أخبار وتقارير..قافلة التعاون مع الصين هل تتجاوز الألغام الإسرائيلية ؟..مقتل التونسي «الداعشي» أبو بكر الحكيم في سورية..أول اتفاق عالمي لمنتجي النفط منذ 2001....ترامب يهاجم «سي آي أي» بعدما أكدت تدخل روسيا لمساعدته...رئيس مجموعة إكسون موبيل مرشح لتولي الخارجية الأميركية.. «طالبان»تجدد استعدادها لحوار مع واشنطن

الجدار الفاصل بين تركيا وسورية يكتمل بحلول أبريل 2017..القرضاوي: لو كان لدي قدرة لقاتلت مع الثوار في حلب..إعتداء مزدوج في إسطنبول يخلف 30 قتيلا.. غالبية الضحايا من عناصر الشرطة..أردوغان يرى «عصراً جديداً» والمعارضة تخشى «نموذج كوريا الشمالية»...مركل تندد ببطء تنفيذ اتفاق الهجرة مع تركيا

تاريخ الإضافة الأحد 11 كانون الأول 2016 - 5:42 ص    عدد الزيارات 1930    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

قافلة التعاون مع الصين هل تتجاوز الألغام الإسرائيلية ؟
الحياة..أحمد فؤاد أنور * أكاديمي مصري
للصين سمات مشتركة مع العالم العربي، فإلى كونها دولة ذات حضارة شرقية قديمة، وعانت من الاستعمار مثلنا، فهي ساندت الحقوق العربية في الصراع الطويل ضد إسرائيل، حتى حلت تغييرات كثيرة، من أبرزها تفكك الاتحاد السوفياتي السابق، وانطلاق مؤتمر مدريد وتجميد سلاح المقاطعة الاقتصادية، فتم تدشين علاقات ديبلوماسية صينية- إسرائيلية ترغب إسرائيل في توطيدها وتعزيزها من خلال التعاون الاقتصادي، وهو ما يستلزم رصداً ورداً عربياً نمتلك أدواته بالفعل. مع مطلع العام الجاري قام الرئيس الصيني بزيارة تاريخية للشرق الأوسط شملت السعودية، ومصر، وإيران، اتفق فيها على خطة تعاون اقتصادي خمسية. ومع نهاية العام تم ربط اليوان الصيني بالريال السعودي، وبالجنيه المصري، وأبرمت مصر أول اتفاقية مبادلة نهائية بالعملة الصينية بقيمة 2,7 بليون دولار، ما يتيح شراء ثلث صادرات مصر بالجنيه المصري، وهو الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط على الدولار. وربطت إسرائيل هذا التطور بزيارة سابقة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الصين عام 2014، تلتها زيارة أخرى في عام 2015. ووفقاً لمراقبين إسرائيليين، فإن الجميع يستعد لمرحلة تخفيف التدخل الأميركي في الشرق الأوسط، فضلاً عن أن لبكين مخاوف من تفشي أفكار «داعش» واستلهام انفصاليين في الصين لهذا النموذج الإرهابي. وربط تقرير معهد الأمن القومي الإسرائيلي التقارب الصيني المصري برغبة بكين في دعم العلاقات مع الدول الأفريقية، ورغبة القاهرة في الخروج من عباءة التحالف الوحيد مع أميركا. ويمكن أن يساعد الاستثمار بإجمالي يتجاوز 15 بليون دولار ومنح في حدود بليوني دولار، في مجالات التنقيب عن المعادن وصناعة السيارات والصناعات الصغيرة، والسياحة والزراعة في جني أرباح للطرفين. وقد أدركت تل أبيب أن التقارب الاقتصادي الصيني العربي سيواكبه مزيد من التأييد السياسي للعرب في مواجهة إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تحرك مكثف تمثلت ثماره في انتعاش السياحة الصينية في إسرائيل مع التركيز على العلاقات التجارية. وتبين أن عدد السائحين الصينيين الذين زاروا إسرائيل هذا العام بلغ 60 ألف صيني (مقابل نحو 40 ألفاً العام الماضي) وأن نصف هذا العدد كان غرضه من الزيارة تجارياً وكان حجم إنفاقه أكبر من متوسط إنفاق السائح العادي. مع ملاحظة أن عدد السائحين الصينيين لمصر في الفترة ذاتها يتجاوز ثلاثة أضعاف هذا العدد. لا يوجد لدى إسرائيل الكثير لكي تقدمه، وكل ما تطمح إليه لكي تجتذب استثمارات صينية، محاولة زيادة عدد المترجمين والترويج للذكاء اليهودي المستمد من ذكاء آينشتاين، متجاهلين حقيقة أن غالبية اليهود لم يهاجروا إلى إسرائيل، وأن النماذج المبهرة ليست بالمقدار ذاته حالياً، ما اضطر من يروج للذكاء اليهودي إلى الرجوع لهذا المثال القديم الذي هو في الواقع نتاج ثقافة لا علاقة لإسرائيل بها، حيث لم تكن هناك دولة صهيونية في ذلك التوقيت لكي توفر، أو حتى تؤثر في نبوغه أو تفوقه. الأمر يتعلق بمعرفة الأرقام التي يتشاءم ويتفاءل بها الصيني، وأسلوب معاملته من اهتماماته، سواء في الفندق أو خلال المقابلات الرسمية. لقد عاشت إسرائيل حتى قبل إعلان قيامها في ظل حماية قوى عظمى. بحثت عن الدعم والرعاية لدى إيطاليا، ثم لدى الخلافة العثمانية، وحاولت التفاوض في هذا الصدد مع مصر وفشلت، حتى نجحت مساعيها مع بريطانيا والولايات المتحدة، فحصلت على وعد بلفور ودعم أميركي كامل. ويبدو أنها تتطلع حالياً لرعاية اقتصادية صينية، تفتح لها استثمارات في أسواق واعدة مثل أفريقيا، وربما إيران أيضاً التي ثبت أن وزارة الدفاع الإسرائيلية كانت تعلم بمساهمتها في الشركة الألمانية التي اشترت منها غواصات في صفقة يحيط بها كثير من الجدل وصل إلى حد بدء تحقيقات رسمية في تورط معاونين لنتانياهو في الحصول على عمولات. وفي مقابل 61 عاماً من العلاقات الديبلوماسية مع الدول العربية سيشهد عام 2017 الذكرى الـ25 لإقامة علاقات ديبلوماسية بين الصين وإسرائيل، ورغبة تل أبيب في استغلال التقارب الاقتصادي على مستوى الشركات الخاصة لجعله تقارباً سياسياً وتعاوناً دولياً باتت مكشوفة، ولا يجب أن نظل نراقبها في صمت كما نراقب فيلماً دورنا فيه هو فقط دور المشاهد. العالم من المكسيك حتى الصين يتابع عن كثب مواقف ترامب تجاه الصين، بداية من المكالمة الهاتفية مع رئيسة تايوان. فكيف سيكون تأثير ترامب على الاستثمارات الصينية في المنطقة؟ وهل تنسحب أميركا من الشرق الأوسط بينما تتسلل إليه الصين اقتصادياً؟ ترامب احتج في تغريدة له على قرار بكين تخفيض عملتها، ما يصعِّب التصدير إليها. وبعد عودة ماكاو وهونغ كونغ ربما يندلع صدام حول استقلال تايوان أو الجزر المتنازع عليها مع اليابان، وستكون مواقف الدول العربية مؤثرة في معركة ديبلوماسية أو اقتصادية مستقبلية. وفي هذا السياق، يجدر بنا التنويه إلى أن من العوائق التي تقف حجر عثرة في تطور العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والصين مخاوف إسرائيلية معلَنة بشأن تجسس صناعي صيني أو انتهاك لحقوق الملكية. وأبرمت مصر (ثلث سكان العالم العربي) ذات المشروعات الاقتصادية العملاقة في وقت قصير (تنمية الساحل الشمالي الغربي، قناة السويس الجديدة، والعاصمة الإدارية الجديدة، شبكة طرق، ومحطات كهرباء) مع الصين سلسلة اتفاقات مالية، ما يفتح مجالاً لتعاون أكبر وبلورة أسرع لصيغة تعاون شامل مع مجموعة البريكس، ما يعني قدرة عربية على توجيه التداخل السياسي والاقتصادي الصيني المتنامي في المنطقة إلى مساره المأمول على الصعيد الاقتصادي، ولكبح الاحتلال الإسرائيلي وتوسعه الاستيطاني.  
