بالفيديو.. لحظة استهداف مفخخات "فتح الشام" للميليشيات الشيعية بريف حلب...المعارضة تبدأ «ملحمة حلب» والنظام يصعَّد «حرب المستشفيات»..مصالحات فاشلة للنظام مع أهالي درعا تنتهي بالقصف وقصف مستشفى في جنوب سوريا...قلق في الأحياء الشرقية لحلب... وغارات على درعا وغوطتي دمشق...معركة فك حصار حلب انطلقت... هآرتس: إصابة قائد الباسيج في القنيطرة

قوات المعارضة تشن هجوما لكسر الحصار عن مناطقها في حلب وجيش الفتح يحرر أقوى الثكنات العسكرية للنظام...صيف حار ينتظر وادي بردى : النظام و«حزب الله» يتهيآن للحسم

تاريخ الإضافة الإثنين 1 آب 2016 - 5:34 ص    عدد الزيارات 2017    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

 
بالفيديو.. لحظة استهداف مفخخات "فتح الشام" للميليشيات الشيعية بريف حلب
    أورينت نت - خاص
بث المكتب الإعلامي لـ "جيش الفتح" مقطع فيديو يظهر استهداف مفخخات جبهة فتح الشام لمواقع الميليشيات الشيعية في مدرسة الحكمة بريف حلب الجنوبي. وتبين الصور تقدم المدرعات المفخخة باتجاه كتل الأبنية التي تتحصن بها قوات الاسد وميليشياته في مدرسة الحكمة، وبعد وصولها إلى الهدف المنشود انفجرت ما خلف دماراً كبيراً ومقتل العشرات من العناصر الموجود بداخلها. وتمكن الثوار بعد التفجير من السيطرة على المدرسة وأسر 12 عنصراً من النظام.
في السياق ذاته، أعلن الناطق الرسمي باسم جيش الفتح عن تحرير مشروع "1070" في منطقة الحمدانية بشكل كامل، وسط هروب جماعي من الميليشيات الشيعية التي تركت سلاحها دون قتال، في حين أعلنت غرفة عمليات فتح حلب عن انطلاق المرحلة الثانية من المعركة.
ويأتي تقدم فصائل الثوار بعد ساعات من إعلان معركة فك الحصار عن مدينة حلب، والتي تمكنت خلالها من السيطرة على تلال مؤتة والمحبة والجمعيات وأحد وكتيبة الصواريخ ومدرسة الحكمة وعدة نقاط في المنطقة وسط قصف عنيف من قبل الطائرات الحربية، كما تمكن الثوار من السيطرة على تلة السيرياتل الاستراتيجية وقرية العامرية.
 
قوات المعارضة تشن هجوما لكسر الحصار عن مناطقها في حلب
 (رويترز) (إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)
 شنت قوات المعارضة السورية هجوما رئيسيا أمس الأحد على المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في جنوب غرب حلب في أول هجوم رئيسي لاستعادة أراض بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم عندما شدد الجيش وحلفاؤه الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بحلب الواقعة في شمال سورية.
وقالت غرفة عمليات للمعارضة المسلحة يضم جبهة فتح الشام التي شُكلت حديثا وأحرار الشام إن قوات المعارضة سيطرت على مواقع الجيش في المناطق الجنوبية الغربية التي تسيطر عليها الحكومة في حلب في
الساعات القليلة الأولى من بدء المعركة لكسر الحصار الذي فُرض على المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.
وأكد الجيش السوري في وسائل الإعلام الرسمية أن المعارضين المسلحين شنوا هجوما ولكنه قال إن مقاتليه صدوا المعارضين من قاعدة مدفعية تابعة للقوات الجوية ونفى سيطرة قوات المعارضة على مدرسة
الحكمة.
ومازال ربع مليون مدني يعيشون في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة في حلب تحت الحصار بشكل فعلي منذ أن قطع الجيش الذي يدعمه مقاتلون مدعومون من إيران الطريق الأخير المؤدي إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في أول يوليو يوليو.
جيش الفتح يحرر أقوى الثكنات العسكرية للنظام
 المصدر : جنوبية
جيش الفتح يعلن تحرير مشروع ” 3000 شقة” جنوب الحمدانية بشكل كامل والذي يعتبر من أقوى الثكنات العسكرية للنظام في حلب .
وأعلن قائد ميداني في جيش الفتح أنّهم على أسوار كلية المدفعية بحلب.
المعارضة تبدأ «ملحمة حلب» والنظام يصعَّد «حرب المستشفيات»
دمشق، بيروت، الرياض، طهران، لندن - «الحياة»، رويترز، أ ف ب
بدأت فصائل سورية معارضة أمس معركة «ملحمة حلب» لفك الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة، بالتزامن مع إصرار الطيران السوري على «حرب المستشفيات»، واستهداف مراكز طبية في مناطق المعارضة في حلب وريفها ودرعا جنوباً. في الوقت ذاته وصل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى طهران، بالتزامن مع إجراء نائبه رمزي عزالدين رمزي محادثات في دمشق لدرس «الانتقال السياسي» قبل استئناف مفاوضات السلام في جنيف نهاية الشهر المقبل
وأفاد «مركز حلب الإعلامي» المعارض بأن فصائل معارضة بدأت أمس «معركة تحرير مدينة حلب في هجوم في ريف حلب الجنوبي وجبهات أخرى من المدينة، حيث استطاع ثوار جيش الفتح السيطرة على نقاط في الريف الجنوبي». ولفت إلى أن الفصائل أطلقت على المعركة «ملحمة حلب الكبرى في يوم الغضب حيث يشارك في الملحمة جيش الفتح وكل الفصائل العسكرية في مدينة حلب وريفها». وأكدت «حركة أحرار الشام الإسلامية» أن مقاتليها سيطروا على تلة المحبة التي تطل على قرية الشرفة و «كسروا خطوط الدفاع» للقوات النظامية والميليشيات الموالية جنوب حلب.
إلى ذلك، أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «طائرات حربية شنّت غارات على منطقتي القبر الإنكليزي والهراميس في ريف حلب الشمالي ومنطقتي المطاحن وبنك الدم في مدينة الأتارب في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث قتل أشخاص بقصف طائرات حربية لمناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي. وسقط صاروخ أرض – أرض على حي الجلوم، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي بستان الباشا».
ويرمي هجوم المعارضة إلى فك الحصار عن الأحياء الشرقية لحلب والتي بات ربع مليون شخص فيها تحت حصار محكم من القوات النظامية والميليشيات الموالية، في وقت بث التلفزيون الرسمي أن 150 مدنياً معظمهم نساء وأطفال غادروا المناطق الشرقية المحاصرة في حلب. كما بثّ صوراً لعناصر أفاد بأنهم معارضون «سلّموا أنفسهم» الى القوات النظامية.
وبعد أيام على استهداف مستشفيات ومراكز طبية في حلب وريفها وفي إدلب، شن الطيران السوري أمس غارات على مستشفى في مدينة جاسم بريف درعا. وأفادت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة بأن 4 غارات أدت الى مقتل 7 اشخاص وتدمير المستشفى في شكل كامل.
سياسياً، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) بأن دي ميستورا أجرى في طهران أمس محادثات مع مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري انصاري قبل لقائه وزير الخارجية محمد جواد ظريف للبحث في «الأزمة السورية والمفاوضات المتعلقة بالحل السياسي». وقال رمزي إن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغه خلال لقائهما في دمشق أمس أن «الحكومة السورية على موقفها وستشارك في المحادثات المنتظرة نهاية شهر آب (اغسطس)» الجاري. وقال نائب دي ميستورا إن لقاءه المعلم تناول «بعض القضايا المتعلقة بالعملية السياسية، بخاصة قضايا الانتقال السياسي وكيف يمكن جعل هذه العملية ذات صدقية». وأوضح أن «هذه اللقاءات تأتي في إطار الاتصالات المستمرة بين مكتب المبعوث الخاص والحكومة السورية في ما يخص العملية السياسية وفي شكل خاص عملية الانتقال السياسي كما نص عليها قرار مجلس الأمن الرقم 2254».
وبثّت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أكد «الاستعداد لاستئناف المحادثات من دون شروط مسبقة وأن تكون في إطار سوري، من دون أي تدخُّل خارجي». وشدّد على «ضرورة تركيز كل الأطراف على مكافحة الإرهاب».
الجبير
في الرياض أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، أن المملكة «حريصة على بناء أفضل العلاقات مع روسيا في عدد من مجالات التعاون المشترك»، واصفاً إياها بأنها «الدولة الكبرى والمهمة، ويعيش فيها أكثر من 20 مليون مسلم». وشدد على أن روسيا «تحترم مبدأ سيادة الدول، وهو الأمر الذي تؤكد عليه المملكة دائماً». ونوّه بالتفاهم الكبير بين البلدين حيال قضايا المنطقة، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، إذ تعد روسيا من أكبر الداعمين لها.
وأشار الجبير إلى أنه رغم وجود تباين في وجهات النظر حيال الأزمة السورية «إلا أن هذا الأمر لا يؤثر في أي حال في مستوى التعاون المشترك»، مؤكداً أن التشاور مستمر بين البلدين لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة.
 
