مصادر أوردت معلومات جديدة تفند رواية «حزب الله».. صاروخ موجه اغتال بدر الدين.. وليس قصفاً مدفعياً......وتململ في «حاضنة الميليشيا» من أهوال سورية

غُبار الإنتخابات ينحسر... والنتائج تكشف عقم التحالفات الحزبية البلدية

تاريخ الإضافة الثلاثاء 17 أيار 2016 - 6:45 ص    عدد الزيارات 2153    التعليقات 0    القسم محلية

        


 غُبار الإنتخابات ينحسر... والنتائج تكشف عقم التحالفات الحزبية البلدية

الجمهورية...

بدأ غُبار المعركة الانتخابية في محافظة جبل لبنان ينجلي تدريجاً، لتكشفَ نتائجها دلالات سياسية عدة، خصوصاً في منطقة المتن، حيث كرّسَت مجدّداً زعامة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر في «قلعته»، فيما أثبتَت بما لا يقبل الجدل عدم ترجمة التحالف بين «التيّار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» على الأرض بلدياً. في وقتٍ أجمعَت الأوساط السياسية على التنويه بأداء وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق السياسي والأمني واللوجستي والإداري في إدارة العمليات الانتخابية بنجاحٍ قلَّ نظيرُه، إلى درجة أنّ أياً من القوى السياسية لم تسجّل أيّ مأخَذ أو اعتراض على هذا الأداء الذي لقيَ أيضاً ثناءً في مختلف الأوساط الديبلوماسية. تواصَلت أمس القراءات لنتائج الانتخابات البلدية في محافظة جبل لبنان، وفي وقتٍ لم يسجّل أيّ نشاط سياسي ملحوظ خارج هذه القراءات، ارتفعَت وتيرة الاستعدادات للجولات الانتخابية اللاحقة في الجنوب الأحد المقبل، والشمال في الأحد التالي.

في نتائج المتن

وفي هذا الإطار توقّفت مصادر سياسية عند النتائج التي أفرزتها الانتخابات البلدية في المتن، وقالت لـ»الجمهورية»: «عندما تقيم أحزاب مسيحية كبرى كـ«التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» ثنائية معيّنة، في محاولةٍ لجمعِ أكبر نسبة ممكنة من التمثيل المسيحي، أو في محاولة للقول إنّها تمثّل الأكثرية المسيحية، وقد بَذلت جهداً كبيراً على مستوى المناطق اللبنانية كافة لتظهير معادلة تمثيلِ مسيحي جديد، فهذا المسعى سَقط في منطقة المتن من خلال النتائج التي أحرَزها النائب ميشال المر. ولقد كان واضحاً جداً أنّ ما جرى في المتن لم يحصل في أيّ منطقة أخرى، والواقع كان مختلفاً تماماً، فالمتن من خلال طرَف واحد هو ميشال المر، نجَح في مواجهة ثنائية مشتركة قواتية ـ عونية، ونجح في الوقت نفسه في مواجهة حزب قديم تقليدي، صحيح أنّها لم تكن مواجهة مباشرة شاملة، إنّما على الأقلّ كانت مواجهات موضعية معيّنة. لقد تمكّنَ مِن خوض معارك على جبهات متعدّدة، في حين أنّ أحزاباً كبرى لم تستطع خوض معارك مشابهة. فـ»القواتيون» و»العونيون» اضطرّوا إلى الوجود معاً في معظم المناطق، وفي الأماكن التي لم يستطيعوا فيها ذلك لم يخوضوا معاركَ، في الوقت الذي كانت لميشال المر القدرة التكتيكية على أن يخوض في اماكن معيّنة معارك في مواجهة هذين الفريقين معاً، ومعارك في مواجهة أحدهما، ومعارك في مواجهة فريق ثالث هو حزب الكتائب. وبالتالي فإنّ الأحزاب الكبرى تفتش اليوم كيف ستضع يدَها من خلال تحالفات معيّنة، على اتّحاد بلديات كسروان أو اتّحاد بلديات جبَيل أوغيره، في الوقت الذي كان المر يقول عند الرابعة عصراً وقبَيل إقفال صناديق الاقتراع إنّه فازَ بما يكفي من البلديات لكي يربح اتحاد بلديات المتن، في حين أنّ أحزاباً كبرى وتحالفات على مستوى كبير جداً لا تزال صورة اتّحاد البلديات غيرَ واضحة حتى الآن أمامها وتحاول تركيبَها بعضها مع بعض، ما يؤكّد أنّ هذا الرجل هو فعلاً ظاهرة غريبة. فحتى عند الدروز لم يستطِع النائب وليد جنبلاط أو النائب طلال أرسلان في الشوف وعاليه تحقيقَ النتائج التي استطاع المر تحقيقَها. فجنبلاط خرج من المعركة في الشوف وعالية مهشّماً، بمعزل عن النتائج التي حقّقها، في الوقت الذي بدا المر مرتاحاً جداً إلى المعركة وحتى قبل حصولها، وذلك على رغم الموجة الحزبية التي كانت تقول إنّها «ستقلب معادلات وتغيّر وَجه التمثيل الحقيقي». لكن المر نجَح في منطقة المتن في أن يثبتَ حالةً سياسية صَعُبَ على الأحزاب منفردةً ومجتمعةً أن تلغيَها أو أن تقيم مثيلاً لها». وأضافت هذه المصادر: «مِن الواضح أنّ التحالف المسيحي ـ المسيحي لم يترجَم في كلّ الأمكنة، وحتى في الأمكنة التي تُرجم فيها كبلدة دير القمر، فقد تمكّن النائب دوري شمعون من الفوز بستّة مقاعد من أصل 18 مقعداً، فقد اجتمعَ حزبان على كسر شمعون وفازا بـ 12 مقعداً، أي نال لكلّ طرف 6 مقاعد، لكنّ شمعون استطاع انتزاع 6 مقاعد، وبالتالي فإنّ حجمَه كـ«حزب وطنيين أحرار» هو بمقدار حجم كلّ مِن «القوات» و«التيار الوطني الحر». ولذا فإنّ التحالف المسيحي ـ المسيحي لم يؤمّن لهما النتيجة التي كانا يريدانها، والحسابات على الورقة والقلم هي غير حسابات الأرض. الناس كانوا يقولون لهما إنّهم معهما في الخط السياسي العام لكنْ «بَس مِش دِبنا فيكم وخلِصتو منّا». فالخطأ الأساسي الذي ارتكباه هو أنّهما اعتقدا أنّه إذا اجتمع طرَفان من أحجام معيّنة فإنّ بقيّة الأحجام الأخرى ستُلغى، فيما أظهرت الأمور عكس ذلك، والتحالف الذي أقاماه شدَّ عصبَ القيادات الأخرى وسمحَ لها بالحصول على تعاطف كبير لدى أوساط الرأي العام وتَسَبّب بردّة فعل عكسية عليهما ». وتوقّفَت المصادر عند نتائج انتخابات جونية، واعتبَرت «أنّ ما حصل شكّل انتصاراً للائحة جوان حبيش البلدية وليس انتصاراً لمعركة ميشال عون الرئاسية، وقد أثبتَت النتيجة هذا الموضوع بنحو واضح جداً، بدليل أنّ لائحة «كرامة جونية» اختُرقت بأربعة مقاعد، والأطراف الأربعة التي خاضت معركتَها فازت بفارق نحو 50 صوتاً، وبالتالي لا يستطيع عون أن يقول اليوم إنّه هو ربح المعركة بل هو كان أحدَ أطرافها».

