طهران والأسد.. لا عودة عن إبادة حلب ...نيران صديقة.. قصف روسي لمواقع حزب الله بحلب على خلفية "اتفاق حلب"..مسؤول ملف التفاوض يكشف تفاصيل اتفاق حلب الذي نسفته ميليشيات إيران..انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في حلب وإيران تشترط إدخال بنود جديدة

لهذه الأسباب... لن ينجز اتفاق شرق حلب قريباً والمفاوضات «بالنار» متواصلة..تحذير أميركي من تكرار «مصيدة حلب»..موسكو تحمل على واشنطن وتتفاوض مع أنقرة.تجدد القصف على شرق حلب... ومفاوضات لإنقاذ الاتفاق الروسي - التركي.

تاريخ الإضافة الخميس 15 كانون الأول 2016 - 5:56 ص    عدد الزيارات 1640    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

مسؤول ملف التفاوض يكشف تفاصيل اتفاق حلب الذي نسفته ميليشيات إيران
    أورينت نت
كشف "الفاروق أبو بكر" مسؤول ملف التفاوض عن الفصائل الثورية في أحياء حلب المحاصرة تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس الثلاثاء، بين الثوار وروسيا والذي ينص على التوصل إلى هدنة من أجل خروج جميع المقاتلين والمدنيين، متهماً ميليشيات إيران بنسف الاتفاق كاملاً. وأكد مسؤول ملف التفاوض بحلب أنه وقع ليلة أمس، الاتفاق بحضور مندوب عن نظام الأسد، ومندوب عن الجانب الروسي، وشخص وسيط يدعى الشيخ "عمر رحمون"، مشيراً إلى أن الاتفاق مكتوب ويحمل توقيع الأطراف الأربعة المذكورة، حيث ينص الاتفاق على خروج جميع المقاتلين، والمدنيين، والجرحى من أحياء حلب المحاصرة.
وقال الفاروق "تعاملنا بجدية تامة مع الاتفاق، والتزمنا بشكل كامل بوقف إطلاق النار، وباشرنا بعمليات إخلاء الجرحى والمصابين والمدنيين، لكن لم تسمح حواجز المليشيات بالخروج، في حين قال لنا الروس "إن الخطة قد تغيرت وعليكم التوجه إلى منطقة جسر الحج، ومن هناك سيفتح الطريق أمامكم ، وفعلاً توجهنا وقوبلنا بنفس الرد".
وأضاف مسؤول ملف التفاوض بحلب أن الجانب الروسي أكد وجود مشاكل في التنسيق على أن يتم حلها قريباً، وبذلك تم تأجيل الخروج حتى ساعات الصباح لأولى، لكن الرد كان مختلفاَ صباحاً، حيث باشرت المليشيات الشيعية عمليات التمهيد الناري، وبدأت الاشتباكات والمعارك في أكثر من محور. واتهم الفاروق الميليشيات الشيعية بنسف كل الاتفاق، عبر محاولة اقتحام بعض الأحياء بغطاء جوي من الطيران الحربي والذي يعتقد أنه روسي نفذ عدد من الغارات الجوية بالصواريخ والقنابل العنقودية، الذي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين وفق تأكيده. في المقابل نفى ادعاءات ميليشيات الأسد وإيران وحزب الله حول خرق اتفاق وقف اطلاق النار من جانب الثوار، مؤكداً أن هي من باشرت عملياتها العسكرية، وخرقت الاتفاق، واستهدفت مواقع الثوار والأحياء السكنية المحاصرة بالدبابات والمدفعية. وشدد الفاروق على أن الحديث عن وقف جديد لإطلاق النار إلى الآن غير صحيح، حيث تشهد مختلف الجبهات والمحاور معارك واشتباكات متقطعة، والمليشيات تواصل قصفها للأحياء المحاصرة بالمدفعية والهاون وقذائف الدبابات، والطيران يحلق بكثافة في أجواء المدينة. ووجه الفاروق دعوة إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الصديقة للضغط على الجانب الروسي بهدف الوفاء بالتزاماته إزاء الاتفاق الأخير بشأن خروج الثوار من حلب وضمان سلامتهم، محذراً من أن فشل الاتفاق في حلب يعني أن كارثة انسانية ستحصل، و يتحمل المجتمع الدولي والأطراف المعنية كامل مسؤوليتها.
