اخبار وتقارير..مصالح موسكو وأنقرة السورية..مشاهد من حلب قبل أن يُطبِق الحصار على المدينة..خسارة النظام وحلفائه لـ «قلعة الكلّيات» في الراموسة يجعل مناطق سيطرته هشّة..تركيا تدعو روسيا إلى عمليات مشتركة ضد داعش في سوريا...أنقرة: الأسد ذبح مئات الآلاف ولا ينبغي أن يقود بلاده

أستراليا تتهم لاجئين بادعاء اعتداءات «مفتعلة»...موسكو تهدّد بـ «عواقب» لمصرع جندييْها وكييف تأمر جيشها بـ «التأهّب للقتال»...البرلمان التركي سيوافق على التطبيع مع إسرائيل وتبادل السفراء...واشنطن ترحِّب بحذر.. وأنقرة ترفض تدخُّل الأطلسي في سياستها الخارجية

تاريخ الإضافة الجمعة 12 آب 2016 - 7:44 ص    عدد الزيارات 2238    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

أنقرة: الأسد ذبح مئات الآلاف ولا ينبغي أن يقود بلاده
المستقبل.. (أ ف ب)
أكدت تركيا أنها لا تتفق مع روسيا بشأن رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي اتهمته بذبح مئات آلاف السوريين واعتبرت أنه لا يمكن أن يقود البلاد، لكنها دعت موسكو الى عمليات مشتركة ضد تنظيم «داعش» في سوريا حسب ما أعلن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو للتلفزيون على خلفية المصالحة بين موسكو وأنقرة.

وأوضح الوزير أن وفداً يضم ثلاثة مسؤولين أتراك يمثلون الجيش والاستخبارات والخارجية كان موجوداً في روسيا أمس لإجراء مباحثات حول سوريا.

وقال في حديث لقناة «ان تي في» الخاصة «سنبحث في كافة التفاصيل. لطالما دعونا روسيا الى تنفيذ عمليات ضد داعش...عدونا المشترك (...) الاقتراح ما زال مطروحاً«.

ويحرك الوزير بذلك اقتراحاً لأنقرة قبل الأزمة مع موسكو إثر إسقاط سلاح الجو التركي في نهاية 2015 طائرة روسية فوق الحدود التركية ـ السورية.

وقام الرئيس رجب طيب اردوغان هذا الأسبوع بزيارة لروسيا أعادت العلاقات الى مسارها حتى وإن اعتبر نظيره فلاديمير بوتين أن إحياء التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين يحتاج الى «عمل شاق».

وسوريا من الملفات الكبرى التي لا تتفق عليها أنقرة وموسكو إذ تدعم روسيا عسكرياً بشار الأسد الذي تطالب أنقرة بتنحيه.

وأضاف جاويش أوغلو أن «نظاماً يذبح (مئات آلاف) الأشخاص ينبغي ألا يقود البلاد، لكننا لا نستطيع أن نتجاهل حوارنا مع روسيا لمجرد أننا لا نتفق في شأن الأسد».

وتابع «فلنحارب معاً تنظيم داعش الإرهابي للقضاء عليه في أقرب فرصة» لكي لا يتمدد «مثل وباء» في سوريا ودول أخرى.

وكلف الوفد التركي الذي يزور روسيا البدء بتطبيق القرارات التي اتخذها اردوغان وبوتين الثلاثاء الماضي في سان بترسبرغ.

وأوضح جاويش أوغلو أن تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا سيتيح تجنب أزمات مثل تلك التي نشأت من إسقاط المقاتلة الروسية.

وقال «لتفادي تكرار ذلك، علينا أن ننفذ آلية التضامن والتعاون بيننا، بما في ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب».

وأكد وجوب أن تتوافر للرئيسين اردوغان وبوتين وقائدي الجيشين وسائل تواصل مباشر في الوقت المناسب.

في المسألة الداخلية، أعلن جاويش أوغلو أن ملحقين عسكريين يعملان في السفارة التركية في اليونان واستدعيا الى أنقرة بعد محاولة الانقلاب في منتصف تموز فرا الى ايطاليا مع عائلتيهما.

وأضاف الوزير أنهما الملحق البحري خالص تونش والجوي الهان ياشيتلي وهما ضمن ضباط آخرين أرسلتهم هيئة الأركان التركية الى الخارج وفروا منذ الانقلاب. ولفت الى أن ياشيتلي قد يكون لجأ الى هولندا حيث يقيم شقيقه من دون أن يوضح ما إذا كان الضابطان طلبا اللجوء في بلد ما. وتابع «نسعى لإعادة هذين الخائنين الى تركيا».

وفي اثينا، أفاد مصدر حكومي وكالة «فرانس برس« بأن السلطات على علم بالقضية لكنها لم تتلقَ أي معلومات قبل فرار الضابطين.

