تنازلات وتهديدات في دمشق لـ «تنفيس الاحتقان» في مناطق النظام...إفطارات «الدراويش» تطغى على رمضان دمشق مع غلاء الأسعار

مقتل 12679 شخصاً تحت التعذيب... و «تناغم» بين السلطات السورية...فصائل إسلامية تصد هجوماً قرب حلب ... واستمرار المعارك في منبج وريفها...داعش يحتجز 900 كردي في حلب رداً على هجوم قوات سوريا الديمقراطية و«معركة الحصار» تحتدم في ريف حلب

تاريخ الإضافة الإثنين 27 حزيران 2016 - 6:38 ص    عدد الزيارات 2221    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«معركة الحصار» تحتدم في ريف حلب
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب 
احتدمت المعارك في ريف حلب أمس، وسط مساعي القوات النظامية والميلشيات الموالية تحت غطاء أكثر من ٢٠٠ غارة لإحكام الحصار على المدينة، قوبلت بصد المعارضة لهجوم رئيس أمس، في وقت استمرت المعارك بين «داعش» و «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية في منبج وريفها شرق حلب. وأفيد أمس بإعدام تنظيم «داعش» خمسة نشطاء في دير الزور بوحشية بينها تفجير كاميرا أحدهم وهي معلقه في عنقه. ويستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم وفداً معارضأ برئاسة رئيس «تيار الغد» أحمد الجربا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأنه «ارتفع إلى أكثر من 200 عدد الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية ومروحية على أماكن في منطقة الملاح وسط قصف مكثف من قوات النظام على المنطقة ومناطق أخرى في طريق الكاستيلو، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في المنطقة بين القوات النظامية والميلشيات الموالية من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى، حيث تقدمت القوات النظامية في منطقة الأسامات في مزارع الملاح»، لافتاً إلى مقتل 15 من عناصر القوات النظامية والمسلحين الموالين في المواجهات في محيط مخيم حندرات ومزارع الملاح.
أفادت شبكة «الدرر الشامية» أمس، بأن «غرفة عمليات فتح حلب» تصدت لهجوم القوات النظامية والميليشيات الموالية، مشيرة إلى «معارك شرسة بين الثوار وقوات الأسد في منطقة الملاح شمال حلب، حيث تحاول الأخيرة السيطرة على المنطقة منذ أسابيع من دون تحقيق أي تقدُّم».
وتحاول القوات النظامية والميليشيات تطويقَ مدينة حلب وفرضَ حصار عليها، عبر قطع طريق الكاستيلو الذي يمثل منفذَ اﻹمداد الوحيد للمدينة.
واستمرت المعارك بين «قوات سورية الديموقراطية» في مدينة منبج وريفها بعدما حقق التحالف الكردي - العربي تقدماً استراتيجياً في المدينة وسط اشتباكات عنيفة مع «داعش» الذين يدافعون عن أحد أبرز معاقلهم في محافظة حلب شمالاً وصلة الوصل بينهم وبين الخارج.
إلى ذلك، قال «المرصد» إن شريط فيديو لـ «داعش» أظهر «5 نشطاء إعلاميين من أبناء محافظة دير الزور، وهم يُعدمون على يد التنظيم، وأعدم التنظيم الأول نحراً بالسكين، فيما أعدم الناشط الثاني عن طريق ربطه إلى حاسبه المحمول، ومن ثم ربط الحاسب بمتفجرات وتفجيرها داخل منزله، بينما أعدم التنظيم الناشط الثالث عن طريق ربطه على باب حديدي وخنقه بوساطة سلسلة حديدية، في حين أعدم الرابع عن طريق ذبحه بوساطة آلة حادة. كما أعدم الناشط الأخير عن طريق ربط كاميرته بعنقه وتفجيرها به بعد ربطه إلى شرفة منزل، وجرت الإعدامات بتهمة «العمل ضد داعش والتواصل مع جهات خارجية وتلقي أموال وتهم أخرى».
سياسيا، قال الناطق باسم «تيار الغد» السوري منذر اقبيق إن وفداً من التيار برئاسة الجربا سيلتقي لافروف في موسكو اليوم، لافتاً إلى أن «تيار الغد» سيبحث في «انسداد أفق الحل السياسي والوضع الميداني وكيفية تحسين إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة ووقف العمليات القتالية إضافة إلى توفير شروط استئناف المفاوضات في جنيف لبحث الانتقال السياسي» في سورية.
داعش يحتجز 900 كردي في حلب رداً على هجوم قوات سوريا الديمقراطية
٢١٥ قتيلاً معظمهم مدنيّون في غارات روسية على دير الزور ومعارك منبج
اللواء..(ا.ف.ب - رويترز - الانترنت)
تستعرّ حدة المعارك والغارات في جبهات شمال شرق وشمال سوريا لتوقع المزيد من القتلي في صفوف المدنيين، حيث ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان فى بريطانيا امس أن 215 شخصا قتلوا أمس الاول، بينهم 46 من عناصر قوات النظام والمسلحين الموالين لها، و92 مواطنا استشهدوا فى قصف جوى للطائرات الحربية والمروحية على عدة مناطق سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارات جوية نفذتها طائرات حربية سورية أو روسية قتلت عشرات الأشخاص في شرق سوريا.
وأضاف المرصد أن الغارات استهدفت بلدة القورية في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور مما أدى إلى مقتل 47 شخصا بينهم 31 مدنيا.
