«حزب الله» يشيّع قائده الميداني بدرالدين وينتظر نتائج التحقيق لتحديد طبيعة التفجير..ظروف مقتل القيادي العسكري لحزب الله غامضة.. مصطفى بدر الدين... لغز في حياته ومماته...حزب الله يراكم "النكسات" في سوريا

«حزب الله» يدحض نفي نصرالله امتلاك حسابات مصرفية واجتماع استثنائي لجمعية المصارف اليوم ..لقاء الحريري - ميقاتي كسر الجليد..الأمم المتحدة تتحرك لترسيم الحدود مع سوريا في سياق لحظة تحديد خريطة دول المنطقة..موقف «حزب الله» من القطاع المصرفي يثير تحفظات

تاريخ الإضافة السبت 14 أيار 2016 - 5:53 ص    عدد الزيارات 2165    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

إستنفار الماكينات وإنقسام المتحالفين في إنتخابات جبل لبنان
الجمهورية...
لم يحجب نبأ مقتل أحد المتّهمين الأربعة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، القيادي في «حزب الله» مصطفى بدرالدين في سوريا، الاهتمامَ بالتحضيرات لجولة الانتخابات البلدية والاختيارية الثانية التي ستشهدها محافظة جبل لبنان غداً الأحد، ولا عن سَماع أصوات طبول المعارك التي اشتدّت حماوتُها في بعض المدنِ والمناطق، بما يشير إلى أنّ التحالفات الحزبية التي يُراد منها تقويض تاريخ بعض القيادات والقامات التي تعمل منذ عشرات السنين في خدمة القواعد الشعبية في جبل لبنان لم تتمكّن من تحقيق أيّ انفكاك أو انفصال بين هذه القيادات والناس. قبل 48 ساعة من الانتخابات أظهرَت المعطيات الماثلة أنّ التحالفات الحزبية لن تتمكّن من تحقيق «التسونامي» الذي أرادت منه شنَّ «حرب إلغاء»، إذ تبيّن أنّ أطراف هذه التحالفات منقسمة على نفسها حتى ضمن البلدة الواحدة والبلدية الواحدة، بل إنّ بعض محازبيها ذهبوا إلى نسجِ تحالفات خارج الانصياع للقرار الحزبي من فوق.

إغتيال بدر الدين

من جهةٍ ثانية وفي خضمّ الإجراءات الاميركية ضد «حزب الله»، وبعد ساعات على كلمة الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، والتي اعقبَت تحذيرات نواب الحزب الى حاكم مصرف لبنان والمصارف من مغبّة الخضوع لـ«الإملاءات الاميركية»، خطفَ الأضواءَ نعيُ «حزب الله» أمس «القائد الجهادي الكبير» مصطفى بدر الدين الذي سقط في سوريا، في استهداف هو الرابع لقادة الحزب هناك، بعد الحاج عماد مغنية ونجلِه جهاد، وسمير القنطار. وأوضح الحزب في بيان أنّ المعلومات المستقاة من التحقيق الأوّلي تفيد أنّ انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي «ما أدّى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين (السيّد ذو الفقار) وإصابة آخرين بجروح». وأشار الى أنّ التحقيق «سيَعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوّي أو صاروخي أو مدفعي، وسنعلِن مزيداً من نتائج التحقيق قريباً». وخلال تشييع بدر الدين والمعروف بأسماء عدة، أوضَح نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أنّ الانفجار حصل قرب مطار دمشق، وفي أحد مراكز الحزب، وكان انفجارًا كبيرًا، وقال: «لقد دأبَ إخواننا على التحقيق في طبيعة هذا الانفجار ومَن سبَّبه، وبسبب وجود احتمالات عدة لم نرغَب أن نستبق التحقيق وأن نعلن بناءً على رؤية سياسية أو رغبة في تظهير بعض الأعداء دون البعض الآخر، ولكن أطَمئنكم الى انّنا خلال ساعات من الآن أقصاها صبيحة الغد (اليوم) سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومَن هي الجهة المسؤولة، وسنَبني على الأمر مقتضاه، وقد تلمَّسنا خطوات واضحة تؤشّر إلى الجهة وإلى الأسلوب، لكنّنا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقّن مئة في المئة وإنْ شاء الله تعالى سنعلن هذا الأمر على الملأ».
وعلِم أنّ السيّد نصرالله سيتحدّث في احتفال تأبيني لبدر الدين سيُقام في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية الجمعة المقبل.

مصادر سوريّة

وفي انتظار جلاء الغموض الذي اكتنَف عملية التفجير، نَقلت وكالة «أكي» الايطالية عن مصادر عسكرية سورية «أنّ عملية اغتيال بدر الدين في سوريا، مطابقة تماماً لعملية اغتيال المسؤول العسكري في الحزب سمير قنطار داخل سوريا في كانون الأول العام الماضي»، ورجّحت «وجود شريحة تعقّب مزروعة داخل مكان إقامته». وأضافت المصادر أنّ «مِن المُرجّح وفق المعلومات الأوّلية أنّ بدر الدين اغتيلَ بصاروخ (سبايس) موجّه عبر نظام متابعة مواقع جغرافية (جي. بي. اس) يتبع شريحة مزروعة في مكان إقامته بريف دمشق، وهي منظومة صواريخ لا يمكن رصدُها بالرادار، ما يُرجّح وجود عملية اختراق سهّلت الوصول إليه». ولم تُحدّد المصادر مكان إقامة بدر الدين، مكتفيةً بالإشارة إلى أنّ مكان إقامته «مموّه وضمن منطقة سكنية».

إسرائيل

وفي أوّل تعليق إسرائيلي، قالت صحيفة «معاريف» إنّ اغتيال بدر الدين قرب مطار دمشق «هو ضربة قاسية لقيادة حزب الله العسكرية خصوصاً»، مضيفةً أنّ «بدر الدين كان من الأوائل والمؤسسين للجناح العسكري لحزب الله، وهو بمثابة وزير أمن حزب الله». وتابعَت :«كما حصَل بعد اغتيال مغنية، يمكن التقدير أنّه في هذه الحالة ايضاً سيتغلّب حزب الله على خسارته وسيعيّن قائدًا عسكريًا آخر من بين صفوف قياداته الرفيعة، وبعد فترةٍ وجيزة سيتعافى من الضربة التي تلقّاها». من جهته، وصَف رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي السابق يعقوب عميدرور مقتلَ بدر الدين بـ»الأمر الجيّد لإسرائيل»، وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «إنّ إسرائيل ليست مسؤولة دائماً عن أمور كهذه، ولا نَعلم ما إذا كانت مسؤولةً عنها».

المحكمة

وفيما تلقّى الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله اتّصالَي تعزية من رئيسَي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمّام سلام، وثالث من وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أعلنَت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أنّها أخَذت علماً بالتقارير التي نشِرت في وسائل الإعلام عن وفاة بدر الدين، لافتةً إلى أنّها لا تستطيع أن تقدّم أيّ تعليق قبل صدور قرار قضائي، مؤكّدةً أنّها «ستظلّ ملتزمة باضطلاعها بولايتها بأعلى معايير العدالة الدولية». إلى ذلك أكّد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست أنّ المنطقة التي قتِل فيها بدر الدين لم توجد فيها أيّ طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال: «لم تكن هناك طائرات أميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل إنّه قتِل فيها.» وأضاف أنه لا يمكنه تأكيد مقتل بدر الدين.

