هل يذهب نصرالله الى سوريا؟»..«حزب الله» يدعو للتحاور مع عون كمعبر وحيد لمعالجة ملف الرئاسة..الرئاسة إلى المربع الأول... و«14 آذار» تدرس خطواتها المستقبلية

انهيار مفاوضات اليمن يطيح باحتمالات التسوية القريبة في لبنان وفكّ الحصار عن حلب يحاصر سلّة شروط «حزب الله» للحلّ...رهانات «حزب الله» وحلفائه للإستقواء بنتائج معركة حلب لفرض التسوية السياسية لم تأتِ مطابقة للتوقعات...«حزب الله»: يجتمعون على معركة حلب لأنها تحدد مسار الحرب في سورية

تاريخ الإضافة الإثنين 8 آب 2016 - 7:05 ص    عدد الزيارات 2124    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

رهانات «حزب الله» وحلفائه للإستقواء بنتائج معركة حلب لفرض التسوية السياسية لم تأتِ مطابقة للتوقعات
إنتخابات الرئاسة ما تزال رهينة طموحات طهران من الصفقات والتسويات الإقليمية
اللواء...بقلم معروف الداعوق
نيّة مبيّتة ومرسومة من قِبَل حزب الله والنظام السوري للإستقواء بنتائج معركة حلب تحديداً والحرب السورية عموماً لتوظيفها بالداخل اللبناني
هل كانت محاولة ربط نتائج الحرب الدائرة في سوريا وتحديداً معركة حلب الجارية حالياً بين تحالف طهران والأسد وموسكو ضد أطراف المعارضة السورية، بفرض تسوية محسومة لصالح تحالف «حزب الله» والتيار العوني بالداخل اللبناني، كما ظهر ظلك جليّاً على لسان العديد من قادة ومسؤولي الحزب وفي مقدمتهم الأمين العام حسن نصر الله في الأيام الأخيرة صحيحة وفي محلّها؟
لم يكن خافياً على أحد مراهنة «حزب الله» على نتائج معركة حلب باعتبارها محسومة سلفاً لصالح التحالف المذكور إستناداً لمجريات ووقائع الحرب الدائرة هناك في الأسابيع الأخيرة بعد محاصرة المعارضة السورية ومحاولة قطع كل طرق الإمداد عنها وخصوصاً من الحدود التركية وزيادة الضغط عليها بكافة الوسائل العسكرية المتاحة لهذا التحالف ولا سيّما من الجو في ظل الإنشغال التركي بالتصدّي لمحاولة الإنقلاب الفاشل، وبالتزامن مع الإعلان عمّا سمّي بتفاهم مبدئي تمّ التوصل إليه بين وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري وروسيا سيرغي لافروف مؤخراً في موسكو باستبعاد مسألة إزاحة بشار الأسد من جهود التسوية المبذولة للأزمة السورية والذي تمّ تصويره وكأنه بمثابة تسليم كامل بشروط الطرف الروسي وحلفائه على حساب المعارضة السورية وانكفاء ملحوظ للإدارة الأميركية عن تحقيق التوازن المطلوب في هذه التسوية المفترضة.
ويلاحظ أنه ليست المرة الأولى التي يراهن فيها «حزب الله» على نتائج معركة الإستيلاء على مدينة حلب وانتزاعها من سيطرة المعارضة السورية، لتوظيف هذه النتائج والإستقواء بها لفرض التسوية الملائمة للحزب في الداخل اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية ممّن يدورون في فلك الحزب وينفّذون سياسته ويغضّون النظر عن سلاحه غير الشرعي ومخططاته المرتبطة بتوجهات ومصالح النظام الإيراني دون سواه.
ولم يتردّد الحزب ومسؤولو «التيار العوني» في الإعلان عن رغبتهم هذه في مواقف علنية صدرت عنهم بأكثر من مناسبة في الماضي، وقد ذهب بعضهم إلى القول لخصومهم السياسيين وتحديداً المعارضين لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية قبل المحاولة السابقة لحسم معركة مدينة حلب «أنه بمجرد دخول أول دبابة للنظام السوري إلى المدينة، ستنعكس هذه النتائج في وصول عون للرئاسة فوراً لأنه لن يكون بإمكان هؤلاء المعارضين الاستمرار في هذا الرفض في ظل الوقائع الجديدة». وهذا يعني أن هناك نيّة مبيّتة ومرسومة من قِبَل الحزب والنظام السوري للإستقواء بنتائج المعركة في حلب تحديداً والحرب السورية عموماً لتوظيفها بالداخل اللبناني لصالحهم ولو اقتضى الأمر للجوء إلى كل وسائل الضغط والترهيب، ولكن كما حصل في المرة السابقة لم تأتِ النتائج هذه المرة حسب رهانات وتوقعات تحالف «حزب الله» و«التيار العوني» بعدما استطاعت المعارضة السورية قلب الوقائع لصالحها عسكرياً وأحبط خصومها وقلب حساباتهم ولو مرحلياً رأساً على عقب، والسؤال المطروح هو هل ما حصل في حلب عسكرياً مؤخراً يؤثر في تسريع حل الأزمة الداخلية اللبنانية وتحديداً اجراء انتخابات رئاسة الجمهورية وفي أي اتجاه محتمل يمكن أن تسلكه الأمور؟
تستبعد مصادر سياسية بارزة أن تؤثر مجريات الأوضاع العسكرية السائدة بسوريا عموماً وحلب تحديداً على حلحلة الأزمة السياسية وتقرب اجراء الانتخابات الرئاسية، لأن هذه المسألة تتجاوز الأطراف الداخليين وكانت منذ البداية رهينة في أيدي النظام الإيراني ومصالحه كما ظهر ذلك جلياً من نتائج الاتصالات والمكاشفات الجديدة التي جرت بين المسؤولين للنظام الإيراني مع الروس والفرنسيين وغيرهم. إلا ان ذلك لا يعني أن ما حصل مؤخراً في حلب لم يرخ بتوازنات جديدة، ليس أقلها إضعاف رهانات تحالف «حزب الله» و«التيار العوني» على نتائج التطورات العسكرية في سوريا للاستقواء فيها باللعبة السياسية الداخلية اللبنانية، كما حصل في الآونة الأخيرة لفرض تسوية لصالحهم، ولكن التهويل والترهيب والاستقواء بالسلاح لن يتوقف، في حين ان حلحلة الأزمة الداخلية اللبنانية لا تزال تنتظر رفع الحظر الإيراني المفروض على انتخابات الرئاسة، وهذا يبدو أنه بانتظار الدخول في بازار التسويات والصفقات الإقليمية التي تسعى طهران للحصول فيها على حصة وازنة من النفوذ فيها ولن يحصل قبل تفاهم الدول الكبرى بخصوصها وتحديداً الولايات المتحدة وروسيا.