وارتفعت حصيلة الغارات التي نفذتها طائرات حربية روسية وسورية على بلدة في محافظة دير الزور في شرق سوريا الى 82 قتيلا بينهم 58 مدنيا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.
ووثق المرصد السوري مقتل «58 مدنيا، بينهم ثمانية اطفال، في ثلاث غارات شنتها طائرات حربية روسية وسورية على بلدة القورية في ريف محافظة دير الزور الجنوبي الشرقي»، والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.
وقتل ايضا «24 شخصا آخر مجهول الهوية»، لم يعرف ما اذا كانوا مدنيين او من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، وفق المرصد الذي افاد بأن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات الجرحى بحالات خطيرة.
وكان المرصد افاد امس بعد وقوع الغارات عن مقتل 47 شخصا، بينهم 31 مدنيا.
واستهدفت الغارات مناطق سكنية وسوقا كما المنطقة التي يقع فيها جامع البلدة، بحسب المرصد.
وفي تطورات أخرى، أفيد في حمص بمقتل رجل وزوجته وابنهما في قصف لطائرات النظام السوري بالبراميل المتفجرة على مدينة الرستن، فضلا عن إصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال.
واستهدف القصف مناطق أخرى في ريف حمص الشمالي الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة وألحق دمارا بالمباني السكنية.
وقالت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة إن التنظيم سيطر على قرية «حوي سيس» وتلة الصوان ومواقع أخرى تابعة لقوات النظام بريف حمص الشرقي، كما استولى على أسلحة وذخائر خلال المعارك هناك.
وقال التنظيم أيضا إنه صد هجوما للمعارضة على بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، مؤكدا أنه استهدف تجمعا للمعارضة بسيارة ملغمة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات.
وأكدت وكالة مسار مقتل عنصرين من قوات النظام خلال اشتباكات بمدينة داريا قرب دمشق، في حين أغارت طائرات النظام على مناطق عدة بريف العاصمة، وقرى بمحافظتي حماة وإدلب وعلى جبل الأكراد باللاذقية.
معارك منبج
في غضون ذلك، أحرزت قوات مدعومة من الولايات المتحدة تقدما داخل بلدة منبج الخاضعة لسيطرة التنظيم المعروف باسم «الدولة الإسلامية» بشمال سوريا، بحسب نشطاء معارضين.
وتقع المدينة قرب الحدود مع تركيا وهي نقطة رئيسية على خط إمدادات الجهاديين للمناطق الخاضعة لسيطرتهم في شرق سوريا والعراق المجاور.
وقد طوقت القوات الكردية والعربية، التي اقتحمت منبج بعد عبور نهر الفرات من الشرق، المدينة وهي تتقدم حاليا مدعومة بالغارات الجوية من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إن «قوات سوريا الديمقراطية» استولت على مطاحن جنوب المدينة بعد سيطرتها خلال الليل على صوامع الغلال المطلة على البلدة مما جعل هذه القوات قريبة من وسط المدينة.
 وأوضح رامي عبد الرحمن مدير المرصد قائلا «صوامع الغلال تطل على أكثر من نصف بلدة منبج، وبوسع مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية تسلقها إلى قمتها ومراقبة المدينة».
 وأكدت كتائب الرقة الثورية، وهي مكون عربي في التحالف الذي يهمين عليه الأكراد، نبأ استيلاء قوات سوريا الديمقراطية على صوامع الغلال وتقدمها في المدينة.
من ناحية أخرى، تفيد التقارير أن سلاح الجو الروسي شن غارات على المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة.
وستحرم خسارة منبج الجهاديين من عائدات حيوية وتسجل أعظم انتصار حتى الآن للتحالف الذي يقوده الأكراد والذي استولى بالفعل على معظم المنطقة الحدودية مع تركيا.
بالمقابل تستمر حرب الجيش الحر ضد داعش، حيث تقدم في بلدة الراعي بريف حلب الشمالي بعد معارك عنيفة في منطقة الصوامع ومحاور أخرى في محيط البلدة.
كما قتل أربعة مدنيين بينهم طفل في أحياء المدينة المحررة وريفها، وأصيب العشرات بجروح جراء قصف من الطيران الحربي التابع للنظام والطيران الروسي بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية.
يحدث هذا في وقت تفيد فيه معلومات نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان، نقلا عن مسؤول كردي، باحتجاز داعش لتسعمائة مدني كردي في محافظة حلب، وتحديدا في بلدة الباب، وذلك انتقاماً من الهجوم على منبج الذي تشنه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
وفي المواقف، أكد بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي أن واشنطن ستنفتح على أي خيار عسكري في سوريا إذا كان سيفضي إلى إنهاء الصراع هناك.
وأوضح بن رودز في لقاء خاص مع الجزيرة أن واشنطن لن تستبعد هذا الخيار إذا كان قابلا للنجاح ويستند على أسس قانونية على الصعيد الداخلي والدولي، وبإمكانه أن يحل المسائل السياسية التي أشعلت الحرب في سوريا.
وذكّر رودز بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما استخدم الخيار العسكري في شمال أفريقيا وليبيا.
 لكن المسؤول الأميركي قال إن الأميركيين تعلموا من درس العراق أن التدخل العسكري لا يسهم في إحلال الاستقرار بل يفضي إلى إطالة أمد النزاع.
