الجيش اللبناني يدمر مركزا لـ «النصرة» ويرد على قصف «داعش» لمواقعه..مصادر لبنانية: ضابط شيعي هَرَّبَ أسلحة الهبة السعودية لـ«حزب الله»..بروجردي في بيروت متحدّثاً بلغة «الاقتراب من الإنجاز النهائي لمحورنا في سورية»

الحوار ينطلق اليوم والجلسة الأولى تُحدِّد مصير اللاحقات..إمعان «حزب الله» بتعطيل الإنتخابات الرئاسية بعد تنازلات خصومه بتسمية فرنجية يدفع بالبلاد نحو المجهول..بعد نعيم عون وزياد عبس وطوني نصرالله . . . هل يفصل الإعلامي هشام حداد من "الوطني الحر"؟ وباسيل يدعو المعترضين في «التيار» الى الإستقالة

تاريخ الإضافة الثلاثاء 2 آب 2016 - 6:21 ص    عدد الزيارات 2095    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

الحوار ينطلق اليوم والجلسة الأولى تُحدِّد مصير اللاحقات
الجمهورية..
على وقعِ عودة التصعيد بين تيار «المستقبل» و«حزب الله»، على خلفية الكلام الأخير للأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله الذي سيتحدّث مجدّداً في 13 الجاري في «يوم الانتصار» من بنت جبيل، ينطلق الحوار الوطني بين قادة الكتل النيابية اليوم، على مدى ثلاثة أيام في عين التينة، والنتائج المتوقّعة منه، حسبما يقول راعيه ومديره رئيس مجلس النواب نبيه برّي، «تُراوح بين صفر في المئة ومئة في المئة». لكنّ برّي لا يَعتبر هذا الحوار فرصةً أخيرة، بل فرصة مهمّة ينبغي اقتناصها إذا تَحمّلَ أطراف الحوار مسؤوليّاتهم الكاملة للوصول إلى الحلول الشاملة المرجوّة على طريقة مؤتمر الدوحة عام 2008. يترقّب الجميع ما ستؤول إليه جلسات الحوار الثلاثية اليوم وغداً وبعد غد، والتي ستناقش «السلّة الشاملة» أو ما اصطُلح على تسميته «الدوحة اللبنانية» والمتضمّنة: انتخاب رئيس جمهورية والاتفاق على الحكومة رئيساً وتركيبةً وبياناً وزارياً وإقرار قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات النيابية مبكرةً أو في موعدها، على أن تُجرى على اساس قانون الستّين إذا أخفقت محاولات الاتفاق على قانون جديد.

مصادر عين التينة

وقالت مصادر عين التينة لـ«الجمهورية» إنّ مسار النقاشات على طاولة الحوار غير واضح، مشيرةً الى انّ بري سيفتتح النقاش في كلّ الاتجاهات، في محاولة منه لتحقيق اختراق انطلاقاً من قانون الانتخاب، في اعتبار انّه يمكن ان يشكّل مدخلاً للحلّ. ولفتَت الى ان «لا برنامج محدداً للخلوة الحوارية، وإلى انّ اليوم الاوّل سيحدّد مصير الجلسات التالية، علماً انّ برّي أراد من الثلاثية الحوارية المكثّفة ان تعطي فرصة محلية في التوصل الى حل، وإلّا سيكون الافرقاء السياسيون قد ذهبوا بأنفسهم الى تسليم مصيرهم للرياح الخارجية».

مصادر متابعة

وقالت مصادر متابعة للاتصالات التي سَبقت جلسات الحوار لـ»الجمهورية» إنّ بري اكّد في كل اللقاءات الاخيرة التي عَقدها إصرارَه على إحداث اختراق، وأبلغَ الى المعنيين ان لعلّ ما يقوم به هو محاولة اخيرة لإنجاز تسوية محلية، وقد أراد مِن خلال اللقاءات المعلنة وغير المعلنة والاتصالات تصويبَ الاهداف للدخول الى الجلسة الاولى أقلّه برؤية واضحة، على اساسها يتمّ النقاش حتى لو لم يصل الى توحيد الاهداف، وسيَضع المتحاورين أمام خيارين: إمّا ان يكون الحلّ من الأسفل الى الأعلى أو من الأعلى الى الأسفل، اي إمّا السلة الكاملة أو قانون انتخاب». وعلمت «الجمهورية» انّ بري سيَرصد أجواء الجلسة الاولى لتحديد مصير الجلسات الاخرى، فإذا لم يتلمّس نيّات صادقة وجدّية في التوصل الى حل للأزمة أو أقلّه الاتفاق على نقطة من النقاط الخلافية، فسيتّجه إلى تقليص عدد الجلسات الحوارية، لأنّ فتح طاولة الحوار امام العراضات والمواقف المعروفة سيؤدي الى تضييع الوقت والهدف.

