الجيش لن يسمح بالثأر والفتنة... وبكركي تتمسّك بولاية رئاسية كاملة..«المستقبل» يدين قتل الحجيري: نفْخ في الفتنة لا ينصف المخطوفين ولا يعيد الشهداء...والد الجندي حمية يثأر لنجله: وفيت بوعدي ولن أسلم نفسي وانتشار للجيش في البقاع خوفاً من التداعيات

الفراغ الرئاسي يدخل اليوم عامه الثالث والإنكفاء الدولي عن المساعدة على الحل مستمر..إنتخابات الشمال البلدية الأحد: معارك أحجام وأوزان

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 أيار 2016 - 6:54 ص    عدد الزيارات 2232    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

 الجيش لن يسمح بالثأر والفتنة... وبكركي تتمسّك بولاية رئاسية كاملة
الجمهورية...
يدخل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية عامه الثالث اليوم بلا أيّ بصيص أمل في المدى المنظور. وباتت كرسي الرئاسة اللبنانية رهينة النزاع الإقليمي الدموي وخصوصاً في سوريا. ولم يعد الاحتكام الى صندوقة الاقتراع في مجلس النواب خريطة طريق انتخاب رئيس عتيد للبنان، وإنما بات الاحتكام الى صناديق الصواريخ هو المدخل الى ولوج باب الرئاسة المقفل في بعبدا. سنتان مرّتا على الفراغ في سدة الرئاسة ولم يرفّ جفن لمعطّلي هذا الاستحقاق تحت شعارات واهية، في وقت يتعرّض لبنان لأقسى التحديات، من مواجهة الارهاب الى مشاريع التوطين المشبوهة، مروراً بانهيار منظومة انتظام العمل العام، وعجز مجلس الوزراء وشلّ مجلس النواب، وتراجع الاقتصاد والاستثمار وتهجير السيّاح، وغرق البلاد في نفايات هنا وفضائح وفساد هناك. مع دخول الشغور عامه الثالث، تستكمل بكركي سعيها مع فرنسا والفاتيكان والدول المؤثرة لإنتخاب رئيس للجمهورية. وفي السياق، أكد راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون لـ«الجمهورية» أنّ «مسألة انتخاب الرئيس أساسية للموارنة وكل لبنان، ونتمنى انتخابه اليوم قبل الغد لأنه لا يمكن استمرار الوطن بلا رأس، من هنا ندعو القوى السياسيّة الى القيام بواجبها سريعاً». وأشار عون الى أنّ «بكركي نَفت سعيها الى انتخاب رئيس لمدة سنتين» وقال: «نحن نتمسّك بانتخاب الرئيس لولاية كاملة أي 6 سنوات»، مشدّداً على أنّ «القول إنّ الفراغ الذي يدخل عامه الثالث سيؤدي الى خسارة الموارنة الرئاسة هو كلام كبير، فهناك ضمانات إقليمية ودولية تحافظ على حق الموارنة في تَولّي الرئاسة، كذلك فإنّ الداخل متمسّك بهذا الأمر الذي يكفله الدستور». وأكد عون أخيراً أنّ «الرئاسة ستبقى مع الموارنة، والجميع مع الحفاظ على العيش المشترك، فلبنان يبقى ويستمرّ بحفظ حقوق جميع مكوّناته».

جونز ومبادرة بري

الى ذلك، حظيت مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الأخيرة باهتمام اميركي، واعتبر القائم بالأعمال الاميركي في لبنان السفير ريشارد جونز، بعد زيارته الرئيس سعد الحريري: «انّ الاقتراح الذي قدّمه رئيس البرلمان مثير للاهتمام، ويجب على الجميع أن يأخذوه جدياً في الاعتبار، واعتقد أنّ الرئيس الحريري يفعل ذلك». وحَضّ جونز اللبنانيين على القيام بكل ما باستطاعتهم لملء الشغور الرئاسي، وقال: «إنّ ترهّل المؤسسات يشكل خطراً كبيراً على لبنان، ومن الضروري أن يجد اللبنانيون حلاً لانتخاب الرئيس، وقد تفتح مبادرة رئيس البرلمان الباب أمام ذلك».

لقاء برّي - الحريري

وفي السّياق، حضرت المبادرة في عين التينة مساء أمس في لقاء جمع برّي مع الرئيس سعد الحريري ومدير مكتبه نادر الحريري في حضور الوزير علي حسن خليل، وتناول الحديث خلال اللقاء الذي تخلله عشاء الأوضاع والتطورات الراهنة والملفات والاستحقاقات السياسية. وتنطلق مبادرة برّي من قانون انتخاب جديد تَجري وفقه الانتخابات بعد تقصير ولاية المجلس، وإذا لم يتمّ الاتفاق على القانون تَجري الانتخابات وفق قانون الستين، وتنعقد بعدها جلسة لإنتخاب رئيس المجلس وهيئة مكتب المجلس، ثم جلسة لانتخابات رئاسيّة بعد تعهّد من الجميع بالحضور واتفاق على الحكومة.

