اخبار وتقارير..الدول الديموقراطية أمام تحدي الأمن...مستقبل الأمن «الأطلسي» في أوروبا..البابا: العالم ليس في حرب دينية..«طالبان باكستان» تقتل مسؤولي استخبارات

الموت بالأبيض والأسود في الولايات المتحدة..ما بين الجنون والتطرف...هل موَّلت الـ «سي اي اي» الإنقلاب الفاشل في تركيا؟...هولاند يجتمع مع كبار المسؤولين الدينيين للحفاظ على وحدة فرنسا

تاريخ الإضافة الخميس 28 تموز 2016 - 6:48 ص    عدد الزيارات 2268    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

الدول الديموقراطية أمام تحدي الأمن
توماس دي ميزيير 
الحياة..* وزير داخلية المانيا، عن «شبيغل أونلاين» الالماني، 22/7/2016، إعداد م. ن.
لن تنتهج ألمانيا نهج إسرائيل الأمني، بل ستعتاد إجراءات استباقية أمنية مكثفة في مناسبات عامة كبيرة. والإجراءات تقرر محلياً: رقابة مشددة على مداخل (المناسبات) أو حواجز كبيرة. . ولكن الإجراءات يجب أن تتناسب مع الوضع وأن تكون نسبية. وأعارض إرساء تغييرات جوهرية تقوض الحريات، وتحديداً في مناسبات الفرح. ولا يسع دولة دستورية في أي مكان في العالم أن تحول دون كل جريمة ومجزرة أو كل عمل إرهابي. ولكن واجبنا أن نبذل كل ما في المقدور. وهذا ما نفعله. وجمع الأجهزة الأمنية معلومات حول من يُمثل خطراً محتملاً أو تطورات خطيرة في وقت مبكر، هو أمر حيوي. ويقال إننا افتقرنا إلى معلومات عن المهاجم في (قطار) فورزبورغ، لكن الكلمة الفصل تعود إلى التحقيقات. ولكن افترضوا أن مرتكب المجزرة نشر على فايسبوك بينات على تطرفه، سيسارع بعضهم إلى السؤال لماذا لم نرصد الأمر. لكننا في دولة ديموقراطية دستورية، ولا يسعنا أن نراقب ما ينشره الألمان كلهم على فايسبوك، مراقبة شاملة.
وأدعو إلى نشر كاميرات مراقبة في محطات القطار أو في مناطق ترتفع فيها معدلات الجريمة على غرار ساحة كاتدرائية كولونيا. ومثل هذه الكاميرات تساهم في ردع المعتدين المحتملين. و(كاميرات المراقبة) هي الجسر إلى حل جريمة حلاً سريعاً حين ترتكب، وإماطة اللثام عن تفاصيلها وعن الشركاء فيها. ويقبل الألمان بمراقبتهم من غير انقطاع في المتاجر للحؤول دون النشل والسرقة. لكن حين نسعى إلى نشر كاميرات مراقبة في مناطق الجريمة أو في عربات الترامواي، يعلو صوت الاحتجاج في بعض الأوساط. وأرى أن الدعوة إلى نشر ضباط في ثياب مدنية لإجراء دوريات في القطارات، غير واقعية. فثمة 40 ألف قطار يسافر في ألمانيا يومياً، من غير احتساب عربات الترامواي. وما أرى أنه جوهري هو رفع عدد مراقبي البطاقات والسائقين. فهم يسعهم المشاركة في التصدي لتحرش أو اضطراب عام. ولكن دورهم لا صلة له بمكافحة الإرهاب. وليس الاعتداء في قطار فورزبورغ دليلاً على أن سياسة اللاجئين الحكومية قوضت أمن البلاد. فالخطر الإرهابي كان ولا يزال مرتفعاً. وتحقق السلطات في أي معلومة (إخبار). وشطر راجح من المعلومات يبين أنه ضعيف الصلة بالواقع. وعجلة التحقيقات تدور.
وطوال أعوام، لم نعرف على التمام من يدخل ألمانيا ويسافر عبر أراضيها. وغياب المعرفة لم ينجم عن إهمال، بل هو مبدأ في أساس شنغن. لكن التحديات تغيرت اليوم. وثمة حلول تقتضي حماية حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية وتسجيل أوروبي لحركة الدخول والمغادرة حين عبور الحدود. ويقابل إجراء حماية الحدود الخارجية، استقبالنا المباشر لعدد يعتد به من اللاجئين من مخيمات اللجوء في الدول المجاورة لسورية. وحسنة هذا الاستقبال أنه فرصة أمام مراجعة أمنية للاجئين في المخيمات (قبل انتقالهم) إلى ألمانيا. وإذ ذاك، ترتبط فرصة اللاجئ (في اللجوء إلى ألمانيا) بحاجته إلى الحماية أكثر مما ترتبط بقدرته على الدفع للمهربين.
الموت بالأبيض والأسود في الولايات المتحدة
مايكل إريك ديسون 
الحياة...* أستاذ علم الاجتماع في جامعة جورج تاون، صاحب «الرئاسة السوداء: باراك اوباما والسياسة العرقية في أميركا»، عن «نيويورك تايمز» الأميركية، 7/7/2016، إعداد م. ن.
نحن أمة أميركا السوداء نعدّ 40 مليون نفس في أمة أوسع يفوق عديدها 320 مليون نسمة. ولكنكِ يا أميركا البيضاء تتعثرين في فهم قضيتنا. وشأنكِ، نحن لا يجمعنا شعور واحد أو الحب أو التعليم أو العيش أو طريقة تفكير واحدة، ولا يجمعنا الموت نفسه. ولكننا نُجمع على مسألة واحدة: لا نريد أن يُقتل رجال الشرطة في تظاهرة سلمية. ولا نريد، كذلك، ان يقتلنا رجال شرطة من غير خشية الملاحقة امام القضاء أو دخول السجن على وقع مشاهدة العالم موتنا المسجل على أشرطة فيديو منزلية (مرتجلة). ثمة أزمة عرقية تتأجج نيرانها في ختام أسبوع من العنف انتهى الى مقتل شابين أسودين على أيدي الشرطة وهجوم فظيع على الشرطة في دالاس. وكأن الموت يتناسل، وهذا ما لا يتمناه أحد. وقرصن العنف تظاهرة سلمية، وصادر النقاش حول مشروعية شكاوى الأميركيين السود وألمهم. وما ارتكبه المسلح في دالاس مُدان. ولكنه من غير صلة بالواقع المرير الذي تمس الحاجة الى معالجته. وشرط تذليل المشكلة هو الاقرار بأن شكاوى السود أُهملت أو سقطت من الحسبان.