مقتل التونسي «الداعشي» أبو بكر الحكيم في سورية
الراي..واشنطن - وكالات - اعلنت وزارة الدفاع الاميركية، أمس، مقتل القيادي التونسي في تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، الفرنسي من أصل تونسي، أبو بكر الحكيم، بغارة جوية استهدفت موقعا للتنظيم في مدينة الرقة السورية الإثنين الماضي، مؤكدة بذلك معلومات تداولها أخيراً نشطاء سوريون. وأكّد الناشط «أبو البتول الجزراوي»، من مدينة الرقة، أنّ «غارة استهدفت الإثنين الماضي موقعاً للتنظيم في منطقة الملاهي جانب الملعب في مدينة الرقة شمال سورية، وأسفرت عن انفجار كبير وقتلى وجرحى بين عناصر وقيادات التنظيم».و أضاف «أنّ أنباء شاعت في المدينة عن مقتل القيادي أبو بكر الحكيم، في تلك الغارة»، بينما تكتم التنظيم عن نتائجها، كعادته، إذ إنه لا يعلن نتائج الغارات التي تستهدف مواقعه في المدينة. وذكرت مصادر محلية عدّة أن «أبو بكر الحكيم» (33 عاما)، وهو إرهابي فرنسي من أصل تونسي، قتل بغارة جوية يعتقد أنّها من طائرة تابعة للتحالف. وحسب تلك المصادر، فإن القيادي التونسي كان مسؤولاً عن التخطيط للعديد من الهجمات في فرنسا ودول أخرى، من بينها هجمتا صحيفة «شارلي إبدو»، ومتحف باردو التونسي، اللتان خلفتا عشرات القتلى والجرحى. وطبقاً للمصادر عينها، فقد تنقل الحكيم في مناطق سيطرة التنظيم بين سورية والعراق، وكان سابقاً قائد ما يسمى بتنظيم «أنصار الشريعة» قبل إعلان ولائه لتنظيم «داعش».
الجدار الفاصل بين تركيا وسورية يكتمل بحلول أبريل 2017
أنقرة - رويترز - أعلن رئيس شركة «توكي» التركية للتطوير العقاري إرجون توران، أن تركيا ستنتهي من بناء جدار على طول حدودها مع سورية، التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر، بحلول أبريل 2017، في محاولة من أنقرة لمنع مسلحي تنظيم «داعش» من دخول البلاد. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس، أن مقاتلي المعارضة يخاطرون بتعرضهم للقتل في مناطق أخرى من سورية، إذا غادروا مدينة حلب. وقال: «ماذا سيحدث لقوات المعارضة إذا غادرت حلب. ألن يقتلوا في أماكن أخرى؟... لن يأت أحد بحلول ملموسة»، في إشارة إلى محادثات تجرى في فرنسا.
أول اتفاق عالمي لمنتجي النفط منذ 2001
فيينا - «الحياة»، رويترز 
توصلت الدول المنتجة للنفط الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة «أوبك» أمس في فيينا، إلى أول اتفاق في ما بينها منذ العام 2001، ونص الاتفاق على خفض جماعي للإنتاج للتخفيف من تخمة عالمية في الأسواق أضعفت الأسعار العالمية للنفط لسنتين ونيف ما ضغط على الموازنات العامة في دول كثيرة وتسبب باضطرابات في بعض الدول.  وجرى توقيع الاتفاق بعد سنة تقريباً من المناقشات داخل «أوبك» وشكوك متبادلة بين الدول الأعضاء والدول غير الأعضاء، خصوصاً روسيا الدولة المنتجة الكبرى غير العضو، ويرجح أن تركز الأسواق الآن على مدى التزام الموقعين بتعهداتهم. ويتوقع أن تنفذ روسيا التي لم تفِ قبل 15 سنة بوعود بتقليص الإنتاج جنباً إلى جنب مع «أوبك»، تخفيضاً حقيقياً في الإنتاج. لكن محللين يتساءلون ما إذا كان كثر من المنتجين الآخرين من خارج «أوبك» يحاولون تقديم انخفاض طبيعي في إنتاجهم على أنه مساهمة منهم في الاتفاق. وقال الأمين العام لـ «أوبك» محمد باركيندو لصحافيين قبيل المحادثات: «هذا اجتماع تاريخي للغاية... سيعزز الاقتصاد العالمي وسيساعد بعضاً من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تحقيق معدلات التضخم المستهدفة».
وتضم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية معظم الاقتصادات الأغنى في العالم. واتفقت دول «أوبك» الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج بواقع 1.2 مليون برميل يومياً اعتباراً من كانون الثاني (يناير) المقبل وبلغ حجم مساهمة السعودية في ذلك التخفيض 486 ألف برميل يومياً. واتفق المنتجون المستقلون أمس على خفض إنتاجهم بواقع 562 ألف برميل يومياً، بما يقل قليلاً عن الحجم الذي كان مستهدفاً في البداية والبالغ 600 ألف برميل يومياً وفق ما قال مصدران في «أوبك».
وقال المراقب المخضرم لـ «أوبك» مؤسس «بيرا إنرجي للاستشارات» غاري روس: «جميعهم يتمتعون بالأسعار الأعلى والالتزام يميل إلى أن يكون جيداً في المراحل المبكرة. لكن بعد ذلك ومع استمرار ارتفاع الأسعار سيتآكل الامتثال». وأضاف أن المنتجين «غير الأعضاء في أوبك قدموا أكبر مساهمة رأيناها على الإطلاق»، معبراً عن اعتقاده بأن روسيا ستقلص إنتاجها بواقع 300 ألف برميل يومياً بما يتفق مع تعهداتها. وقال إن «أوبك» ستستهدف سعراً للنفط عند 60 دولاراً للبرميل لأن أي سعر فوق ذلك قد يشجع المنافسين على الإنتاج. وساعد هبوط أسعار النفط دون 50 دولاراً للبرميل وأحياناً دون 30 دولاراً من مستويات مرتفعة بلغت 115 دولاراً في منتصف 2014، على الحد من نمو إنتاج النفط الصخري. لكنه أضر بإيرادات اقتصادات معتمدة على النفط من بينها السعودية وروسيا ما اضطر مصدري الخام الكبيرين إلى البدء في أول محادثات للتعاون النفطي في 15 سنة.
وإلى جانب روسيا حضر محادثات أمس عدد من المنتجين المستقلين أو قدموا تعليقات أو تعهدات، وشملت القائمة أذربيجان والبحرين وبوليفيا وبروناي وغينيا الاستوائية وكازاخستان وماليزيا والمكسيك وعُمان والسودان وجنوب السودان. وتواجه دول كثيرة من غير الأعضاء في «أوبك» مثل المكسيك وأذربيجان انخفاضاً طبيعياً في إنتاج النفط، وعبّر بعض المحللين عن اشتباههم بأن تلك الانخفاضات الطبيعية ستدخل ضمن تقليص الإنتاج. وقالت مصادر في القطاع إن عُمان وكازاخستان لم تخطرا بعد شركاءهما الأجانب في حقول النفط في شأن خفض الإنتاج المحتمل. وأخطرت السعودية زبائنها في أوروبا والولايات المتحدة الجمعة بأنها ستخفض إمداداتها النفطية اعتباراً من كانون الثاني، في إشارة إلى أنها بدأت بالفعل تنفيذ خطة خفض الإنتاج. وأخطرت الكويت والعراق والإمارات أيضاً مشتري خامها بخطط تقليص الإمدادات.
