الرمادي مدينة ألغام... ركام وجثث قتلى «داعش» وأطفال بلا منازل...تصدّع في صفوف النواب المعتصمين يمنع عقدهم جلسة برلمانية والصدر يدعم الجبوري ويهاجم المالكي

قلق دولي إزاء تفاقم الأزمة السياسية ومعصوم حذر من نفق سياسي مظلم والصدر «يُنذر» الرئاسات الثلاث

تاريخ الإضافة الأحد 17 نيسان 2016 - 5:05 ص    عدد الزيارات 1926    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

تصدّع في صفوف النواب المعتصمين يمنع عقدهم جلسة برلمانية والصدر يدعم الجبوري ويهاجم المالكي
المستقبل...بغداد ـ علي البغدادي
قلب زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، مجدداً الطاولة السياسية العراقية، بدعمه الواضح لرئيس البرلمان سليم الجبوري وقطع الطريق أمام نواب اعتصموا في البرلمان وأعلنوا إقالة الجبوري وتعيين عدنان الجنابي رئيساً مؤقتاً للبرلمان، وهاجم الصدر بقوة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي، بعدما سعى نواب تابعون للأخير الى ركوب موجة الاصلاح كمطية لانقلاب يقود إلى إقالة رئيس الحكومة حيدر العبادي.

وقد ظهر تصدع في صفوف النواب المعتصمين في البرلمان بعدما عجزوا أمس عن عقد جلسة للبرلمان العراقي لاختيار هيئة رئاسية جديدة بدلا من الجبوري، الذي استعاد توازنه وتمكن من جذب بعض النواب الى صفوفه فيما خلا البرلمان من النواب المعتصمين.

وقطع زعيم التيار الصدري الطريق امام محاولات نواب ينتمون الى جناح المالكي في حزب الدعوة، لركوب موجة الاصلاح والاستئثار بحملة التغيير الشامل لاستعادة دورهم المفقود، عندما هاجم صراحة وبعنف نوري المالكي ودعم موقف بعض الكتل الشيعية المتمسكة ببقاء الجبوري ونائبيه الشيعي همام حمودي والكردي ارام الشيخ محمد بمناصبهم ورفض الانقسام في المشهد النيابي.

وقال الصدر في بيان له امس إنه «بعد أن تكللت الجهود الشعبية بنجاح نسبي لأجل إلغاء المحاصصة السياسية المقيتة التي لا تزال تنهب مقدرات الشعب وقوته وحقوقه وبعد أن اعتصم البرلمانيون داخل قبة البرلمان لأجل مساندة شعبهم والمطالب المشروعة له، قامت بعض الشخصيات وتوابعها بإرجاع سياساتها المقيتة لتحرف الطريق الصحيح عن مساره، ولتجير ذلك لمآربها الشخصية والحزبية الدنيئة«.

وشدد الصدر بالقول «تباً للحكومة السابقة ولقائدها، قائد الضرورة صاحب الولاية الثالثة المنهارة» في اشارة إلى المالكي، داعياً إلى «الحذر كل الحذر من هذه الناحية«.

وتابع الصدر أنه «بعد أن بينت وصايانا وما قلناه داخل الخيمة الخضراء من أن على الشعب أن يقول قوله وان يصول صولته لا بالعنوان الصدري بل بالعنوان العام، طغت على الواجهة الأصوات النشاز المطالبة بالمحاصصة وإرجاعها بعناوين وحجج ما انزل الله بها من سلطان«.

واطلق زعيم التيار الصدري «وثيقة الشعب» بشأن التطورات السياسية التي يشهدها العراق تضمنت دعوة الرئاسات الثلاث للتنسيق بعقد جلسة برلمان وتقديم الكابينة الوزارية المتصفة بالتكنوقراط المستقل دون النظر الى اصوات المحاصصة المقيتة مراعاة لصوت الشعب المظلوم» مطالبا بـ«التصويت على الكابينة (التشكيلة الوزارية) فورا وخلال مدة اقصاها 72 ساعة«، مشددا على ضرورة «الابقاء على الاعتصام داخل قبة البرلمان وباسناد شعبي لا مثيل له من خلال الاحتجاجات السلمية«.