وأشار إلى أن واشنطن لم تحجم عن العمل العسكري في سوريا بسبب ضخامة الموارد التي يتطلبها فحسب، بل لأن الرئيس أوباما لم ير خطة عسكرية ملائمة يؤمن بأنها تنهي هذا الصراع.
شريط فيديو يوثِّق قتل داعش لـ5 ناشطين إعلاميِّين سوريِّين
اللواء.. (ا.ف.ب)
وثق تنظيم الدولة الاسلامية في شريط فيديو نشره امس الاول عملية قتله خمسة ناشطين اعلاميين يتحدرون من مدينة دير الزور في شرق سوريا، من دون ان يحدد مكان او زمان اعدامهم، بعد خطفهم قبل ثمانية اشهر. وفي اصدار تداولته مواقع وحسابات جهادية بينها اذاعة البيان التابعة للتنظيم، يظهر خمسة اشخاص يعرفون عن عملهم الصحافي والمؤسسات التي يعملون معها ويزودونها بأخبار التنظيم وظروف عيش السكان تحت سلطته في مدينة دير الزور، على قولهم.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان احد القتلى كان من الناشطين الذين يعملون مع المرصد داخل المدينة، موضحا انه تم اعتقال الناشطين الخمسة في شهر تشرين الاول الماضي في المدينة، وتم اعدامهم على مراحل في شهري تشرين الثاني وكانون الاول.
وبحسب عبد الرحمن، فإن نشر الفيديو الان «هدفه توجيه رسائل بأن التنظيم لا يزال قويا ولفت الانظار الى الخسائر الميدانية التي مني بها في سوريا».
ويتصدى التنظيم في شمال سوريا لهجوم تشنه فصائل كردية واخرى عربية منضوية في صفوف «قوات سوريا الديموقراطية» لطرده من مدينة منبج، احد ابرز معاقله في محافظة حلب.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على ستين في المئة من مدينة دير الزور، بعدما سيطر منذ العام 2013 على الجزء الاكبر من هذه المحافظة الحدودية مع العراق وحقول النفط الرئيسية فيها والتي تعد الاكثر انتاجا في سوريا. وتبنى التنظيم في وقت سابق قتل عدد من الصحافيين والناشطين الاعلاميين داخل سوريا وكذلك في تركيا المجاورة، بينهم عدد من الناشطين في حملة «الرقة تذبح بصمت» التي توثق انتهاكات التنظيم في مدينة الرقة، معقل الجهاديين الابرز في سوريا، بعدما باتت المدينة محظورة على الصحافيين اثر عمليات خطف وذبح طالت عددا منهم.
وفي كانون الاول الماضي، اغتيل الصحافي والمخرج ناجي الجرف في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا بمسدس كاتم للصوت. وتوجهت اصابع الاتهام الى تنظيم الدولة الاسلامية، خصوصا ان مقتله جاء اثر انتاجه لعدد من الافلام الوثائقية المناهضة لتنظيم الدولة الاسلامية.
وفي بداية تشرين الثاني، تبنى التنظيم مقتل الناشط ابراهيم عبد القادر (20 عاما) من مجموعة «الرقة تذبح بصمت» مع صديق له، بعد يومين من العثور على جثتيهما مقطوعتي الراس في مدينة اورفا في جنوب تركيا. ومنذ بدء النزاع المتشعب الاطراف والجبهات في آذار 2011، تحوّل الصحافيون المحليون والاجانب وكذلك الناشطون الاعلاميون في سوريا الى اهداف رئيسية للاطراف المتقاتلة.
وأحصت منظمة مراسلون بلا حدود الاسبوع الماضي، مقتل 51 صحافيا محترفا و144 صحافيا غير محترف في سوريا منذ بدء النزاع العام 2011. واشارت الى ان نحو خمسين صحافيا ما زالوا معتقلين في السجون السورية وفي عداد المفقودين او المخطوفين لدى تنظيم الدولة الاسلامية او مجموعات مسلحة متطرفة.
إفطارات «الدراويش» تطغى على رمضان دمشق مع غلاء الأسعار
اللواء.. (ا.ف.ب)
تتحسر ام حسن وهي تعد مائدة افطار رمضان اذ بات الفتوش والفول الطبقين الرئيسيين بعدما كانا سابقا من المقبلات التي تسبق وجبة دسمة اصبحت صعبة المنال في ظل غلاء الاسعار.
وتقول لوكالة فرانس برس بعد ترتيبها الاطباق على مائدة الافطار داخل غرفة متواضعة في احد احياء دمشق القديمة: «كنت اعد طبخة رئيسية مع المقبلات الطازجة يوميا.
اما الان، فإذا لم تتوفر لدي اللحمة، نكتفي بالمقبلات من بطاطا وفتوش مع صحن فول قبل ان تضيف باللهجة المحلية «وبيمشي الحال».
 لا يختلف حال ام حسن عن سوريين كثر تدهورت اوضاعهم المعيشية تدريجيا جراء النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ اذار 2011.
 ولئن كانت السفرة الدمشقية ذائعة الصيت بأطباقها الدسمة وحلوياتها العربية خصوصا خلال رمضان الذي يجمع العائلات، فان حال مئات الالاف من العائلات تغير وتبدلت العادات وحتى الوجبات في ظل الحرب وغلاء الاسعار مع تراجع قيمة الليرة السورية.
