة

وعلى رغم هذه الأجواء، وارتفاع منسوب الخوف من أن يطيح تفَجّر الصراع الإقليمي بكلّ الأجواء الإيجابية التي ظلّلَت أجواءَ لبنان في الآونة الأخيرة، يبقى الحوار الوطني العام بين أقطاب الكتل النيابية قائماً، وهو على موعد مع جلسة جديدة له الاثنين المقبل، وسط حِرص الجميع على التمسّك به كضرورة في هذه المرحلة.

...
والثنائي ينتظر

إلّا أنّ الحوار الثنائي بين «حزب الله» وتيار»المستقبل» تُرسَم حوله علامات استفهام كبيرة، خصوصاً بعد كلام الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله وردّ الحريري عليه.

وفي هذا السياق، وعلى رغم تأكيد أكثر من مصدر مشارك في الحوار أنّ الجلسة المقبلة ستُعقَد الاثنين في 11 الجاري، إلّا أنّ معلومات ذكرَت لـ«الجمهورية» أنّ مصيرَه سيتقرّر في خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، بعدما شكّكَ مراقبون في انعقاده في موعده ولمَّحوا إلى تأجيله أو تعليقِه لجلسة أو جلستين في انتظار تهدئة الأجواء بين الطرفين اللذين يَحرصان بشدّة على عدم الانجرار إلى فتنة سنّية ـ شيعية.

«8
آذار»

وقال مصدر قياديّ بارز في فريق 8 آذار لـ»الجمهورية» إنّ التجاذب السياسي في المنطقة سيشتد أكثر فأكثر ويوماً بعد يوم».

وإذ توقّع أن تكون انعكاسات ما يَحدث «سياسية» على الساحة اللبنانية تُترجَم بمزيد من التأخير في الحلول»، أكّد «وجود تقاطع وتفاهم ضمني وغير معلَن بين الجميع على عدم المسّ بالأمن والاستقرار الداخلي»، وقال: «الأمن لمصلحة الجميع الذين يَجب أن يحرصوا عليه ويتمسّكوا به، فهذا موضوع المزاح فيه ممنوع. صحيح أنّ المنطقة تشهَد موجات إرهاب واستفزاز كبيرة، لكن رغم ذلك لن نصل إلى مرحلة تعريض البلد للاهتزاز. فالكلّ حريص على الاستقرار».

وطمأنَ المصدر إلى أنّ الحوار الوطني العام سيستمر على رغم كلّ شيء، وقال: «نحن أحوج إليه اليوم أكثر من ذي قبل».

مجدلاني

وفي هذا السياق، اعتبَر عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني أنّ لبنان سيبقى في منأى عن تداعيات ما يجري من حولنا نتيجة وعي اللبنانيين والدعوات إلى تجَنّب الفتنة واستمرار الحوار».

وقال لـ«الجمهورية»: لا بديل من الحوار، فهو يخفّف الاحتقانَ في الشارع. والبديل منه اليوم هو التصادم فيه، وهذا ما لا نريده، وما نسعى إلى تجَنُّبه لأنّه يؤدّي إلى الفتنة».

وإذ رأى مجدلاني «أنّ المظلة الدولية لاستقرار لبنان لا تزال قائمة، اعتبَر أنّ ما يَحدث سيجعل الذهابَ بالمبادرة الرئاسية إلى التنفيذ أصعب، لكنّنا لن نفقد الأمل».

فتفت لـ«الجمهورية»

وسألت «الجمهورية» عضو كتلة المستقبل» النائب أحمد فتفت: هل سينسحب قطع العلاقات الديبلوماسية بين إيران والسعودية على العلاقات بين «المستقبل» والحزب؟ فأجاب: «بالنسبة إلينا، نحن نحاول جاهدين كتيّار «مستقبل» أن نجعل الوضعَ في لبنان منفصلاً عن الوضع الإقليمي، وهنا خلافُنا الكبير مع»حزب الله» الذي يسعى جاهداً إلى زجّ لبنان في الوضع الإقليمي، إضافةً إلى أنّ كلام السيّد نصر الله هو كلام تحريضي وفتنويّ، ونحن نحَمّله مسؤولية أيّ شيء يمكن أن يحدث في الداخل».

وأكّد فتفت أنّ الكلام الذي قاله الرئيس سعد الحريري هو كلام تيار «المستقبل» وكتلة «المستقبل». وشدّد على أنّ الحوار مع الحزب مستمر، على رغم أنّ قسماً منه شكليّ، لأنّ الحزب غير قادر على القيام بأيّ خطوة فعلية، فالتصعيد الذي أقدمَ عليه أظهرَ أنه غير معنيّ بالمصالح الوطنية اللبنانية».

المطارنة الموارنة

وفي سياق المواقف المنتظرة، علمت «الجمهوريّة» أنّ «اجتماع مجلس المطارنة الموارنة الذي يَنعقد أوّل أربعاء من بداية كلّ شهر، سيُعقد الخميس، لأنّ الأربعاء يصادف عيد الغطاس وعيد الميلاد لدى الأرمن الأرثوذكس، وسيكون ملفّ رئاسة الجمهوريّة على رأس جدول الأعمال، إضافةً إلى التوتّر الإقليمي المستجدّ ووضعِ لبنان وسط أحداث المنطقة، وتأثيرها على انتخاب الرئيس العتيد ».