أمن عرسال

وفي هذه الاجواء، عاد الوضع الامني الى الواجهة مجدداً من بوابة عرسال التي شهدت تطوراً خطيراً حرَّك المخاوف من فتنة مذهبية ومن انطلاق أعمال ثأر متبادلة. وتَمثّل هذا التطور بثأر معروف حمية لابنه العسكري الشهيد محمد حمية الذي أُعدم رمياً بالرصاص على يد «جبهة النصرة» في أيلول 2014، فقتل ابن شقيق مصطفى الحجيري الملقّب بـ«ابو طاقية»، حسين محمد الحجيري، رامياً جثته على قبر ابنه في جبّانة طاريا، رافضاً تسليم نفسه ومتوعّداً بالوصول الى «ابو طاقية». وعلى الأثر، شهدت بلدة عرسال انتشاراً مسلحاً، واتخذ الجيش تدابير أمنية مشدّدة في بعلبك، وأقام حواجز ثابتة ومتحرّكة في بلدتي طليا وطاريا، وسَيّر دوريات في المنطقة ونفّذ مداهمات عدّة.

مصدر عسكري

وأكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «الجيش تحرّك بسرعة من أجل تطويق ذيول الفتنة في منطقة بعلبك وعدم الإنجرار الى فتنة سنية - شيعية»، مشيراً الى أنّ «قيادة الجيش أجرت سلسلة اتصالات مع الفاعليات في عرسال وبعلبك من أجل تهدئة النفوس، وتجاوبَ الجميع حيث مرّ وقت من دون ردّات فِعل». ولفت المصدر الى أنّ «الجيش يلاحق والد حمية، وقد دهم منزله وسيستمرّ في ملاحقته، ولن يسمح بتكرار حوادث كهذه او ازدياد عمليات الثأر»، مشدداً على أنّ «الوضع في عرسال مضبوط، وليس هناك تحرّك مسلّح»، مؤكداً أنّ «الجيش على جهوزية لمنع انفلات الوضع».

قهوجي

وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي جدّد في «أمر اليوم» الى العسكريين لمناسبة «عيد المقاومة والتحرير»، التزام الجيش «العمل بكلّ الوسائل لكشف مصير رفاقكم المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية، والعمل على تحريرهم أسوة برفاقهم المحررين».

عراجي لـ«الجمهورية»

وفي المواقف، تخوّف النائب عاصم عراجي من أن تسلك الأمور في البقاع منحى خطيراً مع بدء عمليات الثأر المتبادل، وقال لـ«الجمهورية»: «أولاً، من المؤسف جداً أن يُقتل الشهيد محمد حمية بالشكل الذي قتل فيه، خصوصاً أنه كان يؤدّي واجبه. وثانياً، ما جرى أيضاً مؤسف لأنّ هذا يعني أنّ الدولة غائبة وكل طرف يأخذ حقه بيده. وكان على الدولة أن تُحصّل حقوق الناس وتَقتصّ من الذين ذبحوا حمية، لا أن تترك الأمور على غاربها، خصوصاً في منطقة كالبقاع وتحديداً البقاع الشمالي، حيث أنّ أخذ الثأر والثأر المقابل يُثير مخاوف ويفتح أبواباً مغلقة بشكل خطير جداً، ويجب على الدولة التصرّف بحزم وفاعلية، وأن تكون صارمة في إجراءاتها لمنع حصول ردّات فِعل». ودعا عراجي «جميع العقلاء في عائلتي حمية والحجيري الى التعقّل وعدم إيقاظ الفتنة»، وطالبَ المرجعيات السياسية في بيروت بـ»التدخل لوضع حدٍّ لهذا المسلسل».

فارس لـ«الجمهورية»

في المقابل، طمأن النائب مروان فارس الى أنّ الوضع في عرسال لن يخرج عن السيطرة، وقال لـ»الجمهورية»: «من قُتل اليوم لا ذنب له، حتى ولَو كان ابن شقيق «ابو طاقية». فهو غير معنيّ بالجريمة المرتكبة في حق حمية. إنها عادات ثأرية في المنطقة، ونحن ندينها ونستنكرها، والحقوق لا تُستردّ عبر قتل الأبرياء. لقد سمعت تصريح والد حمية الذي توعّد «ابو طاقية»، اي أنّ منطق الثأر مستمر في المنطقة، وهذا أمر يدينه الجميع ولا أحد يقبل بجريمة من هذا النوع». وأضاف: «ما جرى عمل فردي لا علاقة له بأهل عرسال. انه عمل محدود، خصوصاً أنّ الجيش ضبط الوضع مباشرة في البلدة، وبالتالي لا خوف على أمن عرسال».

«8
آذار» وتعليقاً على ما جرى في عرسال، قالت مصادر بقاعية في «8 آذار» لـ«الجمهورية»:

اولاًـ إنّ اللجوء الى منطق الثأر أمر مرفوض.

