أخبار وتقارير..علويو المعارضة السورية...هل تضحّي موسكو بطهران مقابل صفقة جنيف؟ ...ألمانيا تسعى إلى إقامة مناطق آمنة في سوريا ..اعتقال ستة جنوب تركيا في عملية ضد «داعش»

مستقبل إسرائيل ... نقطة نظام...الشارع العربي يسأل أوباما ..دول الاتحاد الأوروبي عازمة على محاربة التهرب الضريبي.. الاشتباكات تعود الى ساحة «الجمهورية» في باريس

تاريخ الإضافة الأحد 24 نيسان 2016 - 6:36 ص    عدد الزيارات 2196    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

علويو المعارضة السورية
الحياة...حازم صاغيّة 
كلما حملت الأخبار السورية خبراً عن معارض وُلد علوياً، ظهرت أصوات تشكك أو تعترض أو تكشف مؤامرة ما، أو مصلحة ما تقيم وراء هذا الاسم وتوجه صاحبه. هكذا تفيض وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون بكمٍّ من الوحل يجرف، في ما يجرف، ما تبقى من براءة لا تزال تستبعد الطائفية عن الاجتماع والثورة السوريين.
وفي عرف المشككين هؤلاء، يغدو العلوي محكوماً بحتمية أو بقدَر لا يسعه، وهو مسكونٌ به، أن يتزحزح أنملةً عنه. ولئن أفسحت الحتمية الطبقية مكاناً، ولو ضيقاً، لمن «يخون طبقته»، فإن الحتمية الطائفية تُعدم وجود العلوي الذي «يخون طائفته»، أو مجرد افتراض ذلك.
والحق أن الذين ينفون هذا الاحتمال عن سواهم إنما يعكسون تماهيهم العميق مع طائفتهم هم. فلأنه يستحيل على هؤلاء أن يخونوا طائفتهم، استحال افتراض مثل هذه الخيانة في الآخرين. وإذ لا يُخفي هؤلاء تماهيهم هذا، بل يرفعونه دليلاً شاملاً للحياة والسياسة، فإنهم يصرون على وجود فارق نوعي بين التماهيين: ذاك أن أحدهما ينضح بالحق والخير والجمال، فيما الثاني، المنسوب زوراً إلى سواهم، لا يعتصم، تعريفاً وجوهراً، بغير حبل الشر.
ولأن الطائفية بطبيعتها احتكارية للفضائل، فضلاً عن الثروات، فمن أكثر ما تسعى إلى احتكاره الاستضحاء، ذاك أننا «وحدنا»، وبالخير الذي «فينا»، ضحايا الأسد، فيما أنتم، المجبولون بالإثم، لا تقيمون إلا في القطب الآخر للعلاقة، بوصفكم جلادين.
وهؤلاء لا يدركون كم أنهم صنيعة الأسد ومصنوعوه، يحملونه في دواخلهم مثالاً يريدونه لذواتهم، فلا يظفرون منه إلا بأجزاء ونُتف مكسرة. بهذا تراهم يهبطون حتى عن مثاله الهابط، على ما فعل أنداد لهم في العراق ممن عُرفوا بالمعارضين الشيعة وانتهوا صدّامات صغاراً من دون أن يكونوا هم من أطاح صدام.
ورؤية للعالم كهذه هي، بطبيعة الحال، عرس آخر من أعراس الزواج المألوف بين التعصب والخرافة، حيث يُستجدى التغيير والأمل من أطراف كـ «النصرة» و «داعش»، أو من رفات صدام لمجرد كونهم سنة. إلا أن تلك الرؤية، في ما خص الثورة السورية، إن بوصفها روايةً أو بوصفها مثالاً، تقدم نسخة «داعشية» عنها، نسخةً لا يطمح بشار الأسد إلى ما هو أنفع منها.
فما جرى وما يجري هو، وفقاً للتأويل هذا، صراع طائفي محض أو حرب أديان ومذاهب ليس إلا. وفي حرب كمثل هذه، نكون «كلنا» ضد «كلهم»، فإذا ما انضم «إلينا» وافد «منهم» كان «علينا» أن نلفظه ونعمل على رده إلى المكان الذي صدر عنه. ذاك أن هذا الصراع، كما يراه أصحاب التأويل المذكور، ليس سياسياً، ولا يتطلب بالتالي توسيع جبهة الحلفاء والأصدقاء. إنه -على العكس- صراع ماهوي يحافظ كل طرف فيه على نقاء صورته، المستمدة من صورة طائفته، بحيث لا تختلط الصور ولا يرتبك التحليل. أما ما يُراد بناؤه فليس وطناً ودولة مشتركين، بل حرب «مشتركة»، أي حرب أهلية مفتوحة، تستدعي أن يبقوا «هم» متراصين هناك ونبقى «نحن» متراصين هنا.
وهذا إنما يُهدي جميع العلويين، بل جميع غير السنة، للأسد بقدر ما يتيح له القول إنه إنما يقاتل المتعصبين. وهو ما لم يكف الأسد عن قوله وفعله، ولو مُعززاً بمتعصبين آخرين من إيران ولبنان والعراق وأفغانستان.
وفي الأحوال جميعاً، إذا صح أن ضعف الدور العلوي في الثورة شهادة على طائفة نجح النظام في تخويفها واستنفار مشاعرها الأقلية، فإن الضعف ذاته شهادة لغير مصلحة الثورة التي لم تنجح في تبديد تلك المخاوف. والأمور ينبغي أن تُرى دوماً بعينين اثنتين أُعطيتا لنا.
مستقبل إسرائيل ... نقطة نظام
الحياة..محمد خالد الأزعر .. * كاتب فلسطيني