مصالحات فاشلة للنظام مع أهالي درعا تنتهي بالقصف وقصف مستشفى في جنوب سوريا
ايلاف...بهية مارديني من لندن
فيما التركيز الإعلامي على مدينة حلب وريفها في شمال سوريا وما يجري فيها من حصار للمدنيين وقتال عنيف بين النظام والمعارضة، استهدف النظام مستشفى مدينة جاسم التابعة لدرعا في جنوب سوريا، ما تسبب بمقتل 10 مدنيين بينهم نساء وأطفال. إيلاف من لندن: قال مصدر حقوقي سوري لـ"إيلاف": "انتهت جهود النظام التي بذلها لإجراء "مصالحة وطنية في محافظة درعا" من دون جدوى، بعد إقامته احتفال في بلدة موثبين في ريف درعا الشمالي"، وأكد المصدر أن النظام فشل في إتمام عملية المصالحة، وذلك رغم حملة كبيرة من الترويج لها.
انسحاب فقصف
أضاف أنه وبعد اجتماع مسؤولين من النظام في محافظة درعا، والتجهيز لاستقبال وفود المصالحة من مناطق سيطرة الثوار، تفاجأ الحضور بعدد الوافدين من الأهالي، والذي كان قليلًا، على عكس ما توقع مسؤولو النظام، الأمر الذي كان سببًا في انسحاب رئيس فرع الأمن العسكري في محافظتي درعا والسويداء العميد وفيق الناصر ومحافظ درعا محمد خالد الهنوس. وبعد انسحاب مسؤولي النظام تم استهداف المكان، مما تسبب بسقوط عدد من الضحايا بين صفوف المدنيين.
فيما قال مصدر مستقل لـ"إيلاف" إن بعض عناصر الجيش الحر رفض حضور الأهالي، فيما كان يتوقع النظام أن تشهد إقبالًا واسعًا من الأهالي في مناطق سيطرة الثوار، خصوصًا أن النظام قدّم مجموعة من العروض بهدف إتمام المصالحة المنشودة، منها أمور خدمية، ومنها عندما أطلق سراح بعض المحكومين بالإعدام من سجن صيدنايا العسكري. كما استهدف الطيران الحربي الروسي المستشفى الوحيد في مدينة جاسم، ما أدى إلى تدميره، وسقوط قتلى وجرحى من الكادر الطبي والمرضى.
رد الحر
وأشارت مصادر متطابقة أنه تم انتشال جثث 10 مدنيين، بينهم ثلاث نساء وثلاثة أطفال، بينهم طفلين، لم يتم التعرف إلى هويتهما حتى ساعة إعداد هذا التقرير، واثنين من كادر المستشفى، وعرف من الضحايا: "عصرية الساري، رفيدة خليل الجباوي، يحيى علي البرجس وزوجته وابنه، يوسف أحمد الحلقي، فني المخبر رزق دنيفات، الصيدلاني نجدت حمدي الزعوقي". الجيش الحر رد على قوات النظام، واستهدف مواقع قواته في مناطق عدة، منها مدينة أزرع ومدينة الشيخ مسكين ومواقع الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين.
ترويج النظام
وكانت مجموعة من الصفحات التابعة للنظام روّجت أخبارًا تتحدث عن عملية مصالحة في محافظة درعا، تشمل عددًا من المدن والبلدات التي تسيطر عليها المعارضة. فيما أصدرت محكمة دار العدل في حوران تعميمًا بمنع خروج وفود المصالحة من مناطق المعارضة إلى مناطق النظام مرورًا بحواجز الثوار، تحت طائلة المساءلة الشرعية. وحاول النظام جر درعا إلى التصالح والمقايضة على الأمن والمساعدات الغذائية والأمور الخدمية من كهرباء وماء، ولكنها ليست المرة الأولى التي يروّج فيها إعلام النظام للمصالحات في محافظة درعا، فمرة روّج لمصالحة في شهر مارس الماضي، في بلدة أبطع. وفي شهر أكتوبر العام الماضي روّجت وسائل الإعلام التابعة للنظام لعملية مصالحة قيل إنها لـ 700 شخص.
قلق في الأحياء الشرقية لحلب... وغارات على درعا وغوطتي دمشق
لندن، بيروت - «الحياة»، أ ف ب
أعرب ناشطون معارضون ومدنيون عن التخوف من الانتقال من مناطق المعارضة شرق حلب الى مناطق النظام غربها بعد اطباق القوات النظامية والميلشيات الموالية بدعم الطيران الروسي الحصار على الأحياء الشرقية، في وقت شن الطيران السوري غارات على الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «نفذت طائرات حربية غارة على منطقة في أطراف مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق ومناطق في محيط اوتستراد دمشق - حمص من جهة مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، كذلك جددت طائرات حربية قصفها مناطق في بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي»، لافتاً الى انه «ارتفع إلى 22 عدد البراميل المتفجرة التي ألقاها الطيران المروحي منذ صباح اليوم (أمس) على مناطق في مدينة داريا بالغوطة الغربية ترافق مع سقوط صواريخ عدة يعتقد بأنها من نوع أرض - أرض على مناطق في المدينة، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام على أماكن في داريا». كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة ليل أمس مناطق في محيط مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، في حين فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في قريتي عين الفيجة وآفرة ومحيطهما بوادي بردى من دون معلومات عن إصابات.
وبين دمشق والجولان، قال «المرصد»: «قضى شخص وأصيب آخرون بجروح جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في قرية موثبين بريف درعا، بينما نفذت طائرات حربية عدة غارات على مناطق بلدة جاسم بريف درعا الشمالي، حيث استهدفت بإحداها منطقة مستشفى البلدة ما أدى الى خروجه عن الخدمة، واستشهاد صيدلاني وسقوط جرحى، بينما فتحت قوات النظام نيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في حي درعا البلد بمدينة درعا، في حين قصفت طائرات مناطق في أطراف مدينة نوى، كذلك انفجرت دراجة نارية في مدينة نوى قضى على إثرها شخص وأصيب آخرون بجروح».
وفي الوسط، قال «المرصد السوري»: «انفجرت عبوة ناسفة بسيارة على طريق حمص - سلمية بريف حماة الجنوبي الشرقي، ما أدى الى إصابة 4 مواطنين بجروح، في حين قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماة الشمالي. وقصفت الفصائل مناطق في قرية شيزر بريف حماة الغربي والخاضعة لسيطرة قوات النظام»، لافتاً الى انفجار «لغم أرضي قرب سيارة لأحد الفصائل المقاتلة على طريق حزارين - معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي وقصف طائرات حربية مناطق في قرية حرزة بريف إدلب الشمالي ومناطق أخرى في محيط بلدة كفرنبل بريف معرة النعمان الغربي».
في الشمال، قال «المرصد»: «قصفت طائرات حربية مناطق في بلدة الأتارب بريف حلب الغربي، وسط تعرض مناطق في بلدات عينجارة وقبتان الجبل وحور بريف حلب الغربي لقصف جوي من قبل طائرات حربية، بينما استشهد شاب من بلدة آبين بريف حلب الغربي متاثراً بجروح أصيب بها جراء قصف طائرات حربية على مناطق في البلدة»، لافتاً الى أنباء عن مقتل أربعة وسقوط جرحى «جراء قصف طائرات حربية مناطق في بلدة عندان بريف حلب الشمالي، فيما قصفت طائرات حربية مناطق في أطراف حي جمعية الزهراء غرب حلب».
وساد غموض إزاء عشرات العائلات خرجت من أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة عبر الممرات «الإنسانية» التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «أن عشرات العائلات خرجت عبر الممرات التي حددت (...) لخروج الأهالي المحاصرين من قبل المجموعات الإرهابية في الأحياء الشرقية ووصلت الى حي صلاح الدين». كما أشارت الوكالة الى «وصول عدد من النساء ممن تزيد أعمارهن على 40 سنة من أحياء حلب الشرقية الى حي صلاح الدين».
وأكد الجيش الروسي في بيان ان 169 مدنياً و69 من مقاتلي المعارضة سلموا اسلحتهم سلكوا منذ الجمعة أحد الممرات «الانسانية» الثلاثة. وأعلن ايضاً فتح اربعة ممرات اضافية حول الأحياء الشرقية المحاصرة والتي تسيطر عليها المعارضة في حلب. لكن سكاناً لاحياء حلب الشرقية ومراسلاً لـ «فرانس برس» في المكان نفوا وجود اي مؤشر لعمليات مغادرة، مؤكدين أن عوائق لا تزال تمنع الوصول الى حي صلاح الدين.
وقال أياد أبو محمد أحد قادة «حركة نور الدين الزنكي» المعارضة «يقول النظام انه فتح معبراً عبر صلاح الدين لكنها إشاعات وأكاذيب». وأبلغ قيادي معارض آخر هو ياسر فليس مراسل «فرانس برس»: «نحن على معبر (حي) بستان القصر. النظام يكذب. لم يفتحوا شيئاً (...) على العكس، لقد كثفوا القصف وغاراتهم الجوية على المعبر».
وتفرض قوات النظام حصاراً تاماً على شرق حلب منذ 17 تموز (يوليو). ولم يتلق السكان منذ السابع من تموز أي مساعدة. ويرى محللون أن خسارة الفصائل المقاتلة مدينة حلب ستشكل ضربة كبيرة لها وتحولاً في مسار الحرب التي أودت منذ منتصف آذار (مارس) بأكثر من 280 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية.
ورحبت الأمم المتحدة بفتح الممرات كما عرضت الإشراف عليها. إلا أن الولايات المتحدة أبدت الجمعة تشكيكاً كبيراً فيها ووصل الأمر بوزير خارجيتها جون كيري الى حد التخوف من أن تكون هناك «خدعة» روسية وراءها. كما شككت المعارضة بنوايا النظام وحليفه الروسي. وقال عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد رمضان: «ليس هناك أي ممرات في حلب توصف بممرات انسانية، فالممرات التي تحدث عنها الروس يسميها أهالي حلب بممرات الموت».
من جهته، قال أبو محمد (50 سنة) وهو أب لأربعة أولاد «أريد الخروج ولكنني لا أرغب بالتوجه الى المناطق التي يسيطر عليها النظام»، معرباً عن خوفه «من أن يقتادوا إبني البالغ من العمر 17 سنة لأداء الخدمة الإلزامية والقتال على الجبهة». وأضاف: «أن الوضع الانساني يزداد سوءاً ونجد صعوبة بالحصول على الغذاء».
ويستخدم النظام السوري سياسة الحصار لتجويع المناطق الخارجة عن سيطرته وإخضاعها، بهدف دفع مقاتليها الى تسليم سلاحهم. ويشن سلاح الجو السوري غارات مكثفة على مواقع في منطقتي الشقيف وضهرة عبد ربه الواقعتين شمال مدينة حلب، بهدف تشديد الحصار أكثر على الأحياء الشرقية، وفق «المرصد السوري».
كما يسعى النظام بذلك الى عرقلة اي محاولة يقوم بها المقاتلون من اجل ارسال تعزيزات أو شن هجوم مضاد لفك الحصار على الأحياء الشرقية.
معركة فك حصار حلب انطلقت
المستقبل.. (أورينت نت، الهيئة السورية للإعلام، كلنا شركاء، أ ف ب، رويترز)
بإيقاع سريع وخطوات متسارعة سبقها تمهيد إعلامي كثيف، أطلقت فصائل الثوار أمس معركة «فك الحصار عن حلب» بالاشتراك بين جميع الفصائل في المحافظة الشمالية من سوريا بالإضافة إلى «جيش الفتح« في إدلب، محققة في وقت سريع جداً عدداً من الانتصارات وسط انهيار كامل لقوات بشار الأسد والمليشيات المدعومة من إيران التي تساندها.

