«داعش» يتقهقر في الرقة ... ويهدد المعارضة في حلب..«داعش» يحاصر المعارضة في حلب ... و «سورية الديموقراطية» تواصل هجومها في الرقة

موسكو تعارض «خططاً بديلة» للحوار بين السوريين..غطاء أميركي للأكراد في الرقّة.. وكشف لـ«الحر» في حلب... أنقرة تندّد بنشر واشنطن جنوداً لمساندة الأكراد في سوريا وتعتبره «نفاقاً»

تاريخ الإضافة السبت 28 أيار 2016 - 5:11 ص    عدد الزيارات 1985    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«داعش» يتقهقر في الرقة ... ويهدد المعارضة في حلب
لندن، موسكو - «الحياة» 
في وقت يواجه تنظيم «داعش» خطر الانهيار في محافظة الرقة (شمال) أمام هجوم تشنه «قوات سورية الديموقراطية» التي يهيمن عليها الأكراد وتدعمها طائرات التحالف الغربي وجنود من القوات الخاصة الأميركية، باغت التنظيم الإرهابي فصائل المعارضة السورية في ريف حلب وشن هجوماً واسعاً سيطر فيه على قرى عدة وفرض طوقاً على مدينتي مارع وأعزاز مهدداً المعارضين بخسارة آخر موطئ قدم لهم في شمال سورية على الحدود مع تركيا.
ودعت موسكو أمس إلى استئناف الحوار السوري- السوري «في أسرع وقت»، وجددت معارضتها «خططاً بديلة» لمسار التسوية السورية، وتزامن إعلان الخارجية الروسية عن اتفاق مع واشنطن لتمديد الهدنة، مع تصعيد في لهجة وزارة الدفاع ضد تركيا وإعلان «خيبتها» بسبب رفض الولايات المتحدة شن «عمليات مشتركة ضد الإرهاب».
وكان لافتاً أمس خروج دمشق عن صمتها إزاء تقارير تحدثت عما يوصف بـ «دستور روسي» لسورية، في إشارة إلى معلومات عن صوغ الروس مسودة مقترحة لدستور سوري جديد من الممكن أن يتم اعتماده خلال الصيف الجاري في إطار مفاوضات جنيف. وقالت الرئاسة السورية في بيان: «يهمنا تأكيد أنه لم يتم عرض أي مسودة دستور على الجمهورية العربية السورية، وكل ما تتناقله وسائل الإعلام حول هذا الموضوع عار تماماً من الصحة». وأضافت: «أي دستور جديد لسورية مستقبلاً لن يتم تقديمه من الخارج بل سيكون سورياً فقط، يتناقش فيه ويتفق عليه السوريون في ما بينهم حصراً، ويطرح بعدها على الاستفتاء». ومعلوم أن الصيغ «الروسية» المزعومة للدستور السوري تضمنت تغييرات في صلاحيات وطرق عمل مؤسسات الدولة، بما فيها الرئاسة.
ميدانياً، ذكرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» أن التنظيم سيطر «على قرى كفركلبين وكلجبرين وندة ونيارة وكفربريشة وطاطية وتل حسين في محيط مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي»، في حين أوردت «الدرر الشامية» المعارضة، أن التنظيم «باغت... الفصائل الثورية بهجوم على مواقعها... مستغلاً الزخم الإعلامي من قوات التحالف الدولي حول معركة الرقة». وأكدت «الدرر» أن التنظيم «قطع الطريق الواصل بين مدينتي مارع وأعزاز»، لافتة إلى أن «مارع الاستراتيجية أصبحت بذلك معزولة في شكل تام عن بقية ريف حلب، حيث يحاصرها التنظيم من جهات الشرق والجنوب والشمال، في حين تحاصرها قوات سورية الديموقراطية من الجهة الغربية».
وقال معارضون أمس، إن التنظيم استغل في هجومه «خلايا نائمة» سهّلت لعناصره اقتحام مناطق المعارضة، فيما لفت آخرون إلى أن طائرات التحالف كانت غائبة في شكل تام منذ بدء التنظيم هجومه ليلة الخميس- الجمعة. ولم تتحرك طائرات التحالف سوى بعدما أكمل التنظيم سيطرته على قرى المعارضة، ولم تفد التقارير سوى عن غارة وحيدة للتحالف استهدفت كلجبرين، فيما أغارات الطائرات السورية أو الروسية على مناطق عدة في مدينة حلب وجوارها موقعة قتلى، بينهم أطفال.
وربما كان غياب الغطاء الجوي للتحالف في معركة ريف حلب مرتبطاً بتأمين تقدم «قوات سورية الديموقراطية» في هجومها على معاقل «داعش» في محافظة الرقة المجاورة. ولا يُعتقد أن الأتراك يمكن أن يسمحوا لـ «داعش» بإخراج المعارضة مع آخر معاقلها في ريف حلب الشمالي (مثل مارع وأعزاز)، علماً أن أنقرة كانت تعمل في الأيام الماضية على نقل معارضين سوريين من محافظة إدلب إلى شمال حلب مروراً بأراضيها، استعداداً لشن هجوم يُحكى عنه منذ فترة بهدف إبعاد «داعش» عن الحدود التركية وإنشاء منطقة آمنة للمعارضة هناك. وأشارت وكالة «أعماق» إلى ذلك في تقريرها عن معارك حلب أمس، إذ ذكرت أن التنظيم شن هجومه بعدما وردت إليه معلومات عن قيام ما سمتها «صحوات الردة المفحوصة أميركياً بالتجهيز لعمل واسع بدعم من طائرات التحالف في ريف حلب الشمالي». وقالت الوكالة إن «داعش» قتل في هجومه هذا 33 من المعارضة وأسر 10.
وأبدت منظمة «أطباء بلا حدود» الجمعة «قلقها الشديد» على «مصير... ما يقدر بمئة ألف شخص عالقين بين الحدود التركية وخطوط الجبهات»، فيما قدّرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» عدد العالقين قرب الحدود التركية المقفلة بنحو 165 ألف شخص.
في غضون ذلك، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لـ «فرانس برس»، إن اشتباكات تدور في ريف الرقة الشمالي بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي «ما لا يقل عن 150 ضربة... في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض» ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 31 من التنظيم الذي يتقهقر صوب معقله مدينة الرقة.
وبدأت «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم بشكل أساسي وحدات حماية الشعب الكردية وفصائل عربية هجوماً شمال الرقة الثلثاء، وسيطرت على نحو عشر قرى ومزارع بينها قرية الفاطسة، حيث التقط مصور لـ «فرانس برس» الأربعاء صوراً لنحو عشرين جندياً أميركياً برفقة مقاتلين عرب وأكراد. وعرف أحد المقاتلين عنهم بأنهم من القوات الخاصة الأميركية. ويظهر الجنود في الصور وهم على سطح منزل ويحملون صواريخ من طراز «تاو» كما يتجولون على متن شاحنات وضعت عليها أسلحة ورشاشات ثقيلة.