يعتقد شلومو بن عامي، وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، أن دولته تحظى راهناً بنفوذ عالمي غير مسبوق في تاريخها، وأن احتلالها الأراضي العربية ما عاد يهدد مكانتها. وهو يدلل على تصوره بازدياد حجم التصدير إلى عمالقة القارة الآسيوية فقط، الصين والهند واليابان، بمعدل ثلاث مرات خلال السنوات العشر الأخيرة، «... وذلك من دون أن تشترط هذه القوى التقدم في مسيرة السلام مع الفلسطينيين». وطبقاً لهذا الرأي، كما أوردته «يديعوت أحرونوت» في 14 آذار (مارس) الماضي، نفهم أن قوى دولية مؤثرة في ملف الصراع الإسرائيلي العربي صارت تخطب ود تل أبيب. فروسيا بوتين تنسق لخطواتها في سورية، وتركيا تتحرق شوقاً لحلفاء في المنطقة وهي في حاجة إلى الغاز الإسرائيلي، واليونان وباكستان ودول شرق أوسطية أخرى لها صلات حميمة بإسرائيل، وكذلك الحال بالنسبة إلى الحكومات اليمينية في شرق أوروبا ووسطها. تأسياً بهذا المنظور، تصح الإشارة أيضاً إلى معطيات غفل عنها بن عامي أو أغفلها، ربما لاعتقاده أنها من المسلمات، كعلاقة التحالف والشراكة العضوية بين إسرائيل والولايات المتحدة، والمحاولة الإسرائيلية الحثيثة الآن لتدفئة الوشائج مع الاتحاد الأوروبي. هذا علاوة على أن إسرائيل لا تشكو من أي توترات في التواصل متعدد المجال مع معظم الأفارقة.
هذا المنطق المتفائل إزاء وضعية إسرائيل في السياق الدولي يبدو مثيراً للتأمل وربما للتحفظ والاعتراض، فهو لا يخلو من حقائق ومعطيات أخرى معاكسة أو مغايرة، ومنها أن إسرائيل ذاتها، التي يمتدح بعض الإسرائيليين تمدد نفوذها إقليمياً ودولياً، تندرج اليوم وفقاً لاستطلاعات الرأي المعتبرة ضمن الدول الأسوأ تأثيراً والأكثر خطراً على السلم والأمن العالميين. وهي تتعرض لحملة مقاطعة عامة في مشارق الدنيا ومغاربها، على الصعد التجارية والمالية والأكاديمية العلمية والثقافية، تتجلى نجاحاتها في ردود أفعال المسؤولين الإسرائيليين عليها. يصنف الإسرائيليون هذه الحملة ضمن ما يعتبرونها أخطاراً استراتيجية على دولتهم. وبهذا الخصوص، يقول رئيس وزرائهم بنيامين نتانياهو غاضباً: «... إنهم يقاطعوننا بأكثر مما يقاطعون داعش».
واستشعاراً لهذا الخطر الماثل، الذي تجمع على إلحاحه القوى السياسية الإسرائيلية في الحكم والمعارضة، تمّ تجنيد فريق من المحامين الدوليين لمواجهته والاشتباك معه، لا سيما في أحشاء القارة الأوروبية. للوهلة الأولى يبدو المشهد العربي (الشرق أوسطي) المفعم بالمداخلات الخارجية والمنازعات الداخلية الباردة والساخنة، الظاهرة والباطنة، مواتياً للحالة الإسرائيلية. وعطفاً على هذه الأجواء، يُمني بعض الاستراتيجيين الصهاينة الإسرائيليين أنفسهم، بقرب إنجاز أحد ثوابت أهدافهم التاريخية، وهو العمل على توشية محيط إسرائيل الإقليمي بكيانات منمنمة، قائمة على التمايز والتنازع بين الملل والنحل والطوائف والأعراق لتمسي هي، على صغرها وضيقها، مثل عملاق بين أقزام. وفي غمرة هذه النشوة، يرى هؤلاء الغابة بأكثر ما يتبصرون في أشجارها. إنهم لا يدركون مثلاً أن التفاعلات من حولهم، لم تصرف الفلسطينيين تحت الاحتلال عن ديمومة الكفاح الوطني لانتزاع حقهم في تقرير المصير والدولة المستقلة، وأن هذا الكفاح يحقق حضوراً دولياً، حقوقياً وسياسياً ملحوظاً.
أكثر من هذا مدعاة للتدبر، أن إسرائيل بدورها ليست بعيدة من احتمال انحدارها نحو الأسوأ. فقوامها الاجتماعي الداخلي مكون من جماعات مستجلبة من مجتمعات متباينة التواريخ والأنماط الاقتصادية والثقافية والأطوار الحضارية. وسيكون هذا الانحدار حتمياً، هبوطاً إلى درك دولة «الأبارتيد»، إذا ما استمرت النخب الصهيونية المسيطرة في إنكار حقوق مواطنيها من الفلسطينيين، عرب 48. هذا من دون الاستطراد إلى التمييز الواقع هناك بين يهود ويهود، بناء على تباين المواطن الأصلية الأم للموزاييك السكاني في هذه الدولة. مصداقاً لهذا التصور، يسخر تومر فرسيكو (هآرتس 12/4/2016) من «الروح القبلية الشديدة العنصرية»، التي راحت تتفشى بين اليهود. ويمضي هذا الكاتب الصهيوني بصريح العبارة إلى أنه، «... مقابل عمليات التفكك إلى مجموعات عرقية في الشرق الأوسط، فإن القومية الإسرائيلية المتطرفة تتراجع أيضاً إلى وحدات ما قبل الحداثة التي نشأ منها الشعب والقبيلة والحمولة». وقد يجوز الاعتقاد هنا بأن إسرائيل لن تعيش في غمار الأمواج العاتية التي تتلاطم من حولها من دون أن تتبلل. ثم إن بن عامي و(مدرسة) المتفائلين معه، يتجاهلون أن معظم، حتى لا نقول كل، القوى المتنازعة في الرحاب الإقليمية تتلاقى، شعبياً على الأقل، عند نقطة العداء لإسرائيل، الدخيلة عليهم أجمعين، وأن منازعاتهم البينية قد لا تنحرف بهم طويلاً عن الصراع الاجتماعي الممتد والدائم، الذي يسم علاقتهم بكيان استزرع عنوة في إقليمهم وأدمى حيواتهم. الشاهد عموماً أنه قد يتعين على الإسرائيليين عدم التحليق بعيداً في تفاؤلهم إزاء ما يخبئه المستقبل.
 