ثانياًـ على الدولة والقوى والهيئات والجمعيات اللجوء في الوقت الحاضر الى تدابير لمنع أي عمليات ثأر وثأر مضاد وانتقام وخلق فتنة مناطقية او طائفية بين اللبنانيين لا يستفيد منها غير التكفيريين والعدو الإسرائيلي.
ثالثاًـ إنّ الانتقام للعسكريين الشهداء يكون في ميدان المعركة ضد التكفيريين، وليس بقتل مدنيين لبنانيين». وأضافت المصادر: «نحن والدولة حريصون على الإمساك بالوضع الامني، وعدم تدهور الاوضاع او حصول أيّ فتنة او عمليات انتقام وثأر متبادل بين القرى والطوائف في البقاع». وأكدت ضرورة «المحافظة على السلم الاهلي والعيش المشترك». وشدّدت على «أنّ الانتقام للعسكريين الشهداء او المخطوفين، يكون بتضافر جهود المقاومة والجيش اللبناني ومقاتلة التكفيريين في ساحتهم».

نصر الله

وفيما يتحدّث الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله عصر اليوم في «عيد المقاومة والتحرير» في بلدة النبي شيت، علمت «الجمهورية» أنّ خطابه سيكون خطاب مقاومة تحديداً، إذ سيتحدث عن أهمية التحرير وإنجازاته وعن قدرات المقاومة وإمكاناتها الراهنة وتأكيد الاستمرار في الدفاع عن لبنان واللبنانيين. وسيأتي الخطاب استكمالاً لموقفه في خطابه الاخير حول موضوع حماية لبنان واللبنانيين. إضافة الى ذلك، سيتطرق نصرالله الى الوضع في سوريا، وسيؤكّد أنّ معركة الحزب فيها هي جزء من معركة حماية المقاومة والدفاع عنها، وأنّ التضحيات والشهداء الذين يقدمهم في سوريا هم للدفاع عن لبنان والمقاومة. وسيتطرق الى موضوع الارهاب والتفجيرات التي حصلت في الآونة الاخيرة في سوريا، ولا سيما في طرطوس وجبلة. وسيتناول الامين العام موضوع الانتخابات البلدية ليشكر الناخبين وتجاوبهم والتزامهم بالمقاومة، وسيشدّد على مسؤولية البلديات الفائزة في خدمة مجتمع المقاومة. وفيما علمت «الجمهورية» أن لا مبادرة سيطرحها الامين العام في خطابه اليوم، استبعدت مصادر مطّلعة على موقف الحزب أن يتناول الملف الرئاسي، في اعتبار أن لا جديد سُجّل على هذا الصعيد، مُشيرة الى انّ «كل ما يقال منذ ايام في شأن إنجاز الاستحقاق في الاشهر المقبلة هو مجرد كلام ليس إلّا، ولا شيء جدّياً». ولدى سؤالها هل سيسبق الاحتفال بـ«عيد التحرير» أيّ عمل انتقامي لاغتيال مصطفى بدر الدين ليشكّل مفاجأة ما؟ اجابت المصادر: «أولاً المقاومة لا تتعامل بمنطق الثأر، ثانياً إنّ الانتقام للشهيد بدر الدين هو بتحقيق الانجازات والاهداف التي كان يريدها في سوريا، وقد تحقّق جزء منها بالفعل مثلما حصل في الغوطة، وسيتحقّق جزء آخر منها قريباً عبر توسيع نطاق المعركة في أكثر من منطقة».