ودفع هذا الواقع احدى الاذاعات المحلية المعروفة في دمشق الى استبدال عنوان برنامجها اليومي الخاص برمضان من «خبز وملح» الى «رمضان الدراويش» ليقدم للنساء افكارا حول كيفية اعداد مائدة افطار بثلاثة دولارات في اليوم الواحد.
 وتقول مقدمة البرنامج الذي تبثه اذاعة «شام اف ام» ديالا حسن (26 عاما) «قررنا ان نقدم برنامجا يعرض طبخة اقتصادية بـ1500 ليرة سورية (ثلاثة دولارات)، بما يتناسب مع دخل المواطن»، مشيرة الى «خطوط حمراء للمائدة الرمضانية، مثل لحم الخروف او التوابل غالية الثمن واللوز».
 وتعترف وهي تجمع على الآلة الحاسبة قيمة ما ستكلّفه مائدة رمضان لحلقتها المقبلة، بأنها تنجح احيانا مع ضيوفها بصنع طبق أو طبقين بالمبلغ المحدد، لكنها تفشل «حين يتضمن الطبق لحما او صنوبر».
شبعنا البرغل والعدس
 وفي غرفة متواضعة نزحت اليها العائلة من بلدة المليحة في الغوطة الشرقية قرب دمشق قبل اربع سنوات، تنهمك ام حسن بتسخين ما تبقى من طبخة الكوسى المحشي من اليوم السابق.
 وتقول: «اليوم بتنا نشتري التفاح بالقطعة الواحدة بعدما كنا نحضر كميات كبيرة» مضيفة «قبل قليل اشتريت تفاحتين اثنتين بمئة وخمسين ليرة، وسنتقاسمها جميعا بعد الافطار».
والى جانب ام حسن، يجلس زوجها رضا صالح (49 عاما)، بانتظار أذان المغرب. ويتذكر «كنا في الماضي نملأ هذه الطاولة بالمأكولات والحلويات والمشروبات بألف ليرة سورية، اما اليوم لا يكفي المبلغ ذاته لصحن سلطة وصحن فول».
 ويضيف: «مضى على رمضان أكثر من أسبوعين، ولم نأكل الحلويات نهائيا حتى اليوم».
واذا كانت عائلة صالح قادرة على تدبير امورها بما توفر لديها من امكانيات، فان عائلات اخرى لا تتمكن من تأمين قوتها اليومي، الامر الذي دفع بجمعيات انسانية الى المبادرة لمساعدتها.
 ويفترش حوالى مئة متطوع من مبادرة «خسى الجوع» الطريق قرب الجامع الأموي وسط دمشق، وتنهمك مجموعة من النساء يعاونهم شبان في توضيب علب من سلطة الخس والجزر المبروش.
والى جانبهم يعمل فتيان على تقطيع الخس، وآخرون على طهي الارز في طناجر كبيرة. وبعد انتهائه من طهي الارز، يقول رئيس مجلس إدارة جمعية «ساعد» الخيرية عصام حبال (48 عاما) «احيانا يأتي متبرع ليقدم العدس او البرغل، ارفض ذلك لأن الفقير شبع منهما طوال العام».
 ويضيف: «يجب ان نقدم له وجبة دسمة، مثل الدجاج واللحم»، مشيرا الى ان جمعيته قدمت «130 الف وجبة في العام 2013، و170 الفا في العام 2014، و230 الفا في العام 2015». ويأمل حبال ان «نصل الى مليون وجبة العام 2016».
صائمون طوال العام
 وتفتقد المائدة الرمضانية حاليا احدى اهم مكوناتها، الحلويات الدمشقية المعروفة ليس في سوريا فقط بل في المنطقة العربية ايضا.
 في سوق الجزماتية في حي الميدان في جنوب دمشق، يجادل شوكت قرنفلة (67 عاما) البائع حول سعر كيلو المعمول بالفستق الحلبي، وحين يفشل في تحقيق مبتغاه يكتفي بشراء نصف كيلو كنافة بالقشطة.
 يلقي قرنفلة نظرة على قائمة الاسعار قائلا: «قبل نحو خمس سنوات، كنت اشتري الكثير من الحلويات». ويضيف: «نحن عائلة كبيرة، ولدي أولاد وأحفاد جميعهم يحبّون الحلويات، لكنني غير قادر على شراء كيلو المعمول بعشرين الف ليرة (40 دولاراً)».
وفي متجر مجاور، يقف احمد قيصر (30 عاما) بثوبه الابيض يرتب الحلويات. ويقول «ورثت المهنة عن والدي واجدادي، ولكن لم يمرّ علينا موسم مماثل». وقد بات الاقبال على الحلويات ضعيفا جدا وفق قوله، بسبب «غلاء الفستق والسمنة والسميد والطحين».
وفي سوق باب السريجة القريب، يتمشى رياض مهايني (42 عاما) امام المحلات المغلقة، يحمل بيده كيسا واحدا من «الناعم»، وهو نوع من الحلويات الشعبية التي تقتصر على الخبز المقلي والدبس. ويقول: «لا طعم للمائدة الرمضانية من دون الحلويات، لذلك احاول احضار الحلويات لأطفالي ولو من النوع الرخيص». لا يتجاوز راتب رياض، الموظف في مديرية المياه، الثلاثين ألف ليرة، اي 600 دولار قبل الحرب مقابل 60 دولارا حاليا. ويروي: «كنا كل ليلة جمعة ندعو الأقارب الى المائدة الرمضانية، لكننا هذه السنة لم نستقبل ضيوفا». وفي حي العمارة، يتحسر بائع الفستق محسن طباخة (52 عاما) على الماضي ومائدة رمضان، قبل ان يضيف بانفعال باللهجة المحكية «نحنا طول السنة صايمين من الغلا».
