عون في رسالة الإستقلال: تعزيز الوحدة الوطنية ضرورة لتحصين لبنان واستقراره...الحريري يضع عون في أجواء تعثر التأليف: معروف من يُعِّقد الأمور فاسألوه..... وبرّي يردُّ على الحريري: الذي يعرقل يخالف الدستور

عون يقبل دعوة خادم الحرمين الشريفين لزيارة الرياض والحريري يُؤكِّد: العلاقات مع السعودية أكبر من أن تُمسّ

تاريخ الإضافة الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016 - 5:28 ص    عدد الزيارات 1994    التعليقات 0    القسم محلية

        


 

عون في رسالة الإستقلال: تعزيز الوحدة الوطنية ضرورة لتحصين لبنان واستقراره
للإمتناع عن اللجوء إلى الخارج لاستجداء القرارات الضاغطة على الوطن
اللواء..
خلت رسالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والاولى له عشية عيد الاستقلال، من أي إشارة إلى الوضع السياسي أو الحكومي، أو الانقسامات الحاصلة بين اللبنانيين، والآمال التي يعلقونها على العهد الجديد، لكن الرئيس عون توجه إليهم متعهداً باستكمال الطريق مثلما بدأها، داعياً إلى تجهيز سواعدهم «لأن أوان بناء الوطن قد حان، وورشة البناء تحتاج إلى الجميع وخيرها سيعم الجميع».
وشدّد على ان الاستقلال ليس مشهداً احتفالياً فحسب، بل هو انتساب إلى شعب يتشارك الحياة مع بعضه البعض. وقال: «اصبح لزاماً علينا ان نحصن الاستقلال وأن نعيد له قوته، ما يعني الامتناع عن اللجوء إلى الخارج لاستجداء القرارات الضاغطة على الوطن بغية الحصول على منفعة خاصة على حساب المصلحة العامة».
وإذ اعتبر ان تعزيز الوحدة الوطنية هو ضرورة قصوى لأنه يحصّن لبنان ويؤمن استقراره، شدّد على وجوب ايلاء المواطنين في المناطق الحدودية اهتماماً خاصاً لتنمية بلداتهم وقراهم، لافتاً إلى ان الأمور لن تستقيم ما لم نحرر العنصر البشري من ثقافة الفساد من خلال التربية على تنمية القيم والقانون.
ومما جاء في كلمته:
«نحتفل غدا (اليوم) بعيد استقلالنا الثالث والسبعين، وللعيد نكهة خاصة هذا العام بعد أن أثمر نضالنا، وأزهرت دماء شهدائنا، والعهد الذي قطعناه لهم صار على طريق الإنجاز. فالاستقلال إن لم يكن عيد الشعب المطمئن الى أمنه وغده، ومهرجاناً للسيادة الوطنية لا يعود عيداً، بل يصبح ذكرى مؤلمة وغصة موجعة. فلتكن إرادتنا وعزيمتنا جميعاً أن نحافظ على هذا العيد عيداً، وأن نمنع تحولّه مجدداً الى ذكرى، ويقيني أننا قادرون.  
منذ أعوام، يعيش لبنان وسط منطقة ضربتها زلازل حروب مدمرة، كانت في بداياتها حركات مطلبية تحمل شعارات مغرية وواعدة بتطوير الأنظمة لجعلها اكثر ديمقراطية وعدالة، ولكنها سرعان ما تحولّت الى أعمال عنفية واندلعت الاشتباكات المسلّحة بين القوى المتناحرة، فوفّرت للقوى الخارجية ذرائع التدخل والإمساك بمصير الشعوب المتصارعة.
إن التقدير المتناقض من قبل اللبنانيين للأخطار المهددة للوطن وحجمها ونوعها وتأثيرها على المجتمع والنتائج المترتبة عليها، خلق ردود فعل مختلفة، وأنتج مواقف حادة متضاربة تركت آثاراً سلبية على العلاقات بين الأطراف اللبنانية. ولما كان لبنان يتفاعل أحياناً وينفعل أحياناً أخرى مع قضايا الشرق العربي، كاد احتدام الأجواء في المنطقة يصدّع الوحدة الوطنية، وصار اللبنانيون يشعرون أن استقرارهم مهدد خصوصا مع محدودية قدرات القوات المسلحة في مواجهة تلك الأخطار الداهمة. لذلك، وفي هذا الوضع، يصبح تعزيز الوحدة الوطنية ضرورة قصوى وأولوية، لأنه يحصّن لبنان ويؤمّن استقراره ويقيه من تداعيات ما يحصل حوله، وهذه مسؤولية الجميع، مسؤولين ومواطنين. 
أنتم قلقون على استقراركم، ولكنكم أيضاً قلقون على استقلالكم، إذ تشعرون أنه مهدد على الدوام، وغير مكتمل، بسبب التدخلات الخارجية التي لطالما كانت تواجه القرارات الوطنية المتعلّقة بأبسط الحقوق في اختيار مسؤوليكم، وممارسة الأصول الديمقراطية، وحتى في الدفاع عن أنفسكم. فأصبح لزاماً علينا ان نحصّن الاستقلال وأن نعيد له قوته، ما يعني الامتناع عن اللجوء إلى الخارج لاستجداء القرارات الضاغطة على الوطن بغية الحصول على منفعةٍ خاصة على حساب المصلحة العامة، أيّاً تكن هذه المنفعة.
ليس الاستقلال مشهداً احتفالياً يقام في كل عام وحسب، إنما هو أيضاً نبض قلوب تخفق مع خفقان العلم. هو انتساب الى شعب يتشارك الحياة مع بعضه البعض، ومتضامن في السراء والضراء على أرضٍ أعطتنا هوية يجب أن نحافظ عليها. لا أن نتعامل معها كسلعةٍ تجارية نعرضها للبيع في الاسواق الخارجية؛ فإن بعناها فقدنا الهوية. والشعب بلا ارض هو لاجئ، والأرض بلا شعب هي مشاع. أرضكم هويتكم، وهي مسؤوليتكم أنتم، فحافظوا عليها.
لقد عانت مؤسساتنا ولمّا تزل، من وهنٍ تضاعَف بسبب الخلل في الممارسة السياسية والدستورية. وعلى الرغم من كل المعوقات، تمكّنا بعد طول معاناة، من نسج وفاق شكّل بدايةً لحقبةٍ جديدة انتجت عودةً إلى مؤسسات الدولة. ولكن، لا يمكن لهذه المؤسسات بعد الآن ان تنهض من جديد، ما لم يتم تحديثها، وتغيير أساليب العمل وقواعده.
وتابع: لنا إخوة مواطنون يقطنون في المناطق الحدودية، من الشمال إلى الجنوب، ويشكّلون الدرع الأول لحماية لبنان. علينا أن نوليهم اهتماماً خاصاً، لتنمية بلداتهم وقراهم؛ فنطور أريافنا، ونعزّز ارتباط سكانها بالدولة، مما يشدّ أيضاً أواصر الوحدة الوطنية، ويحدّ من هجرة الأرض. إن المجتمع العائش في العوز والحاجة معرض للتجارب القاسية وما ينتج عنها من خلل امني واضطراب اجتماعي. والوطن لا يحيا فقط بمدنه وضواحيه المكتظة، بل بانتشار سكاني متوازن على مختلف أراضيه، ملاحظاً انه على الرغم مما جرى ويجري حول لبنان من مصالح متصادمة وانقسامات عميقة، وفي الداخل من تجاذبات تهدّد بنية الكيان والوحدة الوطنية، بقي جيشنا مؤمناً برسولية دوره وشمولية قسمه. فكان القوة التي تجلّت نموذج وحدةٍ وتماسك شعب. حافظ على الاستقرار، فاستحق ثقة المواطنين، ورأوا فيه مصدر أمن وطمأنينة، وضمانة توحيد وسيادة.