«هل يذهب نصرالله الى سوريا؟»
اللواء...بقلم ربيع شنطف
«بات على أمين عام حزب الله حسن نصرالله أن يذهب الى سوريا ويحارب شخصيا هنالك تطبيقا لوعده الذي قطعه يوما، لأن الحاجة قد اقتضت واقتضت».
هذه الدعوة أتت لنصرالله من قبل عدد كبير من المدونين والمغردين المزهوين بانتصار حلب الذي تسطر نتيجة عوامل كثيرة، فهل يلبيها؟
ومن أسباب الانتصار، الثبات والصمود بين جنبات زنار من الحصار المسيج بالنار من كل حدب وصوب، من الأرض كما من السماء، من قوات الأسد كما من حزب الله والميليشيات الشيعية والقوات الروسية.
الصمود أتى من حوالي أربعمئة ألف انسان، قرروا ان لا تكون حلب مضايا ثانية بأي ثمن، فتعاونوا وقسّموا انفسهم كتائب، كتيبة أطفال ليست الحجارة سلاحهم هذه المرة انما الاطارات المشتعلة، وكتيبة نساء وقفن وقفة آلاف الرجال، فضلا عن الأبطال الذين استخدموا ما أوتوا من قوة ليصدوا عدوان الأسديين والمرتزقة.
والى الصمود، فان الوحدة بين فصائل المعارضة المعتدلة كافة من اسلامية ووطنية، كانت الحل الأنجع، وهنا لا بد من عدم انكار أن انهاء جبهة النصرة وولادة جبهة جديدة على أطلالها تأخذ من الاعتدال منبعا لها، قد ساهم مساهمة فعالة في صناعة النصر، وما جرى من وحدة في الرؤية يشكل خطوة جيدة ان استمرت ستصنع لاحقا انتصارات في أماكن أخرى.
وقد عبّر الصحافي المناضل هادي العبدالله عن هذا المنحى، من خلال تدوينه عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ما يلي: «هل وصلت رسالة ربّكم إليكم يا قادة فصائلنا؟
عندما تكونون يداً واحدة تستطيعون صناعة المعجزات.. وعندما تتفرقون تضيّعون عناصركم وتخذلون أهلكم..».
وكان العبدالله قد خرج من المستشفى متوجها الى حلب وبدا على كرسي متحرك، آبيا الا أن يدشن النصر الجديد مع المقاتلين والأهالي الذين لطالما دفع دما ليسمع العالم صوتهم، وهو الذي فقد مؤخرا زميله وصديقه في النضال المصور الشهيد خالد العيسى.
والى عوامل الانتصار الداخلية، عوامل خارجية، فقد بدا جليا أن أسلحة متطورة وصلت للمقاتلين من دول عدة، لكن لا يزال ينقصهم الكثير مثل مضادات الطيران، وهنا - للتذكير- لعب الأطفال دورهم بابتكار مضاد من نوع خيالي تمثل باثارة الدخان المنبعث من الاطارات المشتعلة لتضييع الطيارين الذين أتوا للحلبيين بهدايا الموت.
ويمكن اضافة، فشل المفاوضات اليمنية في الكويت عبر رد التحدي من قبل المملكة العربية السعودية، وزيادة الدعم التركي ووقف «النفاق» الأميركي.
.. وانطلاقا من كل ذلك، يبقى أن المضحك هو اصرار بعض الوسائل الاعلامية ومحلليها على أن هنالك كراً وفراً في حلب، هو كر في مخيلة هؤلاء وفر من الواقع الذي أثبت مجددا أن المقاومة هي الحل وأن من حوّل البوصلة سيدفع الثمن مهما طال الزمن وأن الدماء تنتصر على السيف وأن النصر صبر ساعة، وأن الحلبيين كانوا حسينيين حقيقيين وأن هنالك من يحتاج الى تنشيط ذاكرته ودعوته كي يطبق تعاليمه التي أتحف العالم بتردادها على مدى سنوات وله يحلو القول: «وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً».
«حزب الله» يدعو للتحاور مع عون كمعبر وحيد لمعالجة ملف الرئاسة
اللواء..
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي ان على المراهنين على الوقت لتحسين وضعهم التفاوضي ان يعلموا ان الوقت ليس في صالحهم، وان الحوار فرصة يمكن الاستفادة منها.
وقال خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة معركة الجنوبية: إن المؤسسات الدستورية في لبنان معطلة، فلا يوجد رئيس للجمهورية، والحكومة بالكاد تصرّف الأعمال، والمجلس النيابي لا يجتمع وإن كانت لجانه تجتمع بصورة أسبوعية ويومية، ولكن العملية التشريعية لا تتم إلاّ من خلال عقد جلسات تشريعية فيه، فإذا كان هناك من يراهن على الوقت من أجل تحسين وضعه التفاوضي وشروطه التفاوضية، فعليه أن يعلم أن الوقت ليس في صالحه».