وفي ضوء حوادث الموت هذه والاحتجاجات التي تلتها، قلتِ يا أميركا البيضاء إن الأميركيين السود يقتلون بعضهم يومياً من غير أن ينبسوا بكلمة، في وقت تعلو أصواتهم للاحتجاج على قتل بضعة رجال شرطة، وغالباً ما يكونون من البيض، عدداً منهم، جراء النظر اليهم على أنهم «مجرمون». والقول إن هذا الاتهام لا معنى له يجافي المسألة. فاحتجاج السود موجه إلى انفسهم والى العالم الذي يرفض الاستماع الى شجونهم. والاحتجاج هذا مفاده أن ما يجري في أوساط الجماعات السوداء في أصقاع الولايات المتحدة، فظيع، على ما هي حال ما يجري في أي حي تنضب فيه الأموال والآمال. في حي يفتقر الى مدرسة جيدة ويُحرم من مرافق اجتماعية واقتصادية عازلة تحميه من العنف والوحشية. والسبيل الأمثل الى فهم ما يجري هو ألا يُنظر اليه على انه جرائم بين السود بل أن يُنظر اليه على انه سفك دماء في أحياء مغلقة. ولو كانت هذه الأحياء بيضاء، لما أعفيت من الحساب على الجرائم التي تصيبها وتنزل بها. والأميركيون كلهم يشاهدون أشرطة الفيديو نفسها، ولكنكِ يا أميركا البيضاء تصرين على أن الكاميرا لا تنقل الحقيقة كاملة. وأنتِ مصيبة في ما تقولينه، ولكنك لا ترغبين في رؤية ما يجري. وحين الولادة، يُمنح افرادك مجهراً ينظرون عبره الى حياة السود من مسافة ومن غير قرب حميم. وهذا المجهر يحمل قصصاً سلبية ومنحازة ومؤذية مفادها ان السود كسالى أو أغبياء أو ماكرون أو بلا أخلاق، وأن المدارس الجيدة لن تجدي معهم نفعاً. وهذه المعتقدات لا ترد في الكتب المعاصرة ولا في الصفوف التعليمية، ولكنها تنقل من جيل الى آخر.
والمشكلة هي أنكِ (يا أميركا البيضاء) لا ترغبين في معـــرفة ما هـــو مختلـــف عـــن معرفتك: حياة السود ومصاعبها الذاتيــة والخارجية، وما نعانيه. فأنت لا تبالين، وتحسبين أننا منحنا كل شيء حيـــن كافحنا وضعك اليد على موارد العالم ورميتي لنا فضلات حــري بنا أن نطالب بها بتهذيب. فتطـــالبين المحكمة العليا بأن تعيد لك ما أخذ منك: حيز أكبر فــــي الصفـــوف الجامعية التي تهيمنين عليها، ووظائف أكبـــر فـــي مراكز الإطفاء ومقرات الشرطة التي تسيطرين عليها. والنقمـة تكبر، وغضبكِ يعس تحت الرماد. وتحــــمل شخصية بيضاء تافهة غضبك وتعرض أقبح افكارك عرضاً مضخماً. وأنتِ لا تعرفيننا، وترفضين سماع صوتنا، ولا تصـــدقين ما نقوله. وتحسبين أن قتل الشرطة لنا من غير سبـــب وجيـــه، مسوغ. فنحــــن مذنبون بطريقة او أخرى. وإذا تبيـــن ان القتيل الأسود بريء، فموته مقبول كما لو انه قربان.
والارهاب أصاب دالاس. ونحن نعرفه من كثب. فأنتِ تجعليننا نخاف المشي في الشوارع. ففي أي لحظة يسع الشرطي إطلاق النار علينا وسلبنا الحياة والزعم أن قتلنا مبرر: كنا نبيع السجائر على الرصيف أو الاقراص المدمجة أو نتكلم بطريقة وقحة، أو نركض أو نقف في مكاننا، أو نرد حين يُتوجه الينا بالكلام، أو نصمت، أو نفعل ما نؤمر به، أو لا نستجيب للأوامر استجابة سريعة.
وأنـــتِ تلقين لائمة أفعال قلة على المسلمين كلهم. وتقولين إن الثقــــافات والأديان تنتج العنف حين التواطؤ الصامت مع الأشــرار. وأنتِ تفعلين المثل. فإثر قتل شرطي ابيض شاباً اسود اللـون، لا تدينينه، ولا تدينين الثقافة التي «انتجته». ومثل هذه الإدانة ليس دعوة الى الكراهية، بل هي بالغة الأهمية. ولا تعرفين أن الغضب عليكِ يليه الغضب على انفسنا لأننا لا نعرف حملك على التوقف أو حملك على الاهتمام لثني من يضغطون على الزناد ويطلقون النار. ولا نعرف ما العمل في وقت يفاقم الحزن حزن أكبر. وتشعر الأمة كلها بالعجز. ونحن عاجزون عن جعل حياة السود قيّمة، فلا تهدر هباء. ونشعر بالعجز عن ثنيك عن نفخ الكراهية في سريرتنا. والغضب نحبسه في جوفنا. ونخشى ألا نتوقف عن البكاء إذا سمحنا للدمع بالنزول. فندمر أجسادنا من طريق ضغط دموي مرتفع ونصيب أرواحنا بالمرض ونصاب بالكآبة والإحباط.
ما بين الجنون والتطرف
جان بيرنباوم
 الحياة...* صحافي، عن «لوموند» الفرنسية، 21/7/2016، إعداد م. ن.
منذ ارتكب المجزرة في نيس في الرابع عشر من الشهر الجاري، وصف محمد لحويج بوهلال بالضعيف والمكتئب والمحبط وصاحب الميول الذهانية. والقاتل كان مصاباً بأعراض تظهر أنه «يعاني مشكلات مع صورة جسده»، قال طبيب امراض عقلية تونسي كشف عليه في وقت سابق. «هذا فعل مجنون أو من ذهب عقله»، أسرّت جارة بوهلال الى هذه الصحيفة. ومذ ذاك كثر تساءلوا: هل في الإمكان وصف فعل يُقدم عليه رجل به مسٌّ بالفعل الإرهابي، على رغم ان «الممسوس» خطط لمجزرة نيس ونفذها؟ والسؤال هذا يبرز إثر كل هجوم. وبروزه يسلط الضوء على صلتنا بالجنون. فالسؤال هذا يوحي بأن القتل، حين يلابسه الهذيان، يفتقر الى معنى سياسي وديني. وعليه، ليس الانعطاف الدموي لنفس «مضطربة» مثل محمد لحويج بوهلال، من بنات افعال «الدولة الإسلامية». ويقال ان تبني الحركة «الجهادية» المجزرة هو دليل على تعثر التنظيم الإرهابي: فهو يكتفي بـ «التقاط» افعال يرتكبها اصحاب نفوس ضعيفة. وهذا مؤشر إلى وهن يصيب التنظيم الإرهابي.
