جبهات درعا والقنيطرة تشتعل.. والثوار يعلنون بدء معركة جديدة..تحرير قرية "كوكب" بريف حماة الشرقي..مقتل قائد ميليشيا «زين العابدين» في ريف اللاذقية

الفصائل تتحدث عن "طعنة" والهيئة تنتظر النص..وواشنطن تبتز بالمساعدات! والمعارضة تطلب ضمانات أميركية للموافقة على الهدنة..عشر «عقد» أمام الاتفاق

تاريخ الإضافة الإثنين 12 أيلول 2016 - 4:01 ص    عدد الزيارات 2164    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

جبهات درعا والقنيطرة تشتعل.. والثوار يعلنون بدء معركة جديدة
    أورينت نت -
أطلق الثوار اليوم الأحد معركة "مجاهدون حتى النصر" لتحرير عدد من النقاط والمواقع العسكرية في منطقة مثلث الموت بدرعا، وفك الحصار عن ريف دمشق الغربي.
وقال مراسل أورينت، إن فصائل الثوار بدأت مع انطلاق المعركة بالتمهيد المدفعي والصاروخي على نقاط قوات الأسد في تل غرين، وتمكنت من تدمير مدفعية وقتل عدد من عناصر الأخيرة.
وتعتبر منطقة "مثلث الموت" ذات أهمية استراتيجية كونها تربط أرياف ريف دمشق والقنيطرة ودرعا ببعضها، ويمتد خط الجبهة من تل غرين إلى مدينة البعث، ويتواجد في هذه المنطقة العديد من التلال والقطع العسكرية التي يسيطر عليها النظام.
ويهدف الثوار من إطلاق المعركة لفك الحصار عن ريف دمشق الغربي، وربط ريف درعا والقنيطرة ببلدات كناكر ودير ماكر على طريق اوتستراد السلام، وفرض حصار على النظام وميليشيا "حزب الله" داخل مدينة البعث.
ويأتي الإعلان عن المعركة بعد يوم واحد من إطلاق الثوار معركة "قادسية الجنوب" في محافظة القنيطرة، بهدف تحرير عدد من السرايا والكتائب التابعة للواء 90 في ريف القنيطرة الشمالي.
ونعت صفحات موالية للنظام، العقيد "نبيل حسن طوير"، الذي ينحدر من ناحية بيت ياشوط التابعة لجبلة بريف اللاذقية، وأشارت إلى أنه لقي مصرعه في معارك القنيطرة.
كما نعت الملازم أول "يحيى حبيب خير بك"، من ناحية حرف المسيترة التابعة لجبلة أيضا، وذكرت أنه قتل في القنيطرة، في حين أشارت صفحات أخرى موالية للنظام إلى أن "خير بيك" لقي مصرعه إثر غارات إسرائيلية استهدفت مواقع لقوات النظام في المناطق القريبة من الشريط العازل في هضبة الجولان السورية.
وأفاد مراسل أورينت بمقتل نحو 20 عنصراً من قوات الأسد وميليشيات "الدفاع الوطني"، خلال تحرير فصائل غرفة عمليات معركة "قادسية الجنوب"، أجزاء من "سرية طرنجة" إلى جانب تحرير تلة حمرية، وأجزاء واسعة من سرايا "اللواء 90" بريف القنيطرة الشمالي.
وأضاف مراسلنا، أن الثوار استكملوا اليوم الأحد المعركة التي بدأوها أمس السبت للسيطرة على المواقع التي تم الإعلان عنها، وتحرير سرية طرنجة بشكل كامل...
في ليلة العيد.. تحرير قرية "كوكب" بريف حماة الشرقي
أعلن الثوار مساء اليوم الأحد عن تحرير قرية "كوكب" في ريف حماة الشرقي بعد معارك مع قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى في صفوف الأخيرة.
وتمكن "جند الأقصى" من تحرير كامل قرية كوكب ذات الموقع الاستراتيجي الهام واغتنام كميات من الأسلحة والذخيرة، حيث تعتبر القرية من الخطوط الدفاعية الأولى للنظام عن مدينة حماة، وخط إمداد لميليشيات إيران المتمركزة في قرى (الرغبة، الطليسية، ومعان) في ريف حماة الشمالي – الشرقي، كما تعتبر خط دفاعي عن قرى (المبطن، مريويد، والفان الوسطاني) الموالية للنظام.
وكانت جماعة "جند الأقصى" أعلنت مساء اليوم الأحد عن تنفيذ عملية استشهادية في مدخل القرية حيث تم استهداف تجمع لعناصر النظام والميليشيات الطائفية مما أدى لمقتل أكثر من 11 عنصراً.
في الأثناء، تتحضر الفصائل الثورية لاقتحام جبل "زين العابدين" الاستراتيجي، الذي يعتبر مركزاً لقيادة العمليات والحرب الالكترونية والإشارة لقوات الأسد، حيث يستغل النظام ارتفاعه الشاهق ليجعله أهم منصات المدافع والصواريخ لقصف ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
 