 
انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في حلب وإيران تشترط إدخال بنود جديدة
   أورينت نت
انهار اتفاق وقف اطلاق النار في أحياء حلب الشرقية، الذي توصلت إليه الفصائل الثورية وروسيا برعاية تركية، وذلك بسبب تعنت ميليشيات إيران. وأفادت مصادر لـ"أورينت نت" أن إيران تعمدت "التشويش" على اتفاق وقف إطلاق النار في أحياء حلب، ودفعت بميليشياتها الشيعية لتمنع خروج المقاتلين والمدنيين الذين كان من المقرر خروجهم ضمن الدفعة الأولى من أحياء حلب الشرقية المحاصرة إلى غرب حلب. وأشارت المصادر إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بات في "حكم المنهار"، وخصوصاً أن ميليشيات إيران الشيعية قصفت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون أحياء "الأنصاري والمشهد والسكري والزبدية والإذاعة" الأمر الذي أدى إلى وقوع شهداء واصابات في صفوف المدنيين. وأكدت المصادر أن ميليشيات إيران اشترطت ادخال بنود جديدة على الاتفاق، أبرزها "خروج مصابين من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين بريف إدلب"، إلى جانب تسليمهم جثث عناصر الميليشيات الذين قتلوا في حلب. هذا وكان من المقرر خروج دفعة من المدنيين والثوار من أحياء حلب المحاصرة عبر جسر الحج مروراً إلى الأحياء الغربية من المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات إيران، وصولاً إلى ريف حلب الغربي.
 
نيران صديقة.. قصف روسي لمواقع حزب الله بحلب على خلفية "اتفاق حلب"
    أورينت نت
قصفت الطائرات الروسية اليوم الأربعاء مواقع لميليشيا حزب الله اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب قوات الأسد، على أطراف حي الراشدين غرب حلب. ونقل شهود عيان لـ أورينت نت أن طائرات مجهولة يرجح أنها روسية هي التي قصفت تلك المواقع، المتاخمة لمناطق نفوذ الثوار في ضاحية الراشدين. من جهة أخرى، رأى نشطاء، أن القصف الروسي ليس قصفاً بالخطأ إنما يندرج تحت فكرة "الصراع الإيراني الروسي" وذلك على خلفية عرقلة الاتفاق الذي تم يوم أمس بين الروس وتركيا من أجل إخراج المدنيين من أحياء حلب المحاصرة. وتجلت عرقة الاتفاق، بقيام الميلشيات الإيرانية والتابعة لحزب الله بالاعتراض، وزج عملية إخراج جرحى من قرية "الفوعة" بريف إدلب، في الاتفاق، الأمر الذي أدى إلى توقف ذلك الاتفاق حتى الآنة (لحظة إعداد الخبر). ويتجلى الصراع الروسي الإيراني في العديد من المفاصل، حيث يرى الإيرانيون أنهم هم من يقاتل على الأرض، وأن الروس، استولوا على كل شيء وبنوا قواعد عسكرية لهم في حميميم وغيرها، بينما يرى الروس أن اتفاقياتهم تخرق من قبل الإيرانيين دائماً. وكل ذلك يدور في الوقت الذي يغيب فيه نظام الأسد عن أي اتفاق، ويكتفي بلعب دور المنفّذ فقط. وكانت غارات جوية استهدفت قبل فترة بلدتي نبّل والزهراء شمال البلاد، على خلفية خلاف روسي إيراني أيضاً.