برّي

ورأى بري أنّ أمام المتحاورين بما يمثّلون من قوى سياسية أساسية فرصة للتوصّل الى الحل الشامل، لأنّ الوضع البيئي والمالي والاقتصادي والسياسي وحتى الأمني بات لا يتحمّل استمرار التعطيل القائم في مؤسسات الدولة، فلا رئيس جمهورية موجود، ولا الحكومة تستطيع ان تعيّن حاجباً وليس موظفاً في أيّ إدارة، واللجان النيابية بدأت تتعطّل جلساتها، خصوصاً مع دخول البلاد في حوار الانتخابات النيابية». وأضاف: «أمّا الوضع الاقليمي فينتظر ان تكون له تداعياته الكبيرة على لبنان والمنطقة بعدما حصَل في تركيا وما يجري الآن من تحضير لمعركة حلب، ناهيك بالأزمات الاخرى في العراق واليمن والبحرين وغيره، وكلّ هذه المعطيات يصادف انّها تطرح نفسَها بقوة قبل انتخابات الرئاسة الاميركية مطلعَ تشرين الثاني المقبل، فإذا لم نتّفق على حلّ ونبدأ تنفيذه بانتخاب رئيس جمهورية فإنّه سيكون علينا الانتظار ستّة أشهر بدءاً من انتخاب الرئيس الاميركي الجديد وانصرافه الى تكوين إدارته، ما سيستغرق إنجازه حتى صيف 2017».
سلام

وقالت مصادر رئيس الحكومة تمام سلام، العائد من زيارة عائلية في الخارج، لـ«الجمهورية» إنّه سيشارك الى جانب جميع المدعوّين الى طاولة الحوار في اجتماعاتها المفتوحة اليوم، بروح منفتحة، مع الاستعداد لمناقشة كلّ ما هو مطروح»، ونَقلت عن سلام تشديدَه على أهمية «أن تُجري هذه الجلسات مقاربة جديدة تنتهي الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فتقفل نصفَ المشكلات التي نعاني منها اليوم».

الحريري

وعشية انعقاد جلسات الحوار الوطني، ترَأس الرئيس سعد الحريري عصر أمس في «بيت الوسط» اجتماعاً لكتلة «المستقبل» النيابية، في حضور الرئيس فؤاد السنيورة وأعضاء الكتلة، وتناوَل البحث الأوضاع العامة. ولاحقاً التقى الحريري رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط يرافقه وزير الصحة وائل أبو فاعور، في حضور النائب السابق غطاس خوري، وجرى عرض للأوضاع العامة وآخَر التطورات، وذلك في ضوء زيارة الحريري لبرّي أمس الأوّل.

حرب

وقال الوزير بطرس حرب لـ«الجمهورية»: «نحن لا نأمل من الحوار شيئاً، ولا أرى أنّ هناك مستجدّات أو اجواء تبشّر بحصول خرقٍ ما في الحلقة المفرَغة التي نَدور فيها. نحن نشارك في الحوار، ونتمنّى ان يكون تحليلنا مخطئاً ونأمل في ان يصدر شيء إيجابي، إلّا انّ هذا لا يعني انّنا سنوهِم أنفسَنا أو نوهم الناس بأنّ هناك شيئاً تغيّر، فالمواقف لا تزال على حالها، ولا تغييرات تسمح بالتبشير بالخير».

مجدلاني

وقال عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني لـ«الجمهورية»: «نحن ذاهبون الى الحوار بروح إيجابية وانفتاح، ومصِرّون على الاعتدال في المواقف، ونتمنّى ان يلاقيَنا الفريق الآخر بالروحية نفسها، الأمر الذي يخلق ظروفاً إيجابية للجميع». وشدّد على أولوية انتخاب رئيس جمهورية ومن ثمّ مناقشة قانون الانتخابات النيابية. وأكّد التمسك بالقانون المختلط الذي قدّمه «المستقبل» و»القوات اللبنانية» و»الحزب التقدمي الاشتراكي».

عيد الجيش

وعلى المقلب الآخر، احتفلَ لبنان الرسمي والشعبي أمس بالعيد الـ71 للجيش الذي حلّ هذا العام في غياب رئيس الجمهورية للمرّة الثالثة على التوالي، فأُلغيَ الاحتفال بتقليد السيوف للضبّاط المتخرّجين، فيما تصاعدَت الدعوات إلى تحصين الجيش وعدم زَجّه في المحاور السياسية، والوقوف معه في مواجهة الإرهاب، وتوالت الإشادات بدوره في حفظ الأمن والاستقرار في لبنان. وأكّد الحريري «أنّنا جميعاً ظهيرُ للجيش في مواجهة الارهاب والتطرّف ومشاريع الخروج عن الدولة والقانون وحماية السِلم الأهلي». وشدّد على «مبدأ حصرية السلاح في يد الجيش». وقال: «إنّ الدعوة الى حصرية السلاح بيَد الجيش والمؤسسات الشرعية ستبقى العنوانَ الأساس لقوّة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية».

«
أمر اليوم»