حمادة

وقال النائب مروان حمادة لـ«الجمهورية»: «ربّما كانت انتخابات المتن الأكثر رمزية وتعبيراً عن المناخ الحقيقي للرأي العام اللبناني. بغَضّ النظر عن الحزبيات، اقترَع أهالي البلدات والقرى المتنية لمن اعتبروه الأبَ الروحي والعملي لنهضة منطقتهم وخدمة أهلهم، والتعبير عن مناخهم الوطني الجامع الذي طالما تمثّلَ في شخص الرئيس ميشال المر ومواقفِه. فعند العمارة، بل القلعة، اصطدمت وسَقطت كلّ المزاعم وكلّ محاولات زعزعة إرثِ لم يكن يدّعي يوماً الوراثية، بل حملَ على مرّ العقود الهموم والمشاريع».. وختمَ حمادة:»... حاوَلوا إلغاءَه، فدحرَهم».

سعَيد

وأجرى منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد قراءةً لانتخابات كسروان وجبيل والمتن، وقال لـ»الجمهورية»: «إنّ العلامة الفارقة التي بَرزت خلال مرحلة الانتخابات في جبل لبنان هي الجرأة الشيعية التي بَرزت في بعض القرى الشيعية والقرى المختلطة في قضاء جبيل في مواجهة «حزب الله»، وبالتحديد في قرية مشّان والحصون ومغيري وأفقا ولاسا، وهذه الجرأة الشيعية قد تكون لها معانٍ سياسية مستقبلية، اليوم نضعها فقط في الإطار البلدي والأهلي، إنّما العلامة الفارقة أنّها لم تكن موجودة في خلال انتخابات 2009 ولا في انتخابات 2010، واليوم أصبحَت موجودة، أي البيئة الشيعية التي كانت مهيمنة على الصوت الشيعي أصبحَت اليوم منقسمة بين فريقين: العائلات المستقلّة من جهة، و«حزب الله» من جهة أخرى». وأضاف سعَيد: «إنّ الطابع الأهلي التقليدي العائلي العفوي تجاوَز الطابعَ التنظيمي الحزبي على مساحة جبل لبنان، حتى في جونية، جاء الطابع السياسي من خلال زيارة العماد عون إلى المدينة، إنّما إذا دقّقنا في ما جرى في جونية نرى بالملموس وبنحوٍ واضح أنّ العائلات والتصويت العفوي والأهلي كان سيّد الموقف، وليس تصويت التيارات السياسية والحزبية، لا بل على العكس كانت هناك عفوية أهلية وعائلية تجاوزَت الإرادة السياسية». وتابَع سعيد: «لقد برز أيضاً أنّ المال مهمّ جداً، لسوء الحظ، في العملية الانتخابية، إذ إنّ هناك لوائح كانت تتمتّع بماكينات انتخابية وازنة، ولوائح أخرى كانت لوائح عفوية تتمتّع فقط بعفوية اندفاعها الأهلي». وأضاف: «أمّا في ما يتعلق بانتخابات المتن فقد جاءت نتائج صناديق الاقتراع لتؤكّد حضور الرئيس ميشال المر بشكل وازن على مساحة القضاء وتؤكّد أنّه لا يزال شخصية سياسية ذات وزن انتخابي. وفي النهاية أعتقد أنّ الانتخابات البلدية أصبحَت وراءنا، وقد أسقط إجراؤها الحجّة الأمنية التي كانت يتستّر وراءَها البعض من أجل عدم إجراء الانتخابات النيابية».

هولاند والحريري

إلى ذلك، تَشخصُ الأنظار الى باريس اليوم حيث يُعقد في قصر «الإليزيه»عند الثالثة بعد الظهر لقاءٌ بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس سعد الحريري. وقالت مصادر تواكب الحريري في هذه الزيارة لـ«الجمهورية» «إنّ اللقاء الذي سيكون ثنائياً هذه المرّة يكتسب أهمّية خاصة، فالرئيس الفرنسي يسعى عبر ديبلوماسيته إلى تحقيق خرقٍ في الاستحقاق الرئاسي، وهو ما يتلاقى ومساعي الحريري إلى مثلِ هذا الخرق في الجمود القائم الذي انعكسَ شَللاً في كلّ المبادرات التي أُطلِقت للخروج من الشغور الرئاسي». وتأتي زيارة الحريري لباريس في إطار الجولة الواسعة التي يقوم بها حتى الآن اليوم، وكان منها زيارته الاخيرة لموسكو ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل أن يقصد تركيا للقاءِ الرئيس رجب الطيّب أردوغان ساعياً إلى الخروج بالملف الرئاسي من عنقِ الزجاجة، وهو يدرك أنّ أيّ خرقٍ لن يتحقّق ما لم تكن طهران في قلب العملية السياسية المقبلة. ففي رأي الحريري أنّ طهران هي التي تعوق التفاهمات الداخلية، ولدى كلّ من التقاهم إلى اليوم اتّصالات مع العاصمة الإيرانية ولا بدّ من توفير طرح يعدّل في استراتيجية طهران المعتمَدة لتجميد الملف اللبناني كما أرادت طهران ذلك، وهو ما كرّسَته حتى اليوم أمراً واقعاً لا يشكّك فيه أيّ عاقل مطّلع».
وإلى هذه المعطيات، أضافت المصادر «أنّ الحريري يزور باريس هذه المرّة للاطّلاع على ما تَحقّق منذ زيارة هولاند لبيروت في 16 و17 نيسان الماضي، حيث وعد بإجراء مزيد من الاتصالات مع القوى الإقليمية والدولية والفاتيكان. وسبقَ له أن التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي مرّةً أخرى في العاصمة الفرنسية في التاسع من الجاري، ولا شكّ في أنّ هناك جديداً يمكن البحث في تثميره للخروج من المأزق.

ملفّات أمنية وإقليمية

وإلى الملف الرئاسي ستتناول المحادثات بين هولاند والحريري ملفات المنطقة والأزمة السورية وتداعياتها على لبنان ودول الجوار السوري، وملفات مختلفة امنية وسياسية واقتصادية وإقليمية ودولية، تضطلع بها فرنسا في هذه المرحلة وهي تستعدّ لرئاسة مجلس الأمن الدولي في حزيران المقبل، ما يعطي دفعاً جديداً لمبادراتها القائمة في اتّجاه طهران والرياض وغيرهما من العواصم المؤثّرة في الوضع في لبنان.

الهبة السعودية

وستتناول المحادثات أيضاً مصير الهبة السعودية الفرنسية، وما آلت إليه الوعود الفرنسية لإحياء هذه الهبة بعدما نجحت في تأمين الموافقة السعودية في تصنيع الأسلحة التي وعِد بها لبنان، على أن تبقى في المستودعات الفرنسية الى حين تحديد وجهة استخدامها، بعدما تراجعَت المملكة عن النيّة بنقلها إلى أراضيها الى أجَلٍ غير محدّد، وهو ما عُدَّ منفَذاً مفتوحاً يمكن أن يؤدي في أيّ لحظة إلى إعادة تسليمها للبنان، نظراً إلى حجمها ومدى تطابقِها وحاجات المؤسسة العسكرية اللبنانية، وطبيعة استخدامها على الحدود وفي المهمّات على مستوى الداخل اللبناني.