ووفق موقع «أورينت نت»، فقد شوهد الدخان الأسود الكثيف ينبعث من كل بقعة في المدينة بهدف تضليل الطيران الحربي الذي يحوم فوقها، حيث افتتحت فصائل الثوار معركتها بالهجوم جنوباً واستهداف عدة مواقع للنظام فيها على محاور السابقية وصولاً إلى الراشدين.

ووضع «جيش الفتح« خطة بديلة من أجل فك الحصار عن حلب، حسب ما قال الناطق الرسمي لغرفة عمليات الفصيل المعارض، منذ نحو 20 يوماً حين تمكنت قوات النظام من قطع طريق الكاستيلو نارياً.

ويمتد خط المعركة على 20 كيلومتراً ابتداء من السابقية وانتهاء بمدرسة الحكمة، وتشترك جميع فصائل «جيش الفتح« في هذه المعركة، حسب المتحدث.

وذكرت «جبهة فتح الشام« (جبهة النصرة سابقاً) استهدافها بعربتين مفخختين مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في مدرسة الحكمة، قبل تقدم قوات «جيش الفتح« إليها.

وأعلنت الجبهة سيطرة مجموعة من مقاتليها الذين وصفتهم بـ«الانغماسيين« على تلة مؤتة القريبة، بعد قتل العشرات من قوات النظام وهروب جماعي للميليشيات، مما أدى إلى انهيار كبير في صفوفهم، واغتنام ثلاث دبابات، بحسب تغريدات نشرها الحساب الرسمي للجبهة.