وقال المصدر إن «الملحقين غادرا البلاد قبل أن تبدأ السلطات التركية البحث عنهما. وقبل ذلك، أبلغنا أنه تم سحب جوازي سفرهما الديبلوماسيين».

وسجلت شعبية اردوغان ارتفاعاً كبيراً، إذ عبّر نحو اثنين من ثلاثة أتراك عن دعمهم لسياسته بعد محاولة الانقلاب التي استهدفت نظامه، وفقاً لنتائج استطلاع للرأي نُشرت الخميس.

وأبدى 68 بالمئة من المستطلعين ارتياحهم إزاء عمل رجل تركيا القوي، وهو ما يمثل زيادة قدرها 21 نقطة مقارنة بحزيران، وفقاً لدراسة أجرتها مؤسسة «ميتروبول». وهذه ثاني أعلى نسبة تأييد للزعيم التركي منذ كان رئيساً للوزراء العام 2012. وانتخب اردوغان رئيساً للبلاد العام 2014 بعد ثلاث ولايات على رأس الحكومة. في المقابل قال 27 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم غير مرتاحين لسياسته، فيما كانت هذه النسبة 47 بالمئة في حزيران.

وأجرى الاستطلاع الذي شمل 1275 شخصاً بين 28 تموز والأول من آب، أحد أهم معاهد الأبحاث في تركيا.

ومنذ محاولة الانقلاب التي خلفت 273 قتيلاً ليل 15 تموز، بدأت السلطات التركية حملة تطهير داخل الدولة استهدفت خصوصاً الجيش ومن يتولون وظائف عامة.