فتفت

وشكّك عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت في أن يكون الشخص الذي شيّعه «حزب الله» أمس هو نفسُه بدر الدين، وقال لـ»الجمهورية»: «في كلّ الحروب السرّية والأمنية أمورٌ كثيرة تُصنَع، وتُطرَح علامات استفهام. وهذه أوّل نقطة استفهام تأتي بعدما طُرح في بعض وسائل الإعلام إمكانية أن يُستدعى الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله إلى المحكمة الدولية، فهل ما جرى هو لقطعِ الصِلة من جهة؟ أم لإخفاء مصطفى بدر الدين نهائياً عن التداول؟». وأضاف: «أمّا بالنسبة الى المحكمة فهي مستمرّة، ولكن من الواضح أنّ جميع المتّهمين الأساسيين يتمّ الإعلان تدريجاً عن مقتلهم في سوريا، ولا أدري ما إذا كان ذلك يحصل فعلاً أم أنّه التفافٌ على المحكمة لكي تصبح في النهاية أمام عدمِ وجود متّهمين». وقال: «ندرك أنّ الحزب لا يعترف بالمحكمة، لكنّه يدرك أنّ عملها مستمرّ ولا يُعرف متى يقع أحد المطلوبين في يد القضاء الدولي كما حصَل في يوغوسلافيا بعد 15 عاماً، فالحزب يتّخذ احتياطاته لكي يجعل القرار الدولي وكأنّه لم يكن. وفي كلّ حال، عدالة السماء لا تقصّر إذا قصّرَت عدالة الأرض».
وتوقّف فتفت عند «خطورة» هجوم الحزب على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والمصارف، لافتاً إلى «أنّها المرّة الاولى التي يمس فيها أحد بالعمود الاقتصادي والمالي للدولة اللبنانية، وهذا خطير جداً، ففي كلّ دول العالم الدولة تحمي المصارف، أمّا في لبنان فالمصارف تحمي الدولة وتموّلها، وبالتالي كأنّ المقصود بهذا الهجوم تدمير كلّ ما تبقّى من أسُس الدولة اللبنانية وإمكاناتها الاقتصادية والمالية، ولا أعرف ما إذا كان هجومهم المركّز على المصارف هو مجرّد هجوم إعلامي سياسي ام أنّه تهديدي أيضاً؟ لقد اعتَدنا دائماً أن تخفي هجمات الحزب تهديداً ما».

رئاسة

مِن جهة ثانية، تصَدّر الاستحقاق الرئاسي مجدداً المشهد السياسي من خلال موقفين: فرنسي، عبَّر عنه الرئيس فرنسوا هولاند في رسالة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وإيطالي أكّده الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريللا خلال زيارته الى لبنان أمس. فقد دعا هولاند في رسالة شُكرٍ تلقّاها الراعي منه في 27 نيسان الفائت، بعد لقائهما الأخير في بيروت، إلى «انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً بغية تفعيل عمل المؤسسات مجدداً. وأكّد «أنّ فرنسا ستتابع بذلَ الجهود الى جانب الأفرقاء المعنيين لمساعدة اللبنانيين على إيجاد حلّ للأزمة السياسية والمؤسساتية في أسرع ما يمكن، وأنّها ستتابع حضَّ الأسرة الدولية على العمل في هذا الاتّجاه».

إيطاليا

من جهته، الرئيس الإيطالي الذي التقى رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة تمّام سلام والبطريرك الراعي في مطرانية بيروت للموارنة وتفقّد قوات بلاده في «اليونيفيل»، أبدى اقتناعه بأنّ اللبنانيين «يستطيعون أن يجدوا الحلّ لانتخاب رئيس للجمهورية»، متمنياً أن يعود قريباً إلى بيروت «لألقيَ التحية على الرئيس الجديد المنتخَب». ووعد بأنّ «إيطاليا ستزيد مساعداتها للبنان هذه السَنة، وأنّها ستبذل جهوداً داخل الاتحاد الأوروبي لوضع خطة شاملة لمواجهة موضوع النزوح تعتمدها أوروبا مجتمعةً».

حركة وفود دولية

وفي هذه الأجواء ستشهد بيروت في الثلث الأخير من الشهر الجاري سلسلة زيارات لوفود أميركية وأوروبية وأرجنتينية، وعلمت «الجمهورية» أنّ مَن سيتقدّمها هو مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر الذي سيصل في 23 منه تزامناً مع زيارة تقوم بها بعثة اميركية متخصّصة بشؤون الطاقة والنفط يتقدّمها مساعد وزير الطاقة للبحث في تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة الخاصة بلبنان. ومن الأرجنتين ستصل وزيرة خارجيتها سوسانا مالكورا في زيارة تستمر يومين، على ان تليَها زيارة لوفد بلجيكي، يسبق وصول وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت في 25 الجاري تحضيراً لاجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان.

ملفّ الإنترنت

إلى ذلك، فتحَت الموافقة التي أعطاها وزير الاتصالات بطرس حرب للمدّعي العام المالي القاضي الدكتور علي ابراهيم لملاحقة موظفي مؤسسة «أوجيرو» الكبار الآفاقَ في ملف الإنترنت غير الشرعي، على فصول جديدة من التحقيقات الجارية بحثاً عن مصير عشرات ملايين الدولارات المهدورة، بالإضافة الى صرفِ النفوذ في تسويق معدّات في السوق المحلية تدخل فيها صناعات إسرائيلية تكنولوجية وتقنية متطوّرة جداً، بالإضافة إلى استمرار البحث عن الوسائل والقنوات التي اعتُمدت في إدخال معدّات بطريقة غير شرعية وبمستندات مزوّرة. وادّعى ابراهيم أمس على المدير العام لـ»أوجيرو» عبد المنعم يوسف ومدير المعلوماتية فيها توفيق شبارو والمدير العام غابي سميرة بجرم الإهمال في القيام بالوظيفة، وأحالَ الملف على قاضي التحقيق الأوّل في بيروت غسان عويدات.

حمود

وقال المدّعي العام التمييزي القاضي سمير حمود لـ»الجمهورية» إنّ «الإجراءات القضائية بدأت تسلك مسارات أكثر دقّة واختصاصاً في الملفات، وإنّ قاضي التحقيق الأوّل في بيروت غسان عويدات سيتسلّم التحقيقات التي أجراها قاضي التحقيق في جبل لبنان رامي عبدالله قبل استدعاء شبارو وسميرة بالتهَم التي وجّهتها النيابة العامة المالية بالاستناد الى مضمون التحقيقات السابقة لعبدالله، والذين مثلوا أمامه بصفتهم شهوداً وليس كمدَّعى عليهم». ولفتَ حمّود إلى «أنّ التحقيقات لدى المباحث الجنائية المركزية مستمرّة على مسار آخر يتّصل بتحديد مصدر المعدّات التي دخلت إلى لبنان بوثائق مزوّرة لا تتحدّث صراحةً عن نوعيتها ومصدرها ووجهةِ استعمالها تمهيداً لتحديد الجهات التي تغاضَت عنها أو ساهمت في إدخالها على رغم معرفتها بوجهة استخدامها وكونها تمّت بطريقة غير شرعية ومخالفة للقوانين». وحول مصير يوسف وموعد عودته إلى بيروت، قال حمّود: «ننتظر المهَل التي تمّ تحديدها في التقارير الطبّية التي كشفَها وزير الوصاية على المؤسسة ليكون في بيروت، وعدا عن ذلك ليس هناك أيّ معلومات خاصة يمكن الإدلاء بها وسيتّخذ القرار المناسب في ضوء ما ستُظهره التحقيقات ومضمون ملفّ الإحالة الجديدة للنيابة العامة الماليّة وما تحتويه من اتّهامات، بالإضافة إلى سلوك يوسف نفسه وما يمكن أن يقوم به».