هل تضحّي موسكو بطهران مقابل صفقة جنيف؟
المستقبل..هشام منوّر ()() كاتب وباحث
رغم ما يبدو من تحالف بين موسكو وطهران لدعم نظام الأسد في سورية، إلا أن العلاقة بين روسيا وإيران أضعف كثيراً مما يتخيل، والوضع الحالي في سورية يمثل صورةً غير حقيقية لطبيعة الوضع السياسي والاقتصادي والعسكري بين إيران وروسيا.

فكرة التحالف الروسي الإيراني ذات قيمة حقيقية بالنسبة لهما من حيث الظاهر، لأسباب عدة، منها أن كلتا الدولتين تهدفان بالأساس إلى إنهاء الهيمنة الأميركية من خلال بدء حرب باردة مع الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. فضلاً عن انحياز الروس لصالح إيران في المفاوضات النووية، حيث تدعم روسيا برنامج طهران النووي من خلال مساعدتها في بناء المفاعلات لتحصل إيران على المزيد من الامتيازات، مثل رفع العقوبات خلال مفاوضات الاتفاق النووي. كما ترى روسيا في إيران الكثير من الفرص الاقتصادية، وبخاصةً بعد رفع العقوبات عنها.

الفترات التي تحسنت فيها العلاقات بين الولايات المتحدة من جهة، وبين روسيا وإيران من جهة أخرى، قد صحبها هدوء نسبي في العلاقة بين طهران وموسكو، فالهدف الأساسي لروسيا هو تحقيق توازن عالمي بينها وبين الولايات المتحدة، بما يضمن لها تحقيق مصالحها دوليّاً، ومع تحقق هذا الهدف، تختلف الاتجاهات الروسية بالتبعية، ما قد يجعل إيران أداة في يد روسيا لتحقيق هذا التوازن المنشود، وقد لا ترغب روسيا في التحالف معها بالأساس في حال وصلت إلى العلاقة المطلوبة مع الولايات المتحدة، وهو ما حدث سابقاً عام 1995، حيث تم توقيع اتفاق تعاون بين روسيا والولايات المتحدة، ومرت العلاقة الإيرانية - الروسية على إثره بفترة برود طويلة.

وعلى الرغم من قيام الدولتين بحملات عسكرية موسعة لصالح نظام الأسد، فإن كلاً منهما يملك نموذجاً مختلفاً لما يريده بالنسبة لسوريا، حيث تسعى روسيا من جانبها من خلال الحفاظ على نظام الأسد إلى الإبقاء على أحد عملائها الكبار في المنطقة، في حين ترغب إيران في أن تكون سوريا خاضعةً بالكامل لقبضة طهران، ما قد يعني ترجمة تلك الرغبات إلى أفعال مختلفة، فطريقة روسيا لتثبيت حكم الأسد ونظامه هي دعم مؤسسات النظام، وتسليح وتقوية قوات الجيش الموالية للنظام، فيما بشار الأسد نفسه قد لا يكون عنصراً أساسياً بالنسبة للروس، بل حتى إن سقوطه قد يحوّل سورية إلى وحدة لخدمة المصالح الروسية في الشرق الأوسط.

على النقيض، تسعى إيران من خلال تدخلها في سورية إلى استمرار بشار الأسد نفسه، وتقويض سلطة الدولة في الوقت ذاته، وزيادة اعتمادها على إيران. فرغبة إيران القوية في استمرار الأسد نفسه تنبع من قناعتها الكاملة بأن نفوذها الحالي في سوريا مرتبطٌ بوجوده، في الوقت الذي يدين فيه الأسد بالولاء التام لإيران بسبب الدعم الكامل الذي يحظى به عسكرياً واقتصادياً.

إرسال النظام الإيراني قوات عسكرية خاصة إلى سورية، للمرة الأولى منذ عام 1979، هدفه زيادة نفوذ طهران وتأثيرها في سورية، في ظلّ ما وصفته بالخلاف الواضح بين النظام السوري والقيادة الروسية حول كيفية إدارة محادثات جنيف.

وجدت إيران في هذا الخلاف فرصة مناسبة للتقرب أكثر من نظام الأسد، تنفيذاً لتعهدها بألا تسمح بأي مساومة حول مصير بشار الأسد في المحادثات، مصرّةً على عرضها بأن يتم إدخال وجوه معارِضة في حكومة وحدة وطنية بدل حلّ هيئة الحكم الانتقالية صاحبة الصلاحيات التنفيذية الكاملة التي نصّ عليها اتفاق جنيف 2012.

المسؤولون الإيرانيون قلقون من اتفاق محتمل بين الروس والأميركيين ينص على إطاحة الأسد قبل انتهاء ولايته في عام 2021، وهو ما جزم به علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري المرشد الأعلى، علي خامنئي، الذي وضع مصير الأسد في خانة «الخط الأحمر الإيراني».

لا يهدد الخلاف بين إيران وروسيا حول سورية حتى الآن على الأقل التحالف القائم بينهما، فطهران هي من جاءت بالروس عسكرياً لمنع سقوط نظام الأسد ولموازنة النفوذ الأميركي، كما يرى الإيرانيون. بالنسبة للنظام في إيران، أي محاولة لإطاحة الأسد ستضرب النفوذ الإيراني في سورية، وسنقاوم ذلك مهما كان الثمن، ما يفسر التغيير الاستراتيجي للسياسة الإيرانية التي كانت قائمة، منذ عام 1979، على إدارة المعارك المعنية بها في منطقة الشرق الأوسط بالوكالة من خلال الحرس الثوري والميليشيات المحلية التابعة له سواء كانت في العراق أو سورية أو لبنان، فهل تتحول إيران إلى عقدة الحل السياسي في سورية بسبب مواقفها وطموحها السياسي، وهل تصطدم برغبة أميركية - روسية مشتركة لإيجاد حل تخرج فيه إيران الخاسر الأكبر والوحيد؟!