وتهدف الحملة الى إقصاء أنصار الداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب. وأقيل عشرات آلاف الموظفين واعتقل 16 ألف مشتبه بهم.
واشنطن ترحِّب بحذر.. وأنقرة ترفض تدخُّل الأطلسي في سياستها الخارجية
تركيا تدعو روسيا إلى عمليات مشتركة ضد داعش في سوريا
اللواء...(أ ف ب - رويترز )
دعت تركيا روسيا الى عمليات مشتركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بحسب ما اعلن امس وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو للتلفزيون على خلفية المصالحة بين موسكو وانقرة، فيما أعلنت واشنطن عن أنها سترحب بأي تعاون عسكري تركي - روسي إن كان هدفه الحقيقي محاربة داعش.
واوضح الوزير ان وفدا يضم ثلاثة مسؤولين اتراك يمثلون الجيش والاستخبارات والخارجية موجود في روسيا أمس لاجراء مباحثات حول سوريا.
وقال في حديث لقناة «ان تي في» الخاصة «سنبحث في كافة التفاصيل. لطالما دعونا روسيا الى تنفيذ عمليات ضد داعش...عدونا المشترك (...) الاقتراح ما زال مطروحا».
ويحرك الوزير بذلك اقتراحا لانقرة قبل الازمة مع موسكو اثر اسقاط سلاح الجو التركي في نهاية 2015 طائرة روسية فوق الحدود التركية-السورية.
وقام الرئيس رجب طيب اردوغان هذا الاسبوع بزيارة لروسيا اعادت العلاقات الى مسارها حتى وان اعتبر نظيره فلاديمير بوتين ان احياء التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين يحتاج الى «عمل شاق».
وسوريا من الملفات الكبرى التي لا تتفق عليها انقرة وموسكو اذ تدعم روسيا عسكريا الرئيس بشار الاسد الذي تطالب انقرة بتنحيه.
واضاف تشاوش اوغلو ان «نظاما يذبح (مئات الاف) الاشخاص ينبغي الا يقود البلاد، لكننا لا نستطيع ان نتجاهل حوارنا مع روسيا لمجرد اننا لا نتفق في شان الاسد».
وتابع «فلنحارب معا تنظيم (الدولة الاسلامية) الارهابي للقضاء عليه في اقرب فرصة» لكي لا يتمدد «مثل وباء» في سوريا ودول اخرى. وتعرضت تركيا لانتقاد حلفائها في الحلف الاطلسي لعدم تصديها للجهاديين حتى وضعت انقرة العام الفائت قاعدة انجرليك في جنوب البلاد في تصرف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويشن ضربات في سوريا.
وشنت تركيا بدورها ضربات ولكن محدودة ضد الجهاديين قبل ان توقفها بعد اسقاط الطائرة الروسية. وكلف الوفد التركي الذي يزور روسيا البدء بتطبيق القرارات التي اتخذها اردوغان وبوتين الثلاثاء. واوضح تشاوش اوغلو ان تعزيز التعاون بين تركيا وروسيا سيتيح تجنب ازمات مثل تلك التي نشات من اسقاط المقاتلة الروسية.
وقال «لتفادي تكرار ذلك، علينا ان ننفذ الية التضامن والتعاون بيننا، بما في ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية في الوقت المناسب».
وأكد وجوب ان تتوافر للرئيسين اردوغان وبوتين وقائدي الجيشين وسائل تواصل مباشر في الوقت المناسب.
من جهة أخرى نقلت وكالات أنباء روسية عن السفير التركي في روسيا أوميت يارديم قوله أمس إنه ليس من حق حلف شمال الأطلسي أن يحدد لأنقرة مع من تبني علاقاتها وإن تركيا ستطور علاقاتها مع روسيا رغم مواقف الغرب.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن يارديم قوله «ليس بإمكان حلف شمال الأطلسي بأي حال أن يقيد اتصالاتنا مع الدول الأخرى.. هذا يعني أن حلف الأطلسي ليس من حقه أن يملي شروطه أو يحدد لنا من ينبغي لنا أو لا ينبغي لنا أن نجتمع ونتواصل معه».
وذكرت وكالة إيتار تاس نقلا عنه أن روسيا وتركيا اتفقتا على تكثيف اتصالاتهما بشأن سوريا.
البرلمان التركي سيوافق على التطبيع مع إسرائيل وتبادل السفراء
(ا.ف.ب)
أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو في تصريح نشرته وكالة انباء الاناضول الحكومية، عن ان البرلمان التركي سيصادق قريبا على تطبيع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل، على ان يليه تبادل للسفراء.
وعقدت اسرائيل وتركيا اواخر حزيران اتفاق مصالحة انهى خلافا استمر ستة اعوام.