الفصائل تتحدث عن "طعنة" والهيئة تنتظر النص..وواشنطن تبتز بالمساعدات!
    أورينت نت
امتنعت الفصائل الثورية حتى الآن من إصدار موقف رسمي من الاتفاقية التي اعتبروها بحسب تسريبات صحفية "طعنة" بالظهر، فيما لم تصدرهيئة المفاوضات العليا السورية أي موقف رسمي من الاتفاق الروسي الأمريكي بانتظار النص، ونقلت وكالات موافقة نظام الأسد على الاتفاقية، لتقوم اليوم وسائل إعلام روسية بنقل موافقة من سموهم "حلفاء الجيش السوري" على الاتفاقية.
بانتظار النص
أصدرت الهيئة العليا للمفاوضات بياناً نشرته على موقعها بأنها لم تعطي حتى الآن موقفاً رسمياً من الاتفاقية الأمريكية الروسية وأرجعت ذلك إلى عدم تلقيها نسخة من الاتفاقية "لم تتسلم الهيئة العليا للمفاوضات اي نص رسمي عن الاتفاق الامريكي الروسي، وفي حال استلامه ستجري الهيئة دراسة تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه".
وأكدت الهيئة أنها ستجتمع مع "المكونات السياسية والمدنية وقيادات الجيش الحر والفصائل الثورية" للتشاور بهذا الأمر واتخاذ الموقف المناسب.
ايقاف القصف مقابل القبول بالهدنة
من جهة أخرى كشفت صحيفة الحياة عن رسائل متبادلة بين المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا "راتني" وفصائل الثوار تمحورت حول الاتفاقية الاخيرة التي يبدو أن راتني يحاول التسويق لها عبرابتزاز الثوار بتوقف القصف وإدخال المساعدات، حيث يغيب عن تعهداته أي ذكر لأي عقوبة رادعة للنظام خطة لما يلي الهدنة اللهم إلا بعض العبارات العامة التي اعتاد الأمريكيون تكرارها في كل مناسبة، حيث شدد في أكثر من مكان أن هدف الاتفاق الأميركي- الروسي هو "وضع حد للعنف الذي يعاني منه الشعب منذ فترة، أي القصف المدفعي والجوي من النظام وروسيا على مواقعكم (فصائل المعارضة) وعلى المدنيين والبنية التحتية"، مع تمنيه أن هذه الهدنة ستكون "أكثر فاعلية" من سابقاتها لان "لديها القدرة على وقف الضربات الجوية ضد المدنيين السوريين وقوات المعارضة وإتاحة المجال لوصول المساعدات".
ويربط راتني نجاح الهدنة بابتعاد الثوار عن جبهة "فتح الشام" السورية وعدم التعاون معها ويحذرهم من عواقب وخيمة في حال عدم تنفيذهم ذلك.
وكانت منطقة الراموسة مستثناة من الرسالة التي تم تداولها يوم أمس ليعود راتني للقول يوم أمس السبت إن "منطقة الراموسة تعتبر منطقة عدم حركة للقوات، حيث يتوقع من قوات المعارضة والقوات الموالية للنظام ضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة إلى شرق حلب وغربها وتسهيل المرور من خان طومان (ريف حلب) إلى الراموسة بالتنسيق مع الأمم المتحدة" .
لماذا نحن المطالبون دائماً؟
وعبر فصائل الثوار في رسالتهم لراتني عن تحفظاتهم على مسودة الاتفاق الأميركي- الروسي وعن "خيبة أمل عميقة من الطعنة التي تلقيناها، إذ في الوقت الذي كنا نناقش معكم المساعدات الإنسانية وترتيباتها إذ بنا نتفاجأ بهجوم واسع من الروس والنظام ليعيدوا احتلال طريق الراموسة وحصار حلب من جديد" إذ أن الحديث عن هدن وحلول مناطقية قدم لللنظام فرصة ذهبية للتفرد ببعض المناطق وتهجير أهلهها كما حصل في داريا والمعضمية "ونشعر أننا خدعنا بقضية الحل السياسي وخسرنا أكثر من منطقة كداريا ومعضمية الشام والوعر في المستقبل على أمل الحل السياسي. وهذه المناطق الآن تتعرض لتغيير ديموغرافي حقيقي بعد تهجير أهلها وتوطين عراقيين وإيرانيين فيها".
فخلال الفترة الماضية ومع الضغط الأمريكي المتواصل على الثوار فقط كان النظام وروسيا مستمرون بحربهم وقصف المدن "لماذا يُطلب منا نحن فقط الحديث عن مفاوضات أو حل سياسي في الوقت الذي بات واضحاً أن الروس والأسد ماضون في الخيار العسكري حتى النهاية؟".
اسم جديد تطرحه روسيا!
ونشر موقع "سبوتنيك" الروسي ما قال إنه تصريح من "القائد الميداني" لـ"حلفاء الجيش السوري"، دون أن يذكر اسم أو صفة هذا "القائد"، جاء فيه التزام هؤلاء "الحلفاء" بقرار نظام الأسد وبأنهم "مع وقف إطلاق النار وإعطاء فرصة للهدنة ويشجعون على ذلك، حقناً لدماء السوريين وإفساحاً في المجال لعودة الهدوء والاستقرار والأمن إلى سوريا" وذكر البيان بطبيعة الحال أنهم، أي "الحلفاء"، سيستمرون باستهداف ما سماه "الجماعات الارهابية" التي تقف "الصهيونية العالمية"خلفها.
المعارضة تطلب ضمانات أميركية للموافقة على الهدنة
لندن، أنقرة، طهران، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
بعث قادة عشرات الفصائل السورية المعارضة من «الجيش الحر» والفصائل الإسلامية رسالة خطية الى المبعوث الأميركي مايكل راتني تضمنت «تحفظات جوهرية» على الاتفاق الأميركي - الروسي بينهما وغياب آلية الرقابة والمحاسبة على خروقات الهدنة وتأجيل وقف غارات الطيران السوري 48 ساعة والالتزام الكامل بوقف القصف اسبوعاً و «التجاهل الكامل» لبقية المناطق المحاصرة والميلشيات الايرانية في سورية، وطالبت الفصائل بضمانات أميركية تسمح بنجاح تنفيذ الاتفاق، في وقت أعلنت إيران و «حزب الله» التزام الهدنة. ووسع الطيران أمس غاراته لتشمل سبع محافظات عشية بدء التزام الهدنة المقرر مساء اليوم، في حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التزام القضاء على «داعش» شمال سورية.
وقال قيادي معارض لـ «الحياة» أمس، إن قادة عشرات الفصائل بعثوا رسالة خطية الى راتني وتحدثوا معه هاتفياً لبحث «تحفظات جوهرية» على الاتفاق تناولت انتقاد «الانتقائية» في إيصال المساعدات عبر طريق الكاستيلو وتجاهل الراموسة قرب حلب «في تناقض» مع القرار 2254، اضافة الى انتقاد «تجاهل المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية وحي الوعر» في حمص ما يتطلب «ضمانات بوقف التغيير الديموغرافي» الذي حصل بعد تهجير اهالي داريا قرب دمشق.
وإذ إشارت الرسالة الى غياب آليات الرقابة والمحاسبة لمنع خروق الهدنة الأمر الذي يؤدي الى فشلها كما حصل مع اتفاق وقف العمليات القتالية في شباط (فبراير) الماضي، أعربت عن «مخاوف من تأجيل حظر الطيران الى 48 ساعة بعد فرض الهدنة وتثبت ذلك أسبوعاً» من ساعة الصفر مساء اليوم. وأكدت «حق الدفاع عن النفس ضد القوات النظامية وحلفائها».
وبالنسبة الى «جبهة فتح الشام» («النصرة» سابقاً) التي سيبدأ الاميركيون والروس استهدافها بعد أسبوع من وقف النار، قالت الرسالة إن «فتح الشام» لا تقوم بأي نشاط خارج سورية مع التحذير من ان القوات النظامية السورية ستستخدم «ذريعة النصرة لاستمرار قصف المدنيين»، إضافة الى انتقاد «تجاهل ميليشيات ايران». وتابعت ان الفصائل ملتزمة قتال الإرهابيين و «داعش»، قبل ان تحذر ان «استهداف فتح الشام وتجاهل ميليشيات ايران هو إضعاف لمن يقاتل النظام»، قبل ان تطلب توضيحات وضمانات مع الاستعداد للتعاون مع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات وتجاوز «أسباب فشل الاتفاق لأن ذلك سيدفع ثمنه الشعب».
وكانت الفصائل طالبت بخرائط أميركية وروسية لانتشار «فتح الشام» وتفاصيل فنية وعسكرية عن الاتفاق قبل اتخاذ قرار نهائي اليوم بالتزامن مع مشاورات مكثفة مع دول إقليمية نصحتها بـ «التعاطي بإيجابية».
في المقابل، رحبت وزارة الخارجية الإيرانية امس باتفاق الهدنة الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة، داعية إلى وضع «آلية مراقبة» لتجنب استغلال وقف إطلاق النار من «الإرهابيين». وأعلن «حزب الله» دعمه اتفاق الهدنة في سورية، حيث يحارب مقاتلوه إلى جانب قوات الرئيس بشار الأسد.
ميدانياً، وسع الطيران السوري أمس غاراته لتشمل محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحمص وريف دمشق ودرعا والقنيطرة عشية بدء تنفيذ الاتفاق، ذلك بعد يوم من مقتل 114 مدنياً بقصف على إدلب وحلب كان بينهم 58 قتلوا بقصف على سوق في إدلب السبت، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي قال إن اشتباكات جرت حول حلب ودمشق مع تقدم القوات الحكومية في مناطق جبلية في شمال غربي البلاد.
في إسطنبول، أكد أردوغان في خطاب لمناسبة عيد الأضحى: «من واجبنا حيال مواطنينا القضاء على داعش في سورية ووقف نشاطاته على أراضينا». وأضاف: «أن عملية درع الفرات العسكرية (شمال حلب) ليست سوى المرحلة الأولى» من هذا المشروع. وقال أردوغان أن «لا فرصة» لـ «حزب العمال الكردستاني» الذي بات في حالة حرب مع السلطات التركية منذ عام إثر انهيار وقف هش لإطلاق النار، «في الانتصار» أمام القوات التركية. وأردف: «كذلك الأمر بالنسبة إلى حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية».
مقتل قائد ميليشيا «زين العابدين» في ريف اللاذقية
 (أورينت نت)
أعلنت صفحات موالية لنظام الأسد أمس عن مقتل أحد قادة ميليشيا «صقور الصحراء» خلال اشتباكات مع فصائل الثوار على محور كباني بريف اللاذقية، بالتزامن مع استهداف الطائرات الروسية للمنطقة بعشرات الغارات.