حشود إيرانية

وفي السياق، نقلت وكالة «آكي» الإيطالية، عن مصدر قريب من «حزب الله»، قوله «إنّ الحشود الإيرانية على الأرض في سوريا بلغت نحو 80 ألف مقاتل، بينها فرقة عسكرية تابعة لـ»الحرس الثوري الإيراني» تُرابِط بالقرب من مدينة حلب شمال سوريا، وكذلك هناك مقاتلون من «حزب الله» وميليشيات عراقية وأفغانية في أكثر من منطقة سورية». وأشار المصدر الى «أن هذه القوات تمتلك أسلحة تُمكّنها من الثبات في الكثير من المناطق»، و»لدى غالبية هذه القوات أسلحة جيدة، والقوات الإيرانية وقوات «حزب الله» مدرّبة بشكل جيد أيضاً، والبقية تفتقِد للمهارات القتالية، وهذه الأخيرة توضَع على الصفوف الأولى للجبهات». وأوضح المصدر أنّ إيران «تسعى لتثبيت خريطة توازن القوى المرحلية في سوريا، وتسابِق الزمن مع روسيا في تنافس غير مُعلن للسيطرة على أكبر رقعة جغرافية».
وأكد أنّ طهران «تسعى للتنسيق مع الأكراد الذين يحاصرون مدينة الرقة في شمال سوريا»، لافتاً إلى أنّ المدينة التي تُعتبر معقلاً رئيسياً لتنظيم الدولة، «لها أهمية استراتيجية ـ عسكرية ـ دينية بالنسبة للإيرانيين».
الحريري التقى فرعون والبزري وعزّى ببليق وجونز: مبادرة بري مفتاح لانتخاب الرئيس
اللواء..
عرض الرئيس سعد الحريري في «بيت الوسط»، مع القائم بالاعمال الاميركي في لبنان السفير ريشارد جونز المستجدات السياسية في البلاد.
 وقال جونز بعد اللقاء: «لقد تبادلنا بشكل جيد وجهات النظر مع الرئيس الحريري حول الاوضاع الراهنة في لبنان وخصوصا السياسية منها، كما فعلت بالامس مع رئيس حزب الكتائب، وقد هنأت الرئيس الحريري على النجاح في الانتخابات البلدية، وقد تحدثنا عما قد يعنيه ذلك بالنسبة للانتخابات النيابية، وارى ان الاقتراح الذي قدمه رئيس البرلمان مثير للاهتمام وانه يجب على الجميع ان يأخذوه جديا بعين الاعتبار، واعتقد ان الرئيس الحريري يفعل ذلك».
سئل: هل تعتقد انه يجب اجراء الانتخابات النيابية قبل الرئاسية؟
اجاب: «انا لست من الاشخاص الذين يقولون بأن على شيء ان يحصل قبل الآخر، المهم ان تحصل الامور. كما تحدثنا عن الفراغ الرئاسي وأحث مجددا الشعب اللبناني على القيام بكل ما باستطاعته لملء هذا الفراغ، واعتقد ان ترهل المؤسسات يشكل خطرا كبيرا على لبنان ومن الضروري ان يجد اللبنانيون حلا لانتخاب الرئيس، وقد تفتح مبادرة رئيس البرلمان الباب امام ذلك».
كما التقى الحريري وزير السياحة ميشال فرعون وعرض معه التطورات الراهنة، ثم استقبل الرئيس الحريري، الدكتور عبد الرحمن البرزي الذي قال: «تطرقنا لمواضيع عديدة أهمها وضع مدينة صيدا، ونحن نرى أن هذه المدينة بعد أن أنجزت استحقاقا إنمائيا هاما، تكرس بإظهار وجهها الإنمائي، تحتاج إلى مزيد من الدعم الحياتي والإنمائي، لأنها تمثل ثقلا في محيطها وفي وطنها. وعليه فإننا نتمنى على الرئيس الحريري، الذي هو ابن مدينة صيدا، أن يساعدنا في الكثير من الأمور التي تهم المدينة».
وأضاف: «كذلك تطرق البحث إلى الوضع السياسي، في ظل غياب الاستحقاقات الرئيسية والأساسية في البلد، وتمنينا على الرئيس الحريري أن يبذل مزيدا من الجهد لتوحيد الساحة، لأنه من الأشخاص القلائل القادرين على التواصل مع مختلف القيادات في مختلف المناطق اللبنانية، كما تمنينا عليه أن يبقي مبادرته قائمة، من أجل إيجاد صيغة لانتخاب رئيس للبنان. صحيح أنه أطلق مبادرتين حتى الآن لم تتكللا بالنجاح، وقد وعد بالاستمرار فيهما. من هنا نتمنى له التوفيق فيما يقوم به، وقد اتفقنا على متابعة التواصل من أجل مصلحة مدينة صيدا».
واستقبل الحريري لاحقاً، لجنة تكريم العميد ريمون أده التي ضمت جان حواط، جورج الأشقر وبول كنعان، وشكرت اللجنة الرئيس الحريري على تسمية بلدية بيروت شارع في العاصمة باسم العميد ريمون أده بناء لطلبه، كما قدمت اللجنة إلى الرئيس الحريري لوحة تذكارية عربون محبة وتقدير.
من ناحية ثانية، زار الحريري، يرافقه عدنان فاكهاني، قاعة الدكتور محيي الدين برغوت في جامع الخاشقجي، وقدم التعازي إلى عائلة الرقيب الأول في فوج الإطفاء وسام محمد بليق باستشهاده.
الفراغ الرئاسي يدخل اليوم عامه الثالث والإنكفاء الدولي عن المساعدة على الحل مستمر
عجز الحكومة سيُعيد فتح باب النفايات على روائح كريهة ستطغى على كل الملفّات
عودة الأزمة في فصل الصيف سيكون لها تداعيات خطيرة وغضب النّاس سيكون أشد وطأة مما سبق
اللواء...بقلم حسين زلغوط
 يدخل الفراغ الرئاسي اليوم عامه الثالث في ظل غياب أي مبادرة محلية أو خارجية لإخراج هذا الاستحقاق من القعر، لا بل إن المناخات والمعطيات الموجودة توحي بأن استيطان هذا الفراغ في قصر بعبدا سيتمدد وقتاً إضافياً، طالما أن المشهد الإقليمي يعيش على وقع الحديد والنار والدمار لا سيما في المحيط اللبناني أي سوريا.
وما يبعث على الخوف بأن أمد الأزمة السياسية وتحديداً الرئاسية في لبنان سيطول، هو انكفاء الحراك الخارجي باتجاه المساعدة على ابتداع صيغة تُخرج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة، وهناك من يقول بأن الانكفاء الدولي عن لبنان سيستمر إلى حين تفكيك الألغام الموجودة أمام أية تسوية لأزمات المنطقة المتعددة، وبالتالي فإن العمل الحكومي سيبقى في حدود المشاريع العادية وهو عمل أقرب إلى تلك التي تقوم به حكومات تصريف الأعمال، ناهيك عن المجلس النيابي الذي تنتهي دورته العادية مطلع الأسبوع الطالع من دون وجود أي بوادر عن إمكانية إطلاق عمله التشريعي المتوقف من دون أي مبرر، هذا بغض النظر عن باقي مؤسسات الدولة التي دخلت مرحلة من الترهل المخيف نتيجة الأزمة السياسية التي تطبق الخناق على رئاسة الجمهورية.
وإذا كان من المسلّم به بأن لا انتخابات رئاسية قبل أن تبصر التسوية في المنطقة النور، أو على الأقل تبدأ عناوينها العريضة بالظهور من خلال تبريد الجبهات من اليمن مروراً بالعراق فسوريا، فإن ما ينتظر لبنان استحقاقات أخرى لا تقل تعقيداً عن الملف الرئاسي، وأبرز تلك الاستحقاقات هو ملف النفايات الذي سيطلّ برأسه من جديد وهو سيطغى بالتأكيد على كل الملفات والاستحقاقات كونه يُهدّد البلد برمّته، والسبب في ذلك أن كل الوعود التي أطلقتها الحكومة بعد مخاض استمر قرابة الثمانية أشهر تبينّت أنها كانت وعوداً وهمية أو من باب كسر الشر والدليل أنه حتى الآن لم تنتهِ المناقصات التي أعطيت مهلة حتى نهاية هذا الشهر، وأن مجلس الإنماء والاعمار قد تأخّر في إعداد دفتر الشروط للمناقصات حول تلزيم الحاجز البحري للكوستابرافا والمطامر وقد أثير هذا الموضوع في جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخير من باب تحذير بعض الوزراء من أن يكون وراء ذلك تواطؤ من قبل بعض السياسيين لتأمين ذهاب التلزيم في اتجاه متعهدين محددين.
وترى أوساط متابعة في هذا المجال أن عجز الحكومة على المستوى السياسي والمالي سيبقي باب النفايات مفتوحاً على روائح كريهة تطغى على الأزمة السياسية بدءاً من الرئاسة مروراً بالحكومة وصولاً إلى قانون الانتخابات، معتبرة أن هذا الملف الخطير ضاعت معالجته بشكل جدّي في غياهب النكايات والمزايدات السياسية ناهيك عن دخول العامل المناطقي والمذهبي على الخط.
وتسأل الأوساط ما الذي يمنع إعلان الحكومة حالة الطوارئ بهذا الخصوص، سيما وأن عودة هذه الأزمة للظهور في فصل الصيف سيكون لها تداعيات صحية وبيئية وسياحية خطيرة، من الممكن ان تدفع الدولة نتيجتها اثماناً باهظة تفوق اضعاف، اضعاف ما كان يمكن دفعه في إيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمة؟ فهل المطلوب ان تحدث صدمة قوية وتكون نتائجها كارثية حتى تستفيض الحكومة وتذهب باتجاه أخذ الخيارات الصائبة في معالجة هذه الأزمة الوطنية الكبيرة؟!
وفي تقدير هذه الأوساط ان ملف النفايات وطريقة التعاطي السياسي مع هذه الأزمة فعل فعله في الانتخابات البلدية حيث ترجمت الحركة الشعبية الاعتراضية في أكثر من مكان، إما احجاماً عن الاقتراع، أو التصويت لصالح العديد من المرشحين المنفردين أو اللوائح التي اتفق على تسميتها لوائح المجتمع المدني، وهو أمر إما تجاهله السياسيون عن قصد، أو لم يتنبهوا له لأنهم في الأساس لم يأخذوا المزاج الشعبي ولو لمرة واحدة بعين الاعتبار، ولو كان ذلك حصل لكنا تجاوزنا الكثير.. الكثير من المشاكل التي نعاني منها اليوم.
وتدق الأوساط ناقوس الخطر من عودة مشاهد النفايات التي غمرت المدن والضواحي وحتى القرى والبلدات والتي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية، وهي تدعو الحكومة إلى مواجهة هذا الموضوع بكل جدية وبشكل مدروس وتجنب غضب النّاس الذي سيكون هذه المرة في حال عادت الأزمة أشدّ وطأة من الذي شاهدناه في المرة الماضية وسيكون لذلك بالتأكيد تداعيات خطرة جداً.
وتعتبر الأوساط ان الحل بسيط جداً ما دامت هناك دراسات وتجارب لدول عاشت هذه الأزمة وخرجت منها، واولى الخطوات التي يجب القيام بها هي حصول مناقصات بعيداً عن الصفقات ووضع مصلحة البلاد والعباد فوق أي مصلحة مناطقية أو مذهبية، وما لم يتم ذلك فإننا سنبقى في الدوامة، وسيدفع الشعب اللبناني الثمن من ماله وصحته.
«المستقبل» يدين قتل الحجيري: نفْخ في الفتنة لا ينصف المخطوفين ولا يعيد الشهداء
طرابلس تتوافق على الإنماء.. وتنورين والقبيات «أم المعارك»
المستقبل..
انطلق العد العكسي للمرحلة الرابعة والأخيرة من الاستحقاق البلدي والاختياري الأحد المقبل في الشمال، حيث غّلب العقلاء والحرصاء على عاصمته لغة التوافق على ما عداها من لغات التجييش السياسي والحزبي صوناً «لطرابلس« ومصالح أبنائها الإنمائية والحياتية والاجتماعية والاقتصادية، بينما تتجه الأنظار إلى كل من تنورين والقبيات بوصفهما من الساحات الشمالية القليلة التي ستشهد «أم المعارك» الانتخابية بين لوائح عائلية وأخرى حزبية.