 
فصائل إسلامية تصد هجوماً قرب حلب ... واستمرار المعارك في منبج وريفها
لندن، بيروت - «الحياة»،أ ف ب 
صدت فصائل إسلامية معارضة هجوماً للقوات النظامية السورية وميلشيات موالية بغطاء جوي سوري وروسي شمال حلب، في وقت استمرت المعارك بين «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية في منبج وريفها شرق المدينة. وشن الطيران السوري غارات على ريف دمشق بالتزامن مع استمرار المعارك بين القوات النظامية وفصائل معارضة في وسط البلاد.
وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، بأن «غرفة عمليات فتح حلب» تصدت لهجوم قوات النظام والميليشيات الموالية، إذ أنها حاولت «التقدم من محورين على جبهة سيف الدولة بعد تمهيد ناري وإطلاق عدة صواريخ، لكن تم التصدي لهم وقتل أكثر من 10 عناصر من قوات الأسد»، مشيرة إلى «معارك شرسة بين الثوار وقوات الأسد في منطقة الملاح شمال حلب، حيث تحاول الأخيرة السيطرة على المنطقة منذ عدة أسابيع دون تحقيق تقدُّم يذكر».
وتحاول القوات النظامية والميليشيات المتحالفة معها من جهة أخرى تطويقَ مدينة حلب وفرضَ حصار عليها، عبر قطع طريق الكاستيلو الذي يمثل منفذَ اﻹمداد الوحيد للمدينة.
من جهة أخرى، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الفصائل الإسلامية المعارضة «استهدفت بصاروخ مدفعاً لقوات النظام على أطراف منطقة الملاح شمال حلب، ما أدى لإعطابه، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين الطرفين، في محاولة من الفصائل الإسلامية لاستعادة السيطرة على عدة نقاط كانت قوات النظام تقدمت فيها، بالتزامن مع قصف جوي مكثف من الطائرات الحربية والمروحية على الملاح، ما أدى لاستشهاد مقاتل من الفصائل الإسلامية».
وقصف الطيران المروحي بـ «البراميل المتفجرة» مناطق في بلدتي حيان وحريتان بريف حلب الشمالي، ترافق مع قصف قوات النظام لمناطق في بلدة حريتان، في وقت قتل شاب من حي السكري، جراء قصف طائرات حربية على مناطق في الحي صباح أمس، فيما جددت قوات النظام قصفها مناطق في حي المشهد بمدينة حلب، وفق «المرصد»، الذي أفاد بمقتل شخص وسقوط عدد من الجرحى جراء سقوط عدة قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق سيطرة قوات النظام في حيي سيف الدولة وشارع النيل بمدينة حلب، في وقت تستمر الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة من جهة أخرى في أطراف حي الخالدية بمدينة حلب، ومعلومات عن استعادة الأخيرة السيطرة على عدة نقاط.
وعن المعارك بين «قوات سورية الديموقراطية» و «داعش» في منبج شرق حلب، أفاد «داعش» بمقتل «91 عنصراً من قوات سورية في محيط مدينة منبج خلال يومين من المعارك العنيفة بين الطرفين، استخدم فيها التنظيم المفخخات». وقال المكتب الإعلامي لـ «ولاية حلب» التابع للتنظيم، في بيان نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن «وحدات الحماية الكردية المقاتلة في صفوف قوات سورية هاجمت السبت قرية الخطاف بدعم جوي وبري أميركي، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، واستدرج عناصر التنظيم الفريق الآخر إلى منازل ملغمة كانت تفجَّر فور دخولهم إياها، وقتل 16 عنصراً من وحدات الحماية لينسحبوا من القرية بعدها ويدخلوا في حقل ألغام أثناء فرارهم ليقتل منهم اثنان ويصاب آخرون بجروح».
وأضاف أن «وحدات الحماية حاولت بدعم جوي وبري أميركي، التقدم في الأطراف الشمالية والجنوبية لمدينة منبج، فاستهدف التنظيم بمفخخة تجمعاً لوحدات الحماية في محيط صوامع مدينة منبج يقودها أحد عناصر التنظيم ويسمى بـ «أبو عبد الله المنبجي»، ليقتل ويجرح العشرات منهم، وبعدها استهدف التنظيم بسيارة مفخخة يقودها «أبو إسحاق العمري» تجمعاً لوحدات الحماية قرب مداجن السراب شمال مدينة منبج، ليقتل ويجرح العشرات أيضاً».
وأشارت وكالة «أعماق» المقربة من «داعش»، إلى «مقتل 16 قرب صوامع الحبوب وجنوبها و3 في منطقة الـ4 كيلو، في حين لقي 14 عنصراً حتفهم إثر تفجير مفخخة في مداجن السراب بالأطراف الشمالية للمدينة»، إضافة إلى «مقتل 40 من عناصر الوحدات معظمهم في قرية الهدهود وقرب قرية العامرية شرقي منبج» الجمعة الماضي.
