الوحدات الكردية تنضم لميليشيات إيران لمحاصرة حلب..«النظام» يقصف مستشفى أطفال في إدلب والمعارضة: «ممرات الموت» في حلب مخطط روسي إيراني لتهجير السكان..والنصرة تحت مجهر «الجيش الحر» في الشمال السوري

تحذير أميركي من «خدعة» روسية في حلب..التحالف الدولي يقر بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين..موسكو تدرس خطة دي ميستورا لحلب وباريس تشكك في «الممرات» الروسية

تاريخ الإضافة السبت 30 تموز 2016 - 4:42 ص    عدد الزيارات 2168    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

«النظام» يقصف مستشفى أطفال في إدلب والمعارضة: «ممرات الموت» في حلب مخطط روسي إيراني لتهجير السكان
عكاظ...وكالات «عواصم»
رغم إعلان النظام السوري وروسيا الخميس، فتح أربعة (معابر إنسانية) لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية في حلب، خلت الشوارع أمس من المارة، إذ لزم السكان منازلهم خوفا من القصف، خصوصا مع تحذير المعارضة السورية من خطورة سلوك هذه المعابر التي وصفتها بـ«ممرات الموت».
وفتحت قوات النظام السوري المعابر الخميس، بعد إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب.
وتشكك المعارضة السورية وعواصم أوروبية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة أحمد رمضان «ليس هناك أي ممرات توصف بممرات إنسانية، بل ممرات الموت» بحسب ما يطلق عليها سكان حلب، وأضاف «نعتبر الإعلان الروسي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية» و«مخططا يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم».
وكان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة رياض حجاب، وجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ندد فيها بـ«بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري» في حلب. وأعلنت الولايات المتحدة قلقها من أن تنطوي الخطة الروسية في حلب على حيلة. حيث عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس، عن قلقه، وقال إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب «حيلة»، فإن ذلك سيعرض التعاون مع وروسيا للخطر.
أوروبيا، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال أن الممرات الإنسانية لا تقدم حلا مجديا.
وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن النظام السوري «يلعب لعبة ساخرة» وكان دي ميستورا قد طالب روسيا بأن تترك إدارة الممرات الآمنة للأمم المتحدة، وقال إن الممرات الإنسانية يجب أن تكون دائمة، وأن يُمنح المدنيون خيار البقاء في حلب ولا يجبروا على الخروج منها.
من جهة ثانية، قالت منظمة (أنقذوا الأطفال) إن مستشفى ولادة تدعمه في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة بمحافظة إدلب تعرض لأضرار بالغة أمس، بعد أن أصيب بقصف مباشر من طائرات النظام السوري والطائرات الروسية، مشيرة إلى وقوع ضحايا.
داعش ينفذ إعدامات جماعية في محيط منبج والنصرة تحت مجهر «الجيش الحر» في الشمال السوري
عكاظ...عبدالله الغضوي (جدة)، وكالات (بيروت)
 تراقب فصائل الجيش الحر في ريف اللاذقية وبعض الأطراف من إدلب وريف حلب الشمالي سلوك جبهة النصرة بعد الإعلان «المزعوم» عن فك الارتباط مع تنظيم القاعدة الذي أعلنه زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني أمس الأول.
وبحسب معلومات حصلت عليها «عكاظ» من قيادات في الجيش الحر بالداخل السوري، فإن الأخير أكثر الأطراف التي بدأت تتنفس الصعداء بعد الإعلان عن انفصال الجبهة عن القاعدة، إلا أنه في الوقت ذاته أكثر الأطراف حذرا من هذا الإعلان المشكوك به، ذلك أن ظهور جبهة النصرة والقوى الإسلامية همش دور الجيش الحر طوال السنوات الأربع الماضية. ويخشى الجيش الحر بكل أطيافه «النائمة» والفاعلة على الأرض من العودة السريعة، الأمر الذي قد يجعله في مواجهة مباشرة مع النصرة، وهذا يكلفه الكثير من الخسائر المادية والمعنوية. وبحسب قيادات في الجيش الحر في ريف اللاذقية تحدثت إليهم «عكاظ» فإن الجيش الحر يتأهب للعودة إلى الساحة بعد أن أصبح تنظيم داعش الإرهابي التنظيم الوحيد الذي تنطبق عليه صفة الإرهاب بعد فك الارتباط، إلا أن المصدر لفت إلى أن عودة الجيش الحر إلى الواجهة تتطلب إعادة هيكلة القوى المقاتلة على الأرض. وترى قيادات عسكرية في الجيش الحر، أن العودة إلى الساحة مبكرا في ظل القصف الروسي العشوائي الذي يعرقل أية محاولات تجمع الفصائل، كما أن إعلان النصرة يحتاج إلى تثبيت على الواقع العملي، خصوصا وأن رايات الجبهة مازالت ترفرف على بعض المناطق في الشمال السوري.
من جهة ثانية، أعدم تنظيم داعش 24 مدنيا على الأقل إثر اقتحامه قرية البوير التي كانت تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية قرب مدينة منبج في محافظة حلب في شمال سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن «إعدام تنظيم داعش 24 مدنيا على الأقل خلال الـ24 ساعة الأخيرة إثر اقتحامه قرية البوير الخميس وخوضه اشتباكات ضد قوات سورية الديموقراطية التي انسحبت من البلدة الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شمال غربي مدينة منبج».
