جنبلاط يرفع الأذان في المختارة ويكرّس الانتماء الديني للدروز برعاية مفتي الجمهورية...اعتقال مسؤول التسليح في «حزب الله»..«حزب الله» ينصح بإنتهاز الفرصة للحاق بالقطار.. قاسم: عون الإتجاه الوحيد للوصول لإنتخاب رئيس..«حزب الله» مرتاح تماماً إلى استمرار الفراغ ..الراعي: الخراب السياسي زعزع الهيكل

كرٌّ وفرٌّ سياسي في لبنان بملاقاة الجلسة 45 لانتخاب الرئيس..توقيف حفيد غازي كنعان في المطار

تاريخ الإضافة الإثنين 19 أيلول 2016 - 5:31 ص    عدد الزيارات 2305    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

اعتقال مسؤول التسليح في «حزب الله»
عكاظ... راوية حشمي (بيروت)
 اختطف الثوار في القلمون قياديا من ميليشيات «حزب الله» الإرهابي أمس. وكشفت مصادر خاصة لـ «عكاظ» أمس أن فصائل الثوار في جرود القلمون الغربي بريف دمشق نفذوا عملية نوعية جديدة بشكل خاطف بعد التسلل إلى بلدة حام اللبنانية على السلسلة الشرقية لجبال لبنان مع الحدود السورية، وتمكنوا من اعتقال مسؤول التسليح في «حزب الله» المدعو حسن مراد الملقب بـ «أبو عبدالله» مع زوجته كرمة مهدي أثناء مروره في البلدة اللبنانية بسيارته وبعدها انسحب الثوار باتجاه الجرود.
وأضافت المصادر، أن الثوار أبلغوا جهات معنية أنهم على استعداد للتفاوض بشأن القيادي في «حزب الله» وفق سلة شروط منها انسحاب ميليشيا «حزب الله» من عدة مناطق في القلمون الغربي؛ منها سهل رنكوس وقريتا إفرة وهريرة في وادي بردى، والإفراج عن عدد من الأسرى لدى الحزب وقوات النظام في المنطقة، بالإضافة لدفع تعويضات مالية لعدد من الثوار الذين قام الحزب باعتقالهم.
كرٌّ وفرٌّ سياسي في لبنان بملاقاة الجلسة 45 لانتخاب الرئيس
6 كلمات علنية لسلام في نيويورك ولقاءاتٌ محورها النزوح والرئاسة الشاغرة
 بيروت - «الراي»
وسط الغموض الذي يكتنف المشهد الداخلي في لبنان حيال التطورات المتعلقة بالمأزق السياسي والحكومي الناشئ عن المناخ التصعيدي الذي يتولاه «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون، ليس متوقَّعاً ان يحمل الاسبوع الطالع ملامح واضحة لبلْورة الاتجاهات التي من شأنها ان تحتوي هذا المأزق او تعمّقه.
ذلك ان جانباً من الاهتمامات الرسمية والسياسية سيتركز على نيويورك حيث يبدأ رئيس الحكومة تمام سلام لقاءاته الجانبية مع رؤساء وفود ومسؤولين دوليين على هامش ترؤسه وفد لبنان الى افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة والمشاركة ايضاً في مؤتمريْن دولييْن حول قضايا اللاجئين يتسمان بأهمية بارزة نظراً الى مسألة اللاجئين السوريين في لبنان. وعلى رغم ضآلة الآمال المعلقة على الاتجاهات الدولية في هذه الحقبة والتي لا يبدو لبنان أولوية من بينها، فان اجتماعات رئيس الحكومة مع بعض المسؤولين مثل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي سيلتقيه سلام غداً وربما الرئيس الايراني حسن روحاني ايضاً تكتسب دلالات لجهة المفاتحة بالأزمة الرئاسية اللبنانية.
وترصد الاوساط السياسية المواكِبة لسلام مضمون المواقف الرسمية التي سيعلنها رئيس الحكومة خلال هذه الزيارة التي يشاركه فيها وزير الخارجية جبران باسيل في نشاطات متفرّقة في وقت يمضي «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه باسيل (وهو صهر عون) في حملاته التصاعدية داخلياً ومقاطعته لجلسات مجلس الوزراء. وعُلم في هذا الإطار انه ستكون لسلام 6 كلمات رسمية علنية في مجمل محطات مشاركته في المؤتمريْن حول اللاجئين وافتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة عبر كلمة لبنان الرسمية وفعاليات أخرى خلال الزيارة.
أما بالعودة الى الواقع الداخلي، فان الانتظار يسود المشهد السياسي في انتظار عودة سلام الى بيروت في الرابع والعشرين من سبتمبر حيث يتوقع استنئناف المساعي من اجل معالجة مأزق مقاطعة «التيار الحر» لجلسات الحكومة، علماً ان الأيام الأخيرة همّشت هذا الجانب مع تَصاعُد موجة التسريبات والشائعات حول آفاق الجلسة الـ 45 لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية في 28 الجاري. وقد أسفرت هذه الموجة على ما يبدو عن نتائج أقلّ ما يقال فيها إنها جاءت لتثبت ازدياد تعقيدات الأزمة الرئاسية وقطع الطريق على الرهانات التي وقفت وراء التسريبات والتي صوّرت الجلسة المقبلة كأنها جلسة الحسم لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية.
ذلك ان كل ما أثير عن لقاء مزعوم بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وباسيل في باريس ثبت انه كان غير صحيح كما ثبت سابقاً عدم صحة ما تسرّب عن إبلاغ مدير مكتب الحريري نادر الحريري العماد عون موقفاً إيجابياً من انتخابه.
واذ يبدو واضحاً ان معاوني الحريري يمهّدون لحركة مشاورات سيقوم بها زعيم «المستقبل» بعد عودته القريبة الى بيروت في شأن الأزمة السياسية والرئاسية، فان جهات معنية باحتواء التصعيد العوني تعتقد ان الصورة الكبيرة التي رسمتها تطورات الأسبوعين الأخيرين يفترض ان تشكل ضوابط امام أي انجراف للتيار العوني في الأسابيع الثلاثة المقبلة، لانها عكست مناخاً سياسياً عاماً ليس لمصلحة هذا التصعيد.
وتضيف هذه الجهات ان اي طرف سياسي من حلفاء عون او من خصومه لا يبدو مقتنعاً بالحدود الدنيا بجدوى مضيّه في تصعيدٍ لا يحدّد له التيار خطوطاً حمرا وضوابط لان نتائج هذا التصعيد مع انعدام فرص التوافق الداخلي على انتخاب عون او سواه ستجعل تصعيده يرتدّ سلباً على التيار وفرص عون الرئاسية معاً.
ولم يكن أدلّ على مؤشرات المناخ المعاكِس للاتجاهات العونية من المواقف الصارمة التي يعلنها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قالها بوضوح انه و»حزب الله» يتمسكان بالحكومة، مستبعداً أي ملامح انفراج في الأزمة الرئاسية، فيما مضى معاون بري وزير المال علي حسن حليل في انتقاد عون ضمناً على خلفية طرْحه موضوع الميثاقية، مشيراً الى «ما نسمعه كثيراً من الكلام الطائفي والتحريضي الذي يُستخدم للاسف كغايات سياسية محضة». اما مواقف «حزب الله» التي كان آخرها قول رئيس كتلة نوابه محمد رعد ان الحزب يرفض «الرئيس الرمادي» ويتمسك بدعم العماد عون، فهي لا تخرج عن الخط الثابت للحزب الذي يُطمْئن زعيم «التيار الحر» من جهته ويتمسك بالستاتيكو القائم من جهة اخرى، بما يعني ان أوان الحل لم يحن بعد لاعتبارات كثيرة معروفة ليس اقلها الحسابات الاقليمية للحزب التي تشكل أولوية الأولويات لديه.
لذا، تعتقد هذه الجهات ان الباب لا يزال مفتوحاً امام التيار العوني لمراجعة أجندته التصعيدية قبل بلوغ السقف الذي لا يمكنه التراجع عنه. فمع ان التيار حدّد محطتين بارزتين لتحركه التدريجي في 28 سبتمبر الجاري و13 اكتوبر المقبل، فان الكلمة الفصل ستبقى للعماد عون شخصياً الذي لا يزال يلتزم الصمت والابتعاد عن الاعلام. وفي الفسحة المتاحة الفاصلة عن موعد إلقائه خطاباً في 13 أكتوبر، ستكون احتمالات التصعيد موازية تماماً لاحتمالات وضع ضوابط للتصعيد في ظل ما يُنتظر من اتصالاتٍ ومساع وتحركات بعد عودة رئيس الحكومة من نيويورك.
وكان بارزاً في هذا السياق ما قاله نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» (تدعم ترشيح عون للرئاسة) جورج عدوان في ما خص مسار التصعيد العوني اذ أعلن «اننا ذاهبون الى مرحلة تصعيدية»، مشيراً الى «ان هناك مدخلين لا ثالث لهما كي لا نصل الى هذا التصعيد، الأول هو أن ننتخب رئيس جمهورية، ونحن في هذا الاطار، كقوات لبنانية رشحنا العماد عون (...) وهذا الترشيح ليس بحاجة أن ننتظر لا الى 28 الجاري ولا الى 13 اكتوبر. انه بحاجة الى جلوس تيار المستقبل والشيخ سعد الحريري، والرئيس بري والاستاذ وليد جنبلاط للتكلم في أسرع وقت بهذا الموضوع لأن الأمور لا تنتظر التأجيل المستمر. في حال لم نصل الى نتيجة بهذا الموضوع، هناك موضوع آخر أساسي، يخفف أيضا من حدة الاحتقان ويمنع التصعيد هو قانون انتخاب جديد».