واتهمت أنقرة الجمعة واشنطن «بالنفاق» إثر نشر هذه الصور. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، إن «من غير المقبول» أن يضع جنود أميركيون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة «إرهابية». وأضاف للصحافيين: «هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق».
«داعش» يحاصر المعارضة في حلب ... و «سورية الديموقراطية» تواصل هجومها في الرقة
لندن - «الحياة» 
فيما واصلت «قوات سورية الديموقراطية» لليوم الرابع هجومها الهادف إلى طرد تنظيم «داعش» من ريف الرقة الشمالي وتضييق الخناق على معقله في مدينة الرقة، عاصمته المفترضة في سورية، فاجأ التنظيم المتشدد فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي بهجوم مباغت تمكن خلاله من السيطرة على قرى عدة وفرض طوقاً كاملاً على معقل المعارضين في مدينة مارع كما اقترب أكثر من معقلهم الأخير في مدينة أعزاز قرب الحدود التركية.
وذكرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم «داعش» أن التنظيم سيطر أمس «على قرى كفر كلبين وكلجبرين وندة ونيارة وكفربريشة وطاطية وتل حسين في محيط مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي»، في حين أوردت «الدرر الشامية» المعارضة أن التنظيم «باغت ... الفصائل الثورية بهجوم على مواقعها ليلاً في ريف حلب الشمالي، مستغلاً الزخم الإعلامي من قبل قوات التحالف الدولي حول معركة الرقة». وأكدت «الدرر» أن «التنظيم استطاع السيطرة على بلدات كلجبرين وكفر كلبين ومنطقة البحوث العلمية وقطع الطريق الواصل بين مدينتي مارع وأعزاز، في حين شن الثوار هجوماً معاكساً واستطاعوا استعادة عدة نقاط في بلدة كلجبرين وسط غياب تام لطيران التحالف الدولي». ولفتت إلى أن «مدينة مارع الاستراتيجية أصبحت بذلك معزولة في شكل تام عن بقية ريف حلب، حيث يحاصرها التنظيم من جهات الشرق والجنوب والشمال، في حين تحاصرها قوات سورية الديموقراطية من الجهة الغربية».
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأشار، من جهته، إلى أن معارك متفاوتة العنف تدور قرب الحدود السورية - التركية في ريف حلب الشمالي بين «الفصائل المقاتلة والإسلامية» من جانب، وتنظيم «داعش» من جانب آخر، «إثر هجوم عنيف للتنظيم على المنطقة، تمكن خلاله من التقدم والسيطرة على قرى كفركلبين ونيارة وبريشة وجبرين شمال بالإضافة إلى بلدة كلجبرين». وتابع المرصد: «استطاع التنظيم بهذا التقدم قطع طرق الإمداد الواصلة بين مدينة أعزاز ومدينة مارع التي باتت محاصرة في شكل كامل مع قرية الشيخ عيسى من قبل تنظيم الدولة من الجهتين الشمالية والشرقية، ومن قوات سورية الديموقراطية من الجنوب والغرب، فيما حقق التنظيم وصولاً إلى أقرب نقطة من مدينة أعزاز منذ طرده منها في بدايات العام 2014».
لكن المرصد أشار، في الوقت ذاته، إلى أن «الفصائل المقاتلة والإسلامية تمكنت من فك الحصار عن مقاتليها المحاصرين في البحوث العلمية قرب منطقة نيارة، فيما نفذت طائرات التحالف الدولي طلعة جوية ... استهدفت خلالها مواقع التنظيم وتمركزاته في بلدة كلجبرين وقرية كفركلبين»، لافتاً إلى أن طائرات التحالف لم تنفّذ أي ضربة سابقة خلال الهجوم الذي شنّه «داعش» بدءاً من ليلة الخميس - الجمعة.
وكان المرصد أشار قبل أسابيع إلى أن «داعش» أرسل نحو 400 من عناصره إلى بلدة دابق ذات الأهمية الدينية لدى التنظيم وإلى محاور أخرى بريف حلب الشمالي، بعدما سحبهم من جبهات ريف الحسكة الجنوبي وريف الرقة الشمالي، موضحاً أن بين الـ 400 الذين أرسلوا إلى حلب عناصر «كتيبة أبو الأنصاري المهاجر» التي تُعد «من أقوى كتائب التنظيم في سورية». وأشار إلى أن قادة الكتيبة رفضوا في البداية التخلي عن جبهاتهم مع «قوات سورية الديموقراطية» في ريف الرقة الشمالي «إلا أن قادة شرعيين في التنظيم أقنعوهم بضرورة توجههم إلى دابق، لأنها باتت في خطر ومن الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها». ويسيطر «داعش» على دابق منذ آب (أغسطس) 2014 بعد طرد فصائل معارضة منها.
وفي محافظة حلب أيضاً، أفاد المرصد أن طائرات حربية قتلت 8 أشخاص في قصف على بلدة حريتان في الريف الشمالي، فيما ألقى الطيران المروحي نحو 10 براميل متفجرة على أحياء طريق الباب والميسر والهلك وبعيدين والحيدرية وبعيدين وطريق الكاستيلو بمدينة حلب، ما أدى إلى أضرار مادية. وأضاف أن 3 مواطنين هم رجل وزوجته الحامل وطفلهما قُتلوا جراء قصف الطيران الحربي بلدة كفرحمرة بشمال غربي مدينة حلب.
وفي محافظة حماة (وسط)، أكد المرصد أن الجيش النظامي أجرى مع فصائل مسلحة في أقصى الريف الجنوبي عملية تبادل جثث وأسرى بين الطرفين، «حيث ارتفع إلى 50 على الأقل معظمهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى أربع جثث عدد الأشخاص الذين كانوا محتجزين لدى قوات النظام والمسلحين الموالين لها في وقت سابق وتم تسليمهم للفصائل». وتسلّمت قوات النظام في المقابل 12 مواطنة و5 أطفال وشخصاً آخر كانوا محتجزين لدى الفصائل خلال هجوم «جبهة النصرة» وفصائل إسلامية ومقاتلة على قرية الزارة بأقصى ريف حماة الجنوبي في 12 أيار (مايو) الجاري. كما كانت القوات النظامية تسلّمت قبل يومين 47 جثة تعود لعناصرها ومواطنين من الزارة قتلوا خلال اقتحام القرية.