الحكومة

وفي الجديد السياسي، نَقل زوّار رئيس الحكومة تمّام سلام عنه أنّ هناك نيّةً في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء نهاية الأسبوع الجاري أو مطلع الأسبوع المقبل على أساس جدول أعمال واسع يتضمّن عشرات البنود التي لا يشَكّل النقاش فيها أيَّ خلاف، لأنّها قضايا إدارية وماليّة تَعني اللبنانيين ومصالحَهم اليومية والحياتية، وقد طال انتظارُها بفِعل تكديسها في الأمانة العامة لمجلس الوزراء منذ حزيران العام الماضي وما قبله.

وقالت المصادر لـ«الجمهورية» إنّ سلام ينتظر على ما يبدو إشارةً من رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال اليومين المقبلين، وهو الذي تعهَّد ببذلِ الجهد الكافي لتأمين تفعيل العمل الحكومي على قاعدة البتّ بالقضايا الحيوية التي تَعني اللبنانيين جميعاً دون استثناء، وتأجيل البحث بالقضايا الخلافية.
إلى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ العمل الحكومي سيعاود الانطلاق قريباً بعد الوصول إلى تسوية تقضي باستكمال تعيينات المجلس العسكري من دون المسّ بالمُمَدّد لهم، فيما الاتّفاق على آليّة العمل الحكومي سيُراعي ضمنياً مطلبَ الرابية دون الإعلان عن ذلك رسمياً.

وفي المعلومات أنّ برّي طلبَ من قيادة «حزب الله»، التي سَلّفَها موقفاً بيِّناً من الاستحقاق الرئاسي إلى جانب «حليف الحليف»، تفعيلَ عمل الحكومة مطلعَ الأسبوع المقبل. فنَقل مسؤول رفيع في الحزب إلى رئيس» التيار الوطني الحرّ» الوزير جبران باسيل طلباً خلاصتُه: «ملتزمون معكم في الرئاسة إلى آخِر الحدود، إلّا أنّ تفعيل عمل الحكومة أمرٌ عليكم مساندتُنا فيه».
فجدّدَ باسيل المطالبة بالتعيبنات العسكرية، وتحديداً قائد الجيش والمجلس العسكري.