جنبلاط يرفع الأذان في المختارة ويكرّس الانتماء الديني للدروز برعاية مفتي الجمهورية
المفتي دريان: سلامة وليد مِن سلامة الوطن وحكومتُنا ينبغي أنْ تبقى صامدةً بجميع وزرائها
المختارة - «اللـواء»:
في يوم تاريخي مشهود، سار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أمام أركان طائفته من السياسيين والمفتين وعلماء الدين، إلى حاضرة المختارة، تلبية لدعوة النائب وليد جنبلاط لرعاية افتتاح مسجد الامير شكيب ارسلان، بمناسبة الذكرى الثالثة لغياب الاميرة مي ارسلان جنبلاط والدة النائب جنبلاط وكريمة «أمير البيان».
 كلام من العيار الثقيل سمعته المختارة من المفتي دريان والنائب جنبلاط، رسم فيه الرجلان الخطوط العريضة لماضي وحاضر ومستقبل لبنان العربي السيد الحر المستقل، فجنبلاط أعلن بما لا لبس فيه «أن بناءَ المسجد إنما يؤكد على الانتماء الإسلامي للموحدين الدروز، وللتأكيد بأن الإسلام هو اعتدال وتسامح وتعايش، ومحطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية التي تقع علينا جميعاً مسؤولية حمايتها»، بيمنا توقف مفتي الجمهورية عند اكتشاف جريمة التخطيط لمحاولة اغتيال جنبلاط فتوجه له بالقول: «وليد بك.. سلامتك مِن سلامة الوطن.. ومحاولة اغتيالك، عمل إجراميّ صرف، يراد به النيلُ مِن وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، وزعزعةُ الاستقرار والأمان في لبنان، ويأتي ضمن المؤامرة التي تحاك ضدَّ لبنان وشعبه» منبّهاً «إلى خطورةِ الصّورة القاتمة التي تبدو في الأفق في وطننا لبنان»، معوِّلاً «على حكمة القياداتِ السياسية، لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، فالتأخير بعد اليومِ انتحار، والى متى الانتظار حتى انهيار الدولة ومؤسساتها بالكامل»، ومؤكدا «أن حكومتُنا ينبغي أن تبقى صامدةً صابرة، وأن تعملَ جاهدةً لاستئناف جلساتها بحضورِ جميعِ وزرائها رأفةً بلبنانَ واللبنانيين».
تفاصيل الزيارة
وصل مفتي الجمهورية الشيخ دريان ظهرا على رأس وفد كبير ضم مفتي المناطق وقضاة الشرع وعلماء ومدراء المرافق في مؤسسات دار الفتوى، وسط استقبال حاشد اقيم امام باحة المسجد على الطريق الرئيسي لبلدة المختارة، تحت اللافتات المرحبة بمفتي الاعتدال والانفتاح والوسطية، ليستقبله عند المدخل النائب جنبلاط يحيط به نجلاه تيمور واصلان وخالته الاميرة ناظمة ارسلان، والنائب طلال ارسلان ورجال الدين والمجلسين البلدي والاختياري وابناء بلدة المختارة.
حضر الاحتفال النائب علي بزي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري على رأس وفد، رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، النائب بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري، وعبد الإله ميقاتي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي الاباتي سعد نمر، ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان، الوزيران اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، والنواب: دوري شمعون، جورج عدوان، محمد الحجار، نعمة طعمة، ايلي عون، علاء ترو، مروان حمادة، هنري حلو، غازي العريضي، فؤاد السعد، وأنطوان سعد، والوزراء والنواب السابقون: خالد قباني ايمن شقير، فيصل الصايغ، صلاح الحركة، غطاس خوري، زاهر الخطيب، وممثل عن ناجي البستاني، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، توفيق سلطان، والنائب العام للرهبانية المخلصية رئيس دير المخلص الارشمندريت نبيل واكيم ممثلا الرئيس العام للرهبانية الارشمندريت انطوان ذيب، الشيخ حسين شحاذة ممثلا السيد علي فضل الله، ورئيس المحاكم الدرزية القاضي فيصل ناصر الدين، وقضاة المذهب الدرزي، ورؤساء لجان واعضاء المجلس المذهبي، ورئيس مؤسسة العرفان الشيخ علي زين الدين على رأس وفد من المشايخ ومدير عام المؤسسة الشيخ نزيه رافع، الى جانب نواب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وامين السر العام ظافر ناصر ومجلس القيادة والمفوضين ووكلاء الداخلية والكشاف التقدمي الذي تولى التنظيم، وحشد من الشخصيات الامنية والعسكرية والفاعليات النقابية والاجتماعية ورؤساء اتحادات البلديات والمخاتير, ورؤساء البلديات في اقليم الخروب والشوف الاعلى.
جنبلاط
بداية افتتح الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها الدكتور محمد البيلي ابراهيم، فالنشيد الوطني استهلالا، ثم ألقى النائب جنبلاط كلمته قال فيها: «ثلاث سنوات مرّت على رحيلِ صاحبة الدارِ، دار المختارة الذي عادت إليه بعد إستشهادِ المعلم كمال جنبلاط سنة 1977 فكانت الحارس المؤتمن على التاريخِ والتراث والمصير».
وأضاف: «لقد تمتعت بالرأي الثاقب والصريحِ فحمت المختارة في أقسى الظروف السياسية والعسكرية، آمنت بحرية الشعوبِ رافضة الاستعمار بأي شكل وفي طليعتها شعب الجزائر وشعب فلسطين فسارت على خطى الأمير شكيب، وآمنت بتحريرِ المرأة من القيود الإجتماعية والفكرية التي تكبّلها، محذرةً من مخاطرَ إستغلال الدين ومدركة درجة التخلف الفكري الذي وصلنا اليه، وإنني أرى أن نظرة مي جنبلاط إلى الحداثة مبينة على الأسسِ التي وضعها في منظومته الفكرية والدها الراحل الأمير شكيب أرسلان وهو أحد كبارِ المفكرين في الحداثة الإسلامية وصاحب نهجٍ إنفتاحي إذ دعا بصراحة للإستفادة من تجارب الغرب إنطلاقاً من فهمه العميقِ للتحديات التي تواجه الإسلام «.
وأكد جنبلاط أن «التطورات التي شهدها ويشهدها العالم من خلال تخطي الإرهاب لحدود الدول والقارات تجعل من مسألة تجديد الفهمِ الديني للوقائع المتسارعة مسألة حتمية لا تحتمل النقاش والتأويل. وهذهِ مسؤولية جماعية سيولد تأخيرها مفاعيل سلبية على كل المستويات».
وأضاف: «أخيراً، إن بناءَ هذا المسجد في الجبل، في الشوف، في المختارة إنما يؤكد على الإنتماء الإسلامي للموحدين الدروز، لذلك أقدر عالياً رعايتكم وإحتضانكم لهذا الحدث يا سماحة المفتي. إن مشاركتكم معنا في هذا اللقاء الوطني والإسلامي الجامع بمناسبة إفتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان، أتت للتأكيد أن الإسلام هو إعتدال وتسامح وتعايش. وزيارتكم إلى المختارة اليوم محطة جديدة على طريق الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية التي تقع علينا جميعاً مسؤولية حمايتها».
المفتي دريان
ثم تحدّث راعي الحفل المفتي فقال: «نلتقي وإيّاكم في رحاب بلدة المختارة وفي رِحاب قصرها، عرين المعلم كمال جنبلاط بدعوةٍ كريمةٍ من الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط في ذكرى رحيل والدته الأميرة مي ابنة الأمير شكيب أرسلان، تكريماً لها، واحتفاءً بإعادة بناء وافتتاح مسجد المختارة عن روحها الطاهرة، والذي أطلق عليه اسم مسجد الأمير شكيب أرسلان».
وأضاف المفتي دريان: «منذ العقدين الأوّلين للقرن العشرين، كان لقب «أمير البيان» قد صار ملازماً للأمير شكيب أرسلان.. وقد صار علماً كبيراً في مجالات النِّضال، من أجل الاستقلال العربيّ، والنّهوض والإصلاح الإسلاميّ.. كان يساوره ارتياح عميق للاستقلالات التي توالت في لبنان وسورية، ومصر والعراق والمغرب، ويساوره في الوقت نفسه قلق عميق، لأن الوحدة العربيةَّ لم تتحقَّق، ولأن المشهد في فلسطين ما كان يبعث على الاطمئنان.. ولعل أحداً في تاريخ العرب الحديث، ما استعمل الصّحافة والتأليف والعلاقات السياسية، بقدر ما استعملها الأمير شكيب أرسلان، من أجل استقلال العرب وحرِّيّاتهم، ومن أجل اجتراح مشهدٍ آخر للإسلام، في معركة النّهوض الحضاريّ والثقافيّ»، مؤكداً «أنَّ هذين الملفَّين، ملفّ الاستقلال العربِيّ ، وملفّ النّهوضِ العربيِّ والإسلامِيّ، ما يزالان يمتلكان أولويةً في الوعي والواقِع، وسط هذا المَخَاض الهائل، الذي تشهده المنطقة والأُمَّة في العقدين الأوَّلين من القرن الحادي والعشرين. وهذان الأمران، كانا في وعي الأميرِ شكيب أرسلان وعمله، منذ طروحاته الواسعة في (حاضِرِ العالم الإسلاميّ)، (ولماذا تأخَّر المسلمون؟ ولماذا تقدّم غيرهم؟).