وفي محافظة حمص (وسط)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وبين «داعش» في محيط حقل جزل النفطي بالريف الشرقي.
معركة الرقة
في غضون ذلك، قال المرصد إن «داعش» أوقف العمل بأوراق «إذن السفر» لمن يحتاجها بداعي «المرض والتجارة والدراسة والزيارة»، من أجل التنقل إلى خارج مناطق سيطرته في سورية، فيما لا تزال مستمرة حركة نزوح عائلات من مدينة الرقة نحو مناطق سيطرة التنظيم في ريف الرقة الغربي والريف الشرقي لدير الزور. وأضاف أن ناشطيه رصدوا حفر التنظيم لخنادق وأنفاق في منطقة سكن الحوض بأطراف مدينة الرقة والتي «تُعد منطقة عسكرية مغلقة خاصة بعناصر وقيادات التنظيم ... كما يقطن بها عوائل» عناصره.
ولفت إلى استمرار الاشتباكات في ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي بين «قوات سورية الديموقراطية» وبين «داعش» في محاولة من الطرف الأول «التقدم والسيطرة على مثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى» في ريف الرقة الشمالي و «الوصول إلى أطراف مدينة الرقة الشمالية، وتضييق الخناق على التنظيم ... في كامل الشمال السوري». وأشار المرصد إلى أن «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من مستشارين عسكريين من القوات الخاصة الأميركية، تضم وحدات حماية الشعب الكردية، قوات الصناديد، المجلس العسكري السرياني، كتائب شمس الشمال، لواء جند الحرمين، جبهة ثوار الرقة، ألوية أحرار الرقة، لواء التحرير، لواء المهمات الخاصة 455، لواء 99 مشاة، لواء القعقاع، جبهة الأكراد، لواء السلاجقة، لواء السلطان سليم، لواء عين جالوت، قوات عشائر حلب، تجمع ألوية الجزيرة، إضافة إلى عدد من الفصائل الصغيرة الأخرى.
ونقلت «فرانس برس» عن المرصد أمس أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة نفّذ ما لا يقل عن 150 ضربة استهدفت مواقع «داعش» لدعم الهجوم الذي بدأته «قوات سورية الديموقراطية» في ريف الرقة قبل أربعة أيام. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «هناك تكثيف كبير في الضربات لكن كانت الأقوى في أول يوم للهجوم»، موضحاً أن كل صاروخ تطلقه طائرة يشكل «ضربة».
وأضاف المرصد أن «قوات سورية الديموقراطية تمكنت من تحقيق تقدم في ريف عين عيسى لنحو 5 كلم، والسيطرة على نحو 10 قرى ومزارع منها النمرودية وقرتاجة وحضريات الخليل والوسطى وفاطسة إضافة الى مزارع أخرى قريبة منها». وقال إن الاشتباكات وضربات التحالف أسفرت منذ الثلثاء «عن مقتل ما لا يقل عن 31 عنصراً من التنظيم بالإضافة إلى معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سورية الديموقراطية يتم التكتم عليها». وقال رامي عبدالرحمن: «لا يوجد قتلى من المدنيين لأن القرى والحقول التي تشهد معارك هي شبه خالية منهم»، مضيفاً أنه بالنسبة إلى مدينة الرقة فإن «داعش لا يعطي تصاريح خروج للسكان الراغبين بالمغادرة وأصبح الخروج صعباً حتى للمرضى». ولا يزال 300 الف شخص يعيشون في الرقة التي تُعتبر بمثابة عاصمة التنظيم في سورية.
 موسكو تعارض «خططاً بديلة» للحوار بين السوريين
الحياة...موسكو - رائد جبر 
دعت موسكو إلى استئناف الحوار السوري - السوري «في أسرع وقت» وجددت معارضتها «خططاً بديلة» لمسار التسوية السورية، وتزامن إعلان الخارجية الروسية عن اتفاق مع واشنطن لتمديد الهدنة، مع تصعيد في لهجة وزارة الدفاع ضد تركيا وإعلان «خيبتها» بسبب رفض الولايات المتحدة شن «عمليات مشتركة ضد الإرهاب».
ودعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أمس، إلى استئناف المفاوضات في أسرع وقت، وقال إن «على الأطراف المعنية كلها أن تبدي إرادة سياسية» لدفع العملية. ورأى أن المطلوب «أن نتجنب التوقفات الطويلة وألا تنقطع المفاوضات، وهذا يتطلب إرادة سياسية من جميع المشاركين، كي يكون ممثلو مختلف هياكل المعارضة السورية مستعدين لهذه المفاوضات، وألا توضع شروط مسبقة، وهو ما وافق عليه الجميع في إطار صيغة فيينا. من الضروري أن تشارك كل الأطراف بما في ذلك الأكراد وحزب الاتحاد الديموقراطي (في المفاوضات)». وقال إن موسكو أرادت أن يكون وفد المعارضة موحداً وأن تكون المفاوضات مباشرة، إلا أن «الظروف ليس مهيأة لذلك»، مشيراً إلى أن «جميع المراقبين يؤكدون ذلك».
وشدّد على رفض بلاده «أي إشارات إلى خطط بديلة»، مؤكداً أنه «لا توجد خطة «ب» في سورية، هذا مجرد هراء. لدينا خطة وحيدة تستند إلى قرارات المجموعة الدولية لدعم سورية ومجلس الأمن الدولي».
من جهة أخرى، ذكر بوغدانوف أن مؤتمر باريس حول الشرق الأوسط المقرر الأسبوع المقبل، لن يشهد أي حوار حول سورية.
وتطرق إلى الوضع الميداني، مؤكداً أن روسيا «تحافظ على اتصالات نشطة مع بغداد ودمشق في شأن مكافحة الإرهاب وكذلك مع المعارضة الوطنية، والأكراد، وشركائنا في الخارج، نحن نتبادل المعلومات ونتابع ما يقوم به الآخرون لكي تكون حربنا المشتركة ضد الإرهاب أكثر فعالية».
موضحاً أن «تبادل المعلومات مع الشركاء مستمر في شأن العمليات في الرقة ودير الزور، وقبلها في تدمر حيث لعبنا هناك الدور الرئيسي مع الجيش السوري».
وأشار إلى أن تبادل المعلومات بين العسكريين الروس والأميركيين يجري يومياً في سورية، حيث يتم «تبادل المعلومات ومناقشة تطورات الأوضاع، وكيفية الالتزام بنظام وقف إطلاق النار، ويتم تسجيل الخروق الموجودة، ونودّ أن نرى هذه العملية تجري بدينامية وفعالية أكبر».