ودعا القوى السياسية التي تراهن على الوقت إلى التخلي عن رهانها، وأن تستفيد من فرصة الحوار التي فتحها الرئيس بري للتوصل إلى تسوية داخلية بعيداً عن التدخلات الخارجية، بحيث تكون هذه التسوية معبراً إلى إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية، فينتخب رئيس للجمهورية، وتشكّل الحكومة، وينتخب المجلس النيابي على أساس قانون انتخابي جديد».
{ وأكد النائب علي فياض على الحوار لحل المشكلات والعمل لانتخاب رئيس الجمهورية والوصول الى قانون انتخاب عصري.
وقال خلال رعايته افتتاح الملعب البلدي لكرة القدم في بلدة العديسة الجنوبية: «في الوقت الذي نبذل فيه جهداً دؤوباً على طاولة الحوار في سبيل أن نعالج المشاكل التي يعاني منها هذا الوطن، يدأب البعض على أن يقطع الطريق أمام المتحاورين كي يصلوا بهذا الوطن إلى ما يعالج مشاكله المستعصية، وإلى ما يعيد إطلاق فاعلية مؤسساته السياسية والدستورية».
{ وقال النائب حسن فضل الله، في كلمة القاها في الاحتفال الذي نظمه «حزب الله» في ساحة بلدة عيناثا الجنوبية: «إننا في حزب الله نسعى لحل الأزمة السياسية من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو بالنسبة إلينا العماد ميشال عون، الذي عليهم أن يتحاوروا معه كمعبر وحيد في حال أرادوا معالجة ملف الرئاسة»، داعيا الحكومة إلى «القيام بمسؤولياتها، وهو ما سنبقى نطالبها به في إطار السعي لتحقيق الحد الأدنى من المطالب بجميع الملفات الموجودة في البلد، لأن القرارات المتعلقة بالأمور الحياتية والاجتماعية هي مسؤولية الحكومة ومؤسسات الدولة».
«حزب الله»: يجتمعون على معركة حلب لأنها تحدد مسار الحرب في سورية
بيروت - «الحياة» 
استهدفت مدفعية الجيش اللبناني عصر امس، تحركات لمسلحين في محلة وادي الخيل في جرود عرسال المتداخلة أراضيها بين لبنان وسورية، في وقت تحدثت معلومات إعلامية عن إصابة مواطن في وادي خالد (شمال لبنان) يدعى رحيل محمد علي، في إطلاق نار من الجانب السوري.
واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية في لبنان حسن فضل الله في مناسبة لـ»حزب الله» أن «ما تقوم به المقاومة اليوم في سورية، وما هي عليه من استعداد دائم للدفاع عن لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي، وفرا مظلة الحماية والاستقرار لكل بلدنا، بما فيه أولئك الذي يعارضون المقاومة وينتقدونها، لأنه لولا هذه المظلة، لكان لبنان مثل بقية الدول على امتداد عالمنا العربي».
وتحدث عن «أن التضحيات التي نقدمها في صلب المعركة في سورية هي من أجل أن نحمي المقدسات والأعراض ومشروع المقاومة ولبنان، فكما في تموز عام 2006 اجتمع الكثيرون على المقاومة، اليوم يجتمع كثيرون أيضاً على معركة حلب، لأنها معركة فاصلة، وتحدد مسار الحرب في سورية».
وقال: «إننا في حزب الله نسعى إلى حل الأزمة السياسية من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي هو بالنسبة إلينا العماد ميشال عون، الذي عليهم أن يتحاوروا معه كمعبر وحيد في حال أرادوا معالجة ملف الرئاسة».
وقال أنه «في الوقت نفسه سنظل نسعى إلى قانون انتخاب قائم على النسبية يؤمن العدالة في التمثيل»، داعياً الحكومة إلى «القيام بمسؤولياتها، وهو ما سنبقى نطالبها به في إطار السعي لتحقيق الحد الأدنى من المطالب بجميع الملفات الموجودة في البلد، لأن القرارات المتعلقة بالأمور الحياتية والاجتماعية مسؤولية الحكومة ومؤسسات الدولة».
وأشــار إلى أن «هـــناك جــهوداً كبيرة تبذل على مستوى القوى السياسية والبلديات للإسهــام في حل بعض المشكلات، إلا أن ذلك لا يعفي الدولة من مسؤولياتها».
انهيار مفاوضات اليمن يطيح باحتمالات التسوية القريبة في لبنان وفكّ الحصار عن حلب يحاصر سلّة شروط «حزب الله» للحلّ
 بيروت - «الراي» 
يطلّ الواقع السياسي في لبنان على مرحلةٍ محفوفة بمزيدٍ من الغموض والتعقيد في ظل جمودٍ طويلِ إضافي متوقَّع حيال مختلف التحركات السياسية او الجهود الداخلية والخارجية المتعلّقة بأزمة الفراغ الرئاسي.
واذا كانت مهلة الشهر الفاصلة عن الموعد الجديد للحوار الوطني في الخامس من سبتمبر المقبل اعتُبرت بمثابة فرصة طويلة لإعادة تقويم الحسابات السياسية بعدما فشلت الجولة الأخيرة التي امتدّت على 3 أيام متتالية في اجتراح أيّ مخرجٍ واقعي لملفيْ الأزمة الرئاسية وقانون الانتخاب، فإن المفارقة السلبية التي نشأت عن هذا الفشل تتمثل راهناً بأن اياً من القوى الداخلية لا تملك الجواب على سؤالٍ يملأ الفراغ الداخلي وهو الى أين يتجه المأزق اذا ظلّت كل المعطيات الداخلية والخارجية على حالها؟
وتقول أوساط سياسية بارزة لـ «الراي» ان الأيام الأخيرة التي أعقبتْ جولة الحوار الأخيرة أظهرت ما يثير القلق من فراغ جعبة كل الأفرقاء من أي طروحاتٍ واقعية من شأنها ان تبقي الرهانات في حدودها الدنيا على جدوى التحركات الداخلية وإمكان بلوغها مخارج للأزمة الرئاسية في ما تبقى من السنة الحالية.