تحذير أميركي من «خدعة» روسية في حلب
باريس - رندة تقي الدين لندن، واشنطن، موسكو، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
شكلت الممرات الإنسانية إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب بعدما أحكمت القوات النظامية السورية وحلفاؤها الحصار عليها، نقطة تجاذب أميركية- روسية، بين تلويح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالانسحاب من الحوار مع موسكو في حال كانت الممرات «خدعة» مقابل تأكيد وزارة الدفاع الروسية أن مهمتها في حلب «إنسانية»، وسط دعوة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى تحسين الخطة، في وقت استهدفت غارات مستشفى للولادة تدعمه منظمة دولية في ريف إدلب.
وقال كيري أمس إنه إذا ثبت أن العملية الروسية في حلب «خدعة»، فإن ذلك سيُعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا في شأن الحل السياسي في سورية، قائلاً: «إذا كانت حيلة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماماً. من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر والوصول إلى تفهم كامل لما يحدث ثم التوصل إلى اتفاق في شأن سبل المضي قدماً، فإن ذلك يمكن أن يفتح فعلياً بعض الاحتمالات».
ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف، قوله إن «العملية الروسية في مدينة حلب إنسانية فحسب». وأضاف: «نحن على استعداد للقيام بأي شيء في إمكاننا لإيصال المساعدات إلى المواطنين المسالمين الذين يحتجزهم الإرهابيون رهائن، وكذلك الذين يلقون أسلحتهم».
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أعلن الخميس بدء «عملية إنسانية واسعة النطاق» في حلب، قبل أن تُعلن القوات النظامية فتح ثلاثة معابر أمام المدنيين الراغبين في الخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة في حلب. وذكر شويغو أن ممراً رابعاً سيفتح في الشمال على طريق الكاستيلو ليسمح «بمرور المسلحين بشكل آمن».
واقترح الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف، أن «تترك لنا روسيا الممرات التي فتحت بمبادرتها»، موضحاً أن «الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يعرفون ما ينبغي القيام به، لديهم الخبرة». وأضاف: «نؤيد مبدئياً وعملياً الممرات الإنسانية في الظروف التي تسمح بحماية المدنيين»، مكرراً الدعوة إلى «هدنات إنسانية من 48 ساعة لإتاحة العمليات عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة» في حلب، في وقت نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي في مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين، قوله إن موسكو «ستدرس بإمعان وتأخذ في الحسبان» مقترحات دي ميستورا.
في المقابل، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الإنسانية الإيحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الآخر في قصف الأحياء الشرقية»، موضحاً أن «المعابر عملياً مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الآخر، أي في مناطق سيطرة قوات النظام». وقال عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد رمضان لوكالة «فرانس برس»: «ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدّث عنها الروس يسميها أهالي حلب ممرات الموت».
كما انتقدت فرنسا بدورها «الممرات الإنسانية» الروسية. وقال مصدر فرنسي إن باريس ترى أن المسار الديبلوماسي للحل السياسي للأزمة السورية «فشل كلياً، لكن فرنسا قررت مع بريطانيا الاستمرار في الضغط حول الوضع في حلب على روسيا». وأضاف أن باريس ولندن «عازمتان على الضغط على الروس وأيضا على الولايات المتحدة في شأن الوضع في حلب... وكل ما يقوله الروس عن فتح بعض الممرات الإنسانية في حلب مجرد مناورة للإعلام، إضافة إلى أن الروس وزعوا منشورات على سكان حلب للقول لهم أن يغادروا المدينة، وهذا عنصر ستستخدمه باريس وبريطانيا للقول إن المنشورات الداعية إلى مغادرة السكان حلب وتحويلهم إلى لاجئين لا تمثل مساعدة إنسانية، بل ينبغي إدخال المساعدات إلى البلد».
وفي جنيف، عقدت جولة مشاورات بين خبراء روس وأميركيين حول التنسيق في ضرب إرهابيي «داعش» و «جبهة النصرة»، وذلك بناء على طلب كيري، بعد يوم من إعلان «جبهة النصرة» تغيير اسمها إلى «جبهة فتح الشام» وفك ارتباطها بتنظيم «القاعدة». وأوضح غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن الخبراء العسكريين الروس والأميركيين سيواصلون مقارنة الخرائط والتحقق من المعلومات حول إحداثيات مواقع الإرهابيين في سورية. ويكمن الهدف الرئيس للمشاورات في ترسيم حدود المناطق الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة» وتلك الخاضعة لما يعرف بـ «المعارضة المعتدلة».