وقال: عندما تهدّد الأخطار الوطن، يبقى الجيش صمام أمانه، والنواة الصلبة لوحدته الوطنية، فهو من كل أرضه ولكل أرضه، وهو من كل شعبه ولكل شعبه، ولا يستطيع إلا أن يكون كذلك، لأنه متّحد بشعبه، قدراً ومصيراً ودماً. وما يقوم به جيشنا في الداخل يستطيع أيضاً أن يقوم به على الحدود، إذا ما تعزّزت قدراته التقنية، وتدرّب على أساليب ملائمة لأنواع القتال المحتملة، التي سيواجهها في المستقبل. وعلى الدولة تترتب مسؤولية إعداد الجيش رجالاً وتجهيزاً، فالأوطان لا تحمى إلا بأبنائها.  
وختم: لطالما ناديتكم بشعب لبنان العظيم، وذلك لأنني مؤمن بعظَمةِ شعب يخرج من بين أنقاض منزله المهدم، ينفض التراب عن وجهه، يشمّر عن زنوده، ويباشر رصف الحجارة من جديد. واليوم، حجارة الوطن تحتاج الى الرصف، وإني لعلى ثقة بأن سواعدكم، التي ما بخلت بجهد في الأزمنة الصعبة، لن يتسلل اليها الآن تعب أو وهن.
آمالكم المعقودة على هذا العهد كبيرة، بحجم تضحياتكم ومعاناتكم وانتظاركم. وكما بدأنا هذه الطريق معاً، سنكملها معاً؛ فجهزوا سواعدكم لأن آوان بناء الوطن قد حان، وورشة البناء تحتاج الى الجميع، وخيرها سيعمّ الجميع».
لقاءات
وكان الرئيس عون استقبل رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر والقضاة: البرت سرحان ويوسف نصر ونزار الامين ووعد شديد، واطلع منهم على عمل المجلس. وطلب الرئيس عون الاسراع في بت القضايا العالقة، مؤكدا على عزمه على تفعيل اجهزة الرقابة وتمكينها من القيام بأدوارها.
ثم استقبل عون رئيس المجلس الاعلى للجمارك العميد نزار خليل وعضو المجلس غابي فارس والمدير العام للجمارك شفيق مرعي، الذين اطلعوه على عمل الجمارك في مختلف المهام، والدور الذي تلعبه في تغذية خزينة الدولة، حيث امّنت في السنوات الماضية نحو 4500 مليار ليرة لبنانية. وعرض الوفد المشاكل الادارية التي تعترض الجمارك ومنها تعيين عضو ثالث في المجلس الاعلى، والنقص الحاصل في عدد الموظفين لا سيما في السلك العسكري.
واستقبل رئيس الجمهورية رئيسة مركز سرطان الاطفال السيدة نورا وليد جنبلاط يرافقها اعضاء مجلس ادارة المركز، التي وجهت الى الرئيس عون دعوة له وللسيدة ناديا عون لحضور الحفل الخيري الذي يقيمه المركز في 3 كانون الاول المقبل في مجمع «البيال».
الى ذلك، تلقى الرئيس عون عددا من برقيات التهنئة لمناسبة عيد الاستقلال، ابرزها من سلطان عمان قابوس بن سعيد جاء فيها: «يطيب لنا ان نبعث اليكم بخالص تهانينا بذكرى استقلال الجمهورية اللبنانية الشقيقة، مقرونة بصادق تمنياتنا لكم بموفور الصحة والسعادة، وللشعب اللبناني الشقيق كل التقدم والرقي والازدهار».
عون يقبل دعوة خادم الحرمين الشريفين لزيارة الرياض والحريري يُؤكِّد: العلاقات مع السعودية أكبر من أن تُمسّ
خالد الفيصل في عشاء «بيت الوسط»: لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي بل ملتقى وفاق
اللواء..
شكّلت الزيارة القصيرة لموفد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة مكة المكرّمة الأمير خالد الفيصل، الحدث السياسي الأبرز، أمس، على صعيد الساحة اللبنانية، نظراً للانعكاسات الإيجابية لها بالنسبة لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين لبنان والمملكة العربية السعودية، والتي كانت أولى طلائعها قبول رئيس الجمهورية ميشال عون دعوة الملك سلمان لزيارة المملكة واعداً بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة، على أن تكون زيارته للرياض أول زيارة له إلى بلد عربي بحسب ما أعلن الأمير الفيصل.
وفي حين طغى الاهتمام بزيارة الموفد السعودي على الشأن الحكومي، فإن العشاء الجامع الذي أقامه الرئيس المكلّف لتشكيل الحكومة سعد الحريري في «بيت الوسط»، ارتدى بدوره أهمية لافتة نسبة إلى حضور هذا العشاء الذي جمع ممثلي جميع الأطياف اللبنانية، من رؤساء وقيادات لبنانية، كان تأليف الحكومة طبقه الرئيسي، ولا سيما في الأحاديث بين هؤلاء سواء إلى طاولة العشاء، أو في الحوارات الجانبية.
وكان أمير مكة الأمير خالد الفيصل وصل بعد ظهر أمس الى بيروت، على متن طائرة ملكية خاصة، يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي نزار مدني، وكان في استقبالهما في المطار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ممثلا رئيس الجمهورية والقائم باعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري مع اركان السفارة وسفراء الدول الخليجية المعتمدة في لبنان.
دعوة عون
ومن المطار، انتقل الموفد السعودي الثالثة بعد الظهر إلى بعبدا، حيث استقبله الرئيس عون في حضور الوزير باسيل، ورافق الأمير الفيصل وفد ضم وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار مدني، والمشرف العام على مكتب امير مكة المستشار عبد الله بن عابد الحارثي، والقائم بالاعمال السعودي في بيروت المستشار وليد البخاري.
ونقل الامير خالد الفيصل تهنئة خادم الحرمين الشريفين بانتخاب الرئيس عون، ودعوة رسمية له لزيارة المملكة وعد رئيس الجمهورية بتلبيتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وتداول الموفد الملكي السعودي مع الرئيس عون في العلاقات اللبنانية - السعودية وسبل تطويرها في المجالات كافة، اضافة الى جولة افق في الاوضاع العامة.
