لافروف يقترح وكيري يرفض «5+1» للبنان...ولّى زمن إطلالات.. الانتصارات...«حزب الله» يستهدف «النصرة» في الجرود

بري يصرّ على شمولية الحل بـ«سلة» أو «دوحة» ...لبنان في «مستودع الانتظار» وعيْنه على ألغام الداخل وصواعقها الإقليمية

تاريخ الإضافة السبت 13 آب 2016 - 7:18 ص    عدد الزيارات 2208    التعليقات 0    القسم محلية

        


 لافروف يقترح وكيري يرفض «5+1» للبنان

المستقبل..جورج بكاسيني

لم يُصب اليأس من إمكان إحداث اختراق في الملف الرئاسي قوى محلية سَعت وما زالت تسعى الى خرق الجدار المسدود، وإنما أصاب أيضاً دولاً كبرى تحاول هي الأخرى فك المسار اللبناني عن المسار السوري وقوس الأزمات في المنطقة، من دون جدوى حتى الآن.

وإذا كانت فرنسا «الأم الحنون»، ولما لها من علاقات تاريخية مع لبنان، تواصلت مع إيران أكثر من مرة منذ عام ونيف من أجل إقناعها بتحرير الملف الرئاسي اللبناني ولم يؤتِ هذا التواصل ثماره، فإن روسيا الساعية الى دور في المنطقة منذ الانكفاء الاميركي عنها، لم تستطع هي الأخرى إحداث اي تقدّم في هذا الملف رغم وضعها الملف اللبناني بنداً دائماً في حراكها الديبلوماسي مع إيران.

وفي التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت كثير من «خيبة الأمل» لدى الكرملين من عجزه عن الوصول الى بصيص ضوء في النفق الرئاسي المسدود. ذلك أن محاولته تكررت وعلى أكثر من مستوى من دون جدوى: فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاتح نظيره الإيراني حسن روحاني أكثر من مرة في هذا الموضوع، وكذلك وزير خارجيته سيرغي لافروف أدرج بند الاستحقاق الرئاسي في أكثر من لقاء مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، تماماً كما فعل مساعده ميخائيل بوغدانوف مع نظيره السابق حسين أمير عبداللهيان، وباءت كل هذه المحاولات بالفشل.

والسبب، كما تفيد التقارير، أن طهران ليست في وارد الإفراج عن الملف الرئاسي حتى اليوم، متذرعة إما بترك هذا الملف للبنانيين، بما في ذلك لـ»حزب الله»، أو «النصح» بالعمل على «توافق لبناني» لهذا الغرض، وهو ما يفعل «حزب الله» عكسه.

وفي تقدير الديبلوماسية الروسية أن إيران تتجنّب الوصول الى حلّ في هذا الملف لسبب من اثنين: إما لأنها تريد مقايضة هذه «الورقة» مع إدارة أميركية جديدة، خصوصاً أن الإدارة الحالية دخلت في مرحلة الأفول. وإما لأنها تريد الردّ على المواجهة السعودية معها في المنطقة، من خلال تأزيم الملف اللبناني.

ولأن القيادة الروسية أدركت أن الملف اللبناني أصبح إقليمياً، سعت الى إحداث خرق فيه عن طريق آلية اعتمدت للملف النووي حيث شاركت فيها مجموعة سُمّيت «الخمسة زائد واحد»، وهي الآلية التي نجحت في الوصول الى اتفاق بين الغرب وإيران باعتبار أنها شملت كل الأطراف الدوليين المعنيين.

وكشفت التقارير الديبلوماسية أن الوزير الروسي لافروف اقترح في لقائه قبل الأخير على نظيره الأميركي جون كيري تشكيل لجنة دولية لمعالجة الملف الرئاسي اللبناني على طريقة «الخمسة زائد واحد»، أي إشراك الدول المعنية بالوضع اللبناني في هذه اللجنة وإطلاق دينامية ديبلوماسية يمكن أن تقود الى اختراق ملموس. لكن الوزير الأميركي اكتفى بالقول «لدينا أولويات أخرى».