إلّا أنّ بري والحزب اللذين يدركان أنّ تحقيق هذا المطلب مستحيل، فالظروف التي منَعت إجراءَ التعيينات العسكرية سابقاً لا تزال سارية المفعول، والحاجة إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي باتت أكثرَ من ذي قبل، اقترَحا حلّاً قد يُرضي رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون عبر استكمال تعيين المجلس العسكري بأعضائه الشيعي والأرثوذكسي والكاثوليكي، من دون المساس بالعضوَين الدرزي والسنّي المُمَدّد لهما.
سلام ينوي القيام بخطوات لا يكشف عنها لتفعيل العمل الحكومي
وزواره يأملون منه دعوة مجلس الوزراء وليتحمّل كل وزير مسؤوليته
اللواء...بقلم لينا الحصري زيلع:
أبدى مصدر وزاري خشيته من انعكاس الخلاف الإيراني - السعودي مزيدا من التأزم الداخلي لا سيما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، وأكد المصدر على ضرورة تحصين الساحة الداخلية والاكتفاء بالحد الادنى من الضمانات في ظل المرحلة الاقليمية الجديدة. وشدد المصدر على ضرورة تكاتف الجميع للعمل لما فيه مصلحة البلد وضرورة القيام بخطوات عملية لتفعيل العمل الحكومي لتسيير شؤون الناس في ظل الفراغ الرئاسي القائم والذي لا يبدو ان هناك نوايا لحله مع ظهور التطورات الاقليمية التي زادت الامور تعقيدا، لا سيما بالنسبة للمبادرة الرئاسية التي كانت بحكم المجمدة نهاية العام الحالي.
زوار رئيس الحكومة تمام سلام نقلوا عنه عدم ارتياحه للتطورات الراهنة ولتأزم الاوضاع مع استمرار الشلل الحكومي والفراغ الرئاسي، وأكد زواره نية سلام القيام بخطوات معينة من دون الكشف عنها من اجل تفعيل العمل الحكومي، وشدد الزوار على انه لا يجوز ان يستمر الوضع على ما هو عليه من شلل حكومي، وأن يبقى رئيس الحكومة مكتوف الأيدي في ظل الفراغ الرئاسي، ودعا الزوار سلام الى دعوة مجلس الوزراء للانعقاد واتخاذ القرارات المطلوبة منه، على ان يتحمل كل وزير مسؤوليته وليعمل كل حسب ما يمليه عليه ضميره حسب هؤلاء الزوار.
استقبالات
وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام استقبل ظهر امس في السراي الكبير وزير الاتصالات بطرس حرب الذي قال بعد اللقاء: «نتيجة ما يجري في الداخل والخارج يبدو أن الأمور تزداد تعقيدا وأن بعض الحلول التي كان من الممكن تحقيقها أصبحت متعذرة في الوقت الحالي، ما يعيق أي طرح جديد يمكن ان يُخرج لبنان من الأزمة لا سيما على الصعيد الرئاسي».
وتابع: «هذا الأمر يستدعي كنتيجة حتمية أن تتحمل الحكومة مسؤولياتها أو في حال كانت غير قادرة على ذلك بسبب المواقف السياسية لبعض الأطراف التي تُعطل انتخابات رئاسة الجمهورية أن تستقيل على الأقل وأن تُعفي نفسها من مسؤولية مشاهدة البلاد وهي تنهار من دون أن تكون قادرة على اتخاذ أي تدبير».
أضاف: «هذا الموضوع كان مدار بحث مع دولة الرئيس سلام وأعتقد اننا لسنا متباعدين في وجهات النظر بين وجوب عمل هذه الحكومة أو رحيلها، وأعتقد أن دولة الرئيس على مشارف اتخاذ قرار في هذا المعنى قد يؤدي الى حلحلة العقدة التي تُعرقل كل خطوة على صعيد السلطة التنفيذية، وآمل أن تتمكن في وقت ليس بعيدا من إعادة بث الروح في جسم الحكومة، وإلا فلنُطلق عليها رصاصة الرحمة ويرتاح اللبنانيون من حكومة لا يرغب بعض أعضائها في تسيير أمور البلاد ولو كانت الأمور الطبيعية والبديهية والأساسية لاستمرار الحياة في لبنان.
واستقبل الرئيس سلام وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وتناول البحث الأوضاع والتطورات.
إلى ذلك، علمت «اللواء» ان الرئيس سلام سيلتقي صباح اليوم ولمناسبة السنة الجديدة موظفي رئاسة مجلس الوزراء والصحافيين المعتمدين في السراي الحكومي، وستكون لسلام كلمة في المناسبة من المتوقع ان يتطرق خلالها لمجمل المستجدات السياسية والامنية الراهنة.
الإشتباك السعودي - الإيراني يزيد حدة الإنقسامات ويضع التسوية في مهب الريح
تشدُّد «حزب الله» في الملف الرئاسي يطرح السؤال عمَّا بقي من الحوار الثنائي؟
اللواء...بقلم عمر البردان
تصاعد التوتر الإقليمي غير المسبوق بين المملكة العربية السعودية وإيران وما نجم عنه من قطع للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين، سيترك بالتأكيد تداعياته على المشهد الداخلي ويعيد أجواء التأزم بين القوى السياسية كارتداد مباشر لتردي هذه العلاقات، ما يفتح الباب واسعاً امام سيل من الأسئلة حول مسار الحوار بين تيّار «المستقبل» و«حزب الله» وماذا يمكن ان يتأتى عنه بعد عودة السجال الحاد بين الفريقين على خلفية تدهور العلاقات السعودية الإيرانية، وكذلك الأمر في ما يتصل بالتسوية الرئاسية التي يمكن ان تكون الضحية الأولى لتفجير الخلافات السعودية الإيرانية على هذا النحو، ما سيدفع «حزب الله» إلى التشدّد أكثر في الملف الرئاسي بعدما سبق له ورفض تسوية الرئيس سعد الحريري، بإصراره على الاستمرار في دعم حليفه النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن هذا التصعيد سيقود إلى إطالة أمد الشغور المفتوح على كل الاحتمالات، في ظل غياب المبادرات، بانتظار مآل الأمور على الصعيد الإقليمي وماذا يمكن ان يترتب عن تصاعد الاشتباك السعودي الإيراني على الساحة اللبنانية، مع تكريس التباعد في مواقف الأطراف السياسية وانكفاء المبادرات الداخلية التي من شأنها المساهمة في إزالة العراقيل من امام إنجاز الاستحقاق الرئاسي في وقت قريب.
ولا تخفي في هذا الإطار، أوساط حكومية كما تقول لـ«اللواء»، قلقها عن انعكاسات الأزمة المتفاقمة بين السعودية وإيران على مجمل الأوضاع في المنطقة ومن بينها لبنان الذي يتأثر حكماً بما يصيب العلاقات بين الرياض وطهران، وهذا ما ظهر جلياً في مواقف الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله وما تلاها من ردود رافضة من جانب الرئيس الحريري، الأمر الذي يُشير إلى ان الساحة الداخلية مقبلة على مرحلة شديدة التعقيد لا يمكن التكهن بنتائجها، في ظل استمرار الصراع السعودي الإيراني الذي يخشى في حال عدم تطويقه وحصر تداعياته، ان يؤدي إلى زيادة الشرخ أكثر فأكثر على الصعيد السياسي بين 8 و14 آذار، لافتة إلى ان المطلوب ان تعي القيادات السياسية خطورة ما يجري وأن تعمد إلى تحصين الجبهة الداخلية وعدم الانغماس في صراعات الآخرين. وبالتالي المساهمة في تفعيل عمل الحكومة، سيما وأن لا مؤشرات إلى قرب حل أزمة الفراغ الرئاسي، لا بل إن المعطيات توحي، بأن لا انفراج في المدى المنظور، من شأنه ان يُخفّف من حدة هذه الأزمة ويفتح الباب امام تسوية لبنانية، بعيداً من التأثيرات الخارجية.
في المقابل، شددت مصادر نيابية بارزة في قوى 14 آذار، على ان دفاع «حزب الله» وامينه العام عن إيران وهجومهما على السعودية لا يفيد لبنان بشيء، وإنما من شأنه ان يزيد حجم العقبات والعراقيل امام محاولات إحداث خرق في الجدار المسدود وبما يمكن من تجاوز المطبات الموجودة في الطريق إلى قصر بعبدا، وهذا يفرض على «حزب الله» ان يتعاطى بمسؤولية مع التطورات في لبنان والمنطقة ولا يقحم نفسه ولبنان في أمور غير لبنانية، وبالتالي ينبغي النظر إلى مصلحة البلد قبل أي مصلحة أخرى واتخاذ القرارات التي تساعد على التخفيف من معاناة اللبنانيين التواقين إلى الخروج من هذا الواقع الأليم الذي يعاونه بالإفراج عن الاستحقاق الرئاسي وعدم ربطه بالصراع الخارجي، لأن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى إطالة أمد الشغور وبقاء الوضع أسير ما يجري في الإقليم.
 