 
لهذه الأسباب... لن ينجز اتفاق شرق حلب قريباً والمفاوضات «بالنار» متواصلة
تقارير خاصة .. الراي.. كتب - ايليا ج. مغناير
لم يدخل اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في شرق حلب إلا لليلة واحدة حيث تنعم الحلبيون في العاصمة الصناعية لسورية بهدوء غير مسبوق إلى حين طلوع الصباح تحت زخات المطر وسوء الطقس لينكشف الوضع على تعقيدات كثيرة لم تكن في الحسبان ولم يتضمنها الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان التركي والروسي. وأفاد مصدر مسؤول في سورية لـ «الراي» أن الاتفاق الذي أبرمته روسيا مع تركيا شمل خروج ألف مسلح و 4 آلاف مدني مع عائلاتهم. وقد تم الاتفاق أن يبقى من لم يخرج من المدنيين في منازلهم في المنطقة التي بقيت تحت سيطرة الجهاديين والمسلحين. وعند طلب الجيش السوري أسماء كل من سيخرج من المدينة المحاصرة (ضمن كيلومتر مربع واحد) كشفت المفاوضات أسماء الآلاف من المسلحين مع عائلاتهم ليقارب العدد نحو الخمسة عشر ألفاً بين مقاتل وعائلاتهم ما أوقف العملية برمتها، ليصار إلى استئناف المفاوضات على قاعدة مختلفة تقضي بألا يخرج أي مسلح مع عائلته إلا بتسليم الجثث والمعتقلين الموجودين، ليس فقط داخل شرق حلب، بل أيضاً ليشمل الاتفاق جثث مقاتلين وأسرى لدى تنظيم القاعدة (فتح الشام) ولدى التنظيمات المسلحة الاخرى وايضاً خروج مدنيين من داخل مدينتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في شمال سورية بالعدد نفسه للذين سيخرجون من شرق حلب. إذاً، احتمال مواصلة المفاوضات «بالنار»- أي تحت القصف المدفعي - ستستمر طيلة الأيام المقبلة، ما يدل ان احتمال فشل المفاوضات ممكن أو احتمال تأجيلها لوقت آخر هو أمر مؤكد لأن عملية شرق حلب أصبحت عملية واسعة تشمل المتقاتلين من كل الأطراف والمناطق السورية المتفرقة. ولا يزال هناك قرى محاصرة من الجيش السوري مثل مضايا والزبداني وكذلك لدى الجهاديين والمعارضة مثل الفوعة وكفريا حيث توجد في هذه المدن عشرات الآلاف من المدنيين والمسلحين المحاصرين منذ سنوات الحرب الطويلة. وينوء هؤلاء تحت قصف مدفعي وحصار يتعلق بسير المعارك بين الاطراف المتقاتلة لتصبح هذه المدن مكسر عصا تنهار عليها القذائف في شكل متبادل. فعندما تقصف مدينة من هنا تقصف أخرى من هناك ليدفع – كالعادة – المدنيين ثمن استمرار المتحاربين بالقتال والاثمان الذي يطلبها هؤلاء لخدمة أهدافهم. وكانت الأمم المتحدة أعلنت وجود نحو 270 ألف مدني داخل شرق حلب ونحو عشرة آلاف مقاتل موزعين بين ألف لـ «القاعدة» وتسعة آلاف للمعارضة المسلحة، كما اعلن ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي لسورية. وأعلنت روسيا «أن حوالي 100 ألف مدني خرج من المدينة منذ بدء العمليات العسكرية وكذلك سلّم نحو 3200 مقاتل أسلحتهم وخرجوا من شرق حلب ليبقى عدد غير محدد من المدنيين والمقاتلين داخل المدينة. ولن تعرف الارقام الحقيقية إلا حين انتهاء العملية بخروج المسلحين أو بدخول الجيش السوري الى المدينة». ومهما كانت النتائج، فان مأساة سورية لم تنته حتى ولو انتهى وضع شرق حلب، فالدمار الذي أصاب حلب وغير حلب لا يوصف، واثار الحرب على الاطفال والمدنيين البالغين لن يكون من السهل التعامل معه لسنوات طويلة حتى ولو انتهت الحرب قريباً.