وقالت شبكة أخبار جبلة، إن قائد مجموعة «زين العابدين» التابعة لـ«صقور الصحراء» زكريا سليمان قتل خلال اشتباكات مع الثوار بريف اللاذقية، مشيرة إلى أن القتيل من قرية صنوبر بجبلة.

و»صقور الصحراء» هي ميليشيا طائفية، يتزعّمها محمد جابر، وهي من أقوى الميليشيات الموالية للنظام في عموم البلاد، إذ تتلقى دعمها روسياً بالأسلحة والمعدّات، خصوصاً وأنها ساهمت في إنقاذ الطيار الروسي الذي أسقطت تركيا طائرته على الحدود مع سوريا.

وتأسست ميليشيا «صقور الصحراء» أواخر عام 2013، حيث بدأت أولى مشاركتها العسكرية في المعارك على الحدود العراقية والأردنية وحماية الآبار النفطية الواقع أغلبها ضمن أراضٍ صحراوية، ومن هنا جاءت التسمية من الصحراء التي شهدت الميليشيا انطلاق عملياتها كمرتزقة للنظام، وتوسعت مشاركات ميليشيا «صقور الصحراء» لتصل إلى الساحل، حيث تكبدت مؤخراً خسائر بشرية كبيرة خلال سيطرة الثوار على منطقتين في جبلي الأكراد والتركمان.

وكانت ميليشيات الشبيحة شنت صباح امس هجوماً على محوري كباني وجبل التفاح في جبل الأكراد مدعومة بالطائرات الروسية التي استهدفت الأماكن التي يسيطر عليها الثوار بـ 30 غارة جوية وعشرات الصواريخ.

وأعلنت غرفة عمليات «فتح الشام» عن قتل العشرات من قوات الأسد والميليشيات الشيعية اثناء محاولتها التقدم على محور كباني في جبل الأكراد، وتم تدمير مدفعية للنظام.
شكوك قبل بدء سريان اتفاق الهدنة الأميركي ـ الروسي في سوريا
المستقبل.. (أ ف ب)
تدخل الهدنة التي اتفق الروس والاميركيون عليها حيز التنفيذ مساء الاثنين بعدما قبلت بها الحكومة السورية، لكن الشكوك ما زالت تحيط بموقف المعارضة، فيما حصدت سلسلة غارات جوية عددا جديدا من القتلى في مناطق المعارضة.

ويفترض ان يبدأ مفعول الهدنة مساء الاثنين، في اليوم الاول من عيد الاضحى، وهي محاولة جديدة من سلسلة مبادرات حفلت بها سنوات النزاع الخمس الدامية سعيا لايجاد تسوية لحرب مدمرة حصدت اكثر من 290 الف قتيل وشردت الملايين.