وتكشف الأوساط ان إصرار راعي الحوار رئيس مجلس النواب نبيه بري على حتمية انتخاب رئيسٍ للجمهورية قبل نهاية السنة الحالية لا يستند الى معطيات حاسمة بمقدار ما ان كلامه يشكّل تحفيزاً للقوى السياسية على الاتجاه نحو التوافق على رئيسٍ في الأشهر المتبقية من السنة. اذ ان بري يدرك كما سائر الزعماء السياسيين ان المعطيات الخارجية لا تسمح إطلاقاً بالرهان على أي تطوراتٍ إيجابية من شأنها التأثير على الأزمة اللبنانية، وخصوصاً بعدما سقط الرهان على تسوية في اليمن كانت الأقرب الى جعل لبنان يتأثّر بها لانها تتصل مباشرة بالصراع السعودي - الايراني.
وتبعاً لذلك، وفيما بدأت المعارك الجارية في مدينة حلب السورية تتّخذ منحى تحولاتٍ كبيرة مع تَقدُّم المعارضة في الأيام الأخيرة، فإن الأوساط السياسية نفسها تعتقد ان القوى الداخلية اللبنانية ستضع عيناً على حلب وعيناً على الداخل، نظراً الى الربْط المحكم بين موقف «حزب الله» من الأزمة الرئاسية ومجريات تَورُّطه في الحرب السورية. وتالياً فإن الاسبوع الحالي سيبدو أقرب الى معاينة التطورات الجارية في حلب التي تتّسم بأهمية استثنائية لارتباطها بواقع «حزب الله» المنخرط بقوّة في هذه المعارك. علماً ان ثمة اطلالة مرتقبة للأمين العام للحزب في الثالث عشر من اغسطس الحالي خلال احتفال في بلدة بنت جبيل لمناسبة الذكرى العاشرة لنهاية حرب يوليو 2006 التي شنّتْها اسرائيل على لبنان. وستكون هذه المحطة نقطة رصْد لموقف الحزب من التطورات الجارية في حلب وانعكاسها على موقفه في الداخل. واياً يكن الأمر، تضيف الأوساط، فإن الخط البياني للأزمة يبدو متجهاً نحو وقائع شديدة القتامة لا إمكان للرهان على تبديلها في أمدٍ منظور. ولا يخفى ان الفترة الفاصلة عن الموعد المقبل للحوار أطلقت نقاشات علنية وضمنية بين سائر القوى حول آفاق الأزمة ومصير البلاد برمّته في حال بلوغ السنة الجديدة من دون رئيس او من دون التوصل الى قانون جديد للانتخاب. ولفتت الأوساط عيْنها الى ان الأسابيع القليلة المقبلة ستشهد تَصاعُداً في هذا الجدل فيما سيجري على هامشه إرساء تسوية للتعيينات العسكرية في ثلاثة مناصب رئيسية، اذ بات شبه محسوم التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي على رغم المعارضة التي يبديها فريق العماد ميشال عون لهذا التمديد، وتعيين رئيس جديد للأركان، والتمديد ايضاً للامين العام للمجلس الأعلى للدفاع. وتوقّفت الأوساط في هذا السياق عند حضور العماد قهوجي اول من امس الاحتفال الذي أقامه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في المختارة في الذكرى الـ 15 لمصالحة الجبل المسيحية - الدرزية وأحاطه جنبلاط بحفاوةٍ رغم العلاقة المضطربة بينهما منذ زمن طويل. وفيما شغلت «احتفالية المختارة» الدوائر السياسية لما شكّلته من «تجديد دم» المصالحة التاريخية التي أرساها البطريرك السابق مار نصر الله بطرس صفير وجنبلاط في 3 اغسطس 2001 والتي اعتُبرت «عمود الأساس» في «الجسر العابر للطوائف» الذي جمع من على طرفيْه حال الاعتراض المسيحية - الاسلامية (ضمّت الى جنبلاط لاحقاً الرئيس الشهيد رفيق الحريري) على الوجود السوري في لبنان من خارج ضوابط اتفاق الطائف، فإن بيروت أحيت امس ذكرى الارتدادات المدوّية التي تركتها هذه المصالحة في حينه بعدما انبرى النظام الامني اللبناني - السورية الى الردّ عليها بـ «القبضة الأمنية» وتحديداً في 7 اغسطس 2001.  ففي ذلك التاريخ تمّ توقيف عشرات الناشطين والقياديين في التيار العوني و»القوات اللبنانية» اللذين كانا حجر الزاوية في حركة الاعتراض المتنامية برعاية الكنيسة المارونية ضد الوجود السوري في لبنان، قبل ان تحصل في 9 اغسطس من العام نفسه المواجهات الشهيرة امام قصر العدل في بيروت حيث كان شبان وشابات ينظمون اعتصاماً ضدّ التوقيفات وقُمعوا بوحشية من النظام الأمني اللبناني - السوري. وقد تحوّل هذا الحدَث بمثابة «بقعة زيت» بقيت تتمدّد لتقوي شوكة المعترضين على الوصاية السورية وتعزّز، انطلاقاً مما أسست له مصالحة الجبل، نقاط التلاقي الداخلي الى ان كان «الالتحام الوطني» في 14 مارس 2005 يوم «انتفاضة الاستقلال» بوجه سورية بعد شهر من اغتيال الرئيس الحريري.