ففي طرابلس، وبينما لفت أمس الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس نجيب ميقاتي والنواب سمير الجسر، أحمد كرامي، محمد كبارة، بدر ونوس وروبير فاضل وخلص بعد تنسيق هاتفي مع كل من النائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي إلى تأكيد دعم لائحة «لطرابلس« التوافقية، أوضح مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة لـ«المستقبل» أنّ التوافق الذي حصل هو «توافق على إنماء طرابلس وليس على المحاصصة»، مشيراً في هذا المجال إلى أنّ أعضاء اللائحة هم محايدون سياسياً ويشكلون «فريق عمل متجانساً من أصحاب الكفاءات العلمية والخبرات العملية ومن الناشطين في المجتمع المدني الفعّال الذي سبق وقدّم مشاريع كثيرة للمدينة وخصوصاً لباب التبانة وللمناطق التي تعرضت لأحداث أمنية في الفترات السابقة»، كما أكد كبارة في هذا السياق أن من ضمن برامج هذه اللائحة «إعادة هيكلة المجلس البلدي إدارياً ليواكب ويلبي حاجات المدينة بالتعاون مع إدارات الدولة بما يؤدي إلى تسهيل إنجاز المشاريع المعدة أو التي هي قيد التنفيذ لإنماء طرابلس».