وقال وزير الخارجية التركي ان عملية التطبيع تأخرت بسبب الانقلاب الفاشل في 15 تموز في تركيا، لكنه اكد ان الاتفاق سيحصل على موافقة النواب قبل الاجازة الصيفية للمجلس في نهاية الشهر الجاري.
وأضاف «سنغلق، كما اعتقد، هذا الملف قبل العطلة البرلمانية»، موضحا ان كلا من البلدين سيعين بعد ذلك سفيرا في البلد الاخر، من اجل ترسيخ المصالحة.
وبلغت العلاقات الدبلوماسية الاسرائيلية التركية ادنى مستوياتها في 2010 بعد هجوم شنته مجموعة كومندوس اسرائيلية على السفينة مافي مرمرة التي كانت تستأجرها منظمة تركية غير حكومية، لمحاولة كسر الحصار الذي كانت تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.
موسكو تهدّد بـ «عواقب» لمصرع جندييْها وكييف تأمر جيشها بـ «التأهّب للقتال»
الاتحاد الأوروبي: ادعاءات روسيا عن شن هجوم «إرهابي» في القرم غير مؤكدة
الرأي...عواصم - وكالات - أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن مقتل جنديين روسييْن في اشتباكات مسلحة على الحدود بين شبه جزيرة القرم وأوكرانيا «ستكون له عواقب»، مردفة أن «محاولات زعزعة استقرار الأوضاع في القرم ستفشل»، وداعية إلى الضغط على أوكرانيا «لتحجم عن أي خطوات خطيرة».
وكان جهاز الامن الاتحادي الروسي ذكر، اول من أمس، أن روسيين اثنين - جندي وعضو في جهاز الامن الاتحادي - قتلا في اشتباكات مع القوات العسكرية الأوكرانية، عقب اندلاع القتال على نحو مفاجئ أخيراً في شرق أوكرانيا، ليكون الشهر الماضي هو الأكثر دموية خلال أكثر من عام.
والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، مجلس الامن في البلاد، لبحث فرض المزيد من الاجراءات الأمنية لتأمين الحدود البرية في القرم مع أوكرانيا، بالإضافة إلى المياه والمجال الجوي المحيطين بها.
وأفاد الكرملين بأن روسيا تخطّط لفرض إجراءات أمنية إضافية في القرم، بعد أن زعم قيام مسؤولين في الاستخبارات بإحباط محاولة للقوات العسكرية الأوكرانية، لتنفيذ هجوم إرهابي على البنية التحتية هناك.
في المقابل، أعطى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أوامر لجميع القوات العسكرية على الحدود القائمة مع القرم والمنطقتين الانفصاليتين في شرق البلاد، باتخاذ وضع التأهب للقتال.
وأضاف: «أعطيت أوامر لجميع القوات في مناطق الطوق الإداري مع القرم وخطوط الاتصال مع دونباس كافة، بالبقاء في حالة تأهّب للقتال».
ووصف الرئيس الأوكراني مزاعم روسيا حول قتل الروسييْن بأنها «حجة من أجل المزيد من التهديدات العسكرية ضد أوكرانيا... الاتهامات الروسية أن أوكرانيا شنت هجمات إرهابية في القرم المحتلة هزلية ومجنونة مثل المزاعم التي تفيد بعدم وجود قوات روسية في شرق أوكرانيا».
بدورها، أوضحت ناطقة باسم السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن الادعاءات الروسية حول محاولة القوات العسكرية الأوكرانية شن هجوم إرهابي في شبه جزيرة القرم، غير مؤكدة، موضحة أن «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا» ليس لديها إمكانية الوصول إلى شبه الجزيرة المحتلة.
وقالت: «لم يكن هناك أي تأكيد مستقل لادعاءات السلطات الروسية»، مضيفة أن التكتل يدين ضم روسيا للقرم في عام 2014 ويصفه بأنه غير قانوني.
أستراليا تتهم لاجئين بادعاء اعتداءات «مفتعلة»
الحياة..كانبيرا، زوريخ، أنقرة – أ ف ب، رويترز
اتهمت أستراليا أمس، طالبي لجوء محتجزين في مراكز إيواء في المحيط الهادي بالإبلاغ كذباً عن حصول اعتداءات جنسية من أجل استخلاص قرار بإرسالهم إلى الأراضي الأسترالية.
وكانت صحيفة الغارديان الأسترالية نشرت أمس، وثائق مسرَبة عن اعتداءات وانتهاكات في مركز الهجرة في جزيرة ناورو. وقالت إن أكثر من 2000 واقعة تشمل انتهاكات جنسية واعتداءات ومحاولة إيذاء النفس حدثت على مدى سنتين تقريباً في مركز الإيواء الذي تموله أستراليا، وإن أكثر من نصفها حدثت مع أطفال.