إبراهيم في واشنطن

على صعيد آخر، واصَل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم زيارته لواشنطن وعَقد لقاءات مع رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، كما كانت له لقاءات في وزارة الخارجية مع مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط آن باترسون ومبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما لشؤون المفقودين ومستشار أوباما روب مالي، وتناولَ البحث الملفّات الأمنية في لبنان والمنطقة.
 
حزب الله يراكم "النكسات" في سوريا
 المصدر : skynews
أعاد مقتل القيادي الكبير في حزب الله، مصطفى بدر الدين، بسوريا إلى الأذهان حساب خسائر الحزب المتفاقمة جراء تدخله في أكثر من بلد عربي.
وأعلن حزب الله في بيان، الجمعة، مقتل القائد العسكري مصطفى بدر الدين في هجوم استهدف أحد قواعده في العاصمة السورية، دمشق.
وفيما أشارت صحيفة لبنانية إلى أن حزب الله فقد 1600 مسلح في سوريا وحدها، يرى مراقبون أنه دخل حرب استنزاف، قد لا يكون قادرا على مجاراة إيقاعها.
ويشكل مقتل عدد من قادة حزب الله تحديا لقوله في وقت سابق إن الأمور قريبة من الحسم لصالح النظام السوري وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
ويزيد انهيار التهدئة في سوريا وجمود المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة، من تغذية الصراع وحاجته إلى مزيد من الإمدادات.
وفقد الحزب في ديسمبر الماضي، عنصره البارز سمير القنطار، في غارة قيل إنها إسرائيلية، وقبل ذلك، قتل عماد مغنية، قائد الذراع العسكري للحزب في تفجير بدمشق.
ومما يزيد من متاعب الحزب تصنيفه إرهابيا من أغلب الدول العربية جراء مصادرته قرار الدولة اللبنانية وعزلها عن محيطها العربي.
ولا تنتهي خسائر حزب الله عند الأرواح، ذلك أن شخصيات عدة في صفوفه باتت خاضعة لعقوبات غربية صارمة.
فضلا عن ذلك، يرى آخرون أن حزب الله فقد ما هو أكثر من الأرواح والمال، ذلك أنه فقد تعاطف فئة عريضة من الشارع العربي بعدما انكشف باعتباره ميليشيا طائفية بعيدة عن مبادئ المقاومة والولاء للوطن.
هلاك «سافك الدم ومسوق إرهاب قم»
عكاظ.. زياد عيتاني (بيروت)، محمد الطاير (جدة)
في عملية غامضة ونوعية تعيد للذاكرة سيناريو تصفية القائد العسكري لميليشيا «حزب الله» عماد مغنية، تلقى الحزب الإرهابي أمس (الجمعة) ضربة جديدة موجعة بمقتل قائد آخر من قادته البارزين الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء من الشعبين السوري واللبناني خدمة لقادتهم في قم وطهران.
والقتيل مصطفى بدر الدين، الذي صفي في العاصمة السورية دمشق، هو المتهم الرئيسي باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وحاول «حزب الله» مداراة خسارته ببيان مقتضب قال فيه «إن بدر الدين قتل في هجوم استهدف إحدى قواعده قرب مطار دمشق»، وأن نتائج التحقيق سيتم الإعلان عنها لاحقا. بينما ذكرت محطة تلفزيون الميادين اللبنانية التابعة لإيران، أن «بدر الدين قتل في ضربة جوية إسرائيلية في سورية». وذكر بيان سابق لوزارة الخزانة الأمريكية، تضمن عقوبات على بدر الدين، أنه مسؤول عن العمليات العسكرية للحزب في سورية منذ 2011، وتشير المعلومات إلى أن القتيل إرهابي ونفذ العديد من المؤامرات والتصفيات والاغتيالات والعمليات الإرهابية في بعض دول المنطقة، بينها الكويت.
الجيش الحر لـ«عكاظ» :قتلى وجرحى إيرانيون في العملية
 راوية حشمي (هاتفيا - الأردن)
 قالت مصادر الجيش السوري الحر لـ «عكاظ»: إن غرفة عمليات قيادة ميليشيا «حزب الله» تم استهدافها في عملية اغتيال بدر الدين، وأنه ليس القيادي الوحيد الذي قضى في الحادث. وأكدت وجود عدد كبير من الجرحى والقتلى بينهم ضباط من الحرس الإيراني. ورأى العميد في الجيش الحر إبراهيم الجباوي في تصريح إلى «عكاظ» أن هذه العملية، ومهما كانت الطريقة التي نفذت بها سواء غارة جوية أو صاروخ أو عبوة ناسفة، فلا يمكن أن تحصل إلا بتعاون بين الجهة المنفذة وأجهزة النظام الأسدي نظراً لطبيعة المنطقة وهوية الأشخاص والموقع الذي استهدف وهو مقر قيادة عسكرية أو غرفة عمليات.
واتهم النائب في البرلمان اللبناني عن «حزب الله» نوار الساحلي أمس إسرائيل باغتيال مصطفى بدر الدين، وقال إن الحزب سيرد في الوقت المناسب، هذه حرب مفتوحة، ولا ينبغي أن نستبق التحقيق، والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب. وأضاف أن إسرائيل بالتأكيد هي التي تقف وراء مقتله.
ظروف مقتل القيادي العسكري لحزب الله غامضة.. مصطفى بدر الدين... لغز في حياته ومماته
إيلاف...وكالات
يطغى الغموض على ظروف مقتل مصطفى بدر الدين، القائد العسكري اللغز لحزب الله في سوريا، ان لناحية هوية المنفذين او كيفية تنفيذ هذه العملية، في وقت لم يصدر اي توضيح رسمي من الجهات الحزبية المعنية حتى الساعة.
بيروت: يقول مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان الانفجار وقع ليل الخميس الجمعة في مستودع قرب مطار دمشق الدولي، حيث كان بدر الدين موجودا، موضحا ان احدا لم يسمع ضجيج طائرة قبل الانفجار، كما ان احدا لم يعرف ان بدر الدين كان موجودا في هذا المكان.
ويشكل المطار ومحيطه جزءا من منطقة المعارك في السيدة زينب، التي تسيطر عليها قوات النظام السوري بشكل اساسي الى جانب وجود لمقاتلين ايرانيين ومن حزب الله، فيما تقع اقرب نقطة للفصائل المعارضة على بعد سبعة كيلومترات.
ويعد مقام السيدة زينب مقصدا للسياحة الدينية في سوريا وخصوصا من اتباع الطائفة الشيعية من إيران والعراق ولبنان. وبرر حزب الله تدخله العلني في القتال في سوريا في نيسان/ابريل 2013 بالدفاع عن المقامات الدينية.
وبدأ بدر الدين المتحدر من جنوب لبنان، والبالغ من العمر نحو 55 عاما نشاطه السياسي والعسكري في صفوف مجموعة قتالية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل ان ينضم بعد الاحتلال الاسرائيلي للبنان في العام 1982 الى صفوف حزب الله.
انخرط بدر الدين في تنفيذ هجمات عدة، طاول ابرزها في العام 1983 السفارتين الفرنسية والاميركية في الكويت حيث اعتقلته السلطات هناك.