الشارع العربي يسأل أوباما
المستقبل...د. نقولا زيدان
واستفاقت أميركا! واستفاقت أخيراً أميركا بلسان وزير دفاعها آشتون كارتر وفي عاصمة السعودية الرياض على الأخطار الجسيمة التي تتمثل بالتدفق المتواصل للأسلحة والذخائر والمعدات والقوات الخاصة التي لم تتوقف منذ سنوات وسنوات عن الوصول بحراً الى اليمن لدعم الحوثيين ـ صالح للقيام بالانقلاب الإيراني هناك وإعلان الحرب والمضي فيها وصولاً الى مفاوضات الكويت. فقد دعت أميركا وزراء دفاع مجلس التعاون الخليجي لتشكيل قوة بحرية مشتركة أميركية ـ عربية لمراقبة ومتابعة وإيقاف السفن الحربية الايرانية التي تمد المتمردين اليمنيين بالدعم المتواصل لمتابعة الحرب. صحوة متأخرة ولو بعد طول انتظار..

لا بل استفاقت اميركا بلسان رئيسها باراك اوباما الذي جاء الى الرياض لينضم الى اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي ليعلن من هناك تعاوناً وشراكة مع تلك الدول حيال الأخطاء المتمثلة بالتدخل الايراني السافر في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة لزعزعة استقرارها وزرع المجموعات الارهابية فيها.

نعم هو باراك أوباما الرئيس الاميركي الذي سيخلده التاريخ كبطل أسوأ سياسة خارجية اميركية شهدها التاريخ الحديث. فهو وإدارته المعروفين، منذ اليوم الأول للثورة السورية راحا يتلكآن ذات اليمين وذات اليسار، ويختلقان الاعذار ويبتدعان المبررات ويسوغان الاسباب التي تحول دون دعم الثورة السورية الشابة المشحونة بعزم النضال في وجه النظام الديكتاتوري الفاشي، نظام بشار الأسد وطاقمه الحاكم. فتارة كانت الذرائع الكاذبة اللتان يتلطى وراءها هي التأكد من الأيدي السورية التي قد يصلها السلاح، وطوراً الاكتفاء بدعم الثوار بالأسلحة غير الفتاكة واقتصارها على الاسلحة الالكترونية لتشويش اتصالات قوات النظام. هذا في الوقت الذي كان خط طهران ـ دمشق اللوجستي يعمل بأقصى طاقته ليل نهار فوق المجال الجوي العراقي بمباركة وتنسيق كامل من نوري المالكي. لا بل كان خط موسكو ـ دمشق في الآونة نفسها، والسفن الحربية الروسية التي تصل مرفأي طرطوس واللاذقية تسارع لنجدة الأسد بما يحتاجه لسحق الثورة ورفض الاصلاح وتمسكه بكرسي الحكم فوق بحر من الدماء.

فلنتذكّر جيداً التصريحات المثيرة التي كانت تصدر في سنوات الحرب الأولى عن «جهاز الأمن القومي الاميركي» بأن إطالة الحرب السورية تعود بفائدة أكبر على الولايات المتحدة وعلى سلامة أراضيها. فلا مصلحة لواشنطن والبنتاغون والحالة هذه في ان تتوقف. وجاءت مختلف أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية تصب جميعاً في نفس الاتجاه. كمن يقول: دعهم يموتون هم، لنعش نحن بسلام.

وكان آب 2013 يوم فاجعة الغوطة الشرقية في ريف دمشق عندما استخدم بشار الاسد السلاح الكيماوي جهاراً وعلناً لكسر ارادة الثورة السورية، فحيال الفضيحة العالمية المدوية وذلك التحدي السافر للقوانين الدولية على يد بشار الأسد، راح باراك أوباما يتلمس الأعذار ويجمع «أرمادا« هائلة في الأطلسي والبحر المتوسط لكن بلا أوامر للتدخل العسكري وردع الطاغية واقتلاعه من الجذور. ذلك انه في مكان آخر كان وزير خارجيته جون كيري يعقد مع سيرغي لافروف صفقة العار عندما سارع الاسد للانضمام الى الاتفاقية الدولية بحظر استعمال السلاح الكيماوي. فقد نجا المرتكب بفعلته ودفع الشعب السوري الثمن وما زال.

في تلك الآونة كانت طفرة داعش التي تحولت في شهور إلى آفة سرطانية تتفشى في العراق وسوريا في آن معاً. فقد قدم لها نوري المالكي وبشار الأسد كل ما تحتاجه من عناصر وعديد، بل من اسلحة وذخائر استولى داعش عليها طوعاً في الموصل وسواها. وكانت السياسة المذهبية الفئوية المتعمدة في كلا البلدين هي الباب المشرع أمام داعش ونموه وترعرعه العجائبي!

استفاق باراك أوباما بعد مضي خمس سنوات على الأخطار الجسيمة الناجمة عن الأطماع الإيرانية في طول المنطقة العربية وعرضها وهو يعلم علم اليقين أن عمر هذه الأطماع يناهز 36 سنة متواصلة. فما دام يطلع دورياً على خلاصة مختلف أجهزة الأمن الأميركي فهل من حاجة للرأي العام العربي ان يذكره كيف تحوّل العراق الى محمية ايرانية، وكيف تحولت سوريا نفسها إلى محمية ايرانية أخرى منذ بدأ تدفق مقاتلي الحرس الثوري الإيراني و«حزب الله« اللبناني وسائر الميليشيات الشيعية المذهبية؟ الا تعلم أجهزته ماذا جرى في البحرين والكويت والسعودية نفسها؟

ألم تكن أجهزته ووسائل الرصد والاستطلاع الاميركية تعلم ماذا يجري في اليمن وعن تدفق السلاح الروسي في مرفأ الجديدة ومطار صنعاء المدفوع الأثمان مسبقاً بالمال الإيراني؟

ألا يعلم كيف أصبح لبنان دولة بلا رئيس وبحكومة معطلة وبرلمان مشلول وبمرافق الدولة المصادرة من قبل حزب الله!