«حزب الله» ينعى التسوية الرئاسية.. رعد: لا نريد رئيساً من دون صلاحيات
اللواء..
رأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ان الرئاسة «ليست مسألة شخص نسلمه موقعاً لا يجد فيه صلاحيات يمارسها وهي مصادرة من قبل شخص لصالح مملكة ودولة فقد أصبحنا في منطقة تتعدد فيها الأقطار والدول، لكنها وللأسف لا تمتلك مقومات الوحدة في ما بينها، وأصبحنا أمة ممزقة ودولا لا تجتمع إلا بقرار دولي أو لمصلحة دولة كبرى، فيما الذئب الصهيوني ينهش جسدنا ويثير الفتن في بلداننا ويزرع الانقسامات ويحرض دولنا ضد بعضها البعض».
وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة قلاويه الجنوبية: « كفانا عهرا وإفسادا وفسادا وسرقة، فمن يعيش الإفلاس في ملاذه الذي يأوي إليه الآن، لا يجب أن يجد مكانا له في لبنان من أجل نهب البلاد مرة جديدة، وبالتالي فإن كل ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات تحت عنوان إعادة الاستقرار لهذا البلد، إنما هدفها رسم مسار إخضاع هذا البلد ، وعليه فإنه يجب أن نكون عارفين بما يجري من حولنا، فالمسألة ليست مسألة شخص نسلمه موقعا في رئاسة الجمهورية، ثم لا يجد صلاحيات يستطيع أن يحكم بها البلاد، لأن كل الصلاحيات مصادرة من قبل الشخص الموكل بحفظ سياسات هذه المملكة أو تلك الدولة».
ورأى ان «داعش بدأت الآن بالانكفاء لأنها تلقت ممن قاتلها مواجهة عنيفة أحدثت لها صدمة فأبطأت مشروعها، كما أن الغرب استشعر أن دعمه لداعش سيرتد على عواصمه بالتفجيرات، لذلك رأينا حزنه اليوم لأن عواصمه لم تستطع أن تحتفل كيفما تريد بليلة رأس السنة خوفا من داعش وتفجيراتها».
{ أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي في خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية «إن إرادتنا السياسية في حزب الله وفي فريقنا السياسي هي إرادة مستقلة تخولنا القدرة على عقد تفاهمات سياسية بحيث لا يبقى لبنان مرتبطا بأزمته بالأزمات التي تحصل في المنطقة، ولدينا القدرة الكاملة أمس قبل اليوم، واليوم قبل غد، على إنجاز تفاهم شامل للأزمة اللبنانية يقدم الإجابات على المعضلات القائمة جميعا بدءا من شغور سدة رئاسة الجمهورية إلى تفعيل العمل الحكومي إلى الاتفاق على حكومة جديدة، وعلى قانون انتخابي جديد، وعلى رؤية ومقاربة جديدتين تمكنان اللبنانيين من تنظيم شؤونهم بمعزل عن حالات اللااستقرار التي تصيب المنطقة.
{ أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة اليوم هي عنوان منعة وقوة الوطن والحصن الحصين له، وأنه من دواعي الفخر لحزب الله أن إسرائيل تقول في اليوم الأول من عام 2016: «إن الذي يهددها على امتداد العالم العربي ليس إلاّ حزب الله في لبنان».
 