ترامب يهاجم «سي آي أي» بعدما أكدت تدخل روسيا لمساعدته
الحياة..واشنطن - جويس كرم 
شهدت الساعات الأخيرة تطورات ساخنة في الساحة الأميركية، بعدما هاجم فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، إثر تسريب صحيفة «واشنطن بوست» خبراً عن كشف تقويم سري نفذته الوكالة، بأمر من الرئيس المنتهية ولاية باراك أوباما، في شأن عمليات قرصنة واكبت الانتخابات الرئاسية، أن روسيا تدخلت في الانتخابات لمساعدته في الفوز.
وسرّبت «واشنطن بوست» أن «التقرير السري الذي عرضته سي آي أي على الكونغرس استنتج أن روسيا تدخلت في الانتخابات الأميركية لمساعدة حظوظ ترامب في الفوز، وليس لضرب صدقية النظام الأميركي»، وهو أول اتهام توجهه «سي آي أي» لروسيا بالعمل لمصلحة ترامب.  وتابعت الصحيفة أن «وكالات الاستخبارات حددت الأفراد المرتبطين بالحكومة الروسية الذين أعطوا موقع «ويكيليكس» آلاف الوثائق التي جرى الاستيلاء عليها بعد اختراق بريد اللجنة الوطنية للحزب الديموقراطي ورئيس حملة ترشح هيلاري كلينتون، جون بودستا. كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أن روسيا اخترقت أيضاً بريد اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، «لكن لم يجر تسريب هذه الرسائل لعدم إيذاء ترامب».  وفي بيان مقتضب، رد الفريق الانتقالي لترامب على تقرير «سي آي أي» قائلاً: «إنهم الأشخاص نفسهم الذين قالوا إن صدام حسين امتلك أسلحة دمار شامل». وأضاف: انتهت «الانتخابات منذ فترة طويلة بأحد أكبر الانتصارات في تاريخ المجمع الانتخابي، وحان الوقت للمضي قدماً وجعل أميركا عظيمة مجدداً».
وتهدد إشارة الفريق الانتقالي إلى الخطأ الاستخباراتي «الأكثر إذلالاً» في تاريخ «سي آي أي» حول حكم صدام حسين في العراق، بإلقاء ظلال على العلاقات بين إدارة ترامب و «سي آي أي» بعد توليه الرئاسة في ٢٠ كانون الثاني (يناير) المقبل، ويعكس مدى التشنج بين الوكالات الحكومية الأميركية. وكان ترامب شدد مرات على عدم وجود أدلة تشير إلى أن الرئيس الروسي بوتين، الذي كان تعهد تحسين العلاقات بين الدولتين، لعب دوراً في الانتخابات الأميركية. وهو عيّن في إدارته مايك فلين المقرب من روسيا مستشاره للأمن القومي. ترافق ذلك مع تصدر اسم مدير شركة «إكسون موبيل» العملاقة للنفط، ركس تيليرسون لائحة المرشحين لمنصب وزير الخارجية، وهو من رجال الأعمال الأميركيين الذين فاوضوا بوتين وتعاملوا معه لعقود، ووقع معه عام 2011 عقداً نفطياً بقيمة 500 بليون دولار، لكنه توقف بسبب العقوبات على موسكو. ونقلت قناة «إن بي سي» الأميركية مساء أمس عن مصدرين في حملة ترامب انه يتوقع اختيار تيليرسون وزيراً للخارجية. ويعارض تيليرسون، وهو من الجمهوريين التقليديين من ولاية تكساس، مبدأ العقوبات على الدول. وأوصى به وزير الدفاع السابق روبرت غيتس ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس.
وجرى استبعاد اسم الرئيس السابق لبلدية نيويورك رودي جولياني من لائحة المرشحين لمنصب وزير الخارجية والتي باتت تضم إلى تيليرسون، المرشح الجمهوري للرئاسة عام 2012 ميت رومني، والسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، والسناتور عن ولاية تينيسي بوب كوركر، والأميرال المتقاعد جيمس ستافريديس.  وفي خطاب ألقاه أمام المشاركين في «حوار المنامة» حول الأمن الإقليمي في عاصمة البحرين، قال الجنرال الأميركي المتقاعد ديفيد بترايوس الذي يتداول اسمه أيضاً كأحد المرشحين المحتملين لتولي منصب وزير الخارجية أن الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الست الكبرى في تموز (يوليو) 2015 «يحتوي عناصر سلبية مهمة نرى أنها مصدر قلق بينها إمكان استمراره بين 10 و15 سنة، وحصول إيران على بلايين الدولارات من أموالها المجمدة».
لكن بترايوس لفت إلى «عناصر إيجابية في الاتفاق تشمل خصوصاً كبح سعي طهران إلى الحصول على سلاح نووي، علماً أن ترامب وعد خلال حملته الانتخابية بـ «تمزيق» الاتفاق النووي مع إيران، ووصفه بأنه «أسوأ اتفاق جرى التفاوض عليه».
القرضاوي: لو كان لدي قدرة لقاتلت مع الثوار في حلب
الراي.. (د ب أ)
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي أمس السبت إنه «لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع الثوار في حلب» شمالي سورية. جاء ذلك خلال كلمة له باليوم الختامي لفاعلية حملت عنوان «يوسف القرضاوي إمام الوسطية والتجديد»، نظمها على مدار يومين بمدينة اسطنبول التركية، مركز الحضارة للبحوث والدراسات بمناسبة مرور 90 عاما على ميلاد القرضاوي، بحسب وكالة الأناضول للأنباء. وفي معرض حديثه عما يحدث في سورية أوضح القرضاوي أنه «لابد أن نعترف بأن الشعب السوري قام في أول الأمر بثورة لا حجر فيها ولا سكين، خرج يريد الحياة والحرية وحسب، وظل يقاتل وهو لا يملك أي شيء أمام نظام يملك الجيش والشرطة والسلاح والبراميل المتفجرة والكيماوي».
وتابع: «انظروا إلى حلب التي ظننا أنها انتصرت لا يزالون مصرين على قتل أهلها، لو كان لدي قدرة لذهبت مع الذاهبين وقاتلت مع المقاتلين هناك الذين يقاتلون الطاغوت وحدهم». وفي سياق متصل لفت رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أنه «حينما جاء الربيع العربي وانتصرت تونس (2011) في بادئ الأمر و هرب ذلك الرجل (في إشارة إلى الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) بما هرب به من مليارات، تحرر الشعب ونال حريته». وواصل حديثه في هذا الصدد قائلا: «وكانت بعدها (بعد تونس) ثورة مصر فحاول الرئيس المصري (الأسبق حسني مبارك) أن يستولي ومن معه على عشرات المليارات، لكنهم ومع ذلك لم يستطيعوا مع كل وسائلهم أن يخمدوا ثورة الشعب، فالشعوب لا تهزم بهذه الطريقة». واستطرد القرضاوي: «أمة الإسلام يقدرونها بمليار و700 ألف مليون، وتزداد يوما بعد يوم، لكن الأصل ليس بكثرة العدد ولكن ما في هذا العدد من عبادة وعمل وإخلاص وتضامن، وهذا ما يجب أن تكون عليه الأمة بمفهومها الشامل، لأنه ومهما قلنا إن مكوناتنا عرب وعجم وأتراك وهنود وأجناس وأقوام، إلا أننا نستمد روح الجمع من الإسلام».