مجلس الوزراء

وفي هذه الأجواء يعود مجلس الوزراء إلى الانعقاد في جلسته العادية عصر الخميس المقبل في السراي الكبير، وقد وجّهت الأمانة العامة الدعوة إليها مرفَقةً بالتذكير بأنّ جدول اعمالها ما زال نفسه الذي عُمِّم الأسبوع الماضي، ولم يتسنّ للمجلس مناقشته، بعدما استغرقَت المناقشات في ملف العقوبات الأميركية المالية على «حزب الله» وقياداته ما كان مخصّصاً للبحث في الجدول بالإضافة الى ملفات أخرى تجاوزَت إمكان البحث في بنوده الـ 120 والتي يتصل بعضُها بالتعيينات الإدارية والإعلامية التي جمدت في تلفزيون لبنان ومحافظ جبل لبنان إلى أمدٍ غيرِ منظور، أقلّه إلى مرحلة ما بعد الانتخابات البلدية والاختيارية التي تنتهي في 29 الجاري.

 

خبير لبناني: «عقيل» لن يخلف الهالك

عكاظ... زياد عيتاني (بيروت) 

اعتبر خبير في شؤون «حزب الله» أن ما يتم الترويج له عن خليفة مصطفى بدر الدين في القيادة العسكرية داخل ميليشيات الحزب الإرهابي مجرد «فقاعات صابون» للإيحاء باستيعاب خسارة بدر الدين. وقال الخبير «فضل عدم ذكر اسمه» لـ «عكاظ» إن كل قيادة عسكرية يتم ترويج اسمها في الإعلام تهدف إلى استيعاب وضع داخلي أو إخفاء الحقيقة المتعلقة بالموضوع المطروح، فمثل هذه القرارات تتخذها القيادة العسكرية والأمنية للحزب المعروفة باسم «المجلس الجهادي» ويترأسه حسن نصر الله، وأضاف أن مهمة هذا المجلس تقديم المشورة عند البحث في القرار الذي يبقى ملكاً لنصر الله نفسه، ثم بعد اتخاذ القرار تصبح مهمة هذا المجلس متابعة تنفيذه.

وأوضح الخبير أن طرح اسم إبراهيم عقيل، خليفة لبدر الدين موجه لجمهور الحزب، وهدفه الإيحاء بأن القيادة العسكرية للحزب استوعبت سريعا خسارة بدر الدين، وأن هناك من يمكنه أن يكمل مسيرته، إلا أن طرح إبراهيم عقيل الذي ينتمي للجيل الثاني مؤشر على أن الجيل الأول للحزب والذي ينتمي إليه مغنية وبدر الدين قد استنفد أغراضه، وبالتالي فإن الحزب دخل مرحلة جديدة في نوعية قياداته الميدانية العسكرية.

مصادر أوردت معلومات جديدة تفند رواية «حزب الله».. صاروخ موجه اغتال بدر الدين وليس قصفاً مدفعياً

«عكاظ» (جدة) 

لاتزال الشكوك تحوم حول الرواية التي قدمتها ميليشيات «حزب الله»عن مقتل القيادي البارز مصطفى بدر الدين، والتي اتهم فيها فصائل «جماعات تكفيرية» في سورية بقتله عبر قصف مدفعي. وقد تكشفت معلومات جديدة عن عملية الاغتيال، وطلب الحزب الإرهابي من الصحفيين الغربيين عدم إقحام إسرائيل في العملية. وأفصحت مصادر ميدانية أنه قبل منتصف ليل الخميس ـ الجمعة، أنهى بدرالدين اجتماعا ميدانيا في إحدى ثكنات الحزب قرب مطار دمشق، وعقب مغادرة رفاقه الاجتماع، دوى انفجار ناتج من صاروخ موجه سقط على بعد مترين منه.

وأوضحت المصادر أن الصاروخ يعمل وفق آلية تجعله أقرب إلى قنبلة فراغية تتسبب في انفجار داخلي عند المستهدف من دون أن تستهدفه بشظايا، وهو ما ظهر –حسب المصادر- عندما نقلت الجثة، إذ تبين إصابته بشظايا صغيرة في بطنه وأسفل رأسه، وأن الدماء كانت تخرج من أنفه وعينيه.

وأفادت المعلومات أن هذا «المقذوف» لا يطلق من منصة كمدفع بل يجري توجيهه بعد عملية رصد دقيقة للمكان، وهو ما يتطلب عملا تقنيا رفيعا لا يتوافر إلا لدى دول أو دولة تمتلك إمكانات تسليحية متطورة، وهو ما قد يشير بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، إذ إن الجماعات المسلحة في سورية ليست لديها مثل هذه الإمكانات.

وبحسب مراقبين فإن «حزب الله» اختار أن يتهم الجهة الأضعف وهي الجماعات المسلحة في سورية، بدلا من تحميل العملية لإسرائيل كما جرت العادة عند اغتيال قيادات سابقة، وهو ما يعني أن ميليشيات الحزب سوف ترفع من وتيرة عملياتها في سورية، لاعتبارات عدة أبرزها محاولة الرد السريع على عملية بدر الدين، وإثبات أن ميليشيا الحزب لاتزال لها اليد الطولى في الداخل السوري، وهو ما سوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة.

..وتململ في «حاضنة الميليشيا» من أهوال سورية

عكاظ...راوية حشمي (بيروت) 

كشفت مصادر مطلعة في بيروت لـ«عكاظ» أن تململاً كبيراً تعيشه البيئة الحاضنة لميليشيات «حزب الله»، خصوصا في قرى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، بسبب روايات المقاتلين العائدين من سورية عن الخيانات التي يتعرضون لها من قبل قوات النظام والميليشيات المؤيدة له. ونقلت المصادر عن المقاتلين العائدين قولهم : إن قوات النظام تنسحب من مواقع تم تقديم العديد من القتلى لتحريرها كما تعمد إلى اغتيال بعض المقاتلين خلال المعارك. وأوضحت المصادر أن تململ البيئة الحاضنة جاء بعد رفض قيادات في الحزب الاستماع إلى هذه الشكاوى، ثم جاءت الانتخابات البلدية لتزيد النقمة بعدما لاحظت الكثير من العائلات الشيعية أن هناك من يستغلون تضحيات أبنائهم من أجل مناصب بلدية تؤمن لهم الهيمنة على مصادر مالية.

وارتفعت أخيرا أصوات عدة، اعتراضاً على تورط الحزب في الحرب السورية، إذ تحدث شيخ شيعي يدعى عباس حطيط في مقالة بعنوان «رسالة من شيعة لبنان.. إلى الشعب السوري العزيز» قال فيها: «يجب أن تعلموا أننا كشيعة ليس من شيمنا الاعتداء على الأبرياء من أي دين كانوا، فكيف لنا أن نعتدي على قوم بيننا وبينهم رابطة الدين والجوار؟!، ولسنا مسؤولين عن هذه الدماء التي تسفك ظلما، ونبرأ إلى الله تعالى ممن يسفكها».

وأضاف «يجب أن نعلم أن الأمريكي والروسي والأوروبي واليهودي لن يغمض له جفن ما دام لم يطمئن إلى أن الأمة التي غزت بلادهم في العقود والقرون الماضية قد تمت إبادتها، فسياسة هؤلاء الأعداء بالأمس كانت تحت شعار «فرق تسد»، بينما اليوم باتت سياستهم أكثر خبثا حتى بات شعارهم : «فرق وأبد».