وجدّد قائد الجيش العماد جان قهوجي قسَم الدفاع عن لبنان، وحماية حدوده وثرواته. وتوجّه في «أمر اليوم» إلى العسكريين قائلاً: «لقد حميتم وما زلتم تحمون لبنان، لبنان صيغة العيش المشترك التي أرسى دعائمها اتفاق الطائف، وحافظتم على سيادة الوطن ومكانته الإقليمية والدولية، بوجودكم وثباتكم على الحدود الجنوبية في مواجهة العدو الإسرائيلي الطامع بأرضنا وثرواتنا النفطية والتزامكم الكامل تنفيذ القرار 1701 ومندرجاته بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية». وأضاف: «مع اقتناعنا بأنّ المواجهة الفاعلة للإرهاب الذي بات خطراً عالمياً شاملاً يهدّد عادات وثقافات الشعوب كلها، ويستخدم في أعماله الوحشية مختلف الوسائل والأساليب الإجرامية، إنّما تتطلب استراتيجية شاملة، تأخذ في الاعتبار تنسيقَ الجهود الأمنية الدولية، ونشرَ الوعي الثقافي بين سائر الشعوب، ومعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة، إلّا أنّ الجهد الأمني الوطني يبقى أساسياً في تلك المواجهة، وهذا ما أثبتُّموه وأعطيتم فيه المثال. واعلموا أنّنا لن نألوَ جهداً في سبيل تأمين العتاد والسلاح الذي يليق بتضحياتكم، وإرادتكم الصلبة في مواصلة الحرب على الإرهاب».
ودعا قهوجي العسكريين الى «ان يكونوا دائماً على قدر آمال اللبنانيين، ساهرين على استقرارهم وحرّياتهم، ومستعدّين لأيّ استحقاق آخر». وأكّد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسِه قدّاساً في بكركي بمناسبة عيد الجيش، في حضور قهوجي، «أنّنا نحتفل بالعيد بغصّة في النفس والقلب، فيما يُلغى احتفال تقليد السيوف للضبّاط الجُدد المتخرّجين هذه السنة، وهي المرة الثالثة على التوالي، بسبب شغور سدّة الرئاسة منذ سنتين وثلاثة أشهر، فالرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلّحة». وسأل: «هل تشعر الكتل السياسية والنيابية، والذين يعطّلون انتخاب الرئيس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بهذه المرارة، وبخطورة هذا الانتهاك السافر والفادح لواجب المجلس النيابي في انتخاب رئيس للبلاد بحكم الدستور؟». ووجّه الراعي نداءً إلى الشباب اللبناني، «لكي ينخرطوا في مؤسسة الجيش من أجل لبنان. فعلى رغم كلّ المخاطر والتهديدات، يبقى لبنان صاحب مستقبل زاهر، ما يقتضي حمايته وتولّي شؤونه والتضحية في سبيله».

واشنطن

رئاسياً، تمنَّت الولايات المتحدة الاميركية ان يتّخذ اللبنانيون المبادرات في ما بينهم، معتبرةً انّ انتخاب رئيس للجمهورية هو امرٌ مهمّ جداً. وقد واصَلت سفيرتها في لبنان إليزابيت ريتشارد جولاتها على المسؤولين، فزارت الرئيس بري، ووزراء: العمل سجعان قزي، والتربية الياس بوصعب، والمال علي حسن خليل، وعرضَت مع العماد قهوجي الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، والمساعدات الأميركية المرتقبة للجيش اللبناني في المرحلة المقبلة. وأكّد قزّي أنّ الولايات المتحدة «تؤيّد استمرارية الحكومة وضرورةَ تثبيتها وتفعيلها في انتظار انتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أنّها المربّع الأخير للشرعية في لبنان». ونُقل عن السفيرة الاميركية تأكيدها أنّ بلادها «ترفض ان يتمّ توطين السوريين في لبنان، وهي تعمل على مساعدته لتحمّلِ العبء الحالي».