رئيس مجموعة إكسون موبيل مرشح لتولي الخارجية الأميركية
عكاظ...أ ف ب (واشنطن)
أفادت وسائل إعلام أمريكية عدة اليوم (السبت) أن رئيس مجلس إدارة مجموعة إكسون موبيل النفطية العملاقة ريكس تيلرسون الذي تربطه علاقات أعمال وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرشح لتولي منصب وزير الخارجية، حتى أن شبكة "ان بي سي" أكدت أن دونالد ترمب اختاره فعلا. ونقلت الشبكة السبت عن مصدرين قريبين من الفريق الانتقالي أن الرئيس المنتخب اختار تيلرسون وزيرا للخارجية على أن يكون مساعده جون بولتون، السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة في عهد جورج دبليو بوش.
لكن المصدرين أكدا أن لا شيء مؤكدا حتى الإعلان الرسمي للتعيين الذي سيتم على الأرجح الأسبوع المقبل.
بدورها، أكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن تيلرسون (64 عاما) هو الأوفر حظا لرئاسة الدبلوماسية الاميركية استنادا إلى مسؤولين قريبين من ترامب. واضافت الصحيفة الاقتصادية أن تيلرسون الذي يدير إكسون موبيل منذ 2004 سيلتقي ترامب مجددا خلال نهاية الأسبوع. والجمعة، أعلن فريق ترمب ان الرئيس السابق لبلدية نيويورك رودي جولياني سحب ترشيحه طوعا، ما يفسح المجال أمام خصومه وبينهم المرشح الجمهوري الأسبق للبيت الأبيض في 2012 ميت رومني. ولاكسون موبيل أنشطة في مجالي النفط والغاز في أكثر من خمسين بلدا، ووقعت خصوصا شراكات مع شركة روسنفط الروسية التي تملكها الدولة منذ 2011. وفي 2012، قلد بوتين تيلرسون وسام الصداقة. ويقول الإعلام الأمريكي أن العقود التي وقعتها المجموعة مع روسيا قد تبلغ عائداتها 500 مليار دولار. ويعكس الاختيار المحتمل لتيلرسون التوجه الذي أعلنه ترمب لجهة تحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو.
إعتداء مزدوج في إسطنبول يخلف 30 قتيلا.. غالبية الضحايا من عناصر الشرطة
إيلاف- متابعة.. اسطنبول: قتل 29 شخصا على الأقل غالبيتهم من عناصر الشرطة، وأصيب 166 آخرون، في اعتداء مزدوج ضرب مساء السبت وسط اسطنبول، على ما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان سويلو. وأوضح الوزير خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، أن 27 من القتلى الـ29 هم من عناصر الشرطة، لافتا إلى أن الإثنين الآخرين مدنيان. وكانت وزارة الصحة التركية أعلنت في وقت سابق مقتل 15 شخصا وإصابة 69 آخرين في الاعتداء المزدوج.  من جهة ثانية، أعلن سويلو أن عشرة أشخاص وضعوا قيد الاحتجاز في إطار الاعتداء.  وأوضح الوزير أن الانفجار الأول حصل عندما استهدفت سيارة مفخخة سيارة أخرى تابعة للشرطة بالقرب من الملعب الكبير التابع لنادي بيسيكتاس إثر انتهاء مباراة لكرة القدم، مشيرا إلى أن الانفجار الثاني "الذي يبدو أن انتحاريا نفذه" دوى داخل متنزه ماتشكا القريب. وندد سويلو بـ"مخطط مقيت للغاية"، في حين لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الاعتداء المزدوج.
في وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في بيان "يبدو أن التفجيرين اللذين دويا فور انتهاء المباراة بين (فريقي) بيسيكتاس وبورصة سبور كانا يستهدفان التسبب بأكبر عدد ممكن من الضحايا". واعتبر اردوغان أن "اسم المنظمة التي نفذت الانفجارين ليس له أي أهمية"، مضيفا "يجب ألا يشكك أحد في أننا سنتوصل إلى هزيمة هذه المنظمات الإرهابية وأولئك الذين يقفون وراءها".  وضرب الاعتداء المزدوج منطقة سياحية في اسطنبول تقع بين ميدان تقسيم الشهير وقصر دولمبهس الإمبراطوري السابق على الجانب الأوروبي من هذه المدينة.  وعلى اثر التفجيرين سارعت السلطات إلى إغلاق كل المداخل المؤدية إلى الملعب الذي انتشر بالقرب منه عشرات من رجال الشرطة مزودين مدافع رشاشة وأسلحة ومانعين حركة المرور، بينما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المنطقة.
- موجة اعتداءات -
وقع هذا الاعتداء المزدوج في منطقة مزدحمة في الجانب الأوروبي من اسطنبول، على مفترق طرق رئيسية وخطوط النقل العام. وقال أحد شهود العيان لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه إنه رأى "أشلاء تتطاير".  من جهته رأى مراسل آخر لفرانس برس حافلة تابعة للبلدية تستخدم لنقل عناصر الشرطة وقد تحطمت نوافذها. وقال فريق بيسيكتاس في بيان إن "إرهابيين (...) هاجموا قوات الأمن الشجاعة التي كانت تؤمن سلامة أنصارنا وأنصار (فريق) بورصة سبور الزائر (...) ونحن نقف ضد هؤلاء الجبناء".
وحظرت السلطات بث صور متعلقة بالهجوم، وهو تدبير يتخذ إثر حصول أي اعتداء.  وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن المدعي المتخصص بمكافحة الارهاب في اسطنبول فتح تحقيقا في الاعتداء.  وشكلت تركيا هدفا لاعتداءات كثيرة مرتبطة بالتمرد الانفصالي الذي يقوده حزب العمال الكردستاني أو بتنظيم الدولة الإسلامية، وقد استهدفت تلك الاعتداءات خصوصا اسطنبول وأنقرة. ويشن حزب العمال الكردستاني وفصيل "صقور حرية كردستان" المنشق عنه هجمات تستهدف بانتظام سيارات تابعة للشرطة.  وخلف اعتداءان سابقان استهدفا سيارات للشرطة عشرات القتلى هذا العام في أنقرة. وفي اسطنبول، قتل أربعة سياح وأصيب 36 شخصا في آذار/مارس في هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم الدولة الإسلامية.  وقالت السلطات التركية أيضا إن الجهاديين كانوا وراء اعتداء أدى إلى مقتل 47 شخصا في حزيران/يونيو بمطار أتاتورك في اسطنبول. وتركيا عضو في التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، وأطلقت في آب/أغسطس عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الجهاديين.  وردا على ذلك، توعد تنظيم الدولة الإسلامية مرارا بشن هجمات ضد تركيا.  وفي ضوء خطر حصول اعتداءات إرهابية في اسطنبول، أمرت الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر بإجلاء عائلات موظفي قنصليتها من العاصمة التركية. في المواقف، دانت سفارة الولايات المتحدة في أنقرة على تويتر "الاعتداء الجبان" في اسطنبول، مؤكدة وقوفها "جنبا إلى جنب مع الشعب التركي ضد الإرهاب". وأعرب رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز من جهته عن "تضامنه مع المواطنين الأتراك، ومع عائلات ضحايا اعتداء اسطنبول".
 