وأكد الرئيس عون حرص لبنان على تعزيز العلاقات اللبنانية - السعودية، مقدراً المواقف التي يتخذها العاهل السعودي تجاه لبنان.
وشكر للقيادة السعودية الرعاية التي يلقاها اللبنانيون في رحاب المملكة، لافتاً الى انهم «عملوا وسيعملون دائماً لخير المملكة وازدهارها».
وشدد رئيس الجمهورية على ان «لبنان لطالما لعب دوراً ايجابياً في خدمة القضايا العربية المشتركة»، مؤكداً حرصه على الاستمرار في هذا الدور.
وبعد اللقاء تحدث الامير فيصل الى الصحافيين فقال: «أود ان اعبّر عن شكري وتقديري واحترامي لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون لاستقباله الكريم لي، وانا احمل له رسالتين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. الرسالة الاولى تحمل التحية والتهاني لاختياره وانتخابه رئيساً لجمهورية لبنان، راجياً من الله سبحانه وتعالى ان يوفق القيادة والشعب اللبناني لما فيه خير الوطن اللبناني والامة العربية جمعاء.
اما الرسالة الثانية فهي تقديم الدعوة للرئيس لزيارة بلده الثاني المملكة العربية السعودية في اقرب فرصة ممكنة. وقد حمّلني فخامته جواباً الى خادم الحرمين الشريفين بأنه سيلبي الدعوة ان شاء الله مباشرة بعد تشكيل الحكومة.
ارجو من الله التوفيق والسداد للبنان ولقيادته ولشعبه».
سئل: ماذا عن الهبة السعودية للجيش اللبناني؟
اجاب: «لقد اتيت لتقديم رسالتين من خادم الحرمين الشريفين، وهذا ما قمت به وقد قبلهما فخامة الرئيس».
عين التينة والمصيطبة
ومن بعبدا، انتقل الأمير الفيصل والوفد المرافق إلى عين التينة، حيث استقبلهم الرئيس نبيه برّي، ودار الحديث حول الأوضاع في لبنان والمنطقة.
ثم زار الوفد السعودي رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام في دارته في المصيطبة، وجرى عرض التطورات.
بيت الوسط
وقرابة السابعة مساءً، استقبل الرئيس الحريري في «بيت الوسط» الأمير خالد الفيصل يرافقه وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني والقائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري في حضور النائبين السابقين باسم السبع وغطاس خوري ونادر الحريري. وجرى خلال اللقاء، عرض لتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.
مأدبة عشاء
بعد ذلك أقام الرئيس الحريري مأدبة عشاء تكريمية على شرف الأمير الفيصل والوفد المرافق حضرها: الرئيس ميشال سليمان، الرئيس أمين الجميل، الوزير علي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري، الرئيس حسين الحسيني، رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وزير الثقافة روني عريجي ممثلا رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، النائب بهية الحريري، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، مطران بيروت للموارنة بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ممثلا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، المونسينيور جان فرح ممثلا بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام وعدد من الوزراء والنواب وقادة الأجهزة الأمنية والسفراء العرب المعتمدين في لبنان وشخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية والإعلامية ورجال دين.
وخلال العشاء، ألقى الرئيس الحريري الكلمة الآتية: «يطيب لي أن أرحب بسموكم، والوفد المرافق، في لبنان، وفي بيتكم، بيت الوسط، في هذه الأمسية الوطنية الجامعة.
صاحب السمو، إن هذا الجمع الوطني الذي يشرفني بحضوره لمناسبة زيارتكم إنما هو تعبير عن عمق المحبة والمودة والاحترام التي يكنّها كلّ اللبنانيين، للمملكة العربية السعودية ولشعبها، وقيادتها، ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتأكدوا صاحب السمو، أن كلّ المجتمعين هنا هذا المساء، إنما أتوا ليقولوا إن علاقات لبنان وشعبه مع المملكة العربية السعودية، أكبر من أن تمس، وأصدق من أن تعكّر، وأعمق من أن يُنال منها، لا سمح الله. هذه هي رسالة اللبنانيين الحقيقية وهذا هو ضميرهم الحقيقي، تجاه المملكة وشعبها وقيادتها ومليكها.
إن حضوركم بيننا اليوم يؤكد مجدداً أيضاً، على التزام المملكة العربية السعودية شعباً وقيادةً، بالعلاقات الأخوية التي تربطها بكل اللبنانيين، وعلى رعايتها الدائمة للبنان، وللدولة اللبنانية، بصفتها الممثل الجامع لإرادة كل اللبنانيين وقرارهم الوطني. اللبنانيون الخارجون للتو من فترة طويلة من الفراغ الرئاسي، والمتطلعون إلى اكتمال نصاب مؤسساتهم الدستورية، يستبشرون خيراً بزيارتكم لبلدنا، لأن المملكة كانت دائماً مملكة الخير للبنان وكانت لها الأيادي البيضاء في وقف الحرب الأهلية، وفي إعادة الإعمار بعدها وبعد كل عدوان إسرائيلي.
إنّ توقيت زيارة سموكم، والوفد المرافق عشية عيد الاستقلال، إنما هو تعبير عن تمسك المملكة العربية السعودية باستقلال لبنان وسيادته وازدهاره. تماماً كما أن رسالة هذه الأمسية الطيبة هي أن لبنان المتمسك بهويته العربية، ملتزم بكل القضايا التي تحمل المملكة رايتها، بدءاً من استعادة الحقوق العربية كافةً وصولاً إلى مكافحة التطرف والإرهاب بكل أشكاله ومسمياته.
أهلاً بكم، صاحب السمو الملكي، في بلدكم وبيتكم وبين أهلكم، وأهلاً بالحضور الكريم، عشتم، عاشت المملكة العربية السعودية وعاش لبنان.
كلمة الأمير الفيصل