وكــــــانــت «قوات سوريــــــة الديموقراطية» حققت تقدماً استراتيجياً في مدينة منبج وسط اشتباكات عنيفة مع «داعش» الذين يدافعون عن أحد أبرز معاقلهم في محافظة حلب شمالاً وصلة الوصل بينهم وبين الخارج.
وقال «المرصد» إن «قوات سورية» فتحت جبهة جديدة من الجهة الجنوبية للتقدم أكثر داخل المدينة التي كانت دخلتها قبل يومين من الجهة الغربية وخاضت «اشتباكات عنيفة مع جهاديي تنظيم داعش في جنوب المدينة وغربها بغطاء جوي كثيف للتحالف الدولي بقيادة واشنطن».
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «قوات سورية الديموقراطية حققت تقدماً استراتيجياً من الجهة الجنوبية إثر سيطرتها مساء أمس (الجمعة) على منطقة الصوامع، وباتت تشرف بذلك على أكثر من نصف المدينة». وسيطرت صباح السبت أيضاً على دوار المطاحن جنوب المدينة، والذي يبعد 1600 متر عن وسطها.
في الوسط، قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة دارت بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محيط حقل شاعر ومحيط الصوامع شرقي مدينة تدمر، بريف حمص الشرقي، وفي محيط منطقة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، ترافق مع تنفيذ طائرات حربية عدة غارات على مناطق في محيط قرية حويسيس وجب الجراح وحقل شاعر بريف حمص الشرقي، من دون معلومات عن خسائر بشرية».
كما استمرت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محيط قرية الرميلة بريف حماة الجنوبي، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على القرية «ما أدى إلى مقتل عنصر من قوات النظام، كما قصفت قوات النظام مناطق في قرية القنطرة بريف حماة الجنوبي، بالتزامن مع ضربات جوية نفذتها الطائرات الحربية واستهدفت المناطق ذاتها»، وفق «المرصد».
في شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات بين تنظيم «داعش» من جهة، ولواء ثوار الرقة من جهة أخرى غربي عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى أن قاذفات سورية «شنت غارات على مناطق في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي».
في الجنوب، قال «المرصد» إنه ارتفع إلى 8 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية صباح أمس على أماكن في بلدة حزرما، وأماكن أخرى في منطقة المرج بالغوطة الشرقية «ما أدى إلى سقوط جرحى، بينما استشهد مقاتل من الفصائل الإسلامية خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين ليل أمس في محيط إدارة المركبات قرب حرستا» على طريق دمشق حمص.
تنازلات وتهديدات في دمشق لـ «تنفيس الاحتقان» في مناطق النظام
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
تصاعُد إشارات احتجاج لأسباب اقتصادية في «البيئة الحاضنة» للنظام السوري في الأيام الأخيرة، دفع مسؤولين في دمشق الى التلويح بتهديدات مشفوعة بـ «تنازلات» لم تكن موجودة سابقاً في قاموس السلوك السياسي للنظام خلال السنوات السابقة، مع تذكير المتذمرين بـ «نعمة الأمان» في العاصمة السورية و «تحييدها» عن المعارك في باقي البلاد.
واذ يراقب موالون للنظام بروز طبقة غنية جديدة تضم «أمراء الحرب» وأشخاصاً يدورون في فلكهم وموظفين محليين يعملون في مؤسسات تابعة للأمم المتحدة يستلمون روابتهم بالقطع الأجنبي ويعيشون في «فقاعة» لا تمت بصلة لمئات آلاف الفقراء وموظفي القطاع العام، تنامت عوامل الاحتقان مع ارتفاع عدد قتلى الجيش النظامي والميليشيات الموالية بالتزامن مع زيادة الضغط الاقتصادي والمعيشي.
وتراكمت في الأسابيع الأخيرة أسباب الاحتقان في صفوف «النواة الصلبة» للنظام ومخاوف من انهيار اقتصادي، بدءاً من تذبذب سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي وتجاوزه حاجز ٦٠٠ ليرة للدولار، قبل فرض «المصرف المركزي السوري» سعراً فوقياً باستخدام أدوات تنفيذية بينها منع المواطنين سحب اكبر من حوالى ١٠ في المئة من ودائعهم بالليرة في المصارف السورية، الأمر الذي أدى الى تحسن نظري في قيمة الليرة مع بقاء ارتفاع أسعار المواد الأساسية في مناطق النظام.
أضيف الى ذلك، ارتفاع مفاجئ في تعريفة شبكة الهاتف النقال في البلاد التي باتت «حاجة أساسية» لملايين من الأشخاص، لكن عائداتها بين المصادر الرئيسية لخزينة الحكومة، التي تراجعت ودائع مصرفها المركزي بالقطع الأجنبي من ٢٢ بليون دولار أميركي في ٢٠١١ الى عشرات الملايين من الدولارات في الفترة الأخيرة.
وفي منتصف الشهر، أصدر رئيس الوزراء وائل الحلقي قراراً قضى بتعديل أسعار ثلاثة مشتقات نفطية أهمها البنزين عبر زيادة بنسبة 40 في المئة لليتر الواحد والمازوت بنسبة 33 في المئة وأسطوانة الغاز المنزلي بنسبة 38 في المئة، الأمر الذي انعكس في شكل مباشر على حياة الغالبية من الموالين.