وقال إن «على الوزراء تقديم استقالاتهم فورا للتمهيد لتقديم الكابينة الوزارية المتصفة بالتكنوقراط المستقل»، مطالبا الشعب «بالضغط على الوزراء ومقراتهم لتحقيق هذا المطلب»، داعياً العبادي إلى «إعطاء مدة زمنية محددة لتصحيح مسار باقي العملية السياسية كالدرجات الخاصة والهيئات وغيرها»، مشترطا أن «لا تزيد هذه المدة على 40 يوما«.

ويمنح موقف زعيم التيار الصدري ـ الذي جاء بحسب ما علمت «المستقبل» من مصادر مطلعة: «بعد مفاوضات ووساطات قادها الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع الصدر» ـ غطاءً واضحاً لعودة الجبوري لممارسة مهامه الدستورية بعد الانقلاب عليه من قبل نواب ينتمون لكتل اياد علاوي وائتلاف دولة القانون (جناح نوري المالكي) ونواب التيار الصدري في جلسة شابتها اخطاء واضحة من بينها عدم توفر النصاب القانوني لعقدها.

وأخفق النواب المعتصمون في البرلمان بعقد جلسة كان مقررا لها امس لاختيار هيئة رئاسة البرلمان، اذ قرر رئيس مجلس النواب المؤقت عدنان الجنابي غير المعترف به، تأجيل الجلسة الى يوم غد الاثنين بطلب من بعض الكتل السياسية.

وقال مصدر نيابي لـ»المستقبل« إن «الجنابي رفع الجلسة التي كان مقرراً عقدها (امس) للتصويت على اختيار رئيس جديد للبرلمان خلفاً لرئيسه المقال سليم الجبوري إلى (غد) الاثنين بطلب من بعض الكتل البرلمانية في مجلس النواب»، مشيرا الى ان «الكتل طالبت بمنحها مزيد من الوقت لبحث الاجراءات المتبعة من اجل اختيار رئيس جديد للبرلمان«.

وبينت المصادر ان «نواباً تابعين لائتلاف دولة القانون (جناح نوري المالكي) كانوا متمسكين بالاعتصام في قاعة البرلمان وعدم المغادرة ومنع الجبوري من دخول قاعة الجلسة لاي سبب كان والحفاظ على حالة الامر الواقع باقالة الجبوري والتحضير لاقالة العبادي، وهو ما ادى الى انقسامات في صفوف المعتصمين الذين يرغبون بتسوية سلمية للازمة ودفعهم لمغادرة مكان الاعتصام«.

كما تسلح الجبوري بدعم واضح من الكتلة السنية الاكبر وحزب الدعوة جناح حيدر العبادي ونواب من حزب الفضيلة الشيعي ومنظمة بدر الشيعية وتيار الاصلاح والتحالف الكردستاني وكتلة التغيير الكردية والمستقلين .

ودعا الجبوري الى إدامة الحوار خلال الايام المقبلة والتوصل الى حلول تخرج البلاد من «الازمة الخانقة«. وقال في كلمة متلفزة مخاطبا المعتصمين والمتظاهرين: «لقد مضينا معا لتحقيق الإصلاح الذي اتفقنا عليه وتعاهدنا على انجازه ولن نسمح لأعداء العراق باختطاف هذا الإجماع الوطني من خلال زعزعة الثقة بين الفعاليات السياسية والشعبية ومحاولة البحث عن فرصة لتمرير المشاريع الخارجية التي تضر بالعراق ومستقبله«.