توازياً، شددت مصادر اقتصادية لـ«المستقبل» على أهمية أن يضطلع المجلس البلدي الجديد بمهام تواكب العصر لكي تأخذ طرابلس دورها ومكانتها الطبيعية في الإنماء والتطور، مذكرين في هذا المجال بالإشارات التي لفت إليها عدد كبير من الديبلوماسيين والمسؤولين الأممين خلال زياراتهم طرابلس إزاء دورها المحوري وما ينتظرها من تحديات إنمائية وفرص نهوض اقتصادية مركزية بعد انتهاء الحرب في سوريا نظراً لتماسها الجغرافي مع الحدود السورية.

تنورين والقبيات

أما على ساحة المعارك الانتخابية المرتقبة، فتبرز تنورين في قضاء البترون حيث يُعدّ تحالف «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» العدّة لخوض معركة انتخابية إلغائية ضد لائحة الوزير بطرس حرب والعائلات. وإذ اختصر حرب الحماوة الانتخابية المنتظرة في تنورين بقوله أمس رداً على سؤال تلفزيوني عما إذا ستكون الانتخابات البلدية فيها «أم المعارك» الشمالية: «هي أم المعارك وأبوها»، يخوض العونيون والقواتيون معركة قاسية ضد حرب في محاولة لتحجيمه وإقصائه انتخابياً في معقله تنورين حيث يسعى تحالف الطرفين إلى تحقيق الربح الكامل أو أقله إحراز خرق وازن في مواجهة اللائحة المدعومة من حرب، الأمر الذي علقت عليه أوساطه بالقول لـ«المستقبل»: «هيدي ما رح يشوفوها والنتائج الأحد هي اللي بتحكي». في حين نقلت أوساط عائلية لـ«المستقبل» أنّ «المجتمع التنوري شعر باستفزاز كبير من خلال المنحى الذي يدفع «التيار الوطني» و«القوات» تنورين باتجاهه من خلال مساعيهما الحثيثة لتحوير المعركة الانتخابية من ديموقراطية إلى إلغائية لحرب ولإرادة العائلات في المدينة«.

وفي الغضون، تستعد القبيات في عكار لخوض غمار معركة انتخابية قاسية مماثلة لمعركة تنورين بين النائب هادي حبيش والنائب السابق مخايل الضاهر من جهة ولائحة عونية قواتية من جهة مقابلة تخضع للمعايير والأهداف السياسية نفسها لناحية محاولة «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» إقصاء حبيش والضاهر عن المشهد السياسي والانتخابي في معقل عائلتيهما التاريخي. وإذ تكتسب معركة القبيات حماوتها الانتخابية من زاوية التصدي العائلي للسطوة الحزبية عليها، تنقل أوساط اللائحتين المتنافستين أجواء تشي باحتدام المعركة المرتقبة وسط تأكيد كل من الجانبين أنها ستكون «على المنخار» ومن الصعب استشراف نتائجها قبل إقفال صناديق الاقتراع مساء الأحد المقبل.