وعلى خلاف ما يساق، العته الفردي مرتبط بالتاريخ الجماعي وهو يسلط الضوء على ابرز حوادثه. فالجنون مسكون بالسياسة وأطيافها. وفي بحث جميل عنوانه «الرجل الذي حسِب أنه نابوليون» (دار غاليمار، 2011)، أظهرت المؤرخة لور مورا أن الهذيان مرآة عهد أو مرحلة. ففي 1793، حين كان نصل المقصلة يكاد لا يهدأ، كانت المصحات العقلية مليئة بأشخاص هم على قناعة بأنهم «فقدوا رأسهم». وفي 1840، حين اعيد رماد نابوليون الى فرنسا، نصَّب أكثر من مريض نفسه امبراطوراً... وحين ينتخب الهذيان شؤون الحاضر يميط اللثام عن جانب من جوانبه (الحاضر) ويسلط الضوء عليه. والجنون هو مرآة الخيال السياسي وموازين القوى فيه. وعليه وفي هذا السياق، يبدو ما اقدم عليه محمد لحويج بوهلال متضارباً: فمن جهة، يفترض انه فعل فردي من غير ان ينسب على الفور الى غيره من فصول ارهابية مماثلة والانزلاق الى مزاديات امنية. ومن جهة أخرى، هو دليل على جاذبية تنظيم «الدولة... وقدرتها على استمالة امثاله». وحاكى القاتل في نيس النموذج العملاني «الجهادي». وليست جريمته دليلاً على قدرة التنظيم على استمالة نزعات التماهي معه ما وراء الحدود الوطنية والاجتماعية فحسب، بل على قدرته كذلك على الاستقطاب ما وراء العقل والمنطق. ومهما كانت حال العلاقات الفعلية بين القاتل والتنظيم الإرهابي، يبدو أن «الدولة...» تهيمن على الرؤوس وأن ارتكاب مجزرة هو فعل انتساب وانتقال إلى «داعش». فهذا التنظيم خلف أثره في تاريخ الخروج على العقل.
ويسلط السعي الى نفي القصد السياسي من مجزرة نيس من طريق التذرع بأن مرتكبها غير مستقر نفسياً، الضوء على صلة مجتمعاتنا بالجنون، وعجزها عن احتساب تنظيم «الدولة...» احتساباً جدياً وتناول دحضه طرق تفكيرنا العادية او السائرة، وقدرته على استمالة نساء ورجال من منابت اجتماعية متباينة - سواء كانوا من العمال أو البورجوازية، أميين أو خبراء في مجالاتهم، متحولين «أخيراً» أو مؤمنين راسخين في إيمانهم منذ سنوات - إلى أفق مشترك. ويرى غير المؤمنين بعقيدة داعش انها غير منطقية، وأن كل مغال في التدين ومتطرف هو مجنون ذهب عقله. وإذا ربطنا بين «الجهادية» والهذيان ربطاً تلقائياً وفورياً، من اين لنا نفي الانتماء «الجهادي» عن الأشخاص الضعفاء نفسياً. وفي شريط تبنيه قتل شرطي وزوجته في مانيانفيل في حزيران (يونيو) المنصرم، ختم القاتل لاروسي أبالا خطابه بالقول:» المؤمن هو مرآة المؤمن». وكأن يقيننا ان العقيدة وهم مطلق هو انعكاس مقلوب ليقين الجهادي.
مستقبل الأمن «الأطلسي» في أوروبا
برونو ترتريه 
الحياة...* باحث، عن موقع «ذي إنتيربريتر» الأسترالي، 18/7/2016، إعداد علي شرف الدين
مر وقت كان يجوز فيه التساؤل عن دور الـ«ناتو» المستقبلي. واليوم، تغيرت الأمور. فالحلف الأطلسي (ناتو) يواجه عدداً من التحديات، لا تقتصر على روسيا والإرهاب. وثمة مهمات «أطلسية» لم تبلغ خواتيمها بَعد في البلقان، والعراق وأفغانستان، إلى مواجهة موجة المهاجرين. وافتتحت قمة الـ»ناتو» في وارسو مطلع الشهر الجاري دخول الحلف المرحلة الرابعة من مسيرته التاريخية: الأولى كانت الحرب الباردة؛ والثانية، إرساء السلام في البلقان؛ والثالثة التجربة الطويلة والمؤلمة في أفغانستان؛ والمرحلة الرابعة هي مرحلة تعبئة الحلف، في الشرق والجنوب، في وقت واحد. ففي وارسو، تجنبت الدول الأعضاء الجدل حول الأولويات. وساهم تدخل موسكو في سورية في حسم الجدال قبل أن يبدأ.
وتغيرت أشياء كثيرة في العامين الأخيرين. وصار تنظيم «داعش»التهديد الأبرز. فسورية انزلقت إلى الجحيم، وأفغانستان إلى الاضطراب. وانهارت ليبيا، ونجم عن انهيارها موجة هائلة مـــن الهجرة. وربط تدخل روسيا في سورية الأزمات «الشمالية» بـ«الجنوبية». وعلى رغم هيمنة مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تمكن التحالف من الحفاظ على وحدة الصف الضرورية لمواجهة روسيا (تجديد الاتحاد الأوروبي العقوبات على روسيا، وهي وثيقة صلة بالوضع الأوكراني، في حزيران (يونيو) لمدة ستة أشهر أخرى)، ولم يتسرب أي خلاف سياسي كبير من الاجتماعات المغلقة في وارسو. وقضى المؤتمر بمرابطة أربع كتائب، أي ما مجموعه حـــوالى 4000 عسكري (من الولايات المتحدة وبـــريطانيا وكندا وألمانيا) في أوروبا الشرقية، كتيبـــة في كل من دول البلطيق وواحدة في بولندا. هذا الانتشار العسكري يتوافق مع بنود الوثيقة التأسيسية بين ناتو وروسيا والمبرمة في 1997 والتي تنص على ضرورة الحؤول دون وجود دائم لقوات قتالية كبيرة على الحدود الشرقية للحلف. وعملياً، هذه الكتائب لن تكون قادرة على مواجـــهة القوات الروسية، ولكنها قوّة ردع أكثر من قوة قتاليّة في الحرب. وقرار الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات دائمة في بولندا، بارز.