أردوغان يرى «عصراً جديداً» والمعارضة تخشى «نموذج كوريا الشمالية»
أنقرة – «الحياة» 
طرح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا على البرلمان أمس مشروع قانون لتعديلات دستورية تحوّل النظام رئاسياً، ما يعزّز صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان الذي تحدث عن «بداية عصر جديد»، فيما اعتبرت المعارضة أن تركيا «تتّجه إلى نموذج كوريا الشمالية ودولة الحزب الواحد». وتسلّم رئيس البرلمان إسماعيل حقي كهرمان المشروع الذي نال تأييد 316 من النواب الـ550، علماً أن إحالته على استفتاء عام تتطلّب موافقة 330 نائباً. ويدعم حزب «الحركة القومية» المشروع، ما يرفع إلى 355 عدد النواب المؤيّدين من الحزبين. وكانت «خلافات بسيطة على الصياغة» أخّرت مرتين طرح المشروع، واضطُرت رئيس الوزراء بن علي يلدرم إلى لقاء رئيس «الحركة القومية» دولت باهشلي من أجل الاتفاق على كل النقاط، قبل تقديمه للبرلمان، استعداداً لبدء ماراثون مناقشة مواده العشرين، قبل التصويت عليها وطرحها على استفتاء عام ربيع العام المقبل.
وذكرت مصادر مقرّبة من القوميين أن الخلاف كان حول صوغ ديباجة المشروع وسبب تحويل النظام رئاسياً، إذ رفض القوميون حصر الأمر في رغبة أردوغان، مطالبين بوضع أسباب مقنعة. وأضافت أن الجانبين اتفقا على رفع عدد النواب إلى 600، وتفعيل نظام «النائب الاحتياط» الذي سيُحدّد عن كل دائرة انتخابية، لكي يحلّ مكان النائب المعني، في حال وفاته أو عزله. كما اتفق الطرفان على تنظيم الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية في آنٍ عام 2019. ويُدخل المشروع تعديلات على تركيبة المحكمة الدستورية العليا والهيئة العليا للقضاة والمدعين، إذ سيعيّن الرئيس نصفهم والبرلمان نصفهم الآخر. وترى المعارضة في ذلك حصانة مطلقة لأردوغان، لأن معظم القضاة سيكونون إما معيّنين منه أو بواسطة حزبه. وعلّق الرئيس على التعديلات قائلاً: «إن شاء الله، ستكون بداية عصر جديد. آمل بأن يعبر (المشروع) بنجاح مرحلة البرلمان». لكن المعارضة اليسارية والكردية وجّهت انتقادات عنيفة، إذ اعتبر رئيس «حزب الشعب الجمهوري» كمال كيلجدارأوغلو أن «تركيا تتّجه إلى تطبيق نموذج كوريا الشمالية ودولة الحزب الواحد، من خلال الإبقاء على علاقة الرئيس بحزبه وتنظيم الانتخابات الرئاسية والنيابية في آنٍ، ما يضمن لأي رئيس مُنتخب غالبية مريحة في البرلمان، وسيطرة على المؤسستين التشريعية والتنفيذية... ستمتد إلى السلطة القضائية أيضاً». ورفض «إعداد دستور في مطبخ حزب»، منبّهاً إلى أن التعديلات المقترحة تهدّد «تقليداً برلمانياً يعود إلى 140 سنة».
أما ميرال دانيس بيشطاش، وهي نائب عن «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي، فرأت أن النظام الرئاسي «سيضع البلاد تحت وصاية شخص وإرادته». إلى ذلك، بثّت شبكة «أن تي في» أن السلطات التركية أصدرت مذكرات لتوقيف 55 شخصاً، بينهم رجال أعمال، تشتبه في تقديهم دعماً مالياً لجماعة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي. وترجّح السلطات تورّط رجال الأعمال بنقل مبالغ مالية ضخمة بين تركيا وتنزانيا وأوغندا وكازاخستان، منذ العام 2014.
 مركل تندد ببطء تنفيذ اتفاق الهجرة مع تركيا
الحياة...برلين - أ ف ب 
نددت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس بالبطء الذي يشهده تطبيق اتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي سعى إلى قطع طريق الهجرة عبر بحر إيجه. وقالت مركل في رسالتها الصوتية الأسبوعية إن «حماية الحدود البرية أكثر سهولة من الحدود البحرية. لذا، أبرمنا الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي. مع الأسف لم نحرز تقدّماً في التطبيق بقدر ما نرغب». وزادت: «لا يمكننا القبول بدفع أفراد مبالغ طائلة للمخاطرة بحياتهم». وينص الاتفاق المثير للجدل المبرم مع أنقرة في آذار (مارس) الماضي، بإعادة المهاجرين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. في المقابل تعهّد الاتحاد الأوروبي بـ «إعادة توطين» سوري من اللاجئين على أراضيه، في مقابل كل سوري يرحّل من اليونان. منذ آذار نقل 1187 مهاجراً من الجزر اليونانية إلى تركيا، وأعيد توطين 2761 لاجئاً سورياً في بلدان الاتحاد وفق الأرقام التي نشرتها المفوضية الأوروبية الخميس الماضي. أما المهاجرون المتوافدون مذاك إلى الجزر اليونانية فشهدت أعدادهم تراجعاً كبيراً إلى معدّل 92 مهاجراً يومياً، بعد أن بلغت أحياناً 10 آلاف في يوم واحد قبل عام، وفق المفوضية.
 «طالبان»تجدد استعدادها لحوار مع واشنطن
الحياة..إسلام آباد - جمال اسماعيل 
أكدت حركة «طالبان» المناوئة للحكومة الأفغانية، استعدادها لتجديد الحوار المباشر مع الإدارة الأميركية في شأن وقف الصراع في هذا البلد، ضمن شروط أولها رفع أسماء قادتها من اللائحة السوداء للإرهابيين، التي وضعتها الأمم المتحدة.ونسبت مصادر إعلامية أفغانية إلى سهيل شاهين، عضو المكتب السياسي للحركة في العاصمة القطرية الدوحة، قوله أن «الولايات المتحدة تحتاج الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحركة لإنهاء الاحتلال الأميركي لأفغانستان»، مطالباً بالاعتراف بالمكتب السياسي للحركة في الدوحة، مع تحذيره من الشعارات التي ترفعها واشنطن وكابول، «ستعقد المشكلة في أفغانستان أكثر مما ستساعد في إيجاد حل سلمي لها». ولا تزال «طالبان» تصرّ على رفض الحوار المباشر مع كابول بحجة «عدم امتلاك الأخيرة زمام أمرها، وكون الصراع الحقيقي في أفغانستان بين مقاتلينا والقوات الأميركية». وكانت كابول ردت على رفض «طالبان» إجراء حوار بينها، وتبنيها عمليات مسلحة في مناطق أفغانية عدة، بينها الهجوم على وزارة الدفاع والحرس الرئاسي، والتي أدت الى مقتل وجرح أكثر من 400 شخص وفق المصادر الرسمية، بالتمسك بمحاولة استئصال «طالبان» بالقوة، مكررة اتهامها الحكومة الباكستانية واستخباراتها بالوقوف خلف العمليات العسكرية التي تنفذها الحركة.
ميدانياً، اتهمت «طالبان» القوات الحكومية بقصف مجمع سكني وتجاري في منطقة غيزاب بعد سيطرة مقاتليها على منطقة مجاورة في نيكوزو وجاليزو، وتدمير 53 منزلاً لمدنيين. كما أعلنت استسلام وحدة من الشرطة الأفغانية لقواتها في منطقة لشكرجاه، عاصمة ولاية هلمند (جنوب) التي تحاصرها «طالبان» منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وأعلنت وزارة الداخلية أن قواتها اعتقلت مسؤولاً مالياً في تنظيم «القاعدة» في منطقة خوغياني بولاية ننغرهار (شرق). وأشارت الى أن الموقـــوف كان مقـــيماً في الأراضي الباكـــستانية وأصيب بجـــروح خلال عمــلية اعـــتقاله التي شهدت مقتل أحد مرافـــقيه، علماً أنها جاءت بعد نحو شهر ونصف الشهر على مقتل فاروق القحطاني، أحد قادة «القاعدة»، في غارة نفذتها طائرة أميركية بلا طيار في ولاية كونار (شرق).