وأبدى رئيس البرلمان العراقي «احترامه الكبير لآراء النواب»، مشيرا إلى أنه «بناء على ذلك فقد رأيت أن أؤجل جلسات المجلس بشكل رسمي وأدعو كافة الكتل السياسية والحكماء الحريصين على مستقبل العملية السياسية إلى إدامة الحوار خلال الأيام القادمة والتوصل إلى حلول تخرج البلاد من هذا الاختناق وحينها لن يكون هناك منهج نشاز يتحدث عن برلمانَين أو جهتين أو خندقين»، معتبرا أن «البرلمان العراقي الأوحد يمثل السلطة التشريعية والدستورية في البلاد ولا نرغب بانعقاده إلا إذا كنا معاً على كلمة سواء«.
قلق دولي إزاء تفاقم الأزمة السياسية ومعصوم حذر من نفق سياسي مظلم
الجبوري يعلق جلسات المجلس وسط اعتراضات نيابية على شرعيته
السياسة...بغداد – وكالات: ألغى البرلمان العراقي، أمس، جلسة لمناقشة اصلاحات لمكافحة الفساد فيما اعترض بعض النواب على شرعية رئيس البرلمان سليم الجبوري لرئاسة الجلسة، وذلك في تصعيد جديد لأزمة سياسية تكبل مؤسسات الدولة.
وقال رئيس البرلمان المقال سليم الجبوري، في خطاب نشر أمس على الانترنت، “مضينا معا لتحقيق الإصلاح الذي اتفقنا عليه وتعاهدنا على انجازه، ولن نسمح لأعداء العراق باختطاف هذا الاجماع الوطني من خلال زعزعة الثقة بين الفعاليات السياسية والشعبية، ومحاولة البحث عن فرصة لتمرير المشاريع الخارجية التي تضر بالعراق ومستقبله”.
وأكد احترامه الكبير لآراء أعضاء في مجلس النواب وبناء على هذه القيمة العظيمة فقد رأيت تأجيل جلسات المجلس بشكل رسمي”.
ودعا الكتل السياسية والحكماء الحريصين على مستقبل العملية السياسية الذي هو مستقبل العراق، الى مواصلة الحوار خلال الايام المقبلة والتوصل الى حلول تخرج البلاد من هذا الاختناق، وحينها لن يكون هناك منهج نشاز يتحدث عن برلمانين او جهتين او خندقين، بل هو البرلمان العراقي الأوحد الذي يمثل السلطة التشريعية والدستورية في البلاد”.
وكانت الدائرة الاعلامية في البرلمان ذكرت أن الجبوري طلب تأجيل جلسة البرلمان الى اشعار اخر لدواع أمنية.
وذكرت وكالة “الفرات نيوز” الاخبارية أن المجلس قرر تأجيل عقد جلساته الاعتيادية الى غد في الوقت بدأ المئات بالتجمع في ساحة التحرير ببغداد للخروج بتظاهرات لدعم نواب الاعتصام في عملية اقالة الرئاسات الثلاثة.
وعقدت أمس، جلسة معتصمي البرلمان برئاسة اكبر اعضائه سنا النائب عدنان الجبوري وبحضور 169 عضوا من النواب المعتصمين.
وذكرت مصادر في البرلمان إن الجلسة مخصصة لانتخاب رئيس ونائبين للبرلمان عن طريق الاقتراع السري المباشر.
في سياق متصل، قال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق القائم بأعمال رئيس البعثة جيورجي بوستين، في بيان، أول من أمس، إن “الأزمة تهدد بشلّ المؤسسات في البلاد، وإضعاف روح الوحدة الوطنية، في وقت يتعين أن تنصبّ فيه الجهود كافة على محاربة تنظيم داعش (الإرهابي)، وتنفيذ الإصلاحات، وإنعاش الاقتصاد، وإعادة الحيوية والنشاط في أداء الدولة”.
وأضاف إن “الطرف الوحيد المستفيد من الانقسامات والفوضى السياسية، وكذلك من إضعاف الدولة ومؤسساتها، هو تنظيم داعش، وعلينا ألاّ نسمح لهذا الأمر أن يحدث”، مشيراً إلى أن “العراق يمرّ بمرحلة بالغة الصعوبة في تاريخه”.
وشدد بوستين على أهمية أن “ينخرط نوّاب العراق المنتخبون، وقياداته السياسية، في عملية حوار بنّاء، تهدف لإيجاد حلول تستند إلى مبادئ الديمقرطية والشرعية، من أجل حلّ خلافاتهم”.
بدوره، أعرب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للتحالف الدولي لمحاربة “داعش” بريت ماكغورك، أمس، عن قلق بلاده ازاء ما يحدث على الساحة السياسية في العراق.
وذكرت الرئاسة العراقية، في بيان، أن “الرئيس فؤاد معصوم، استقبل في قصر السلام ببغداد، ماكغورك، وسفير الولايات المتحدة في بغداد ستيوارت جونز”، مشيرا أن “الوفد الضيف عبر عن القلق إزاء ما يحدث في الحياة السياسية في البلاد”.
من جانبه، دعا معصوم، أعضاء البرلمان إلى “احترام الأسس الدستورية”، محذرا من “نفق سياسي مظلم”.
وقال الرئيس العراقي، في كلمة متلفزة وجهها الى الشعب، مساء اليوم، إن “مسؤولية البرلمان، تتمثل في حماية الموقف الوطني على أسس دستورية وحفظ الحياة السياسية، والممارسات الديمقراطية، دون الانجرار إلى المزالق والنفق المظلم”.
ودعا إلى “إصلاحات سياسية حقيقية وفق برنامج مدروس، وإنهاء مبدأ المحاصصة الحزبية في مؤسسات الدولة”، مضيفا إنه “على النواب والقوى السياسية الاحتكام للحوار البناء وتغليب مصلحة البلد”. وشدد على ضرورة “الحفاظ على هيبة الدولة”، لافتا أن “من حق أعضاء البرلمان التعبير عن ارائهم”.
 