لكن وزير الهجرة بيتر داتون قال أمس، إن طالبي اللجوء يكذبون، وكرر تعليقات سبق وأن رددها هذا العام حين قال إن المدافعين عن اللاجئين يشجعون المحتجزين على إيذاء أنفسهم أو إشعال النار في أنفسهم. وأضاف في مقابلة على الإذاعة الأسترالية: «علمت ببعض الوقائع التي انطوت على مزاعم كاذبة عن اعتداءات جنسية. الناس في النهاية دفعوا أموالاً لمهربين ويريدون أن يأتوا إلى بلدنا».
وتابع: «بلغ الأمر إلى حد أن البعض يؤذي نفسه والبعض يشعل النار في نفسه في محاولة لدخول أستراليا. وبالقطع البعض يردد مزاعم كاذبة».
إلى ذلك، حذرت منظمة العفو الدولية من تكدس المهاجرين عند الحدود بين إيطاليا وسويسرا وطلبت توضيحاً من السلطات السويسرية بشأن تقارير من أطفال قالوا إنهم أُعيدوا عندما حاولوا الانضمام إلى آبائهم هناك.
وقالت سويسرا إن تكدس المهاجرين يعود إلى تدفق أفارقة يسعون للعبور إلى بلدان شمال أوروبا مثل ألمانيا مشيرة إلى أنها ستنظر في أي طلب للجوء إليها.
ويبيت مئات المهاجرين على مقربة من محطة القطارات في كومو بإيطاليا منذ تموز (يوليو) الماضي، بعد أن شددت سويسرا الإجراءات عند معابرها الحدودية.
وقال فرع منظمة العفو الدولية في سويسرا في بيان: «نحن قلقون من تقارير من قصر قالوا إنهم أعيدوا إلى إيطاليا عند الحدود السويسرية ومنعوا من الانضمام إلى أفراد عائلاتهم في سويسرا».
من جهة أخرى، اكد مبعوث تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سليم ينيل أول من أمس، أن أنقرة وبروكسيل تجاوزتا التوتر السابق وبإمكانهما إنقاذ الاتفاق المهم بشأن وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.
ورأى ينيل أن على الاتحاد الأوروبي كذلك أن لا يخاف من التقارب بين أنقرة وموسكو الذي اتضح في القمة التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سانت بطرسبرغ الثلثاء الماضي.
وبالنسبة إلى الاتفاق حول المهاجرين، قال ينيل: «أنا دائماً متفائل» وسط استعدادات الجانبين لاستئناف الاتصالات بعد موسم العطلة الصيفية في آب (أغسطس) الجاري. وأضاف: «عندما يحل شهر ايلول/ سبتمبر أعتقد أننا سنتمكن من التوصل إلى حل».
خسارة النظام وحلفائه لـ «قلعة الكلّيات» في الراموسة يجعل مناطق سيطرته هشّة
الحسم العسكري في حلب ممنوع... والبديل حرب استنزاف
التقارب الروسي - التركي قد يحلّ عقدة الأسد... وقبول المعارضة وحلفائها مشروط بخطة متكاملة
اللواء..بقلم رلى موفق
تجاوَزَ النظام السوري وحليفته إيران وأذرعها العسكرية من الميليشيات الشيعية اللبنانية والعراقية والأفغانية بغطاء جوي روسي في الوقت الضائع الخطوط الحمر في حلب عبر تقدّم ميداني أدى إلى السيطرة على طريق «الكاستيلو»، فارضين الحصار على الأحياء الشرقية في حلب، ومندفعين في خطة تفريغها الممنهج عبر ما طرحته موسكو من 3 ممرات آمنة للمدنيين ورابع للمسلحين الذين يريدون إلقاء السلاح، وهو تقدّم أدرج في خانة التحوّل الاستراتيجي الذي دفع بالأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى اعتبار أن أحلام الأمبراطوريات سقطت في حلب، وأن معادلات إقليمية جديدة ستنشأ في رحمها.
زهو نصر الله بتلك الانتصارات الاستراتيجية لمحوره الإقليمي التي كان من شأنها أن تترك ارتداداتها على ماهية التسوية السورية وعلى موازين القوى الإقليمية والدولية سرعان ما تبدّد مع معركة فك الحصار عن حلب التي خاضتها بشراسة فصائل المعارضة السورية، بعد توحّدها، موقعة بالنظام وحلفائه وراعييه الإيراني والروسي هزيمة فعلية تتعدى الانتكاسة مع خسارة النظام الكلية الجوية وكليتي المدفعية والتسليح في الراموسة التي تعتبر قلعة عسكرية محصّنة وخط دفاع قوي.
وفي رأي خبير سوري فإن سقوط الدفاعات يجعل من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وميليشياته مناطق هشة، ذلك أنها لا تحظى بالتحصينات العسكرية التي كان يشكلها خط الدفاع الذي نجحت المعارضة المسلحة في اختراقه ودحر قوات النظام من الكليات رغم كثافة غارات طيران النظام والطيران الروسي، واستطاعت فك الحصار عن الأحياء الشرقية، لا بل ذهبت إلى فرض حصار بالمقابل على النظام وحلفائه في الأحياء الغربية من المدينة.