بروجردي

وإلى ذلك، أعلنَت إيران أنّها تولي عناية خاصة للبنان، مؤكّدةً انّ الرئاسة شأنٌ لبناني. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي إنّ سياسة بلاده الثابتة والدائمة «تقوم على مبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومنها لبنان بطبيعة الحال. وكلّ الاطراف التي لديها نظرة محايدة في معاينة الأمور، تدرك تماماً أنّ ايران غير معنيّة بتاتاً بشكل مباشَر بهذا الشأن». لكنّ بروجردي استدرك قائلاً: «إنّه ونظراً لعلاقات الصداقة والأخوّة والمودّة التي تربطنا بلبنان الشقيق، إذا كان هناك مِن مساعٍ سياسية من شأنها أن تساعد على حَلحلة هذا الفراغ السياسي في لبنان، وإذا طلب هذا المسعى منّا، فنحن لن نتردّد في القيام به». وأبدى ثقته التامّة بأنّ «النخَب السياسية اللبنانية الواعية ستتمكّن في نهاية المطاف من إيجاد المخرج الملائم لهذا الفراغ الرئاسي». وأكّد أنّ ايران «لم تكن يوماً من الأيام حجرَ عثرة أمام أيّ حلّ سياسي من الملفات السياسية التي ما زالت عالقة في لبنان، بل قامت بكل المساعي السياسية الحميدة والأخوية التي من شأنها أن تؤازر وتساعد الأخوة اللبنانيين للتوصل إلى الحلول التي يَنشدونها».
الجيش اللبناني يدمر مركزا لـ «النصرة» ويرد على قصف «داعش» لمواقعه
الرأي.. (د ب أ)
دمر الجيش اللبناني أمس الاثنين مركزا لجبهة النصرة في جرود عرسال شمال شرق البلاد، كما رد على قصف لـ «داعش» لمواقعه في الجرود الشرقي. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن فوج التدخل الخامس في الجيش اللبناني، دمر مركزا لجبهة النصرة في ضهر الصفا، في جرود عرسال بالأسلحة الثقيلة والصواريخ. وأضافت أن مراكز الجيش في رأس بعلبك تتعرض لقذائف الهاون مصدرها مراكزمسلحي تنظيم «داعش» في الجرود الشرقية، متابعة أن الجيش يرد بقوة على هذا القصف. كانت الوكالة قد ذكرت في وقت سابق أمس الاثنين أن الجيش أوقف ثمانية أشخاص في بلدة عرسال شرقي البلاد للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيمات إرهابية.
لبنان في «عنق زجاجة» الاشتباك الإقليمي وإيران تلاقي... «تصعيد» نصرالله
بروجردي في بيروت متحدّثاً بلغة «الاقتراب من الإنجاز النهائي لمحورنا في سورية»
بيروت - «الراي»
الحريري زار بري و«المستقبل» يرفض التعدي على الدستور والطائف محاولات لاحتواء أضرار حملة نصرالله وتفادي تفجير طاولة الحوار..
اكتسبت الزيارة التي بدأها رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجيّة في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي لبيروت امس، أهمية خاصة كونها جاءت على وهج المناخ البالغ السلبية الذي أحدثته الحملة الشعواء التي شنّها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله يوم الجمعة على المملكة العربية السعودية والتي تركتْ ارتدادات قويّة في الداخل اللبناني بعدما كرّست انعدام الأفق الاقليمي امام أي امكان لتحقيق انفراجٍ قريب في الأزمة الدستورية - السياسية التي يختصرها الفراغ في رئاسة الجمهورية.
وعكس «أوّل الكلام» لبروجردي ملاقاةً ضمنية لحملة نصر الله على السعودية، وسط اعتبار أوساط سياسية واسعة الاطلاع ان مضمون هذه الزيارة التي تحدّث خلالها المسؤول الايراني بلغة «الإنجازات في سورية» يصعب فصله عن رغبة طهران في توجيه رسالة الى «مَن يعنيهم الأمر» بالوضع اللبناني بأنها الأقرب الى «استثمار» ما اعتبره «اقترابنا من الإنجاز النهائي على الساحة السورية»، لافتاً في هجوم على الرياض من دون تسميتها الى «أن الجمهورية العربية السورية، وكل محور المقاومة والممانعة الذي وقف الى جانبها بكل صمود وثبات، سيُكتب له النصر في نهاية المطاف، والمحور المقابل (...) ستصل خياراته الى الحائط المسدود». ولم يتردّد المسؤول الإيراني الذي تشمل لقاءاته كلاً من رئيس البرلمان نبيه برّي ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل والسيد نصر الله ورئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد وشخصيات أخرى، في المجاهرة بمواقف تثير إشكاليات كبرى في لبنان وأبرزها تورط «حزب الله» العسكري في سورية ونسْب موقفٍ باسم «الجمهورية اللبنانية» داعم للنظام السوري، اذ اعلن «انه نظراً لروح الصمود والتصدي والمثابرة التي أبدتها الجمهورية العربية السورية طوال الاعوام الخمسة المنصرمة إن كان على صعيد الحكومة السورية أو الشعب السوري أو الجيش السوري الباسل، وأيضاً فوق كل ذلك الدور المميز لرئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد وأيضاً نظراً لوقوف الجمهورية اللبنانية والمقاومة اللبنانية الباسلة الى جانب سورية في صبرها وثباتها وصمودها، كل هذه الأمور أدت مجتمعة الى اقترابنا من الإنجاز النهائي على الساحة السورية».