وفي العامين 1984 و1985، تعرضت طائرتان الاولى في الكويت والثانية تابعة لشركة خطوط جوية اميركية للخطف وتغيير مسارهما. وطالب الخاطفون بالافراج عن المدانين بالاعتداء على السفارات الاجنبية وبينهم بدر الدين الذي تمكن في العام 1990 من الهروب من سجنه خلال الغزو العراقي للكويت.
تداعيات "محدودة"
وتتم محاكمة بدر الدين مع اربعة من رفاقه في الحزب غيابيا امام المحكمة الخاصة بلبنان قرب لاهاي، بعد اتهامه بأنه "المشرف العام على عملية" اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في بيروت في شباط/فبراير 2005 والتي ادت الى مقتل 22 شخصا اخرين بينهم منفذ الاعتداء.
ورفض حزب الله تسليم المتهمين الخمسة متهما المحكمة باستهدافه وبالانحياز لاسرائيل والولايات المتحدة.
وبعد اغتيال زوج شقيقته، القائد السابق عماد مغنية بتفجير سيارة مفخخة في دمشق العام 2008، حل بدر الدين مكان الاخير وكان مسؤولا عن عمليات حزب الله في سوريا التي تشهد نزاعا مستمرا منذ 2011.
ويجمع معظم المحللين على ان لمقتل بدر الدين تداعيات محدودة على قدرات حزب الله. وتقول الباحثة الاولى في مركز كارنيغي للشرق الاوسط مهى يحيى لفرانس برس "رغم انه المسؤول الارفع عن العمليات السرية والموكل بوضع الخطط الميدانية، اشك في ان تترك وفاته اثرا على عمليات هذه المنظمة في سوريا".
وتضيف "لا تتكئ عمليات حزب الله الى شخص واحد انما تشكل جزءا من حلقة اوسع مرتبطة بالقيادة الايرانية".
ويرى الباحث المشارك في المعهد الفرنسي للشرق الادنى نيكولا بوييار ان لمقتل بدر الدين "تأثيرا رمزيا ونفسيا بالدرجة الاولى (...) باعتبار انه قيادي مخضرم وأحد ابرز الكوادر العسكرية" في الحزب.
وتقول المحللة المتابعة لشؤون حزب الله كيارا كالابرازي ان "هذا الاغتيال لن يؤثر في الحزب على المستوى العسكري"، لافتة الى ان "شخصا اخر لديه المؤهلات سيحل مكان" بدر الدين.
منفذو العملية
وللمرة الاولى، لم يسارع حزب الله الى اتهام اسرائيل عدوته اللدودة التي غالبا ما يتهمها باغتيال قادته وكوادره.
ويوضح بوييار "لم يتهم حزب الله رسميا حتى هذه اللحظة اي طرف. ويمكن لاسرائيل كما للفصائل المعارضة ان تكون منخرطة موضوعيا في هذا الاغتيال".
لكنه يتدارك ان "هذا (الاغتيال) حصل في ضاحية دمشق قرب منطقة المطار الخاضعة لسيطرة النظام. وهناك بالتالي عمل استخباراتي تم قبل ذلك وقد يكون شمل اطرافا سوريين واقليميين عديدين".
ويعتبر الباحث اللبناني ومؤلف كتاب "دولة حزب الله" وضاح شرارة ان "حزب الله محرج للغاية، فاتهامه اسرائيل بتنفيذ غارة جوية يضع في دائرة الشك فاعلية روسيا في حماية الاجواء السورية".
اضافة الى ذلك، يرى شرارة انه "يجب عدم استبعاد احتمال ان يكون هذا الاغتيال نتيجة التوتر الشديد بين النظام وروسيا وايران".
وقد اعلن نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان نتائج التحقيق ستعلن صباح السبت على ابعد تقدير.
دور حزب الله في سوريا
من غير المرتقب ان يؤدي مقتل مصطفى بدر الدين الى تغيير في دور حزب الله في سوريا الى جانب قوات النظام.
وقال الشيخ نعيم قاسم خلال التشييع "أيّها القائد، لقد تحرّر لبنان معك وتلقى الإرهاب التكفيري خسائر كبيرة، وقد أذهل ذلك العالم وقد حملت الأمانة ولم يتغير الاتجاه، وبقتلك أعطوا دفعة جديدة إلى مسيرتنا التي تعطي الشهيد تلو الشهيد والقائد تلو القائد لترتفع الرّاية. نحن أهل الشهادة والنصر".
ميدانيا، يقول شرارة ان هناك نحو خمسة الاف الى ستة الاف مقاتل من الحزب يتناوبون بمعدل ألفين. ويضيف ان "دورهم يقوم على سد ثغرات الجيش السوري والحفاظ على الاراضي التي تتم استعادتها".
وتقول مصادر ان حزب الله قد يكون فقد ألفا الى الفي عنصر في سوريا، لكن نيكولا بوييار يقول ان مشاركته في الحرب "ليست موضع شك، اولا بسبب شعور بالتضامن الطائفي ثم بسبب الخوف الوجودي من تهديد جهادي وثالثا بسبب واقع ان اسرائيل تدخلت بشكل مباشر ضد حزب الله في سوريا".
«حزب الله» يشيّع قائده الميداني بدرالدين وينتظر نتائج التحقيق لتحديد طبيعة التفجير
بيروت - «الحياة» 
خسر «حزب الله» اللبناني أمس، أحد قيادييه مصطفى أمين بدر الدين (الملقب بالسيد ذو الفقار)، في وقت فقدت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أحد أبرز الذين اتهمهم الادعاء فيها باغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، والذي امتنع عن المثول أمامها.
وقضى بدر الدين -وفق رواية «حزب الله»- بانفجار قرب دمشق، من دون أن يحدد الجهة التي نفذته. وبدر الدين هو القيادي الرابع الذي يقضي في ســورية بعد القيادي العسكري عماد مغــنية (بانفجار سيارة في دمشق 2008) وابنه جهاد مغنية (في القنيطرة بغارة إسرائيلية 2015) والقيادي سمير القنطار مع مجموعة مسلحة (غارة إسرائيلية في دمشق 2015)، إلى جانب قيادات اغتيلت في لبنان، وأبرزها: القيادي حسان اللقـــيس الذي قـــتل في ضــاحية بيروت الجنوبية (برصاص كاتم للصوت أمام منزله 2013)، وقبله القيادي غالب عوالي (قتل بتفجير سيارته في محلة معوض 2004)، وسلفه مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب علي حسين صالح (قتل بانفجار سيارته في ضاحية بيروت الجنوبية 2003).
وفوجئ اللبنانيون بنعي «حزب الله» بدر الدين في الصباح الباكر، غداة كلمة للأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في يوم «الجريح المقاوم» والذي لم يأت على ذكر الحادث من قريب ولا من بعيد خلالها.
وجاء في البيان الأول للحزب الذي وزع بعيد السادسة صباح أمس، أن بدر الدين «قال قبل شهور: لن أعود من سورية إلا شهيداً أو حاملاً راية النصر. إنه القيادي الجهادي الكبير مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وها هو اليوم عاد شهيداً متلحفاً راية النصر الذي أسس له عبر جهاده في مواجهة الجماعات التكفيرية في سورية والتي تشكل رأس الحربة في المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة».