وفي «الجنوب»، أي العراق وسورية وليبيا، لا حاجة اليوم إلى انتشار عسكري «أطلسي» مباشر. وعلى رغم ذلك، سينشر «ناتو» طائرات أواكس (نظام الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً) إضافية في المنطقة ويستكشف إمكان المساعدة على تدريب القوات المسلحة العراقية. وقرر «الأطلسي» الإبقاء على مرابطة عسكرية كبيرة في أفغانستان طوال 2017 ومواصلة تمويل تدريب قوات الأمن الأفغانية. كما سيواصل الحلف المساهمة في مراقبة تدفق المهاجرين (عضوية تركيا في التحالف هي السبب الرئيسي لدور الناتو في هذه المهمة). وأعلن الـ«ناتو» دوران عجلة نظام الدفاع الصاروخي، وهذا الأمر أولوية أميركية، على رغم أن مشروعيته ضعفت منذ إبرام الاتفاق النووي مع إيران في تموز (يوليو) 2015. ولكن التحالف حريص على حيازة قوة الردع والدفاع ضد الصواريخ الباليستية الإيرانية، ولو كانت مسلحة برؤوس حربية تقليدية فحسب. وللمرة الأولى منذ سنوات، لا يقف أي مرشح جديد يرغب في الانتساب أمام باب الـ«ناتو»، وهو سيرحب بالجبل الأسود (مونتينيغرو) قريباً ليكون العضو الـ29 في المنظمة. وحملت السياسات الروسية الأخيرة السويد وفنلندا على التفكير في العضوية في الـ«ناتو»، ولكن النقاش في هذين البلدين لم ينتهِ بعد، ولا إجماع على المسألة.
وفي القـــمة السابقة التي عقدت في كارديف (ويلز – المملكة المتحدة البريطانية) في أيلول (سبـــتمبر) 2014، كانت الأزمة الأوكرانية في صـــدارة المسائل المطروحة للنقاش. يومها قال الــــرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس الأوكـــراني بيترو بوروشينكو في جلسة خاصة، «لن يدافــــع أي جندي أميركي عن أوكرانيا». على إثرها وبعد 24 ساعة، قامت كييف بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع القوات الانفصالية. وفي كارديف اتخذ الحلفاء التدابير الأولى «لطمأنة مخاوف دول البلطيق من تصرفات موسكو العدوانية.
ومن المثير للاهتمام، أنّ اجتماع مجلس الناتـــو- روسيا الذي عقد بعد أيام قليلة من قمة وارســـو (وهو الثاني منذ 2014)، كان أقل حـــدّة مــن الأجواء الحالية بين موسكو والغرب، لا بـــل أنّه شهد اقتراحاً روسياً بنّاء - وإن لم يكن طموحاً - لآلية رسمية تهدف إلى الحدّ مــــن خطر التصادم الجوي. وتمس الحاجة إلى تخفيـــف عدوانية المقاتلات الروسية، والتي غالباً ما تقتـــرب في شكل خطــــير من قوات الحلف. وقد يـــرى بعض دعاة التشدد إزاء روسيا أن الحلف لـــم يخلص إلى موقــــف حازم. وهذا ما قد تستخلصه موسكو. ويتـــوقع أن تتخذ روسيا تدابير مضادة، كان يرجح أن تتخذها في كل الأحوال، مثل إعادة تنظيم وجودها العسكري على حدودها الغربية، أو زيادة عدد القوات المتمركزة في شكل دائم في جيب كالينينغراد الصغير.
هل موَّلت الـ «سي اي اي» الإنقلاب الفاشل في تركيا؟
اللواء.. (رويترز)
ذكرت صحيفة تركية موالية للحكومة أن الانقلاب الفاشل في تركيا مولته وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) وقام بتوجيهه جنرال متقاعد في الجيش الأميركي مستخدما خلية في أفغانستان.
وقالت أخرى إن عملاء (سي.آي.إيه) استخدموا فندقا في جزيرة قبالة اسطنبول كمركز لإدارة المؤامرة.
 ويكثر الحديث في تركيا عن نظريات المؤامرة بشأن من ساعد في تدبير الانقلاب العسكري الفاشل الذي كاد أن يطيح بالرئيس رجب طيب إردوغان حيث تأتي الولايات المتحدة - وهي حليف مقرب بحلف الأطلسي لكنها هدف تقليدي للاشتباه - على رأس القائمة.
وجاء في عنوان في صدر صحيفة يني شفق الموالية للحكومة إلى جانب صورة للجنرال الأميركي المتقاعد جون إف. كامبل آخر قائد للقوات التي يقودها حلف الأطلسي في أفغانستان والذي كان قبلها النائب الرابع والثلاثين لرئيس هيئة أركان الجيش الأميركي «الانقلاب أداره هذا الرجل».
وذكرت الصحيفة أن الانقلاب الفاشل مولته (سي.آي.إيه) عن طريق يونايتد بانك أوف أفريكا النيجيري وأن جنرالين تركيين يعملان انطلاقا من أفغانستان اعتقلا في دبي امس الاول هما ضمن خلية المتآمرين التي يقودها كامبل.
ونفى البنك النيجيري أي ضلوع له في المحاولة الانقلابية وقال إن هذه الاتهامات «كاذبة بوضوح».
 وأبلغ كامبل صحيفة وول ستريت جورنال أن المزاعم «مثيرة للسخرية تماما» ورفضت واشنطن المزاعم بضلوع الولايات المتحدة ووصفتها بالعبثية.
وينحي إردوغان باللائمة على رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن في تدبير محاولة الانقلاب التي أودت بحياة أكثر من 240 شخصا بعد أن قاد جنود مارقون طائرات مقاتلة وهليكوبتر ودبابات. وطالبت واشنطن بتسليمه.
ويتهم إردوغان غولن ببناء «هيكل مواز» في القضاء والنظام التعليمي ووسائل الإعلام والجيش في محاولة للإطاحة به وهو اتهام ينفيه رجل الدين البالغ من العمر 75 عاما.