وفيما بدا كلام بروجردي غير آخذٍ في الاعتبار التحوّل الذي شكّله بدء المعارضة السورية هجوماً مضاداً جنوب حلب وتداعياته المحتملة على خريطة المعارك في سورية، فإنه اكتفى في الشقّ اللبناني بـ «تأكيد المؤكد» في ما خص الأزمة الرئاسية والذي كان تم إبلاغه مراراً الى باريس من ان «الانتخابات الرئاسية شأن داخلي لبناني»، وإن كان أجرى ربطاً ضمنياً لها بالواقع الاقليمي من خلال كلامه عن «ان الجمهورية الإسلامية تولي عناية خاصة لدعم الوحدة الوطنية اللبنانية بين كافة مكونات وأطياف المجتمع اللبناني العزيز(...) ونأمل أن نشهد في المستقبل القريب إن شاء الله المزيد من المساعي السياسية الحميدة التي من شأنها أن تساعد على حلحلة كافة الملفات والأزمات السياسية التي ما زالت عالقة على المستوى الإقليمي عموماَ»، وملاحظاً «التطورات الإيجابية الميدانية التي نشهدها في هذه الفترة على صعيد المنطقة ان كان على صعيد الساحة العراقية أو على صعيد الساحة السورية (...)».
وجاءت زيارة بروجردي الذي عبّر عن «الاعتزاز بأن الزيارة الرسمية الاولى لي خارج البلاد بعد الانتخابات النيابية الايرانية هي للبنان الذي يمثل قلعة للمقاومة في المنطقة»، في غمرة المحاولات الداخلية لاحتواء «الأضرار» التي أحدثها هجوم نصر الله على السعودية والردّ العنيف عليه من الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، وهو التطور الذي اعتُبر مؤشراً لا لبس فيه الى ان كل التحركات الداخلية في ما خص الاستحقاق الرئاسي محكومة بأن تعلق في «عنق الزجاجة» الاقليمي بالارتكاز الى معطييْن: الاوّل ان الاندفاعة الكلامية المتفلّتة من كل الضوابط للأمين العام لـ «حزب الله» أصابت في الصميم محاولات مرشح الحزب الى الرئاسة العماد ميشال عون لاستمالة «المستقبل» لانتخابه وطمأنة السعودية. والثاني تأكيد المرشّح الآخر سليمان فرنجية، الذي يؤيّده الحريري، انه ماضٍ حتى النهاية في السباق الرئاسي من على منبر الرئيس نبيه بري بما أوحى بثبات الأخير على تأييده فرنجية من فوق التفاهم النفطي الأخير بينه (اي بري) وبين عون.
وشكّلت الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري مساء الاحد للرئيس بري (وتخللها عشاء) إشارة متقدّمة الى رغبة الجانبين في تفادي ان يؤدي المناخ المتوتر بين «حزب الله» و«المستقبل» بوصْفه انعكاساً لاشتداد الاشتباك الاقليمي في المنطقة الى تفجير طاولة الحوار الوطني التي دعاها رئيس البرلمان الى «خلوة ثلاثية» ابتداءً من اليوم وحتى الخميس لمناقشة حلّ للأزمة الرئاسية على قاعدة سلة متكاملة تشمل الرئاسة وقانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئيساً وتوازنات وبياناً وزارياً الى جانب بعض التعيينات الحساسة وضوابط لإدارة السلطة.
ورغم ان هذه الثلاثية محكومة بأن تخرج بلا تحقيق اي اختراق في ضوء تمسك قوى «14 آذار» وبينهم «المستقبل» باعتبار انتخاب رئيس مدخلاً لحل سائر الأمور العالقة بمعزل عن أعراف تشكل تعدياً على الدستور واتفاق الطائف، فإن ثمة رغبة داخلية واضحة في عدم بلوغ مرحلة «نعي» طاولة الحوار بل مدّها بـ «اوكسجين» يكون كفيلاً بشراء الوقت ريثما تنقشع الرؤية اقليمياً وتدق ساعة الحلّ لبنانياً سواء على البارد او «على الحامي». علماً ان تقارير صحافية اشارت الى ان الحريري أبلغ الى بري ان «المستقبل» متمسك أكثر من أي وقت باتفاق الطائف والدستور، وانه لن يقبل تحت أي شكل من الاشكال بالبحث لا بمؤتمر تأسيسي ولا بأي تعديلات أخرى، وهو ما شكّل جوهر العريضة الوطنية التي أطلقها الامين العام لـ «14 آذار» فارس سعيد «رفضاً لأي تعديل في النظام اللبناني المرتكز الى الطائف»، واضعاً إياها في إطار «النداء التحذيري للمشاركين في الحوار الوطني كي لا ينزلق أحد نحو المطالبات بتغيير النظام السياسي اللبناني».
الحريري لحصرية السلاح بيد الجيش
 المستقبل.. أكد الرئيس سعد الحريري، أن «الدعوة لحصرية السلاح بيد الجيش والمؤسسات الشرعية ستبقى العنوان الأساس لقوة الدولة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية».
وقال الحريري في سلسلة تغريدات له عبر «تويتر» أمس: «عيد الجيش مناسبة لتوجيه التحية للمؤسسة العسكرية قيادة وضباطاً وجنوداً، ولدورها في حماية لبنان ودرء المخاطر عن الارض والشعب والسيادة«.
أضاف: «الجيش اللبناني يتقدم صفوف الدفاع عن المصير الوطني، وتضحيات أبنائه علامة فارقة في تاريخ لبنان وعنوان لانتصار اللبنانيين على كل الفتن«. وشدد على «أننا جميعاً ظهير للجيش في مواجهة الارهاب والتطرف ومشاريع الخروج عن الدولة والقانون وحماية السلم الأهلي«.
ووجه «التحية الى أهالي شهداء الجيش في كل مكان من لبنان، وأصدق مشاعر التضامن مع أهالي الأسرى والمخطوفين الذين لن نفقد معهم الأمل بعودتهم سالمين».
باسيل يدعو المعترضين في «التيار» الى الإستقالة
بيروت - «الحياة» 
أسفرت انتخابات «التيار الوطني الحر» الداخلية أول من أمس عن اختيار المحازبين في المرحلة التمهيدية الأولى، ففاز 38 مرشحاً لمقاعد نيابية في الجبل والبقاع والشمال وبيروت ما يؤهلهم للمرحلة الثانية وفق استطلاعات رأي لمعرفة شعبيتهم بين عامة الناخبين.
ومن المفارقات أن الكادر المطرود من الحزب زيـــاد عبس نال في الأشرفية 174 صوتاً مقابل حصــول نائب رئيس الحزب نقولا صحناوي على 184 علماً أن عبس كان قد فُصل من التيار.