معنى ذلك أن واشنطن لا ترى في المنطقة أولوية تتقدم على الملف السوري الذي يغرق هو الآخر في تعقيدات لا تُعدّ ولا تُحصى، أهمها الخلاف مع موسكو حول «المرحلة الانتقالية» السورية ودور بشار الأسد فيها. فيما تعتبر الديبلوماسية الروسية أن بقاء الأسد في المرحلة الانتقالية يفتح الباب أمام انتخابات رئاسية «ديموقراطية» في سوريا ينجم عنها رئيس جديد. ذلك ان ما تطرحه موسكو يتضمن بقاء الأسد على رأس السلطة خلال المرحلة الانتقالية وتعيين خمسة نواب له، اثنان مواليان واثنان معارضان وخامس مستقل، يمهّدون لانتخابات رئاسية تشمل الناخبين السوريين في الداخل ولاجئي الجوار، وبذلك يكون مضموناً خروج الأسد من السلطة بصورة طبيعية وديموقراطية باعتبار أن غالبية الشعب السوري لن تصوّت له.

وفي تقدير الديبلوماسية الروسية أن هذه الآلية تضمن بقاء مؤسسات النظام التي إذا ما أطيح بها تصبح سوريا «ليبيا ثانية»، وهي لذلك تسعى الى الحفاظ على التوازن الميداني في حلب وغيرها من أجل الدفع قدماً الى حلّ سياسي يقوم على هذه الآلية التي لا ترى موسكو بديلاً منها.

إلا أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت بعيدة عن هذا المسار، كما تضيف التقارير، من دون أن يعرف ما إذا كان هذا الموقف يعني حرصاً أميركياً فعلياً على خروج الأسد من السلطة منذ الآن، أم بقائه على رأسها أطول فترة ممكنة.

ولّى زمن إطلالات.. الانتصارات

المستقبل...علي الحسيني

اليوم موعد إطلالة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله على الاعلام للتحدث عن «انتصارات» حرب تموز 2006 والتي امتدت حتّى منتصف شهر آب تقريباً. وهي حرب انتهت بمقتل مئات اللبنانيين وجرح أكثر من الف مواطن وتدمير معظم البُنى التحتية وآلاف المنازل. إلا أن قادة الحزب، يُصرّون على أنها كانت معركة «انتصار« بالنسبة اليهم، بالرغم من النتائج السلبية التي ما زال يُعانيها جميع اللبنانيين، بمختلف مذاهبهم وطوائفهم.

الحماسة التي يُبديها جمهور «حزب الله» تجاه إطلالة نصرالله، هي حماسة لا تتعدى بضع ساعات، إذ سُرعان ما يتلمّس هؤلاء، الخلاصات التي أفضت اليها خطاباته السابقة. فالوعود بـ»النصر» لن تتغيّر لا خطابيّاً ولا ميدانيّاً، ولن ينسى نصرالله تحميل المملكة العربية السعودية، مسؤولية ما يجري في العراق واليمن وسوريا، واتهامها بـ»تعطيل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان». ولن يُقصّر في الدفاع عن الحلف الذي هو جزء منه، في ظل الخسائر والانتكاسات التي يتعرض لها في حلب، وهو قد أعد خريطة مُصغّرة ليُفصّل على مقاسها من خلال شرحه، واقع ما يجري في حلب وريفها.

يشعر «حزب الله» اليوم وعلى رأسه نصرالله، مدى حاجته إلى شد عصب جمهوره، بالفعل أكثر من الكلمة، ويتمنى لو أنه يستطيع أن يتفاعل مع جمهوره وجها لوجه خلال المهرجان الخطابي اليوم بعد غياب طويل عنه، لدرجة أن البعض أصبح يُطلق عليه لقب «سيّد الشاشة». ومن يستعيد شريط إطلالات نصرالله الاخيرة، سوف يتأكد له غياب جزء ولو صغير، من التفاعل بينه وبين هذا الجمهور في أكثر من مكان لأسباب كثيرة منها: سقوط عناصر من الحزب بكثرة خلال العامين الأخيرين في سوريا، وهذا ما أدّى بكل تأكيد إلى اهتزاز ثقة الجمهور، بقوّة أو قدرة حزبه على الانتصار أو تحقيق نتائج ملموسة في المعارك التي يخوضها في مناطق سوريّة متعددة، يرى هذا الجمهور أن «الانتصار« في «القصير»، كان الأول والأخير للحزب في هذه الحرب.