وجدّد سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي دعوة واشنطن إلى شنّ عمليات مشتركة ضد مواقع «الإرهابيين»، وقال إن الاقتراح الروسي «ما زال مطروحاً». وقال إن موسكو وواشنطن توصلتا إلى اتفاق حول تمديد نظام التهدئة في عدد من المناطق السورية بعد اتصالات بين عسكريي البلدين.
وفي إشارة إلى القرار الروسي بتجميد توجيه ضربات إلى بعض المناطق، قال ريباكوف إن موعد 25 أيار (مايو) الذي حددته موسكو لإطلاق عمليات ضد مواقع «جبهة النصرة» والفصائل الرافضة للهدنة «لم يُعتبر نهائياً منذ البداية، وتم تحديده على أساس الوضع العملياتي في عدد من المناطق وخصوصاً حلب، واتفقنا (مع الأميركيين) في اليومين الماضيين على تمديدات محددة لنظام التهدئة في عدد من المناطق السورية».
وانتقد الديبلوماسي الروسي الغرب الذي «يواصل من خلال مجلس الأمن الدولي ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية ممارسة ضغوط على الحكومة السورية من خلال توجيه اتهامات لا أساس لها باستخدام أسلحة محرمة». وأضاف أن الغرب يعرقل في الوقت ذاته جهود روسيا الرامية إلى اتخاذ «إجراءات قوية في شأن زيادة خطر الإرهاب الكيماوي الدولي»، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات تتضمن ضرورة إعادة ترتيب الآلية المشتركة الدولية للتحقيق في حوادث استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية.
في الأثناء، أعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان الروسية، الفريق سيرغي رودسكوي، أن مسألة تحديد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة «المعتدلة» والإرهابيون في سورية لم يتم التوافق عليها بعد مع الجانب الأميركي. وأوضح أنه على رغم الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة، إلا أنه حتى الآن لم يتم التوافق على مسألة فصل المناطق التي تسيطر عليها المعارضة «المعتدلة» و «جبهة النصرة»، «الأمر الذي يمنع محاربة هذا التنظيم الإرهابي»، مشيراً إلى أن 17 فصيلاً مسلحاً في المناطق الشمالية من حلب وإدلب أرسلوا طلبات لوقف القتال إلى مركز المصالحة الروسي خلال الأيام الأخيرة، بهدف منح فرصة لإنهاء تواجد مقاتلي «النصرة» في مناطقهم، بينما «أعلن 59 فصيلاً مسلحاً قبول وتنفيذ شروط وقف الأعمال العدائية في سورية».
وحمل رودسكوي مجدداً على تركيا وقال إن «شاحنات من الأسلحة ما زالت تتدفق من تركيا إلى تنظيم «جبهة النصرة» ما سمح له بمواصلة الهجمات والعمليات الاستفزازية». وأضاف أن واشنطن تعترف أن مركز التوتر في سورية هي المناطق التي تعمل فيها «جبهة النصرة».
وزاد الجنرال الروسي: «وافقنا على تمديد المهلة الزمنية للعمل مع بعض التشكيلات المسلحة لضمها إلى نظام وقف الأعمال العدائية، والتحديد الدقيق للمناطق التي تسيطر عليها قبل بدء توجيه الضربات ضد مواقع المسلحين، لكن الرد الذي حصلنا عليه من الولايات المتحدة لا ينص على القيام بأعمال مشتركة ضد المنظمات الإرهابية، على رغم التقويم الإيجابي للإجراءات التي اتخذناها معاً حتى الآن، وهذا الموقف ضار لأنه يساهم في استمرار تصعيد النزاع».
إلى ذلك (رويترز) نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية أن خبراء إزالة الألغام الروس عادوا جميعاً من سورية بعد إزالة الألغام في مدينة تدمر.
الإتحاد الأوروبي يمدِّد عقوباته بحق النظام السوري
اللواء..(ا.ف.ب)
مدّد الاتحاد الأوروبي امس لعام واحد، حتى الاول من حزيران 2017، العقوبات التي فرضها على النظام السوري والتي تشمل خصوصا حظرا نفطيا وتجميدا لأصول المصرف المركزي السوري في اوروبا.
واتخذ مجلس الاتحاد الاوروبي هذا القرار، وهو الهيئة التي تضم الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد، مؤكدا انه سيبقي عقوباته على نظام الرئيس بشار الاسد «ما دام القمع مستمرا».
وتشمل العقوبات الاوروبية حظرا نفطيا وقيودا على بعض الاستثمارات وتجميدا لاصول البنك المركزي السوري في الاتحاد الاوروبي، فضلا عن قيود على صادرات المعدات والتكنولوجيات التي يمكن استخدامها لاغراض قمع داخلي.
وقال المجلس في بيان ان المعدات «التي يمكن استخدامها لمراقبة الانترنت او الاتصالات الهاتفية او اعتراضها» يشملها القرار ايضا.
واضاف ان «الاتحاد الاوروبي يبقى عازما على ايجاد حل دائم للنزاع في سوريا» و«سيعزز تحركه السياسي سعيا الى استئناف صادق للمفاوضات بين الاطراف السوريين والتي ينسقها الموفد الخاص للامم المتحدة» ستيفان دي ميستورا.
ويحظر على اكثر من مئتي شخص وسبعين كيانا دخول اراضي الاتحاد الاوروبي اضافة الى تجميد الاصول العائدة اليهم على خلفية قمع السكان المدنيين في سوريا.
دول غربية تعتبر إلقاء المساعدات جواً خياراً «صعباً ومعقّداً ومكلفاً»
نيويورك - «الحياة» 
تجنّبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تقديم التزام بدعم مسبق لخيار إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو على المناطق السورية المحاصرة، وفي الوقت نفسه طالبت روسيا بالضغط على النظام السوري ليقبل بوصول المساعدات براً، وبخفض القصف العشوائي وإنقاذ وقف الأعمال القتالية المتداعي.
وكرر سفراء الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية في مجلس الأمن موقفاً متماثلاً الخميس بأن إلقاء المساعدات من الجو «خيار صعب ومعقّد ومكلف»، من دون الإشارة الى ما قاله لهم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بأن اعتماد هذا الخيار يتطلب موافقة الحكومة السورية.