وقال نائب وزير الدفاع الروسي إن الرئيس بشار الأسد «يريد الحل السياسي للخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد»، وإنه سيلتقي نائب المبعوث الدولي رمزي عزالدين رمزي. وأقرت الحكومة الروسية الاتفاقية مع سورية حول نشر مجموعة من القوات الجوية الروسية التي وُقعت في آب (أغسطس) الماضي ودخلت القوات الروسية بموجبها في أيلول (سبتمبر) وقدمتها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للإحالة إلى مجلس الدوما (البرلمان) للتصديق عليها.
على جبهة أخرى، أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» الجمعة، تعرض مستشفى توليد تدعمه في محافظة إدلب (شمال غرب) للقصف، متحدثة عن وقوع ضحايا من دون تحديد العدد. وأكد «المرصد» وقوع «غارات نفذتها طائرات حربية على بلدة كفر تخاريم».
الطيران السوري يواصل قصف حلب... والمعارضة تحذر من «ممرات الموت»
لندن، حلب - «الحياة»، أ ف ب
بقي سكان الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب شمال سورية في منازلهم الجمعة نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم وفي ظل تحذير الفصائل المقاتلة من خطورة سلوك المعابر الإنسانية التي قرر النظام فتحها أمام المدنيين الراغبين في المغادرة، والتي وصفتها المعارضة بـ «ممرات الموت»، في وقت واصل الطيران السوري قصف مناطق مختلفة في حلب وريفها وإدلب المجاورة.
وأفاد مراسل لـ «فرانس برس» في الأحياء الشرقية من مدينة حلب عن غارات كثيفة ينفذها الطيران الحربي منذ الثامنة صباح امس على احياء عدة وخصوصاً منطقة الليرمون.
وعلى رغم إعلان النظام وروسيا الخميس فتح أربعة معابر إنسانية لخروج المدنيين من الأحياء الشرقية، خلت الشوارع اليوم من المارة اذ لزم السكان منازلهم خوفاً من القصف وتوقفت المولدات الكهربائية في عدد من الأحياء بسبب نفاد الوقود.
وقال المراسل ان المعابر الأربعة كانت لا تزال مقفلة اليوم، وهو ما اكده مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» مشيراً إلى أن «المعابر عملياً مقفلة من ناحية الفصائل لكنها مفتوحة من الجانب الآخر، أي في مناطق سيطرة قوات النظام».
وأوضح عبد الرحمن ان «نحو 12 شخصاً فقط تمكنوا من الخروج عبر معبر بستان القصر منذ امس قبل ان تشدد الفصائل المقاتلة اجراءاتها الأمنية وتمنع الأهالي من الاقتراب من المعابر».
وفتحت قوات النظام السوري المعابر الخميس بعد اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء «عملية انسانية واسعة النطاق» في حلب.
وطالبت قوات النظام سكان هذه الأحياء الذين تقدر الأمم المتحدة عددهم بنحو 250 ألف شخص بالخروج، ومقاتلي المعارضة بتسليم سلاحهم تزامناً مع إصدار الرئيس بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح العفو «لكل من حمل السلاح» وبادر الى تسليم نفسه خلال مدة ثلاثة اشهر.
وتشكك المعارضة السورية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، في ظل الحصار الكامل المفروض على الأحياء الشرقية منذ الـ17 من الشهر الحالي واستمرار القصف بوتيرة يومية.
ووفق عبد الرحمن «يريد الروس والنظام من خلال فتح المعابر الإنسانية الإيحاء بأنهم يريدون حماية المدنيين لكنهم يستمرون في المقلب الآخر في قصفهم الأحياء الشرقية».
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وتبادلاً للقصف بين الفصائل المقاتلة التي تسيطر على الأحياء الشرقية وقوات النظام التي تسيطر على الأحياء الغربية.
وقال عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد رمضان لـ «فرانس برس»: «ليس هناك اي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها اهالي حلب ممرات الموت».
وأضاف عبر الهاتف: «نعتبر الإعلان الروسي ومطالبة المدنيين بمغادرة مدينتهم جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وهو ما يتنافى مع التزامات روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن»، مشدداً على انه لا يحق «لدولة ان تغزو بلداً آخر وتطالب سكان مدينة كحلب بمغادرتها من دون ان يكون هناك ما يبرر ذلك».
وكان المنسق العام لـ «الهيئة العليا للمفاوضات» الممثلة لأطراف واسعة في المعارضة السورية رياض حجاب وجه امس رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ندد فيها بـ «بتغيير ديموغرافي وتهجير قسري» في حلب.
وأعلنت المعارضة وفق رمضان حلب «مدينة منكوبة» في ظل «مخطط يشارك فيه الطيران الروسي والحرس الثوري الإيراني لتهجير الأهالي من مدينتهم»، مضيفاً ان ما يجري «تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها سواء كانوا مدنيين ام مقاتلين».
وتتهم المعارضة والفصائل قوات النظام باستخدام سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرتها وإخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى تسليم سلاحهم. ويقول مصدر ديبلوماسي غربي لـ «فرانس برس»: «الروس والنظام يريدون دفع الناس الى تسليم انفسهم»، مضيفاً: «ما يريدونه هو الاستسلام وتكرار ما حدث في حمص» العام 2014 حين تمّ اخراج نحو ألفي مقاتل من المدينة القديمة بعد عامين من الحصار المحكم والقصف شبه اليومي من قوات النظام.
ويرى مدير الأبحاث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس كريم بيطار في تصريحات إلى وكالة «فرانس برس» ان «سكان حلب يواجهون معضلة وجودية رهيبة، اذ غالباً ما يضطرون الى الاختيار بين خطري الموت جوعاً او خلال فرارهم».