الشاشة هي كما حرّاس نصرالله بالنسبة إلى الجمهور، فهي تمنعهم من التواصل والتفاعل معه أو حتّى التعبير ولو من خلال نظراتهم، عن عدم رضاهم بالنسبة إلى ما يحدث في سوريا. جزء كبير من جمهور «حزب الله»، يطمح إلى جلسة مصارحة واسعة مع قادة الحزب، و»ليتها تكون مع نصرالله شخصيّاً». هذا أقله ما يتمناه بعض اهالي العناصر الذين يخدمون في سوريا. وهناك قسم، لم يلمس حتّى الساعة، سبب تواجد عناصر الحزب في العمق السوري مثل «حلب» و»إدلب» و»حماه» وغيرها الكثير من المناطق البعيدة مسافة و»عقيدة»، عن «المراقد الدينية» و»الواجب الجهادي». وهنا يؤكد بعض سُكّان الضاحية الجنوبية، أن كل هذه المطالب أو التساؤلات، أصبحت في ملعب الحزب الذي تلمّس بدوره، حقيقة تذمّر الأهالي من الوضع الراهن، واعتراضهم على الحرب، ولذلك قلّل إلى حد كبير من التعويل على التبرعات المادية داخل بيئته عن طريق «هيئة دعم المقاومة»، خصوصاً وانه اليوم، أحوج من اي وقت إلى هذه التبرعات، بعد الحصار المالي المفروض عليه.

أمس، انتشرت في الضاحية جملة أخبار تتعلق بالوضع في حلب وبـ»يومين حاسمين». من بين هذه الأخبار المُفتعلة، ثمة خبر تحدث عن نيّة قائد «فيلق القدس« الجنرال قاسم سليماني، التوجه إلى «حلب» لإدارة دفّة المعركة هناك. هذا الخبر أو التسريبة، أراد مُطلقوها منها، رفع معنويات جمهور الحزب قبل يوم من إطلالة نصرالله الذي وبحسب إعلام «المُمانعة»، سوف يفرد مساحة واسعة في خطابه اليوم، للحديث عن علاقة «حزب الله» بجمهوره وبدور الأهالي الإيجابي بالنسبة إلى الحرب التي يخوضها في سوريا. لكن الحقيقة هي أنه مهما كثرت الخطابات والمهرجانات، واحتدت الحناجر، فإن المشهد داخل «حزب الله« غداً، لن يختلف عما هو عليه اليوم، فهو لن يجد لنفسه ولو نافذة صغيرة ليعود منها إلى ما يُفترض أنها حالة طبيعية أو أن يُعيد من الخارج، خيرة شباب سار بهم إلى حتفهم طوعاً أو ترهيباً أو ترغيباً.

اليوم كما من قبل، سيتحكّم نصرالله بـ»لعبة» الخطاب عبر الشاشة وبإدارة «المعركة» الإعلامية. سيمر على الداخل ويُخوّنه تماماً كما سيتعامل مع السعودية وتركيا وبعض «العرب». سيفرد طبعاً مساحة ضيّقة لإسرائيل التي تنعم بسلام وأمن غير مسبوقين. سيعد بالنصر مجدداً، وقد يأتي او لا يأتي على ذكر عدد قتلى الحزب والأسرى على غرار ما فعل في المرّة السابقة، رغم أن إعلانه ابتعد عن الحقيقة ربما لأسباب هو أدرى بها. لكن بعد أن يُنتهي من خطابه بتوزيع سلامه على الجمهور يمنة ويسرى، وبعد ان يؤمن وصوله إلى حيث الوجهة التي تُحددها فرقة الحماية الخاصة به، ثمة سؤال من طفل صغير ربما، وبالتأكيد لن يسمعه: متى سيعود والدي من الحرب؟.

بري يصرّ على شمولية الحل بـ«سلة» أو «دوحة» وبحث الأوضاع مع قائد «اليونيفيل» ومجلس عشائر البصرة العراقية
المستقبل..

يصرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على شمولية الحل للازمات والملفات الشائكة بدءاً من ضرورة ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية والاتفاق على صيغة جديدة لقانون الانتخابات النيابية توفر تمثيلاً أفضل للبنانيين وخصوصاً الشباب وصولاً الى طمأنة الفرقاء بعضهم بعضاً في شأن الحكومة المقبلة وتفعيل عمل السلطة التشريعية وسواها من المؤسسات والادارات الرسمية الاخرى.

وفي اعتقاد الرئيس بري أن انتخاب رئيس للبلاد وحده وإبقاء الازمات الاخرى قائمة خصوصاً تعطيل عمل المجلس النيابي والحكومة غير كاف ولا يقدم ولا يؤخر في مسيرة الحلول المطلوبة للازمات المتشعبة والقائمة.