كما أعلنت حركة «أحرار الشام« السيطرة على نقاط ميليشيات قوات النظام في تلة المحبة التي تطل على قرية المشيرفة جنوب حلب، وذلك بعد كسر خطوط دفاع قوات النظام عن المنطقة، كما تم كسر سلسلة سواتر السابقية جنوب مدينة حلب.

وتمكن الثوار من السيطرة على تلة السيرياتل الاستراتيجية، كما أعلنت غرفة عمليات «جيش الفتح« عن السيطرة على تلتي أحد والجمعيات وكتيبة الصواريخ جنوب حلب، بعد قتل العديد من عناصر النظام وسط اشتباكات عنيفة وهروب جماعي من الميليشيات المؤيدة للأسد من المنطقة.

وسيطر الثوار مساء أمس أيضا على مدرسة الحكمة وعدد من التلال المحيطة بها، وتعتبر مدرسة الحكمة مركزاً أساسياً لتجمع عناصر ميليشيا «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني، ويتم منها الانطلاق للسيطرة على مواقع الثوار بالريف الجنوبي. وتمكن الثوار من أسر 12 عنصراً من الميليشيات الشيعية في المدرسة، وقُتل خلال المعارك قائد ميليشيا الدفاع الوطني مع العشرات من عناصره.

وتحاول فصائل الثوار السيطرة على تجمعات الميليشيات التابعة للاسد في مشروع «1070» شقة في منطقة الحمدانية، حيث اقتحم الثوار المنطقة وسيطروا على محطة الكهرباء وعدة أبنية، وتم قتل أكثر من 8 عناصر من الميليشيات.

وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» تمكن الثوار من تدمير دبابة متمركزة على حاجز الراموسة بمدينة حلب، كما تم تدمير قاعدة كورنيت في مبنى الأكاديمية العسكرية ومقتل 10 عناصر لميليشيات النظام، بالإضافة لتدمير مدفع عيار 14,5 على جبهة العامرية. كما دمر الثوار 3 دبابات حتى الآن في منطقة الحويز في حاجز الساتر جنوبي المدينة.

ونقل عن الناطق باسم الثوار في مقطع مصور قوله: إن «معركة حلب ستكون من اكبر الملاحم في تاريخ الثورة السورية«، مشيرا الى أن الثوار سيعملون على فتح معابر عدّة بين الريف وحلب. وأكد الناطق أنه «إذا كانت قوات الأسد قد فتحت أربعة معابر، فإن الثوار سيفتحون كل معابر حلب«.

وقال المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام أبو يوسف المهاجر في شريط مصور، إن النظام بدأ خطة حصار حلب منذ ثلاث سنوات، انطلاقاً من خناصر حتى وصل إلى طريق الكاستيلو، مضيفاً أن جيش الفتح بدأ العمل على فك الحصار عن الأهالي داخل مدينة حلب، وأن خط المعركة يمتد على مسافة 20 كيلومترا، ابتداء من ساتر السابقية حتى مدرسة الحكمة. كما أكد أن جميع الفصائل المنضوية في «جيش الفتح« مشاركة في معركة فك الحصار عن مدينة حلب.

وفي الوقت الذي كان الثوار يحققون فيه تقدماً على عدة جبهات في الريف الجنوبي من مدينة حلب، حاولت الطائرات الروسية التخفيف عن النظام والضغط على الثوار عبر قصف الأحياء السكنية في المدينة، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

وقال ناشطون، إن الطائرات الروسية استهدفت بعدة غارات جوية حي السكري، ما أسفر عن استشهاد 6 مدنيين وإصابة العديد من الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، كا استشهد 4 بينهم أطفال ونساء في حي الأنصاري بعد غارة روسية على الأبنية السكنية في الحي.

وقتل تسعة مدنيين على الاقل بينهم طفل وصيدلي في ضربات جوية استهدفت مستشفى ميدانيا في جاسم في محافظة درعا في جنوب البلاد.

ودانت «لجنة الانقاذ الدولية» التي تقدم المساعدات لهذا المستشفى، القصف مشيرة الى «ورود تقارير موثوق بها عن مقتل زملاء لنا ومدنيين في القصف الجوي الذي استهدف مستشفى يقدم الخدمات لاشخاص يعيشون في حالة بائسة».

سياسياً، ابلغ نظام الأسد الامم المتحدة أمس انه سيشارك في محادثات جنيف المرتقبة في اب الجاري. ونقل رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا عقب لقائه وزير خارجية النظام وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، تأكيد «الحكومة السورية موقفها من انها ستشارك في المحادثات المنتظر عقدها في خلال اسابيع بنهاية شهر اب«.

واضاف رمزي قبيل مغادرته دمشق التي كان وصل اليها صباح امس ان لقاءه المعلم تناول «بعض القضايا المتعلقة بالعملية السياسية وبصفة خاصة قضايا الانتقال السياسي وكيف يمكن جعل هذه العملية عملية ذات صدقية».

واوضح ان «هذه اللقاءات تأتي في اطار الاتصالات المستمرة بين مكتب المبعوث الخاص والحكومة السورية في ما يخص العملية السياسية وبشكل خاص عملية الانتقال السياسي كما نص عليها قرار مجلس الامن الرقم 2254».

وفي باريس، ناشد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت واشنطن وموسكو في رسالة وجهها الى نظيريه الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري «اظهار جدية التزامهما» ازاء الحل السياسي في سوريا و»بذل كل ما يلزم لمنع الفشل».