على أن استقدام إيران وأذرعها العسكرية، ولا سيما «حزب الله»، تعزيزات عسكرية ومقاتلي النخبة إلى حلب من أجل احتواء صدمة الهزيمة واستعادة ما تمّت خسارته، وإعلان المعارضة عزمها على استكمال معركة تحرير حلب بالكامل، ينذر بأن معركة حلب لن تقف عند حدود ما جرى من تجاوز النظام وحلفائه للخطوط الحمر واستعادة المعارضة وحلفائها الإقليميين للتوازن الذي كان قد تمّ كسره في السابع عشر من تموز الماضي.
وفي رأي المتابعين أن الحشود العسكرية من الجانبين والاستعدادات الكبيرة التي يجري استحضارها يجعل حلب أمام احتمالين: الذهاب في اتجاه الحسم العسكري لطرف على حساب الآخر، أو الذهاب إلى معركة استنزاف طويلة الأمد تكون أكلافها كبيرة على عاصمة سوريا الاقتصادية تدميراً كلياً وتهجيراً وتفريغاً من أبنائها.
ويرجح المتابعون الاحتمال الثاني على الأول في ظل الاقتناع التام بأن انتصار فريق على آخر ممنوع في حلب، بعدما أضحت عنواناً لصراع إقليمي - دولي تدور رحاه راهناً على أرضها، معطوفاً على ساحات الصراع الأخرى الدائرة بدءاً من اليمن، حيث شهدت مفاوضات الكويت انهياراً لفرصة الحل السياسي واستعادة العمليات العسكرية وتيرتها التصاعدية، وصولاً إلى الموصل التي تعتري عملية تحريرها من داعش خلافات عميقة وتحفظات داخلية وإقليمية حول الحشد الشعبي الذي تديره إيران، في ظل رفض السنة والأكراد مشاركته في المعركة.
على أن استعادة العلاقات الروسية - التركية لكثير من زخمها السابق بعد لقاء القمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في سان بطرسبرغ، من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الملف السوري، في ضوء الرغبة المشتركة لدى الجانبين بالتوصل إلى تفاهم على آلية التسوية وحل يُرضي جميع الأطراف، رغم إقرار كل من موسكو وأنقرة بأن وجهات النظر لم تكن متطابقة دائماً.
وفي وقت تنظر المعارضة السورية بارتياح لتمسك أردوغان بالثوابت التي رسمها حيال مصير رأس النظام السوري، متفهمة مصالح تركيا حيال الملف الكردي وإمكان التوصّل مع موسكو إلى رؤية مشتركة ومفهوم موحّد في ما خص حزب «الاتحاد الكردي السوري» الذي تصنفه أنقرة حزباً إرهابياً تابعاً لحزب العمال الكردستاني، وسط قلق من طموح أكراد سوريا لحكم ذاتي يتماهى مع طموحات أكراد تركيا بدولة كردية، فإن متابعين للشأن الروسي يرون أن توجهات موسكو قبل الأزمة مع تركيا كانت واضحة باتجاه حل سوري مبني على حكومة مركزية مع إعطاء حقوق للأقليات، ولا سيما الأكراد عبر لا مركزية موسعة، وهي وإن دعمت أكراد سوريا عسكرياً كما دبلوماسياً، عبر السماح بفتح ممثلية لحزب الاتحاد الكردي السوري في موسكو، فإنها باستطاعتها أن تشكّل نوعاً من طمأنة لأنقرة في هذا الملف مقابل تعاون استخباراتي روسي مع تركيا يتناول «الجهاديين» الذين قصدوا سوريا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وانضووا في صفوف «داعش» وأضحوا يشكلون خطراً على روسيا إذا ما عادوا إليها، وهو تعاون ذهب بأنقرة إلى حدّ دعوة موسكو لعمليات مشتركة ضد «داعش» في سوريا.
ويذهب المتابعون للشأن الروسي إلى الاعتقاد بأن بوتين المنغمس في سوريا راغب في التوصّل لحل سياسي للحرب السورية في زمن الرئيس الأميركي الحالي باراك أوباما، وأن مرتكزات الحل المبنية على بيان «جنيف واحد» والقرار 2254، والآيلة إلى حكومة انتقالية والتحضير لدستور جديد وانتخابات جديدة، تفتح الطريق أمام تسوية عقدة الأسد ببقائه في المرحلة الانتقالية، وهو أمر لم تستبعد مصادر في المعارضة السورية إمكان سيرها وحلفائها به في مرحلة أسمتها «المرحلة التحضيرية» للانتقال السياسي شرط أن يأتي ضمن خطة متكاملة بتفاصيلها ومهلتها الزمنية وضماناتها الدولية!