من جهته، رد الأمير خالد الفيصل، بكلمة قال فيها: «أتشرف اليوم (أمس) بلقاء لبنان، بقياداته السياسية والفكرية والاقتصادية، ولا أدل على ذلك من هذا الجمع المبارك في هذه الأمسية المباركة، عشية استقلال لبنان.
أحمل إليكم تحية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، متمنيا لكم عيدا مباركا إن شاء الله، وفاتحة خير إن شاء الله إلى مستقبل يستحقه لبنان، بعد هذا الكفاح العظيم، من يوم استقلاله إلى هذا اليوم الذي أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون فاتحة خير لمستقبل عظيم لشعب عظيم وقيادات حكيمة.
لقد وصلت اليوم (أمس) لأنقل رسالتين من خادم الحرمين الشريفين لفخامة الرئيس ميشال عون، الأولى لتهنئته باختياره وانتخابه رئيسا لجمهورية لبنان، هذا البلد العظيم والكبير بقيادته وأهله، والرسالة الثانية هي لتقديم الدعوة لفخامته لزيارة المملكة العربية السعودية. ولقد رحب فخامته بتقبل الدعوة، على أن تبدأ بعد استكمال مشاورات تشكيل الحكومة اللبنانية وأن زيارته للمملكة سوف تكون الأولى من لبنان إلى أي بلد عربي.
إنني أفخر بلبنان وبأهله، لأنهم دائما، كما عودونا، يهبّون لنصرة بلدهم العظيم متجاوزين كل مصاب وعقبات، ليبرهنوا للعالم أجمع أنه لا حدود لعزيمة وقدرة لبنان وأهله على صنع المستحيل. أنتم أيها الأخوة والأخوات تبرهنون على ذلك في كل مناسبة. كما أنني في نهاية كلمتي القصيرة، أود أن أؤكد لكم رغبة وتمنيات كل إنسان سعودي من إخوانكم وأخواتكم السعوديين والسعوديات، بأن لهم أمنية واحدة يودون أن أنقلها لكم في مثل هذا المساء المناسب لمثل هذه الأمنية، أننا لا نريد لبنان ساحة خلاف عربي، بل ملتقى وفاق عربي». ومساءً غادر الأمير الفيصل بيروت وودّعه في المطار وزير التربية الياس بو صعب.
مشاورات التأليف متواصلة وكذلك التجاذب حول الحصص والحقائب الوزارية الوازنة
ليس في مصلحة أي طرف تجاوز إطار التسوية التي أدّت لانتخاب رئيس للجمهورية
برغم محاولات العرقلة فهناك حدود ووقت محدّد للمماطلة تجاوزها يؤدي لمضاعفات ونتائج سلبية..
اللواء..بقلم معروف الداعوق
لا تزال عملية تشكيل الحكومة الجديدة تراوح في دائرة الخلافات القائمة بين بعض الأطراف السياسيين، مما يعيق إصدار التشكيلة الحكومية بالسرعة المتوخاة لتولي الحكومة العتيدة مهامها السلطوية ومباشرتها مقاربة الملفات والقضايا المتراكمة والملحّة التي تهم المواطنين ولا تحتمل مزيداً من التأخير والمماطلة في معالجتها نظراً لانعكاساتها وتداعياتها السلبية على الأوضاع العامة، لا سيما منها الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية التي تهم كل اللبنانيين من دون استثناء.
ويلاحظ في هذا الخصوص أن الخلافات على عملية التشكيل ليست محصورة فقط في محاولات هذا الطرف أو ذاك الاستئثار بحصص وحقائب وزارية وازنة ومؤثرة في جذب الناخبين المفترضين وتلبية حاجاتهم على أبواب موسم الانتخابات النيابية الموعودة إذا حصلت على أساس قانون الستين أو غيره، وإنما تجاوزت ذلك لتدخل في خانة ردّات الفعل المبرمجة والتعطيل المتعمّد على مسألة انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية خلافاً لإرادة بعض هذه الأطراف التي اضطرت للموافقة على هذه الانتخابات رغماً عنها، وها هي تسعى قدر المستطاع لاستغلال عملية التأليف لتصفية حساباتها قدر المستطاع، مما يعيق ولادة الحكومة الجديدة ويفرمل عملياً انطلاقة العهد الجدية بالوتيرة القوية المفترضة والموعودة.
ولكن بالرغم من كل محاولات العرقلة تحت شتى العناوين والمطالب المطروحة، إلا أن هناك حدوداً مرسومة ووقتاً محدداً لهذه المماطلة، وتجاوزها ستترتب عليه مضاعفات ونتائج سلبية، لا قدرة لأي طرف سياسي على تحملها مهما كان حجمه وتأثيره الجماهيري على الأرض.
ولذلك، ترى مصادر سياسية تواكب مجرى الاتصالات والمشاورات الجارية لتأليف الحكومة المرتقبة، ان عملية التأليف لم تدخل في إطار الأفق المسدود كما يحاول البعض تصويرها، وإنما تسير في وتيرة مقبولة نوعاً ما وهي تتطلب مشاورات متواصلة لتضييق شقة الخلافات بين الأطراف المعنيين وهذا يحتاج إلى الوقت اللازم، والعملية برمتها لا تزال ضمن الوقت الطبيعي والمعقول قياساً على الوقت الطويل الذي تطلبه تشكيل الحكومتين السابقتين وقارب في إحداها العشرة أشهر في حين ان المشاورات التي بدأها الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة الجديدة لم تتجاوز الأسابيع الثلاثة فقط.
وترفض المصادر ما تردّد من معلومات عن ان القيّمين على تشكيل الحكومة العتيدة قد حددوا يوم عيد الاستقلال موعداً لولادة الحكومة المرتقبة لأن الكل يعرف انه لا يمكن تحديد موعد نهائي وحاسم لمثل هذه العملية المعقدة نوعاً ما في ظل التباينات والخلافات السياسية القائمة بالبلد، في حين ان كل ما صدر بهذا الخصوص كان من قبيل التوقعات والاستنتاجات السياسية والإعلامية باعتبار ان عامل السرعة مطلوب للحفاظ على قوة الدفع التي أدت إلى إنهاء الفراغ الرئاسي المتواصل منذ عامين ونصف العام وانتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن باب التحسب لمواجهة التحديات والمستجدات الإقليمية والدولية المتسارعة من خلال وجود حكومة جديدة قادرة على تحمل مسؤولياتها في هذه الظروف.
وتلاحظ المصادر ان المطالب والعقبات والعقد المطروحة في عملية تشكيل الحكومة المرتقبة لا تقارن بما واكب عملية انتخاب رئيس الجمهورية، وبالتالي يمكن حلها إذا اقتربت بنوايا صادقة وبرغبة اكيدة في إنجاز عملية التشكيل بالسرعة المطلوبة، وفي النهاية لا يمكن تلبية كل ما يطرح من مطالب وشروط، الا المعقول منها وضمن التوازنات السياسية القائمة وإن تقدّم هذا الطرف على ذلك بحصوله على هذه الحقيبة الوزارية أو تلك.