وتقول أوساط عين التينة ان بري يصر ويؤكد على التوافق الكامل سواء أسمي ذلك «سلة» او «دوحة» او ما سواهما من عناوين. فالمهم إخراج البلاد من الازمة المستفحلة التي تخطت الخطوط الحمر وباتت تنذر بانفجار شامل قد يطيح كل ما تبقى من هيكلية الدولة خصوصاً، وفي رأي بري أن مسببات الانفجار عديدة ومتوافرة:

أولاً: ان انتخاب الرئيس من غير أن يترافق مع توافق على حل تنفيذي كامل من شأنه أن يكبله ويجهض العهد الجديد في بدايته من خلال عدم الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وما يستوجب ذلك من اتصالات ومشاورات وسواهما من اجراءات أخرى تتطلبها عملية الانتخاب والمرحلة الجديدة التي ستقبل عليها البلاد.

ثانياً: ان عدم الاتفاق على قانون نيابي جديد يوفر تمثيلاً صحيحاً وعادلاً والوصول الى اجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين خصوصاً أن ثمة من يسعى الى ذلك، من شأنه أن يعيد تكوين السلطة السياسية نفسها والكتل النيابية نفسها، علماً أن هناك تخوفاً من أن يؤدي الامر الى تعطيل المجلس النيابي والاطاحة به من خلال عدم الاتفاق على تشكيل هيئة مكتب جديد وتعطيل مفاعيل هذا النص الذي يقول ان المجلس النيابي لا يعتبر قائماً الا بعد انتخاب هيئة مكتبه وبالتالي نكون انتقلنا بالسلطة التشريعية من حال التعطيل الى الالغاء.

ثالثاً: ان وضع السلطة التنفيذية ليس أفضل من السلطة التشريعية. فالحكومة تهتز في كل يوم والخوف الاكبر من سقوطها خصوصاً أن ثمة تهديداً بالاستقالة بعد كل جلسة من هذا الفريق أو ذاك.

كذلك، فإن انتخاب رئيس الجمهورية اذا ما حصل كبند وحيد أوحد يستدعي تشكيل حكومة جديدة، وتالياً السؤال منذ اليوم من يضمن إنجاح المشاورات التي يفترض أن يقوم بها الرئيس المنتخب والمشاورات النيابية التي يفترض أن يقوم بها من قبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اذا ما بقي الفرقاء على تباعدهم وخلافهم العمودي القائم؟.

لكل ذلك تختم الاوساط أن بري لن يقدم على خطوة غير مضمونة النتائج تطيح ما تبقى من بنيان الدولة، بل على العكس سيبقى متصدراً الساعين الى الحلول على قاعدة الحوار والتوافق، ليس ايماناً منه بهذا المبدأ انما لاعتقاده بهذه المقولة التي لطالما رددها رجالات لبنان منذ الاستقلال حتى في عز الحرب الاهلية.

ويحذر بري من مغبة عدم لقاء اللبنانيين واتفاقهم في هذه الظروف التي بدأت ترتسم فيها مؤشرات وصيغ الحلول لأزمات المنطقة وثرواتها بدءاً من العراق وليبيا واليمن وصولاً الى سوريا.

وعرض بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مع قائد قوات «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال مايكل بيري، للأوضاع في لبنان وفي الجنوب خصوصاً ودور القوات الدولية .

ثم استقبل وفداً من مجلس عشائر ومكونات البصرة العراقية، الذي يضم ممثلين عن مختلف الطوائف والمذاهب الاسلامية والمسيحية، وكانت جولة أفق حول التطورات في المنطقة والوضع في العراق .

وبحث مع اتحاد بلديات إقليم التفاح برئاسة رئيسه بلال شحادة، في أوضاع المنطقة وعدد من المشاريع الانمائية.

والتقى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت وعرض معه للاوضاع العامة، والنائب السابق فيصل الداود، وقاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا.