الرئاسة إلى المربع الأول... و«14 آذار» تدرس خطواتها المستقبلية
من المتوقع ترحيل جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية اليوم إلى موعد جديد
الجمهورية...
لا مفاجآت سياسية متوقّعة داخلياً هذا الأسبوع، في ظلّ استمرار ردّات الفعل على نتائج الثلاثية الحوارية والتحضير لجلسة 5 أيلول بلقاءات ومشاورات ثنائية أو أكثر، لعلّها تؤمّن الخلاصات المطلوبة لمعالجة ما اتّفِق عليه في عين التينة من تنفيذ لبنود متبقّية من اتّفاق الطائف والدستور. وعلمت «الجمهورية» أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يُبدي ارتياحاً لتصرّفات بعض المتحاورين خارج أسوار الحوار، إذا جاز التعبير، سيَعمل على استجماع مختلف المواقف والآراء لتكوين مقترحات جديدة، لعلّها تفتح كوّةً في الجدار المسدود، بدءاً بالاتفاق على انتخاب رئيس الجمهورية، وهو قد صارَح بعضَ زوّاره بأنّ تأكيده على انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية السَنة، ينطوي في جانب منه على حضِّ الأطراف المعنية على تحمّلِ مسؤولياتها، بعيداً مِن محاولات البعض الهروبَ من البحث في بنود أساسية، وقال إنّه إذا تمَّ الاتّفاق عليها، لن يبدأ تنفيذها إلّا بانتخاب رئيس الجمهورية.
يبقى الترقّب سيّد الموقف على خطّين: إقليمياً في ضوء انتظار جلاء الغبار عن معارك الكرّ والفرّ المتواصلة في مدينة حلب، وقد أعلنَ الجيش السوري جنوبَها منطقةً عسكرية، ومحلّياً في ضوء انعقاد الجلسة النيابية الثالثة والأربعين اليوم لانتخاب رئيس الجمهورية، وهي الأولى بعد «ثلاثية حوار» عين التينة المرَحَّل إلى 5 أيلول، في ظلّ استمرار غياب أيّ مؤشّرات تشي بتبدّل الصورة في المجلس النيابي، أو بأنّ المشهدية ستختلف عن سابقاتها، فيكتمل نصاب الانتخاب، وعليه يُتوقع ترحيل الجلسة إلى موعد جديد، في وقتٍ جدَّد «حزب الله» تمسّكه بخَيار انتخاب رئيس تكتّل «الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون رئيساً، وأكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله سعيَ الحزب لحلّ الأزمة السياسية من خلال الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، وهو بالنسبة إلينا العماد ميشال عون، الذي عليهم أن يتحاوَروا معه كمعبَر وحيد في حال أرادوا معالجة ملفّ الرئاسة».
مصادر وزارية
وفي خضمّ هدوء الجبهة السياسية الداخلية، ذكرَت مصادر وزارية لـ»الجمهورية» أنّ الملف الرئاسي عاد إلى المربّع الأوّل، وبدأ الحديث جدّياً عن»المرشّح التوافقي»، وهذا ما شدّد عليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي بقوله لزوّاره: «لا بدّ من التوافق، ولا بدّ من أن يرضى الجميع، وفي نهاية المطاف لا بدّ من الذهاب إلى الرئيس التوافقي».
علماً أنّ وزير العمل سجعان قزّي كان قد أكّد أمس أنّه «لا توجد معطيات حول إمكانية انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب أو المتوسط، ما لم تحصل تطوّرات تسوَوية في المنطقة أو تطوّر أخلاقي لدى الطبقة السياسية في لبنان»، وقال إنّ «البحث بدأ يتّجه نحو أسماء جديدة للرئاسة، مع استمرار المرشّحين الحاليين». وأضاف: «المهم أن تحصل الانتخابات الرئاسية وتبقى الجمهورية، أهمّ من الطموحات الشخصية».
«المستقبل»
في هذا الوقت، أكّدت مصادر كتلة «المستقبل» بأكثريتها الاستمرارَ في ترشيح رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية. وقالت مصادرها لـ«الجمهورية» إنّه «لم يحصل أيّ تصويت داخل الكتلة، إنّما هناك نوع من النقاش حصَل وتبيّن أنّ هناك فوارق كبيرة في المواقف بين أكثرية رافضة لترشيح عون وأقلّية تؤيّده، وهي لا تتعدّى أصابعَ اليد». وأضافت: «لا نعتقد أنّ الملف الرئاسي «محَلحل»، لكن نَعتقد أنّه وضِع على الرفّ حتى إشعارٍ آخر، أو بالأحرى إلى أن تُرفع الفيتوات المتبادَلة من هنا وهناك».
حوري
وسألت «الجمهورية» عضوَ كتلة «المستقبل» النائب عمّار حوري عن إمكان طرحِ أسماء جديدة للترشيح، فأجاب: «إنّ تيار «المستقبل»متمسّك بترشيح النائب سليمان فرنجية الذي أعلنَ بنفسه أنّه مستعدّ للانسحاب إذا تمّ التفاهم على اسم آخر، فالكرة ليست في ملعبنا، بل في ملعب «حزب الله» والعماد عون».
واعتبَر أنّ الرئيس سعد الحريري «قدَّم في مبادرته الكثيرَ الكثير، والمطلوب من الآخرين التقدّم وإظهار إيجابية». وقال: «إنّ كلّ الدعوات والمواقف التي تحضّ على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية جيّدة، ولكنّ نيّة البعض بانتخابه غير موجودة، وتحديداً لدى «حزب الله»، وطبعاً متضامناً معه العماد عون المصِرّ على خرقِ القواعد الديموقراطية بالتزام الجميع لمرشّح معيّن قبل الذهاب إلى جلسة الانتخاب، وهذا طبعاً مخالِف للدستور وللنظام الديموقراطي».