وكتب آيرولت في الرسالة ان «الاسابيع المقبلة تشكل للمجتمع الدولي فرصة اخيرة لاثبات صدقية وفاعلية العملية السياسية التي انطلقت في فيينا قبل قرابة العام». واضاف انه «من الواضح انه لم يتم تحقيق» اهداف المجموعة، مضيفا انه «ميدانياً، تم تشديد الحصار على حلب، كما ان الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية تضاعفت، في حين تستمر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في ظل الافلات التام من العقاب». وتابع «سياسياً، انهارت مفاوضات جنيف بسبب استمرار تعنت النظام في حين ان المعارضة قدمت (...) اقتراحات بناءة».
دمشق أكدت للأمم المتحدة مشاركتها بمحادثات جنيف المرتقبة
حرب شوارع في منبج بعد سيطرة الأكراد على 40 في المئة منها
السياسة...دمشق – وكالات: سيطرت قوات “سورية الديمقراطية” المدعومة من الولايات المتحدة على نحو 40 في المئة من منبج بمحافظة حلب معقل تنظيم “داعش” شمال سورية.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، أمس، أن هذه القوات التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا تمكنت من التقدم في معقل المتطرفين قرب الحدود التركية بفضل الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وأشار المرصد الى أن نحو 2300 مدني بينهم أطفال ونساء تمكنوا خلال 24 ساعة من مغادرة منبج هربا من المعارك المستمرة في مناطق عدة من المدينة.
ولفت مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى “أنها حرب شوارع”، مضيفاً إن “قوات سورية الديمقراطية باتت تسيطر على 40 في المئة من منبج بعد أن استولت على عدد من الأحياء الشرقية السبت (أول من أمس) بغطاء جوي من التحالف الدولي”.
من جهة أخرى، نفى سكان ومقاتلون معارضون ما أعلنه الاعلام الرسمي السوري بشأن خروج عشرات العائلات من احياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة عبر الممرات “الانسانية” التي فتحها النظام السوري بين شطري المدينة.
وأكد سكان في أحياء حلب الشرقية ومراسل وكالة “فرانس برس” في المكان، عدم وجود أي مؤشر لعمليات مغادرة، مؤكدين أن عوائق لا تزال تمنع الوصول الى حي صلاح الدين.
وقال أحد قادة حركة نور الدين الزنكي المعارضة اياد ابو محمد “يقول النظام انه فتح معبرا عبر صلاح الدين لكنها شائعات وأكاذيب”.
وأوضح قيادي معارض اخر هو ياسر فليس أننا “على معبر (حي) بستان القصر، النظام يكذب، لم يفتحوا شيئا، على العكس، لقد كثفوا القصف وغاراتهم الجوية على المعبر”.
إلى ذلك، قُتل سبعة مدنيين، بينهم طبيب وأربعة من الفرق الطبية، وأُصيب 10 آخرون، في قصف جوي نفّذته مقاتلات سورية، استهدف مستشفى مدينة “جاسم” بالريف الغربي لمحافظة درعا الخاضعة لسيطرة المعارضة جنوب سورية.
ودمرت وحدة من الجيش السوري، مقرا ونفقا لمسلحي تنظيم “داعش”، كانوا يستخدمونه في التنقل ونقل الأسلحة في حي الصناعة جنوب شرق دير الزور.
على صعيد آخر، أبلغت الحكومة السورية، أمس، الأمم المتحدة أنها ستشارك في محادثات جنيف المرتقبة في أغسطس المقبل في محاولة جديدة لايجاد حل سياسي للنزاع السوري المستمر منذ نحو خمسة أعوام.
وقال رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا عقب لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد، “أكد لي السيد الوزير أن الحكومة السورية على موقفها من أنها ستشارك في المحادثات المنتظر عقدها خلال اسابيع بنهاية أغسطس المقبل”.
وأضاف رمزي، قبيل مغادرته دمشق التي زارها أمس لساعات، إن لقاءه المعلم تناول “بعض القضايا المتعلقة بالعملية السياسية وبصفة خاصة قضايا الانتقال السياسي وكيف يمكن جعل هذه العملية عملية ذات مصداقية”.
وأوضح أن “هذه اللقاءات تاتي في اطار الاتصالات المستمرة بين مكتب المبعوث الخاص والحكومة السورية في ما يخص العملية السياسية وبشكل خاص عملية الانتقال السياسي كما نص عليها قرار مجلس الأمن الرقم 2254″.
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية “سانا” أن المقداد أكد “استعداد حكومة الجمهورية العربية السورية لاستئناف هذه المحادثات من دون شروط مسبقة وأن تكون في اطار سوري-سوري من دون أي تدخل خارجي”.
وشدد المقداد على “ضرورة تركيز مختلف الأطراف على مكافحة الارهاب”، موضحاً أن “التطورات الأخيرة في حلب والمبادرة التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بمنح عفو عن المسلحين وتسوية أوضاعهم على طريق تهيئة الظروف المطلوبة لتحقيق الامن والاستقرار في حلب وباقي الاراضي السورية”.
هآرتس: إصابة قائد الباسيج في القنيطرة
اللواء..
أعلنت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أن قائد قوات التعبئة «الباسيج» الإيرانية العميد محمد رضا نقدي أصيب في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، يوم الاثنين 18 تموز.
وأوضحت أن المعلومات المتوفرة لديها تؤكد أن نقدي أصيب إما نتيجة لغارة إسرائيلية على الموقع الذي كان فيه أو من جراء هجوم للمسلحين.
الا ان مصدراً في الحرس الثوري الايراني نفى لوكالة «فارس» الإيرانية إصابة نقدي في سوريا، مشيراً الى أن الاخير منشغل بأعماله اليومية، وهو «في أتم الصحة والعافية».
ووصف المصدر الأنباء عن إصابة نقدي بأنها شائعات «ناجمة عن غضب إسرائيل من زيارة العميد نقدي إلى منطقة هضبة الجولان».
يذكر أن وكالة «فارس» والموقع الرسمي لقوات التعبئة نشرتا، خلال هذا الأسبوع، صورا لنقدي، وهو يتفقد المواقع العسكرية في منطقة القنيطرة الواقعة قرب هضبة الجولان، غير أنهما لم تشرا إلى تاريخ هذه الزيارة.
باريس تحض موسكو وواشنطن على «منع الفشل»
الحياة...باريس - أ ف ب
ناشد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت واشنطن وموسكو «إظهار جدية التزامهما» إزاء الحل السياسي في سورية و»بذل كل ما يلزم لمنع الفشل».
وكتب إرولت في رسالة إلى نظيره الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف التي تلقت فرانس برس نسخة منها الأحد أن «الأسابيع المقبلة تشكل للمجتمع الدولي فرصة أخيرة لإثبات مصداقية وفعالية العملية السياسية التي انطلقت في فيينا قبل قرابة العام».
وتتولى موسكو وواشنطن رئاسة المجموعة الدولية لدعم سورية التي تضم نحو عشرين بلداً ووضعت في تشرين الثاني (نوفمبر) خريطة طريق لتحقيق السلام في سورية، وقد أقرتها الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وتنص خريطة الطريق على تشكيل هيئة انتقالية وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات بحلول منتصف العام 2017.
كما توصلت المجموعة في شباط (فبراير) الماضي في ميونيخ إلى اتفاق لوقف الأعمال القتالية، لكنه سرعان ما انهار.
وأضاف إرولت: «من الواضح أنه لم يتم تحقيق» أهداف المجموعة، مضيفاً أنه «ميدانياً، تم تشديد الحصار على حلب كما أن الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية تضاعفت في حين تستمر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ظل الإفلات التام من العقاب». وتابع: «سياسياً، انهارت مفاوضات جنيف بسبب استمرار تعنت النظام في حين أن المعارضة قدمت (...) اقتراحات بناءة».
وعقدت ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بين النظام والمعارضة تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف لكن من دون إحراز أي تقدم ملموس، فيما استؤنفت المعارك.
وقال إرولت إن «الأولوية اليوم يجب أن تكون إعادة سريعة لوقف الأعمال القتالية ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية، وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين، لا سيما في المناطق المحاصرة. وإلا، فإن استئناف المفاوضات سيكون وهماً».
وتابع: «نحن نتفق تماماً مع هدفكم محاربة الجماعات الإرهابية في سورية، سواء كانت داعش أو جبهة النصرة»، لكن «هذه المعركة لا ينبغي أن تشكل ذريعة لضرب المدنيين والقضاء على أي معارضة لبشار الأسد».
وأوقعت الحرب في سورية منذ منتصف آذار (مارس) 2011 أكثر من 280 ألف قتيل وأرغمت الملايين على النزوح داخل سورية وخارجها.
 