 

مصالح موسكو وأنقرة السورية
الحياة...وليد شقير 
لا تشذ العلاقات الروسية- التركية عن القاعدة التي تتحكم بمسار التعاون أو الافتراق بين سائر الدول في الحوض الشرقي للبحر المتوسط: الموقف الميداني في سورية التي باتت ساحة الاختبارات، والمناورات والضربات العسكرية، والمفاوضات حول مصير هذه البقعة.
فمنذ تدويل الصراع في سورية وعليها، بعد أن أدخل نظام بشار الأسد عن سابق تصور وتصميم إيران وميليشياتها العراقية والأفغانية واللبنانية وروسيا، إلى الميدان لمساعدته على الفتك بشعبه، لأنه قرر عدم التنازل قيد أنملة عن سيطرته الكاملة على السلطة، واستمراره في استبداده بالسوريين، باتت الدول المتدخلة في الملعب السوري تقيس أدوارها بموقعها في هذا الملعب. زاد نجاح هذا المحور في تظهير دور «داعش» وإجرامه من تعقيدات الحرب المفتوحة في الميدان السوري وفي العالم برمته. أيهما له الأولوية، القضاء على الإرهاب أم التخلص من الأسد؟
لا يلغي ذلك البعد الاقتصادي الاستراتيجي لاستعادة العلاقة التركية- الروسية حرارتها التي «ستأخذ وقتاً» كما قال فلاديمير بوتين عند استقباله رجب طيب أردوغان الثلثاء الماضي. فالمصالح المشتركة على هذا الصعيد تقاس بعشرات بلايين الدولارات على صعيدي التبادل التجاري ومشاريع إمدادات النفط والغاز الروسيين، إلى أوروبا، عبر الأنابيب من طريق الأراضي التركية. والدولتان تحتاج إحداهما إلى الأخرى، في ظل الحاجة إلى الأسواق والاستثمارات، أمام ارتباك علاقة كل منهما بالغرب: موسكو بسبب العقوبات عليها بفعل الأزمة الأوكرانية، وأنقرة بسبب تأزم تحالفها مع أوروبا وأميركا عقب الانقلاب الفاشل ضد حزب «العدالة والتنمية».
إلا أن المصالحة بينهما لم تكن لتزيل اختلافهما في سورية. توقع الكثيرون انضمام تركيا إلى التمسك الروسي والإيراني ببقاء بشار الأسد، بحجة تفضيله على «داعش» والإرهابيين، وإلى الموقف السلبي حيال «المعارضة المعتدلة» التي تنسج القيادة التركية تعاوناً استثنائياً معها. لكنها توقعات أقرب إلى الأمنيات منها إلى الواقع، وإلى التبسيط المجافي للجغرافيا السياسية، وللمعادلات الدولية والإقليمية.
فمع حاجة أردوغان إلى موسكو، بعد دورها الاستخباري في إحباط الانقلاب، لإحداث توازن مقابل اضطراب علاقته بالغرب، من الصعب تصور انقلاب في السياسة الخارجية التركية وارتباطها بحلف «الناتو» وبالعلاقة التاريخية مع الولايات المتحدة، بين ليلة وضحاها.
وفي الميدان السوري ثمة عوامل تستبعد ما يمكن وصفه التحاقاً بالسياسة الروسية، لدولة تقوم أهميتها الاستراتيجية على كونها جسراً بين أوروبا وآسيا. ومن هذه العوامل:
1- أن التسليم بالسياسة الروسية في سورية يعني إفقاد أنقرة بوابتها الآسيوية الطبيعية التي كانت وراء إقحامها في الحرب السورية، وتحديداً تحالفها مع المعارضة في حلب. وعليه من السذاجة التصور بأن نجاح الفصائل المسلحة السورية في كسر الحصار الروسي- الإيراني- الأسدي- «الحزب اللهي»، تم من دون المساعدة التركية المباشرة، بالتنسيق مع الدول العربية الداعمة لهذه الفصائل.
2- تدرك موسكو أن دور أنقرة في الشمال السوري احتياطي مساعد على جذب الفصائل المقاتلة إلى طاولة الحل السياسي عندما يحين أوانه. ولهذا منفعة الحد الأدنى إذا كان يصعب عليها جذب العامل التركي إلى سياستها.
3- أن الأهم بالنسبة إلى أردوغان في الميدان السوري، هو السعي إلى تحييد روسيا عن الاتجاه الأميركي إلى تأييد كيان كردي سوري على الحدود التركية. تتقاطع مصلحته في ذلك مع مصلحة الحليف الإيراني لبوتين، ومع انزعاج الأخير من نجاح واشنطن في تنويع مواقع نفوذها في بلاد الشام، عبر رعايتها «قوات سورية الديموقراطية» التي عمادها الميليشيات الكردية، فالمنافسة الأميركية الروسية على هذا النفوذ تحت سقف «التعاون» لمواجهة الإرهاب ورعاية الحل السياسي الموعود، تشتد وتخفت وفقاً لوقائع الميدان.
4- القيصر الروسي يحسب حساباً جوهرياً للحاجة إلى العلاقة الحسنة مع الدول الإسلامية السنية، في مواجهة ارتدادات خوضه الحرب في سورية ضد المعارضة ذات الأكثرية الساحقة السنية، على ملايين المواطنين السنّة الموزعين في بعض جمهوريات الاتحاد الروسي (تتراوح أرقام هؤلاء بين 25 و30 مليوناً)، فضلاً عن أعدادهم في جمهوريات آسيا الوسطى ودول الاتحاد السوفياتي السابق. وبعض هؤلاء يتحدر من القومية التركية الذين اندمجوا بالإمبراطورية الروسية قبل قرون... ويحرص بوتين على تفادي انتشار عدوى التطرف في صفوفهم من طريق هذه العلاقة مع الدول العربية ومع أنقرة أردوغان.
5- أن القيادة الروسية، وتحت سقف التحالف الاستراتيجي مع إيران، تترك مساحة لحاجتها إلى قدر من التوازن في الميدان السوري مع اندفاع الدور الإيراني الذي يخرج في كثير من الأحيان عن حسابات القيصر ويربكه.
مشاهد من حلب قبل أن يُطبِق الحصار على المدينة
الحياة...محمد نبهان 