وأردف:»كان اسمه أنشودةً يردّدها مسلمو الشرق والغرب، تعرفه شعوب المغرب العربي صوتاً عالياً، دفاعاً عن حرياتها ضدَّ الاستعمارِ الذي كانت تعانيه، ويعدّه إخواننا في دول المغرب العربي ملهِماً لثوراتهِم التحرّريّة ضدّ الاحتلالين الإسبانيّ والفرنسيّ، كما كان يتمتَّع برؤيا نورانيَّة، تجسَّدت في التحليلِ العِلميّ الذي تضمَّنه جوابه، حول كيفية الخروج مِن نَفق التأخّر إلى رحابة التقدّم والرّقيّ، وهو ما تحتاج إليه اليوم مجتمعاتنا التي تعاني الانغلاق والتعصّب، والجهل والتطرُّف.. لقد حمل لواء الإسلامِ في الغرب، الذي يشوّه صورتَه اليوم متطرّفون، يمارِسون تطرُّفهم بالعنف والإرهاب، وحمل لواء الحريّة والسيادة الوطنية في الشرق، الذي يعاني اليوم خطر الاستبدادِ والتشرذم والتفتيت، كما حمل لواء العروبة هويَّةً قومِيَّة، وهي الهويَّة الجامعة التي تحاول سيوف الإرهابيين اليوم نحرها .. أو إحراقها في قفص حديدي من الجهل والعصبيّة العمياء».
وتابع: «لقد أتينا اليوم إلى الحاضرة المختارة إذاً لِثلاثة أسباب:
أولها: تجديد ذِكرى عملِ شكيب أرسلان ونِضالِه، في سبيلِ النُّهوضِ العربيِّوالإسلامي، مِن خلال المَسجِد الجميل، الذي أقامه الأستاذ وليد جنبلاط، لذكرى جدِّه لِأُمّه، تعبيراً عن التقدير، وعنِ الإيمانِ برسالة النُّهوضِ والتقدُّم العربيّ .
وثانيها: الاحتفاء باللقاءِ بين فرعي هذه الدَّوحة الباسِقة من آل جنبلاط، مِن خِلال اقتران كمال فؤاد جنبلاط، بالسيدة ميّ شكيب أرسلان، لِتَستَمِرَّ وتزدهِر دوحة مجد بني معروف، بوليد بك جنبلاط وأنجاله، وبالأمير طلال أرسلان، ولِيظلّ عبق العراقة ممتزجاً بعبق المهِمَّة والرّسالة، رسالة النُّهوضِ العربيّ، ورسالة الإسلام الشاسع والمستنيرة.
أمَّا السبب الثالث لهذا الحضور الكبيرِ اليوم: فهو تجديد العهد وتجديد الأمل، وتجديد النّضال من أجل المهمَّة الكبرى التي عاش مِن أجلها شكيب أرسلان، واستشهد من أجلها المعلم كمال جنبلاط، ونتشارك نحن جميعاً، إلى جانب وليد بك جنبلاط في استمرار الإيمان بها، وهي مهمَّة العرب والعروبة والحرّية»، مشيراً إلى أننا «نشهد تغوّلاً على ديارِنا وأدْيانِنا وانتمائِنا العربيّ، وإنسانِنا الذي يحمِل هذه القِيم والمعاني جميعاً، مرّة نهجّر ونقتَل لأننا إرهابيون، ومَرَّةً نهجَّر ونُقتل لأننا عرب، ومرَّةً نهجَّر ونقتل لأننا مسلمون، ومرّة يهجَّر ويقتَلُ المسيحيون لأنّهم مسيحيون. ونحن كنّا وسنبقى عرَباً مُسلمين ومسيحيين، ما بقيت كنِيسة المختارة، وما بقِي مسجدها».
وأسهب بالقول: «سمِعْت الشهيد المعلم كمال جنبلاط عام 1977، وقبل مقتله بثلاثة شُهورٍ أو أربعة، يقول للمفتي الشهيد حسن خالد، كان خالد بن الوليد يقول: اُطلبوا الموت توهب لكم الحياة، وأنا أقول، (يعني المعلم كمال جنبلاط): نبقى معاً فتكون وحدتنا قيامتنا.. سنبقى معاً يا وليد بك كمَا كُنّا دائماً، لأنَّ وطننا واحد، ولأنَّ انتماءَنا واحد، ولأنَّ أمَّتنا وَاحدة، وقبل ذلك وبَعده، لأنَّ حرّيَّتنا واحدة، والحريَّة نسب بين أهلها ، من هنا، ننبّه إلى خطورةِ الصّورة القاتمة التي تبدو في الأفق في وطننا لبنان. فلُغة الحوار معلّقة، والمجلس النيابيّ معطّل، والحكومة مشلولة، وجلسات انتخابِ رئيس للجمهورية، من تأجيل إلى تأجيل، ورُغم كلّ هذه السّوداويَّة، لن نتخلّى عن إيمانِنا بالله القادر على تغيير مسار الأمور، وأنّ الظلام بلا جدالٍ سينبلج عنه صُبح منير، وأنَّ العسر يعقبه اليُسر، وأنّ الله لا يُغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم».
وأكمل: «من مِنبر المختارة، نعوِّل على حكمة القياداتِ السياسية، ومساعي المُخلِصين، ودعاء رؤساءِ الطوائفِ اللبنانية، أن تنفرج أزمتنا السياسية، بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، فالتأخير بعد اليومِ انتحار، والى متى الانتظار حتى انهيار الدولة ومؤسساتها بالكامل. أمّا الحوار الوطنيّ المعلّق، فنأمُلُ من القادةِ السياسيين التفاهم لتنطلق عجلة الحوار من جديد، لأنَّ هذا مطلب اللبنانيين جميعاً، وحكومتُنا ينبغي أن تبقى صامدةً صابرة، وأن تعملَ جاهدةً لاستئناف جلساتها بحضورِ جميعِ وزرائها رأفةً بلبنانَ واللبنانيين».
وتوجه المفتي دريان بالقول إلى النائب جنبلاط بالقول:»وليد بك.. سلامتك مِن سلامة الوطن.. ومحاولة اغتيالك، عمل إجراميّ صرف، يراد به النيلُ مِن وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، وزعزعةُ الاستقرار والأمان في لبنان، ويأتي ضمن المؤامرة التي تحاك ضدَّ لبنان وشعبه.. حبيبك يا وليد بك، وحبيبنا الرئيس سعد الحريري، وصف بالأمس خبر استهدافك بالمخطّطِ الإجرامي، ونحن معه، نعدّ استهدافك استهدافاً للوطن. والرئيس الحريري يخاف عليك كما يخاف على الوطن، فأنت رفيق المسيرة، ورفيق رفيق الشهيد، الرئيس رفيق الحريري رحمه الله تعالى، وستبقى بإذن الله، وسيبقى لبنان سيداً حراً عربياً مستقلاً».
وواصل المفتي دريان القول: «إننا بافتتاح مسجد الأمير شكيب أرسلان في المختارة، الذي أسّس على التقوى إن شاء الله، نرفع رايةَ الإسلام السّمح المعتدِل، التي رفعَها الأمير شكيب أرسلان رحمه الله، ونرفع راية العروبة الجامعة، التي كان الأمير شكيب رائداً مِن روَّادها، وركناً من أركانها. وبذلك نأمل في أنْ تتعزّز وحدةُ المسلمين ووحدة اللبنانيين، ليكون لبنان، نموذجاً يحتذى في العيشِ الأخويّ والوطنيّ المشترك، ولِيكون قدوةً صالحة، تبدِّد غيوم التفرقة والعصبية التي تخيّم فوق ربوع بعض أقطارنا العربية الشقيقة».
وختم: «رحم الله الأمير شكيب أرسلان، على كلّ ما أعطى وقدَّم؛ وأجزى اللهُ وليد جنبلاط كلّ خير لبناءِ هذا المسجد، الذي يحمِل اسم أحد كبار روَّاد النَّهضة الإسلاميّة والقومِيَّة، التزاماً منه بمواصلة المسيرة الجنبلاطِيَّة الأرسلانية، في الدّفاع عن قيم الإسلام السّمح، والعروبة الصافية.. تحيةً لأهلِ المختارة الكرام، أهل هذه القلعة الوطنية التاريخية، الوفيَّة لقوميّتها ولوطنها».
وختاما اقام النائب جنبلاط غداء على شرف مفتي الجمهورية للمشاركين.
لقطات خلال الزيارة
- اتخذ الجيش وكافة القوى الأمنية تدابير وإجراءات أمنية استثنائية فوق العادة.
- كان لافتاً الحضور الأمني الخاص بـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» في كل القرى والبلدات التي مر بها موكب المفتي دريان.
- أظهرت مشاركة النائب طلال أرسلان إلى جانب وليد جنبلاط في استقبال الوفود، متانة العلاقة بين قطبي الطائفة الدرزية في القضايا الوطنية الكبرى. 
- فهم الحضور من كلام المفتي عن النائب جنبلاط و«حبيبه» الرئيس سعد الحريري، مطلباً واضحاً من المفتي بترسيخ تحالفهما لمصلحة لبنان أولاً.
- توقف موكب المفتي دريان في كل القرى التي مر بها، وأقيمت له احتفالات ترحيب شعبية، ونزل من سيارته وأصر على مصافحة أهله في إقليم الخروب.
- انتشرت يافطات الترحيب بالمفتي بشكل كثيف من ساحل الشوف في الجية وحتى داخل قصر المختارة، وحملت عبارات الترحيب بمفتي الاعتدال والوسطية والوطنية.
- لوحظ أن كل قصائد الترحيب التي سمعها المفتي دريان، كانت تحمل عبارات الإباء والعنفوان ورفض الأمر الواقع والإصرار على مواجهته.
- ضم الوفد المرافق للمفتي إلى المختارة، كل مفتي المناطق وعلماء من كل المحافظات، وزاد عدد سيارته عن 120 سيارة.
- أبدى الرئيس فؤاد السنيورة إعجابه بالطراز الذي بني به مسجد الأمير شكيب أرسلان وجمع في جماله بين الحداثة والعراقة.
- مسحت النائب بهية الحريري دمعتها عندما تحدث المفتي عن محاولة اغتيال النائب جنبلاط وموقف الرئيس سعد الحريري منها.
- أشرفت السيدة نورا جنبلاط على تنظيم الغداء والضيافة لنحو ألف شخص، وملأت مكانها في الترحيب والاهتمام بالحضور كافة.
- اشتمل الغداء على عدد من الخراف المشوية والمأكولات اللبنانية والفواكه والحلويات الجبلية.
 