رد «القنطار»: عبوة ناسفة في مزارع شبعا.. وإسرائيل تقصف الجنوب و«حزب الله» يرفض انتخاب فرنجية
المستقبل..
بعد طول مناورات ولفّ ودوران والتفاف حول المبادرة الرئاسية وبعد أكثر من سنة وسبعة أشهر من التلطي خلف جدران «الرابية» العازلة للنصاب والانتخاب تمييعاً لأي حلّ وطني هادف إلى إنهاء الشغور، عبّر «حزب الله» أمس عن موقف علني هو الأول من نوعه في الصراحة والفصاحة تجاه المبادرة أعرب فيه بشكل واضح لا يقبل اللبس والالتباس رفض تسوية انتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، من خلال قول رئيس كتلة الحزب البرلمانية النائب محمد رعد: «كل ما يجري من محاولات لإجراء صفقات وتسويات إنما هدفه رسم مسار إخضاع البلد (...) فالمسألة ليست مسألة شخص نسلّمه موقعاً في رئاسة الجمهورية» في إشارة إلى فرنجية وطرح اسمه لتولّي سدة الرئاسة الأولى، متهجماً في الوقت نفسه بالشخصي والمباشر على صاحب الطرح الرئيس سعد الحريري ومبدياً رفض الحزب عودته إلى السلطة «ولا أن يجد مكاناً له في لبنان».

وبينما لمّح رعد في المقابل إلى مقايضة ما يسعى إليها «حزب الله» في مقابل فكّه أسر رئاسة الجمهورية تستهدف بشكل مباشر صلاحيات رئاسة مجلس الوزراء المنصوص عليها في اتفاق الطائف من خلال إشارته إلى كون الحزب يعتبر أن صلاحيات الرئاسة الثالثة تُصادر صلاحيات الرئاسة الأولى، جاء تصريح النائب نواف الموسوي بالتزامن ليصبّ في «سلة» المقايضات نفسها التي يرمي «حزب الله» إلى عقدها على مذبح الشغور الرئاسي، بحيث أكد الموسوي أمس تصميم الحزب على عدم إنهاء الفراغ قبل «إنجاز تفاهم شامل للأزمة يتناول رئاسة الجمهورية والاتفاق على حكومة جديدة وقانون انتخابي جديد وعلى رؤية ومقاربة جديدتين لتنظيم شؤون اللبنانيين» مع مجاهرته في الوقت عينه بأنّ المحور الإيراني الذي ينتمي إليه الحزب «مستعد للتوصل إلى تفاهم شامل في كل بلد ببلده بدءاً من سوريا وصولاً إلى لبنان».

رد «القنطار».. ورد إسرائيل

ميدانياً، وبعد سلسلة الحملات والتهديدات التي شنّها «حزب الله» متوعداً بالانتقام «في أي مكان وزمان» من إسرائيل لاغتيالها سمير القنطار في ريف دمشق، جاء رد الحزب أمس بتفجير عبوة ناسفة «كبيرة» كما قال بيانه، استهدفت آلية «هامر» إسرائيلية مصفحة في منطقة مزارع شبعا المحتلة، موضحاً أنّ العملية نفذتها «مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار» وأدى انفجار العبوة على طريق زبدين قفوة لدى مرور الدورية الإسرائيلية المؤلفة من آليتين إلى «تدمير الهامر وإصابة مَن بداخلها».

في المقابل، سارعت قوات الاحتلال إلى الرد على رد «القنطار» فبادرت إلى قصف عدد من البلدات والمناطق في الجنوب حيث استهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف بلدات الوزاني، المجيدية، العباسية، بسطرة، حلتا والماري، ما دفع عدد من الأهالي والعائلات إلى إخلاء منازلهم عند محور كفرشوبا والنزوح منها خشية تدهور الأوضاع على الجبهة الجنوبية، في حين أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ «الجيش الإسرائيلي استعمل القنابل العنقودية في قصفه محور المجيدية - العباسية الماري« وسط تحليق حربي واستطلاعي كثيف في أجواء المنطقة.

وليلاً، أعلنت «اليونيفيل» في بيان أنّ رئيس بعثتها وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو «أجرى اتصالات مباشرة مع الأطراف، وحثّ الجانبين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد للوضع«، مشيراً إلى أنّ الطرفين أكدا له «التزامهما المستمر بالحفاظ على وقف الأعمال العدائية وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701».
جعجع: مهاجمة دول صديقة تُعرّض أمن لبنان للخطر
المستقبل..
طرح رئيس حزب «القوات اللبنانية« سمير جعجع عبر «تويتر« امس، سؤالاً برسم كل اللبنانيين: «ما الذي يدفع البعض الى تعريض الأمن القومي اللبناني للخطر من خلال مهاجمة دول عربية صديقة وشقيقة بهذه الحدّة من دون مبرر له علاقة بالمصلحة اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد؟».

ودعا كل الفرقاء السياسيين الى «التحلي بالهدوء والرويّة في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ المنطقة لأنه في نهاية المطاف، واجبنا الأول والأخير، وبغض النظر عن أي شيء آخر وبمعزل عن أي حدث آخر، الحفاظ على وطننا لبنان«.