الصدر «يُنذر» الرئاسات الثلاث
بغداد - «الحياة» 
أمهل مقتدى الصدر، الرئاسات العراقية الثلاث 72 ساعة للتصويت على حكومة التكنوقراط التي اقترحها رئيس الوزراء حيدر العبادي، مهدداً باستئناف الاحتجاجات اذا لم يتحقق ذلك، فيما لاحت بوادر خلافات بين كتلة النواب المعتصمين الذين أعلنوا الخميس الماضي إقالة رئيس البرلمان سليم الجبوري، لكنهم اختلفوا أمس في شأن انتخاب بديل له.
وفي أول تعليق له على الأزمة البرلمانية حذّر رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس من فقدان الدعم الدولي للعراق في حربه ضد «داعش»، بعدما أبلغه أمس المبعوث الخاص للبيت الأبيض بريت ماكغورك، وسفير الولايات المتحدة في بغداد ستيوارت جونز، بالقلق الأميركي ازاء ما يحدث في الحياة السياسية العراقية، وهو القلق ذاته الذي عبّرت عنه البعثة الأممية في العراق. كما خرج اجتماع عقدته الكتل الكردستانية أمس في منزل النائب الثاني لرئيس البرلمان العراقي أرام شيخ محمد، برفض إقالة الجبوري، واعتبروا أن ما حدث أمرٌ غير قانوني.
وقبل الإعلان عن تأجيل جلسة البرلمان أمس أعلن بعض النواب انسحابهم من الجلسة التي كانت مخصصة لانتخاب رئاسة جديدة للبرلمان، واختلف الباقون في شأن المرشحين، فيما تبادل بعضهم الاتهامات بعدم الجدية في الإصلاح.
وهاجم الصدر في بيان شديد اللهجة وفي شكل لاذع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وطالب الوزراء في الحكومة الحالية بتقديم استقالاتهم فورًا. ونفى الصدر، الذي التقى أول من أمس الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأنباء التي ترددت عن عزمه لقاء المالكي في بيروت، بوساطة من نصر الله، وأوضح في بيان له بعنوان «وثيقة الشعب»، وهو يخاطب المالكي «تباً للحكومة السابقة ولقائدها، قائد الضرورة صاحب الولاية الثالثة المنهارة».
وفشل أمس النواب المعتصمون في عقد جلسة نيابية لانتخاب هيئة رئاسة جديدة للبرلمان، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني (164 نائباً، من أصل 328) على رغم أن عدد النواب المعتصمين الخميس الماضي بلغ 174 نائباً. ويمثل ذلك أول خلاف يضرب كتلة المعتصمين مع انسحاب نواب منهم بينهم كتلة «بدر» النيابية بزعامة هادي العامري، ونواب آخرون من «اتحاد القوى الوطنية»، ونواب من ائتلاف القوى الكردستانية.
وأبلغ مصدر برلماني مطلع «الحياة» أن الخلاف بدأ مع مناقشة النواب المعتصمين قضية انتخاب هيئة رئاسة جديدة، إذ بدت المواقف متضاربة في شكل كبير في شأن المرشحين لرئاسة البرلمان، وانتخاب نواب جدد للرئاسة أو الإبقاء على نواب الجبوري. وأضاف المصدر أن بعض النواب من كتلة الأحرار شككوا في جدية نوايا كتل أخرى، بينها «الدعوة»، وسط اتهامات بركوب الموجة واستغلال التغيير النيابي لأغراض حزبية وتصفيات سياسية. وقال النائب عن كتلة «الأحرار» حسين العوادي إن «هناك مجموعة من النواب المعتصمين المتواجدين ركبوا موجة الاعتصامات لأنهم أرادوا أن يوصلوا للعالم رغبتهم في الإصلاح الشامل».
القوات العراقية تؤكد جاهزيتها لاقتحام الفلوجة
الحياة...بغداد - محمد التميمي 