وأظهر استطلاع للرأي نشر امس الاول أن ثلثي الأتراك يعتقدون أن غولن وراء مؤامرة الانقلاب غير أن 3.8 في المئة فقط ينحون باللائمة على الولايات المتحدة.
وقال وزير العمل سليمان سويلو بعد يوم من محاولة الانقلاب إن من الواضح أن «أميركا وراءه» بيد أن المتحدث باسم إردوغان قال لاحقا إن الوزير تحدث «في خضم اللحظة».
وتقول واشنطن إنها لن تسلم غولن إلا بعد أن تقدم تركيا أدلة تدينه.
وبالنسبة لأتباع إردوغان المتحمسين فإن مثل هذه الممانعة على ما يبدو دليل آخر على التورط الأميركي.
وقال أحمد ديميرجي - الذي كان ضمن عشرات الأشخاص الذين يتجمعون خارج قصر إردوغان ليلة بعد الأخرى منذ محاولة الانقلاب في 15 تموز «أعرف أن الولايات المتحدة لها يد في هذا. أعرف أن هذه مسرحية من إعداد الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا. هذا الرجل الخائن فتح الله غولن هو بيدقهم».
ويتذكر الأتراك الأكبر سنا الانقلابات السابقة. وكثير منهم يروون أدلة تثبت تأييد الولايات المتحدة لانقلاب عام 1980 في ذروة الحرب الباردة مستشهدين بتقارير أفادت بأن مدير وحدة وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.إيه) في أنقرة أرسل برقية إلى واشنطن قال فيه «فعلها أولادنا».
ولا يزال الغموض يخيم على أول انقلاب في تركيا الحديثة عام 1960 الذي أطاح برئيس وزراء مؤيد للولايات المتحدة لكن قاده ضابط دربته واشنطن.
ونشرت صحيفة صورة لفندق وصفته بأنه كان وحدة تمركز عملاء في (سي.آي.إيه) وصفتهم بأنهم ساعدوا في تدبير مؤامرة الانقلاب هذا الشهر.
وكتبت صحيفة صباح المؤيدة للحكومة عنوانا يقول «كانت سي.آي.إيه تعمل في هذا الفندق تلك الليلة» وتحته صورة لفندق «سبلندد في جزيرة بويوكادا وهي الأكبر بين مجموعة جزر في بحر مرمرة قبالة اسطنبول.
وقالت الصحيفة إن مجموعة مؤلفة من 17 شخصا أغلبهم أجانب دخلوا الفندق في يوم محاولة الانقلاب. وقالت إن الفندق استخدم كمقر للجيش البريطاني خلال احتلاله لاسطنبول عام 1919.
تعزيز السلطة
وكان من شأن نجاح الإطاحة بإردوغان الذي يدير البلاد التي يقطنها 80 مليون نسمة منذ عام 2003 دخول تركيا في دائرة من الصراعات.
 ويقول محللون إن القول بوقوع مؤامرة بعد المحاولة الانقلابية ساعد في تبرير حملة صارمة موسعة شملت تعليق عمل أو التحقيق مع أكثر من 60 ألف شخص بين جندي وشرطي وموظف ومسؤول بالحكومة.
وقال اندرو فينكل الصحفي والمحلل السياسي الذي يعيش في تركيا منذ عام 1989 «هذا ساعده على تشديد قبضته. إنه ينفذ ما يقوم به بكفاءة ويعزز سلطته».
وألهبت نظريات المؤامرة الأزمات التركية على مدار عقود وسط صراع بين الإسلاميين والعلمانيين على تشكيل البلاد مع اتهام الولايات المتحدة بأنها تؤجج النيران. وألقى إردوغان باللائمة على قوى أجنبية في إثارة احتجاجات مناهضة للحكومة بمختلف أنحاء تركيا قبل ثلاثة أعوام. وفي بعض الأحيان يكون العدو المتصور صغير الحجم. وخلال الانتخابات المحلية الحاسمة في 2014 التي اعتبرها البعض استفتاء على حكم إردوغان أعاق انقطاع الكهرباء عمليات الفرز.
وقال وزير الطاقة التركي وقتها إن قطة دخلت وحدة محولات سببت انقطاع التيار ليواجه موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن «لوبي من القطط» يهدد الحكومة.
وفي 2013 قالت صحف محلية إن السلطات أمسكت بطائر للاشتباه في تجسسه لإسرائيل لكنها حررته بعد إخضاعه لأشعة سينية أظهرت أنه لا يحمل أي معدات مراقبة.
ومع ذلك يأخذ الأتراك المؤامرات بجدية وتوفر التوترات الأخيرة مادة جديدة لها.
ويعيش غولن في مجمع منعزل بمنطقة جبال بوكونو في ولاية بنسلفانيا الأميركية لكن قلق إردوغان له ما يبرره فيما يخص مدى نفوذ الرجل داخل تركيا.
ففي عام 2013 فتحت الشرطة والقضاء تحقيقا في فساد بشركات مرتبطة بإردوغان الذي كان وقتها رئيسا للوزراء والذي انتقد التحقيقات باعتبارها مؤامرة أجنبية.
البابا: العالم ليس في حرب دينية
اللواء...(أ ف ب)
قال البابا فرنسيس، أمس، ان «العالم في حالة حرب» لكنها ليست دينية، غداة مقتل كاهن في كنيسة بفرنسا ذبحا بأيدي جهاديين.
وصرح البابا للصحافيين في الطائرة التي اقلته الى كاراكوفا «لا نخاف من قول الحقيقة، العالم يعيش في حالة حرب لأنه فقد السلام».
وقال البابا «هناك كلمة تتكرر كثيرًا وهي كلمة عدم الأمان ولكن الكلمة الحقيقيّة هي كلمة حرب. نقول منذ بعض الوقت أننا نعيش حربًا مجزّأة» وعندما أقول حرب لا أعني حربًا دينيّة وإنما حرب مصالح وحرب من أجل المال ومن أجل الموارد الطبيعيّة. فالحرب ليست حرب أديان لأن الأديان كلها وجميعنا نريد السلام».
وقال البابا فرنسيس متوقّفًا عند مقتل الأب جاك هاميل «هذا الكاهن القديس قد مات فيما كان يرفع الصلاة من أجل الكنيسة جمعاء، وهذا شخص واحد! لكن كم من المسيحيين والأبرياء والأطفال يموتون أيضًا... لنفكّر بنيجيريا على سبيل المثال! هذه هي الحرب! لا نخافَن من قول هذه الحقيقة: العالم يعيش في حرب لأنه فقد السلام!».
 