وفي غياب اي وقف حقيقي للقتال، يشير بيطار الى ان «علامات استفهام كبرى تُطرح عما اذا كان ما تسمى الممرات الإنسانية ستجعل عملياً المدنيين بمنأى عن الأذى». ويضيف: «سكان حلب في محنة ويعيشون حالة من انعدام الثقة وهو امر مفهوم بعدما اثبتت المأساة السورية ان الجانب الإنساني غالباً ما يوظف كخدعة لتعزيز مصالح جيوسياسية».
ويسأل بيطار: «اذا كان الهدف فعلاً حماية سكان حلب لماذا لا يسمح لعمال الإغاثة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول في شكل كاف الى المدنيين الذين هم في حاجة ماسة الى المساعدة».
وفي سياق متصل، شددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان على «وجوب حماية» من يقرر البقاء في الأحياء الشرقية مطالبة الأطراف كافة بالسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إليهم وتقييم احتياجاتهم.
ويجمع محللون على ان خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب سيشكل ضربة قاسية للمعارضة. ويقول بيطار: «سقوط حلب يعني ان الأسد وبوتين حققا احد اهدافهما الرئيسية واستعادا اليد الطولى» في سورية.
ودانت الخارجية التركية «الحصارَ الذي تفرضه قوات الأسد وحلفاؤها على المدنيين في القسم الشرقي لمدينة حلب تحت ستار ما وصفته بمكافحة الإرهاب واتفاق وقف الأعمال القتالية»، معتبرة أن هذا الأمر يُعد «أمرًا مؤسفًا وغير مقبول إطلاقًا». ولفتت الخارجية إلى أن «نظام الأسد وحلفاءه غير صادقين» فيما يتعلق بالجهود الرامية لإيجاد حل سياسي لسورية، بل إنهم يبحثون عن نتائج تأتي عبر الطرق العسكرية، مشيرة إلى ضرورة إنهاء الحصار المفروض على حلب وتوفير الأمن والمساعدات الإنسانية للمُحاصَرين من دون انقطاع تحت إشراف الأمم المتحدة.
وكان الاتحاد الأوروبي دعا إلى وقف كل أشكال العمليات العدائية وفك الحصار عن مدينة حلب وإدخال المساعدات الإنسانية».
الى ذلك، قال «المرصد السوري» ان الطيران الحربي استهدف «مناطق في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أسفر عن استشهاد مواطن ومواطنة وإصابة آخرين بجراح، كذلك ارتفع إلى 5 بينهم قيادي عسكري في حركة إسلامية عدد مقاتلي الفصائل الذين قضوا خلال اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مخيم حندرات بريف حلب الشمالي». وجدد الطيران الحربي قصفه مناطق في أحياء الصاخور وطريق الباب وكرم حومد والفردوس والمواصلات القديمة والشعار في مدينة حلب «ما أسفر عن استشهاد شخص في حي طريق الباب، وإصابة أشخاص عدة ومعلومات عن شهداء آخرين، بينما قصفت قوات النظام مناطق في حي باب النيرب بمدينة حلب، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الباب بريف حلب الشرقي».
وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل من طرف آخر في محيط الصالات الصناعية بأطراف حلب، كما استهدف الطيران الحربي مناطق في بلدتي حريتان وحيان بريف حلب الشمالي، وسط قصف قوات النظام لمناطق في بلدتي حريتان وعندان بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في بلدة دارة عزة بريف حلب الغربي، ما أسفر عن اندلاع الحرائق في دارة عزة، ترافق مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في بلدة حريتان، كذلك سقطت قذيفة أطلقتها الفصائل على منطقة في حي جمعية الزهراء بمدينة حلب، وفق «المرصد».
وفي ريف ادلب المجاور، قال «المرصد» إن «الطيران الحربي استهدف مناطق في مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما أسفر عن استشهاد 4 مواطنين بينهم مواطنة وإصابة أشخاص عدة بينهم مواطنات، كذلك استشهد شخصان اثنان وأصيب آخرون بجراح، بسبب قصف الطائرات الحربية لمناطق في بلدة أبو الظهور بريف إدلب، فيما استهدف الطيران الحربي مناطق في أطراف بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي الشرقي».
واشنطن لا ترى تغييراً في «النصرة» و «فتح الشام» تصدر بيانها الأول
لندن، واشنطن - «الحياة»، أ ف ب
اعتبرت الإدارة الأميركية أن «جبهة النصرة» لا تزال تعتبر «مجموعة إرهابية» وتهديداً للولايات المتحدة على رغم إعلانها فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، في وقت أصدرت «جبهة فتح الشام» التي ورثت «النصرة» بيانًا أوضحت فيه «مبادئها العقدية والسياسية والعسكرية»، داعية إلى الاجتماع و «توحيد الصف».
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست، أن الولايات المتحدة «لا تزال تعتقد أن قادة جبهة النصرة لديهم نية لتنفيذ اعتداءات ضد دول غربية».
وشدد الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، على «أننا لا نرى أي سبب للاعتقاد بأن أعمالهم أو أهدافهم أصبحت مختلفة»، بعد أن أعلنوا فك ارتباطهم بـ «القاعدة». وأضاف: «لا نزال نعتبر أنهم منظمة إرهابية أجنبية»، موضحاً: «نحن نحكم على هذه المجموعات بناء على ما تفعله، وليس على الأسماء التي تتخذها».