من جهته، كتب المحاضر الجامعي الشيعي الدكتور حارث سليمان على حسابه في فيسبوك قائلا: «إن مقاتلات روسية تمهد للحزب حربه وتفسح المجال للطائرات الإسرائيلية لقتل قادته، فأي حرب هذه وأي تراجيديا»؟.

الأمم المتحدة: كنا نتوقع من سورية إبلاغنا بوجود بدر الدين لديها

نيويورك - «الحياة» 

أكدت الأمم المتحدة أن على الحكومة السورية وكل الدول، التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، في وقت توقعت أوساط متابعة لعمل المحكمة أن تبحث «التقارير» عن مقتل القيادي في «حزب الله» مصطفى بدر الدين في المحكمة. وجاء موقف الأمم المتحدة رداً على أسئلة عن مسؤولية الحكومة السورية عن عدم تسليم بدر الدين الذي قتل في سورية إلى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أو إبلاغها بوجوده على أراضيها على رغم قيامه هناك بنشاط عسكري أكده «حزب الله» رسمياً.

وقال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك رداً على سؤال عن مسؤولية الحكومة السورية عن عدم تسليم بدر الدين أو الإبلاغ عنه إن الأمين العام للأمم المتحدة «يتوقع من كل الدول، بما فيها سورية، أن تتعاون بالكامل مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان».

وقال دوجاريك إنه «ليس للأمم المتحدة القدرة على التحقق من التقارير التي تحدثت عن مقتل القيادي في حزب الله في سورية»، ولكن «نعتبر أن المبدأ يقتضي أن تتعاون كل الدول بما فيها سورية مع المحكمة».

واكتفت المحكمة الدولية بإذاعة بيان مقتضب تعليقاً على مقتل بدر الدين، أشارت فيه إلى أنها «أخذت علماً بالتقارير الإعلامية» التي تحدثت عن مقتله في سورية. وقالت مصادر مواكبة لعمل المحكمة إن «التقارير الإعلامية التي أعلنت مقتل بدر الدين في سورية، قد يتم التطرق إليها في قاعة المحكمة اعتباراً من اليوم الثلثاء».

وأوضحت أن «بحث هذه التقارير قد يبادر إليه الادعاء العام أو رئيسة المحكمة أو أي طرف» كما أن لرئيسة المحكمة «صلاحية إجراء اتصال بأي دولة في إطار عمل المحكمة».

وكانت المحكمة اتهمت بدر الدين بالقتل العمد لكل من رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري و لـ21 آخرين باستخدام مواد متفجرة.

فياض: الضغوط المالية لن تغير وجهة المقاومة

بيروت - «الحياة» 

- أكد نائب «حزب الله» علي فياض أن «الذين يعتقدون أن الضغوط المالية والنقدية على المقاومة وبيئتها الاجتماعية ستدفع باتجاه تغيير وجهة المقاومة الجهادية والوطنية، أو أنها ستوهن التفاف بيئة المقاومة حولها، واهمون، وستخيب مساعيهم ورهاناتهم»، ورأى أن ذلك «سيترك تأثيرات سلبية في الاستقرار في لبنان». واعتبر أن «شهادة القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين خسارة لا تضاهى، ومدعاة للألم، ولكنها ليست مدعاة للتراجع ولو قيد أنملة، لأن تجربتنا في المقاومة أننا كلما قدمنا شهيداً تقدمت هذه المقاومة ونمت واعتزت، وكلما قدمنا شهيداً قائداً ازدادت هذه المقاومة تألقاً ونجاحاً وامتلاكاً للصدقية».

شبطيني تخشى استقالة سلامة

أما وزيرة شؤون المهجرين آليس شبطيني فقالت لـ «المركزية» أن قضية العقوبات على «حزب الله» جدية جداً وتمس سيادة لبنان المالية، ولا يستطيع أحد حل هذا الملف إلا رئيس الجمهورية.

وعن احتمال عودة الحكومة إلى دوامة التعطيل من بوابة العقوبات الأميركية الجديدة، نبّهت إلى أن «الحكومة ليست مهددة بقدر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذا أخطر من سقوط الحكومة أو استقالتها، خصوصاً أن سلامة الشخص الذي كان صادقاً مع اللبنانيين وحافظ على قيمة الليرة، واحتمال استقالته وارد بنسبة كبيرة».

 

قال لنجله وهو يعزيه: ستكون على مسار أبيك... «سليماني» في الضاحية متلبساً بجرائم بدر الدين

عكاظ...زياد عيتاني (بيروت) 

يتحدث إعلام «حزب الله» أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قدم التعازي في الضاحية الجنوبية لبيروت لعائلة مصطفى بدر الدين في منزلها وزار قبري عماد مغنية ونجله جهاد، ويروي إعلامهم تفاصيل الزيارة من دون دليل مادي على حصولها، فالصورة غائبة والشهود عاجزون أوممنوعون من الحديث.

لكن بعيدا عن حدوثها من عدمه، خصوصا أن سليماني لن يؤخر أو يقدم لما آلت إليه الأمور في بيئة «حزب الله» الحاضنة بفعل النكسات المتتالية، فإن ما يمكن الوقوف عنده في هذه الزيارة هو ما نقلته الرواية نفسها عن الحديث الذي دار بين سليماني ووالدة بدر الدين ونجله.

في الحوار بين سليماني ونجل بدر الدين خاطب زعيم ميليشيا الملالي، الشاب المفجوع بموت والده بقوله: «ستكون أنت على مسار أبيك قدوة مثلك لجيلك ولكل الشباب». أما في حديثه مع والدة بدر الدين فقال «لقد فقدنا قائدا وأخا عزيزا في هذا المصاب، إذ إن شخصية مثل ذو الفقار لايمكن اختصار خسارتها في بلد أو منطقة أو ضاحية».

سليماني مع نجل بدر الدين بشره أن نهايته كنهاية جهاد نجل عماد مغنية وهي القتل في خدمة الموت المجاني التي يقدمها «حزب الله» لنظام الملالي في طهران، هو يريد التغرير بالابن لقتله كما فعل مع والده.

ما نطق به سليماني على قدر من الأهمية القانونية وتحديدا بنظر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، خصوصا جهة الادعاء التي يمكن أن ترى في حديث سليماني ارتباطاً بنيويا تنظيميا بين سليماني كقائد لفيلق القدس وبدر الدين كمتهم رئيس في جريمة اغتيال رفيق الحريري ورفاقه، وكأن هذه الجريمة صدر أمرها من طهران لتنفذ في بيروت بأيد لبنانية، فكل الجرائم التي ارتكبها بدر الدين من الكويت إلى لبنان وسورية جاءت بأوامر فارسية خدمة لمشروع الملالي الطائفي المعادي للإسلام والعروبة. فبدر الدين لم يقم بجرائمه بدافع شخصي ولكنه وفق مشروع مجرم تصدره إيران إلى العالم، وتحديدا العالم العربي.

سليماني في الضاحية الجنوبية، إن كان قد أتى وزارها فهو يقوم بواجب التعزية لجندي من جنوده باعتباره المسؤول الأول عنه وعن جرائمه، هذا ما يقوله المنطق وما يقوله القانون أيضا.