هل فعلاً باغت التدخل العسكري الروسي في سوريا الادارة الاميركية تماماً كما باغتها الانسحاب الروسي الجزئي منذ اسابيع؟ ولماذا والحالة هذه صدر في 27 شباط (فبراير) الأخير قرار روسي ـ اميركي بوقف اطلاق النار في سوريا؟

حبذا لو يشرح لنا ولو بكلمة مقنعة واحدة كيف عجز التحالف الجوي الأممي عن دك معاقل داعش في الرقة ودير الزور والموصل وغيرها؟ وكيف أخطأ طيران التحالف المتطور ارتال نوافل داعش في صحاري سوريا والعراق؟ إن سرباً واحداً من هذا الأسطول الجوي وبطلعة واحدة كان وما زال بمقدوره سحق قوافل داعش، وإلا كيف نفهم انه غداة حرب الكويت العام 1991 استطاع هذا التحالف نفسه تقريباً وبقواته الأميركية الضاربة احراق عشرات الألوف من الحرس الجمهوري العراقي آنذاك؟ أمر مثير للاستغراب أليس كذلك؟

إن بشار الاسد الفاقد شرعيته والغارق في بحر من دماء الشعب السوري في مأساة العصر وهي وصمة عار في جبين الانسانية قد اصبح باستطاعته الآن، بعد سحق نصف مليون قتيل ومئات ألوف الجرحى والمقاتلين وقصف وتدمير عشرات المدن والبلدات وتكراره الوقح لاستخدام السلاح الكيماوي، وبعد تبديد شمل 8 ملايين نازح سوري عبر لجج البحر المتوسط وطرق اوروبا وكل اصقاع الأرض، أن يعطل مفاوضات جنيف 3 لأن المعارضة السورية قد تجرأت هناك على مقاربة الحقيقة الا وهي ان «الانتقال السياسي» أو «الفترة الانتقالية» يستحيل ان تتحقق طالما بشار الأسد هو بنفسه وإياه من يصر على الإشراف على تحقيقها. لم يعد لدى الشعب السوري من شيء قط ليخسره، فالفاشية الاسدية قد سلبته كل شيء ما عدا الارادة الصلبة بالمضي في القتال.
هذه هي الحقيقة ايها الرئيس الكبير.
ألمانيا تسعى إلى إقامة مناطق آمنة في سوريا
المستقبل... (ا ف ب، رويترز)
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنها تضغط من أجل إقامة مناطق أمنية خاصة في سوريا قرب الحدود مع تركيا لإيواء اللاجئين.

وتابعت ميركل في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولين أتراك وأوروبيين في مدينة غازي عنتاب التركية، «طالبت مجدداً بأن يكون لدينا مناطق يُفرض فيها وقف إطلاق النار على نحو خاص، وحيث يمكن ضمان مستوى معقول من الأمن«.

وكانت المستشارة الألمانية وصلت برفقة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك والمفوض الأوروبي فرانز تيمرمانز الى غازي عنتاب في جنوب شرقي تركيا، لتبديد التوتر بشأن الاتفاق بين أنقرة وأوروبا حول المهاجرين.

وكان في استقبال الوفد الأوروبي رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو، وتوجهوا الى بلدة نيزيب الصغيرة قرب الحدود السورية حيث زاروا مخيما للاجئين هناك. وافتتح مخيم نيزيب 2 في العام 2013 ويستقبل نحو خمسة آلاف لاجئ سوري في منازل جاهزة، بينهم 1900 طفل، وفق ارقام الحكومة التركية.

وبعيد وصولها استقبلت شابات سوريات كن يرتدين اللباس الابيض، المستشارة الألمانية وقدمن لها باقة من الزهور، بينما كانت محاطة بعشرات الحراس.

وتم تعليق لافتة ضخمة فوق باب المخيم كتب عليها «اهلا بكم في تركيا، البلد الذي يستقبل اكبر عدد من اللاجئين في العالم»، اي نحو 2,7 مليوني.

وقال محمد طوموق (49 عاما) الذي فر من دمشق مع زوجته واولاده الاربعة «لدينا مدارس ومستشفيات، الحياة جيدة هنا. لكننا نريد معرفة ما سيكون عليه مصيرنا (...) اذا انتهت الحرب اليوم، اعود غدا الى سوريا». وقبل ان يغادروا المخيم افتتح المسؤولون الأوروبيون مع داود اوغلو مركزا يستقبل اطفالا سوريين تم بناؤه بتمويل أوروبي.

وقالت المفوضية الأوروبية ان هذه الزيارة «تهدف الى اظهار كيف توحد تركيا والاتحاد الأوروبي قوتهما لمواجهة ازمة المهاجرين السوريين»، مشيرة الى انها انفقت حتى الان 77 مليون يورو في مشاريع متنوعة في تركيا، وهو مبلغ سيضاف اليه قريبا 110 ملايين يورو.

واعتبر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ان تركيا هي «افضل مثال» على صعيد التعامل مع اللاجئين، وذلك في مؤتمر صحافي في غازي عنتاب (جنوب شرق). وقال «اليوم، تركيا هي افضل مثال للعالم حول كيفية تعاملنا مع اللاجئين».

وتأتي هذه الزيارة بعد ثلاثة اسابيع على ارسال اوائل المهاجرين من اليونان الى تركيا في اطار اتفاق مثير للجدل ابرم في 18 اذار بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ويهدف الى ردع المهاجرين عن السعي للدخول بصورة غير شرعية الى أوروبا التي تواجه اسوأ ازمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.

ويقضي اتفاق بروكسل وانقرة بإعادة جميع المهاجرين الجدد الذين يصلون الى الجزر اليونانية، الى تركيا، بمن فيهم طالبو اللجوء. في المقابل، وافق الاتحاد على مبدأ «واحد مقابل واحد»، اي مقابل كل سوري يبعد الى تركيا من الجزر اليونانية، يستقبل الاتحاد سورياً واحداً من مخيمات اللاجئين في تركيا، ضمن سقف قدره 72 الف شخص.