وأعلنت «جبهة النصرة» الخميس، فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة» الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، وذلك بلسان زعيمها أبو محمد الجولاني الذي كشف وجهه للمرة الأولى.
وفي شريط فيديو بثّته قناة «الجزيرة» القطرية و «أورينت» السورية، أعلن الجولاني تغيير اسم «النصرة» الى «جبهة فتح الشام».
ويعقب فك «النصرة» ارتباطها بـ «القاعدة» اتفاق روسي - أميركي تم التوصل إليه قبل أسبوع لتنسيق الجهود العسكرية ضد تنظيم «داعش» و «النصرة» في سورية.
وقال مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر، خلال منتدى أمني في أسبن، في غرب الولايات المتحدة، أن «النصرة تحاول توحيد جماعات المعارضة السورية الأخرى وحشدها». وأضاف أن حقيقة انفصال «النصرة عن القاعدة لا يزال يتعين التثبّت منها».
و «جبهة النصرة» أكبر مجموعة إسلامية في سورية بعد تنظيم «داعش». وبرزت في بداية 2012، أي بعد عشرة أشهر على بدء حركة احتجاج سلمية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ما لبثت أن تحوّلت نزاعاً دامياً بعد تصاعد نفوذ التنظيمات المتطرفة.
في نيسان (أبريل) 2013، رفضت «جبهة النصرة» الاندماج مع «داعش» وبايعت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، الذي أعلن في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته، أن «النصرة» هي الممثل الوحيد لـ «القاعدة» في سورية.
وأعلن رئيس القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جو فوتل الخميس، أن «جبهة النصرة ما زالت تشكّل في الواقع تهديداً، وأنها على علاقة بتنظيم القاعدة على رغم إعلانها فك ارتباطها به».
وقال خلال المنتدى الأمني في إسبن: «إن هذه المنظمات ماكرة للغاية، وتتمتع بمرونة في شكل غير عادي. ينبغي أن نتوقع قيامها بأشياء».
وأضاف فوتل الذي يشرف على القوات الأميركية في سورية والعراق وأفغانستان: «يمكنهم إضافة فرع الى شجرة، وجعله مختلفاً قليلاً، لكن هذا الفرع يجد جذوره في أيديولوجية ومفهوم أصولي. ووسط هذا كله، فإنه لا يزال تنظيم القاعدة». وتابع: «يتعين علينا مواصلة الاهتمام بهم على الأمد الطويل، لا يمكننا أن نعتمد فقط على ما يفعلونه اليوم».
وقالت «جبهة فتح الشام» في أول بيان لها، أن هدفَ «الجبهة من جهادها تحكيم الشريعة، مؤكدة الالتزام بالسياسة الشرعية وفق منهج السنّة النبوية».
وأضافت أنها «تستمد عقيدتها ومنهجها من علماء أهل السنّة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم»، واعتبرت أن «دفع العدو الصائل على الدين وحرمات المسلمين من أهم فروض اﻷعيان، ولا يشترط له شرط بل يُدفع بحسب اﻹمكان». وتابعت الجبهة في بيانها: «ننبذ الفرقةَ والاختلافَ وندعو إلى جَمْع الكلمة والائتلاف، ونرى وجوبَ اجتماع اﻷمة بعامة والمجاهدين بخاصة على الحق وتحت راية واحدة».
التحالف الدولي يقر بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين
الحياة...واشنطن - أ ف ب
أقر التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين في الغارات التي يشنها في العراق وسورية خلال الأشهر الأخيرة، ليصل العدد الإجمالي للضحايا المعترف به رسمياً منذ بداية حملة القصف إلى 55 قتيلاً، في وقت ارتفعت حصيلة ضربات التحالف على بلدة شمال سورية إلى 41 قتيلاً، بينهم 28 مدنياً.
والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن حملة قصف تستهدف المتطرفين منذ آب (أغسطس) 2014، لا يعترف بسقوط ضحايا مدنيين إلا بعد إجرائه تحقيقاً يستلزم إجراءات طويلة. وقد وجهت إليه اتهامات بأنه يقلل إلى حد كبير من تقديراته لعدد المدنيين الذين قضوا نتيجة لغاراته.
وأدت ضربات التحالف الدولي في سورية إلى مقتل 600 مدني، بينهم 136 طفلاً وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وعلى سبيل المثل، أشار «المرصد» الذي يتخذ من لندن مقراً ويملك شبكة مصادر في سورية، إلى أن غارة شنها التحالف الخميس أدت إلى مقتل «15 مدنياً على الأقل» في شمال منبج، حيث تدور معركة شرسة من أجل استعادة المدينة من أيدي «داعش».
ولفتت منظمة «إروورز» غير الحكومية ومقرها لندن، إلى أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين قضوا بضربات التحالف في سورية والعراق يتجاوز 1500 قتيل.
وجزمت القيادة الأميركية الوسطى في بيان الخميس، بسقوط مزيد من القتلى في صفوف المدنيين، مشيرة تحديداً إلى مقتل ثلاثة أشخاص في ضربة استهدفت في 5 نيسان (أبريل) هدفاً يحتفظ به تنظيم «داعش» باحتياط نقدي في الموصل بالعراق.
وقتل أربعة أشخاص أيضاً في 29 نيسان في الموصل، بغارة استهدفت الأسترالي نيل براكاش الذي يعتبر عضواً مؤثراً يقوم بعمليات تجنيد لمصلحة تنظيم «داعش». وأوضح بيان القيادة الأميركية الوسطى أن قنبلة أو صاروخاً «أصاب ثلاثة مدنيين على الطريق ومدنياً في مبنى مجاور».
وفي 26 نيسان، قتل مدني في القيارة بالعراق بسبب ظهوره في شكل غير متوقع قرب الهدف بعد أن كانت الضربة قد نفذت، وفق ما أوضحت القيادة الأميركية الوسطى. وقالت القيادة في بيانها: «نأسف بشدة للخسائر غير المقصودة في الأرواح والإصابات الناجمة عن الضربات، ونعرب عن تعاطفنا» مع جميع الأطراف المعنيين.