 
صيف حار ينتظر وادي بردى : النظام و«حزب الله» يتهيآن للحسم
الحياة...محمد فارس 
يسود القلق المشهد في وادي بردى المحاصر بريف دمشق بعد سيطرة الجيش الحكومي و«حزب الله» اللبناني على قرية هْرِيْرة، ما دفع مسلحي المنطقة إلى تفجير أنبوب رئيسي يغذي العاصمة دمشق بمياه الشرب.
وينبع بردى من الزبداني، 45 كيلومتراً شمال غرب دمشق، ويصب في بحيرة العتيبة، قاطعاً 84 كيلومتراً.
وتقع هريرة في جبال القلمون على مسافة 3 كيلومتر شرق مضايا، و4 كيلومترات شمال نهر بردى، على ارتفاع 1600 متر عن سطح البحر.
وقام مسلحون معارضون بتفجير أنبوب المياه الذي ينقل مياه نبع بردى إلى دمشق بهدف إيقاف تمدّد محتمل للجيش و «الحزب». وأسفرت المفاوضات عن إصلاح الأنابيب وفتح جزئي للطرق المؤدية إلى الوادي.
ولا يؤثر قطع مياه الفيجة في غالبية قرى الوادي، فهي لا تعتمد على نبعي الفيجة و بردى، وإنما على بعض الآبار المحلية الرديئة.
وبالسيطرة على هريرة، أحكم الجيش و «الحزب» الخناق على مضايا والزبداني المحاصرتين منذ العام الماضي.
ويُتوقّع أن ينتقل الجيش إلى قرية إفرة شرق هريرة، وبذلك يكون قد عزل الوادي عن القلمون. وبعدها قد يبدأ حملة على الوادي. وسيكون على الجيش و «الحزب» أن يواجها «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» و«الجيش الحر»؛ وهي الفصائل التي شاركت في القضاء على تنظيم داعش في المنطقة في شباط الماضي.
تبقى سيطرة الجيش على الوادي إشكالية، فبالرغم من فرضه حواجز التفتيش وممارسته الاعتقالات المنظمة والعشوائية، لكن لا يمكن القول إن الجيش عاجز عن اقتحام الوادي. لكن حركة كهذه قد تحرم دمشق وضواحيها من المياه لوقت طويل.
«سلاح» الشرب
وتختلف الآراء حول ما إذا كان الجيش يسعى لمعركة في الوادي، لأن ذلك قد يؤثر على مصادر المياه التي تُزوّد العاصمة.
ومنذ عام 2012، كررت فصائل معارضة قطع مياه الفيجة، مُشترطة «وقف قصف المنطقة، والإفراج عن معتقليها، والسماح بدخول المساعدات، وسحب الحواجز». وغالباً ما كان تطبيق الاتفاقات غير خاضع لمتابعة.
إلا أن الوضع تدهور منذ آب 2015، حيث هددت فصائل معارضة بقطع مياه الفيجة رداً على الهجوم على الزبداني، فرد الجيش بقصف قرى الوادي بالبراميل المتفجرة مخلّفاً عشرات الضحايا.
أهمية الوادي
تعتمد دمشق على نبعي الفيجة وبردى للتزود مياهاً. ويقع نبع الفيجة على مسافة 18 كيلومتراً شمال غرب دمشق. ويقع نبع بردى في سهل الزبداني.
وتتوزع قرى الوادي على أربع مناطق إدارية: عين الفيجة، ومضايا، وقدسيا، والزبداني، وشهدت جميعها مواجهات بين المعارضة والجيش الحكومي.
ويربط الوادي دمشقَ بالقلمون التي كانت ممرّ إمداد لمقاتلي المعارضة إلى الشمال السوري. ويصل الوادي دمشق بالزبداني التي كانت مركزاً إيرانياً لإمداد «حزب الله». وتُتَّهَمُ سورية بنقل صواريخ سكود إلى حزب الله عبر الزبداني.
ويقع الوادي في مرمى نيران الألوية 13 و104 و105 (حرس جمهوري) المنتشرة على المرتفعات. كما توجد في المنطقة «الكتيبة الانتحارية» التابعة للفرقة الرابعة. ولدى جيش النظام قاعدة للدفاع الجوي على جبل هابيل المطل على الوادي؛ واستخدمت لإطلاق صواريخ على الزبداني والقلمون. وقريباً من الوادي يقع «مركز البحوث العلمية» في جمرايا، وعلى مقرُبة منه تقع «مؤسسة معامل الدفاع» في الهامة.
لكن الوادي ليس تحت سيطرة جهة بمفردها، فإلى الغرب من دمشق صعوداً تقع دُمَّر، وقدسيا، والهامة، وجمرايا، وجديدة الوادي، وأشرفية الوادي؛ وجميعها تحت سيطرة النظام. واستمراراً في الصعود غربي تلك القرى، وباستثناء هريرة، نجد قُرى خارج سيطرة النظام لكن الجيش يحاصرها منذ 2012 وهي: بسّيمة، وعين الخضراء، وعين الفيجة، وإفره، ودير مقرن، وكفير الزيت، ودير قانون، والحسينية، وكفر العواميد، برهليا، وسوق وادي بردى. ويسمح الجيش أحياناً للمنظمات الدولية بالدخول إليها من باب «رفع العتب».
سياسات خاطئة
مع التغيرات التي شهدتها دمشق، خصـــوصاً بداية الألفية الثالثة، تغير مشهد الوادي، إذ تأثّر باستملاك الأراضي أواخر السبعينات. وانخــفــــض الإنتاج الزراعي وازدادت البطالة ولجأ العديد من الفلاحين إلى وظائف القطاع العام وتأسيس مشاريع، وامتهن آخرون التهريب.
وساءت الأمور في نيسان (أبريل) 1992، حين دخل الجيش إلى الوادي في حملة قادها باسل الأسد، الابن الأكبر للرئيس حافظ الأسد، ضد المهرّبين والشبيحة. لكن بعد عام 2003، عاد تهريب السلاح والمازوت مع لبنان والعراق.
وجاء مشروع «نقل نهر بردى» منتصف التسعينات نتيجة التزايد السكاني لدمشق التي كانت تعتمد على نبع الفيجة للتزود بمياه الشرب. وازداد عدد سكان دمشق من 700 ألف نسمة عام 1950 إلى نحو 7 ملايين نسمة عام 2011. وتفاقمت الآثار السلبية للسياسات الحكومية في وادي بردى الذي ازداد جفافاً وفقراً. وتلاحقت موجات الجفاف لتزيد الوضع سوءاً.
وحُرِمَت ثماني قرى يسكنها حوالى 60 ألف نسمة، من مصدر مياه الشرب الأقرب لهم، كما مُنِع حفر الآبار في الوادي بعد عام 1989. ولجأ مزارعون من مضايا إلى تفجير أنبوب بردى عام 2007.
واليوم، تتقدم مسألة الأمن على المياه والاستملاك. فقد كان الوادي مسرحاً لمواجهات الجيش ومسلحين محليين، فضلاً عن استهداف قراه بالقصف والقنص والتفجيرات. وتعاني المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من غياب القانون وعمليات الخطف والسطو والقتل. كما شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام أيضاً تفجيرات وخطفاً وقتلاً.
لا «داعش» ولا الأسد
وكان النظام قد تغاضى عن نشاطات الدعوة الإسلامية والوعظ الصوفي في الوادي، إلا أن الموقف تغير مع عودة المقاتلين الذين انتقلوا للعراق لمحاربة الغزو الأميركي عام 2003، حيث بدأ العائدون يُستدعَون للمخابرات. وساءت الأمور أكثر منتصف 2005 مع بروز تنظيم «جند الشام»، خصوصاً في مضايا.