وتؤكد المصادر ان حرص معظم الأطراف على الانضواء ضمن تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية التي يسعى الرئيس المكلف لتشكيلها، يُشكّل حافزاً إيجابياً وعاملاً مؤثراً لتجاوز الخلافات والحساسيات التي تحكم علاقات الأطراف السياسيين بعضهم ببعض، لأنه في النهاية ليس في مصلحة أي طرف تعطيل أو تجاوز إطار التسوية التي ادت إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهي حكماً ستؤدي إلى ولادة الحكومة الجديدة، ولو استلزم ذلك حركة مشاورات إضافية ووقتاً اطول مما كان يتوقعه البعض.
الحريري يضع عون في أجواء تعثر التأليف: معروف من يُعِّقد الأمور فاسألوه
اللواء..
تابع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اتصالاته، أمس، لتذليل العقبات الحكومية بعدما شهدت جموداً خلال نهاية الأسبوع الماضي، وهو زار لهذه الغاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، حيث تمّ التداول في آخر التطورات المرتبطة بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء الاتصالات التي أجراها الرئيس الحريري خلال الأيام الماضية.
وبعد اللقاء خرج الرئيس عون برفقة الرئيس الحريري إلى البهو الداخلي للقصر حيث التقطت الصور التذكارية مع «علم الشعب». بعدها جرت دردشة بين الرئيس الحريري والصحافيين قال فيها: «نحن متفقون مع الرئيس عون على كافة الأمور، وهناك بعض العثرات أصبح معروفاً أين هي، نأمل أن تحل».
ورداً على سؤال حول مدى قرب إعلان التشكيلة الحكومية، قال: «من يعقد معروف، فاسألوه».
وذكرت بعض المعلومات ان الرئيس الحريري لم يحمل معه إلى بعبدا أي مسودة تشكيل، وانه طرح من ضمن صيغة الـ24 المعتمدة حتى الساعة وزيراً سناً من حصة رئيس الجمهورية، عن دون وزير شيعي، فلم يبدِ عون اعتراضه. واعتبر انه إذا كان الجميع سيوافق على هذه الصيغة ربما أسير فيها».
وكان الرئيس الحريري قد عرض في «بيت الوسط» مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان فيليب لازاريني للمشاريع التي ينفذها البرنامج حالياً في حضور المستشار الاقتصادي للرئيس الحريري مازن حنا.
وأكد الرئيس الحريري للازاريني «ضرورة ايلاء مسألة النازحين السوريين في لبنان اهتماماً كبيراً لجهة مساعدة المناطق التي يتواجدون فيها للتخفيف من الأعباء التي ترزح تحتها، خصوصاً المعيشية منها.
من ناحية أخرى، تلقى الرئيس الحريري برقية من رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف مهنئاً بعيد الاستقلال.
كما تلقى برقية أخرى من رئيسة وزراء بنغلاديش شيخة حسينة واجد لمناسبة تكليفه تشكيل الحكومة الجديدة.
.. وبرّي يردُّ على الحريري: الذي يعرقل يخالف الدستور
اللواء..
سارع رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى الرد على الرئيس سعد الحريري الذي أعلن بعد لقائه الرئيس ميشال عون أن من يعرقل تأليف الحكومة أصبح معرفاً فأسألوه، لكن الرئيس برّي قال ان رده ليس جواباً على الرئيس الحريري بل توضيحاً له، غامزاً من قناة رئيس الجمهورية.
وهنا نص ردّ الرئيس برّي.
«ليس جواباً على الرئيس سعد الحريري بل توضيحاً له، الذي يعرقل هو الذي يخالف الدستور والأعراف وقواعد التأليف وليس من يحذر من ذلك، وقد يكون الهدف الأبعد الإبقاء على قانون الستين».
لبنان: تمدُّد «الاشتباك» على جبهة تشكيل الحكومة إلى «محور» بري - الحريري
معاودة مشاورات التأليف عشية الاستقلال
 بيروت - «الراي»
شكّل توسُّع رقعة «الاشتباكات» السياسية أمس على «جبهة» تشكيل الحكومة الجديدة المؤشر الأكثر تعبيراً عن التعقيدات «العنكبوتية» التي بات مسار التأليف عالقاً في «شِباكها» رغم المحاولات المستمرّة لتفادي جعل الحكومة تذهب «ضحية» المناخ «الثأري» الذي تمت «وراثته» من استحقاق الانتخابات الرئاسية كما «الفواتير» التي يريد أكثر من طرف «تحصيلها» لقاء ما يعتبره «تضحية» قدّمها لإيصال العماد ميشال عون الى القصر الجمهوري في 31 اكتوبر الماضي.
واذا كان «الاشتباك» الذي انفجر بقوة الاسبوع الماضي بين عون ورئيس البرلمان نبيه بري بالتوازي مع دخول المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى على خط مساجلةٍ غير مألوفة مع الكنيسة المارونية، اعتُبر في سياق «عُدّة الصراع المحلي» ذات الصلة بترسّبات الانتخابات الرئاسية التي شكّل رئيس البرلمان رأس حربة المعترضين فيها على وصول عون الى «القصر»، فإن تمدُّد «خطوط التماس» السياسية امس لتشمل «محور» بري والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بدأ يثير خشية من ان يكون «وراء الأكمة» محاولة لـ «استرهان» الملف الحكومي اقليمياً باعتبار انه يعبّر بديهياً، ومن دون اي تفاهمات خارجية مسبقة، عن «الحصّة» السعودية في التسوية الرئاسية التي اعتبرت طهران أنها أفضت في شقّها المفصلي الى ايصال مرشّحها الى رئاسة لبنان.
وقرأتْ دوائر سياسية في تَعمُّد الحريري بعد زيارته الرئيس عون امس في قصر بعبدا، حيث قدّم له صيغة جديدة لحكومة من 24 وزيراً، التصويب على رئيس البرلمان من دون تسميته معلناً «المعطّل معروف اسألوه»، قبل ان يكشف بري عن انه المقصود بكلام الرئيس المكلف من خلال ردّه «المباشر» عليه، استشعاراً من الحريري بأن تأليف الحكومة ربما يكون على مشارف الدخول في مدار تعطيل طويل لاعتباراتٍ خارجية تتّصل بطبيعة المرحلة المقبلة في المنطقة.