«حزب الله» ينصح بإنتهاز الفرصة للحاق بالقطار.. قاسم: عون الإتجاه الوحيد للوصول لإنتخاب رئيس
اللواء..
اعلن نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «أن طريق رئاسة الجمهورية محددة، فمن أراد أن ينتخب رئيسا للجمهورية، ليس له إلا اتجاه واحد يوصل إلى (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) العماد ميشال عون، ولن تستطيع الدول الكبرى والإقليمية ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية أن تعدل هذا المسار.»
وقال خلال احتفال أقامته بلدية بنت جبيل والتعبئة التربوية في «حزب الله»، تكريماً للناجحين في الشهادات الرسمية في بنت جبيل: «جربوا أكثر من سنتين ولم يحققوا أي شيء، وما زلنا في بداية الطريق، وبالتالي، لن تتمكن تطورات المنطقة سواء كانت سلبية أم إيجابية أن تغير هذا المسار في لبنان، سوى أنه يمكن لكل هؤلاء أن يعطلوا، وأن يستمر الشغور الرئاسي».
وأشار إلى أن «تأخير انتخاب رئيس للجمهورية لن يغير المعادلة، ولن ينتج إلا المزيد من الفراغ والتعطيل والإضرار بمصالح الناس، وبالتالي، فإن لبنان يسير في الفراغ إلى مزيد من التأزم، وننصح «حزب المستقبل» الذي يقف الآن عائقا أمام إنتخاب الرئيس أن ينهي تردده، فطريق الحل معروف، وهذا لمصلحة البلد ولمصلحتهم أيضا، وأما بالنسبة لنا كـ«حزب الله»، فإذا تم الاتفاق على العماد عون رئيسا للجمهورية، فنحن جاهزون، وسنلبي الدعوة، وسنحضر جلسة مجلس النواب لانتخاب الرئيس، وسنصوت له مهما كانت الجلسة قريبة، وخير للجميع أن يتم هذا الانتخاب في أقرب وقت، لأنه بانتخاب عون رئيسا سيربح الجميع ويربح لبنان».
وحيا الأمن العام قيادة ورتباء وأفرادا على الجهود الكبيرة التي بذلت لتفكيك الشبكات التكفيرية، والتي كان آخرها شبكة زحلة» .
وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد « خلال احتفال تأبيني في جبشيت: إذا اردتم رئيسا للجمهورية، فرئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون موجود، واذا اردتم ان تعطلوا البلاد وتبقوا الفراغ قائما، عليكم ألا تقبلوا به»، مؤكدا ان دعم «ترشيح عون ليس هواية، بل لأنه الرجل المناسب في هذه المرحلة الذي يستطيع ان يتناغم مع رؤيتنا السيادية، وأن يحفظ مقاومتنا ويمنع التدخلات الاجنبية التي تفرض وصايات واملاءات على القرار الوطني في لبنان، فلن نقبل رئيسا رماديا، والتطورات التي تحصل في المنطقة تنبئ بأن القوم يتراجعون ميدانيا وسياسيا. ونحن ننصح بأن ينتهزوا الفرصة سريعا حتى يستطيعوا ان يلحقوا بالقطار، لان القطار ربما ينطلق قريبا».
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه «حزب الله» للشهيد حسين هزيمة في حسينية بلدة ميس الجبل رأى رعد، «اننا نريد دولة قوية قادرة على حماية سيادتها دون أن يكون هناك وصاية أجنبية على قرارها الوطني، وتتعامل مع المواطنين بعدالة وإنصاف من دون تمييز، لكن المدخل الطبيعي لها يكمن بوجود رئيس للجمهورية يعرف معنى قيمة السيادة، وأما المدخل الثاني لها فهو إقرار قانون إنتخاب عادل يمثل الناس أصح تمثيل، ويعزز الشراكة الوطنية» .
ورأى النائب نواف الموسوي، خلال رعايته حفل تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة قانا الجنوبية «إن الأزمة اللبنانية الآن في ذروة تعقيدها القصوى، ولكن على الرغم من هذا التعقيد تستطيع خطوة جريئة أن تخرجنا من الاحتباس السياسي الذي يعاني منه لبنان إلى مرحلة الشروع في استعادة المؤسسات الدستورية لدورها، وتمكين الفاعلين من خلالها القيام بواجباتهم تجاه الدولة والشعب والوطن، وبالتالي فإن هذه الخطوة الجريئة اللازمة تكمن في انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية بعد الخروج من المراوحة والتردد والحذر، ومن يتخذ هذه الخطوة الجريئة، لن يترك وحيدا في مواجهة خصومه الداخليين أو غيرهم، لأنها ستقابل بأحسن منها إن لم يكن بمثلها».
واعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق في احتفال تكريمي في حسينية بلدة شقراء الجنوبية أن «شعور مكوّن أساسي في لبنان بالإقصاء والتهميش والاستهداف، يعتبر وصفة مثالية لخراب البلد، وأن وعينا لهذه الحقيقة دفعنا إلى فتح الباب أمام المزيد من الجهود في محاولة لإنقاذ البلد من الأسوأ، خصوصاً أن لبنان لا يتحمل المزيد من الإنقسامات فيما المنطقة تشهد تحولات مصيرية على أكثر من صعيد».
باسيل في مؤتمر إغترابي في نيويورك: لا يمكن إدماج النازحين السوريين في لبنان
اللواء..
أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الختامية «للمؤتمر الإقليمي الأول للطاقة الإغترابية اللبنانية- أميركا الشمالية» الذي عقد في نيويورك على مدى يومين، أنه «يمكننا البناء على القطاع الخاص وعلى التعهد القوي الذي أبداه المصرفيون والعاملون في القطاع المالي وقطاع الاستثمار. وقال:هناك مبادرات مالية بإمكانها مساعدة لبنان للتغلب على الأمراض المزمنة التي يعاني منها، ومنها النزوح السوري الكثيف على أرضنا والذي يؤثر على اقتصادنا».
اضاف: «إن المشاركين في جلسات الحوار وضعوا الإطار لمشاريع عدة ولافكار تهدف الى جذب وجمع الطاقات المختلفة الموجودة في لبنان منها الموارد البشرية والطبيعية. أما بالنسبة للقطاع العام والحكومات فلا يمكن أن يكون لدينا دور كقطاع عام في المجهود الجماعي إلا إذا احترم القطاع العام مبدأين هما: الشفافية والمحاسبة. الشفافية كما أعطي المثل في القطاع الخاص والبترول لتفادي الفساد القائم. ولكن القطاع العام يجب أن يتفادى أيضا الفساد الصغير الموجود في المؤسسات العامة والمحاسبة، ونستطيع التجاوب مع هذا المبدأ إذا اعترفنا أنه لدينا مجلس نواب مدد له مرتين، وهذا الأمر مناقض لمبادىء الديموقراطية والمحاسبة. فالمحاسبة تكون فقط إذا تم تحديث مؤسساتنا وتجديدها وإذا قياداتنا تجددت أيضا. إن القيادات التي جلبت المشاكل لا يمكنها أن تكون تلك التي ستحلها».
أضاف: « نحن اليوم نسعى الى إعادة الجنسية الى مستحقيها، والى أحفاد اللبنانيين، في الوقت الذي نواجه فيه الضغوط لمنح الجنسية لمن لجأ ونزح الى أراضينا. هذه الضغوط تهدد التركيبة الفريدة اللبنانية والمجتمع اللبناني حيث أن اندماج هذا العدد الهائل من النازحين قد يؤدي الى تشرذم الهوية اللبنانية. ونحن هنا نؤكد أننا لن نرضخ للضغوط مهما كانت ومهما تصرف البعض عنا في الداخل بتبعية للخارج بدلا من التصرف كقائد ومرشد وملهم يعمل لمصلحة دولته».
وقال:إذا ظن أحد أننا فرحون بالإختلاف مع رؤساء ووزراء وسفراء ومع كل المجتمع الدولي كوننا مصرون على أنه لا يمكن إدماج النازحين السوريين في لبنان، وهم يصرون على إدماجهم فيه. هذا خلاف جوهري عميق يهدد كل لبنانيتنا ووطننا، ونحن هنا اليوم في نيويورك هذه معركتنا الأساسية. إذا أردنا أن نتخفى ونتلطى، فلماذا نجتمع، ولماذا نناديكم من كل دول العالم. نحن بكل بساطة نأتي إليكم، وسنخسر الأرض التي تجمعنا، لن نخسر هويتنا ولا رابط الدم، ولكن موعد ومكان لقائنا الذي هو أرضنا ومنبع رسالتنا ولبنانيتنا سنخسرها، ولا أحد منكم يعتقد أنه يمكننا المحافظة على لبنانيتنا عندما نخسر لبنان الأرض ولبنان الوطن».
من يوحي باحتمال تأييد «المستقبل» عون لتغطية مقاطعة «حزب الله» الجلسات ؟
الحياة..بيروت - محمد شقير 
لن تحمل الجلسة النيابية الـ45 المقررة الأربعاء في 28 أيلول الجاري لانتخاب رئيس جديد للبنان مفاجآت، على رغم أن «التيار الوطني الحر» يمارس سياسة الانتظار الإيجابي لعلها توصل مؤسسه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى في بعبدا. ولا شيء في المدى المنظور ينبئ بأن هذه الجلسة ستكون غير سابقاتها من الجلسات التي تعذر انعقادها بسبب عدم توافر النصاب القانوني، وإلا لماذا يعدّ التيار العدة للبدء بتحركٍ تصعيدي تحت عنوان الدفاع عن «الميثاقية» لا يلقى التجاوب لدى حلفائه، أو لدى بعضهم على الأقل ممن يرون ضرورة تصويب بوصلة التحرك وحصره بالمطالبة بقانون انتخاب جديد يؤمن صحة التمثيل المسيحي في البرلمان لئلا يكون المستهدف منه تيار «المستقبل» الأقوى في الشارع الإسلامي.
وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية أن حزب «القوات اللبنانية» حليف «التيار الوطني» ليس في وارد المشاركة في أي تحرك يأتي تحت عنوان الدفاع عن «الميثاقية»، لأن اختيار مثل هذا العنوان يتناغم تلقائياً مع الحملات السياسية والإعلامية التي يرعاها حليف العماد عون -أي «حزب الله»- ضد «المستقبل»، وبالتالي يفضل أن لا يكون طرفاً في حملة تستهدف حليفه الأوحد في الشارع الإسلامي.