كذلك وافق الأوروبيون على مساعدة تركيا بمبلغ 6 مليارات يورو وتحريك مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الأوروبي وتسريع آلية اعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول الى أوروبا.

وأعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في غازي عنتاب (جنوب شرق) أن إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول لأوروبا، وهو التزام نص عليه اتفاق بين أنقرة والاتحاد حول المهاجرين، يرتدي أهمية «حيوية» بالنسبة الى تركيا.

وتابع قائلاً إن اتفاق بلاده مع أوروبا بشأن إعادة المهاجرين لا يمكن أن يطبق من دون تخفيف القيود على تأشيرات دخول المواطنين الأتراك للاتحاد الأوروبي. وأضاف في مؤتمر صحافي في ختام زيارة قام بها وفد رفيع من مسؤولي الاتحاد الأوروبي إلى جنوب شرق تركيا، أن تخفيف القيود على التأشيرات أمر مهم وأنه يعتقد أن الاتحاد سيتخذ الإجراءات اللازمة لإكمال الاتفاق.

وصرح داود اوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية، أن «مسألة الإعفاء من تأشيرة الدخول حيوية بالنسبة الى تركيا». وأعلن أنه «واثق» من ان الاتحاد الأوروبي سيقوم بكل ما هو لازم بالنسبة الى هذا الموضوع «الذي هو وعد من الحكومة (التركية) لشعبها».

وقال رئيس الوزراء التركي إن بلاده ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لمنع إطلاق الصواريخ على بلدة كلس المتاخمة لمنطقة يسيطر عليها تنظيم «داعش» في سوريا.

ومن المقرر ان تدلي المفوضية الأوروبية برأيها بمسألة اعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول لدول الاتحاد الأوروبي مطلع ايار. وتعتبر انقرة ان هذا الشرط غير قابل للتفاوض وهي تزيد الضغط على أوروبا مهددة بالانسحاب من الاتفاق حول المهاجرين في حال لم يتم الالتزام به.

وكان داود اوغلو حذر الاثنين من ان تركيا لن تكون ملزمة التقيد بالاتفاق في حال لم يفِ الأوروبيون بوعدهم بشأن التأشيرات بحلول نهاية حزيران.

وتأتي زيارة القادة الأوروبيين الثلاثة لتركيا بعد ثلاثة اسابيع من طرد اول مجموعة من اللاجئين الذين وصلوا بعد توقيع الاتفاق في الثامن عشر من اذار الماضي من اليونان الى تركيا.

واعتبر رئيس وزراء المجر الشعبوي فيكتور اوربان ان الاتحاد الأوروبي «سلم امره لتركيا» على صعيد ازمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها ميركل، مشيرا الى عواقب «يصعب التكهن بها» ستنجم عن هذه المسألة، وذلك في مقابلة مع مجلة «فيرشافسفوخي» الألمانية الاسبوعية.

واشارت ميركل الى ان زيارتها لتركيا ستسمح بعرض ما تم تنفيذه من اتفاق الهجرة، واتخاذ قرار بشأن اي خطوات مستقبلية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، وعددهم 2,7 مليونا شخص.

وكانت ميركل تعتزم الاسبوع الماضي زيارة محافظة كيليس القريبة من غازي عنتاب، لكن اطلاق عدد كبير من الصواريخ على المنطقة نسبتها انقرة الى تنظيم «داعش» دفعها الى الغائها.

وقبل ساعات من وصول المسؤولين الأوروبيين، اعلن حاكم منطقة قونيا التركية (وسط) القبض على ستة عناصر يشتبه بانتمائهم الى تنظيم «داعش» كانوا يعدون هجوما على «مسؤولين حكوميين بارزين».

واعلنت المفوضية الأوروبية انه منذ بدء تنفيذ الاتفاق الأوروبي التركي في 4 نيسان، تمت اعادة 325 مهاجرا الى تركيا بعد ان كانوا وصلوا الى اليونان بعد ابرام الاتفاق في 20 اذار، فيما جرى ايواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الأوروبي، وأكدت انقرة تراجع عدد المهاجرين الوافدين على الجزر اليونانية.
اعتقال ستة جنوب تركيا في عملية ضد «داعش»
الحياة...أنقرة - رويترز
قال بيان صادر عن حاكم مدينة قونية أمس، إنه تم القبض على ستة أجانب الليلة الماضية في عملية ضد تنظيم «داعش» في المدينة.
وأضاف البيان أن العملية نُفذت للحيلولة دون قيام التنظيم بأي أنشطة محتملة.
ووقعت الاعتقالات قبل ساعات من وصول المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ورئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك إلى إقليم غازي عنتاب الواقع على الحدود مع مـناطق واقعة تحت سيطرة «داعش».
وألقت السلطات التركية باللوم على التنظيم المتشدد الذي يسيطر على مساحات كبيرة من الأراضي في سورية والعراق في تنفيذ هجمات بالقنابل في تركيا منذ حزيران (يونيو).
وقالت مصادر أمنية وطبية إن أربعة صواريخ أصابت مدينة كلس التركية قرب حدود سورية أمس، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين.
ومن المتوقع أن تزور مركل غداً السبت مدينة غازي عنتاب التي تبعد 30 دقيقة بالسيارة عن كلس.
وتقع كلس على الحدود مباشرة قرب منطقة تخضع لسيطرة تنظيم «داعش» في سورية وتعرضت لهجمات متكررة في الأسابيع القليلة الماضية.
وقتل طــفل وشـــخص آخر الشهر المــــاضي عندما سقط صاروخ على كلس أطــــــلق عبر الحــــــدود من ســــورية.
وذكرت وكالة «دوجــــان» التـــركــــية للأنــــــباء، أن الصواريخ ســـقطت بالقـــــــرب من وســــط المدينة، وقــــالت المصــــادر إن الجيش الـــــتركي رد بــــقصف مدفعي.
دول الاتحاد الأوروبي عازمة على محاربة التهرب الضريبي
 (اف ب)
اكد وزراء مالية دول الاتحاد الاوروبي الـ28 عزمهم على تكثيف محاربة التهرب الضريبي ردا على فضيحة اوراق بنما، مع وجود بعض الخلافات بينهم حول حجم الشفافية المطلوبة من الشركات المتعددة الجنسية.