ورأت هذه الأوساط ان من الصعوبة بمكان عدم الربط بين تأخُّر ولادة الحكومة التي كان يجري الضغط لأن تحصل قبل عيد الاستقلال اليوم وبين عدم رغبة «حزب الله» وحلفائه في جعل هذا التطور «عيدية» للموفد الملكي السعودي مستشار خادم الحرمين الشريفيْن أمير منطقة مكة المكرّمة الأمير خالد الفيصل الذي وصل الى بيروت بعد ظهر أمس يرافقه وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني حيث عقد لقاءات مع كبار السؤولين وفي مقدّمهم عون.
وكان الحريري استبق وصول الأمير خالد بزيارة القصر الجمهوري في خطوة شكّلت عملياً إشارة معاودة إدارة محركات تأليف الحكومة بعد «استراحة» يومين فرضها «اشتعال» جبهة عون - بري نتيجة استحضار الأول التمديد للبرلمان باعتباره من أسباب «وهن المؤسسات» وردّ المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى غير المسبوق على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي على خلفية موقف الأخير من «الفيتو» على تولي أطراف معيّنة (مثل «القوات اللبنانية») حقيبة سيادية وتمسُّك آخرين (مثل الرئيس بري) بحقائب معيّنة (مثل المال).
وحمل كلام الحريري أثناء مغادرته قصر بعبدا إشارات بارزة في اتجاه بري ولو من دون تسميته بقوله «اننا متفقون مع عون على كل شيء وهناك بعض العثرات»، ليضيف رداً على سؤال حول قرب ولادة الحكومة: «مَن يعرقل معروف فاذهبوا واسألوه».
وتقاطع ما اعلنه الرئيس المكلّف مع معلومات أشارت الى انه قدّم للرئيس عون صيغة حكومية جديدة على قاعدة تشكيلة من 24 وزيراً، اعتُبرت بمثابة رمي للكرة في ملعب الرئيس بري المكلَّف من «حزب الله» التفاوض باسم الثنائي الشيعي في الملف الحكومي وايضاً باسم حلفائهما ولا سيما «تيار المردة» (النائب سليمان فرنجية) والحزب السوري القومي الاجتماعي.
وبحسب هذه المعلومات فإن الحريري اقترح تشكيلة لم تتضمّن وزيراً شيعياً من حصة رئيس الجمهورية (بل وزير سني) وهي النقطة التي تُعتبر اشكالية لرفْض بري التنازل عن شيعيّ إلا اذا كان شريكاً في تسميته ومقابل وزير مسيحي غير الذي سيتمثل عبره «المردة». وقد أفيد ان عون لم يقفل الباب امام امكان تخليه عن التمثل بوزير شيعي بحال وافق الجميع على التشكيلة المقترحة التي ذُكر ايضاً انها بقيت مشتملة على التعقيدات المعروفة لجهة الإبقاء على حقيبة الأشغال لـ «القوات اللبنانية» و«الطاقة» والخارجية للتيار الوطني الحر (حزب الرئيس) والتربية لـ «المردة» (يرفضها) مع تخصيص «الصناعة» لحزب الكتائب.
وجاءت تشكيلة الحريري بعدما تبلّغ من بري عبر الوزير علي حسن خليل «الجواب النهائي» من رئيس البرلمان حول حصته ومفادها أن «حركة أمل» (يترأسها بري) تطالب بالمال والأشغال وان «حزب الله» يريد الصناعة ووزارة الشباب والرياضة، اضافة الى اسم خامس يقرره (بري) في اللحظة الأخيرة قبل صدور مراسيم تشكيل الحكومة.
وفيما كان هذا التشدد من بري قوبل بتصلُّب مضاد من «القوات اللبنانية» التي اعتبرت ان اي تراجُع عن منحها الأشغال سيعيدها للمطالبة بحقيبة سيادية، وسط ارتفاع مؤشرات تفضيل «حزب الله» حكومة من 30 وزيراً لاستيعاب كل المكوّنات السياسية وتعديل التوازنات، جاء ردّ رئيس البرلمان على ما أدلى به الحريري من قصر بعبدا ليعكس نقلة اضافية في لعبة «شدّ الحبال» اذ قال: «ليس جواباً على دولة الرئيس سعد الحريري بل توضيحاً له. الذي يعرقل هو الذي يخالف الدستور والاعراف وقواعد التأليف وليس من يحذر من ذلك، وقد يكون الهدف الأبعد الإبقاء على قانون الستين (لتجري الانتخابات النيابية المقبلة على اساسه بعد نحو 6 اشهر)».
وأتى مجمل هذا المناخ السلبي قبل ساعات من رسالة الاستقلال الاولى التي وجّهها الرئيس عون الى اللبنانيين مساء امس عشية الاحتفال بالذكرى 73 للاستقلال الذي يقام اليوم في وسط بيروت ويتخلله عرض عسكري غاب منذ 2013 بفعل الفراغ الرئاسي، قبل حفل الاستقبال الرسمي الذي يحتضنه القصر الجمهوري.
طهران والأسد يعرقلان حكومة الحريري
عكاظ...زياد عيتاني (بيروت)
كشفت مصادر سياسية لبنانية أن عرقلة تشكيل حكومة الحريري قرار اتخذته طهران والنظام السوري وينفذانه عبر حلفائهما الذين يضعون شروطا تعجيزية أمام تشكيلها.
وأضافت المصادر في تصريحات إلى «عكاظ»: «أن إعلان تشكيل الحكومة لا يمكن أن يتم في المدى المنظورفي حال لم يخرج الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري من دائرة مطالب البعض غير المنطقية واتخاذ قرار واضح باعتماد تشكيل متوازن وطنيا، بعيدا عن مكائد الخارج».
وختمت المصادر قائلة «إن الاستعراض العسكري لسرايا التوحيد وقبلها استعراض حزب الله في القصير، تعتبر رسائل سورية إيرانية، لعون والحريري، مفادها أنه من غير المسموح تشكيل حكومة لا يوافق النظامان عليها».
من جهته، قال عضو كتلة المستقبل النائب عاصم عراجي «نتمنى أن لا يكون هناك ما هو مخفي في تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن العراقيل التي تؤخر إعلان التشكيل الحكومي النهائي ليست كبيرة وقابلة للحل بأسرع وقت في حال صفت النوايا».
باسيل: علينا احترام سيادة سورية وعدم التدخل
بيروت - «الحياة» 