«14 آذار»
وفي ظلّ هذا المشهد، تراقب 14 آذار عن كثب تطوّرات الحركة السياسية في الداخل، بعدما استبقت انعقاد طاولة الحوار بتوجيه بيان ـ تحذير إلى المتحاورين أكّدت فيه أنّ المطلوب العودة إلى لبنان. وفي معلومات لـ«الجمهورية» أنّ 14 آذار «ستواكب هذا الموضوع من أجل اتّخاذ الخطوات المناسبة».
ولهذه الغاية، تتواصل المشاورات داخل هذا الفريق للتشديد على القراءة السياسية الواحدة واستكمال معركة الدفاع عن تنفيذ الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني ببندَيها الإصلاحيَين: مجلس الشيوخ ومجلس النواب، وإضافةً إلى بند السيادة وحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية.
وكانت مصادر بارزة في قوى 14 آذار قالت لـ»الجمهورية» إنّ نتائج ثلاثية الحوار «جاءَت مخيّبة للعماد عون الذي اعتقَد بأنّ ثلاثة أيام كانت كافية للرئيس نبيه برّي لإخراج قرار انتخابه رئيساً للجمهورية، فجاءت هذه المناسبة لتؤكّد أنّ «حزب الله» لا يريد انتخابَ رئيس، وتصريح وزير الخارجية جبران باسيل الذي يؤكّد أنّه سيواصل عملية التعطيل، بدعمِ «حزب لله» يؤكّد مَن هو الفريق الذي يعطّل انتخابَ الرئيس».
سعَيد
وفي المواقف، قال منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد لـ»الجمهورية»: «بعد نهاية الحوار، والانقلاب الذي حصَل في معركة حلب، نؤكّد أنّ الرهان الإيراني كان مبنيّاً على فرضية تحقيق انتصار عسكري في سوريا في معركة حلب، وتحقيق انتصار سياسي في لبنان من خلال إنجاح مبدأ السلّة.
لكن في النهاية، لقد انقلبَت الأوضاع في حلب ولم يتحقّق هذا الانتصار، كما أنّ تمسّك قوى 14 آذار بتنفيذ وثيقة الوفاق الوطني والدستور اللبناني أيضاً أدّى إلى عدم تمرير أيّ انتصار سياسي يستفيد منه «حزب الله» في لبنان.
وجاء لقاء المختارة في الأمس ليتوّج مبدأ واحداً هو أنّه عندما يجتمع اللبنانيون يصنعون المعجزات، وعندما يعود كلّ طرف منهم إلى مربّعه الطائفي يَربح أعداء لبنان».
ترّو لـ«الجمهورية»
بدوره، قال عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب علاء الدين ترّو لـ«الجمهورية» إنّ المواقف التي أطلقَها النائب وليد جنبلاط والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم السبت «هي صرخة أمام جميع المسؤولين بضرورة إنجاز الاستحقاق اللبناني من دون أيّ تدخّلات خارجية»، وأملَ «أن تجد هذه الصرخة صداها، فنعودَ إلى انتظام عمل المؤسسات في لبنان».
وتمنّى ترّو «أن يشكّل الحدث الذي شهدته المختارة حافزاً لكلّ القوى السياسية في البلد على أن تحذو حذوَه بالتأكيد على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وعودةِ العمل إلى المؤسسات الدستورية والعمل على إنجاز قانون انتخابي تجري على أساسه الانتخابات النيابية المقبلة».
التعيينات الأمنية والعسكرية
على صعيد آخر، يَعقد مجلس الوزراء جلسةً عادية الخميس، تغيب عنها التعيينات الأمنية والعسكرية. وكان رئيس الحكومة تمّام سلام سُئل أمس عن القول إنّ التمديد لقائد الجيش سيَحصل الأسبوع المقبل، فأجاب أمام زوّاره: «إنّ هذا الموضوع في عهدة وزير الدفاع، وهو ليس مدرَجاً على جدول أعمال الجلسة الحكومية المقبلة، وليس لديّ فكرة عمّا سيقوم به. ففي المرّة الماضية طرَح علينا مجموعة من الأسماء، ولكن هذه المرّة لم أرَه بعد لأناقشَ الموضوع «وكِل شي بوقتو حلو»، فهو يواصل مشاوراته مع الجميع». وعن تعيين بديل لرئيس الأركان؟ أكّد سلام أنّ «هذا الموضوع محسوم ولا يمكنه الاستمرار في مهمّاته لأسباب قانونية واضحة وسيُعيَّن بديلٌ منه».
ريفي لـ«الجمهورية»
وأوضَح وزير العدل المستقيل أشرف ريفي لـ«الجمهورية» أنّه «ضدّ الحوارات الثنائية»، مؤيّداً طرحَ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل لجهة أنّ المواضيع الحسّاسة تُطرَح في المؤسسات الدستورية، وقال: «ليس مسموحاً أن نعطّل المؤسسات الدستورية ونبحثَ عن بديل لها وكأنّنا نلغي الدستور». وأكّد ريفي أنّه يحترم صمتَ العماد عون «إلّا أنّه في النهاية لا الصمت يخيفني ولا الضجيج»... وتوجّه إلى عون قائلاً: «إذا كنتَ تلتقي معنا في بناء الدولة من دون تغطية «الدويلة» فنحن نرحّب بك، أمّا إذا رفضتَ فنحن مستمرّون في الوقوف في وجهك وأنتَ الأقدم كعسكري والأعلم بأنّ حصرية السلاح يستحقّها فقط الجيش اللبناني الذي كنتَ أنتَ يوماً قائدَه وتعرف قيمتَه». وغمزَ ريفي من قناة وزير الخارجية جبران باسيل مذكّراً بأنّ «بترول لبنان هو ملكٌ لجميع اللبنانيين وليس للبترون أو للوزير باسيل». وعن قوله بأنّه سيخوض الانتخابات النيابية في كلّ لبنان، أكّد أنّه سيخوضها «في الأماكن التي يرى فيها «آذاناً صاغية» لطروحاته وخطابه وأفكاره، و»إلّا سنعمل على» تغطية الذين يشبهوننا ويحملون أفكاراً تشبه أفكارَنا».