إخفاقات «حزب الله» بالحرب السورية تُرخي بتداعياتها على الواقع السياسي الداخلي

إتساع النقمة الشعبية ضد ممارساته ورفض عارم لهيمنته على مفاصل الدولة

«الأحداث المتلاحقة والإرباكات والإخفاقات المتواصلة التي مُني بها الحزب، إنعكس تأثيرها على نتائج الإنتخابات البلدية التي خاضها في مناطق نفوذه»

اللواء..بقلم معروف الداعوق

لاحظت مصادر سياسية بارزة أن جملة أحداث لافتة حصلت في الآونة الأخيرة على الصعيدين المحلي والسوري من شأنها أن تؤثر على الواقع السياسي الداخلي في المرحلة المقبلة، بالرغم من حالة الجمود الناجمة عن تعطيل «حزب الله» وحليفه «التيار العوني» لانتخابات رئاسة الجمهورية منذ ما يقارب العامين.

وأشارت المصادر إلى أن محاولة الحزب مستقوياً بقرار النظام الإيراني الاستئثار بالواقع السياسي اللبناني بقوة السلاح وتعطيل المؤسسات الدستورية على أمل توظيفها في الحصول على مكاسب جرّاء أي تسوية للحرب الدائرة في سوريا والتي تشارك فيها طهران بفاعلية كبيرة، أصيبت بانتكاسات وإخفاقات عديدة في الآونة الأخيرة، بدءاً بالعجز الفاضح في تحقيق إنتصارات حاسمة ضد قوى المعارضة السورية المسلحة واستمرار تآكل قدرة النظام السوري وتراجعه، ومروراً بالتدخّل العسكري الروسي الواسع الذي استهدف مواقع المعارضة المعتدلة على وجه العموم واستثنى أماكن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» إلى حدٍّ ما، وأمسك من خلال هذا التدخّل بنفوذ بارز في اتجاهات الحرب السورية وقلّص إلى حدٍّ ما الاستئثار الإيراني المهيمن منذ نشوء الثورة السورية وحتى الأمس القريب، ومن ثم الاستنزاف المتواصل لقوى التحالف الإيراني التي تضم الحرس الثوري و«حزب الله» والميليشيات العراقية والأفغانية على الساحة السورية والاغتيالات المتواصلة لقادة «حزب الله» البارزين وعناصره التي فاقت ما كان مقدّراً سابقاً وانعكست سلباً على واقع الحزب بالداخل اللبناني وزادت في الانتقادات السياسية ضد تدخله بالحرب السورية وفاقمت النقمة ضده حتى من الشرائح والداعمين له.

ولم تقتصر هذه الانتكاسات جرّاء تدخل «حزب الله» عسكرياً في الصراع السوري فحسب، بل أدت الإجراءات التي اتخذتها دول الخليج العربي والعديد من الدول العربية والإسلامية باعتباره منظمة إرهابية ووالعقوبات المصرفية الأميركية ضده وضد الدائرة اللصيقة به والتزام المصارف اللبنانية بتطبيقها لاستحالة معارضتها أو التملّص من تنفيذها، إلى زيادة إرباكات الحزب بالداخل اللبناني وتفاعل الانتقادات لممارساته وتدخله في الحروب الأهلية وتهديد أمن العديد من الدول العربية.

وتعتبر المصادر السياسية البارزة أن هذه الأحداث المتلاحقة والإرباكات والإخفاقات المتواصلة التي مُني بها الحزب، إنعكس تأثيرها بوضوح على نتائج الإنتخابات البلدية التي خاضها في مناطق نفوذه والتي أظهرت بوضوح تحوّل المزاج الشعبي بنسب بارزة ضد سياساته وممارساته في الداخل والخارج على حدٍّ سواء بالرغم من كل ما بذله من جهد وتدخل وترهيب المعترضين وصرف الأموال لحسم النتائج لصالحه، قياساً عن الفترة السابقة التي كان يتمتع فيها بتأييد أوسع ضمن هذه المناطق ذات الثقل الشعبي الداعم له، لأن كثيرين من هؤلاء المؤيّدين أصبحوا على قناعة بتحوّل الحزب من حركة مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى أداة إيرانية لتنفيذ مشروع الهيمنة الإيراني ضد الدول العربية وبالتالي تحوّل البندقية المقاومة إلى بندقية في خدمة مشروع إقليمي لا يصبّ في مصلحة لبنان واللبنانيين على الإطلاق.

وتوقعت المصادر السياسية ان ترخي هذه الأحداث والاخفاقات التي مني بها الحزب بنتائجها وذيولها على الساحة الداخلية والواقع السياسي السائد حالياً في المرحلة المقبلة التي قد تطول أكثر مما هو متوقع نظراً لارتباط تدخل «حزب الله» عسكرياً بالداخل السوري بمسار حل الأزمة السورية والحسابات والمصالح الإقليمية والدولية المتشابكة. الا انه لا يمكن التغاضي عن حركة الاتصالات والجهود المبذولة من دول صديقة ومؤثرة لمساعدة لبنان على تجاوز التعقيدات والصعوبات التي تعترض انتخاب رئيس للجمهورية وحل أزمته السياسية وهي جهود متواصلة على أكثر من صعيد.

ويضاف إلى ذلك المزاج الشعبي اللافت الذي ظهر في الانتخابات البلدية والرافض بمجمله لأداء الطبقة السياسية المهادن لإمعان «حزب الله» وحلفائه في مصادرة الحياة السياسية ومفاصل الدولة اللبنانية واستمرار تدخله غير المبرر في الحرب ضد الشعب السوري الثائر ضد النظام الديكتاتوري. وهذا الواقع المستجد يُشكّل عاملاً اضافياً ضاغطاً لا بدّ وأن يأخذ مداه ويتفاعل مع جملة الأحداث المتسارعة ويؤدي إلى تحريك الساحة السياسية الداخلية باتجاهات جديدة لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها وانعكاساتها، ولكن الثابت ان المكابرة والاستقواء والرهان على ما يسمى «الانتصارات» بالحرب السورية لاستثمارها بفرض واقع سياسي أو تغييرات بأسس النظام اللبناني باتت أكثر صعوبة.

الحريري في الأليزيه اليوم: سعي فرنسي جديد لإنجاز الرئاسة  وباريس تطرح سلّة مغريات على طهران لتسهيل الإستحقاق

اللواء..

يتأكد يوما بعد يوم ان الوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي زار فرنسا منذ أسابيع، ولرئيس مجلس النواب نبيه بري في رسالة وجهها اليه في الأيام القليلة الماضية، وللرئيس سعد الحريري قبلهما والذي كان زار باريس نهاية العام الماضي، وتعهد فيه هولاند بأن «تتابع فرنسا بذل الجهود الى جانب الأفرقاء المعنيين لمساعدة اللبنانيين على ايجاد حل للأزمة السياسية والمؤسساتية بأسرع ما يمكن»، وبـ«العمل من أجل حل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية»، جديّ وليس فقط كلاما جميلا تطلقه فرنسا لمجرد استرضاء اللبنانيين المعولين على دور لا بد ان تلعبه «الأم الحنون» لإخراجهم من مأزقهم السياسي.