وأضاف الحزب في بيانه الأول: «وبعد حياة حافلة بالجهاد والأسر والجراح والإنجازات النوعية الكبيرة يختتم السيد ذو الفقار حياته بالشهادة، ويلتحق بقافلة الشهداء ومنهم رفيق دربه وجهاده القائد عماد مغنية، إنها المقاومة تكبر بقادتها وهم أحياء وتتشامخ بهم وهم شهداء».
وأورد الحزب في البيان الثاني، أن «المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد بأن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى استشهاد الأخ القائد مصطفى بدر الدين وإصابة آخرين بجراح. وسيعمل التحقيق على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج من قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي، وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريباً».
واكتفى البيان الثالث بتحديد موعد التشييع عصر أمس، في محلة الغبيري في ضاحية بيروت الجنوبية إلى مثواه في روضة شهداء المقاومة الإسلامية إلى جانب مغنية.
وكانت محطة «الميادين» اللبنانية ذكرت «أن بدر الدين قتل في ضربة جوية إسرائيلية في سورية».
من هو بدر الدين
وبدر الدين (55 سنة)، هو شقيق زوجة مغنية وحل محله بعد اغتياله، وكان مسؤولاً عن العمليات في سورية. ومتأهل وله خمس بنات وابن واحد. ويقطن في محلة الغبيري.
وكان القرار الظني الصادر عن الادعاء في المحكمة الدولية اتهمه إلى جانب 4 آخرين بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري 2005، وتجري محاكمته غيابياً منذ كانون الثاني (يناير) 2014 بعدما أوكلت المحكمة مهمة الدفاع عنه الى محامين اختارهم مكتب الدفاع في المحكمة، وبعدما رفض «حزب الله» تسليمهم لعدم اعترافه بالمحكمة، واعتُبروا فارين من العدالة.
وكانت المحكمة وجهت التهم الى بدر الدين ورفاقه: سليم جميل عيّاش، حسين حسن عنيسي، أسد حسن صبرا وحسن حبيب مرعي. وفي القرار الظني، كما خلال جلسات الاستماع الى الشهود الذين بلغ عددهم حتى الساعة 200 شاهد أمام غرفة الدرجة الأولى، ورد أن بدر الدين استخدم اسمين لتنفيذ الجريمة: الياس صعب وسامي عيسى.
واسم بدر الدين مدرج على لائحة العقوبات الأميركية في حق مسؤولين في «حزب الله» على خلفية تورطهم في النزاع السوري.
التشييع والتعازي
وأم المشيعيين نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي رثا بدر الدين «الذي عرفته ساحات الجهاد وتلقى الجراح والأسر والهجرة والتنقل من مكان الى آخر ليثبت دعائم الحق ويحرر الأرض من الصهاينة وأتباعهم»، معتبراً ان «إسرائيل حارت معك وتلقى التكفيريون ضربات موجعة من يديك في السنوات الأخيرة».
وقال: «الانفجار حصل قرب مطار دمشق وفي مركز من مراكز حزب الله وكان كبيراً. ودأب إخواننا على التحقيق بطبيعة الانفجار ومن سببه. وبسبب وجود احتمالات عدة لم نرغب في أن نستبق التحقيق ونعلن بناء الى رؤية سياسية أو رغبة في تظهير بعض الأعداء من دون آخرين، لكن خلال ساعات أقصاها صبيحة الغد سنعلن بالتفصيل سبب الانفجار والجهة المسؤولة وسنبني على الأمر مقتضاه، وتلمسنا خطوات واضحة وتؤشر الى الجهة والأسلوب، لكننا نحتاج الى بعض الوقت للاستكمال لنتيقن مئة في المئة، وسنعلن الأمر على الملأ». وأكد ان عدونا واحد «إسرائيل ومن معها».
ولف نعش بدر الدين براية الحزب وحمل على الأكف وردد مئات المشيعين الهتافات الدينية والحزبية. وأديت له التحية من فرقة حزبية.
وكان عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي حضوا على المشاركة بكثافة في التشييع ورفع «راية المقاومة الإسلامية على شرفات المنازل مساء تعبيراً عن دعمهم خيار المقاومة».
واتصل رئيس المجلس النيابي نبيه بري بنصرالله معزياً، في وقت أقيمت في «مجمع الإمام المجتبى» في الضاحية الجنوبية مراسم تقبل التعازي. وبدا نجل بدر الدين مفجوعاً بمقتل والده وجرى احتضانه من قبل قيادات الحزب. وبين أول المعزين السفير السوري لدى لبنان علي عبدالكريم علي بتكليف من الرئيس بشار الأسد، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا». واعتبر في تصريح أن «دماء الشهيد أراها أذاناً للنصر الكبير ودماؤه تستنهض كل الشعب السوري».
وشارك نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ورئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين في تقبل التعازي.
واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نوار الساحلي، أن «إسرائيل هي المسؤولة عن مقتل بدر الدين» وأن الحزب سيرد «في الوقت المناسب». وقال الساحلي لمحطة «المنار» التابعة لـ «حزب الله»: «هذه حرب مفتوحة. لا ينبغي أن نستبق التحقيق والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب». وأضاف: «إن إسرائيل بالتأكيد هي التي تقف وراء مقتله».
ونعى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، بدر الدين الذي «قضى معظم حياته في الجهاد والنضال ومقارعة العدو الصهيوني حتى توج جهاده بالشهادة التي تليق بأمثاله من الأبرار».
ظريف: شهادته ستزيد عزيمة المقاومة
وفي أول موقف إيراني، أعلنت السفارة الإيرانية لدى لبنان أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف أبرق إلى نصرالله، معزياً ومؤكداً أن «شهادة هذا المجاهد الصلب ستزيد من عزيمة المقاومة ضد الكيان الصهيوني والإرهاب أكثر فأكثر».
وعزا ظريف «عائلة الشهيد والشعب اللبناني الواعي والمقاوم، الذي ربى في أحضان الإسلام مثل هؤلاء الرجال العظام، ودفع بهم إلى ساح المقاومة والتحرير ومقارعة الظلم»، واصفاً بدر الدين بأنه «كان تجسيداً للعشق والعنفوان والأسطورة في الدفاع عن الأهداف الإسلامية السامية، والشعب اللبناني المقاوم ضد الظلم والإرهاب».
إسرائيل لا تعلق
ولم يصدر رد فوري من إسرائيل، التي سبق أن ضربت أهدافاً لـ «حزب الله» داخل سورية مرات عدة أثناء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات. ورداً على سؤال لـ «راديو إسرائيل» بشأن ضلوع إسرائيل المحتمل، أحجم زئيف إلكين وهو مسؤول في الحكومة ومقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، عن التعليق.
 