أعلن قائد عسكري رفيع، استعادة مناطق في العراق كان سيطر عليها تنظيم «داعش» إثر اشتباكات عنيفة في محافظة صلاح الدين ليل الجمعة، فيما أكملت القوات الأمنية الاستعدادات لاقتحام مدينة الفلوجة التي تحاصرها قوات الجيش والفصائل الشيعية منذ عام. وقال ضابط برتبة عميد، طلب عدم ذكر اسمه، لـ «الحياة» إن «تنظيم داعش شن هجوماً على حقل عجيل النفطي، بعد منتصف ليلة الجمعة وتمكّن من السيطرة على بعض المناطق المحيطة بالحقل إثر انسحاب القوات الأمنية تحت وابل من النيران».
وأضاف أن «قوات أمنية تم الاستعانة بها إلى جانب مئات المقاتلين من حشد العشائر، وتمكّنت هذه القوات فجر أمس من استعادة المواقع التي سيطر عليها التنظيم بإسناد من الطائرات الحربية العراقية. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، «قتل 22 عنصراً من عصابات داعش الإرهابية وتدمير عجلتين لهم في حقول عجيل في ناحية حمرين». وأضاف في بيان أن «قوات الشرطة الاتحادية تمكّنت من صد عصابات داعش في حقول عجيل بحمرين حيث تمكّنت من قتل 22 منهم وتدمير عجلتين مزودتين بأسلحة ثقيلة وثالثة مفخخة يقودها انتحاري».
في هذه الأثناء أكد قائد لواء كرمة الفلوجة في الحشد العشائري، العقيد خميس الحلبوسي، أن «عناصر من تنظيم داعش اختطفوا 150 شخصاً من مناطق الفلاحات والحلابسة وحي الجولان في مدينة الفلوجة، بعد الكشف عن مخطط لشن هجمات تستهدف عناصره». وأعلن آمر الفوج الأول للحشد الشعبي لقضاء الكرمة (شرق الفلوجة) العقيد محمود الجميلي، وصول قوات كبيرة مسنودة بمقاتلي الحشد الشعبي إلى محاور المدينة». وأضاف أن «قوات أمنية مسنودة بأفواج من الحشد الشعبي والعشائري وصلت إلى محاور الفلوجة للشروع بعملية الاقتحام بعد تعزيز هذه القوات بأسلحة ومعدات حربية متطورة تم نشرها ضمن الاستعدادات الجارية لاقتحام المدينة من محاور مختلفة». وأوضح أن «القوات الأمنية والقوات المساندة لها على استعداد تام لتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم حال اعطاء الضوء الأخضر لاقتحامها من الجهات العليا».
وتدرب قوات أميركية مئات المقاتلين من أبناء العشائر للمشاركة في معارك تحرير الفلوجة بعد وصول 4000 مقاتل إلى قاعدة عين الأسد في بمدينة الحبانية. وأعلنت خلية الإعلام الحربي تحرير قريتي الخوصة والمشتل جنوب قضاء هيت غرب محافظة الأنبار. وذكرت الخلية في بيان أن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب بإسناد دبابات الأبرامز والجهد الهندسي طهّرت قريتي الخوضة والمشتل جنوب هيت والطريق الرابط بينهما». وأضافت في بيان لاحق أن طائرات السيخوي العراقية شنت غارات أسفرت عن تدمير جسر إمداد لعناصر داعش وتدمير مقر قيادة وسيطرة في جنوب قرية البشير جنوب شرقي كركوك».
وبحث رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي مع قيادة العمليات المشتركة خطط تحرير مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار والموصل في نينوى. وذكر بيان لمكتبه أن العبادي «اطلع خلال زيارته قيادة العمليات المشتركة على سير العمليات العسكرية في قواطع عمليات غرب الأنبار بعد الانتصارات الأخيرة.
 