واستقبل جعجع في معراب، العاملين في مديرية الأخبار في إذاعة «لبنان الحر» من محررين ومذيعين ومندوبين يتقدمهم رئيس التحرير أنطوان مراد، في حضور المدير العام للاذاعة مكاريوس سلامة ومديرة المكتب الإعلامي لرئيس الحزب أنطوانيت جعجع.

وقدم جعجع خلال اللقاء عرضاً للأوضاع الراهنة وموقف «القوات اللبنانية« منها، منوهاً بـ»إذاعة لبنان الحر وجميع الذين ناضلوا في صفوفها خلال الحرب وفي عهد الوصاية، على الرغم من القمع والمنع وتوقف الرواتب فترة طويلة«. وأكد «أهمية الاستمرار بهذه الروح النضالية بين المخضرمين والعاملين الذين لم يعيشوا المراحل الصعبة، لأن المرحلة الراهنة ليست سهلة أيضاً«، لافتا إلى أن «إذاعة لبنان الحر هي المؤسسة الأقدم والوحيدة المستمرة من دون توقف في إطار القوات اللبنانية منذ صيف العام 1978، وهي لعبت وتلعب دوراً أساسياً في معركة السيادة والحرية وتظهير الموقف الحقيقي للقوات اللبنانية بثبات وموضوعية«. وتمنى «عاماً أفضل للبنان وللبنان الحر»، وتم التقاط صور تذكارية للمناسبة.
«حزب الله» انتقم للقنطار بعملية «مدوْزنة» في شبعا
استهدف دورية إسرائيلية... وتل أبيب ردّت بقصْف «موْضعي»
 بيروت - «الراي»
في عملية «مدوْزنة» نفّذها في مزارع شبعا المحتلّة، ردّ «حزب الله» امس على اغتيال اسرائيل في 19 ديسمبر الماضي عميد الأسرى اللبنانيين في سجونها سمير القنطار بغارة استهدفت مبنى كان بداخله في منطقة جرمانا بريف دمشق.
واختار «حزب الله»، الذي كان أمينه العام السيّد حسن نصر الله توعّد مراراً بالردّ على اغتيال القنطار، بعنايةٍ نقطة «الانتقام» داخل مزارع شبعا المحتلّة حيث فجّر عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية مؤللة ما أدى إلى تدمير آلية نوع «هامر» وإصابة مَن بداخلها، وسط تقديرات بأن ضابطاً كان يستقل «الهامر».
وحملت المنطقة التي نُفذت فيها العملية مجموعة دلالات:
أوّلها قربها من مكان الردّ أواخر يناير 2015 على استهداف اسرائيل موكباً لـ «حزب الله» في بلدة القنيطرة السورية ما ادى حينها الى سقوط جهاد عماد مغنية و5 آخرين من كوادر وعناصر الحزب اضاف الى الجنرال في الحرس الثوري الايراني محمد علي الله دادي، مع فارق ان عملية امس استُخدمت فيها عبوة ناسفة موجّهة وليس صاروخ «كورنيت» كما حصل قبل نحو عام.
والثانية ان العملية جرت في منطقة تقع على تماس مع الجولان المحتلّ، ما جعلها تقع خارج نطاق القرار 1701 الذي تم على اساسه وقف العمليات العسكرية بين اسرائيل و«حزب الله» بعد حرب 2006، ما أوحى برغبة ضمنية في الحفاظ على «قواعد الاشتباك» السائدة على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية.
اما الدلالة الثالثة للعملية التي نفّذتها «مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار»، فتمثلت في طابعها «المدروس» الذي بدا ان «حزب الله» تفادى معه استفزاز اسرائيل للقيام بردّ كبير، اذ انه تجنّب التورط في اي خطف لجنود اسرائيليين باعتبار ان ذلك من شأنه جرّ الدولة العبرية الى حرب لا يريدها الحزب في هذا التوقيت. ناهيك عن اعتبار دوائر مراقبة ان القنطار كان كلّف «حزب الله» لتحريره من السجون الاسرائيلية خوض حرب 2006 التي اندلعت على خلفية أسْر جنودٍ لمبادلتهم به.
ولم يتأخّر «حزب الله» في تبني عملية امس، اذ أعلن في بيان له ان «مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية قامت بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين - كفرا في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة ما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها».
وفيما لم تكن اسرائيل حدّدت عدد الاصابات جراء العملية، سارعت مدفعيتها المتمركزة في سفح الجولان الى قصف عنيف للاراضي اللبنانية في محيط الوزاني - المجيدية وتحديداً على محور المجيدية - العباسية - الماري الذي استُهدف بنحو 50 قذيفة وسط معلومات متضاربة عن وقوع بعض الاصابات.