تيبتي يحرق نفسه احتجاجاً على الوجود الصيني
(أ ف ب)
احرق تيبتي نفسه في شمال غرب الصين الخميس احتجاجا على الوجود الصيني في منطقته، على ما اعلنت مجموعة داعمة لقضية التيبت السبت. ودعا الرجل الى عودة الدلاي لاما الزعيم الروحي للتيبت اليها فيما اضرم النار بملابسه مساء أول من أمس في ماكو، المنطقة التي يقيم فيها تيبتيون في اقليم غانسو، على ما نقلت جمعية الحملة الدولية من اجل التيبت.
واوضحت الحكومة التيبتية من منفاها بالهند ان هذه الحالة هي الـ145 لافراد يحرقون أنفسهم في التيبت او مناطق صينية اخرى خارج التيبت منذ 2009. في تسجيلات فيديو متوافرة على الانترنت يبدو الرجل اثناء سيره في احد الشوارع وجسمه مشتعل بالكامل قبل ان يسقط ارضا تحت انظار المارة. واوضحت الجمعية ان الرجل هو تاشي رابتن البالغ 30 عاما مضيفة ان الشرطة المحلية اوقفت زوجته واثنين من اولادهما واقارب اخرين بعد ان طالبوا باستعادة جثته. وافادت الحملة الدولية من اجل التيبت بان رابتن راهب سابق انهى حياته في الشارع والظروف نفسها كما فعل احد افراد عائلته في اذار 2012.
فرنسا احبطت 17 تفجيراً في سنة واقتراح تمديد «الطوارئ» لحماية الانتخابات
الحياة..باريس، بروكسيل، واشنطن – أ ب، أ ف ب، رويترز – 
أعلن رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف، أن بلاده أحبطت 17 تفجيراً إرهابياً هذه السنة، وطلب من البرلمان تمديد حال الطوارئ الى 15 تموز (يوليو) 2017، بعد الانتخابات الرئاسية والنيابية. وسيناقش البرلمان الطلب الثلثاء المقبل، ومجلس الشيوخ الخميس المقبل، علماً أن العمل بها ينتهي في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل. ومدّدت الحكومة الطوارئ أربع مرات، والأخيرة بعد الهجوم الذي أوقع 86 قتيلاً في 14 تموز الماضي، بعدما أعلنتها في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 الذي شهد تفجيرات في باريس أوقعت 130 قتيلاً. وقال كازنوف أن الحكومة «ستطلب من البرلمان تمديد حال الطوارئ سبعة أشهر إضافية، حتى 15 تموز»، معتبراً الأمر «ضرورة ملحّة» لحماية فرنسا قبل الانتخابات. وحذر في ختام جلسة استثنائية للحكومة، من أن «هذه الفترة من الحملة الانتخابية التي ستشهد عدداً ضخماً من اللقاءات العامة والتجمّعات، يمكن أن تشكّل أيضاً إطاراً لخطر متزايد لحصول اعتداءات» يشنّها «الذين يريدون ضرب قيمنا الديموقراطية والمبادئ الجمهورية في القلب».
وأضاف: «بوضعنا تاريخ الاستحقاق بعد الانتخابات، نتيح لرئيس الجمهورية والبرلمان اللذين سينبثقان من الانتخابات المقبلة، وقتاً ضرورياً لتقويم الوضع قبل اتخاذ قرار في شأن تمديد إضافي محتمل». ونبّه الى أن «التهديد الإرهابي» ما زال «على مستوى عال» في فرنسا والدول الأوروبية المجاورة، متحدثاً عن «خطر وشيك» مرتبط بعمليات تنظيم «داعش». واعتبر كازنوف أن حال الطوارئ «أثبتت فاعليتها في شكل كامل»، إذ شملت 4194 تفتيشاً لمنازل، ما أدى إلى توقيف 517 مشتبهاً به، واحتجاز 434 ومصادرة نحو 600 سلاح ناري، بما في ذلك 77 «سلاح حرب» العام الماضي. وأشار الى أن لـ420 من الموقوفين صلات بـ»شبكات إرهابية». وأعلن إحباط 17 تفجيراً إرهابياً هذه السنة، لافتاً الى أن 700 فرنسي أو أجانب كانوا يقيمون في فرنسا، موجودون الآن في العراق وسورية. وتابع أن 222 منهم قُتلوا هناك، فيما أن أكثر من 2000 منخرطون في شبكات لمتشدّدين.
الى ذلك، أعلن مسؤولون عسكريون أن هجوماً شنّته طائرة أميركية بلا طيار في سورية، أسفر أواخر الشهر الماضي، عن مقتل المتشدد أبو بكر الحكيم في مدينة الرقة، معقل «داعش» في سورية. ورجّحوا تورّطه بالهجوم على أسبوعية «شارلي إبدو» الفرنسية الساخرة، ما أوقع 12 قتيلاً في باريس في 7 كانون الثاني 2015. في غضون ذلك، أعلنت النيابة الفيديرالية البلجيكية توقيف شاب وشقيقته، متحدّرين من عائلة صربية مسلمة تقيم في بلجيكا، للاشتباه في ارتباطهما بـ»داعش». وأوقف الشقيقان قبل أسبوع، إذ إن الشاب (21 سنة) وشقيقته (19 سنة) أجريا ترجمات لمصلحة مجلة «دابق» الدعائية التي يصدرها التنظيم. كما عُثر في هاتف الشاب الخليوي على أفلام شديدة العنف، بعضها لإعدامات. وهاجرت عائلة الموقوفين قبل 16 سنة لتستقر في بلجيكا، حيث تابعا دراستهما وتبنّيا الفكر المتشدد، عكس إرادة والديهما. وجرى تبادل الترجمات عبر خدمة «تلغرام» للرسائل الفورية المشفرة التي يستخدمها أنصار «داعش».
إلى ذلك، قال شقيق الهولندي جواد أ. الذي أوقف الأربعاء الماضي في منزله في روتردام وتشتبه السلطات بـ «إعداده لجريمة إرهابية»، بعدما ضبطت معه أسلحة ومفرقعات، أنه يتحدر من أصل مغربي، وعمِل في الميناء. وأضاف أن شقيقه «مؤمن، يصلّي 5 مرات في اليوم وليس إرهابياً»، وسأل: «هل سمعتم بإرهابي يعمل في الميناء؟». على صعيد آخر، أفادت وكالة «فرانس برس» بأن ثقة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالدور المحوري للقوات الخاصة في مكافحة «داعش» و»القاعدة»، تزعج العسكريين الآخرين في الجيش. وأدت مقالات نُشرت في الأسابيع الأخيرة، وكشفت تفاصيل دور هذه القوات في مكافحة المتشدّدين، الى تأجيج التوتر، فتدخل قائد القوات الخاصة الجنرال راي توماس، إذ اغتنم زيارة أوباما الثلثاء الماضي الى المقرّ العام لهذه القوات في ولاية فلوريدا، لمطالبته بنزع فتيل «التوتر» في وزارة الدفاع والإدارة. كما توجّه الى واشنطن للقاء مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي، ورئيس لجنة القوى المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» أوردت أن «القيادة المشتركة للعمليات الخاصة» ستحظى بـ»مزيد من الصلاحيات للمراقبة والتخطيط، وعند الحاجة لشنّ هجمات على خلايا إرهابية حول العالم». لكن هذه الصلاحيات تهدد بالتعدي على صلاحيات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) أو قادة عسكريين مسؤولين عن إحدى مناطق العالم، مثل قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل. وأشار مسؤول أميركي الى أن دور القوات الخاصة سيقتصر على «تنسيق» حملة مكافحة الإرهاب، فيما أفاد موقع «ديلي بيست» الإخباري بأن القيادة المشتركة للعمليات الخاصة ستوسّع مركزاً سرياً في الشرق الأوسط، لجمع معلومات استخباراتية حول المتشدّدين.
 