وقال رئيس «التيار» جبران باسيل أمس أن «الفائزين والخاسرين سيعملون سوياً»، مؤكداً «أننا أمام 58 مشروعاً محتملاً للانتخابات النيابية والتحالفات السياسية تعود للقيادة فقط والقرار يلتزم به المرشح بناء على معيار مصلحة التيار كي يفوز».
وأشار إلى أن «من الأمور التي لم نتمكن من تحقيقها في هذه الانتخابات هو ترشيح أشخاص في جميع الدوائر». ولفت إلى أن «قضية رفاقنا المفصولين قد تتكرر لأن من يلتزم بحزب سياسي يجب أن يعرف نظامه الداخلي ويتحدد مستقبله فيه بناء على ذلك مهما كان تاريخه». وقال: «تبين أن حجم المعترضين صغير جداً ومن صوت بهذا الاتجاه الانقلابي لا يتجاوز الواحد في المئة أي أقل من مئتي صوت ولن نسكت على من يتطاول على التيار من داخله وأدعو من يريد الاستمرار بهذا النهج إلى الاستقالة».
وشدد نعيم عون الذي فصل من «التيار» على أن «الأهم يكمن في الانتخابات التي جرت أول من أمس والعبر التي يجب أن يستخلصها التيار. فزياد عبس، على رغم فصله، نال 50 في المئة من الأصوات».
وتعليقاً على صدور الحكم بفصله عشية ذكرى 7 آب (يوم جرى قمع تظاهرات التيار عام 2001 أيام الوصاية السورية)، اعتبر أن «يوم 7 آب تحوّل من تاريخ لأخذ العبر من الأحداث السابقة وما قاتلنا من أجله، إلى مناسبة لتكريم رموز النظام السوري المخابراتي في التيار، فيما شباب التيار الذين قاتلوا في 7 آب مطرودون، أو على لائحة الطرد أو مهمشون في الداخل. فلمن تقام الذكرى؟».
انتخابات «الوطني الحر» لاختيار مرشحيه للنيابة: سخط على القيادة الجديدة..وسباحة عكس «التيار»
اللواء..
صحيح ان الانتخابات التي أجراها التيار الوطني الحر لاختيار مرشحيه المحتملين الى الانتخابات النيابية تعد سابقة هي الاولى من نوعها على مستوى العمل الحزبي السياسي، غير أنها كشفت المستور داخل هذا التيار من خلافات، وتقاسم نفوذ يمكن أن تؤدي به الى التفكك والانشطار خصوصاً وأن النتائج التي خلصت اليها هذه الانتخابات أكدت بأن هناك الكثيرين ممن يسبحون بعكس التيار وترجم ذلك بالاصوات التي حصدها زياد عبس على رغم عدم ترشحه بسبب فصله ، وهو ما كانت قد اشارت اليه «اللواء» قبل خوض غمار هذه الانتخابات.
هذه الاصوات التي وضعت لصالح عبس شكلت حالة إعتراضية على ممارسة القيادة الحالية للتيار برئاسة الوزير جبران باسيل، وقد وجد اصحاب هذه الحالة مواقع التواصل الاجتماعي متنفساً لهم للتعبير عن سخطهم على الواقع الذي وصل اليه التيار بعد إستلام باسيل قيادته.
وقد احتفل أصدقاء ومناصرو الناشط المفصول عبس، بعيد ميلاده ليل الأحد بالتزامن مع النتائج التي حققها في الأشرفية وجاءت رسائل واضحة الى باسيل، بحيث اقترع الناخبون لصالحه رغم عدم تمكنه من الترشح.
وقالت مصادر معنيّة أن الجرة بين رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون ومعظم المناضلين القدامى بالتيار وخاصة أولئك الذين تم فصلهم مؤخرا انكسرت ولا امكانية لترميمها، لافتة الى ان التواصل مقطوع كليًّا بين الجانبين.
وفي الوقت الذي لم تكن فيه النتائج الباهرة التي حققها كل من النواب ابراهيم كنعان، وآلان عون، سيمون أبي رميا مفاجئة لهم نظراً لصيتهم وتاريخهم، وتبين انهم حققوا اضعاف الاصوات التي حصل عليها الآخرون، فان النائب نبيل نقولا يتجه إلى رفع دعوى قضائية ضد رئيس هيئة التيار الوطني الحر في المتن وعدد من عناصر الإنضباط التابعين للهيئة، على خلفية الإشكال الذي حصل بينه وبينهم في مركز الاقتراع في مدرسة السان جورج الزلقا خلال الإنتخابات التمهيدية للوطني الحر،على خلفية قيام نقولا بادخال اربعة اشخاص الى داخل القلم، بيد ان عناصر الانضباط منعوه من ذلك، الامر الذي تطور إلى إشكال.
كما أن سجالاً حاداً وقع عند احد اقلام الفرز في قضاء بعبدا بين المرشح فؤاد شهاب ونجل النائب ناجي غاريوس وذلك على خلفية اعتراض شهاب على احتساب احدى الاوراق التي تدور شكوك حولها. وبحسب المعلومات ان السجال هذا دفع بنجل النائب الى التوجه الى شهاب بكلام نابي ما ادى الى توقف عملية الفرز لفترة وجيزة ثم استؤنفت لاحقاً ليحصل ناجي كميل غاريوس على 164 صوتاً بينما فؤاد وليد شهاب على 115 صوتاً من أصوات اهالي بعبدا.
ولم تتردد كريمة أحد المرشحين البارزين للانتخابات التمهيدية في «التيار « عن القول صراحة إنّ انخفاض «سكور» والدها يعود الى كونه مؤيداً للوزير باسيل غير المحبوب شعبياً، فيما يقول أحد العونيين إن حكمت ديب «هبط» من مرتبة «بطل بعبدا» الى مرشح غير قادر على استقطاب اصوات بلدته الحدت التي تضم نحو مئتي بطاقة حزبية.
وتداول ناشطون في «التيار الوطني الحر» في قضاء المتن الشمالي لائحة حزبيين «غرباء» يقولون إن أصحابها اقترعوا يوم الأحد، ولا يعرفهم أي من الناشطين.
ووضع جزين ليس أشفى حالاً من باقي المناطق التي ظهر فيها الخلاف داخل البيت العوني اذ وعلى الرغم من المصالحة التي جرت بين النائب زياد أسود ورئيس بلدية جزين خليل حرفوش قبل الانتخابات البلدية، إلا أن اجواء الجفاء بقيت تسيطر على علاقة الطرفين.
وتساءل عدد من ناشطي «التيار الوطني الحر» حول إذا كان النظام الانتخابي للتيار قد أعفى العماد ميشال عون من الترشّح في المرحلة التمهيدية الاولى أم أن الاخير رفض أصلاً تقديم ترشيحه.
 