وقال وزير المالية الهولندي يروين ديسلبلوم الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي «ان الجميع ملتزمون تماما بالعمل على سد الثغرات» في الانظمة المالية الاوروبية لمنع التهرب الضريبي.

واضاف بعد نحو ثلاثة اسابيع على اندلاع فضيحة اوراق بنما التي لا تزال تتفاعل «لقد اضعنا الكثير من الوقت بمحاربة بعضنا البعض حول انظمتنا المالية لكي تكون بلداننا الاكثر جذبا للمستثمرين. الا اننا وصلنا اليوم الى نقطة باتت فيها شركات كبيرة تميل الى تجنب دفع ضرائب«.

وخلال الاجتماع الحالي الذي بدأ اعماله أول من أمس الجمعة في امستردام، وافق جميع وزراء المالية على المبادرة التي اطلقتها قبل عشرة ايام خمس دول اوروبية هي المانيا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا، تقضي باختبار التبادل الفوري للمعلومات بين دول الاتحاد الاوروبي لتحديد هوية المستفيدين من الشركات الواجهة.

وقال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان «هناك رغبة مشتركة ومعلنة بمحاربة الآليات السرية» التي تتيح اخفاء من يقف وراء هذه الشركات.

وحتى الان لا يزال بالامكان انشاء شركات باشكال قانونية متعددة مثل الشركات ذات المسؤولية المحددة، التي تتيح اخفاء هوية المستفيد الحقيقي منها، ما يجعل من الصعب جدا على الادارات الضريبية في كل دولة ملاحقة من يحاول التهرب ضريبيا.

كما وافق الوزراء ال28 على انشاء لائحة سوداء موحدة للاتحاد الاوروبي تضم الملاذات الضريبية، وهو الامر الذي طالب به المفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي الذي دعا الى انهاء وضع هذه اللائحة «بحلول نهاية الصيف«.

ويبدو ان مفاوضات امستردام لن تكون سهلة باي حال لان لكل دولة سياساتها الخاصة بها بالنسبة الى الملاذات الضريبية. ولا بد في البداية من الاتفاق على اسلوب واحد لتحديد من يمكن ان يدرج اسمه على هذه اللائحة السوداء. وستقدم اقتراحات الى الوزراء الـ28 خلال اجتماع مقبل لهم من المقرر ان يعقد في ايار المقبل.

وحول حض الشركات المتعددة الجنسية على مزيد من الشفافية، اعلنت الرئاسة الهولندية للاتحاد الاوروبي انها ستطلق «ابتداء من الاسبوع المقبل» محادثات بين الدول الاعضاء للبحث في اقتراح بروكسل لجعل المعلومات المالية الاساسية للشركات الكبرى بمتناول الجمهور.

ولم يخف ديسلبلوم ان بعض الدول الـ28 عبرت في امستردام عن تحفظات على اقتراح المفوضية الذي تم الكشف عنه في الثاني عشر من نيسان. وقال «مما لا شك فيه ان هناك تقييمات مختلفة حول هذا الموضوع»، مضيفا انه من المستبعد التوصل الى اتفاق حول هذا الموضوع قبل النصف الثاني من السنة خلال الرئاسة السلوفاكية للاتحاد الاوروبي.

وقال وزير المالية النمسوي هانس يورغ شيلينغ «اعتقد ان علينا الا نبالغ في ردود فعلنا ونحن في قلب الهستيريا التي تسبب بها الكشف عن اوراق بنما». كما ابدى نظراؤه وزراء مالية مالطا وبلجيكا والمانيا تحفظات مماثلة بحجج مختلفة.

وتعتبر فرنسا وبريطانيا من اكثر الدول المتحمسة لكشف نشاطات هذه الشركات الكبيرة (التي يتجاوز رقم الاعمال السنوي لكل منها 750 مليون يورو)، بحسب ما قال الوزير الفرنسي ميشال سابان.

وقال سابان انه لا يجوز بعد اليوم الاكتفاء بالاقتداء بالشفافية المعتمدة في هذا المجال في الولايات المتحدة، لان بعض الولايات الاميركية مثل ولاية ديلاوير (شرق) التي تجذب الكثير من الشركات، تتعرض لانتقادات قاسية بسبب مستوى شفافيتها.

وختم الوزير الفرنسي قائلا انه في المطلق «لا بد من نوع من الملاءمة على المستوى الدولي وكسر الحلقة المفرغة التي تجعلنا منذ نحو عشرين او ثلاثين عاما نقول: سنفعل ذلك لاحقا. لان الجميع لا يقومون باي شيء«.
الاشتباكات تعود الى ساحة «الجمهورية» في باريس
المستقبل..مراد مراد
تجددت الاشتباكات ليل الجمعة ـ السبت في ساحة الجمهورية (بلاس دو لا ريبوبليك) في العاصمة الفرنسية باريس بين المعتصمين التابعين لحركة «نوي دوبو» ورجال الشرطة، وانتهت باعتقال الشرطة 12 متظاهراً واحالتهم الى القضاء بتهم التعدي على رجال الامن.

واعلنت الشرطة الفرنسية في بيان انه «عند منتصف الليل (ليل الجمعة ـ السبت) تحركت مجموعة تضم مئات الاشخاص باتجاه فوبور سان مارتان، واقدموا عمداً على اضرام النيران بسيارة للشرطة كانت مركونة في الحي وحطموها تماماً».