وأعلن التحالف الدولي الأربعاء فتح تحقيق رسمي حول غارة تم تنفيذها في 19 تموز (يوليو) قرب منبج وأدت إلى مقتل 56 شخصاً على الأقل وفق «المرصد».
وقال «المرصد» أمس: «ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة ضربات جوية نفذتها طائرات حربية تابعة للتحالف الدولي بعد منتصف ليل أمس على بلدة الغندورة، إلى 41 شخصاً على الأقل، 28 منهم مدنيون بينهم سبعة أطفال».
وأوضح أن «القتلى الآخرين وعددهم 13 لم يتم التعرف إلى هوياتهم بعد ولم يعرف ما إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين من تنظيم داعش الذي يسيطر على البلدة الواقعة في ريف منبج بمحافظة حلب».
وكانت حصيلة أولية لـ «المرصد» الخميس أفادت بمقتل 15 مدنياً على الأقل.
وتقع الغندورة على بعد نحو 23 كيلومتراً شمال غربي مدينة منبج المحاصرة من قوات سورية الديموقراطية التي تشن منذ 31 أيار (مايو) هجوماً في المنطقة بمؤازرة من التحالف الدولي بقيادة أميركية.
وحضّت منظمة العفو الدولية قوات التحالف على «مضاعفة جهودها لمنع سقوط ضحايا من المدنيين والتحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الإنساني الدولي»، موضحة أن القصف على التوخار «قد يكون هو الذي خلف أفدح خسارة في أرواح المدنيين» من جانب التحالف منذ بدء تدخله في سورية في صيف 2014.
موسكو تدرس خطة دي ميستورا لحلب وباريس تشكك في «الممرات» الروسية
لندن، موسكو، جنيف، باريس - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
نقلت وكالة الإعلام الروسية عن السفير الروسي في مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين قوله إن موسكو «ستدرس بإمعان وتأخذ في الحسبان» مقترحات المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لتحسين خطتها الإنسانية في حلب، في وقت رأت فرنسا الجمعة ان «الممرات الإنسانية» التي اقامها النظام السوري بعدما اعلنت عنها روسيا للسماح بإخلاء الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب لا تقدم «حلاً مجدياً» للوضع.
وكان دي ميستورا قال أمس إنه يجب تحسين خطة إنسانية طرحتها روسيا لإغاثة ما يصل إلى 300 ألف مدني محاصرين في مدينة حلب السورية، مقترحاً أن تترك موسكو مسؤولية أي عملية إجلاء إلى الأمم المتحدة.
وقال دي ميستورا للصحافيين: «ما أفهمه هو أن الروس مستعدون (لإدخال) تحسينات رئيسية». وأضاف أن خبراء الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يعرفون ما يفعلون ويتمتعون بالخبرة اللازمة. وتابع «هذا عملنا».
في باريس، قال الناطق باسم وزارة الخارجية رومان نادال ان «القانون الدولي الإنساني يفرض ايصال المساعدة بصورة عاجلة» الى السكان المحاصرين. وأضاف انه «في هذا الوضع، لا تقدم فرضية اقامة «ممرات انسانية» تتضمن الطلب من سكان حلب مغادرة المدينة، حلاً مجدياً للوضع».
وتابع انه «يجب ان يكون بوسع سكان حلب البقاء في منازلهم بأمان والحصول على كل المساعدة التي يحتاجون اليها، هذه هي الأولوية».
وفتحت قوات النظام السوري الخميس ثلاثة معابر امام المدنيين الراغبين في الخروج من الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب، بعد اعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بدء «عملية انسانية واسعة النطاق» في حلب.
وأوضح شويغو ان ممراً رابعاً سيفتح في الشمال، على طريق الكاستيلو ليسمح «بمرور المقاتلين المسلحين في شكل آمن»، مؤكداً ان الأمر لا يتعلق سوى «بضمان امن سكان حلب».
وتقدر الأمم المتحدة عدد سكان هذه الأحياء بنحو 250 ألف شخص.
وأعلن عن هذه الممرات تزامناً مع اصدار الرئيس بشار الأسد مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح العفو «لكل من حمل السلاح» وبادر الى تسليم نفسه خلال مدة ثلاثة اشهر.
وتشكك المعارضة السورية ومنظمات حقوقية ومحللون في نوايا النظام السوري وحليفته روسيا، في ظل الحصار الكامل المفروض على الأحياء الشرقية منذ الـ17 من الشهر الحالي واستمرار القصف بوتيرة يومية.
ولزم سكان الأحياء الشرقية منازلهم الجمعة نتيجة القصف العنيف الذي تتعرض له مناطقهم وفي ظل تحذير الفصائل المقاتلة من خطورة سلوك المعابر الإنسانية التي وصفتها المعارضة بـ «ممرات الموت».
واشنطن تخشى حيلة روسية في حلب
المستقبل.. (أ ف ب، رويترز، الهيئة السورية للإعلام)
أبدت الولايات المتحدة المتفرجة على حصار حلب، خشيتها من أن تكون فكرة «الممرات الآمنة» التي اقترحتها موسكو في حلب مجرد حيلة، مع استمرار آلة القتل الروسية ـ الأسدية في حصد أرواح المدنيين السوريين في عاصمة الاقتصاد السوري، بعدما أتمت حصارها للأحياء الشرقية الخارجة عن سيطرة النظام، مواصلة قصف تلك الأحياء، وموسعة حلقة الموت نحو إدلب حيث قصفت مستشفى تدعمه منظمة «سيف ذا تشيلدرن» (أنقذوا الأطفال) العالمية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز في إفادة صحافية «ننظر في إعلان روسيا إقامة ممرات إنسانية، لكن بالنظر إلى سجلهم في ذلك فنحن متشككون على أقل تقدير».