الرمادي مدينة ألغام... ركام وجثث قتلى «داعش» وأطفال بلا منازل

الحياة...الرمادي (العراق) - زياد العجيلي 
كل شيء في مدينة الرمادي «مفخخ»، المدينة تغفو على بحر من الألغام، هكذا يخيَّل إليك وأنت تسير في شوارع المدينة المنكوبة.
عمد مسلحو تنظيم «داعش» الى زرع مدينة الرمادي بالمتفجرات مثلما يزرع الفلاح حقله، ابتكارات مخيفة للتفخيخ لم يعرفها حتى الخبراء المتخصصون بمعالجة المتفجرات، ربطوا المنازل في بعض الأحياء بصاعق واحد، إذا انفجر ستتفجّر كل البيوت بواسطة دوائر إلكترونية موصولة سلكياً، ووضعوا حساسات المصاعد الكهربائية (ليزرية) لتصطاد كل من يمر بقرب المتفجرات. جميع البطاريات المغذية لعبوات الموت صلاحيتها تنتهي عام 2020.
حجم الدمار الذي حلّ بالمدينة يفوق الوصف، حيث دمرت غالبية الأحياء بسبب القتال، أما ما تبقى منها فهو ملغم بالقنابل المصنعة محلياً، والتي وضعها «داعش» في كل مكان، في الثلاجات داخل المنازل والطباخات وغسالات الملابس والجدران والستائر، وحتى السجاد الملفوف وسعف النخيل مفخخة.
مشهد المدينة مذهل ورهيب. لم يتبقَّ فيها شيء من دون أن يصيبه الرصاص وقذائف الطائرات والدبابات والمدافع. أعمدة الكهرباء أصبح شكلها شبكياً بسبب كثافة الرصاص الذي تعرضت له المدينة، وواجهات البيوت، التي لم تتفجر بالعبوات الملغمة، دمرت بالرصاص كذلك.
لا أحد يستطيع أن يتجول في شوارع المدينة لأنها غير آمنة، وتحت الإسفلت أخفى تنظيم «داعش» آلاف العبوات الناسفة، لن يتجرأ أحد من العائدين الى المدينة على دخول منزله إذا لم يكتب عليه «تمت المعالجة من شركة الخبرة الفنية»، لكنّ دوراً كثيرة ما زال مكتوباً عليها «مفخخ».
العبوات الناسفة، التي تحتوي على مواد شديدة الانفجار، ملقاة في شوارع بعض المناطق ومئات الخزانات البلاستيكية التي تحمل الديناميت والسيفور، مخزّنة في محلات الأسواق الخالية من البائعين والمتبضّعين.
يوم الأربعاء الماضي، كان أحد الجنود يقف قرب جدار مصبوغ باللون الأبيض، لكن هذا الجدار كان ملغماً بالكامل، وما إن اتكأ عليه ذلك الجندي حتى انفجر وقتل معه ثلاثة جنود آخرين.
عندما تدخل الرمادي من طريق الخالدية ستشاهد هول الدمار، مبانٍ مزّقها الرصاص، جوامع دمّرتها المتفجرات، وسيارت مدنية وآليات عسكرية ومدرعات ودبابات متفحّمة.
في سوق الرمادي في شارع ميسلون، لا يثير الانتباه خراب السوق مقارنة بالمشاهد الأولى للأحياء التي لم يتبقَّ في بعضها بيت واحد صالح للسكن، فحي البكر، أحد أهم أحياء المدينة، ليست فيه أي ملامح تدل على وجود منازل سوى بعض زهور الربيع التي تحدّت كل الخراب وأطلّت على حدائق السكان النازحين عنها منذ شهور.
جميع المحال التجارية خلعت أبوابها نتيجة القصف الجوي وشدة الانفجارات، والبضائع موجودة في مكانها. وتلفت الانتباه عبارة (وقف للدولة الإسلامية) مكتوبة على عدد من الصيدليات والمتاجر الأخرى التي تهتم بمكياج النساء وملابسهنّ.
وعلى إحدى الصيدليات المغلقة، علّقت «الدولة الإسلامية ديوان صحة الأنبار»، ورقة مختومة وموقّعة من الدكتور أبو عثمان «أمير الطبابة»، مكتوب عليها «أملاك الدولة الإسلامية والعلاج مصادر ولا يتم فتحها إلا من ديوان الصحة، والمخالف يعتقل ويعتبر سارقاً أموال الدولة الإسلامية». والمحال التي كانت تعرض صور نجوم الفن والرياضة والدعايات الأخرى، والتي تظهر فيها صور فتيات، لُطِّخت باللون الأسود.