وقالت السفيرة الأميركية سامنثا باور بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن بمشاركة دي ميستورا إن «الأولوية الأولى هي الدفع نحو تأمين» النقل البري للمساعدات. وأضافت أن خبراء برنامج الغذاء العالمي «هم أصحاب القول الأول في شأن فعالية» الطرق المعتمدة لإيصال المساعدات «وهم سيقدمون المقترحات حول كيفية القيام» بعمليات الإلقاء الجوي «إن كانت هناك ضرورة لذلك». وأكدت باور تمسك الولايات المتحدة بالعمل الديبلوماسي مع روسيا، معتبرة أن الطريقة الفضلى هي «مواصلة الضغط على روسيا وإيران لاستخدام نفوذهما للتأكد أن سورية تتقيد بقرارات مجلس الأمن التي تبنيناها معاً» سواء المتعلقة بالعمل الإنساني أو العملية السياسية. وأوضحت أن من أسباب مواصلة الانخراط الديبلوماسي مع روسيا «أنه ما من حل عسكري في سورية». واعتبرت أن لروسيا «دوراً خاصاً للضغط على نظام (الرئيس بشار) الأسد لكي يتقيّد بوقف الأعمال القتالية وإنهاء القصف والحصار» على المدنيين.
وقالت إن على روسيا احترام تعهداتها في بيان فيينا الأخير لجهة «التزام النظام السوري وقف استخدام القوة العشوائية، وتكثيف الجهود لحمل كل الأطراف على خفض العنف، والتزام روسيا العمل مع النظام السوري لتقليل العمليات الجوية فوق مناطق آهلة»، إضافة إلى التعهد بالضغط على الأطراف لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية.
وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة ماثيو ريكروفت إن على النظام السوري أن «ينفّذ التزاماته بالسماح بدخول المساعدات إلى كل المناطق المحاصرة»، مشيراً إلى أن إلقاء المساعدات جواً سيصبح خياراً جدياً بعد مطلع الشهر المقبل على رغم أن إرسال المساعدات براً يبقى الخيار الأفضل.
وشدد السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر على أن فرنسا ترفض «استخدام بيان مجموعة الدعم الدولية لسورية للتمويه مجدداً على غرار مرات سابقة»، مشيراً إلى الحاجة إلى تطبيق وقف الأعمال القتالية والعمل وفق خريطة طريق بيانات فيينا.
وأبدى المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا في جلسة مغلقة لمجلس الأمن إحباطاً واضحاً حيال الجهود الجارية على المستويات الديبلوماسية والعسكرية والإنسانية في سورية. وأبلغ المجلس الخميس عبر الفيديو من جنيف أن الحكومة السورية توافق على إلقاء المساعدات من الجو على دير الزور «ويمكنها أن توافق على الأمر نفسه بالنسبة إلى بقية المناطق» المحاصرة في سورية، وفق ديبلوماسيين.
لكن دي ميستورا رمى الكرة في ملعب راعيي مجموعة الدعم الدولية لسورية، روسيا والولايات المتحدة، ولم يحدد موعد الجولة المقبلة من المفاوضات التي قال إنها يجب أن تعقب إعادة تثبيت وقف الأعمال القتالية ولجم أطراف الحرب عن محاولات تعزيز مواقعهم التفاوضية من خلال تحقيق انتصارات عسكرية.
ووضع دي ميستورا أمام مجلس الأمن تثبيت وقف الأعمال القتالية هدفاً أولَ يجب تحقيقه من خلال آليات جديدة تتجاوز التعهدات الكلامية والخطية السابقة «التي فقدت صدقيتها» إلى وضع آلية محاسبة على الانتهاكات الميدانية للهدنة.
ونقل ديبلوماسيون عن دي ميستورا إنه «لن يحدد موعد جولة المحادثات المقبلة، وهو متأكد أنها لن تكون ممكنة خلال أسبوعين أو ثلاثة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يرفض العمل «في إطار زمني مفتوح». وقال لأعضاء مجلس الأمن: «سأكون واضحاً معكم، لن أعمل في سياق إطار زمني غير محدد الأفق، وسيكون خطأً جسيماً السماح لأطراف النزاع باستغلال التطورات الميدانية لتعزيز مواقعهم التفاوضية». وأضاف أن ثمة حاجة ملحة إلى «تبني إجراءات عملية لمحاسبة مرتكبي وقف الأعمال القتالية، وعدم الاكتفاء بالتعهدات الكلامية أو المكتوبة التي لم يعد يثق بها أحد». وقال إن الحاجة ملحة أيضاً إلى «إعادة وقف الأعمال القتالية إلى مساره والتوصل إلى إحداث نقلة في كيفية قيامنا بالعمل حين يكون الأمر متعلقاً بإيصال المساعدات إلى آلاف المحتاجين».
وشكا دي ميستورا من أن «قوافل المساعدات عادت أدراجها لا سيما في الوعر وداريا رغم الحصول على الموافقات المسبقة» من الحكومة السورية «بسبب محاولة مصادرة المواد الطبية منها». وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية «أكدت الحاجة إلى الحصول على موافقة الحكومة السورية والضمانات الأمنية للبدء في عملية إلقاء المساعدات جواً»، مشيراً إلى ضرورة أن يبقى خيار إرسال المساعدات براً هو الأول. وقال إنه «من المهم جداً الآن بينما يقترب موعد ١ حزيران (يونيو) أن تعمل مجموعة الدعم الدولية على التأكد من أن تحصل الأمم المتحدة مع شركائها على إمكانية الوصول براً كخيار أول وأقل تعقيداً» إلى المحتاجين للمساعدات، وأشار في الوقت نفسه إلى أن «الحكومة السورية وافقت على إلقاء المساعدات على دير الزور وليس هناك من سبب يمنعها من الموافقة على عملية مشابهة إلى مناطق محاصرة أخرى».
غطاء أميركي للأكراد في الرقّة.. وكشف لـ«الحر» في حلب
المستقبل..سالم ناصيف
فيما تقدم طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة غطاء شاملاً للقوات الكردية بمواجهة تنظيم «داعش» بلغ يوم أمس وحده 150 غارة، يُكشف «الجيش الحر» أمام التنظيم المتطرف الذي شن ليل الخميس ـ الجمعة هجوماً مباغتاً على قرى وبلدات يتواجد فيها «الحر» في الريف الشمالي لمحافظة حلب، حيث غابت طائرات التحالف تماماً من الأجواء سامحة لـ»داعش» باكتساح عدد من القرى وقطع الطريق بين مدينتي أعزاز ومارع.