الجميع يتكلم عن حلب، وعن معارك حاسمة هناك، وكما جرت العادة أخيراً، يتم وصف حلب بأنها المدينة الأخطر في العالم، وأنها المدينة الأكثر تعرضاً للتدمير منذ الحرب العالمية الثانية. أيضاً وأيضاً، لطالما ذكر اسمها في بداية كل اجتماعٍ لأي مؤسسة تهتم بالشأن الإنساني.
من جهتي، فالوضع مختلف قليلاً، فعندما أسمع اسم «حلب»، لا يحيلني خيالي إلى تلك المدينة المتروكة لإجرام قوى الطيران متعدد الجنسيات، كما لا أرى الأعداد الكبيرة من الميليشيات التي تنهش لحم المدينة وبشرها وكل ما هو حي فيها ليلَ نهارَ من دون رقيبٍ ينصف الضحايا. ليس أيٌّ مما سبق، وإنما على نقيض ذلك، أتذكرُ حلب في أبهى حللها.
لقد أتيحَ لي المقام لعامٍ كاملٍ فيها، حفلَ بكثيرٍ مما حفر في ذاكرتي. دخلتُ حلب وعلى مدخلها مكتوبٌ على رخامٍ صقيل: «حلب الوفاء»، توكيداً على تبعيتها لنظام الأسد، الذي كان آنذاك يشهد منذ أشهر سبعٍة ثورةً تتصاعد وتيرتها ضده. كان وصولي نهاية العام 2011 عندما قصدت جامعتها التي كانت في الساعات الأولى للقائي بها تشهد استقطاباً حاداً غلب عليه، على ما بدا لي، انجذابها إلى ضفة النظام، في شكلٍ أو في آخر، إذ أذكر ذلك الموقف الغريب، حين أُجبرت من موظف التسجيل، على الذهاب معه أنا وجميع من أراد التسجيل في ذلك اليوم، إلى واحدة من المسيرات المؤيدة في ساحة سعدالله الجابري. يومها، كان شأني شأنُ الجميع، ممن كانت وجوههم تشي بغضبٍ مكتوم، وتجنبوا على رغم ذلك، الاحتجاج على الدعوات «العفوية» التي نظمتها المؤسسات الحكومية والنقابات، ما قادنا في النهاية إلى هناك.
رواية الاصلاح
لم يطل هذا النفاق، كما لم تعش رواية الإصلاح في حلب طويلاً، فضلاً عن أسطورة الصمت المطبق على المدينة منذ ما بعد الثمانينات، وإلى الأبد. لقد قُضيَ على كل تلك الثرثرة الموجهة في الذكرى السنوية الأولى للثورة، إذ احتُجزتْ مجموعة من الطلبة الجامعيين، كنتُ بينهم، إضافة إلى شبان قادمين من أحياء المدينة، بعد انطلاق تظاهرة الجامع الكبير «الجامع الأموي»، في طقسٍ بدا أقرب الى الاحتفال الذي دُعيَ إليه، وأُشيعَ كنبوءةٍ في كل مناطق حلب، وهمساً بين طلبة جامعتها.
ضربنا موعداً بعد صلاة الظهر فور خروج المصلين، الأمرُ الذي لم يحدث وفق الخطة المأمولة تلك. كان أحد المشاركين متّقدَ الحماسة، إلى درجة أنه سارع إلى الهتاف بالتكبير في بهو الجامع، وقبل خروج الناس. كنتُ أنا وصديقي نلتقط أحذيتنا في تلك اللحظة، لنكتشف ما أن التفتنا حولنا أن قسماً لا بأس به ممن عَلِموا بالتظاهرة وكانوا ينوون المشاركة فيها، كانوا في الخارج لأسباب شتى. منهم من تردد خوفاً من عيون المخبرين، ومنهم من لم يكن في وارد الصلاة، من أشخاص ليبراليين أو يتبنون أسلوب حياة ٍغير ديني. عند بدء التكبير، اشتعلت حماسة هؤلاء أيضاً، لتتطور الأمور في ثوانٍ إلى إطلاق الرصاص من مخبري النظام وشبيحته المنتشرين في كل مكان. بدا أن مدخلَ الجامع وداخله خاليان من أعوان النظام، ما دفع الموجودين قريباً من الباب إلى إغلاقه، لنأمن نسبياً إلى بعضنا بعضاً ويبدأ ما هو أقربُ إلى التعارف الحذر، مواجهةٌ عارية بين الخوف والضرورة.
علم الاستقلال
التجأ الجميع في البداية إلى الاحتماء بالجدران والسقوف خوفاً من القناصين وأخبارهم التي كانت تفزعنا، إلى أن كسرت مجموعة من الشجعان الخوف فينا، بتسلقهم السور ورفع علم الاستقلال، علم الثورة السورية. يومها، وبينما كان الجميع مدركاً لحجم الخطر المحدق، ساد أيضاً وعيٌ جديد، لمستُه في حالة التقبل الجماعي لطيفِ اختلافاتنا كشبابٍ مناوئين للنظام، اختلافاتنا من حيث ألسنتنا وأفكارنا وطرق تعبيرنا. ما لا ينسى، تحديداً، من ذكرى ذلك اليوم، هو التجسيد الحي لأقصى إمكانات التعاون والتنسيق الفاعل بين المجموع، بدافعٍ من حتمية رفع المعنويات، وتصويب الرأي.
انتهى ذلك اللقاء الدامي بكسب مجموعةٍ من الأصدقاء، أحرصُ حتى اليوم على التواصل معهم. منهم من عبر البحر، ومنهم من انتهى به المطاف لاجئاً في لبنان أو تركيا، ومنهم من لا يزال صامداً في حلب المحررة.
يُفضي التأمل في حال الإنسان في حلب، الذي تحاصره فكرة الحصار بشجونها، حتى قبل أن يطبق الحصار أسواره حول المدينة. فمعنى فكّ الحصار عن حلب المحررة، عملياً، هو التوجه إلى محاصرة القسم الخاضع لسيطرة النظام من المدينة، وزيادة الضغط عليه. سيشكلُ موقفٌ كهذا، جحيماً حقيقياً بالنسبة إلى من يحمل السلاح على خط المواجهة في الجزء المحرر، وتقيم عائلته تحت سيطرة النظام في الوقت نفسه. عقبَ كل فرحٍ بالتحرير، تنهال القنابل وتُسفَكُ الدماء، ومع فكّ الحصار يطبقُ حصارٌ آخر.
أسألُ في حيرة العاجز الآن حيال التطورات المتسارعة: ترى لماذا أجدني في هذه الزاوية الحادة جداً، أفاضلُ بين حصارٍ وآخر؟ وما هو هذا القدر الأعمى، الذي قادنا إلى وضعٍ أجادَ وصفه المثل العربي القاسي: كجادع أنفه بيده؟.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,125,058

عدد الزوار: 7,621,873

المتواجدون الآن: 0