في هذا السياق، نقلت وكالة «الانباء المركزية» عن اوساط دبلوماسية عربية مقيمة في فرنسا، قولها ان زيارة هولاند إلى لبنان وبعدها مشاورات البطريرك الراعي في الاليزيه، معطوفة على توجّه الرئيس سعد الحريري الى باريس حيث من المقرر ان يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي، كلّها محطات تدل الى أن فرنسا مهتمة بالملف اللبناني وبإعادة اطلاق عجلة المؤسسات الدستورية فيه وبتعزيز أمنه، من بوابة انجاز الانتخابات الرئاسية.

ولفتت هذه الاوساط الى ان باريس تضطلع بمسعى جدي لتحقيق هذه الاهداف، وأن دبلوماسيتها تعمل بعيدا من الضوء مع الدول المؤثرة بالشأن اللبناني وعلى رأسها ايران، على وضع تصوّر يفضي في خواتيمه الى ملء الشغور الذي يدخل في الخامس والعشرين من أيار الجاري عامه الثالث.

وإذ تنفي علمها بتفاصيل الصيغة التي يحيكها الفرنسيون للحل، تكشف الاوساط ان العمود الفقري الذي يبدو يرتكز اليه جانب أساس من المبادرة يتمثل في عرض قدمته باريس الى طهران تطرح فيه فتح صفحة جديدة معها وعبرها مع الاتحاد الأوروبي عشية تسلم فرنسا رئاسة مجلس الأمن في حزيران المقبل، اضافة الى مساعدتها في رسم صورتها الجديدة بعد الاتفاق النووي وتعزيز موقعها على الساحة الدولية في وقت يكبر حجم الضغط الممارس عليها لا سيما في الملف السوري ومن المرجح أن يزداد في المرحلة المقبلة.. كل ذلك مقابل افراجها عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

وتشير الاوساط الى ان المبادرة الفرنسية هذه تذكّر بعرض مماثل كانت قدمته باريس للرئيس السوري بشار الأسد عام 2008، ان هو سهّل الانتخابات الرئاسية في لبنان، فكان ان حلّ ضيف شرف على اليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز من صيف ذلك العام.

وإذ ترى ان دعوة الحريري الى باريس في هذا الوقت، قد يدلّ الى تطور طرأ على المسعى الفرنسي، تقول الاوساط ان مصير المبادرة يبقى رهن الموقف الايراني منها حيث ان الجمهورية الاسلامية ترفض حتى الساعة التنازل عن ورقة الاستحقاق الرئاسي اللبناني الا مقابل دور بارز لها في المنطقة تعطيها اياه واشنطن او موسكو. لكن الاوساط تلفت الى ان نجاح باريس في تحقيق خرق في مفاوضاتها مع الايرانيين سيعني حكما فكّ أسر الرئاسة اللبنانية وربما حصلت الانتخابات التي طال انتظارها لبنانيا في أعقاب انتهاء الاستحقاق البلدي.

بري يقوّم مع فريق عمله نتائج التحرّك  لإخراج الاستحقاق الرئاسي من مأزقه

اللواء..

يلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل انعقاد طاولة الحوار يوم غد الاربعاء فريق العمل الذي كلفه اجراء المشاورات والاتصالات مع اركان هذه الطاولة حول المبادرة التي طرحها وتتمحور حول التوافق على قانون انتخابي، وبعد ذلك اجراء الانتخابات النيابية، ومن ثم الذهاب الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ونقلت وكالة الانباء المركزية عن اوساط مقربة من عين التينة «ان بري سيقوّم مع فريق العمل برئاسة معاونه السياسي الوزير علي حسن خليل نتائج ما أثمر عنه هذا التحرك الذي يشكل الحل الأمثل لإخراج الاستحقاق الرئاسي من مأزقه الراهن، والذي شارف على بلوغ عامه الثالث من الشغور وذلك تحضيراً لما قد يسلكه النقاش من قبل المتحاورين وأركان الطاولة. وتضيف الأوساط ان بري يعوّل على طرحه خصوصاً بعد توفر قناعة لدى الجميع ان الحل للواقع الراهن هو لبناني أولاً وأخيراً، بعدما اثبتت الايام ان العالم بأسره منصرف الى الأزمات الكبرى في المنطقة والممتدة من سوريا الى العراق وليبيا وسواها من الدول العربية والإقليمية الأخرى التي تتخبط في أوضاع تفوق الوضع اللبناني صعوبة وخطورة، ناهيك عن ملف الارهاب الذي يشغل اوروبا واميركا على حد سواء، وتشير الأوساط الى ان صيغة القانون النسبي والمختلط قد تجد القناعة اللازمة في إمكانية القبول بهذا المخرج خصوصاً وان ممثلي الفرقاء في اللجان النيابية قد أبدوا قبولاً في ذلك، ولكن تكريس المبدأ يحتاج الأركان أنفسهم للسير به في الهيئة العامة لإقراره قبل إجراء الانتخابات النيابية التي تفرز مجلساً جديداً يلتئم لانتخاب الرئيس، وذلك بعدما يكون قد أقر في الهيئة العامة تقصير الولاية الحالية للمجلس النيابي القائم.

من جهة ثانية، عرض الرئيس بري مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، للتطورات الراهنة في لبنان والمنطقة. واستقبل وفداً من جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية ضم: النائب السابق عدنان طرابلسي، بدر الطبش، ورائد نحلاوي.

 

35% من أصوات «البرج» للائحة البلدية المنافسة لـ «حزب الله».. واللائحة المدعومة من السبع تفوز بمخاتيرها الخمسة
جبل لبنان: الأكثرية المسيحية ليست للأحزاب

المستقبل...

ألقت نتائج معارك جبل لبنان الانتخابية بثقلها العائلي على الساحة المسيحية فارضةً إيقاعاً شعبياً مدوياً أطاح بنظريات التمثيل الحزبي الأكثري على الساحة المسيحية وأعاد التأكيد بأصوات المسيحيين أنّ الأكثرية الشعبية ليست للأحزاب ولا حكراً على تحالف معراب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» الذي عجز عن بسط سطوته الانتخابية والتمثيلية تحت وطأة الوجود الطاغي للعائلات والفاعليات المناطقية من جهة، والحضور الانتخابي والشعبي القوي والوازن لكل من النائب ميشال المر وحزب «الكتائب اللبنانية».

وإذا كانت جونية قد قالت كلمتها على مضض بمنحها فوزاً هزيلاً لم يُحتفل به للائحة «الكرامة» العونية خرقه أربعة أعضاء من لائحة «التجدد» المنافسة هم رئيسها فؤاد بواري ونائبه فادي فياض بالإضافة إلى سيلفيو شيحا ورودريغ فنيانوس، فإنّ نتيجة المعركة كانت تحتاج إلى مجرد 45 صوتاً ليتغيّر المشهد الانتخابي رأساً على عقب لصالح لائحة بواري كما أكد فياض أمس لموقع جريدة «المستقبل»، مستغرباً تحويل «التيار الوطني» المعركة من إنمائية إلى سياسية لدرجة دفعت النائب ميشال عون إلى إرسال نداءات استغاثة إلى الناخبين «للتصويت ضدنا كأننا غرباء عن المنطقة»، وذكّر فياض كيف ظهر إعلامياً دفع الأموال الانتخابية من قبل اللائحة العونية، مضيفاً بعد تحقيق خرق بأربعة مقاعد: «ندرس خيارنا إما المشاركة أو الطعن بالنتيجة، لكننا نتجه نحو طي صفحة الماضي«.