واضاف البيان أن «هذه المجموعة واصلت اعمال الشغب وبحلول منتصف الليل اقدموا ايضا على احراق سيارة ثانية للشرطة وحافلتين تابعين لشركة النقل العام «ار آ ت ب«، ما اضطرت شرطة مكافحة الشغب الى التدخل واطلقت قنابل مسيلة للدموع بوجه المعتدين«، مؤكداً انه «لم يحصل اي اصابات بشرية خلال هذه الاشتباكات، وان المخربين الذين تم القبض عليهم، سيخضعون لمحاكمة ومسار قضائي عادل«.

واشار البيان إلى انه «على الرغم من كل الاتصالات التي اجرتها الشرطة بمنظمي الاعتصام والهيئات المشاركة فيه، والتي ادت الى ارساء الهدوء على مدى اسبوع تقريباً، إلا أن هذه الاشتباكات اعادت جهود حماية الحق في التظاهر السلمي الى نقطة الصفر«.

وكانت اشتباكات اشد اندلعت نهاية الاسبوع الماضي عندما حاول نحو 300 من المتظاهرين، التوجه من ساحة «الجمهورية» الى قصر الاليزيه، فأغلقت الشرطة خط سيرهم، فانتشروا في شوارع اخرى، وقاموا بتحطيم زجاج المحلات واحراق عدد من السيارات.

ومنذ انطلقت هذه الحركة الاحتجاجية في باريس قبل 3 اسابيع اصبح عدد المحتجزين لدى الشرطة اكثر من 35 شخصاً.

واطلق هذه الحركة في 31 آذار الماضي، عدد من اليساريين الراديكاليين احتجاجاً على قانون عمل جديد يُعرف بـ«قانون الخمري» (نسبة الى وزيرة العمل الفرنسية مريم الخمري).

واختارت الحركة ساحة الجمهورية للتعبير عن سخطها، وقررت التخييم فيها الى حين استجابة الادارة الفرنسية للمطالب بالغاء هذه التعديلات التي تسهم في خفض نسبة البطالة، لكنها في الوقت نفسه تمنح ارباب العمل القدرة على تسريح العمال، وانهاء عقودهم بسهولة اكبر.

وسرعان ما استقطب هذه الحراك جماهير تابعة لتيارات سياسية اخرى مناهضة لسياسات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ومجموعات اخرى من الشبان الغاضبين لأسباب قد لا تتعلق بهذا القانون لا من قريب ولا من بعيد.

وتخشى فرنسا ايادي خارجية قد تعبث بامنها مستغلة هذا التحرك الشبابي. وهذا المشهد الانقسامي حتما لا يساهم في تحسين صورة هولاند امام الرأي العام قبل عام من الانتخابات الرئاسية المقبلة، بعدما اظهرت استطلاعات الرأي انحدار شعبيته الى مستوى غير مسبوق، وذلك على الرغم من انها كانت عرفت بعض التحسن عقب الاعتداءات الارهابية في باريس نهاية العام الماضي.
تفتيش ثانٍ لمكتب فضيحة «أوراق بنما»
الحياة..بنما - أ ف ب
فتشت السلطات البنمية مجدداً مكتب «موساك فونسيكا» للمحاماة الذي تسربت منه وثائق فضيحة التهرب الضريبي في العالم المعروفة باسم «أوراق بنما». وأوضح خافير كارابالو، النائب المكلف التحقيق في الجريمة المنظمة، أن التفتيش الثاني للمقار الرئيسية للمكتب بعد الأول في 12 الشهر الجاري، «نفِّذ بعد تلقي السلطات معلومات جديدة عن احتمال وجود وثائق في المبنى على صلة بإدارة شركة موساك فونسيكا، كما هدفت إلى البحث عن معلومات عن شركات أشارت وسائل إعلام إلى احتمال ارتكابها جرائم».
وأضاف كارابالو: «عثرنا على كمية كبيرة من الوثائق يفترض أنها تابعة للشركة، لكن مكتب المحاماة يخزّن معظم وثائقه بطريقة رقمية في أكثر من مئة خوادم تحميل».
وكرر مكتب المحاماة استعداده للتعاون في التحقيقات الجارية، مؤكداً أن الوثائق الموجودة في المبنى «تحتوي معلومات يملكها القضاء».
على صعيد آخر، اعلن وزراء مال دول الاتحاد الأوروبي الـ28 الذين اجتمعوا في أمستردام تصميمهم على تكثيف مكافحة التهرب الضريبي رداً على فضيحة «أوراق بنما»، مبدين «بالإجماع» تأييدهم للمبادرات الأوروبية الأخيرة، بينها إنشاء لائحة سوداء مشتركة للملاذات الضريبية.
وقال وزير المال الهولندي يرون دايسيلبلوم الذي تولت بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي: «بات الشعور الطارئ يتعاظم. كنا مشغولين جداً بمحاربة بعضنا البعض على صعيد أنظمة الضرائب كي تظهر بلداننا في الشكل الأكثر جذباً للمستثمرين. والآن بلغنا مرحلة باتت فيها شركات كبيرة تميل إلى عدم دفع الضرائب».
ووافق الوزراء على مبادرة أطلقتها قبل عشرة أيام خمس دول أوروبية هي ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا من أجل اختبار التبادل التلقائي للمعلومات داخل الاتحاد تمهيداً لتحديد المستفيدين من الشركات الوهمية، وكذلك على إنشاء لائحة سوداء واحدة للملاذات الضريبية مشتركة بين كل بلدان الاتحاد، بناء لطلب المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيير موسكوفيتشي الذي يريد بلوغ هذا الهدف «بحلول نهاية الصيف». وستكون المفاوضات صعبة، إذ تتفاوت سياسيات الدول الأعضاء في شأن الملاذات الضريبية.
وفي شأن الدعوة التي وجهت إلى الشركات المتعددة الجنسيات لإبداء مزيد من الشفافية، شددت الرئاسة الهولندية للاتحاد الأوروبي على أنها ستطلق بدءاً من الأسبوع المقبل محادثات بين الدول الأعضاء في شأن مقترح بروكسيل القاضي بجعل المعلومات المالية والضريبية الأساسية الخاصة بالشركات الكبرى متاحة للجمهور.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,510,731

عدد الزوار: 7,636,341

المتواجدون الآن: 0