رأى وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل في افتتاح دورة تدريبية لديبلوماسيين جدد في المعهد الوطني للإدارة، أن وزارة الخارجية «تلعب دور المعِدّ والمنفِّذ للسياسة الخارجية لمصلحة الوطن كلاً، ومن دونِها لن يُكتَبَ لأي سياسة خارجية أن تنجحَ في الحفاظ على الثوابت ومواجهة التحديات واقتناص الفرص». وشرح الثوابت، إذ إن «لبنان محصّن بدستور يحدّد هويتَنا العربية ويجسد هويةً وطنيةً عابرةً للطوائف». وقال: «التزام لبنان مبادئ القانون الدولي، نتيجة تمسكنا بقيم الإنسانية وبمبدأ يقوم على تغليب فكر السلم والسلام على منطق العنف والحروب. ولعلّ التزامنا بالقوانين الدولية هو ما يميّزنا عن نظام عنصريّ يتجاهل أبسط قواعد الإنسانية، ويحتلّ أرضنا وينتهك سيادتنا ويهدد أمننا وسلامة أبنائنا ويضطهد إخوتنا في فلسطين ويشرّدهم. ومقاومةَ الاحتلال حتى بسطِ سيادتِنا على كل أراضينا، بما في ذلك على مياهنا الإقليمية، حقّ ثابت كرّسته شرعة الأمم. أما الثابتة الأهم في نظرنا، ضرورة أن تكون السياسة الخارجية عاملَ انصهارٍ يتكفّل إبراز القاسم المشترك بين الأفرقاء السياسيين في المحافل الدولية، ليتكلّمَ لبنان بصوت واحد».
ورأى أن لبنان «ينعم بموقعٍ جغرافي يتيح له أن يلعب دوراً جامعاً من خلال قدرته على احتضان المتخاصمين، الإقليميين والدوليين، ومنحِهم مساحةً للتلاقي ومدّ الجسور». وقال إن «الديبلوماسية تصبح فاعلةً عندما تقودها وزارةٌ فاعلةٌ، فيعود لها أن تبلور المواقفَ الموحَّدة والموحَّدة وطنياً، وتكون ضابطَ الإيقاع في العلاقات الدولية».
وعن الموقف من الأزمة في سورية، قال: «الثوابت بالنسبة إلينا، وحدة سورية وأراضيها وبسط سيادة الدولة على كل أراضيها. واحترام سيادة الدولة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. والاحتكام إلى الشعب السوري عند اختيار نظام الحكم وحكامه. الحفاظ على تعددية المجتمع وصون حقوق الأقليات الدينية والإثنية. التوصل إلى حلّ سلمي وعودة الاستقرار. أما المتغيرات التي أفرزتها الحرب في سورية والتي يجب التفاعل معها، فهي النزوح الكثيف ومخاطره الاجتماعية والديموغرافية، الإرهاب وتوسّع المنظمات الإرهابية جغرافياً، وخصوصاً انتشارها على حدودنا الشرقية، والانكماش الاقتصادي والتجاري، مع إقفال طريق الترانزيت البري عبر سورية وبسبب أجواء عدم الاستقرار في المنطقة التي لا تشجّع على الاستثمار».
ودعا الى «أن نتهيّأ منذ الآن لورشة إعادة إعمار سورية، فنكون جاهزين لمواكبة جهود السوريين في نموّ سورية وازدهارها، وعلينا أن نبني منذ الآن الأرضية الملائمة لعلاقات جوار سليمة مع سورية الغد، تكون كلّ دولة رافعة للأخرى في كل المجالات». وتحدث عن كيفية متابعة الوزارة الأزمة السورية، وقال: «كانت الحكومة اعتمدت مبدأ النأي بالنفس، وبلورت الوزارة موقفاً جامعاً أبعَدَ لبنان من الأزمة من دون أن يؤدّي ذلك إلى اعتماد موقفٍ يتجاهلها، ما سمح للإدارات الرسمية بأن تخرج من سياسة انفصامية».
قهوجي للعسكريين: استعدوا لأدوار المرحلة
بيروت - «الحياة» 
أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في أمر اليوم للعسكريين، لمناسبة الذكرى الـ73 للاستقلال أن انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون «فتح صفحة جديدة، وأعاد صوغ خطوط عريضة لواقع سياسي شهد ما شهده من انقسامات واصطفافات خلال المرحلة الماضية، وسيؤسس من دون شك لانصهار وطني منشود، تحت عناوين سيادية تحصن الداخل من أخطار تحوطه، ما انفكت تقرع طبول إرهابها على حدوده من أقصاها إلى أقصاها». ورأى ان «عيد الاستقلال يحضر هذا العام معه الأمل الذي افتقدناه في سنوات الفراغ الرئاسي، ليبشر بحقبة واعدة في انتظام عمل مؤسسات الدولة وتكامل أدوارها، وليتعزز الاستقرار الذي صنعتموه طوال الفترة السابقة».
وقال: «عبرتم بالوطن في أدق الظروف وأقساها إلى ضفة استقرار طبيعي بواقعه الأمني وسلمه الأهلي، تشارككم في تحصينه من اليوم وصاعداً مؤسسات دستورية تستعيد مكانتها، كان لكم الدور الكبير في حماية استحقاقاتها، وتتطلعون إليها بملء الثقة كي تستكمل خطوات تعزيز قدراتكم عتاداً متطوراً قادراً على مواجهة التحديات»، ولفت الى ان «ما ينغص علينا فرحة العيد، استمرار الإرهابيين بخطف بعض جنودنا الأبطال، الذين لن نألو جهداً وفرصة في سبيل كشف مصيرهم وتحريرهم، وأيضاً فقدان شهدائنا الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم وطننا وشعبنا من شرور لو تحققت ما كنا لنعرف نهاية لها». اضاف: «كونوا فخورين بكل ما أنجزتم، بصمودكم في مواجهة العدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وتعاونكم المثمر مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701، وبانتصاركم على الإرهاب وشبكاته التخريبية على الحدود وفي الداخل، وبحمايتكم الاستقرار الأمني والسلم الأهلي، وتوفير مناخات استمرار عمل المؤسسات الدستورية التي كانت قائمة خلال فترة الشغور الرئاسي، والأهم المساهمة وفق دوركم في إنجاح إتمام الاستحقاق الرئاسي».
وزاد: «كونوا فخورين بأنه ببطولات شهدائكم وجرحاكم وبشجاعتكم على رغم إمكاناتكم المتواضعة، أثبتم أنكم الأكثر كفاءة قتالية بين الجيوش، واستحققتم تنويهات أهم المدارس العسكرية العالمية. واعلموا أن هذه الثقة الكبيرة بمؤسستكم، شجعت الدول الصديقة على مد يد المساعدة لكم في الوقت الذي كان الشلل ينخر في مفاصل وشرايين مؤسساتنا».
وقال: «تمسكوا بعقيدتكم القتالية وبثقافتكم الوطنية التي أثبتم من خلالها أنكم قوة عصية على الاستهداف، ومحصنة من أمراض التحريض السياسي والطائفي وسواهما. جيشكم كان وسيبقى الوسادة الآمنة التي تغفو عليها جفون اللبنانيين، فاستعدوا لأدوار تتطلبها المرحلة الجديدة، وبرهنوا كما أثبتم دائماً أنكم الخيار الصائب والأمل الذي لا يخيب».
 