وبهذه التطورات الميدانية، أصبحت فصائل «الجيش الحر« في حلب محاصرة من جهة الشمال والشرق من قبل «داعش« بعد أن كانت محاصرة من قبل القوات الكردية من جهتي الغرب والجنوب.

وأكد مصدر من ريف حلب الشمالي أن التنظيم ارتكب مجازر عدة ضد المدنيين بعد دخوله تلك القرى، وأقدم على إعدام مجموعة من عناصر «الحر« في قرية جبرين وعلّق رؤوسهم عند دوار وسط القرية.

وجاء تقدم «داعش« وسط غياب تام لغارات التحالف الدولي الذي كانت قياداته أعلنت سابقاً عن تحضيرات تجري برعاية أميركية لمعركة تحرير مدينة الباب وريفها من براثن «داعش«، وأن تلك المعركة ستخوضها مجموعة من الفصائل المدعومة أميركياً، إضافة الى فصائل حلب المحلية حيث استحضرت تلك الفصائل مجموعات كبيرة من عناصرها من مدينة حلب بهدف المشاركة في معركة الفصل ضد التنظيم في الريف الشمالي. وأرسلت تلك التعزيزات من مدينة حلب إلى اعزاز عن طريق ريف حلب الغربي وصولاً إلى تركيا قبل أن تتوجه مجدداً إلى اعزاز للتجهيز لمعركتها ضد «داعش«.