لبنان في «مستودع الانتظار» وعيْنه على ألغام الداخل وصواعقها الإقليمية

 بيروت - «الراي»

اعتبارات عدة تتحكّم برفض عون التمديد لقهوجي... فما حدود الردّ؟«السلّة المتكاملة للحلّ، أو لا رئيس للجمهورية»، «السلّة المتكاملة أو الحرب الأهلية»، «السلّة أو الإبقاء على قانون الستين لانتخابات 2017 النيابية بما يساوي الفراغ الكامل»، «رئيس قبل نهاية السنة أو الخراب»، «العماد ميشال عون رئيساً في سبتمبر أو المواجهة في أكتوبر»... هذا غيْض من فيْض «المعادلات» التي تتدافع على المسرح اللبناني هذه الأيام عاكسةً الواقع السياسي المأزوم والذي يسير على «حبلٍ مشدود»، طرفه الأوّل «مربوط» بالتعقيدات الداخلية التي تعتمل منذ العام 2005 حول التوازنات في الحكم وإدارة اللعبة السياسية، فيما طرفه الثاني متّصل بـ«البركان» المتفجّر في المنطقة وما تشهده من «صراع فيلة» بين اللاعبين الكبار الإقليميين والدوليين.

والثابث في المشهد اللبناني انه دخل مرحلة «سبات» طوال اغسطس الجاري وسط التحولات البارزة في الميدان السوري من بوابة حلب واستعادة الملف اليمني مناخ المواجهة بعد فشل مفاوضات الكويت، ومن دون ان يتضح أفق هذه الحال «الانتظارية» لبنانياً والمرشّحة لان تطول أقلّه حتى نهاية السنة ما لم تحصل تطورات خارج الحسبان من مثل «معجزة» توافق داخلي يصعب «اعتراضه» من قوى التأثير الاقليمي على إنهاء الفراغ في رئاس الجمهورية، في حين تبقى «نهاية النفق» محكومة بواحدٍ من احتمالين: الاول حصول حدّ أدنى من التوافقات الخارجية من ضمن تفاهُم ولو بـ «الأحرف الأولى» على «خريطة النفوذ» في المنطقة.

اما الاحتمال الثاني فهو اختيار أحد قوى الثقل الاقليمي ذات التأثير على الواقع اللبناني «قلب الطاولة» في التوقيت الذي يلائمها لانتزاع مكاسب في لبنان على قاعدة «دفتر الشروط» الذي صار واضحاً والذي رسمتْه قوى 8 آذار التي يقودها «حزب الله» بدقّة، واضعةً خصومها في 14 آذار بين إما استمرار الاستنزاف وصولاً الى فراغ قاتِل قد يفضي الى مؤتمر تأسيسي يعيد النظر بنظام الطائف، او السير بمفهوم «حل السلة» تحت سقف «صُوَري» هو الطائف بما يتيح إعادة توزيع «كعكة السلطة» ووضْع ضوابط لإدارة اللعبة السياسية وتوازناتها.

واذا كان شبه محسوم ان جلسة الحوار الوطني الجديدة التي دعا اليها رئيس البرلمان نبيه بري في 5 سبتمبر المقبل لن تفضي الى أيّ مخارج للأزمة الرئاسية بل تشكل حلقة جديدة في «ربْط النزاع» بين أطراف الصراع الداخلي، فإن الطريق الى سبتمبر يبدو «جاذباً للألغام» التي تتراكم، بدءاً من العناوين المعيشية المستعادة وصولاً الى استحقاقات سيكون موعد حسْمها الشهر المقبل وتحديداً التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي في ظلّ تعذُّر التوافق على خلَف له نظراً الى آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء الذي «ورث» صلاحيات رئيس الجمهورية، وايضاً لاعتبار أطراف سياسية رئيسية انه لا يجوز القفز فوق حق رئيس البلاد، باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، في ان تكون له كلمة وازنة في اختيار قائد الجيش.

 

وهذا الملف بالتحديد يشي بتعقيدات كبيرة في ضوء الاعتراض العلني من زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون على اي تمديدٍ جديد للعماد قهوجي، وذلك كامتداد لموقفه المبدئي ضدّ التمديد وايضاً لسببٍ «مضمر» هو ان مثل هذه الخطوة يمكن تفسيرها على انها تُبقي حظوظ قائد الجيش كأحد «مرشحي التسوية» في الانتخابات الرئاسية التي يخوضها عون على طريقة «يا قاتل يا مقتول» وهو القائل سابقاً «معركتي اليوم من دون سقف فإما أن أربح أو أخسر ولن أتركها إلا شهيداً».