موقف «حزب الله» من القطاع المصرفي يثير تحفظات
جعجع: لعدم المسّ بآخر قلعة من قلاعنا الاقتصادية
اللواء..
أثار موقف وزراء ونواب «حزب الله» من الإجراءات المصرفية في إطار العقوبات الأميركية على «حزب الله»، قلقاٌ محلياً ودولياً، لما له من انعكاسات على القطاع المصرفي والمالي.
وفي هذا الإطار، علق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بتصريح «على التهجمات التي وجهت الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من بعض الجهات في اليومين الأخيرين» وقال: «باعتراف القاصي والداني، بقي القطاع المصرفي في لبنان صامدا لا بل مزدهرا بالرغم من كل ظروف المنطقة وبالرغم من التقلبات السياسية في السنوات العشر الأخيرة وبالرغم من الشلل السياسي الحاصل في البلاد في السنتين الأخيرتين، ويعترف الجميع بأن الفضل في ذلك يعود بشكل كبير الى مصرف لبنان المركزي وحاكمه بسياساته الرشيدة والمتأنية والصائبة».
وأضاف جعجع: «لم يكن ينقصنا سوى أن يأتي البعض اليوم ليحاولوا زعزعة القطاع الاقتصادي الأخير الصامد في لبنان ليس لسبب إلا لأنه يلتزم بسياسات دولية لا يمكن للقطاع المصرفي اللبناني أن يستمر من دونها». ولفت جعجع الى أنه «لا يمكن للبعض أن يقوم بما يحلو له يمنة ويسرة وخارج كل الأطر الشرعية، ومن ثم يطلب من الشعب اللبناني بأكمله تحمل نتيجة أعماله، المطلوب من الجميع قليل من الحكمة وعدم المس بآخر قلعة من قلاعنا الاقتصادية وهو القطاع المصرفي لأن في ذلك خراب لنا جميعا».
واعتبر عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا عبر «المركزية» أن «ما جرى أمس اثبات إضافي أن حزب الله لا يكترث للمؤسسات اللبنانية والاستقرار الاقتصادي والسياسي في لبنان. ومن المعروف أن هذه الاجراءات اتخذت قبل ثلاثة شهور من اليوم. ومن المعروف أيضا أن لا بد منها من أجل الحفاظ على القطاع المصرفي والاستقرار النقدي اللبناني. وعندما يصل حزب الله إلى المفاضلة بين مصلحته ومصلحة اللبنانيين، فإنه يبدّي الأولى. وأنا أعتقد أن هذا الأمر ليس في حاجة إلى اثباتات إضافية، فيما يبقى تورط الحزب في الحرب السورية، على رغم سياسة النأي بالنفس الرسمية، أحد علاماته الأساسية. إضافة إلى عدم إقامة الحزب أي وزن لأي مكون لبناني آخر أمام مشروعه الاستراتيجي الاقليمي».
وتعليقا على موقف نصرالله، أكد زهرا أن «هذا الكلام شهادة لنا في أننا لا نلتقي معه أبدا في السياسة، ولا يهمنا أن نلتقي معه انتخابيا».
واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف عبر «المركزية» ان «لا معنى لهجوم «حزب الله» على المصارف اللبنانية وسلامة، لان المصارف اللبنانية مُلتزمة تطبيق القانون مهما كان المعني بالاجراءات «حزب الله» او غيره»، لافتاً الى ان «ما صدر عن كتلة «الوفاء للمقاومة» امس يُعرّض القطاع المصرفي لمخاطر نحن في غنى عنها»، ومحمّلاً «حزب الله» مسؤولية تعريض لبنان لأي خطر».
وقال «في ظل الازمات التي يشهدها لبنان، يبقى القطاع المصرفي الوحيد الذي يحمي الدولة ومؤسساتها، وتكفينا مخاطرة بالبلد. فـ«حزب الله» الى جانب تعطيله الاستحقاق الرئاسي يريد اليوم «تخريب» البلد من باب الاقتصاد وقطاع المصارف».
وأشار إلى ان «حزب الله» لا يستطيع فعل شيء سوى الالتزام بالقانون والاجراءات المُتّخذة في حقه، فلا تراجع من قبل المصارف لأنه «قرار» دولي يجب احترامه والالتزام به، واضعاً «تهديدات «الحزب» في هذا المجال في خانة «الكلام في الهواء» لا اكثر.
ولم يُبدِ يوسف تخوفه «من ردّ سياسي او حتى امني من قبل «حزب الله» على الاجراءات، فالحزب اكثر وعياً من تعريض البلد لخضّات امنية».
تهديدات الحزب لمصرف لبنان قنبلة صوتية
عكاظ... زياد عيتاني، راوية حشمي (بيروت)
 وصف مصدر وزاري مطلع في بيروت تهديدات «حزب الله» لمصرف لبنان بأنها «قنبلة صوتية». واعتبر المصدر في تصريح إلى «عكاظ» أمس (الجمعة) أنه لا مصلحة للحزب في دخول معركة مع مصرف لبنان على خلفية تطبيق القرارات الأمريكية المصرفية. لافتا إلى أن هذه القرارات لا يمكن للمصرف أو الحكومة مواجهتها أو تجاهلها، كما لا يمكن لمصرف لبنان فرض أي قرار على أي مصرف آخر لا يريد التعامل مع من يرى فيه ضرراً لمصالحه. وأضاف المصدر أن التهديدات التي أطلقها أحد وزراء «حزب الله» تجاه الحكومة بمثابة قنابل صوتية لن تؤثر على أحد، وهي موجهة لجمهوره، ومفادها أن الحزب يواجه هذه القرارات ولم يستسلم لها. من جهته، استبعد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور لويس حبيقة حصول مواجهة حقيقية بين مصرف لبنان والحكومة اللبنانية من جهة و«حزب الله» من جهة ثانية، إذ إن الجميع يدرك أن القرارات الأمريكية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها. وشدد على أن المصارف اللبنانية مرتبطة بالنظام المصرفي الدولي، وعليها أن تلتزم بهذه القرارات لتحمي مصالحها والقطاع المصرفي. وعد حبيقة الأداء الإعلامي لـ«حزب الله» حركة إعلامية لن ترقى لمستوى المواجهة الفعلية مع مصرف لبنان المركزي.
الأمم المتحدة تتحرك لترسيم الحدود مع سوريا في سياق لحظة تحديد خريطة دول المنطقة
اللواء..
في رسالته الجوابية ردا على المذكرة التي رفعها اليه رئيس «لقاء الجمهورية» الرئيس ميشال سليمان إبان زيارته للبنان، وعد امين عام الامم المتحدة بان كي مون باستمرار المنظمة الدولية في استكشاف شروط اي عملية ترسيم للحدود اللبنانية- السورية مع جميع الجهات المعنية بموجب قراري مجلس الامن 1559 (2004) و1701 (2006). هذا الوعد الاممي قد يشكل نقطة مضيئة في ظلام الهواجس المرتسمة حول القضية التي بذل الرئيس سليمان جهودا جبارة في اتجاه انجازها منذ تسلمه مقاليد الحكم وزيارته الرئيس بشار الاسد في القمة الاولى بينهما في ايار 2008، الا انها اصطدمت بمماطلة سورية ومحاولات تذرّع تارة بالاحتلال الاسرائيلي لاراض في شبعا وتلال كفرشوبا واخرى بتداخل الملكيات، بيد ان البناء عليه غير كاف في ضوء المخاطر التي تهدد بتغيير حدود الاقليم وتوجب اجراءات فورية، خصوصا في غياب اي مستندات رسمية لبنانية حول حدود لبنان البرية في دوائر الامم المتحدة، وقد أقّر بذلك الامين العام السابق للمنظمة كوفي انان معلنا ان «لا مستندات رسمية عن حدود رسمية دولية متفق عليها بين لبنان والدول المجاورة».
وافادت مصادر أممية ان الامم المتحدة كلفت فريقا لبنانيا بقيادة ضابط رفيع المستوى معني بالملف بوضع تقرير مفصّل حول ترسيم الحدود الشمالية والشرقية استنادا الى القواعد والاسس التي اعتمدت إبان ترسيم الخط الازرق اثناء تنفيذ القرار الدولي 425.
وذكرت المعلومات ان الفريق باشر عمله، مرتكزا الى ما تم انجازه على مستوى عمل اللجنة المشتركة اللبنانية- السورية التي تشكلت في اعقاب زيارة سليمان لسوريا،على ان يرفع تقريره الى الجهات المختصة في المنظمة فور انجاز مهمته.
وفي سياق نقلت وكالة الانباء المركزية عن مصدر وزاري قوله ان شبعا وفق الوثائق الموجودة لدى الامم المتحدة ارض سورية، على رغم اعتراف كبار المسؤولين السوريين بانها لبنانية،الا انهم رفضوا تزويد لبنان بأي مستند رسمي تعترف بموجبه الدولة السورية بلبنانية المزارع، التي يقول رئيس مجلس النواب نبيه بري انه يملك مستندات تؤكد ان شبعا لبنانية وكذلك الجيش، وقد زود بها لبنان الامم المتحدة لتصحيح الحدود الا ان دوائرها لم تتحرك انذاك.
وعلى رغم الجهود الجبارة وجولات الاجتماعات المكوكية للجان المشتركة اللبنانية – السورية، يضيف المصدر ان الحدود لم ترسّم بسبب خلافات بين الجانبين حول آلية العمل كعنوان عريض علنا في ما الحقيقة تكمن في عدم وجود رغبة سورية بالترسيم لكون النظام يعتبر لبنان جزءا من سوريا ويطلق عليه بعض المسؤولين السوريين تسمية القطر تثبيتا لذلك. وتبعا لذلك بقيت الحدود الشمالية –الشرقية مشرّعة على شتّى انواع عمليات التهريب وتسلل المسلحين عبر المعابر غيرالشرعية على طول الحدود، الامر الذي انعكس سلبا على النظام بفعل تدفق المسلحين المناصرين للتنظيمات الارهابية من البوابة اللبنانية المفتوحة «فانقلب السحر على الساحر» وفق المصدر الوزاري وبات اقفال الحدود مطلبا للنظام السوري يتعذر تنفيذه في ظل الظروف المحيطة به.
لقاء الحريري - ميقاتي كسر الجليد
بيروت - «الحياة» 
في إطار السعي الى ترجيح كفة التوافق لخوض الانتخابات البلدية في طرابلس بلائحة ائتلافية تجمع فاعلياتها السياسية والاقتصادية وهيئات المجتمع المدني، التقى ليل أول من أمس الرئيسان نجيب ميقاتي وسعد الحريري بدعوة من رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في منزله بالمصيطبة.
وتم التشديد في الاجتماع - وفق البيان الصادر عن المكتب الإعلامي للرئيس سلام - على ضرورة تعزيز اللحمة بين مكونات النسيج اللبناني من دون استثناء أو استبعاد أحد لأن لبنان في حاجة الى تحصين جبهته الداخلية في ظل الأوضاع المتفجرة في المنطقة التي بلغت حداً غير مسبوق في خطورته.
وعلمت «الحياة» من مصادر المجتمعين ان اللقاء أتاح لميقاتي والحريري مراجعة المرحلة السابقة بكل ما سادها من شوائب وخلافات واتفقا على فتح صفحة جديدة.
ولفتت الى ان اللقاء كان ودياً وكسر الجليد على الصعيد الشخصي وأظهر لديهما رغبة مشتركة في دعم جهود تحقيق ائتلاف بلدي في طرابلس يرعاه كل من يحبذ التوافق ويعمل من أجله من دون أن يعني ذلك مصادرة حق الآخرين في خوض الانتخابات البلدية. إلا أن أي اتفاق لم يحصل في هذا الصدد خلال اللقاء، على أن تتم متابعة الاتصالات بين نواب طرابلس من «المستقبل» وميقاتي والوزير السابق فيصل كرامي.
وأكدت ان الائتلاف يجب أن يحمل بصمات طرابلسية لأن القرار في نهاية المطاف لقواها السياسية وفاعلياتها الاقتصادية وهيئات المجتمع المدني وأن ميقاتي والحريري اتفقا على التواصل، مع تكثيف المشاورات الطرابلسية.
ولم تستبعد المصادر أن يصار الى التحضير لاجتماع موسع في نهاية هذه المشاورات في حال التوصل الى تفاهم، لتكريسه بائتلاف ما. وتكتمت المصادر عما جرى تداوله من أسماء مرشحين لرئاسة بلدية عاصمة الشمال، من دون ان تنفي أن يكون البحث تناول تلك التي سبق للنائبين سمير الجسر ومحمد كبارة وغيرهما أن طرحوها مع ميقاتي في لقاءات حصلت خلال الأيام الماضية.
«حزب الله» يدحض نفي نصرالله امتلاك حسابات مصرفية واجتماع استثنائي لجمعية المصارف اليوم
المستقبل...هلا صغبيني
بدأ «حزب الله» يستشعر ضيق الخناق المالي المفروض عليه مع بدء سريان المراسيم التطبيقية للقانون الاميركي الذي يمنع تمويله، معطوفا على الاجراءات المالية الخليجية المتخذة ضده اخيرا.