ضابط برتبة ملازم أول اسمه عصام، أشار الى أربع بنايات كبيرة كانت تستخدم معامل لصنع المتفجرات والقذائف الصاروخية، ومتروك أمامها بعض القطع من المقذوفات (الهاونات) محلية الصنع وقناني غاز ملغمة ويطلق عليها «المنجنيق الحارق». هذه المباني غيَّر مسلّحو «داعش» تصاميمها من الداخل ونصبوا فيها أوعية لصهر المعادن وأخرى للخراطة، والمباني الأربعة المتلاصقة تحوّلت إلى مبنى واحد، وأحدث المسلحون فتحات بينها للاختفاء من طائرات الاستطلاع وضمان تنقّلهم بأمان وسط «مصنع الموت».
المدينة التي بدأ سكانها النازحون، البالغ عددهم حوالى 500 ألف نسمة، العودة الى بعض مناطقها، لا تتوافر فيها مدارس أو مستشفيات، وشبكة المياه مدمّرة، ومحطات الكهرباء ملغّمة بالكامل، ومقرات الأمن ومراكز الشرطة مهدّمة، لا مباني للمحاكم القضائية ولا حتى حدائق عامة فقد تحوّلت الى مقابر جماعية.
تجوّلنا في 8 نيسان (أبريل) الجاري، مع رئيس لجنة إعادة النازحين الدكتور عبداللطيف الهمييم، في حي الصوفية حيث عاد القليل من العوائل الى هذا الحي، وكان الأهالي يطلبون منه إصلاح مضخات المياه، لكن الخدمات في المدينة إما مدمرة وإما مشلولة ولا سبيل لديهم إلا استخدام ماء نهر الفرات القريب من هذا الحي.
أقام الوفد الصحافي في أحد منازل منطقة القطانة، وفيها مضايف لأحد الشيوخ، وكانت الكاميرات تلتقط عند كل صباح الكثير من الأطفال يحملون صحوناً معدنية بحثاً عن الطعام. الأطفال من دون بيوت، واتخذوا من بعض المحال التجارية مسكناً لهم.
قطع السلاح المحطّمة تشير الى حجم المعركة التي خاضتها القوات العراقية بدعم من طيران التحالف الدولي، عشرات قطع السلاح كانت ممزقة والبنادق قطعها متناثرة والرصاص احترق في مخازنه.
السجلات الرسمية وأوراق «الدولة الإسلامية» كانت مطبوعة ومنظمة في شكل دقيق ويلفت الانتباه، ثمة سجل مكتوب عليه «مذكرة قبض وإحالة» مكتب «حسبة» الرمادي، يتضمن «وثيقة حكم» تتكون من أربعين حقلاً تتعلّق بالمحاكم الشرعية لتنظيم «داعش».
الفرق الهندسية والشركات المتطوّعة لإزالة الألغام ومعالجة البيوت المفخّخة، لا يحمل أعضاؤها أجهزة لكشف المتفجرات خلال تنقّلهم بين المنازل الملغمة، على رغم امتلاكهم أحدث التقنيات، ويقولون: «لا جهاز يعمل على كشف العبوات المميتة، وعلينا أن نتعامل معها بعقلنا ونكتشفها بعيوننا».
أحد خبراء معالجة الألغام ويطلق عليه لقب «محمد هندسة»، يعمل في شركة «الخبرة الفنية» التي دخلت منذ شهر ونصف شهر الى مدينة الرمادي في شكل طوعي ومجاني، ورفعت 4877 عبوة ناسفة، وفكّكت أكثر من 400 منزل مفخخ.
ويقول ثائر الكناني، مدير شركة إزالة الألغام، أن عملية تلغيم المدينة ليست فيها قواعد سلوك مثل التي تتّبعها جيوش العالم، «هنا كل قواعد السلوك اختفت والعدو يريد مزيداً من الخراب ومزيداً من الضحايا، لأنه لغّم كل شيء، حتى أجهزة التلفزيون والكمبيوترات ملغّمة في بعض المنازل». أصوات انفجارات البيوت كانت شبه متواصلة، ويومياً يموت أحد أشخاص سبق أن التقيناهم خلال تفكيكهم العبوات، ضرغام محمد شاب لم يتجاوز عمره 25 سنة، تحدث إليّ سابقاً عن صعوبة عمله، واعترف بأن «المهمة صعبة ومعقّدة للغاية، وسأترك العمل وأعود الى خطيبتي حتى استكمل مشوار الزواج». قُتل ضرغام بعدها عندما دخل ليتفحّص منزلاً قبل أن يدخل إليه أصحابه، ويبدو أن المنزل زرعت فيه «العبوات المميتة» مجدداً بسبب الصراع السياسي في محافظة الأنبار، ومات ضرغام وحلمه في العودة إلى خطيبته.