وفي هذا السياق، توقفت المصادر نفسها أمام الجهات التي تتولى الترويج مباشرة، وأحياناً أخرى بالمراسلة، لإشاعات عن أن «المستقبل» أوشك أن يحسم موقفه في اتجاه التصويت للعماد عون، وسألت عن مصدرها خصوصاً بعدما بلغت ذروتها في الأيام الأخيرة.
ولفتت المصادر عينها إلى أن هناك من ينظم إطلاق هذه الإشاعات في محاولة مكشـــوفة لإخراج «حزب الله» من إرباكه بسبب مقاطعته جلسات انتخاب رئيس الجمهورية بذريعة أن مشاركته فيها مشروطة بانتخاب حليفه العماد عون رئيساً للجمهورية، مع أن الجميع يعرف أن غيابه عنها هو قرار متخذ نظراً إلى عدم جاهزيته، ومن خلاله النظام في إيران، لانتخاب الرئيس ما لم يتبلور الوضع في سورية لمعرفة موقعه في التسوية في حال حصولها.
وقالت هذه المصادر إن « حزب الله» يربط الاستحقاق الرئاسي في لبنان بالاستحقاق السياسي الأكبر المتعلق بمستقبل الوضع في سورية، وهو لذلك يرمي مسؤولية تعطيل جلسات الانتخاب على «المستقبل»، الذي لم يسجَّل غياب نوابه عن الدعوات التي يوجهها رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى انتخاب الرئيس.
«حزب الله» - «المستقبل»
أما لماذا يتعامل «حزب الله» مع «المستقبل» على أنه الحلقة الأضعف في الاستحقاق الرئاسي ويصر على رمي كرة التعطيل في مرماه، فتجيب المصادر السياسية عن هذا السؤال بقولها إن الحزب لا يود الدخول في سجال مع حليفه الرئيس بري الذي لا يبدي حماسة لانتخاب عون وأيضاً مع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط الذي يهمه انتخاب رئيس بأي ثمن.
ورأت أن «حزب الله» لا يزال ضد الاحتكام إلى اللعبة الديموقراطية، وإلا كيف يبرر مقاطعته جلسات الانتخاب إلا إذا كان الهدف منها أولاً وأخيراً «تعيين» حليفه رئيساً للجمهورية ولا رئيس آخر... وقالت إنها تقدر الظروف التي تدفع «التيار الوطني» إلى البقاء في حال استنفار ولجوءه إلى التهويل باستخدام الشارع لأن عامل الوقت لم يعد لمصلحته في حال بقي تمديد الفراغ في رئاسة الجمهورية قائماً إلى أمد ليس بقصير، في ظل عدم وجود ما يشير إلى أن لبنان سيدرج كأولوية في جدول أعمال الدول الكبرى ذات التأثير المباشر على مجريات الأحداث فيه، وان كانت تحرص من حين لآخر على تكرار موقفها لجهة حرصها على الاستقرار ودعمها الجيش والقوى الأمنية في تصديها للمجموعات الإرهابية، إضافة إلى حضها اللبنانيين على الإسراع في انتخاب الرئيس لأن تمديد الفراغ سيدفعه إلى الانتحار.
وسألت المصادر «التيار الوطني» على ماذا يراهن لإقناع زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري في الاستدارة باتجاه انتخاب عون؟ هل لأنه يتزعم أكبر كتلة نيابية في البرلمان أم لأنه سبق له وتحاور معه منذ أكثر من عامين من دون أن يأخذ منه حقاً أو باطلاً حول التساؤلات المشروعة التي طرحها عليه في حال انتخابه رئيساً والتي لا علاقة لها برئاسة الحكومة، على رغم أن كثيرين من «التيار» يروجون من حين إلى آخر أنهم يتحركون لدى «حزب الله» لإقناعه بدعم ترشح الحريري لرئاسة الحكومة.
واعتبرت أن حصر الموضوع بمسألة رئاسة الحكومة ينم عن رغبة «التيار» في الهروب إلى الأمام بدلاً من الإجابة عن هذه الأسئلة التي تمس جوهر علاقة عون بـ «حزب الله». وقالت إن «المستقبل» كان قرر دعم ترشح زعيم تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الحكومة وإن موقفه لم يتبدل حتى الساعة، مع أن الأخير لا يود أن يحشر حليفه «حزب الله» في الزاوية ويسأله إلى متى يبقى داعماً عون ومقاطعاً جلسات الانتخاب.
ورأت المصادر أن هناك غرفة عمليات تقوم من حين إلى آخر بالترويج للقاءات على مستوى عال بين «المستقبل» و «التيار الوطني» في محاولة لإرباك «المستقبل» وتقديمه إلى جمهوره بأنه يعاني من انقسام عمودي لا يزال يفعل فعله ويمنعه من أن يحسم أمره من الاستحقاق الرئاسي. مع أن بعض من كان يتعاطف مع ترشح عون اضطر حالياً إلى ملازمة الصمت في انتظار القرار الذي سيتخذه التيار في اجتماعه برئاسة الحريري لأن دعم الأخير يكون في الوقوف إلى جانبه بدلاً من التقدم عليه لحسابات سياسية خاصة، لئلا يضعفه في موقفه.
ودعت إلى عدم إخضاع رئاستي الجمهورية والحكومة إلى المقايضة كما لمح عدد من مسؤولي «التيار» بقولهم في رسالتهم إلى «المستقبل»: «لن ننتخب رئيسكم إذا لم تنتخبوا رئيسنا»، بدلاً من الاحتكام إلى اللعبة الديموقراطية في النزول إلى البرلمان والمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس.
تعميم الإرباك
ويبقى السؤال: «هل يحلم عون بالوصول إلى بعبدا بدعم الحريري أم لديه من الضمانات ما يدعوه إلى التفاؤل، وهي ما زالت مستورة وستظهر في الوقت المناسب، على رغم أن الأجواء لا توحي بتبدل موقفه باتجاه الانقلاب على دعم ترشيح فرنجية؟
هناك من يقول في معرض إجابته عن السؤال إن «التيار» ومن خلفه «حزب الله» يلعب لعبة تعميم إرباكهما على الآخرين ليقولا معاً إن الحريري راغب في دعم ترشح عون لكنه غير قادر بسبب معارضة المملكة العربية السعودية ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة ومعه عدد من نواب الكتلة.
وبكلام آخر، يخطط «التيار» لتصنيف «المستقبل» بين حمائم برئاسة الحريري وصقور يتزعمهم السنيورة قبل أن يكتشف أن رهانه ليس في محله، وتحديداً فور صدور الوثيقة «السياسية» المنتظرة عن «المستقبل» والتي ستكون بمثابة خريطة طريق يحدد فيها المسار السياسي العام لتعاطيه مع أبرز المحطات السياسية، وأولها رئاسة الجمهورية.
والى أن يحين موعد صدورها، تسجل المصادر السياسية مجموعة من الملاحظات تتعلق أولاً وأخيراً بإدارة ملف الاستحقاق الرئاسي وكيفية تعاطي عون معه سواء بالنسبة إلى حلفائه أو المعترضين على تأييده.
وفي هذا السياق تعترف المصادر بأن بداية التعاطي مع الملف الرئاسي، وتحديداً في أعقاب انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، حفلت بمجموعة من الأخطاء والهفوات على السواء، أبرزها أن تقديم الاستحقاق الرئاسي على أنه يخص المسيحيين من دون الآخرين لم يكن في محله، وبالتالي حصره بالمرشحين الأربعة الكبار، أي عون وفرنجية وجعجع وأمين الجميل، أدى إلى إقفال الباب أمام الوصول إلى تسوية من خارج هؤلاء الأربعة.
الرئيس القوي والرئيس التوافقي
وتؤكد أيضاً أن استحضار نظرية الرئيس القوي في بيئته لم يكن موفقاً، لأن القوي يعني أن يكون الأقدر على أن يكون له حضور في الطوائف الأخرى ولديه من المرونة ما يسمح له بأن يقدم نفسه الرئيس القادر على جمع اللبنانيين تحت سقف الدولة.
وتضيف المصادر هذه أن عون لم ينجح في أن يقدم نفسه كرئيس توافقي، بدلاً من أن يبقى لصيقاً بحليفه «حزب الله» يدافع عن مشاركته في الحرب الدائرة في سورية وعن سلاحه في الداخل، إضافة إلى وصفه خصومه في الشارع السنّي بأنهم من «الدواعش»، وقيل هذا الكلام من جانب مسؤولين في «التيار» ضد «المستقبل» ورئيس الحكومة تمام سلام.
كما أنه وفق المصادر، لم يطلق إشارة في اتجاه طمأنة الآخرين إلى أنه مع اتفاق الطائف وأنه لن يكون في عداد الأطراف الممانعة التي ترعاها إيران، إضافة إلى أن معظم وزراء «التيار» الذين يتحدثون باستمرار عن مكافحتهم الفساد وهدر المال العام لم يقدموا أنفسهم على أنهم قدوة في إصلاح الإدارة، وإلا ماذا يقولون عن سوء إدارتهم وزارتي الطاقة والاتصالات ومحاولات رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل خصخصة الوزارة باعتماده على فريق من خارج ملاكها من دون أن يغيب عن بال من لا يؤيد عون، اتهامه بأنه سيكون «رئيس ظل» إذا ما انتخب الجنرال رئيساً.
الراعي: الخراب السياسي زعزع الهيكل
بيروت - «الحياة»
أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن «الخراب السياسي زعزع الهيكل الوطني كله». ودعا من بشري «السياسيين، كتلاً نيابية وأحزاباً وأعضاء في البرلمان والحكومة، إلى الخروج من أنانياتهم ومصالحهم الخاصة والفئوية ومن أسر مواقفهم وارتهاناتهم لينقذوا الوطن بانتخاب رئيس لإحياء البرلمان والحكومة». وطالبهم بـ«إصلاح ما يجب إصلاحه من قانون انتخاب عادل، والمشاركة المتوازنة في السلطات العامة، والسير بموجب الدستور والميثاق الوطني وصيغته التطبيقية».
 