بعد نعيم عون وزياد عبس وطوني نصرالله . . . هل يفصل الإعلامي هشام حداد من "الوطني الحر"؟
موقع 14 آذار.. خالد موسى
بعد استدعائها قبل أسابيع كل من الناشطين في "التيار الوطني الحر" نعيم عون وزياد عبس والمحامي انطوان نصرالله نتيجة ظهورهم الإعلامي على بعض المحطات وحديثهم عن التجاوزات التي تحصل داخل التيار من رئيسه الوزير جبران باسيل، وبعدما اتخذت القرار بفصلهم نتيجة عدم حضورهم الجلسة نهار الإربعاء الفائت، استدعت المحكمة الحزبية في التيار "الوطني الحر" اليوم مقدم برنامج "لهون وبس" على قناة "أل بي سي" الاعلامي هشام حداد.
واكد حداد في حسابه على "فايسبوك" صحة هذا الاستدعاء، واوضح: "اليوم تم استدعائي الى المحكمة الحزبية وقريباً يتم فصلي لاحرز شرف الانضمام الى قافلة الذين رفضوا الظلم و مصادرة الارادة...نعيم ، زياد ، انطوان ، باتريك، مخيبر ، حرب ، لواء ، فادي ، هاغوب، شادي ، لينا ، بول الخ... اجاكم اللي ما بينساكم".
وكان حداد أكد أيضاً عقب اعلان نتائج انتخابات التيار التمهيدية أن "الشرفاء يكتسحون الانتخابات التمهيدية"، وكتب: "طيف زياد عبس في الاشرفية، رمزي دسوم رفيق عمر زياد عبس في بيروت الثالثة، الان عون في بعبدا، سيمون ابي رميا في جبيل، طانيوس حبيقة في المتن، زياد اسود في جزين، غسان عطالله في الشوف"، وأرفق كتاباته هذه بهاشتاغ :"#‏يا_خيي_فهام_ما_حدا_بطيقك"، في إشارة منه الى باسيل.
هذا، ونشر أيضاً صورة تجمعه مع جميع الناشطين الذين قد تم فصلهم مؤخراً بينهم زياد عبس، وقد أرفق الصورة بالتعليق التالي: "تجمع المفصولين من الأحزاب ... بليز حدا معو رقم سجعان قزي؟".
 