وأوضح المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني أن هدنة أولى لمدة ثمان وأربعين ساعة مقررة ستبدأ اليوم.

ووافق النظام المدعوم من موسكو على الاتفاق. كما رحبت ايران، حليفة النظام بالاتفاق. في المقابل، تتريث المعارضة في التعبير عن موقف واضح، إذ قالت انها لم تتسلم بعد النسخة الرسمية من الاتفاق، فيما عبر بعض قيادييها عن ترحيب مشروط بالالتزام بحرفية الاتفاق الذي ينص على وقف اطلاق نار على الجبهات المختلفة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة وعلى وقف الضربات الجوية من النظام على مناطق المعارضة وعلى المدنيين.

ويتطرق الاتفاق الذي اعلنه وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف الجمعة، في احدى نقاطه الى مدينة حلب التي تشهد وضعا انسانيا مروعا وتسيطر قوات النظام على احيائها الغربية في حين يسيطر المعارضون على احيائها الشرقية التي يحاصرها النظام.

وينص الاتفاق على الانسحاب من طريق الكاستيلو بما سيؤدي الى منطقة خالية من السلاح. وكانت الفصائل المقاتلة تستخدم هذه الطريق في حلب للتموين قبل ان تسيطر عليها قوات النظام.

وبموجب الاتفاق، سيتم تحديد مناطق تواجد «المعارضة المعتدلة» بدقة وفصلها عن مناطق «جبهة فتح الشام»، جبهة النصرة سابقا قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.

ومن ابرز نقاط الاتفاق إدخال مساعدات إنسانية الى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها، بما فيها حلب.

وبعد مرور سبعة ايام على تطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس تنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد جبهة فتح الشام وتنظيم الدولة الاسلامية.

غارات مستمرة

وبعد ساعات على الاعلان عن الاتفاق الروسي الاميركي، تواصلت الغارات الجوية على مناطق المعارضة. وقتل 62 شخصا بينهم 13 طفلا السبت في مدينة إدلب في شمال غرب سوريا في غارات لم تحدد هوية الطائرات التي شنتها، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان انها استهدفت مناطق سكنية خلال فترة خروج السكان الى الشارع لشراء حاجياتهم لعيد الاضحى.

كما قتل 12 شخصا في مدينة حلب في غارات مماثلة.

وقال ابو عبدالله، احد سكان حلب الشرقية، لوكالة «فرانس برس«: «نصلي لكي ينجح وقف اطلاق النار من اجل رفع الضغط عن المدنيين»، مشيرا الى غارات «ليلا نهارا«.

واضاف «لم يعد لدى السكان أمل كبير» بتطبيق وقف لاطلاق النار.

ويدعو الاتفاق الاميركي ـ الروسي مقاتلي المعارضة الى النأي بأنفسهم تماما عن الجهاديين الذين يتحالفون معهم في محافظتي إدلب وحلب.

وكان لافروف اعلن بدء العمل في 12 ايلول على إقامة مركز مشترك للتحقق من تطبيق الهدنة، على ان تشمل التحضيرات تبادل المعلومات وتحديد مناطق تواجد جبهة النصرة والمعارضة.

واكدت تركيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الاوروبي دعم الاتفاق.