ورغم المعلومات عن ان التمديد شبه المحسوم لقهوجي سيُقابل بردّ فعل من فريق عون، الا ان غير الثابث هو حدود هذا الردّ، وسط استبعاد دوائر سياسية ان يلجأ زعيم «التيار الحر» الى الحدّ الأقصى المتمثل بالاستقالة من الحكومة اذا لم يكن الأمر من ضمن سياق اقليمي لنقل الواقع اللبناني الى مرحلة أكثر تأزُّماً، لأن ذلك قد يعرّضه لدفع أثمان تؤثر على «معركته الأم» (الرئاسية) في لحظةٍ حساسة يحاول خلالها كسب ودّ أطراف داخليين مثل الرئيس بري وخصوصاً الرئيس سعد الحريري، ناهيك عن تحميله من الخارج مسؤولية المساس بالاستقرار الذي ما زال يُعتبر دولياً «خطاً أحمر»، وهو ما يرجح ان يلعب عون ورقة أقل من الاستقالة وأكثر من الاعتراض الشكلي.

وكان لافتاً في ملاقاة مناخات التصعيد المحتملة ان رئيس الحكومة تمام سلام أبدى عبر صحيفة «النهار» رداً على ما يحكى في أوساط «التيار الحر» عن حل رئاسي في سبتمبر أو مواجهة في أكتوبر، تشاؤمه باقتراب موعد الحل اذ ان سبتمبر على الأبواب، ولا ضوء في الافق، لكنه لم يتخوّف من المواجهة «فالظروف غير مهيأة لمواجهة. ومَن سيواجه من؟ لا إمكان لمواجهات لان الجميع في مأزق ولو توافرت الظروف قبل اليوم لكانت المواجهة وقعت منذ زمن. والفعل الممكن هو الاستقالة من الحكومة، وهو لا يقدم شيئاً، بل بالعكس يسيء الى المؤسسات ويدفع الى انهيار اضافي. ولا يمكن تهديدي بهذا الأمر إذ انني حسمت أمري في هذا الاتجاه، وترددت أمام المسؤولية الوطنية. ولكن اذا صمم اللبنانيون على خراب بلدهم فلا يمكن أي قرار دولي ان يحفظ استقرارهم، فالمجتمع الدولي حريص على استقرار لبنان لكن هذا الحرص يسقط أمام ارادة اللبنانيين»، موضحاً «ان لا حل الا بانتخاب رئيس للجمهورية، وثمة ستة أو سبعة أسماء من خارج الاسماء الاربعة المتداولة يمكنها القيام بهذه المهمة».

وفي سياق متصل، وبعد كلام كثير عن دور يضطلع به وزير الداخلية نهاد المشنوق لإقناع فريق الحريري بتسوية على قاعدة القبول بعون رئيساً، نقلت تقارير صحافية عن المشنوق نفيه أن يكون سوّقَ داخل «تيار المستقبل» لفكرة ترشيح عون، مؤكداً أنّ ما اقترَحه هو التفكير في خيارات بديلة «حيث لن يكون النائب سليمان فرنجية مرشّحَ تيار «المستقبل» إلى الأبد، ونحن تيّار قرار ولسنا تيّار تشاور وانتظار، ويجب أن نضع خيارات بديلة أمامنا للخروج من الأزمة. أنا قلتُ نريد رئيساً، ولم أقل نريد العماد عون».

أحد قادة محاور طرابلس يخرج من السجن ويدعو الى عدم حمل السلاح من جديد

بيروت - «الحياة» 

أطلق أمس سراح قائد محور الحارة البرانية في باب التبانة في طرابلس زياد الصالح الملقب بزياد علوكي، بعدما أمضى محكوميته في سجن رومية، منذ أيار (مايو) 2014. ووصل إلى باب التبانة وسط إجراءات أمنية مشددة وهتافات مؤيدة له من الذين استقبلوه، معلناً أنه «طوى صفحة الاقتتال وفتح صفحة جديدة كما فعل من خرج قبله من السجن وكما سيفعل من سيخرج بعده».

وعلوكي من قادة المحاور القتالية في طرابلس بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن التي دامت سنوات واستغرقت جولات عسكرية عديدة. وهو سجن مع قادة محاور آخرين، في اطار الخطة الامنية التي قضت بتوقيف من شاركوا في هذه الحرب في المدينة والغاء خطوط التماس نهائياً فيها. ويمضي بعضهم محكوميته في السجن، فيما انهاها بعضهم وعاد الى المدينة.