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إنه إذا ثبت أن العملية الإنسانية الروسية في حلب حيلة، فإن ذلك سيعرض للخطر التعاون بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحل السياسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية.

وأوضح «إذا كانت حيلة، فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماماً». وأضاف «من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر والوصول إلى تفهم كامل لما يحدث ثم التوصل إلى اتفاق بشأن سبل المضي قدماً، فإن ذلك يمكن أن يفتح فعلياً بعض الاحتمالات».

ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن العملية خدعة قال كيري: «يساورنا قلق عميق بشأن التعريف، ولقد تحدثت إلى موسكو مرتين في الأربع والعشرين ساعة الماضية». وأضاف «من المحتمل بشدة أن تكون تحدياً لكن لدينا فريق يجتمع ويعمل على ذلك، وسوف نتبين ما إذا كانت حقيقية أم لا. نحن ببساطة لا نعرف.. ولن نعرف ذلك تمام المعرفة إلا بعد أن ننتهي من المحادثات».

ولم يذكر كيري ما إذا كانت المحادثات جارية ولم يحدد كذلك مع من تحدث في موسكو. وعادة ما يتحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.

أما فرنسا فرأت أن «الممرات الإنسانية» لا تقدم «حلاً مجدياً» للوضع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رومان نادال إن «القانون الدولي الإنساني يفرض إيصال المساعدة بصورة عاجلة» الى السكان المحاصرين. وأضاف أنه «في هذا الوضع، لا تقدم فرضية إقامة ممرات إنسانية تتضمن الطلب من سكان حلب مغادرة المدينة، حلاً مجدياً للوضع». وتابع أنه «يجب أن يكون بوسع سكان حلب البقاء في منازلهم بأمان والحصول على كل المساعدة التي يحتاجون اليها، هذه هي الأولوية».

وفي موسكو، قال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف إن العملية الروسية في مدينة حلب إنسانية فحسب. وأضاف «نحن على استعداد للقيام بأي شيء بإمكاننا لإيصال المساعدات للمواطنين المسالمين الذين يحتجزهم الإرهابيون رهائن، وكذلك للمتشددين الذين يلقون أسلحتهم».

وخرجت تظاهرة في حي الفردوس في حلب المحاصرة طالبت الثوار بالتوحد وفك الحصار عن المدينة، كذلك خرجت مظاهرة في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، حيت الثوّار وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لمنع ما يجري في حلب من مجازر ومذابح وحصار مطبق ضد المدنيين.

وقالت الأمم المتحدة إنها «مبدئياً وعملياً« تدعم المبادرات من هذا النوع وتقترح الإشراف على هذه الممرات. وقال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستيفان دو ميستورا «إن الأمم المتحدة وشركائها الإنسانيين يعرفون ما يتعين فعله. ولديهم خبرة».

وقال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان «ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات إنسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت». وأضاف «نعتبر الإعلان الروسي (...) جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية».

ورأى أن ما يجري في حلب «تدمير كامل ومنهجي للمدينة على سكانها سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين»، في وقت اعتبرت عضو وفد المعارضة الى جنيف بسمة قضماني أن «هذه المعابر ليست مخصصة لإدخال المساعدات إنما لإخراج الناس».

ميدانياً، تمكن الثوار أمس من إلحاق خسائر بشرية في صفوف قوات الأسد وميليشياتها الطائفية على جبهة الكاستيلو شمال مدينة حلب، في حين واصلت مقاتلات الاحتلال الروسي استهداف أحياء المدينة، ما أوقع شهداء مدنيين بينهم أطفال.

وذكر ناشطون أن خمسة مدنيين بينهم أطفال استشهدوا في حي بستان القصر، إثر غارات روسية بالقنابل الفراغية.

وقال ناشطون إن مجموعة من الثوار تمكنت من التسلل لموقع تابع للقوات والميليشيات على جبهة الكاستيلو واشتبكت مع الأخيرتين عن قرب، ما أسفر عن مقتل العديد من عناصر الأعداء، قبل أن تتمكن مجموعة الثوار من الانسحاب من المنطقة بأمان. وتمكن الثوار من تدمير سيارة محملة بالذخيرة بصاروخ مضاد للدروع على جبهة الكاستيلو، ما أوقع المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الأسد والميليشيات الطائفية.

وواصل الطيران الروسي والنظام استهداف مناطق الاشتباكات والمدن والبلدات الخاضعة لسيطرة الثوار في كل من عندان حريتان وبيانون وكفرحمرة وحيان والليرمون في الريف الشمالي لحلب.

وقتل عشرة مدنيين على الأقل بينهم خمسة أطفال وثلاث نساء في ثلاث غارات جوية على مدينة الأتارب الواقعة غرب مدينة حلب بشمال سوريا وتسيطر عليها الفصائل المقاتلة، وفق ما أعلن المرصد السوري.

وقال المرصد «استشهد 10 أشخاص بينهم 5 أطفال وأصيب عدة أشخاص آخرين من جراء مجزرة جديدة نفذتها طائرات حربية في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي حيث استهدفت بثلاث غارات مناطق في الشارع الرئيسي ووسط البلد في المدينة». وأضاف أن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».

وفي إدلب، أعلنت منظمة «سايف ذي تشيلدرن» أمس تعرض مستشفى توليد تدعمه للقصف في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، مشيرة الى وقوع ضحايا، بحسب ما كتبت على موقع «تويتر».

وكتبت المنظمة «مستشفى توليد تدعمه سايف ذي تشيلدرن في إدلب تعرض للقصف»، متحدثة عن «ضحايا من دون تأكيد العدد».

وأفاد المرصد السوري عن «غارات نفذتها طائرات حربية على بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب الشمالي الغربي استهدفت مشفى ومركزاً للدفاع المدني»، ما أسفر عن دمار في المشفى لافتاً الى «معلومات أولية عن سقوط جرحى».

وفي بيان أصدرته المنظمة لاحقاً، أوضحت أن القصف استهدف مدخل المستشفى، الذي «يؤمن خدمات طبية لنحو 1300 امرأة ويشهد أكثر من 300 ولادة شهرياً». وأضافت أن «61 في المئة من المرضى هم من النساء و39 في المئة من الأطفال».

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها مستشفيات للقصف في سوريا، وتحديداً في محافظتي إدلب وحلب (شمال). وتسببت غارات جوية الأسبوع الماضي على حي الشعار في مدينة حلب بتوقف أربعة مستشفيات وبنك للدم عن العمل.
 