جريمة قتل الحجيري

أمنياً، برزت أمس جريمة خطف وقتل الشاب حسين محمد الحجيري التي جاهر بارتكابها معروف حمية والد الجندي الشهيد محمد حمية الذي سبق أن قتله الإرهابيون بعد اختطافه من عرسال، إذ عمد الجاني ومعاونوه قبل ظهر أمس إلى خطف المجني عليه من بعلبك ثم إعدامه بوابل من الرصاص وإلقاء جثته على قبر الشهيد حمية في جبانة طاريا، قبل أن يُطلّ حمية في سلسلة إطلالات إعلامية ليتباهى بجريمته باعتبارها جريمة أخذ بالثأر من مصطفى الحجيري (شقيق والد المغدور)، متوعداً بمزيد من جرائم القتل بحقه وبحق كل من رئيس بلدية عرسال السابق علي الحجيري ومختارها وأقاربهم.

وعلى الأثر، تسارعت الاتصالات مع المعنيين في عرسال من آل الحجيري لضبط النفس وعدم الانجرار إلى النيران الفتنوية التي أشعلتها جريمة معروف حمية. في حين دان «تيار المستقبل» وكتلته النيابية هذه «الجريمة الخطيرة المستنكرة التي أزهقت روح شاب بريء»، مع التشديد على كونه «انتقاماً بشعاً لا يعيد الجنود الشهداء إلى أهلهم ولا ينصف تضحيات الجنود الذين ما زالوا مخطوفين« إنما هو «نذير شؤم يعيد النفخ في رماد الفتنة ويفتح الباب على مخاطرها التي تستهدف السلم الأهلي بما يخدم أهداف المجموعات الإرهابية المسؤولة أولاً وأخيراً عن جريمة خطف جنودنا وقتل بعضهم»، وسط التحذير من «خطورة الانجرار وراء عقلية الثأر»، والتشديد على وجوب «التدخل السريع من جانب الحكومة والمرجعيات السياسية والدينية لدرء الفتنة»، وعلى ضرورة مسارعة «أهل الحل والربط في عرسال واللبوة وجوارهما إلى احتواء ما حصل والعمل على تغليب منطق الحكمة على عقلية الثأر، والتمسك بمنطق الدولة ومؤسساتها باعتبارها الوحيدة الكفيلة بإعطاء كل ذي حق حقه تحت سقف القانون (...) والمسؤولة حصراً عن ملاحقة المجرمين والاقتصاص من قتلة الشهيد حمية وكذلك أيضاً وبذات المقدار من قتلة الشهيد الحجيري».
 