يذكر ان انقرة تشن منذ 24 آب هجوما في شمال سوريا وارسلت دبابات وقوات خاصة لدعم فصائل مقاتلة وطرد تنظيم الدولة الاسلامية من المنطقة الحدودية.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس في خطاب متلفز انه «من واجب» تركيا القضاء على التنظيم المتطرف في سوريا وعلى الاراضي التركية
عشر «عقد» أمام الاتفاق
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
عندما انتهى المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» رياض حجاب من عرض الرؤية السياسية أمام وزراء خارجية «النواة الصلبة» في مجموعة «أصدقاء سورية» في لندن الأربعاء الماضي، رد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي اختار المشاركة التلفزيونية في المؤتمر، على حجاب: هذه الرؤية تعرقل المفاوضات التي أجريها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
كيري كان بين عدد قليل في إدارة الرئيس باراك أوباما، يدفع للتعاون مع الروس وقتال المتطرفين، مقابل تشكيك وزارة الدفاع (بنتاغون) والوزير كارتر آشتون ورفض التعاون العسكري مع الروس وتحذير «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أي) من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع موسكو.
وخلال لقاء شخصيات سورية معارضة، بينهم جمال سليمان وجهاد المقدسي، نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في موسكو الجمعة، كان بوغدانوف على الخط مع زملائه في جنيف. وعندما أنجز كيري ولافروف الاتفاق، قال أحد المسؤولين الروس: «إنها لحظة تاريخية». تاريخية «اللحظة» تتعلق بأسباب أكبر من سورية، لها علاقة بعدم الثقة والصدام بينهما في مناطق أخرى في مقابل حديث عن تعاون عسكري واستخباراتي في سورية.
الاتفاق، تضمن نقاطاً عدة أهمها الانسحاب من طريق الكاستيلو في حلب بما سيؤدي إلى منطقة خالية من السلاح. وكانت الفصائل المقاتلة تستخدم هذه الطريق في حلب للتموين قبل أن تسيطر عليها قوات النظام. كما نص على تحديد مناطق «المعارضة المعتدلة» وفصلها عن مناطق «جبهة فتح الشام»، «جبهة النصرة» سابقاً قبل أن تعلن فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة».
يبدأ تنفيذ وقف النار الساعة السابعة مساء اليوم بتوقيت دمشق، لمدة 48 ساعة ثم يمدد لأسبوع لتطبيق وقف الأعمال القتالية وتكثيف إيصال المساعدات، على أن تبدأ الولايات المتحدة بالتنسيق مع الروس لتشكيل «مراكز تنفيذ مشتركة» للاتفاق وتنفيذ ضربات جوية مشتركة ضد «جبهة فتح الشام» و «داعش».
وبحسب مسؤولين غربيين ودوليين، فإن عشر «عقدة» تقف أمام تنفيذ هذا الاتفاق «المعقد جداً»:
أولاً، أبلغ الأميركيون والروس الأطراف الدولية والإقليمية والسورية بأنهم لن يسلموهم النسخة الكاملة من الاتفاق الذي جاء في خمس وثائق تضمن الكثير من المعلومات الفنية والعسكرية والبنود اشتغل عليها خبراء عسكريون وأمنيون وديبلوماسيون منذ آذار (مارس) الماضي بعد انهيار اتفاق وقف العمليات القتالية الذي أعلن نهاية شباط (فبراير). اكتفى الجانبان بأن أبلغ كل طرف حلفاءه بالمطلوب منه. بعثت موسكو رسائل إلى دمشق وتكفلت بالباقي عبر مركز العمليات العسكرية في قاعدة حميميم في اللاذقية. كما بعث المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني ومسؤولون في «غرفة العمليات العسكرية» (موم) بقيادة «سي آي أي» رسائل إلى الفصائل السياسية والعسكرية المعارضة، تضمنت المطلوب منها وتفسير الاتفاق وخصوصاً البعد السياسي.
ثانياً، قال مسؤولون دوليون إن هناك تحدياً كبيراً في رسم الأميركيين والروس خرائط محددة لمناطق «فتح الشام» بسبب التداخل العميق مع فصائل معارضة إسلامية ومعتدلة مصنفة على «القائمة المختارة» أميركياً، إضافة إلى أن جبهات القتال تضمن وجود العناصر كتفاً إلى كتف مع بعضهم بعضاً.
ثالثاً، الانقسام داخل المعارضة. ظهرت بعد إعلان الاتفاق بعض الاختلافات في كيفية التعاطي معه. ظهرت بعض الليونة والإيجابية من قبل الفصائل المدرجة على قائمة «غرفة العمليات» والمحسوبة على «الجيش الحر»، مقابل تشدد كبير من فصائل «جيش الفتح». ويخشى قياديون أن الموافقة على الهدنة قد تعني انشقاقات كبيرة في العناصر وذهابهم إلى «فتح الشام» أو تنظيم «القاعدة». وعقدت الغارات التي شنت على إدلب وحلب ومناطق أخرى في اليومين الماضيين من إمكانية موافقة هذه الفصائل على الاتفاق.
رابعاً، أحد الانتقادات لاتفاق وقف العمليات القتالية السابق أنه لم يتضمن آلية حيادية للرقابة على الخروق، إذ أن النشطاء كانوا يسجلونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما لم يتضمن آلية لفرض الامتثال، امتثال النظام بوقف غاراته على مناطق المعارضة وامتثال الفصائل بعدم قصف مناطق النظام. سعت واشنطن إلى «فرض الامتثال» واقتراح آلية للرد على الخروق، لكن موسكو رفضت ذلك ربما بعد التنسيق مع دمشق وطهران.
خامساً، تضمن الاتفاق أن يتوقف الطيران السوري على قصف مناطق المعارضة والمناطق المتداخلة بين المعارضة المعتدلة و «النصرة» ومناطق «النصرة» الكاملة لأن المناطق الأخيرة ستكون تحت ولاية الطيران الأميركي - الروسي. لكن سيسمح للطيران السوري بقصف «النصرة» في مناطق محددة. هذا يفتح الباب لاستمرار الغارات خصوصاً أن هناك وجوداً لـ «فتح الشام» في معظم مناطق البلاد، في غوطة دمشق وحماة وحمص واللاذقية. ودشنت أول من أمس معركة في القنيطرة.
سادساً، لم تعلن المجموعات المسلحة المحسوبة على إيران موقفها من الاتفاق. صحيح أن إيران و «حزب الله» رحبا بالاتفاق، لكن بقاء باقي المجموعات في المنطقة الرمادية يترك المجال لاستمرار عمليات هجومية خصوصاً أن قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني قاد عمليات لميلشيات شيعية في جنوب غربي حلب. وشكل تجاهل الاتفاق لهذه الفصائل أحد الاعتراضات الأساسية التي بعثتها الفصائل المعارضة إلى الجانب الأميركي.