«طالبان باكستان» تقتل مسؤولي استخبارات
الحياة...إسلام آباد - رويترز -
تبنت حركة «طالبان باكستان» مسؤولية قتل مسؤولين في جهاز استخبارات الجيش الباكستاني خلال دورية في مدينة كراتشي (جنوب) أول من أمس، في أحدث هجوم تشهده المدينة الساحلية التي يعيش فيها 20 مليون شخص وتنفذ فيها قوات الأمن منذ نحو ثلاث سنوات حملة على الإسلاميين المتشددين والعصابات الإجرامية.
وقال إحسان الله إحسان، الناطق باسم «جماعة الأحرار» التابعة لـ «طالبان باكستان»: «قتلنا المسؤولين لأنهما أدرجا على لائحة الأشخاص الذي تستهدفهم الجماعة». وعززت حملة القوات الحكومية الأمن في كراتشي، لكن متشدداً صوفياً يدعى أمجد صبري قتل بالرصاص، وخطف ابن كبير القضاة بالمنطقة في الشهور القليلة الماضية، قبل أن يطلق لاحقاً.
هولاند يجتمع مع كبار المسؤولين الدينيين للحفاظ على وحدة فرنسا
 المستقبل..(اف ب)
اجتمع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس، بكبار المسؤولين الدينيين سعياً إلى الحفاظ على وحدة فرنسا بعد الصدمة التي أحدثها مقتل كاهن كاثوليكي في هجوم تبناه تنظيم «داعش» في حين لم تستفق البلاد بعد من صدمة اعتداء نيس.