سلام: تعطيل الملفات مقصود ولا خيار سوى الحوار لمنع الانهيار
بيروت - «الحياة» 
أيد رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الصرخة التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال ذكرى المصالحة المسيحية- الدرزية في جبل لبنان أول من أمس، وقال أمام زواره أمس، إن البطريرك «وبحكم معاناته مع كل القيادات، وبالذات المارونية، يحق له إعلاء الصوت والمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية».
ورأى سلام أن البلد «بحاجة إلى رجال كبار»، مذكراً بأن لبنان «واجه حالاً شبيهة في العام 1973 ووقفت ثلاث قيادات تاريخية في وقتها، وهم الرئيس كميل شمعون وريمون إده وبيار الجميل، وقرروا دعم مرشح للرئاسة من خارجهم وهذا أنقذ البلد». وقال: «إن كلام البطريرك الراعي واضح ونأمل بأن يُسمع».
وعن حال المراوحة التي يشهدها البلد على رغم طاولة الحوار، سأل سلام: «هل أننا من دون حوار وضعنا أفضل؟ توصل الحوار أم لم يتوصل إلى نتائج، البلد بحاجة إليه، ومن دون هذا التواصل ما هي خياراتنا؟ المزيد من الانهيار والتراجع. الحوار هو امتصاص للتشنج القائم في البلد وامتصاص للتصادم السياسي الكبير الذي لا يستطيع إنتاج حلول، وأولها انتخاب رئيس للجمهورية».
وأمل سلام من القوى السياسية وقياداتها الاستفادة من الحوار وتحقيق تقدم يحمي البلد». وشكا من «مماطلة في كل الأمور»، قائلاً: «منذ سنتين وأنا أحذر من تداعيات الشغور الرئاسي وتراكم السلبيات على كل صعيد الذي يتجسد تدريجاً». وأكد تمسكه بـ «الأمل واللجوء إلى كل السبل التي يمكنها أن تساعدنا»، لكنه قال إن الأجواء الدولية والإقليمية «حتى الآن لا توحي بشيء إيجابي مع الأسف».
ولفت سلام أمام زواره إلى «أن الحوار الوطني في اليومين الأولين كان يحيطه جو جيد ثم تعثر وتم السعي لدى القوى السياسية كي تسمي ممثلين عنها لمزيد من البحث، وخصوصاً موضوع قانون الانتخاب».
وأيد موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري القائل بأن كل الجهود والمحاولات لحلحلة بعض القضايا مشروط دائماً بانتخاب رئيس للجمهورية».
وعن الملفات أمام مجلس الوزراء، قال إن «بعض القوى السياسية لا يريد أن تنشط الحكومة وتعمل بإنتاجية، والخلفية أن الشغور الرئاسي لا يسمح بأن تكون الأمور ماشية بشكل عادي وسهل، بل يجب أن تتعقد حتى يعرف الجميع أن البلد من دون رئيس للجمهورية، والأمر مقصود فلا شيء يتعطل هكذا».
وعن التعيينات العسكرية، قال سلام إنها «تُبحث بوقتها وقائد الجيش موضوع يتعلق بوزير الدفاع، وهو طرح السنة الماضية أسماء ولا أعرف ماذا يحضر هذه المرة، لم أبحث معه الأمر بعد، وهو يتواصل مع القوى ويستكمل مشاوراته واستطلاعاته وإن شاء الله يبحث الأمر في الوقت المناسب».
وأكد سلام أمام الزوار «أن لا تمديد لرئيس الأركان ولا استمرارية وسيتم تعيين خلف». واعتبر أن ملف النفط «يُتابع بكل جوانبه وله جوانب مختلفة».
ولفت إلى أنه سينقل إلى نيويورك معاناة لبنان على مستوى اللاجئين السوريين وموضوع الإرهاب، «وكما أخذنا موقفاً في القمة العربية لن نقصر بالمطالبة بالمزيد».
وكان وزير العمل سجعان قزي اعتبر أن «لا معطيات عن إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى القريب أو المتوسط ما لم تحصل تطورات تسووية في المنطقة أو تطور أخلاقي لدى الطبقة السياسية في لبنان». وقال لمحطة «أم تي في» إن «البحث بدأ يتجه نحو أسماء جديدة للرئاسة مع استمرار المرشحين الحاليين، والمهم أن تحصل الانتخابات الرئاسية وتبقى الجمهورية أهم من الطموحات الشخصية». وقال: «لا حلول سياسية أو حسماً عسكرياً في المنطقة. والدول المعنية بالوضع اللبناني لا تضع لبنان في أولوياتها، فأولوياتها أصبحت داخلية من السعودية إلى تركيا ومن فرنسا وبريطانيا وصولاً إلى أميركا. هناك دولتان فقط مرتاحتان داخلياً وتتحركان خارجياً هما إيران وروسيا. وفي ظل هذا المعطى فإن حصول الانتخابات الرئاسية الآن سيكون على أساس غالب ومغلوب. لذلك أيضا لا أرى انتخابات رئاسية قريباً».