وكان مقرراً تحميل «فاتورة» رفع الأسعار الى حكومة الحلقي التي انتهت ولايتها بعد انتخابات مجلس الشعب (البرلمان). لكن النظام فوجئ بحجم التذمر في أوساطه و «البيئة الحاضنة». ووصلت الى أجهزة أمنية وقياديين فيها معلومات عن «بدايات غليان» في احياء وقرى تضم «النواة الصلبة» للنظام من الناحيتين السياسية والطائفية، قوبل باستنفار تضمن استخدام أسلوبي الترهيب من «خدمة الارهابيين» والترغيب بضرورة «التعاضد» ضد نشطاء كانوا ينوون تسيير تظاهرات احتجاجية في احياء موالية في دمشق.
الخطوة الاولى، كانت استعجال صدور مرسوم من الرئيس بشار الأسد قضى بإضافة 7500 ليرة سورية (16 دولاراً) للتعويض المعيشي الشهري. وأفادت «وكالة الانباء السورية الرسمية» (سانا) وقتذاك بأن المرسوم قضى أيضاً بمنح المبلغ ذاته للعسكريين المجندين والعاملين بالقطاع الخاص والمشترك وان «التعويض الممنوح لا يخضع لأي حسومات ويصرف مع الراتب أو الأجر أو المعاش» الشهري. وقال وزير المال إسماعيل إسماعيل أن المرسوم «ساهم في التخفيف من الأعباء التي يتحملها العاملون وفي رفع المستوى المعيشي للمواطنين».
ووفق خبير اقتصادي، فإن عائدات زيادة اسعار المحروقات تساوي كلفة التعويض المعيشي البالغ حوالى ٣٣مليون دولار شهرياً، مع وجود اسئلة عن كيفية توفير المبلغ الشهر، الامر الذي يعزز التفسير ان مرسوم منح التعويض الشهري كان «سياسياً أكثر مما هو اقتصادي».
وأعقب ذلك، اعتصام نادر أمام مجلس الشعب احتجاجاً على قرار زيادة أسعار المحروقات دعا الى «إلغاء قرار رفع أسعار المشتقات النفطية ومحاسبة الذين ورّطوا الدولة باتخاذه». ورفع مشاركون لافتات كتب عليها باللون الأسود: «لا للغلاء الشعب مات من الجوع» و «لا للفساد» و «مجلس الشعب كونوا مع الشعب وقولوا لا لرفع الأسعار».
وكانت هذه التظاهرات، التي قال نشطاء معارضون انها منظمة من السلطات السورية ترمي الى «تنفيس الاحتقان»، الأولى التي تحصل في دمشق منذ الاحتجاجات السلمية ضد النظام التي بدأت في ربيع العام ٢٠١١. وقال مسؤولون في احزاب سياسية رخصتها السلطات قبل ثلاث سنوات: «لسنا هنا بصدد الطعن بدستورية القرار، لكن بمشروعيته من الناحية الأخلاقية والإنسانية».
وانخفض إنتاج النفط السوري من 380 ألف برميل يومياً الى عشرين الفاً خلال خمس سنوات. وبدأت الحكومة تعتمد في الفترة الأخيرة على دعم ايراني بالمشتقات النفطية بحيث ترسل ايران سفناً محملة بالمشتقات الرئيسية الى موانئ سورية في شكل شهري، اضافة الى وعد بتقديم خط ائتمان جديد يضاف الى خطين سابقين بلغت قيمتهما حوالى خمسة بلايين دولار أميركي، تضمنا بيع منتجات غذائية واساسية ايرانية الى سورية بضعف سعرها الحقيقي يستفيد من فرق السعر تجار ايرانيون.
وتأثرت الصادرات النفطية ايضاً بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في العام 2011 على البترول والغاز احتجاجاً على قمع السلطات الاحتجاجات التي اندلعت في شكل سلمي. وأكد سفراء اوروبيون في اجتماع نظمته «اسكوا» التابعة للأمم المتحدة في بيروت قبل اسابيع أن العقوبات «لن ترفع قبل زوال اسبابها». كما أبلغ ديبلوماسيون اوروبيون مسؤولين في الخارجية السورية قبل أيام بضرورة «تشكيل حكومة وحدة وتغيير الدستور وإطلاق المعتقلين» و «بدء خطوات تغيير كي تبرر دول اوروبية انفتاحها على دمشق وإعادة تشغيل السفارات».
واستأنفت دول تعاونها الاستخباراتي وزادت من حضور ديبلوماسييها في دمشق. كما التقى مسؤولون اوروبيون رجل الأعمال خالد الأحمد مبعوث الأسد في عواصم اوروبية، ضمن منهج مرن لكنه حذر في التعاطي مع النظام أحد أسبابه «عدم انهيار ما تبقى من المؤسسات الحكومية اذا استمر الصراع» و «ايجاد أسباب لبقاء السوريين في بلادهم بدل الهجرة الى الغرب وضبط التطرف». اذ ان الحكومة اليابانية قدمت منحة بقيمة عشرين مليون دولار اميركي لترميم محطة جندر الكهربائية وسط البلاد، اضافة الى التعهد بدفع ١١ مليوناً لترميم محطتي الزارة وبانياس للكهرباء بشرطين: «الأول، توفير الكهرباء لكل السوريين. (موالين للنظام ومعارضين). الثاني، السير في العملية السياسية».