وأخيراً، شهدت المدينة عودة خجولة لبعض العائلات، لم يتمكّن بعضهم من الدخول الى منزله ليس خوفاً من المتفجرات، لكن واجهات منازلهم مهدمة والأنقاض أغلقت كل المنافذ للدخول إليها، فما كان منهم إلا أن ناموا بالقرب من منازلهم، فنصبوا الخيم التي حملوها معهم من مخيم النازحين في الخالدية.
عندما تتجوّل في المدينة الخالية من السكان، والتي ماتت واحترقت غالبية أشجارها وبساتينها، ستلفتك عبارات مكتوبة على مبانٍ كثيرة، منها «مطلوب داعشي» و «الدولة الأنبارية باقية وتتمدد» و «أبطال الفرقة الذهبية كانوا هنا»، قليل من جدران المباني لم يكتب عليه شيء. وكل جسور المدينة تم تفجيرها أو قصفها، ولم ينجُ شيء. سد الوروار وسد الرمادي فُجرا كذلك.
ووسط ركام الأحياء السكنية، الكثير من سيارات الهامفي تتناثر أجزاؤها على أنقاض الدور المفجرة، أما ناقلات الجنود المدرعة والدبابات فهي محروقة ومقلوبة، وبعض الدبابات الأميركية من نوع «أبرامز» ما زالت موجودة داخل البيوت الكبيرة ومخفية في شكل محترف.
رجل اسمه عبدالهادي الداموك والجميع يناديه (أبو حسن)، وهو ضابط برتبة عميد، ويعمل منسقاً للجنة العليا لإعادة النازحين والإعمار، يقول: «يجب ألا نخسر دوراً أخرى. لم يتبقّ من الدور إلا القليل وأهلها لا يملكون مبالغ كافية لإعادة بنائها».
طرق المدينة الممتدة مع العاصمة بغداد، يخيّم فيها آلاف النازحين الذين هربوا من تنظيم «داعش» بعد سيطرته على الرمادي العام الماضي، وعند معبر بزيبز، وهو جسر يعوم على طوافات حديدية، ستصدم المشاهد مئات العوائل تفترش الأرض وتنتظر الموافقات الأمنية لدخول بغداد. قرب هذا المعبر، عشرات السيارات مصطفّة في شكل غير نظامي وفي أكثر من مكان. ويقول بائع خضار هناك يدعى أبو علي، أن أصحاب هذه السيارات كانوا قادمين من مناطق مختلفة من محافظة الأنبار، وتركوا سياراتهم هنا عندما هربوا خوفاً من «داعش».
قبل العودة الى بغداد، قال لي الصحافي أحمد الفهد، أن جميع ذكريات طفولته وحياته الجامعية في مدينته مُحيت، «لا أحد سيدخل هذه المدينة ويستطيع التعرّف إلى شكلها وملامحها السابقة، لم يتبقّ منها سوى الأنقاض ورائحة البارود وجثث مقاتلي داعش».
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

هدوء حذر يسبق مفاوضات الكويت غداً..ولد الشيخ يدعو اليمنيين إلى الاستعداد لتقديم تنازلات..مدير أمن صنعاء:فقدنا العشرات في «وقف إطلاق النار».. الانقلابيون «يطعنون» الهدنة في تعز

التالي

السيسي: أوضاع المنطقة تستوجب زيادة التنسيق مع واشنطن وقمة مصرية - فرنسية في القاهرة اليوم تبحث ملفات سياسية وعسكرية..ناشطون دعوا إلى تظاهرات في ذكرى «تحرير سيناء»

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,301,510

عدد الزوار: 7,627,239

المتواجدون الآن: 0