كيف ستغير الطباعة الثلاثية الأبعاد فترة ما بعد الحرب؟
المستقبل...باميلا كسرواني (متخصصة في الثقافة والمواضيع الاجتماعية)
نتذكر جميعنا صور الدمار الذي ألحقه تنظيم «داعش» الإرهابي بالمواقع الأثرية في مدينة تدمر السورية قبل نحو عام؛ كالبوابة التاريخية للمدينة والمعابد والمقابر التي شيدّت قبل آلاف السنوات، حيث نُسفت بشكل تام. لكن، تراث هذه المدينة الأثري لم يختفِ تماماً؛ فها هو ذا يعود تدريجياً؛ ليس على أرض الواقع بل بفضل نماذج ثلاثية الأبعاد تُعيد إحياءها مجدداً. فقبل بضعة أشهر، أطلّت البوابة التاريخية لمعبد تدمر في ميدان ترافلغار في العاصمة البريطانية لندن أولاً، ثم في الساحة الرئيسية أمام بلدية نيويورك، على أن تُعرض لاحقاً في دبي، وهي نسخة مرمّمة ثلاثية الأبعاد لقوس النصر الذي تعرض للتدمير على يد «داعش»، وذلك ضمن شراكة استراتيجية بين مؤسسة دبي للمستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنظمة اليونسكو ومعهد الآثار الرقمية البريطاني (المشروع المشترك بين جامعتي هارفارد وأكسفورد)، في إطار مشروع عالمي يهدف إلى تصوير وتوثيق المواقع الأثرية المهددة بالتدمير والزوال في المنطقة العربية وإعادة بنائها بالكامل باستخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد لحمايتها والحفاظ عليها من الاندثار، باعتبارها إرثاً حضارياً إنسانياً. ويؤكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل ونائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمؤسسة دبي لمتحف المستقبل، أنّ إعادة بناء القوس وترميمه يحمل رسالة مهمة، قائلاً: «إنها رسالة موجهة لمن يظنّون أنهم قادرون على القضاء على تراثنا البشريّ من خلال ممارساتهم التدميرية»، موجهاً كلامه لهم بالقول: «كل ما تدمّرونه، يمكننا أن نعيد بناءه، وما تهدمونه، نستطيع أن ننهض به من جديد. فرغبتنا في العيش والعمل معاً كمجتمع واحد هي القوّة العظمى التي تستطيع إعادة بناء كلّ ما تزعزعونه.»
ولا يعدّ ترميم البوابة التاريخية في تدمر باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد سوى خطوة في مشوار الألف ميل الذي يقطعه مشروع «قاعدة بيانات المليون صورة»، والذي يهدف إلى جمع الصور التي يرسلها مصوّرون متطوعون أو أفراد على شبكات التواصل الاجتماعي أو مؤسسات من أجل إنشاء قاعدة بيانات مفتوحة المصدر لتاريخ البشرية المُتجسِّد في كل ما شيّدناه من آثار، وكأنه مشروع أشبه بـ «غوغل إيرث»Google Earth للإرث البشري. وحول هذه المبادرة، يُعلّق محمد القرقاوي قائلاً: «إن قدرتنا على حفظ المعالم ثلاثية الأبعاد رقمياً وبدقة عالية تفتح المجال أمام عدد من التطبيقات الجديدة المميزة، وتتيح قاعدة بيانات المليون صورة توثيق المعالم التي تتمتّع بقيمة تراثيّة كبيرة ودراستها وحمايتها من الضياع والتلف، كما تسمح أيضاً بتشارك نسخ عنها تُعرض أمام الناس حول العالم ممن لا تتاح لهم فرصة مشاهدة آثار تاريخنا المشترك». في هذا السياق، جذب العمل على الحفاظ على إرثنا البشري، لاسيما المُهدَّد منه في مناطق النزاع، والعمل على تطوير علم الآثار لدمجه بالتكنولوجيا الحديثة كالطباعة ثلاثية الأبعاد والطائرات من دون طيّار العديد من المؤسسات والدول. فإضافة إلى مشروع مؤسسة دبي للمستقبل ومعهد الآثار الرقمية البريطاني، استخدمت مؤسسات أخرى، على غرار الشركة الفرنسية الناشئة «إكونيم«، الخبيرة بمسح المواقع الأثرية المهددة تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد في هذا المجال. ويشير إيف أوبلمان، المؤسس المشارك، بأنّ الشركة التي تأسست عام 2013 تُركّز معظم نشاطاتها على التراث المعرض للخطر، مؤكداً أنهم يعملون على مجموعة ثلاثية الأبعاد لمواقع أثرية في كل من سوريا وأفغانستان والعراق، تعدّ من بين الأهم من نوعها.