الوحدات الكردية تنضم لميليشيات إيران لمحاصرة حلب

(العربية.نت)
لم يقتصر حصار مدينة حلب على تضييق الخناق على المدنيين من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي، والحرس الثوري الإيراني والميليشيات الشيعية فحسب، بل أفادت تقارير بانضمام وحدات الحماية الكردية إلى حملة محاصرة حلب بتعاونها مع ميليشيات «لواء الباقر» الشيعية المدعومة من إيران، والتي تضم عناصر أغلبهم من شيعة سوريا.
وفي هذا السياق، نشر موقع «تقارير الحرب» الناطق بالفارسية، والذي يرصد التدخل الإيراني العسكري في سوريا والعراق بشكل خاص، صورا عن تواجد وحدات الحماية الكردية إلى جانب ميليشيات لواء الباقر، في حي الشيخ مقصود في حلب، عقب السيطرة عليه.
وفي إحدى الصور التي التقطت الخميس، يقف قائد لواء الباقر، المدعو الحاج خالد الملقب «أبو حسين»، وسط عناصره وعناصر الميليشيات الكردية، في حي الشيخ مقصود وهم يستعدون لمعركة محاصرة حلب.
أما في الصورة الأخرى فيظهر أبو حسين مع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي ساهم في تشكيل لواء الباقر الذي شارك في عمليات الحرس الثوري في ريف حلب الجنوبي ضد المعارضة السورية، خاصة في منطقة تل البكارة.
إنتكاسات أميركية كبرى في سوريا
اللواء..(رويترز)
تعرضت محاولات وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإقامة تعاون عسكري مع روسيا في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا لضربتين كبيرتين ربما تكونا قاضيتين.
فقد قال جيش النظام السوري إنه قطع كل طرق الإمداد المؤدية إلى الجزء الشرقي من مدينة حلب - وهي أهم معقل للمعارضة حاليا في البلاد - وطلبت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد من السكان مغادرة المدينة.
وقال مسؤولون أميركيون طلبوا عدم ذكر أسمائهم يوم الخميس إن الخطوة تبدو وكأنها محاولة لاستباق طلب أميركي بأن تفتح روسيا وسوريا طريقا رئيسيا يؤدي إلى حلب قبل بدء محادثات بشأن إقامة مركز مشترك للمخابرات لتنسيق الضربات الجوية ضد الدولة الإسلامية.
ثم أعلنت جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة يوم الخميس إنهاء علاقتها بالتنظيم المتشدد وغيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام لتجنب ما تقول إنه ذريعة من الولايات المتحدة ودول أخرى لمهاجمة السوريين.
وعلى الرغم من أن مسؤولا أميركيا وصف الخطوة بأنها «مجرد تغيير في الاسم» إلا أن الخطوة تعقد الاقتراح الأميركي بأن تقصر روسيا وسوريا الضربات الجوية على النصرة والدولة الإسلامية فقط دون جماعات المعارضة التي تدعمها واشنطن وحلفاؤها.
وقال المسؤول «بعد إنكار صلاتها بالقاعدة - وهو ما حدث بمباركة وموافقة القاعدة ذاتها - جعلت النصرة من الصعب عزلها عن باقي جماعات المعارضة المعتدلة التي قد ينضم أفراد منها للجبهة لأنها أقوى من بعض الجماعات التي ينتمون لها الآن».
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن واشنطن أوضحت مخاوفها بشأن إعلان فتح ممر إنساني في حلب وإن وجهة نظرها بشأن جبهة النصرة لم تتغير بتغيير اسمها.
وقال كيربي «لكننا ما زلنا ملتزمين بالاقتراحات التي توصلت إليها الولايات المتحدة وروسيا لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا بشكل أفضل وتوفير الأرضية اللازمة لاستئناف المحادثات السياسية. إذا تم تطبيق تلك الاقتراحات بالكامل وبحسن نية يمكنها أن تحقق لنا نجاحا سعينا وراءه حتى الآن دون جدوى».
وأضاف «ولكن كما أوضح الوزير نحن عمليون حيال تلك الجهود وسنتطلع إلى وفاء روسيا بالتزاماتها كما نفي نحن. هذا سيكون الأساس. العامل المحدد للنجاح هنا».
وللولايات المتحدة هدفان لا ينفصلان في سوريا هما إنهاء العنف - الذي تقدر الأمم المتحدة أنه قتل 400 ألف شخص - وبدء عملية سياسية بدون الأسد الذي قال الرئيس باراك أوباما إنه يجب أن يرحل.
لكن وعلى الرغم من أن واشنطن وموسكو عبرتا عن أملهما في التوصل لطريقة للتعاون ضد الدولة الإسلامية إلا أن اقتراح كيري يواجه صعوبات منذ البداية بسبب الأهداف المتناقضة للدولتين هناك وبسبب معارضة مسؤولين عسكريين وآخرين بالمخابرات الأميركية.
ويشكك مسؤولون أميركيون في الادعاءات الروسية والسورية بأن هدف إجلاء المدنيين من حلب هو تمهيد الطريق للمساعدات الإنسانية لدخول المدينة المحاصرة التي يعيش فيها ما بين 200 و300 ألف مدني وليس لديهم من الأغذية إلا ما يكفيهم لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
وتساءل أحد المسؤولين «لماذا تريد أن تخلي مدينة تريد أن ترسل إليها مساعدات إنسانية؟».
وأضاف «من الوهلة الأولى سيبدو ذلك وكأنه جهد أحادي من جانب موسكو والأسد لاستباق طلب كيري إنهاء الحصار على حلب قبل بدء المفاوضات على القضايا الأكبر. إذا لم يكن اقتراح كيري (للتعاون العسكري مع موسكو) ميتا فهو على ما يبدو يحتضر».

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,203,837

عدد الزوار: 7,623,644

المتواجدون الآن: 0