سابعاً، تجاهل الاتفاق لـ «وحدات حماية الشعب» الكردية باستثناء الحديث عن ابتعادها عن طريق الكاستيلو. يمكن تفسير هذا لأنها تحارب «داعش» وهذا التنظيم غير مشمول في الاتفاق. لكن هناك معارك بين «وحدات الحماية» ضمن «قوات سورية الديموقراطية» (الكردية - العربية) وفصائل «الجيش الحر» في ريف حلب الشمالي ضمن عملية «درع الفرات» المدعومة تركيا. هل يشمل الاتفاق هذه المنطقة التي تريدها تركيا خالية من المقاتلين الأكراد و «داعش»؟
ثامناً، يفترض أن تدخل المساعدات الإنسانية من تركيا إلى طريق الكاستيلو إلى شرق حلب ويفترض اعتبار منطقة الراموسة ذات وضع خاص. ويفترض نشر دوريات للتفتيش والمراقبة وحماية قوافل المساعدات. من يضمن عدم التعرض لها خصوصاً عندما تبدأ الغارات ضد «فتح الشام» الموجودة قرب الراموسة؟
تاسعاً، التحدي الأكبر، بحسب مسؤول غربي، هو صمود الهدنة لمدة أسبوع. كيف يمكن ضمان صمت البنادق وفق الاتفاق المعقد لسبعة أيام في كل أنحاء سورية. البنتاغون اشترط صمود الاتفاق أسبوعاً قبل التعاون مع الروس. إذ هناك انقساماً داخل الإدارتين الأميركية والروسية إزاء الاتفاق. البنتاغون ضده بوضوح بل أنه أصدر بياناً من أن التعاون مع روسيا لن يبدأ قبل التأكد من وقف القصف السوري والروسي على المدنيين والمعارضة. وبحسب مسؤول، هناك رفض لتبادل المعلومات مع الروس وهناك خوف من أن روسيا تريد الاطلاع على النظام الأمني وآلية جمع المعلومات لدى الأميركيين. أيضاً، هناك رفض لوزارة الدفاع الروسية لهذا الاتفاق. صقور الوزارة يعتقدون أن «غروزني نموذج ناجح». أي، الحل العسكري فقط بتدمير مناطق المعارضة وبنيتها التحتية وحاضنتها والمدنيين.
السياسيون هم الأشد حماسة. كيري لا يرى بديلاً من التعاون مع الروس ويريد تقديم «إنجاز» يقوم على «خفض العنف» لأوباما قبل انتهاء ولايته. وبريت ماغورك المبعوث الأميركي يريد «إنجازاً ضد الإرهاب». الرئيس فلاديمير بوتين يريد اعترافاً أميركياً بالشراكة السياسية والعسكرية من البوابة السورية وقد يكون يريد حلاً سورياً قبل نهاية ولاية أوباما.
عاشراً، الغائب الحاضر في الاتفاق هو البعد السياسي لأن النظام والمعارضة يريدان معرفة النهاية السياسية. إذ أن المسودة الأولى للاتفاق التي سلمها كيري إلى موسكو تضمنت حديثاً عن «الانتقال السياسي»، لكن بحسب مسؤولين فإن الاتفاق لم يتضمن الكثير من العناصر السياسية. لذلك حرص راتني وزملاؤه على إضافة عبارات سياسية إلى الرسائل التي بعثوها على أن الهدف النهائي هو إطلاق مفاوضات سلام وصولاً إلى «سورية جديدة من دون (الرئيس) بشار الأسد».
المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا متحمس للاتفاق، وهو مستعد كي يقدم مبادئ المفاوضات خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ 15 في مجلس الأمن في 21 الجاري. كما أن الجانب الروسي حض مجموعات المعارضة في منصات القاهرة وموسكو والآستانة على التوصل إلى رؤية سياسية موحدة وتنسيق في وفد تفاوضي واحد. وستضغط موسكو لتشكيل وفد معارض واحد من «الهيئة التفاوضية» وباقي المجموعات لدى استئناف المفاوضات في الموعد الأول بين 28 الشهر الجاري وبداية تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
الغارات السورية «تغطي» 7 محافظات عشية وقف النار
لندن - «الحياة» 
وسع الطيران السوري أمس غاراته لتشمل محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحمص وريف دمشق ودرعا والقنيطرة عشية بدء تنفيذ الاتفاق الأميركي - الروسي لوقف النار في أول أيام عيد الأضحى، ذلك بعد يوم من مقتل 114 مدنياً بقصف على إدلب وحلب كان بينهم 58 قتلوا بقصف على سوق في إدلب السبت.
وكان «المرصد السوري لحقوق الانسان» أحصى مقتل «202 شخص اول أمس بينهم 114 مدنياً قتل معظمهم في قصف جوي للطائرات الحربية على إدلب وحلب ومناطق سورية أخرى» كان بينهم «58 بينهم 13 طفلاًَ و13 مواطنة قتلوا في المجزرة في غارات على سوق مدينة إدلب».
وقال «المرصد» أمس: «أصيب عدد من عناصر من الدفاع المدني، إثر استهداف الطائرات الحربية مركز الدفاع المدني في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، كما أسفر القصف عن دمار وأضرار في معدات المركز وآلياته»، لافتاً الى ان الطائرات السورية شنت غارات على ريف إدلب وجبل الزاوية.
وتابع: «ألقى الطيران المروحي عدداً كبيراً من البراميل المتفجرة على مناطق في بلدتي عندان وحريتان بريف حلب الشمالي، بالتزامن مع غارات للطائرات الحربية على أماكن في منطقة الملاح بشمال المدينة، في حين استهدف الطيران الحربي مناطق في بلدة عندان. كما سقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف للطيران الحربي استهدف مناطق في حي الصالحين بمدينة حلب»، لافتاً الى ان «الطيران المروحي جدد قصفه بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي».
في شمال غربي البلاد، أفاد «المرصد» بمقتل «قائد مجموعة في قوات صقور الصحراء المساندة لقوات النظام في جبال اللاذقية الشمالي، خلال الاشتباكات المستمرة بعنف في محيط منطقة كبانة الاستراتيجية بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف آخر، وسط تنفيذ الطائرات الحربية مزيداًَ من الغارات على المنطقة، تزامناً مع قصف متجدد بعشرات القذائف والصواريخ على الأماكن ذاتها».
في الوسط، قال «المرصد»: «ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة عدة، على مناطق في مزارع مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في قرية الفرحانية بالريف الشمالي لحمص، في وقت تجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، في محيط منطقة حويسيس ومحيط حقل جزل بالريف الشرقي لحمص، بينما قصفت الطائرات الحربية مناطق في مدن وبلدات السخنة والطيبة والآراك ببادية حمص الشرقية».