وأفادت تقارير ان المروحيات الاسرائيلية مشطت المنطقة اللبنانية المتاخمة لمزارع شبعا، وسط تسجيل حركة نزوح كبيرة للاجئين السوريين من الوزاني.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي ادرعي ان «عبوة ناسفة شديدة الوزن استهدفت آليتيْن عسكريتيْن في منطقة جبل دوف المحاذية لجنوب لبنان والجيش الاسرائيلي يردّ، ولا صحة للمعلومات التي تحدثت عن استخدام صواريخ مضادة للدروع او خطف جنود اسرائيليين»، في حين تعاطت دوائر سياسية مع الردّ الاسرائيلي «الموْضعي» على انه في سياق عدم رغبة تل ابيب في دفع الامور نحو مواجهة كبيرة. ويُذكر ان السلطات الاسرائيلية رفعت حال الاستنفار في صفوف جيشها إلى الحدود القصوى في الشمال كما طلبت من سكان المستوطنات في هذه المنطقة البقاء في منازلهم وابتعاد المزارعين عن الحدود مع مزارع شبعا.
النائب اللبناني أحمد فتفت لـ «الراي»: تلقينا تحذيرات ونخشى عودة الاغتيالات
«كلام نصر الله تحريضي - فتْنوي وخطير جداً»
الرأي... بيروت - من ليندا عازار
هل تسمح مرحلة «حرْق المراكب» بين الرياض وطهران باستمرار تعايُش «الماء والنار» تحت السقف اللبناني؟ وهل ما زال متاحاً الحفاظ على وضعية «ربْط النزاع» بين طرفيْ الصراع في لبنان اللذين يشكّل «تيار المستقبل» و«حزب الله»، بما لهما من امتداد اقليمي، رافعتيْهما، ام ان البلاد باتت أمام مرحلة «ربْط أحزمة» تمهيداً لتحوّلها
إحدى ساحات الاشتباك السعودي - الايراني و... «على الحامي»؟
هذه «عيّنة» من الأسئلة التي دهمت المشهد السياسي في بيروت بعد اختيار الرياض تطبيق «عاصفة حزم» ديبلوماسية بإعلان قطْع العلاقات مع ايران، والاستقطاب السياسي اللبناني الحادّ الذي أحدثه هجوم السقف الأعلى للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله على السعودية والردّ الأعنف من قيادة «المستقبل»، الأمر الذي أثار غباراً كثيفاً حول تداعيات هذا المناخ المشحون على مجموعة ملفات لبنانية أبرزها الانتخابات الرئاسية في ضوء طرْح الرئيس سعد الحريري اسم النائب سليمان فرنجية، والحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله»، الى جانب الواقع الأمني في ظلّ المخاوف المتعاظمة من إمكان دخول لبنان مجدداً في دائرة عمليات الاغتيال السياسي في سياق محاولة كسْر التوازنات الداخلية.
وعبّر النائب احمد فتفت (من كتلة الرئيس الحريري) في حديث الى «الراي» عن الخشية من حصول تطورات على المستوى الأمني او وقوع اغتيالات «في ضوء الكلام التحريضي الفتنوي للسيد حسن نصر الله»، لافتاً الى ان «اي عمل أمني بهذا المعنى سيتحمّل مسؤوليته السيد نصر الله».
وكشف فتفت انه تلقى قبل ايام قليلة وشخصيات اخرى في 14 آذار تحذيرات أمنية بوجوب «ضبط تحركاتي»، مشيراً الى ان «الاجهزة الامنية لا تستند دائماً الى معلومات بل احياناً الى جو معيّن يستدعي وفق تقديراتها اتخاذ شخصيات معيّنة إجراءات تحوُّط أمني».
ووصف فتفت مواقف نصر الله بحق السعودية بأنها «كلام تحريضي فتنوي بالكامل وبالغ الخطورة ويثبّت ان الحزب يضع مصلحة المشروع الايراني في المنطقة أولوية على حساب المصلحة الوطنية اللبنانية»، مضيفاً: «من هنا يزجّنا الحزب في معارك لا علاقة لنا بها، من سورية والعراق والبحرين الى اليمن ونيجيريا، واليوم يزّجنا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، وهذا سلوك يعكس إمعاناً في زجّ البلد بالمخاطر على أكثر من صعيد سياسي واقتصادي واجتماعي وأمني».
واذ اعتبر ان التسوية التي كانت مطروحة في الملف الرئاسي انطلاقاً من طرح اسم النائب فرنجية «صارت أكثر صعوبة»، رفض الكلام عن «انقطاع الامل» بإمكان عزل الملف الرئاسي عن الصراع الاقليمي اللاهب، قائلاً: «نحاول جاهدين والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي يحاول، ولكن للاسف هناك قرار اقليمي ومن حزب الله بإبقاء ملف الرئاسة اقليمياً كي يكون ورقة بيد المفاوض الايراني على الصعيد الاقليمي والدولي، وبالتالي نعم الامور باتت أكثر صعوبة».