كما أن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وقع مع الجانب التشيخي خلال زيارته براغ قبل اسابيع اتفاقاً يغطي ثلاث سنوات بين ٢٠١٦ و٢٠١٩ تقدم بموجبه تشيخيا ٣٠٠ مليون يورو لمساعدة النازحين داخل البلاد (سبعة ملايين شخص اضافة الى ستة ملايين لاجئ خارجها) وتقديم مساعدات اقتصادية وانسانية بما يتضمن «التفافاً» على العقوبات الاوروبية.
وكان مقرراً أن تقوم المفوضية الاوروبية بخطوات «تطبيعية» أخرى للبناء على لقاء مسؤولة الشؤون الخارجية والأمنية فيدريكا موغريني مع السفير السوري بشار الجعفري في جنيف قبل اسابيع، لكن تشدد الخطاب السياسي في دمشق بالحديث عن «استعادة كل شبر من الأراضي» وتراجع العملية التفاوضية في جنيف، جمدا هذه الخطوات وشجعا الاتحاد الاوروبي على استضافة لقاء بين «الائتلاف الوطني السوري» و «هيئة التنسيق الوطني» (تكتلان يضمان قوى اساسية في معارضة الداخل والخارج) لتوحيد المعارضة والاستعداد لتسوية سياسية وسط مع النظام، وسط تساؤلات عن مستقبل القوة الثلاثية الدافعة للاتحاد الاوروبي (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) في السياسية السورية في ضوء نتائج الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد.
مقتل 12679 شخصاً تحت التعذيب... و «تناغم» بين السلطات السورية
لندن - «الحياة» 
أفادت جمعية حقوقية أمس بمقتل ١٢٥٩٦ شخصاً تحت التعذيب في سورية، ٩٩في المئة منهم في سجون السلطات السورية، لافتة الى وجود عمليتَي «تنسيق وتناغم» بين مؤسسات الدولة المختلفة من لحظة الاعتقال الى تسليم الجثة أو إخفائها ودفنها.
وأصدرت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» أمس تقريراً تناول عمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز وما تسببه من حصيلة وفيات بسبب التعــــذيب، وذلك فــي اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، بعنوان «لابد من إنقاذ بقية المعتقلين».
وأفاد التقرير بأن «حصيلة الضحايا الذين ماتوا بسبب التعذيب منذ آذار (مارس) 2011 حتى حزيران (يونيو) 2016، بلغت ما لا يقل عن 12679 شخصاً، بينهم 163 طفلاً، و53 سيدة. قتلت القوات الحكومية منهم 12596 شخصاً، بينهم 160 طفلاً و38 سيدة». بينما سجل التقرير «مقتل 18 شخصاً، بينهم طفل وسيدة على يد قوات الإدارة الذاتية و29 شخصاً، بينهم طفل و13 سيدة على يد تنظيم «داعش». فيما قتل تنظيم «جبهة النصرة» 15 شخصاً، وقتلت فصائل في المعارضة المسلحة 19 شخصاً، بينهم طفل وسيدة». وسجل التقرير مقتل شخصين بسبب التعذيب على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
وحمل التقرير النظام السوري المسؤولية عن 99 في المئة من الوفيات، بسبب التعذيب داخل مراكز الاحتجاز. وقال مدير «الشبكة» فضل عبدالغني: «لم نسجل حادثة اعتقال واحدة تمت بموجب مذكــــرة اعتقال قانونية، ولم تخبرنا أي عائلة توفي أحد أفـــرادها بسبب التعذيب أنها قد استلمت أي تحقيق قــام به النظام السوري لتحديد سبب الوفاة أو تــبرئة جهاز الدولة الذي كان الشخص محتجزاً فيه. إن النمطية والمنهجية السائدة لعمليات التعذيب في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري تجعلات منها جرائم ضد الإنسانية، وبعد أن فضحت تلك الآلية ما زلنا ننتظر من العالم الحر الخطوة التالية للدفاع عن الإنسانية في سورية».
شرح التقرير أساليب التعذيب وأوضاع مراكز الاحتجاز لدى كل من النظام السوري والإدارة الذاتية الكردية والتنظيمات الإسلامية المتشددة وفصائل المعارضة المسلحة.
تحدث الشهود في تفاصيل قاسية عما تعرضوا له من ممارسات عنيفة أثناء فترة احتجازهم، كما تحدثوا عن مشاهدتهم لعدة حالات وفاة بسبب التعذيب لأشخاص كانوا معتقلين معهم.
أكد التقرير أن هناك «عمليتَي تناغم وتنسيق بين مؤسسات الدولة المختلفة منذ مرحلة الاعتقال، ثم التعذيب، ثم القتل، ثم إخفاء الجثة وعدم تسليمها للأهالي، وبالتالي ليست المؤسسة الأمنية أو العسكرية وحدها متورطة في هذه العملية بل المشافي والأطباء والتقنيون وغيرهم، وظهر من خلال التحقيقات أن هذه العملية تتم بسلاسة وروتينية، وكأننا وسط آلة مبرمجة أتوماتيكياً لاعتقال الأشخاص ثم تعذيبهم ثم قتلتهم ثم دفنهم»، وفق التقرير.
وقدم التقرير توصيات بينها «ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي تحدث فيها عن المعتقلين في سورية وفي حال عدم الالتزام لابد من اتخاذ إجراءات بموجب الفصل السابع».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,080,464

عدد الزوار: 7,619,984

المتواجدون الآن: 0