والد الجندي حمية يثأر لنجله: وفيت بوعدي ولن أسلم نفسي وانتشار للجيش في البقاع خوفاً من التداعيات
بيروت – “السياسة”:
في تطور أمني لافت متصل بتداعيات اختطاف العسكريين، أقدم مجهولون يرجح أن يكونوا من عائلة حمية على خطف حسين محمد الحجيري ابن مختار عرسال السابق، شقيق مصطفى الحجيري المعروف بـ”أبو طاقية” في مدينة بعلبك، أمس، وبعد وقت قصير على اختطاف الحجيري، عثر على جثته على قبر الجندي محمد حمية، الذي أعدمته “جبهة النصرة” في 19 سبتمبر العام 2014، في جبانة بلدة طاريا البقاعية.
وقال معروف حمية والد الجندي حمية، أنا قتلت الحجيري والدور سيأتي على أبو طاقية وأبو عجينة وأبو علي العصفور، ولن أسلم نفسي للقوى التي لم تصن ابني، أما عمه فقال: “وعدنا ووفينا بالوعد”.
وفور شيوع خبر مقتل الحجيري، سجل انتشار مسلح في بلدة عرسال لأنصار “أبو طاقية”، في وقت أبدت مصادر أمنية خشيتها من توتير الأجواء الأمنية في البقاع بعد إقدام آل حمية على الأخذ بالثأر من آل الحجيري، وما سيثيره ذلك من قلاقل وفتن طائفية بين عرسال وجاراتها.
واتخذ الجيش تدابير أمنية مشددة في مدينة بعلبك، وأقام حواجز ثابتة في عدد من القرى والبلدات البقاعية وسير دوريات آلية وراجلة ونفذ العديد من المداهمات، تداركاً لخروج الأمور عن السيطرة.
وسجل إطلاق نار كثيف في حي الشراونة في بعلبك وبعض البلدات المجاورة، احتفالاً بأخذ آل حمية بالثأر.
وقال رئيس بلدية عرسال المنتخب باسل الحجيري إن ما حصل جريمة بكل ما للكلمة من معنى.
في سياق متصل، نفذ الجيش اللبناني مداهمات قرب جامع عثمان بن عفان في عرسال، حيث أوقف عدداً من المطلوبين، كما تم توقيف المسؤول في تنظيم “داعش” سامح بريدي.
وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي أكد في ذكرى يوم المقاومة والتحرير، التزام الجيش العمل بكل الوسائل لكشف مصير العسكريين المخطوفين لدى التنظيمات الإرهابية والعمل على تحريرهم أسوة برفاقهم المحررين، لافتاً إلى أن الاحتفال بالعيد العام الحالي، يتزامن مع استمرار الشغور الرئاسي لمدة سنتين، وبالتالي غياب رئيس جمهورية للبلاد.
وأشاد بالعمليات الاستباقية النوعية التي نفذها الجيش في عمق التنظيمات الإرهابية، ما أسهم في تضييق الخناق عليها وإحباط مخططاتها الإجرامية للنيل من مناعة الساحة الداخلية، مشيراً إلى أنه بفضل جهود الجيش تم توفير الأمن للانتخابات البلدية والاختيارية في البلاد.
وفي الذكرى الـ16 ليوم المقاومة والتحرير، عاهد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم اللبنانيين أن “نبقى العين الساهرة لحماية إنجاز التحرير والمحافظة عليه، والتصدي للأخطار المحدقة بلبنان”.
إنتخابات الشمال البلدية الأحد: معارك أحجام وأوزان
عون وجعجع في مواجهة فرنجية.. وريفي يختبر شعبيته في طرابلس
اللواء..بقلم عمر البردان
تستعد محافظة الشمال لخوض غمار الاستحقاق البلدي والاختياري في مرحلته الأخيرة الأحد المقبل، حيث يتوقع أن تشهد مدينة طرابلس وبعض القرى والبلدات معارك انتخابية قاسية، كما هي الحال في تنورين والبترون والقبيات، بعد فشل التوافق على تأليف لوائح ائتلافية، حيث ستكون هذه الانتخابات محاولة من جانب «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» لتأكيد حضورهما السياسي والشعبي، بعد الاهتزازات اللافتة التي تعرض إليها تحالفهما، سيما في جبل لبنان وجزين، وهو ما دفع النائب ميشال عون إلى الدخول وبقوة على خط الاستحقاق البلدي في الشمال، سعياً لإثبات وجود تياره في مواجهة خصومه ومن بينهم بالتأكيد النائب سليمان فرنجية الذي ينافسه على معركة الرئاسة الأولى، خاصة وأن عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يهمهما أن يحقق تحالفهما في الشمال انتصارات كاسحة ليعوض عن بعض الإخفاقات التي حصلت في جزين وجبل لبنان، وكذلك الأمر لتوجيه رسالة إلى النائب فرنجية، بأنهما الطرف المسيحي الأقوى، ما سيضيف إلى رصيد عون دعماً إضافياً في سباقه إلى الرئاسة الأولى، وهو الأمر الذي أخذه رئيس «تيار المردة» في الحسبان، بمبادرته إلى التحالف مع خصمه السياسي رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض في زغرتا لقطع الطريق على «العونيين والقواتيين»، باعتبار أن النتائج التي ستفضي إليها الانتخابات البلدية والاختيارية سترسم لوحة مصغرة، إذا صحّ التعبير عن المسار الذي ستسلكه الانتخابات النيابية، عدا عن كونها مؤشراً لما قد تكون عليه الأمور المتصلة بالاستحقاق الرئاسي في المرحلة المقبلة ومدى قدرة كل طرف على إثبات وجوده.
وتشير أوساط متابعة لمجريات الاستحقاق البلدي والاختياري وفقاً للنتائج التي سجلت في جبل لبنان والجنوب، سيما في جونيه وجزين وبعض بلدات المتن، إلى أن «تفاهم معراب» لم ينجح في إثبات وجوده في الأماكن التي كان يفترض أن تكون الأمور فيها لمصلحته، وهذا ما يمكن تفسيره بأنه انعكاس لمواقف مسيحية لا تريد مصادرة قرارها أو فرض خيارات سياسية عليها لا يمكن أن تقبل بها، ولهذا يجهد التحالف العوني القواتي إلى تجنب الوقوع في إخفاقات جديدة في الشمال وإبراز صورة مغايرة لتفاهم معراب، من خلال تحقيق انتصارات في أكثرية القرى والبلدات الشمالية.
وتتوقع الأوساط أن تشهد عاصمة الشمال طرابلس نزالاً حامي الوطيس، بين اللائحة المدعومة من الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي ونواب المدينة وبين اللائحة المدعومة من وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، مع أن المؤشرات تميل في معظمها لمصلحة اللائحة الأولى، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تحالف الرئيسين الحريري وميقاتي جنّب المدينة معركة طاحنة كان يمكن أن تتسبب بتداعيات بالغة السلبية في الشارع الطرابلسي، لكن هذا التحالف لم يمنع من سعي الوزير ريفي إلى التأكيد على استقلالية قراره السياسي ومضيه في خيار مواجهة لائحة التحالف، في ما يمكن النظر إليه على أنه محاولة من جانب الوزير المستقيل لاكتشاف مدى شعبيته وقدرته على أن يكون رقماً صعباً في طرابلس، لا يمكن تجاوزه في الاستحقاقات المقبلة.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,443,273

عدد الزوار: 7,633,507

المتواجدون الآن: 0