كذلك علّق عضو كتلة «الكتائب« النائب إيلي ماروني لـ«المستقبل» على ما أفرزته صناديق الاقتراع في جبل لبنان ولا سيما في ضوء بروز الحضور الانتخابي الوازن لتحالف المر - «الكتائب« في المتن وفوزه الصريح في معركة سن الفيل مقابل خسارة التحالف العوني القواتي، فقال: «ما حصل منطقي وطبيعي كون تحالف معراب ليس ناضجاً على الأرض إنما هو عبارة عن مجرد تحالف عناوين ويحتاج إلى المزيد من الوقت لكي تتمكن القواعد الشعبية من الاقتناع به، بينما تحالف «الكتائب» - المر راسخ وعمره سنوات في المتن وليس أمراً مستجداً».

أما في دير القمر حيث فازت اللائحة المدعومة من «التيار الوطني» و«القوات» بـ12 مقعداً مقابل 6 مقاعد للائحة المدعومة من رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون الذي أكد لـ«المستقبل» أنّ «الفارق في النتائج كان بسيطاً جداً» وساعد في تحقيقه عدم الإقبال التام من أبناء دير القمر المقيمين في الساحل للاقتراع في بلدتهم، فكان لافتاً للانتباه في هذا السياق سقوط شقيق نائب رئيس «القوات» النائب جورج عدوان في الاستحقاق في مؤشر يعبّر عن حالة الامتعاض الشعبي من محاولة التحالف القواتي العوني إلغاء البيوتات السياسية في معاقلها كما حصل في مواجهة شمعون.

وعن التوقعات بالنسبة لرئاسة اتحادات البلديات، أعربت مصادر كسروانية لـ«المستقبل» عن ثقتها بأنّ «التيار الوطني الحر» لن يتمكن من حصد رئاسة الاتحاد في كسروان حيث الكلمة العليا ستكون للعائلات، في حين أغلبية قرى كسروان الفتوح ذهبت نتائج انتخاباتها لصالح النائب السابق منصور غانم البون، بينما كان الحضور طاغياً للنائب السابق فريد هيكل الخازن في بلدات وقرى كسروانية أخرى. أما متنياً، فحُسمت رئاسة اتحاد المتن الشمالي لميرنا المر أبو شرف، ومن المتوقع أن يتولى رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس رئاسة اتحاد المتن الأعلى.

برج البراجنة

في الضاحية الجنوبية لبيروت، برز أمس إثر صدور نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية ونسب المشاركة فيها حصول اللائحة المنافسة للائحة «حزب الله» في برج البراجنة على معدل 35،61 % من أصوات الناخبين. في وقت لفت فوز اللائحة المدعومة من النائب السابق باسم السبع بمخاتيرها الخمسة في البرج وهم حسن السبع ومحمد اسماعيل وفاروق عمار وزين السباعي وأحمد حرب.

عون يتقدم في «عرين الموارنة» والتحالف مع «القوات» على المحكّ

بيروت - «الحياة» 

فتحت الانتخابات البلدية والاختيارية في مرحلتها الثانية في محافظة جبل لبنان، الباب على مرحلة من التقويم والمراجعة لدلالات نتائجها وانعكاساتها على أي انتخابات نيابية مقبلة، على رغم أن مقاييس الحسابات في الاستحقاق البلدي تختلف عن تلك التي تحكم المنافسة النيابية.

فقد حولت القوى السياسية المسيحية هذه الانتخابات إلى اختبار للتحالفات والأحجام، مما رفع نسبة الاقتراع إلى 56 في المئة (فاقت أحياناً الـ60 في المئة) في المحافظة الأكبر من حيث عدد المجالس البلدية (زهاء 324 بلدية) والتي تضم أكبر عدد من الناخبين المسيحيين في لبنان، ما غلّب الطابع السياسي على العامل العائلي. وشكلت مدينة جونية في قضاء كسروان أبرز الاختبارات، حيث استعاد زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون أرجحيته إزاء منافسيه بفوز غالبية اللائحة التي دعمها،على رغم افتراقه عن «حليفه الجديد» حزب «القوات اللبنانية»، الذي تعاون معه في قرى وبلدات، نجحا في بعضها وأخفقا في بعضها الآخر، فيما تنافسا في غيرها في تحالفات متعارضة. وهو أمر جعل صمود «إعلان النيات» بينهما في حزيران (يونيو) الماضي، على المحك.

واستنهض عون مناصريه لمصلحة اللائحة التي ساندها بالتحالف مع حزبي «الكتائب» و»الوطنيين الأحرار» في جونية بعدما أعطى بعض منافسيه (من «القوات» والعائلات ونواب سابقين) المعركة بعداً رئاسياً أرادوا منه تجريده من أرجحية التمثيل المسيحي في جونية كونها «عرين الموارنة»، فحصدت لائحته 14 عضواً، من أصل 18، لكن بفارق ضئيل من الأصوات، وحاز منافسوه 4 مقاعد. إلا أن التنافس بين التيار العوني و»القوات» في قضاء بعبدا أدى إلى تفوق الأول بفارق أكبر، لا سيما في الحدث، فيما لم يحل تحالفهما في بعض قرى المتن الشمالي دون خسارتهما، كما في بلدية سن الفيل (بفارق كبير)، في وجه تحالف نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر و»الكتائب» و «الوطنيين الأحرار». وكانت الحال نفسها في بلدات أخرى مهمة مثل أنطلياس وضبيه وجل الديب وبكفيا. وشابت حملة «التيار الحر» الانتخابية في المتن خلافات بين النائبين إبراهيم كنعان ونبيل نقولا (وكلاهما من التيار)، فأيد كل منهما لوائح متعارضة. وتمكن التحالف من النجاح في بضع قرى صغيرة بعدما نجح المر في ضمان التزكية للوائح جمع فيها العائلات والأحزاب (21 بلدية في المتن الشمالي). كما سجل تحالف الأحزاب المسيحية حضوراً في بلديات مسيحية في عاليه والشوف. واستطاع حزب الكتائب، مع العائلات، أن يفوز بعدد من البلديات في كسروان والمتن.

وحصد تحالف عون مع «القوات» الأكثرية (12 عضواً) في مجلس بلدية دير القمر عرين الشمعونيين، في مواجهة لائحة النائب دوري شمعون والوزير السابق ناجي البستاني و»الكتائب» التي فازت بـ6 مقاعد.

وفيما تقر مصادر قريبة من عون بأن علاقاته مع «القوات» تحتاج إلى لملمة شظاياها، بفعل خلط الأوراق الذي حصل، فإن مصادر سياسية ترى أن الحصيلة تتطلب مراجعة الحسابات لمدى أرجحية تمثيل تحالفهما مسيحياً، لأن ظاهرة إحجام الناخبين عما ترغب به الأحزاب تكررت في الجبل بعد بيروت.

وأظهرت نتائج أقضية جبل لبنان الجنوبي المختلط مفارقات أيضاً في العلاقة بين تيار «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» اللذين تنافسا في إقليم الخروب على رغم قرار الأول ترك الحرية لناخبيه وللعائلات في تشكيل لوائحها، فانتهى الأمر إلى تنافس مناصريهما الذين تناوبوا، بحسب البلدات، على التحالف مع «الجماعة الإسلامية». وفاز أحد المنتمين إلى جماعة سلفية بمقعد في بلدة كترمايا.