في هذه الاثناء، يستمر التحقيق لمعرفة شريك المهاجم عادل كرميش، وهو فرنسي في التاسعة عشرة من عمره، يعيش بالقرب من الكنيسة التي استهدفها الاعتداء.

وخلال اجتماعهم معه في قصر الإليزيه امس، عبر ممثلو مختلف الديانات عن موقف موحد وطلبوا من الرئيس تشديد الإجراءات الأمنية حول أماكن العبادة.

واستنكر عميد مسجد باريس دليل بوبكر باسم مسلمي فرنسا، الاعتداء الذي وصفه بانه «انتهاك للحرمات ومخالف لكل تعاليم ديننا». واعتبر رئيس أساقفة باريس المونسنيور اندريه فان تروا أن على المؤمنين في فرنسا «ألا ينجروا الى اللعبة السياسية» لتنظيم «داعش» الذي «يسعى الى تأليب أبناء العائلة الواحدة، الواحد ضد الآخر».

وكان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس اعتبر اول من الثلاثاء أنه «عبر مهاجمة كاهن في الكنيسة الكاثوليكية، نرى بوضوح ما هو الهدف: تأليب الفرنسيين على بعضهم البعض ومهاجمة ديانة من اجل التسبب بحرب بين الاديان».

وعقد هولاند امس، أيضا اجتماعاً لمجلس الأمن والدفاع تقرر خلاله توزيع عشرة آلاف عسكري من عملية «سانتينال» لمكافحة الارهاب تعزيزاً لقوات الشرطة، على ان ينشر اربعة آلاف في باريس، وستة آلاف في المحافظات تحسباً لاجازات الصيف.