توقيف حفيد غازي كنعان في المطار
 موقع 14 آذار..    
أوقف الأمن العام اللبناني، المدعو إمام يعرب كنعان (مواليد 1993)، وهو حفيد وزير الداخلية السورية الراحل غازي كنعان، والمطلوب بموجب برقية لصالح الجيش اللبناني.
وقد جرى توقيفه في في مطار رفيق الحريري الدولي، إثر وصوله الى بيروت من الإمارات العربية المتحدة. وتمت إحالته الى الشرطة العسكرية لإجراء التحقيقات اللازمة معه.
«حزب الله» مرتاح تماماً إلى استمرار الفراغ
المستقبل...وسام سعادة
عجيب أمر «حزب الله». مصرّ على اتهام أخصامه السياسيين الداخليين والإقليميين بالحؤول دون انتخاب رئيس جديد للبنان منذ سنتين ونصف، من دون أن يمكنه أن يكون غافلاً عن كون أخصامه الداخليين قد انتهوا الى سحب أي مرشح لهم، بل أنهم رشحوا حليفين للحزب، من دون أن يتوجه أحد لحضور جلسات الانتخاب غير هؤلاء الأخصام الداخليين، في حين هذا الشيخ نعيم قاسم بالأمس، يشترط الإجماع المسبق من جانب أخصامه الداخليين على حليف له دون حليف آخر، دون أن تبدر منه ولو كلمة بسيطة، ولو غمزاً، لطلب توحيد ترشيح حلف الثامن من آذار الذي يقوده.