ولم يعر التنظيم تعزيزاته المفترضة في ريف الرقة الشمالي الاهتمام اللازم للمعركة المنتظرة هناك. وعوضاً عن ذلك، قام بإرسال تعزيزات ضخمة إلى مدينة الباب لتحصين دفاعاته فيها، وبخاصة إلى منطقة الراعي التي استولى عليها التنظيم قبل مدة بسيطة ويعتقد أنها ستكون خط المواجهات الأولى في تلك المعركة، وذلك منعاً من وصول الجيش الحر إلى منطقة دابق الواقعة بين الباب ومنطقة الراعي، والتي تحظى لدى التنظيم برمزية كبيرة، تجعل أمر الدفاع عنها هو الأولوية لديه حتى لو كان الثمن خسارته للرقة.

وشكك مصدر ميداني من ريف حلب بجدية الوعود الأميركية والحديث عن نية واشنطن تقديم الدعم لـ»الجيش الحر« في ريف حلب، معتبراً أن ما حصل من نتائج كارثية سببه قلة الدعم الأميركي لـ»الحر«، وإفشالاً لمحاولات تحرير الباب وريفها من براثن التنظيم على يد الثوار، بهدف إظهار الوحدات الكردية هي الوحيدة القادرة على محاربة «داعش« ودحره في المنطقة.

وقال المصدر «تنصب جهود الولايات المتحدة والتحالف الدولي على دعم قوات سوريا الديموقراطية بقيادة الأكراد، سواء بالسلاح والعتاد والإسناد الجوي. وقد بلغ ذلك الدعم درجة اشتراك جنود أميركيين في معركة القوات الكردية ضد التنظيم شمال الرقة، بينما ترك الجيش الحر وحيداً ليواجه مصيره في اعزاز ومارع«.

وأبدى المصدر استغرابه من ازدواجية العلاقة بين قوات الكردية وتنظيم «داعش«، موضحاً أنه في الوقت الذي يتقاتل الطرفان شمال الرقة، تسود حالة من الوئام والسلام بينهما في ريف حلب. وقد أقدما قبل يومين على فتح معبر تجاري عند منطقة احرص بريف حلب للتبادل التجاري بينهما.

وبالتوازي مع هجوم «داعش» وغياب طيران التحالف الأميركي، كثّف الطيران الروسي غاراته على شمال سوريا، متذرعاً باستهداف جبهة النصرة، فيما كان المستهدف قوافل المواد الغذائية والاستهلاكية القادمة من تركيا إلى حلب وإدلب، كما تعرضت أحياء في مدينة حلب لغارات مماثلة وقصف شاركت فيه قوات النظام.

وقال رئيس قيادة العمليات الرئيسية بهيئة أركان الجيش الروسي سيرغي رودسكوي إن تأخر الولايات المتحدة في تحديد مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة يهدد عملية السلام بسوريا.

أمّا في محافظة الرقّة، فتستمر قوات سوريا الديموقراطية بقيادة القوات الكردية شمال الرقة باستهداف معاقل تنظيم «داعش« في الريف الشمالي للرقة، بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي، من دون أن تسجل أي تقدم يُذكر على تلك الجبهات. وتسعى القوات المهاجمة إلى التقدم من محوري تل أبيض وعين عيسى وصولاً إلى الفرقة 17 التي تعتبر خط الدفاع الأخير عن مدينة الرقة وفيما لو تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من تحقيق ذلك، سيتحقق لها أول هدف استراتيجي من المعركة، المتمثل بفصل مدينة الرقة عن حلب.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن الاشتباكات المستمرة في ريف الرقة الشمالي بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات سوريا الديموقراطية «ترافقت مع تنفيذ طائرات التحالف الدولي 150 ضربة على الأقل استهدفت مواقع التنظيم في ريفي مدينتي عين عيسى وتل أبيض».