فالحزب الذي كان ضرب بمصالح اللبنانيين العاملين في دول الخليج عرض الحائط بفعل مواقفه المعادية لدول مجلس التعاون الخليجي والتي افضت الى فرض عقوبات عليه وعلى الموالين له، يقود نوابه ووزراؤه اليوم حملة منسّقة ضد مصرف لبنان وحاكمه الذي اصدر تعاميم تؤكد التزام لبنان القوانين الدولية ولاسيما القانون الاميركي وتشدد على وجوب التزام المصارف اللبنانية بها مخافة معاقبتها، وكذلك ضد القطاع المصرفي. وهي حملة بدأت أول من امس بعد قيام مصارف باقفال حسابات مصرفية لعدد من نواب الحزب ورفضها فتح حساب لاحد المنتمين الى «كتلة الوفاء للمقاومة»، ويحاول حزب الله» ممارسة ضغط على الحكومة لجرها الى اتخاذ موقف من القانون الاميركي، مع علمه المسبق باستحالة هذا الامر، لان لبنان سيكون حينها في عزلة اقتصادية دولية.

وفي وقت آثر مصرف لبنان عدم الرد على حملة «حزب الله» ضده، علمت «المستقبل» ان اجتماعا استثنائيا يعقده اليوم مجلس ادارة جمعية مصارف لبنان برئاسة رئيسه جوزف طربيه لبحث هذا الملف الطارئ الذي كان اثاره بشدة وزراء الحزب في الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء اول من امس، فالوزير حسين الحاج حسن قال في لهجة تصعيدية وتهديدية امام مجلس الوزراء ان تعاميم مصرف لبنان وممارسات القطاع المصرفي «تجاوزت الخط الأحمر وبلغت الخط الأسود«، معربا عن استنكار «حزب الله» عملية إيقاف الحسابات المصرفية التابعة لقياديين وأقرباء لشخصيات في الحزب، مبدياً تخوف الحزب «من أن تمتد مثل هذه الإجراءات لتشمل حسابات الجمعيات التابعة له والعاملين في مؤسساته التربوية«.