يُعدُّ صعود الحركات الجهادية في وادي بردى مثيراً للاهتمام. فالوادي لم يشهد نجاحاً لأي من الحركات الإسلامية المتشددة، وقلّة من أبنائه سُجِنوا أثناء حملة القمع ضد «الإخوان المسلمين» خلال السبعينات والثمانينات. وبعد الغزو الأميركي للعراق، تجاهل السكان محاولات سرّية لتأسيس حركات جهادية، إما لعدم قناعتهم أو نتيجة ضغوط أمنية. ومع انتهاء القتال في مخيم نهر البارد في لبنان عام 2007، سعى النظام للقضاء على «التطرف السني» على حدود البلاد. وقد استدعت الأجهزة الأمنية العديد من الشباب المتدين في الوادي محذّرة إياهم من «الفكر الضال» و «التحريض على الفتنة».
وعلى الرغم من أن القتال لم يمتد إلى الوادي حتى عام 2012، فإن العديد من السكان المحليين على دراية بكيفية استخدام السلاح، ولا سيما المهربون، الذين كثيراً ما اشتبكوا مع دوريات الجمارك قبل عام 2011، وآخرون -على قلّتهم- ممن عادوا من القتال في العراق. وقد اكتسب الرجال الذين انضموا إلى جماعات المعارضة خبرة قتالية، خصوصاً خلال معارك القلمون والزبداني.
وسعى تنظيم «الدولة» للسيطرة على نبع الفيجة سابقاً، ودعا في أيلول 2014 فصائل المعارضة في الوادي إلى مبايعة أبي بكر البغدادي، أمير «داعش». وفي أيار 2015، ومع اندلاع معارك في القلمون، هدد «داعش» موظفي الخدمة المدنية في الوادي بالقتل في حال لم يستقيلوا من أعمالهم؛ الأمر الذي رفضته الفصائل المحلية. وقد اغتيل بعض الموظفين الحكوميين وأعضاء «لجان المصالحة الوطنية» على أيدي «داعش» وعلى أيدي جهات لا يزال بعضها مجهولاً.
مفخخات واغتيالات
ويتّهم أهالي الوادي المخابرات باستهدافهم بتفجيرات بسيارات مفخخة. وعمل النظام على تجنيد عناصر من أبناء المنطقة في «قوات الدفاع الوطني».
كما سعى النظام إلى تشديد الحراسة على مساكن اللواء 104 حرس جمهوري بعد استهداف «النصرة» مدخل المساكن بتفجير في 30 أيلول 2013. و قالت «النصرة» إن التفجير جاء رداً على تفجير في رنكوس في 27 أيلول 2013، متهمةً النظام بالتفجير.
كما قُتل أكثر من 300 شخص في تفجير سيارة مفخخة في سوق وادي بردى في تشرين الأول 2013. واتهمت الحكومة «إرهابيين» بالتفجير. إلا أن تحقيقات نشرتها فصائل معارضة، تُشير إلى وقوف المخابرات السورية خلف العملية. وفي تسجيل مصوّر نُشِر على يوتيوب في 6 شباط 2014، اعترف شخصان من الوادي بتنفيذ التفجير بالتعاون مع «المقدم علي الشيخ علي من المخابرات». وضبط الأهالي سيارتين مفخختين قبل أن تنفجرا.
وقالــت مــــصادر خاصة إن اللواء جميــــل حسن رئيس إدارة المخابرات الجوية، عرض على «النصرة» 100 مليون ليرة سورية مقابل إطلاق أحد الشابّين، من دون جدوى.
يبدو أن الحرب ستتكثف في الوادي قريباً طالما أن جيش النظام عازم على الاستمرار في الوادي. لكن ذلك لن يكون ممكناً من دون كارثة بيئية وسكانية حقيقية إذا تهوّرت الأطراف وانزلقت إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة في منطقة ذات أهمية استثنائية، أقلّه على الصعيد المائي.
الشعيطات تقاتل مع المعارضة والنظام لـ «الثأر» من «داعش»
الحياة...بهزاد حمو 
على مسافة مئات الكيلومترات عن بلدته في بادية الشعيطات، «أودِع» جثمان أبو دلال الشعيطي، «في قبر موقت» على تلّة متداعية في «مجاهل» الحسكة الجنوبية. في هذه الأرض «الغريبة» ترك مقاتلو الشعيطات جثمان رفيقهم «أمانةً» لحين نقله إلى مسقط رأسه في بلدة أبو حمام بدير الزور، حيث ولِد وقاتل، وتمنّى أن يُدفن.
ربيع العام 2016، وتحت راية «قوات النخبة السورية» وصل أبو دلال مع مجموعة من مقاتلي الشعيطات وعائلاتهم إلى ريف الحسكة، واستقروا في قرية «تل حمام» على مسافة 30 كيلومتراً غرب مدينة الحسكة.
معسكر الشعيطات الموقت
للوهلة الأولى، تبدو قرية «تل حمام» كمثيلاتها من القرى العربية المتناثرة جنوب نهر الخابور وعلى الأطراف الشمالية لجبل عبد العزيز؛ منازل طينية متداعية، غارقة في بحر من التراب والغبار. لكن، ومع اقترابك من مدخل القرية، حيث يرتفع «علم الثورة السورية» فوق سارية بارتفاع عشرة أمتار تقريباً، تعلم أنّك بتَّ في أرضٍ غريبة، من الماضي. «قاتلنا واستشهد رفاقنا تحت هذا العلم. تفَهَّم الرفاق في الوحدات الكردية إصرارنا على رفعه، ولم نكن لتنازل عنه إن رفضوا.» يقول أبو صالح الشعيطي، القيادي في «قوات النخبة السورية».
قاتل أبو صالح مع الجيش الحر في صفوف كتيبة جعفر الطيار منذ بدايات العمل المسلح في دير الزور. خرج مع مجموعة من مقاتلي الشعيطات إلى العراق ومن ثم إلى تركيا، عقب اقتحام «داعش» مناطقهم صيف 2014 الدامي. ما يقارب الألف ضحية من أبناء عشيرة الشعيطات قتلهم داعش بفتوى أجازت أيضاً استباحة قراهم وأموالهم. شتّتتْ الحملة في المقابل، مئات المقاتلين الذين تلقفهم مختلف القوى السورية المسلحة بما فيها النظام لقتال داعش، وقد زادتهم الرغبة بالثأر من التنظيم شراسةً.
من أورفا التركية، عقد أبو صالح ورفاقه، وبمساندة من الشيخ أحمد الجربا، العزم على العودة إلى دير الزور وقتال التنظيم. وبدأوا بالتخطيط لذلك. لكن، الرحلة من تركيا إلى دير الزور تمرُّ بخرائط حرب كثيرة. ربما عبور الحدود من تركيا إلى سورية يكون أسهل حلقات هذه الرحلة. يسرد أبو صالح قصة شتاتٍ مريرٍ كان أحدَ أبطالها: «نحن الآن أقرب إلى مناطقنا وإلى داعش. شكّلنا بدايةً اللواء 52 في ريف حلب الشرقي وقاتلنا داعش هناك. بعدها انتقلنا إلى ريف تل أبيض الجنوبي بالتنسيق مع الوحدات الكردية، حيث وفّرتْ معسكراتنا الجديدة هناك فرصة جيدة لتجميع المقاتلين من أبناء محافظة دير الزور عموماً.» بعدها وقعتْ عين المقاتلين على جبهات دير الزور الشمالية انطلاقاً من جنوب الحسكة حيث مناطق سيطرة الوحدات الكردية. تدفعهم في ذلك لهفة الاقتراب من ديارهم أكثر. «تعاون معنا الرفاق بالانتقال إلى المنطقة الجديدة، ووفَّروا لنا الإقامة في هذه القرية بالقرب من نقاطنا العسكرية جنوباً».