[ الأرشفة الرقمية

في ما يتعلّق بمشروع المليون صورة، فقد استُخدمت في عملية الترميم تكنولوجيا معروفة باسم توصيف السطوح التي تبتكر نماذج ثلاثية الأبعاد عن الأشياء وتسلّط بهذا ضوءاً جديداً على الآثار القديمة. في هذا السياق، تُستخدم تقنية التصوير المتقدّمة للحفاظ على النُّصب التذكارية المعرضة للخطر في مناطق النزاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال جمع «قاعدة بيانات المليون صورة». ويمكن تحميل هذه الصور كي يتمكّن علماء الآثار والمؤرّخون حول العالم من دراستها. وتشمل تطبيقات قاعدة بيانات المليون صورة القدرة على دراسة الآثار وكشف النقوش المخبأة والفوارق الطفيفة في الملمس والعناصر الأخرى، والتي لا يمكن استكشافها باستخدام المقاربات التقليديّة المعتمدة في علم الآثار. ويقول القرقاوي في هذا الصدد: «تتيح لنا قاعدة بيانات المليون صورة رؤية هذه الآثار من زاوية جديدة؛ فعملنا مع معهد الآثار الرقمية يعكس الخطة التي أعدّها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لمتحف المستقبل والهادفة إلى جمع ابتكارات ذات تطبيقات وأثر عالميين بما يتخطى حدود الإنجازات التي يمكننا تحقيقها حالياً». من جهتها، تعتمد شركة «إكونيم» ثلاث طرق، تختلف باختلاف الموقع، من أجل جمع الصور وتحويلها باستخدام التقنية الثلاثية الأبعاد. ويشرح لنا أوبلمان أن التقنية الأولى ترتكز على إرسال طائرة بلا طيار لمسح الموقع والتقاط آلاف الصور لأدنى تفاصيله. ثم يتمّ وضع هذه الصور في خوارزمية تدمجها وتعيد بناء نموذج ثلاثي الأبعاد من الموقع كما نراه بالعين المجردة ويمكن التحكم به على الحاسوب من أجل تصميم مقاطع الفيديو أو النماذج التفاعلية. ويضيف أوبلمان بأن «هذه التقنية هي الأسهل لتغطية موقع من آلاف الكيلومترات بكل دقة ووضوح».

أما الطريقة الثانية، فتُستخدم في المواقع التي لا يمكن الوصول إليها، كما هي الحال في بعض المناطق العراقية كنمرود في الموصل وهنا يقول أوبلمان: «نستخدم طائرات من دون طيار طويلة المدى نُحدّد لها المناطق الجغرافية لالتقاط آلاف الصور ثم نعتمد الخوارزمية ذاتها لتصميم نماذج ثلاثية الأبعاد».

وتحتم الطريقة الثالثة عملاً جماعياً أكبر وهي الأكثر اعتماداً حالياً في سوريا، حيث يشرح أوبلمان بالقول: «نحاول العمل مع علماء آثار سوريين لا يملكون هذه التكنولوجيا، فنقوم بتدريبهم على التقاط الصور التي يرسلونها إلينا لنقوم بإعادة تشكيل الموقع مثل ما حصل مع قلعة الحصن، في حمص، التي أعدنا تشكيلها بالكامل ومواقع سوريّة أخرى ضمن مشروع «التراث السوري» الذي بات يضم نحو 20 موقعاً أثرياً».

[ ما بعد التقنية ثلاثية الأبعاد

لا شك أن التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد قلبت مفهوم حفظ التراث والآثار رأساً على عقب، إذ يقول المدير التنفيذيّ لمعهد الآثار الرقمية روجر ميشال: «لعلّ الجانب الأبرز من هذه التكنولوجيا أنه بات بإمكاننا ليس فقط الحفاظ على المعالم والاطلاع عليها بدقة عالية، بل طباعتها بتقنية ثلاثية الأبعاد بالإسمنت والحجارة الرملية والمواد الرخامية وبآلات متطورة. وتتمثل مهمتنا بإعادة بناء المعالم التاريخية في الشرق الأوسط التي تعتبر رموزاً هامة لموروثنا الثقافي المشترك الذي تم تدميره». من جانبه، يرى أوبلمان أنّ هذا العمل الدقيق للأرشفة الرقمية لم يعد مجرد عمل يستهدف مجتمع العلماء والخبراء، بل سيصبح متوفراً للجميع، لافتاً بقوله «في البداية، كنّا نتوجه الى الخبراء وعلماء الآثار، إلا أننا لاحظنا أن هذه النماذج الثلاثية الأبعاد تهّم عامة الناس وتفيدهم». وأهم ما في هذه التكنولوجيا الحديثة، من وجهة نظره، هي أنها توفّر الوقت والمال مضيفاً: «من شأن حملة على المستوى الوطني أو الإقليمي أن تُكلّف اليوم حوالي 100 ألف يورو من أجل الأرشفة الرقمية ثلاثية الأبعاد لعشرة مواقع أثرية، كما تحتاج إلى بضعة أشهر فقط، في حين أن اعتماد الطرق التقليدية على غرار ماسحة الليزر تتطلب عملاً على مدار عام وفرق عمل أكبر، كما تفوق تكلفتها عشرة أضعاف ما قد تكلفه التقنية الحديثة». ويشير إلى أنّ ثمن الطائرات من دون طيار يشهد انخفاضاً، وباتت حتى فرق علماء الآثار المحلية قادرة على شرائها، كما أن التقاط الصور على الأرض لا يتطلب آلات تصوير متطورة؛ الأمر الذي يسمح للخبراء المحليين بأن يكونوا فاعلين في عملية الرقمنة من أجل توثيق المواقع في كل أنحاء البلاد. إلى ذلك، علينا ألا ننسى أن التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد تسمح للعالم باكتشاف عجائب ثقافية وتراثية قد تكون مجهولة، حيث يوضح أوبلمان بقوله « هناك العديد من المواقع المجهولة في الشرق الأوسط، إما لأنه لا أحد يقصدها أو لأنها ممنوعة لأسباب أمنية». ويذكر هنا سلطنة عُمان مثالاً حيث تقود «إكونيم» العديد من المشاريع «فعُمان ليست منطقة نزاع، غير أن السلطات تريد تسليط الضوء على تراثها وثرواتها الثقافية غير المعروفة، خاصة وأنها تعدّ ملتقى حضارات عدة».  وتساعد التكنولوجيا الجديدة في التحضير لفترة ما بعد الحرب لتدشن بذلك حقبة سياحية جديدة؛ وكما يقول أوبلمان: «لا نعرف متى تنتهي كل هذه النزاعات، إلا أن عملنا يمنح الناس الرغبة في اكتشاف هذه الدول متى تصبح آمنة مجدداً».  ويختصر القرقاوي حقبة ما بعد التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد قائلاً: «عبر استخدام التقنيات الرقمية للحفاظ على جوانب تاريخنا البشري المشترك، نضمن ألا يستطيع أحد إنكار هذا التاريخ أو أن يملي علينا نسخته وأيديولوجيته الخاصة، ويعتبرها أهم من التاريخ الذي يجمع البشرية بأسرها ومن رغبتنا في العيش معاً بسلام».

المصدر: مصادر مختلفة

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,663,797

عدد الزوار: 7,763,647

المتواجدون الآن: 0