ومعنى ذلك أن مسؤولي الحزب يتخذون مواقف تخالف تلك التي اطلقها الامين العام السيد حسن نصرالله الذي انكر، اثر التوقيع على القانون الاميركي في كانون الثاني، وجود حسابات تابعة للحزب في المصارف اللبنانية. اذ قال حرفيا «اننا كحزب لن ينالوا منا شيئاً، لأننا لا نملك ودائع في المصارف اللبنانية لا سابقاً ولا حالياً، وليست لدينا أعمال استثمارية، ولسنا شركاء مع شركات او تجار، ولا داعي لأن يصاب المصرف المركزي أو مديرو المصارف بالهلع«.

وكذلك كان لـ«كتلة الوفاء للمقاومة» مواقف غير مسبوقة ضد سلامه والقطاع المصرفي «الوحيد الذي بقي يحمي الدولة ومؤسساتها في ظل الازمات التي يشهدها لبنان«، كما يقول عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف، و»آخر قلعة من قلاعنا الاقتصادية» وفق ما وصفه رئيس حزب «القوات اللبنانية« سمير جعجع.

وقالت مصادر مصرفية ان الكتلة انتقت عباراتها بدقة في محاولة تهويل منها من دون ان يكون لموقفها هذا اي صدى على القطاع، كوصف تعاميم مصرف لبنان بأنها «انصياع غبر مبرر لسلطات الانتداب الاميركي النقدي على بلادنا« وان «من شأنها ان تدفع البلاد نحو الافلاس«، وان القانون الاميركي «يؤسس لحرب الغاء محلية.. ومصادرة للسيادة اللبنانية النقدية»، وتهديدها ايضا بـ»انهيار نقدي».

واستغربت المصادر اياها موقف «حزب الله» سيما وان القانون الاميركي لا يلزم مصارف لبنان فقط انما هو موجه الى كل المؤسسات المصرفية في العالم، وبالتالي لا مفر من تطبيقه تحت طائلة تعرّض القطاع المصرفي لعزلة دولية بفعل العقوبات التي قد تفرض عليه في حال عدم التزامه. مع الاشارة هنا الى ان القانون الاميركي لا يسمي المصارف اللبنانية ولا ينص على فرض عقوبات على مؤسسات عاملة خارج الأراضي الأميركية، بل ينص على حظر المصارف الأميركية على فتح أو الإبقاء على أي حساب وسيط لإتمام معاملات أي مصرف أجنبي تورّط في تبييض أموال لحساب «حزب الله« أو القيام بأي تحويلات مالية أو تقديم أي خدمات مصرفية تساعد «حزب الله« في تحويل الأموال. كذلك تشمل الإجراءات الاميركية المصارف التي تتعامل مع الأشخاص والمؤسسات الواردة أسماؤهم على اللائحة السوداء (وعددهم 95 ويتوقع صدور لائحة اخرى قريبا) بتهمة علاقتهم بـ«حزب الله«. وهذا يعني انه في حال تم الاشتباه بعملية تمويل لصالح «حزب الله» لدى اي مصرف لبناني فانه سيصار الى معاقبته وحظر تحويلاته التي تجري عبر نيويورك، وهو ما يؤدي حكما الى عزله دوليا، وهذا امر طبيعي بفعل حاجة اي مصرف في لبنان والعالم لاجراء التحويلات عبر نيويورك. اي بمعنى اخر، فإن عدم الامتثال للقانون الاميركي سيؤدي إلى فرض عقوبات على النشاط المرتكب في نيويورك وليس في لبنان.

واوضحت المصادر ان المصارف اللبنانية مضطرة بالتالي ان تباشر فورا، وهو ما فعلته وتفعله حاليا، في تطبيق بنود القانون الاميركي واقفال حسابات الاشخاص والمؤسسات الواردة في اللائحة. لكنها اشارت في المقابل الى ان سلامه كان حريصا في التعميم الاساسي الموجه للمصارف رقم 137 على ان يمنع اي استنسابيّة او إقفال عشوائي لحسابات تابعة للطائفة الشيعية حين فرض على كل مصرف يريد ان يقفل حسابا ان يرسل الى هيئة التحقيق الخاصة التابعة لمصرف لبنان، الاسباب الموجبة لهكذا اجراء، وكذلك في حال رفض المصرف فتح حساب جديد. كما طلب من المصارف تكوين مؤونات مقابل اقفالها حسابات مدينة بالليرة من دون تعديل التصنيف الائتماني للعملاء الذين يتم اقفال حساباتهم.

وحصلت «المستقبل» على التعميم رقم 286 الذي اصدرته لجنة الرقابة على المصارف اول من امس في هذا الخصوص والموجه الى المصارف والمؤسسات المالية ونص على الاتي:

«الموضوع: الحسابات المدينة التي يتم تجميدها او اقفالها تطبيقاً للاجراءات والعقوبات والتقييدات المقررة من قبل المنظمات الدولية الشرعية أو السلطات السيادية الأجنبية.

تطبيقاً للقرار الوسيط رقم 12252 تاريخ 3/5/2016 موضوع تعميم مصرف لبنان الوسيط رقم 420، يطلب من المصارف والمؤسسات المالية العاملة في لبنان التقيد بما يلي:

اولاً: تكوين مؤونات اجمالية (Collective provisions) فورية مقابل الحسابات المدينة التي يتم تجميدها أو اقفالها تطبيقاً للاجراءات والعقوبات والتقييدات المقررة من قبل المنظمات الدولية الشرعية أو السلطات السيادية الأجنبية وذلك دون الحاجة الى تعديل التصنيف الإئتماني لهذه الحسابات.

ثانياً: تزويد لجنة الرقابة على المصارف فوراً بكتاب يتضمن المعلومات المتعلقة بالحسابات المدينة موضوع البلد «اولاً» على ان تشمل هذه المعلومات على الاقل ما يلي:

[ اسم العميل ورقم مركزية المخاطر العائد له.

[ أرصدة الديون المباشرة وغير المباشرة بما فيها الكفالات والتكفلات الممنوحة من قبل العميل.

[ الضمانات المأخوذة (مع ذكر طبيعتها وقيمتها).

[ المؤونات المكونة.

ثالثاً: دراسة كل حساب على حدة والتقدم الى لجنة الرقابة على المصارف خلال مهلة اقصاها 3 اشهر من تاريخ تجميد او اقفال الحسابات بتقرير مفصل يبين الوضع الائتماني لكل حساب مع اقتراح كيفية وآلية معالجته (إمكانية المقاصة، تحديد مصادر التسديد، تحديد قيمة الضمانات، برنامج التسديد..)

رابعاً: على ضوء التقرير المرسل الى لجنة الرقابة على المصارف موضوع البلد «ثالثاً» اعلاه، تقوم لجنة الرقابة على المصارف بتصنيف الحساب وفقاً لوضعه الإئتماني وتحديد حجم المؤونات التي يتوجب تخصيصها من رصيد المؤونات الإجمالية المكونة استناداً الى البند «أولاً» اعلاه.

تذكر اللجنة أخيراً ان تنفيذ العمليات بما يتناسب مع مضمون القانون الاميركي الصادر بتاريخ 18/12/2015 ومضمون الأنظمة التطبيقية ذات الصلة هو من مسؤولية كل مصرف أو مؤسسة مالية وفقاً لما نص عليه القرار الاساسي رقم 12253 تاريخ 3/5/2016 موضوع تعميم مصرف لبنان الاساسي رقم «137.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,587,567

عدد الزوار: 7,638,868

المتواجدون الآن: 0