وسجل كل من ريف الرقة الشمالي ومدينة الرقة خلال اليومين الأخيرين موجات نزوح كبيرة، ضمت مئات العائلات الهاربة من الحرب. واضطرت تلك العائلات الى النزوح إلى ريف الرقة الغربي وريف دير الزور جراء منع التنظيم لهم بالخروج من حدود مناطق سيطرته.

وأشار مصدر من الرقة الى أن معظم تلك العائلات النازحة لا تزال تفترش العراء، قائلاً: «نحن شعب لا يعرف أين نذهب، فالتنظيم اتخذ منا دروعاً بشرية حين منعنا من الخروج إلى مناطق المعارضة. كما أننا نخشى حدوث حالات انتقام وتطهير عرقي فيما لو تسنى للقوات الكردية دخول مناطقنا. بالإضافة لذلك نخشى من تصنيفنا أننا جميعاً دواعش لنكون أشبه بكبش انتقام من التنظيم، رغم أننا أكثر من دفع ثمن احتلال داعش الغاشم لمناطقنا حين قتل أبناءنا ورجالنا تحت حجج شرعية زائفة«.

في بروكسل مدد مجلس الاتحاد الأوروبي لعام واحد، حتى الأول من حزيران 2017، العقوبات التي فرضها على النظام السوري والتي تشمل خصوصاً حظراً نفطياً وتجميداً لأصول المصرف المركزي السوري في أوروبا.

وتشمل العقوبات الأوروبية حظراً نفطياً وقيوداً على بعض الاستثمارات وتجميداً لأصول البنك المركزي السوري في الاتحاد الأوروبي، فضلا عن قيود على صادرات المعدات والتكنولوجيات التي يمكن استخدامها لأغراض قمع داخلي.
أنقرة تندّد بنشر واشنطن جنوداً لمساندة الأكراد في سوريا وتعتبره «نفاقاً»
المستقبل.. (اف ب)
اتهمت انقرة امس، الولايات المتحدة «بالنفاق» اثر نشر صور لجنود اميركيين من القوات الخاصة يساندون قوات «سوريا الديموقراطية الكردية« في هجومها على مواقع تنظيم «داعش» في ريف الرقة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو انه «من غير المقبول» ان يضع جنود اميركيون شارات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها انقرة مجموعة «ارهابية». واضاف للصحافيين «هذا كيل بمكيالين، هذا نفاق«.

وتعامل تركيا «وحدات حماية الشعب» إسوة بـ»حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمردا ضد القوات التركية منذ 1984 مطالبا بحكم ذاتي للاكراد، في حين تعتبر واشنطن هذه الوحدات الافضل استعدادا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وتسبب الدعم الاميركي لهذه القوات في توتير العلاقات مع انقرة حليفتها في حلف شمال الاطلسي.

وقال جاوش اوغلو ساخراً في مؤتمر صحافي على هامش لقاء حول الدول النامية في انطاليا جنوب تركيا «نوصيهم بان يضعوا شارات داعش وجبهة النصرة في مناطق اخرى من سوريا وبوكو حرام في افريقيا«.

وصور مراسل «فرانس برس» نحو عشرين جندياً اميركياً منتشرين الى جانب مقاتلين عرب واكراد يشاركون في الهجوم على مواقع تنظيم «داعش» في ريف الرقة وسمعهم يتحادثون بالانكليزية.

ولكن من غير الواضح ان كان الجنود الاميركيون المنتشرون في المنطقة يشاركون مباشرة في المعارك او يقدمون المشورة. وتؤكد وزارة الدفاع الاميركية ان مهمتهم تقتصر على «المشورة والاسناد» وليست مهمة قتالية.

وانتقد جاوش اوغلو العمل على اساس «ان هناك منظمة ارهابية يمكن ان استخدمها واخرى لا استخدمها. لن ننتصر في حربنا على الارهاب بمثل هذه الرؤية«.

كما شدد الوزير التركي على ان الولايات المتحدة اكدت في احاديث خاصة مع الرئيس باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري «ان «وحدات حماية الشعب» لا يمكن الاعتماد عليها» وتعهدت «الوقوف الى جانب تركيا في المعركة ضد الارهاب«.

واتهمت انقرة «وحدات حماية الشعب بالمسؤولية عن هجمات في العاصمة هذا العام ادت الى مقتل العشرات، رغم تبنيها من طرف مجموعة «صقور حرية كردستان» المنشقة عن «حزب العمال الكردستاني«.
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

ندوة أكاديمية تناقش الأضرار المحتملة.. نصف مليون عراقي مهدد بإنهيار سد الموصل...قمة السبع تسعى إلى موازنة الاقتصاد العالمي...يلدريم أكد أن التعديل الدستوري من أولوياته.. تحديد مهام رئيس الحكومة التركية ونوابه

التالي

تفاؤل كويتي بالتوصل إلى اتفاق شامل في اليمن..الأحمر يبحث مستجدات الأوضاع مع الفريق الأمني والعسكري...الحكومة اتهمت ميليشيات صالح والحوثي بالاستيلاء على أدوية لمستشفيات تعز وقوات صالح دمرت جميع المستندات الأمنية

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,629,251

عدد الزوار: 7,640,416

المتواجدون الآن: 0