وأيد «مبادرات الرئيس بري على رغم تعثرها، هو يفعل ذلك لملء الفراغ بعمل سياسي يحفظ العلاقات بين القوى اللبنانية من جهة، ويمنع الأزمة السياسية من أن تتحول مواجهات عسكرية من جهة أخرى، ولا يجوز أن يؤدي الحوار القائم إلى تغيير في الدستور أو النظام بغياب رئيس الجمهورية، فأي تعديل دستوري في غياب الرئيس يجعل التعديلات من دون حدود وضوابط، ويؤدي ذلك إلى المس بالكيان والميثاق وصيغة العيش المشترك وهوية لبنان التاريخية، حتى أن إقرار قانون الانتخاب يجب أن يحصل بوجود رئيس».
وفي الشأن الحكومي قال: «بعيداً عن المزايدات والشعبوية، لا نستطيع أن نطلب من الحكومة أن يكون أداؤها أفضل من أداء طاولة الحوار أو المجلس النيابي، فهي لا تستطيع أن تنتج بشكل طبيعي في ظل وضع غير طبيعي»، منتقداً «طريقة تعامل وزراء مع الآلية المتبعة في مجلس الوزراء، إذ يقوم البعض باستغلال ما هو معمول به لمآرب خاصة»، داعياً إلى «العودة للدستور لجهة حصول التصويت على المشاريع الخلافية داخل مجلس الوزراء». وسأل: «لو كان رئيس الجمهورية موجوداً هل كان بإمكان بعض الوزراء توقيف مشاريع بسبب المناكدات والكيدية؟». وشكك قزي في أن تلقى دعوة البطريرك الراعي آذاناً صاغية لأنها «دعوة لغائبين».
ارسلان: لن أطالب بمؤتمر تأسيسي
ودافع رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال ارسلان عن «محاربتنا للإرهاب في العمق السوري»، معتبراً أنها «حماية للبنان». وتوقف عند الجلسات الثلاث الأخيرة للحوار، متحدثاً عن «انقسام عمودي سياسياً، كل واحد يتمترس بمكانه». ونبه إلى أنه «إذا لم تتحول في 5 أيلول المقبل طاولة الحوار إلى ورش عمل جدية لانتخاب رئيس جمهورية، وإيجاد قانون انتخابي عصري متفق عليه متلازم مع قانون مجلس شيوخ، يبقى الحوار حوار طرشان ولسنا مؤهلين لندير بلد، ولا أن نطبق الدستور وليس اختراع دستور جديد».
وقال: «أنا أول من طالب بمؤتمر تأسيسي في البلد عام 2009، أنا مقتنع أن الطائف فشل ودستور ما سمي بدستور الطائف فصل على قياس اثنين الراحل الرئيس رفيق الحريري وإدارة سورية فاسدة في لبنان». وقال: «لم نعد نريد أن نتحدث بمؤتمر تأسيسي حتى لا يقال لنا أنك عندما تتحدث عن مؤتمر تأسيسي تنسف كل شيء بالبلد».
أهالي القاع يطالبون بتحقيق شفاف في العمليات الإرهابية التي استهدفتها
بيروت - «الحياة» 
شارك أهالي بلدة القاع البقاعية الحدودية مع سورية، في قداس ورتبة جناز لراحة أنفس ضحايا الهجمات الارهابية الانتحارية التي شهدتها البلدة قبل 40 يوماً. وترأس الصلاة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في كنيسة مار الياس - القاع.
وتحدث طوني وهبة باسم اهالي الضحايا عن «اللوعة التي تلف أهلنا وبيوتنا لأن مشاهد الرعب لا تفارقنا، فتفكيرنا وأحاسيسنا ومشاعرنا هي هناك في مسرح الجريمة».
ولفت إلى ان «أهالي الشهداء: ماجد، جوزيف، جورج، فيصل وبولس يؤكدون أن طيفكم لا يفارقنا في حزننا كما في ألمنا، إلى الموت رميتم بأنفسكم من أجلنا فكم كان استشهادكم عظيماً، اهتز البلد لكم وأزهرت دماؤكم بطولة وشرفاً ورفعتم القاع إلى رأس العناوين الوطنية». وقال: «خالدون أنتم في قلوبنا وفي ضمائر كل الأحرار».
وأكد أن «هكذا نحن أبناء القاع نفتدي الوطن بأرواحنا وفي كل معركة يكون لنا من الشهادة نصيب، دائماً نعاند المآسي والأخطار».
وتوجه إلى الذين يزرعون الشر والرعب، قائلاً: «غداً سترحلون ونبقى لأن هذه الأرض لا تقبل أن يطأ أرضها إلا أهل الخير»، داعياً إلى «إحالة هذه الجريمة الى المجلس العدلي والقيام بتحقيق سريع وشفاف من أجل طمأنة النفوس ومنع الاستغلال المصلحي والسياسي ومن أي فريق كان».
وكان أقيم مساء أول من أمس، حفل لإزاحة الستار عن نصب تذكاري لـ «شهداء القاع»، في ساحة مار الياس وسط البلدة. وهو عبارة عن نصب عليه صور الضحايا الخمس. وقال كاهن الرعية الأب اليان نصرالله إن «القاع حزينة»، لكنه شدد على «حزننا يجب أن يتحول إلى فرح لأن شهداءنا شفعاء لنا وللبنان».
وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر إن «شهداءنا لم يستشهدوا لنترك أرضنا، فاستشهادهم فعل محبة وإيمان بأرضنا»، معلناً ان النصب التذكاري «تخليد لهؤلاء الشهداء الذين افتدوا القاع ولبنان بدمائهم الطاهرة».
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,280,496

عدد الزوار: 7,626,744

المتواجدون الآن: 0