وأكد أن «أهالي باب التبانة هم من الأوائل الذين استجابوا للخطة الأمنية». وقال إن «أهالي المدينة تحت سقف الدولة ولا داعي لحمل السلاح من جديــد طالما أن الـــقوى الأمنـــية موجـــودة في طرابلــــس»، لافـــتا إلى أن «معركتنا ضـــد الحـــزب العربي الديمـــوقراطي والذين نفذوا مجزرة عام 1986 ومن فجر المساجد وليس ضد أبناء جبل محسن». أكد أن «خروجي نصر لطرابلس ولأهل الاعتدال فيها وسنحاسب السياسيين الذين تاجروا فينا».

«حزب الله» يستهدف «النصرة» في الجرود

بيروت - «الحياة» 

استهدف «حزب الله» مسلحين سورييـــن، قال موقع «العــهد» الإخباري إنهم من «جبهة النصرة»، داخل خندق في مرتفع ضهر الهوة في جرود عرسال في البقاع الشمالي، بقذائف المدفعية الثقيلة.

وأكد المــوقع أنه تم تحقيق «إصابات مؤكدة بين أفراد المجموعة الإرهابية المستهدفة».

وشيّع الحزب وأهالي بلدة القطراني في البقاع الغربي المقاتل حسن ابراهيم اسماعيل الذي سقط في سورية، وهو السادس خلال 4 ايام يتم تشييعه. وقال موقع «العهد» انه سقط «شهيد الدفاع المقدس».

الى ذلك، قال الوكيل الشرعي العام للإمام الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك من بعلبك ان «في حلب ارتفعت أصوات الأميركيين، فتداعت قوى الإرهاب العالمي المدعومة من دول العالم إلى أم المعارك، واستخدمت أسلحة متطورة وإعلام موجه واحتفالات بقرب الانتصار وفك الحصار، ولكن إرادة الجيش السوري والحلفاء كانت الأقوى وسترسم المستقبل، وسورية للسوريين لا للمتآمرين الدخلاء والإرهابيين الوحوش».

ورأى عن الداخل اللبناني انه «لم يحن وقت انتخاب رئيس للجمهورية، وتتراكم الملفات ويستشري الفساد، ولا يبت ملف الإنترنت غير الشرعية، وتتزايد المهاترات برمي الاتهامات، وتخالف القوانين ويسخر القضاء».

ذكرى انتصار تموز في بنت جبيل

ويحيي «حزب الله» عصر اليوم في مهرجان مركزي يقيمه في مدينة بنت جبيل الذكرى العاشــرة «للانتصار الإلهي في حرب تموز» والذي من المقرر أن يلقي خلاله الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله خطاباً يحدد فيه مواقف الحزب من التطورات.

وأوضح الحزب في بيان أصدره أمس، أنه «يستكمل تحضيراته في باحة مجمع موسى عباس في المدينة الجنوبية ونشر عشرات آلاف الكراسي في الأمكنة المخصصة للرجال والنساء من الجمهور، وفي المربع المخصص للشخصيات الرسمية والسياسية والحزبية ومختلف الفاعليات، كما خصص مربع لرجال الدين والجرحى وعوائل الشهداء».

ورفعت في محيط باحة المهرجان صور ضخمة أبرزها للإمام الخميني، ومرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، والإمام موســـى الصدر ونصر الله، وقادة في الحزب، كما علقت على طول الطرق المؤدية إلى بنت جبيل رايات الحزب واللافتات.

وتحدث المسؤول الإعلامي لـ«حزب الله» في الجنوب حيدر دقماق عن «خطة محكمة وضعها فريق عمل سيتابع الإشراف على تنفيذها لتأمين وتسهيل وصول المواطنين والوافدين إلى بنت جبيل».

باسيل مرتاح لإستقامة العلاقة بين عين التينة والرابية ويستعين بالكتمان في الشأن الرئاسي

أيلول شهر الاستحقاقات والتوجّسات فهل يكون طرفه مبلولا بالرئاسة؟

مسألة إقدام وزير الدفاع على تأجيل ثالث لتسريح العماد قهوجي سينظر فيها باسيل وفي انعكاساتها في الوقت المناسب

اللواء..بقلم المحلل السياسي

لا ريب أن كثيرا من الماء سُكب، في الآونة الأخيرة، في نبيذ العلاقة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون، وإستطرادا رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل. إستقامت العلاقة بين عين التينة والرابية في أسابيع قليلة، وكان مدخلها ملف النفط الذي جرى التوافق عليه بين بري وباسيل، إثر مشاورات بين وزير الخارجية وزير المال علي حسن خليل الذي سبق أن زار موسكو قبل قليل من الاتفاق النفطي. وسبق ان قيل أن روسيا هي أحد عرابي المخرج النفطي الذي من شأنه فك عقدة الاشتباك الحدودي البحري مع اسرائيل وقبرص.