وعبّر نحو 2500 شخص عن اهتمامهم بالانضمام الى الاحتياط في قوة الدرك للمشاركة في تعزيز امن الفعاليات والانشطة الصيفية، وفق وزير الداخلية برنار كازنوف.

وشدد هولاند مساء أول من أمس الثلاثاء على دعوة الفرنسيين الى البقاء متحدين في حين تدنت شعبيته الى حدها الادنى.

وذكرت صحيفة «لوموند» امس ان المتشددين يدعون الى «اثارة حرب اهلية في فرنسا لإشاعة الاعتقاد بان الغرب في حرب ضد الاسلام. انهم يأملون انهاء الوضع غير الطبيعي، هذه المنطقة الرمادية، وفق تعبيرهم، هذا البلد الذي تتعايش فيه الاديان بسلام في اطار قديم ومتسامح نسميه العلمانية. عدم الرضوخ لذلك بتاتاً هو اول فعل مقاوم لمجتمع مثل مجتمعنا، وهو امر مشرف له، واول هزيمة يتم الحاقها بالعدو».

وطالبت الصحافة الفرنسية بمجملها الحكومة باتخاذ «اجراءات»، ودعت الفرنسيين الى «الوقوف صفاً واحداً» فيما تتزايد الاعتداءات منذ 18 شهرا ضد البلاد المنخرطة في التحالف العسكري الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.

وهذه هي المرة الأولى التي يهاجم متشددون مكان عبادة كاثوليكياً في أوروبا.

بعد أقل من أسبوعين من مجزرة نيس التي اوقعت 84 قتيلاً و435 جريحاً في 14 تموز ونفذها تونسي وتبناها تنظيم «داعش»، اقتحم المهاجمان مزودين بسكاكين كنيسة سانت اتيان دو روفريه في شمال غربي فرنسا اول من أمس الثلاثاء، حيث قاما بذبح الكاهن جثة الكاهن جاك هامل (84 عاما).

وتمكنت الشرطة من قتل المهاجمين اللذين كانا يصرخان «الله اكبر» بعد ان احتجزا ستة اشخاص رهائن بينهم الكاهن وثلاث راهبات. واصابا احد المصلين المحتجزين بجروح خطيرة.

وتعد فرنسا التي يشار اليها بوصف «الابنة الكبرى للكنيسة»، البلد الأوروبي الذي يضم أكبر جالية مسلمة مع نحو خمسة ملايين مسلم ويهودية مع أكثر من 500 ألف عنصر.

وتراكمت الورود البيضاء والألعاب والشموع الاربعاء امام مدخل بلدية سانت اتيان دو روفريه وتتالت رسائل التضامن ومنها «ما يمنع الناس من العيش معا هي حماقتهم وليست خلافاتهم».

مؤرخ الديانات الفرنسي اودون فاليه، لفت إلى أن «الخطر الحقيقي هو ان يتجه قسم من الكاثوليك الى التطرف، لا سيما وان نسبة لا بأس بها منهم تدلي باصواتها للجبهة الوطنية» الحزب اليميني المتطرف.

وأضاف «قد نجد انفسنا بعد اليوم امام موقف كاثوليكي لا يعبر عن الجميع وانما عن فئة كبيرة تطالب بإتخاد إجراءات أكثر تشدداً حيال التطرف الإسلامي العنيف، مع خطر مهاجمة المسلمين. وهذا ما يسعى إليه داعش: الانقسام وتحريض المسلمين على الكاثوليك». ولكن على المستوى السياسي حيث تشهد المواقف تشددا مع اقتراب انتخابات 2017 الرئاسية، عاد الى الواجهة الجدال الذي اثاره اعتداء نيس مع اتهام المعارضة اليمينية واليمن المتطرف للحكومة الاشتراكية بالتراخي وعدم الكفاءة في عملية مكافحة الارهاب.

لكن وزير الداخلية برنار كازنوف دافع عن قراراته رافضاً دعوة اليمين الى احتجاز الأشخاص المعروفين بنزوعهم الى التطرف باعتباره «مخالفاً للدستور» وبانه «لن يكون فعالاً على الاطلاق».

وهولاند نفسه قال أول من أمس الثلاثاء إن «التضييق على حرياتنا والانتقاص من قوانينا الدستورية لن يزيد فعالية مكافحة الارهاب، وسيضعف التماسك اللازم لامتنا»، منددا بـ«المزايدات، والجدالات، والمهاترات، والشكوك».

تعرضت فرنسا لثلاثة اعتداءات خلال 18 شهراً قتل فيها 17 شخصاً في كانون الثاني 2015، و130 في تشرين الثاني الماضي، و84 في تموز 2016. وتخضع لحالة الطوارىء التي يتم تمديدها كل ثلاثة اشهر. وقال هولاند أول من أمس الثلاثاء ان مستوى التهديد لا يزال «مرتفعاً جداً» في فرنسا.
 
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,171,634

عدد الزوار: 7,622,744

المتواجدون الآن: 0