وعن التوقعات التي سادت بأن الحريري سيبادر مع السنة الجديدة الى تزخيم طرْحه بالإعلان الرسمي عن دعم ترشيح فرنجية وهل ما زال مثل هذا الامر واقعياً في ظل انعدام الافق الاقليمي والداخلي؟ أجاب: «الرئيس الحريري سيستمر بمساعيه التي تنطلق من ان هذا بلد التسويات وهو يحاول إنتاج تسوية لا تكون وليدة أزمة كبيرة او صدامات او تحريض او فتنة مثل اللذين انطوى عليهما كلام السيد نصر الله الاخير. والرئيس الحريري سيواصل مسعاه لإنجاز اي تسوية، سواء هذه التسوية او غيرها، وأصلاً الموقف الرسمي هو انه اذا كان هناك احد لا تعجبه هذه التسوية، فليطرح بديلاً عنها، ولكن ليطرح تسوية».
وهل ما زال «المستقبل» متمسكاً بـ «خيار فرنجية»؟ اجاب: «الامر لا يتعلق بخيار، بل هو تواصُل حتى تُطرح فكرة مبادرة لتسوية، وهذا الأمر حصلت محاربة له من حزب الله حتى على مستوى التواصل. والرئيس الحريري سيبقى يسعى، واذا كان هناك مَن لديه تسوية اخرى منطقية ليطرحها».
وسألناه: ثمة مَن يرى ان «حزب الله» يعتبر ان المدخل لحل الأزمة السياسية لا يكون باسم الرئيس بل يكمن في سلة الشروط التي ستواكب عودة «الحريرية» الى السلة ورغبته في نمط جديد للحكم؟ فقال: «هنا تكمن خطورة طرح حزب الله. فهو يكرر كلاماً سمعناه مباشرة العام 2007 في سان كلو (فرنسا)عندما قال (النائب الحالي للحزب) نواف الموسوي اننا الناظم الامني البديل عن السوري في لبنان. اي ان حزب الله يريد ان يضع كل شروطه لأي تسوية سياسية وان تُنفذ هذه الشروط بناء على ما يعتبره توازن قوى لمصلحته على الصعيد العسكري والامني في الداخل اللبناني نتيجة سطوة السلاح غير الشرعي». واضاف: «يحاول حزب الله قول انه يريد قانون انتخاب يؤمن وصول أكثرية تؤيد توجهاته السياسية لتمتدّ السيطرة التي يفرضها امنياً وعسكرياً الى المؤسسات السياسية، تماماً كما كان عليه الوضع ابان الوجود السوري، حين كان السوري يتحكم بمجلس النواب ومجلس الوزراء».
وتابع: «عندما يطرح حزب الله السلة الشاملة كما ورد في كلام السيد نصر الله قبل فترة، فعندها سنضيف نحن ايضاً ملفات مثل السلاح غير الشرعي للحزب والاستراتيجية الدفاعية واعلان بعبدا وتدخله في سورية، وهذا سيعقد الامور اكثر. ومن الواضح ان الحزب يعلم ان هذه مواضيع غير قابل للحل الآن وهو لا يريد انتخاب رئيس لان الفراغ يناسبه. وللأسف ثمة أطراف لبنانيون يلعبون اللعبة نفسها دون ان يدركوا ان هذا الفراغ قد يكون مدمّراً».
ورداً على سؤال كشف فتفت عن «اتصالات كبيرة للتهدئة الداخلية» بدأت امس «لكن للاسف الكلمة هي مثل السهم عندما ينطلق لا يعود الى مكانه»، وموضحاً انه «الاثنين المقبل هناك جلسة حوار جديدة بين المستقبل وحزب الله»، ولافتاً الى «ان موجبات هذا الحوار هي التهدئة قدر الامكان لان في ذلك مصلحة لكل اللبنانيين، ولكن لا احد ينتظر نتائج من هذا الحوار الذي سبق ان سمّيتُه بالترف الفكري، ولا سيما ان الخلاف هو على خيارات استراتيجية كبرى في المنطقة وهل لبنان اولاً ام مصلحة المشروع الايراني في المنطقة».
ورداً على سؤال حول اذا كان هذا الحوار سيستمرّ في ضوء المناخ المستجدّ، اجاب: «لسنا مع قطع الحوار رغم إدراكنا انه غير منتج. وحتى اليوم لا موقف من المستقبل بعكس ذلك».
يونان يطلب مؤازرة إيران في انتخاب الرئيس
بيروت - «الحياة» 
أكد بطريرك السريان الكاثوليك في لبنان الأنطاكي أغناطيوس يوسف الثالث يونان «ضرورة تعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم». وشدد على «أولوية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في أسرع وقت ممكن»، طالباً «مؤازرة إيران في هذا الأمر الأساسي والحيوي». ونوّه خلال لقائه السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي أمس، بـ«الدور الإيجابي الذي تلعبه إيران بين مختلف المكونات في لبنان والشرق الأوسط».
وأكد فتحعلي أن «إيران تكن كل التقدير للمسيحيين، وتقف سداً منيعاً بوجه أعمال المجموعات الإرهابية والتكفيرية التي تعيث في المنطقة دماراً وقتلاً وتشريداً».
 

المصدر: مصادر مختلفة

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,953,015

عدد الزوار: 7,773,178

المتواجدون الآن: 0