لكن، اذا ما حيّدنا العجب جانباً، فكلام قاسم عينة على أن الحزب لا يتعامل مع نهاية الفراغ الدستوري على أنها وشيكة، ولا يبدو في عجلة في أمره، ولا مضطراً للاسهام في وضع حد للفراغ. ما يهمّه أكثر هو ارساء دستور مواز للبلد من خلال وقائع الأمر الواقع. مثلاً، دستور يقول بعدم حضور الجلسات لانتخاب رئيس لعامين ونصف، وثلاثة وأربعة، الى ان تختمر الفكرة بالرأس. مثلاً، دستور يقول بأنّه يمكن لفريق أن يقسّم المسائل بين قضايا سيادية يصادرها، كالحرب والسلم والسياسة الخارجية والحدود الوطنية، من دون أن يجد نفسه محمولاً على التداول بشأنها مع الآخرين بشكل جدي، وبين قضايا لا بد أن تكون موضع اجماع كامل، والا كانت غير ميثاقية، هذا قبل ان يتلقف الحليف الموعود بالرئاسة من الحزب بدعة الميثاقية ويسير بها نحو آفاق اضافية من الفانتازيا.

الوضع الداخلي يعكس الى حد كبير اوضاعا اقليمية لا توحي بقابلية تسطير اي تسوية او تهدئة جدية في الوقت الحالي، وتوحي في نفس الوقت بدرجة من الارهاق الحربي على مختلف الجبهات، مع توجس من فترة الاستحقاق الرئاسي، والحالة الانتقالية التي تجتازها الادارة الاميركية والعالم ككل بين عهدين.