 
 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

السيسي يناقش في البرتغال العلاقات ومكافحة الإرهاب..نتنياهو يشيد بقيادة السيسي «الشجاعة» ويتهم عباس بالتحريض على إسرائيل...«الرئاسة» تعدّل أحكام «أملاك الدولة» والحكومة تنفي استيراد لحوم هندية مصابة....إرتياح مصري للتعامل مع ترامب: صياغة جديدة للعلاقات وإحياء الحوار الاستراتيجي «المعطَّل»

التالي

عشرات الضحايا بتفجير انتحاري في مسجد للشيعة في كابول ..فرار المئات من مسلمي الروهينغا إلى بنجلاديش...«هيومن رايتس»: جيش ميانمار يحاصر مئات المنازل المدمرة في قرى مسلمة...تركيا تمنع نواباً أوروبيِّين من لقاء دميرتاش وأردوغان يطلب دعم الغرب ضد المتمرِّدين الأكراد...أردوغان يعين عمداء موالين في الجامعات...اردوغان مستعد لفتح صفحة جديدة مع تل أبيب

ملف فلسطين وغزة..في ذكرى 7 أكتوبر..

 الإثنين 7 تشرين الأول 2024 - 5:03 ص

الغزّيون ملّوا الحروب ويحلمون بحياة تشبه الحياة.. لا يهمهم مَن يحكم القطاع بعد وقف القتال..والهجر… تتمة »

عدد الزيارات: 172,934,299

عدد الزوار: 7,717,684

المتواجدون الآن: 0