تمرُّ الشعيطات في قرية تل حمام، وتحت اسمها الجديد «قوات النخبة السورية» المشكّلة في نيسان من العام الجاري، بمرحلة تنظيم مختلفة. من خلال ارتباطها بجسم سياسي هو «تيار الغد السوري» برئاسة أحمد الجربا، الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض، وخوضها كجماعة عشائرية مقاتلة في تحالفات سياسية وعسكرية. يحاول قادة القوات، وعلى رأسهم أبو صالح، إظهار أعلى درجات الالتزام بخط التيار السياسي.
يسكن قرية أبو حمام اليوم، أكثر من 70 عائلة نازحة من دير الزور، معظمها من الشعيطات. لا يعلمون ماذا حلَّ بأهالي القرية الأصليين. كل ما يعرفونه «أنهم كانوا مناصرين لداعش، وهربوا فور تقدم الوحدات الكردية وهزيمة التنظيم في المنطقة».
يعتمد أهالي تل حمام الجدد والبالغ عددهم قرابة 300 فرد- بينهم أكثر من 150 مقاتلاً-على المردود الشهري الذي يتقاضاه المقاتلون، إضافة إلى معونات شهرية تتضمن سلال غذائية وأدوية. يتقصد الأهالي عدم القيام بأي نشاطات اقتصادية «من شأنها أن تعطي انطباعاً بالاستقرار أو بطول فترة إقامتنا هنا. فنحن ضيوف عابرون» كما يقول أبو ياسين، أحد الرجال الستة الذين يشكلون ما يمكن تسميته بـ «مجلس أعيان» يدير القرية ويعمل على تأمين ما أمكن من الخدمات الأساسية لها.
من جهة أخرى، يحاول السبعيني أبو عبد الله، مدرس اللغة العربية المتقاعد، «المقاومة بسلاح آخر»، يجلس في فيء أحد المنازل الطينية، محوطاً بمجموعة من أطفال القرية المنقطعين عن التعليم طوال سنوات الحرب والنزوح. يلقنهم أبو عبد الله الكتابة والقراءة ومبادئ الحساب. ويشعر بالفخر، بينما تقرأ لنا إحدى طالباته نصاً تحت عنوان «عدتُ إليكِ يا مدرستي»
يبدو أبو عبد الله ساخطاً على أهل القرية الذين يمتنعون عن إرسال أولادهم إلى مدرسته. وعلى الرغم من تقديمه شكاوى عديدة للقيادة العسكرية بهذا الخصوص، فإن الجزء الأكبر من أطفال تل حمام، يفضّل لعبة (الدواعش والثوار) حيث ينقسمون إلى مجموعتَيْن متحاربتين بالبواريد الخشبية. تُغِير المجموعة الأولى تحت اسم الدواعش على نقاط مجموعة الثوار، ويهتف الطرفان «الله أكبر»، فيما ينتصر الثوار دوماً في نهاية اللعبة!
«شعيطات المنفى»
السابعة صباحاً. نستقلُّ سيارة جيب عسكرية من القرية برفقة مقاتلَيْن من الشعيطات، قاصدين خطوط الجبهة الأولى ضمن الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور. نسلك الطريق العسكرية التي رسمتها لهم الوحدات الكردية؛ حيث يحمل السائق، كما جميع المقاتلين، تصريحاً رسمياً من قيادة الوحدات للسماح لهم بالعبور من حواجزها. بهدوء، نعبر حاجزاً لقوات النظام على كتف الطريق المؤدية إلى خارج مدينة الحسكة. لا يملك السائق الذي أمضى سنتين تقريباً في قتال النظام في دير الزور، تفسيراً وافياً عما يحدث، أو لما قد يسمح لهم «عدّوهم القديم» بهذا المرور السلس. يكتفي بإجابة متوقعة: «أولوياتنا اليوم هي قتال داعش، ولا نملك الحق هنا (في محافظة الحسكة) بقتال النظام».
بعد رحلة استمرت ساعتين تقريباً وصلنا إلى معسكر لقوات «النخبة» على مسافة عشرة كيلومترات عن حدود دير الزور.
مئات المقاتلين ومئات القصص والمصائر المختلفة، بات يجمعها اليوم، جسم سياسي وعسكري واحد. لكن، رابطة أخرى تحضر وبقوة كعقيدة جامعة بين المقاتلين، تتمثّل في الحمية والثأر العشائري. ففي باحة المعسكر يقف عشرات المقاتلين ممن كانوا ضحية بطش تنظيم داعش، تفرقوا لفترة طويلة خارج سورية أو داخلها في جبهات وتشكيلات عدة ضد التنظيم، واجتمعوا من جديد تحت راية قوات النخبة لذات الهدف. محمد، شاب ديري، التحق بجيش العشائر التابع لقوات النظام عقب مجزرة الشعيطات صيف 2014. قاتل شهوراً ضد داعش في مدينة تدمر. لكنه تمكّن من الفرار مؤخراً، والتحق مع عدد من رفاقه بمعسكر «النخبة» بعد أن كان شاهداً على «تواطؤ النظام مع داعش وتسليمه المدينة.» رفيقه الآخر سعد، قاتل منذ خروجه من دير الزور مع الوحدات الكردية ضد داعش أيضاً إلى أن وصل هنا منذ أيام: «التحقتُ بهذا المعسكر للاستعجال في تحقيق حلم العودة إلى دير الزور.» وعلى الرغم من تأكيد قائد المعسكر وشرعي القوات «تحييد مشاعر الثأر» والتركيز على «الجوانب الوطنية والتحررية في قتال تنظيم الدولة»، لا يتردد مقاتل من الشعيطات فقد جزءاً من عائلته إبان المجزرة، في إظهار رغبة جامحة بقتل عائلة كل من ساهم في مأساته.
عهد «المقاتلين الحفاة»
خلع إبراهيم، كما فعل العديد من مقاتلي الشعيطات، حذاءه، منذ أن خرج من دير الزور «مهزوماً». قطع مع رفاقه وعداً بأن لا ينتعلوا شيئاً طيلة المعركة مع داعش حتى عودتهم إلى ديارهم وطرده. كان إبراهيم من أوائل الجنود المنشقين عن جيش النظام. التحق بكتائب الجيش الحر في بادية الشعيطات، وتصدّى لمحاولات النظام اقتحام المنطقة، إلى أن سلّم المهمة لداعش الذي تمكّن من إخراج إبراهيم ومئات المقاتلين الشعيطات من بلداتهم الثلاث (الغرانيج، الكشكية، وأبو حمام.)
تضم مجموعة إبراهيم اليوم، بعضاً من رفاق السلاح القدماء ممن قاتلوا النظام بشراسة، وتمكّنوا مؤخّراً، وبمساندة طيران التحالف الدولي، من دخول حدود دير الزور الإدارية بعمق 5 إلى 15 كيلومتراً، ولا يفصلهم عن نقطة للتنظيم سوى كيلومتر واحد.
نعود إلى القرية قبل حلول المساء، برفقة مقاتلَين آخرَيْن من قوات النخبة. وفي الطريق يترجّل أحــــدهما وسط مدينة الحسكة بزيّه العسكــــري وعلم الثورة على ذراعه. إنــــه مشهد يلفتُ الأنظار في مدينة يتــــقاسم النظام السيطرة عليها، مع الــــوحدات الكردية وميليشيات أخرى، سريانية وعربية. رفض جميــعهم في السابق وجود أي تشكيل تابع للجيش الحر على أراضيها. مشهدٌ شكّل «داعش» أغلب أسبابه .
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,124,598

عدد الزوار: 7,621,843

المتواجدون الآن: 0