طبعاً، الفراغ الرئاسي على جسامته، ليس المشكلة الوحيدة لبنانياً الآن، طالما ان العد التنازلي لنهاية الفترة الممددة الثانية للمجلس النيابي بدأ، دون ان يكون هناك مسار واضح يمكنه ان يفضي للاتفاق على قانون انتخابي، وعلى الاستحقاق النيابي، وعلى ما يمكن فعله اذا لم يتم الاتفاق على القانون، او على الاستحقاق. وهناك في الموازاة على الصعيد المجتمعي، مشكلة ادارة ملف اللجوء السوري، وخطورة الاستثمار في هذه المشكلة بشكل انفعالي، بالتقاطع مع استفحال الفراغ الرئاسي، وتزايد تعطيل المؤسسات بشكل عام، والوصول الى ربع الساعة الاخير ما قبل الانتخابات من دون قانون انتخابي او افق عملي للاستحقاق. اكثر فاكثر تعني مسألة اللجوء قضية أمن اجتماعي وأمن قومي في وقت واحد، والتنبه من أي توظيف انفعالي لها مسألة أساسية.

أمام هذه التحديات الثلاثة، وأشباح الاستعصاء حيال كل منها، الفراغ الرئاسي، الانتخابات النيابية القادمة وقانونها وترتيبها، ملف اللاجئين، يربح أكثر من لديه قدرة على ترشيد عامل الوقت لصالحه اكثر. «حزب الله» يفعل ذلك على قاعدة اظهار وقائع لا دستورية متصاعدة، واعتبارها دستوراً موازياً أو بديلاً. في المقابل، القوى المواجهة له في أزمة جدية تتعلق بتقبل فكرة ان عليها أن توجد نموذجها من «الصبر» هي الأخرى، بدلاً من ان توهم نفسها بأن عليها الاقلاع عن الجمود أياً كانت الوجهة!.

ليست هناك مؤشرات لتحريك المراوحة على صعيد الملفات والجبهات الملتهبة والعالقة في الشرق الاوسط ككل كي يكون من الممكن التفاؤل بتحريكها في لبنان. لأجل ذلك، مصارحة الذات هنا واجبة، بأنها فترة انتظار وتحسّب، قبل أي شيء آخر، وفترة اعادة ترتيب البيوت الداخلية للفرقاء قدر الامكان، والأفضل فيها ان ترتب بشكل يتأتى منه الاقلاع عن المزايدة بين القوى التي لديها مصلحة موضوعية حقيقية في وضع حد لاختلال المعايير واختلال الوقائع التي يريد «حزب الله» ان يؤبده كحالة دائمة. هذا الاقلاع عن المزايدة رهن باعادة تكريس فضيلة «الاعتدال» كدليل عمل، الاعتدال من حيث هو «الأمر المتوسط بين طرفي الافراط والتفريط» كما قال الجرجاني في «التعريفات«.
 

المصدر: مصادر مختلفة

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة..

 الخميس 17 تشرين الأول 2024 - 5:09 ص

محطات الصراع الإيراني - الإسرائيلي..من «حرب الظل» إلى المواجهة المباشرة.. لندن: «الشرق الأوسط».. … تتمة »

عدد الزيارات: 174,414,359

عدد الزوار: 7,756,523

المتواجدون الآن: 0