إذن، إستقامت العلاقة نسبياً، وربما إصطفت، وهو ما بيّنه الكلام الاخير المنقول عن رئيس المجلس (كرره في مناسبتين) وفيه إمتداح لا لبس فيه (وربما غير مسبوق) لوزير الخارجية الذي سبق أن خاطب بري في إحدى جلسات الحوار، مشيرا الى انه يرى فيه الامام موسى الصدر. رد بري بأن مواقف باسيل في الحوار «كانت متوازنة وواقعية جدا»، وعاد ليكرر الكلام عينه أمام نواب لقاء الأربعاء.

يلمس زائر باسيل في مكتبه في وزارة الخارجية إرتياحه لمسار تطور العلاقة بين عين التينة والرابية، من دون أن يغوص طويلا في التفاصيل أو يتحدث عن الظروف التي مهّدت وواكبت هذا التطور.

بالتوازي، ينهمك باسيل في تحضير ورش عمل تنظيمية -إدارية للتيار الوطني الحر، ويمنح وقتا يسيرا لمقاربة الشأن الإعلامي، مع تبلور إستراتيجية إعلامية جديدة على مستوى الحزب ورئيسه، يجري العمل على إنجازها قريبا، من شأنها أن تضفي دينامية على العلاقة مع الإعلام كانت شبه غائبة الى حين. هو لا يخفي تململه من هذا الواقع، مع حرصه على أن يشكل فريق عمل يواكب، في آن، وضع الاستراتيجية الجديدة وتنفيذها.

يلمس الزائر أن وزير الخارجية تأثر عاطفيا بحركة الإعتراض الذي حصلت أخيرا، نظرا الى أن من إعترض هم في النهاية رفاق النضال زمن الوصاية. وهو إن كان على ثقة ان هذا الإعتراض محدود نظرا الى جملة عوامل، يفضَل عدم الخوض تفصيلا في هذا الشأن، إنطلاقا من أنه أمر داخلي يخصّ التيار ولا يجوز تناوله علنا أو في الإعلام. ويشير الى أنه تحدث مرة واحدة في هذا الشأن في مقابلة تلفزيونية، ويكتفي حتى الآن بذلك، مع تشديده على ان الانضباط هو السمة الرئيسة في أي عمل حزبي.

ورغم مرور آب، الموعد الذي سبق أن ضُرب لإنجاز الإستحقاق الرئاسي، يلمس الزائر- السائل إطمئناناً مقتضبا الى شهر أيلول الذي يطلّ بعد أسبوعين.

لكن هل يكون «طرفو بالرئاسة مبلول»، مع كل التطورات المحيطة والإنعطافة التركية المتوقعة والمرتقبة في سوريا؟

يبتسم باسيل، وينحو بالحديث نحو شأن آخر.

من الواضح أن وزير الخارجية يلتزم راهنا الحديث النبوي «واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود»، وهو أمر يلمسه المقربون منه.

لكن هذا الكتمان لا يحجب بعض ما يقال في الاوساط القيادية، عن أكثر من استحقاق مفصلي ينطوي عليه شهر أيلول: من رئاسة الجمهورية رأس أولويات التيار والتي لن تكون بلا الرئيس الميثاقي صاحب التمثيل الأوسع، ومن ثمّ قانون انتخاب رفضاً في آن واحد لتمديد جديد للولاية النيابية ولقانون الستين، فالدورة التشريعية العادية التي هي أمر يُبحث في ضوء الأولويات المشتركة التي سبق أن وضعه، بالتكافل والتضامن، التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. أما إمكان إقدام وزير الدفاع سمير مقبل على تأجيل ثالث للتسريح العماد جان قهوجي فمسألة سيُنظر فيها حتما وفي إنعكاساتها، في الوقت المناسب.   

لكن ماذا لو مرّ أيلول من غير أن يحمل البشائر المنتظرة؟

تجيب الأوساط القيادية: حتماً، سيكون طرفه مبلولا سياسياً، إما بالرئاسة وإما بالشتي!


المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,183,954

عدد الزوار: 7,622,913

المتواجدون الآن: 0