وفي الجنوب، قال «المرصد» انه «ارتفع إلى 4 على الأقل عدد الشهداء الذين قضوا جراء قصف لقوات النظام بسبعة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، على مناطق في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، في حين سقط صاروخ يعتقد أنه من نوع أرض- أرض، أطلقته قوات النظام على منطقة في الطريق الواصل بين بلدتي بيت سوى ومسرابا بالغوطة الشرقية. كما سقطت قذائف على مناطق في ضاحية الأسد القريبة من مدينة حرستا».
وبين دمشق والجولان، قال «المرصد» ان «القائد العسكري لحركة صدق وعده الإسلامية قتل خلال اشتباكات مع قوات النظام وقوات الدفاع الوطني في القطاع الشمالي بريف القنيطرة ضمن معركة «قادسية الجنوب»، كما ارتفع إلى 9 بينهم عقيد عدد قتلى قوات النظام الذين قضوا خلال اشتباكات بين الطرفين في منطقة الحمرية وريف القنيطرة الشمالي». وأشار الى ان الطائرات الحربية شنت غارات استهدفت الطريق الواصل بين بلدة عقربا ومناطق المال وكفرشمس والحارة بريف درعا» بين دمشق والاردن.
أميركا وروسيا تخوضان حرب سورية من الجو
الحياة..واشنطن، موسكو - أ ف ب - 
يتركز تدخل الأميركيين والروس الذين توصلوا الى اتفاق حول هدنة في سورية، في النزاع المتواصل منذ خمس سنوات في عمليات قصف جوي خصوصاً.
وفي ما يأتي اوجه التشابه والاختلاف بين التدخل العسكري للقوتين العظميين في سورية:
يتدخل الروس لدعم النظام السوري، ورسمياً لمحاربة الجماعات «الإرهابية». لكن موسكو متهمة بقصف كل الجماعات المعارضة للرئيس بشار الأسد، وليس فقط تنظيم «داعش» او «جبهة فتح الشام»، «جبهة النصرة» سابقاً قبل ان تعلن فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة».
وسمح الدعم الروسي للنظام باستعادة مناطق غرب البلاد. وسجلت القوات الحكومية بعض المكاسب بمواجهة «داعش»، لا سيما في تدمر.
وتهدف قوات التحالف الدولي بقيادة الأميركيين الى مساعدة قوات محلية على السيطرة على مناطق خاضعة للتنظيم المتطرف. وتشمل هذه القوات المحلية خصوصاً المقاتلين الأكراد السوريين والمتحالفين معهم من العرب.
وسيطر المقاتلون الأكراد السوريون على مساحات واسعة من الأراضي شمال شرقي البلاد. ودعمت طائرات التحالف الدولي هجوماً للقوات التركية وفصائل عربية مقاتلة في أواخر آب (أغسطس) للسيطرة على شريط من الأرض على طول الحدود التركية - السورية.
بدأ تدخل الروس لدعم الحكومة السورية منذ 30 ايلول (سبتمبر) 2015. ولدى الروس قواعد عسكرية في البلاد، أبرزها منشأة بحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية التي تضم صورايخ مضادة للطيران متطورة من طراز اس 400.
وتشن الطائرات الروسية ضربات جوية انطلاقاً من حميميم، ولكنها تنطلق من روسيا ايضاً. كما وجهت ضربات بواسطة صواريخ أطلقتها سفن في بحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط، او من طريق طائرات انطلقت من ايران.
وتوجد قوات روسية على الأرض، بينها قوات خاصة مسؤولة عن توجيه الضربات او مساعدة القوات السورية على استخدام الأسلحة الثقيلة.
في حزيران (يونيو)، أشار قانون أقره البرلمان الروسي الى مشاركة نحو 25 ألفاً من الجنود والمدنيين الروس في العمليات العسكرية في سورية منذ بدئها. وقتل حوالى عشرين جندياً روسياً في سورية.
في المقابل، توجه الولايات المتحدة ضربات خصوصاً من قاعدة انجرليك الجوية في تركيا حيث لديها طائرات هجومية من طراز «ايه- 10» وطائرات من دون طيار من نوع «ريبر». كما يمكنها ايضاً توجيه ضربات من حاملة الطائرات المتمركزة في شكل دائم في الشرق الأوسط او من قواعدها الجوية في الأردن ودول الخليج.
ويستخدم الأميركيون مجموعة واسعة من الطائرات في ضرباتهم مثل مقاتلات «اف-16» او قاذفات «بي-1» او «بي-52». ونشرت واشنطن ايضاً قوات خاصة في سورية لتقديم المشورة لقوات سورية الديموقراطية من مقاتلين عرب وأكراد ولتوجيه قصف التحالف الدولي في شكل افضل.
وبالتالي، يمكن لما يصل الى 300 جندي من القوات الخاصة الأميركية التدخل في سورية.
كما ان لوكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» برنامجاً سرياً لمساعدة بعض المجموعات التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد، ويتضمن اساساً تزويدها بالأسلحة في شكل مباشر او من خلال دول حليفة. ولم يقتل اي جندي أميركي في سورية منذ بدء التدخل.
بعد بدء الغارات الروسية، أقام الجيشان الروسي والأميركي خلية لتبادل المعلومات يومياً حول العمليات الجوية الخاصة بكل منهما. ويتعلق ذلك بتجنب اي حادث بين طائراتهما. ويشدد الأميركيون على ان هذا الأمر لا يعني «تعاوناً»، لكنه مجرد تبادل للمعلومات. ويتهم الأميركيون الروس باستخدام الذخائر غير الموجهة ما يوقع قتلى بين المدنيين، في حين انهم يستخدمون قنابل موجهة بالليزر او بنظام تحديد المواقع الذي يسمح بإصابات اكثر دقة. وتشير منظمات غير حكومية الى ان الغارات الروسية كانت دامية اكثر بالنسبة إلى المدنيين من الغارات الأميركية.
ويأتي الاتفاق بين الأميركيين والروس لإرساء الهدنة عقب محاولات عدة بذلتها موسكو لإقناع واشنطن بتعاون عسكري اوسع في محاربة المتطرفين. وعلى رغم الخلافات العميقة، يشكل الاتفاق الذي سيليه تعاون عسكري غير مسبوق بين موسكو وواشنطن «انتصاراً» للروس، وفق عدد من الخبراء.
بينما كانت روسيا تدعو منذ مدة الولايات المتحدة للانضمام الى توحيد جهودهما في سورية، كانت واشنطن، حتى ليل الجمعة، ترفض باستمرار المقترحات الروسية.