أما في القرى الدرزية فقد ترك «الاشتراكي» الأمر للعائلات أساساً، ما أدى إلى توزع المحازبين على لوائح متقابلة. وفي بلديات ضاحية بيروت الجنوبية فاز تحالف حركة «أمل» و»حزب الله» لكن تحالف العائلات وقوى معارضة لهما تمكن من حصد نسبة عالية من الأصوات في برج البراجنة.

 

مخاتير وبلديات عشائر وعائلات تتمرد على «التكليف الشرعي».. «حزب الله» و«الإفلاس الجماهيري» .. من البقاع إلى بيروت

المستقبل..علي الحسيني

هي عادة قديمة مُستحدثة درج عليها «حزب الله» منذ زمن طويل وهي خوض جميع الاستحقاقات الانتخابية والمصيرية تحت راية أو مظلة «الشهداء» والجرحى ومواجهة العدو الإسرائيلي. فمنذ انخراطه شكلياً وليس فعليّاً في مشروع الدولة عبر خوضه الانتخابات النيابية للمرة الاولى في العام 1992، تمكّن من حصد 12 مقعداً بعد تحريض طائفي واللعب على الغرائز المذهبية اثر اطلاقه شعارات زائفة ومُغلّفة بين أنصاره وجمهوره بأنه أصبح قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أول أهدافه السياسية باتجاه قيام «الجمهورية الاسلامية في لبنان»، والتي كان سبقها واقع عسكري ما زال قائماً حتّى اليوم.

اليوم سقطت كل حجج واداعاءات «حزب الله» بحيث لم تعد دعوات التجييش والتحريض وادعاء المقاومة، تنفع في شحذ همم أنصاره ومؤيديه ولا حتّى حلفائه خصوصاً بعدما انحرفت أو انقلبت بالأحرى بوصلته من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، فتحوّلت الجبهة مع العدو إلى نقطة من أكثر الأماكن أمناً وأصبح الشعب السوري بمثابة العدو الأبرز والذي يعمل على اقتلاعه من جذوره وتشريده بعد احراق أرضه وهويته، ومن هنا أتت دعوة الحزب جمهوره لمواكبة الانتخابات البلدية في كل من البقاع وجبل لبنان التي تُعتبر بلدية الغبيري من أهمها، في غاية الاستغراب نظراً الى ضآلة حجم المشاركة والتصويت من قبل جمهور كان في ما مضى يحسم هكذا نتائج قبل أسابيع من استحقاقها.

كارثة فعليّة حلّت بـ»حزب الله» في منطقة لطالما تغنّى بأنها خزّان مقاومته وبأنها نقطته الوحيدة المُطلة على جرود روّج بأنها تحمل مشاريع «تكفيرية» لا هم لها سوى إقتلاع البيئة الشيعيّة هناك كخطوة أولية لإنهاء الحزب وعسكرته. في هذه النقطة جاءت خسارة الحزب مدوية على يد الأهالي الذين يبدو أنهم قرّروا مُحاسبته داخل الصناديق بعدما عجزوا عن الوقوف في وجه سلاحه والحد من أخذ أبنائهم إلى الموت، فجاءت النتائج لتؤكد أن الزمن الأوّل قد تحوّل وأن هناك بيئة سوف تُحاسب كل من سرق ذات يوم قرارها عن طريق الترهيب والترغيب وبأنها لن تتوانى عن كشف الحقائق حتّى ولو على حساب أمنها الذي أصبح مُهدداً نوعاً ما بعدما تم اعتبار جزء كبير منهم بأنّهم خارج إطار «المقاومة»، ليرد أحد منافسي الحزب في اللائحة الأخرى بالقول «المقاومة اليوم هي للثقافة والإنفتاح وللقمة العيش وإخراج البقاع من القوقعة المفروضة عليه».

ما تجرّعه «حزب الله» في البقاع، كاد أن يتجرّعه في الغبيري، المنطقة التي ما زال يُهيمن على قرارها وقرار عائلاتها منذ ثمانية عشر عاماً تحت حجّة «المقاومة» والولاء لدماء الشهداء. لكن بالأمس إستشعر الحزب مدى رغبة الناس بالتنمية وتوقهم للخروج من حال الحصار الذي يعيشونه ضمن منطقة تُعتبر هي الأغنى من بين بلديات لبنان إذ تصل ميزانيتها السنوية إلى 37 مليون دولار، في وقت يتواجد فيها الكثير من المناطق السكنية الفقيرة والتي تحتاج إلى انماء ومشاريع، لكن كل هذا غائب بفعل السياسة التي ينتهجها «حزب الله» وهذا ما جعل فارق الأصوات يصل الى حدود الألف صوت فقط، بينما كانت النتائج في السابق تُعلن بإكتساح اللوائح المدعومة من «حزب الله» بفارق شاسع في الأصوات.

هي المرّة الأولى التي تخرج فيها عشائر وعائلات شيعيّة على «حزب الله» وقراراته أو ما يُسمّى بـ»التكليف الشرعي». جميع الإحصاءات التي واكبتها ماكينات الحزب الانتخابية من بيروت إلى جبل لبنان وصولاً إلى البقاع، جميعها يؤكد أن ما يُقارب الثلاثين في المئة من المؤيدين له، أصبحوا يُحلّقون اليوم خارج سربه ولم يعودوا بالتالي مُلزمين لا بقراراته التي تعنيهم كطائفة، ولا حتّى بتعميماته الحزبية. وهنا لا بد وأن يُذكر بأن جمهور «حزب الله» وبقرار قيادي، قد أشعل مواقع التواصل الإجتماعي إثر تشييع القيادي مصطفى بدر الدين في الغبيري بعبارات وشعارات التحدي الحزبية، في وقت خيّم الصمت على اللائحة المنافسة خوفاً من وضعها في خانة العداء لـ»المقاومة» خصوصاً في ظل لحظة حرجة لم يتوانَ «حزب الله» عن استغلالها بشتّى الطرق كالتسويق بأن المعركة تُخاض بين مشروعين متناقضين، الأول «مقاوم» والآخر «تكفيري».

إنجازات «حزب الله» ضمن مناطقه لا تحتاج إلى دليل سياحي للتعرّف عليها. البصمات واضحة والعقارات التي وضعت بتصرّف مؤسساته الخاصة هي الأخرى واضحة. وحده المواطن مُكلّف بتحمّل تبعات سني الفوضى التي مورست تحت وصاية قوى الأمر الواقع ووحده يدفع من لحمه الحيّ وبالتقسيط نتاج ما يُفرزه الحزب حتّى اليوم. الدم حاضر والموت حاضر والحصار أيضاً حاضر. وحدها المشاريع الإنمائية مؤجلة ووحدها الخدمات على الدوام غائبة، والحجّة أن وقت العمل لم يحن بعد بإنتظار حلول موعد «الإنتصار». لكن وفي قراءة مُلخّصة للوضع الذي يعيشه «حزب الله» ضمن بيئته، يبدو أن انتخابات البقاع لقنته درساً في كيفيّة التعاطي مع هموم الناس وأولوياتها، فكان أن استبدل رجله الأوّل في الغبيري أبو سعيد الخنسا من لائحته بدل أن يلقى المصير نفسه الذي لقيه مصطفى طه في البقاع.

 


المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,156,221

عدد الزوار: 7,622,526

المتواجدون الآن: 0