إمعان «حزب الله» بتعطيل الإنتخابات الرئاسية بعد تنازلات خصومه بتسمية فرنجية يدفع بالبلاد نحو المجهول
إعتماد أسلوب «الخنق البطيء» لكل مقومات الوطن بدل استعمال السلاح لتغيير النظام والإستيلاء على السلطة
إن إمعان «حزب الله» بانتهاج أسلوب «الخنق البطيء» للوطن، يعتمد على تجاوز الدستور والقوانين واستباحة كل المحرّمات للإستيلاء على كل مكوّنات السلطة بالقوة
اللواء..بقلم معروف الداعوق
يعترف سياسي بارز بأن تبني زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لم يحصل هكذا من هباء أو مصادفة أو نكاية بهذا الطرف السياسي من هنا أو هناك، بل سبق هذا الترشيح سلسلة مشاورات واتصالات على أعلى المستويات بين أطراف مؤثرين من تحالف قوى الثامن من آذار كالرئيس نبيه برّي وبموافقة معلومة من «حزب الله» تحديداً، باعتبار هذا الترشيح يُشكّل مخرجاً مقبولاً من معظم الأطراف السياسيين لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي المتواصلة منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، بالرغم من التحفظات والملاحظات العديدة حول الخط السياسي لفرنجية وأدائه السياسي ورفض البعض لترشيحه كزعيم «التيار العوني» النائب ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وغيرهما، كون الأول يرفض رفضاً قاطعاً ترشح أي شخصية مسيحية مارونية لمنصب الرئاسة الأولى غيره والثاني يرى بأن تبنّي مثل هذا الترشيح موجّه ضده شخصياً بسبب الخلافات السياسية المستحكمة مع فرنجية وخصوصاً في مناطق النفوذ المتداخلة بينهما في الشمال.
ولا شك أن تبنّي الحريري ترشيح فرنجية للرئاسة في هذا الظرف بالذات، يُؤكّد الرغبة الصادقة والحقيقية لزعيم «تيار المستقبل» لإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، ولو تتطلّب الأمر تقديم بعض التنازلات للخصوم السياسيين كما حصل من خلال هذا الترشيح الذي فاجأ الجمهور المؤيّد والداعم لتيار المستقبل بمختلف مستوياته لدى الوهلة الأولى، في حين كانت المفاجأة الأهم تجاهل «حزب الله» لهذه الخطوة والاستمرار في مخططه المدعوم من إيران بتعطيل انتخابات الرئاسة عمداً ريثما تتظهر مساومات النظام الإيراني مع دول الغرب حول أزمات الدول في العراق وسوريا واليمن وكيفية استثمار التدخل الإيراني بشؤونها بالقوة العسكرية المباشرة وغير المباشرة والسعي قدر الإمكان لتحقيق مكاسب استراتيجية لصالح الدولة الإيرانية على أنقاض ومآسي شعوب هذه الدول ومستقبلها.
ويلاحظ السياسي المذكور أنه بالرغم من هذا التنازل المهم من قبل زعيم «تيار المستقبل» في تأييد ترشيح النائب سليمان فرنجية، قوبل هذا التنازل بمزيد من العرقلة والتعطيل من حزب الله، ليس لانتخابات رئاسة الجمهورية فحسب وإنما لمؤسسات الدولة كلها، بدءاً من مجلس الوزراء والمجلس النيابي وتباعاً على معظم الإدارات والمؤسسات الرسمية لإضفاء المزيد من الانعكاسات السلبية والتداعيات الخطيرة على وضعية الدولة كلها، بالتزامن مع إطلاق سلسلة من المواقف الداعية تارة إلى المباشرة بالتفاوض على صيغة اتفاق سياسي جديد بين مختلف الأطراف حول كل المسائل المختلف عليها بما يشبه «تفاهم الدوحة» الذي اعقب إعتداء «حزب الله» بسلاح ما يسمى بالمقاومة ضد أبناء بيروت العزَّل في السابع من أيّار عام 2008، وتارة أخرى بالدعوة للتفاهم على صيغة نظام سياسي جديد ينهي مفاعيل اتفاق الطائف الذي أصبح دستور الدولة وهذه المرة من خلال ممارسة أسلوب الخنق البطيء لكل مكونات الدولة بدلاً من استعمال سلاح الحزب الميليشيوي مباشرة ضد المواطنين على اختلافهم.
ويشير السياسي البارز إلى ان امعان «حزب الله» بانتهاج أسلوب الخنق البطيء للوطن الذي يعتمد على تجاوز الدستور والقوانين واستباحة كل المحرمات في محاولة مكشوفة للاستيلاء على كل مكونات السلطة بالقوة من خلال فرض رئيس الجمهورية وتسمية رئيس الحكومة المقبل وتحديد شكل الحكومة المرتقبة واسس بيانها الوزاري وسياستها وغيرها من المسائل والقضايا المتعلقة بتركيبة السلطة والمؤسسات، سيؤدي، إما إلى مزيد من الأزمات السياسية المعقدة وما ينجم عنها من تراجع ملموس في إدارة الدولة ككل وتداعيات سلبية على دورة الحياة الاقتصادية والاجتماعية كما هو الوضع عليه في الوقت الحاضر أو إلى انفجار الأزمة السياسية باتجاهات خطيرة لا يمكن لأحد التكهن بمساراتها ونهاياتها وارتداداتها الخطيرة على الوطن كلّه، لأن الأزمة التي يُعاني منها لبنان حالياً ليست أزمة نظام سياسي يتذرع به «حزب الله» لتنفيذ برنامجه وتحقيق مصالحه في إضعاف وتفتيت الدولة، بل أزمة تعطيل هذا النظام بقوة سلاح «حزب الله» غير الشرعي.
وفي اعتقاد السياسي البارز انه لو توفرت النية الحسنة لدى «حزب الله» لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لكان بإمكانه انتهاج أسلوب مغاير لسياسة تعطيل الانتخابات الرئاسية عمداً وفتح أبواب الحلول وطرح أكثر من اقتراح واسم للخروج من هذا المأزق السياسي الخطير الذي بات يُهدّد مستقبل البلد كلّه.
ولكن يظهر من كل الممارسات والاساليب المتبعة واعتماد سياسة غلق الأبواب امام صيغ الحلول المطروحة والتشبث بما يطرحه الحزب دون سواه، ان هناك محاولة مكشوفة لدفع الأمور نحو الأسوأ، في حين ان هذا الواقع يتطلب من الأطراف الآخرين إعادة النظر بالتنازلات المطروحة، إن كان مبلغ الانتخابات الرئاسية أو غيره، واعتماد سياسة ترتكز على موازين القوى السياسية القائمة، لأنه يبدو ان منطق التنازلات لحل الأزمة السياسية القائمة ليس مجدياً وقد يكون مكلفاً على البلد كلّه إذا استمرت الأمور على هذا المنوال.
مصادر لبنانية: ضابط شيعي هَرَّبَ أسلحة الهبة السعودية لـ«حزب الله»
تواصل – متابعات:
كشف مصدر لبناني مطلع، اليوم السبت، عن السبب الحقيقي لوقف المملكة “الهبة” المقدمة للجيش اللبناني، مؤكدًا أن أمريكا علمت خلال الفترة الأخيرة أن ضابطًا كبيرًا بالجيش اللبناني يعمل على تهريب أسلحته إلى ميليشيا “حزب الله”. وقال المصدر -الذي رفض ذكر اسمه-: إن “الولايات المتحدة تدرس إمكانية تعليق المساعدات العسكرية المقدمة إلى لبنان وذلك بعد ورود معلومات استخباراتية تؤكد تعاونًا وثيقًا بين الجيش اللبناني وحزب الله”. وأكد أن الجانب الأمريكي يدرس مع بعض أركان الحكومة اللبنانية هذا الأمر، خاصة بعد ورود معلومات حول نقل أسلحة من الهبات السعودية السابقة وتسليمها إلى ميليشيا “حزب الله”. وأضاف: أن “ضابط لبناني كبير من الطائفة الشيعية يدعى يحيى الحسيني، يشغل منصب مدير الأمن العسكري في منطقة حاصبيا في الجنوب اللبناني، يقوم بتهريب أسلحة الجيش اللبناني إلى حزب الله “، وفقا لـ”إيلاف”. وكانت المملكة، قد علقت مساعدات عسكرية للبنان بمبالغ طائلة تضم أسلحة فرنسية الصنع وذلك بعد التأكد من أنها ستصل إلى أيدي ميليشيا “حزب الله” الذي يقاتل في سوريا إلى جانب النظام السوري.

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,277,966

عدد الزوار: 7,626,690

المتواجدون الآن: 0