وقال خبير الشؤون السياسية فيودور لوكيانوف لوكالة فرانس برس «انه انتصار لروسيا لأنها مارست ضغوطاً شديدة ليتم التوقيع على هذه النقطة، وقد عملت فترة طويلة للحصول على ذلك».
وحققت موسكو الجمعة نجاحاً آخر. فقد وافقت واشنطن على إقناع الفصائل المعارضة بالانفكاك عن المتطرفين الذين يتحالفون معهم خصوصاً في محافظتي حلب وإدلب (شمال غرب)، وذلك كما طلبت موسكو مرات عدة.
وإذا كان عدوهما المشترك هو «داعش» وجماعات يعتبرها مجلس الأمن الدولي «ارهابية»، تدعم روسيا والولايات المتحدة طرفين متعارضين في النزاع السوري حيث تدعم موسكو دمشق وواشنطن تحالفاً لفصائل معتدلة.
وفي مناسبات عدة، طالبت الولايات المتحدة باستقالة الأسد كشرط مسبق لأي خطة سلام. لكن هذا المطلب بات نادراً بعد عام 2013 وتراجع الرئيس الأميركي باراك اوباما عن توجيه ضربات ضد النظام.
على رغم المفاوضات في جنيف، لم يتم بحث مصير الرئيس السوري. وقال كيري انه طلب من روسيا ممارسة ضغوط على النظام الذي وافق السبت على اتفاق الهدنة. وأشار لوكيانوف الى «حقيقة ان الحكومة السورية تشارك في شكل غير مباشر في الاتفاق - من خلال الطلب من روسيا ممارسة ضغوط عليها - فإن هذا اعتراف غير مباشر بأن الأسد موجود ولا يمكننا ان نفعل شيئاً بمواجهة ذلك».
وتابع: «هذا يؤكد ان تجاوز الأسد امر مستحيل». نقطة اخرى لمصلحة موسكو.
في الواقع، فإن اتفاق الهدنة ليس الأول من نوعه بين القوتين العظميين في سوريا. وفي شباط (فبراير)، تم الإعلان عن اتفاق مماثل برعاية موسكو وواشنطن وبدعم من الأمم المتحدة، لكنه تعرض لكثير من الانتهاكات في شكل يومي.
حتى ان لافروف أقرّ بأن روسيا لا يمكنها أن «تضمن 100 في المئة» التزام جميع الأطراف المتحاربة بهذه الهدنة الجديدة. وقال المحلل الروسي رسلان بوخوف كما نقلت عنه وكالة أنباء تاس، إنه على رغم قبول النظام في دمشق للاتفاق، فإن الأسد «غير قادر على السيطرة في شكل كامل على جميع أنصاره» الذين قد يحاول بعضهم خرق الهدنة.
إيران و«حزب الله» يرحبان بخطة الهدنة
الحياة...طهران – محمد صالح صدقيان 
رحبت وزارة الخارجية الإيرانية الأحد باتفاق الهدنة في سورية الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة، داعية إلى وضع «آلية مراقبة» لتجنب استغلال وقف إطلاق النار هذا من «الإرهابيين».
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي «ترحب إيران بتطبيق أي هدنة في سورية». وأضاف أن نجاح الهدنة «مرتبط بإنشاء آلية مراقبة شاملة، خصوصاً مراقبة الحدود لوقف وصول إرهابيين جدد وكذلك أسلحة وموارد مالية للإرهابيين».
وقال: «إن عدم وجود الضمانات اللازمة حيال التزام الجماعات التكفيرية الإرهابية بالهدنة، أحبطت الجهود السابقة من أجل إقرار الهدنة، لذلك فإن استمرار الهدنة وبقاءها، متوقفان على إقامة أنظمة شاملة للمراقبة بصورة خاصة رصد الحدود ومنع إرسال إرهابيين جدد وأسلحة وأموال للمجاميع الإرهابية».
ودعا قاسمي أيضاً إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق سورية «من دون تمييز (...) خصوصاً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة أو حصار المجموعات الإرهابية»، لافتاً إلی الموقف الإيراني الداعي إلی إيقاف الحرب والتوصل إلى حل سياسي لحل الأزمة السورية.
ورحب معاون وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين جابري أنصاري بـ «أي جهد لوقف إطلاق النار أو أي برنامج من شانه إيقاف الكارثة الإنسانية التي تحدث في سورية للتوصل إلی حل سياسي يستند إلی موقف الشعب السوري لتعيين مصيره».
ورأی أن أي اتفاق يحدث في شأن الأزمة السورية يجب أن يأخذ في الاعتبار الجماعات الإرهابية لأنها أساس المشكلة في سورية والمنطقة، إضافة إلی البعد الإنساني في هذه القضية، مشيراً إلی أن إيران كانت لها مشاورات منذ نشوب الأزمة السورية مع تركيا «لأن تركيا جارة كبيرة ومهمة وتشترك بحدود مشتركة مع سورية تجعل موقفها من الأزمة السورية مهم»، لكنه قال أن وجهات النظر بين البلدين كانت دائماً مختلفة في شأن سورية، «ونحن لسنا متشائمين من الموقف التركي بعد التطورات الأخيرة».
إلی ذلك، رأی السفير الإيراني لدی دمشق رؤوف شيباني أن الحديث عن إسقاط النظام السوري لم يعد قابلاً للنقاش وهو غير وارد حتى في أسوأ الاحتمالات والتوقعات، معتبراً أن المطلب الأساسي الذي ينشده الشعب السوري في الوقت الراهن هو عودة الأمن والاستقرار إلى بلادهم وأن يتوقف حمام الدم الجاري في سورية.
وقال أن الحل النهائي للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي المعتمد على الحوار والتفاوض، مستبعداً فرضية الحل العسكري لهذه الأزمة التي يمر على عمرها أكثر من خمس سنوات، «وأن السياسات الخاطئة التي انتهجتها الأنظمة الغربية في التعامل مع القضية السورية أدت إلى أن يصبح التراب السوري مرتعاً للإرهابيين والتكفيريين».
وأعلن «حزب الله» اللبناني الشيعي دعمه اتفاق الهدنة في سورية، حيث يحارب مقاتلوه إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفاد بيان نشرته قناة «المنار» في ساعة متأخرة من مساء السبت من دون كشف مصدرها بأن «القائد الميداني للعمليات في سورية أكد أن حلفاء سورية يلتزمون في شكل كامل ودقيق بما تقرره القيادة السورية والحكومة والمرجعيات الأمنية والسياسية في موضوع الهدنة واحترام قراراتها وتنفيذها بالصورة المطلوبة».
وشدد القائد الميداني على أن «الجيش العربي السوري وحلفاءه سيواصلون حربهم المفتوحة وبلا هوادة ضد الإرهاب التكفيري («داعش» والنصرة) لعدم شمولهما باتفاقات الهدنة».
ووفقاً لتقديرات الخبراء يقاتل بين خمسة إلى ثمانية آلاف عنصر من «حزب الله» في سورية على جبهات عدة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,281,460

عدد الزوار: 7,669,835

المتواجدون الآن: 0