الاتفاق الروسي - التركي يتأرجح في «جحيم حلب»
موسكو - رائد جبر طهران - محمد صالح صدقيان لندن، أنقرة، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب 
ذرف آلاف المدنيين الذين تجمعوا شرق حلب ليل الثلثاء- الأربعاء في انتظار إجلائهم إلى الريف الغربي للمدينة، الدموع وهم يستعدون للافتراق عن مدينتهم، لكن صباح أمس تغير كل شيء مع عودة كابوس المعارك والقصف بعد تجميد ترتيبات الاتفاق الروسي- التركي لإخراج الفصائل والمدنيين الذين تأرجحوا في لهيب «جحيم حلب»، ما استدعى مفاوضات بين موسكو وأنقرة وطهران لإنقاذ الاتفاق. وصعّدت موسكو ضد واشنطن، ما اعتُبر وقفاً للمفاوضات بين الطرفين، على رغم اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين ليل أمس، والاستعاضة عنها بمفاوضات مع الدول الإقليمية مع سعي إيران كي تكون بلدتان شيعيتان في ريف إدلب جزءاً من «ترتيبات حلب».
وعاودت الطائرات الحربية تنفيذ غاراتها الأربعاء، وتجددت الاشتباكات لتقض مضاجع المدنيين شرق حلب وتثير الذعر في بقعة جغرافية لا تتجاوز مساحتها الخمسة كيلومترات مربعة. وشاهد مراسل لوكالة «فرانس برس» عدداً كبيراً من السكان يهربون مذعورين في الشوارع إثر تجدد القصف من دون مأوى يلجأون إليه. وسارع آخرون إلى الاحتماء في مداخل الأبنية المهدمة. وقال الناشط المعارض في حلب محمد الخطيب: «الوضع كارثي في حلب، لا يمكن وصفه إطلاقاً والناس خائفة جداً. الوضع سيئ جداً. القتلى والجرحى على الأرض ولا يتمكن أحد من سحبهم» نتيجة كثافة القصف.
وفي هذا المربع الضيق في شرق حلب، لم يعد بإمكان السكان التواصل مع العالم الخارجي سوى عبر الإنترنت، ويعبّر عدد كبير منهم عن مأساته عبر تعليقات ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى رغم أن الحزن لم يفارقهم لحظة وهم ينتظرون الموعد المفترض لإجلائهم من دون أن يعلموا إن كان بإمكانهم أن يعودوا ذات يوم، كان الشعور بالخلاص حافزهم الوحيد. ووصف مراسل «فرانس برس» ما رآه خلال انتظار المدنيين في أحد الأحياء، قائلاً: «عيون الناس من حولي كانت دامعة وجميعهم يبكون». وقال إنه رأى سكاناً يحرقون سياراتهم ودراجاتهم النارية كي لا تصادرها قوات النظام السوري. حتى أن بعض المقاتلين عمد أيضاً إلى حرق أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وعطبها.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ «حالة خوف شديد» لدى المدنيين. وعلق على تدهور الوضع الميداني: «القصف عنيف والاشتباكات على أشدها... الأمور عادت إلى نقطة الصفر».
وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق، إن الحكومة علقت تنفيذ الاتفاق «لارتفاع عدد الراغبين بالمغادرة من ألفي مسلح إلى عشرة آلاف»، لكنه أشار لاحقاً إلى استمرار المفاوضات للوصول إلى حل. وفيما اتهم نشطاء معارضون ميليشيات مدعومة من إيران بقصف شرق حلب «لأنها تريد أن تكون بلدتان شيعيتان (الفوعة وكفريا) في ريف إدلب جزءاً من الاتفاق»، قالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة، إنها تلقت مزاعم تشير إلى منع مجموعات مسلحة بينها «النصرة» (فتح الشام) في شرق حلب المدنيين من مغادرة المدينة لاستخدامهم دروعاً بشرية. وأعلن «الهلال الأحمر التركي» أن ألف مدني على الأقل، نقلوا إلى إدلب على بعد عشرات الكيلومترات غرب حلب.
وبحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، «الوضع في حلب، وهو هش جداً ومعقد»، بحسب أردوغان. وقال قبل الاتصال: «كنا نأمل في أن تكون عملية الإجلاء بدأت، لكن للأسف بدأت الصواريخ مجدداً بالسقوط». وأضاف: «لذلك نبقى حذرين»، مؤكداً أن وقف إطلاق النار هو «آخر أمل» لشعب حلب «البريء».
وبدا أن موسكو اتجهت إلى قطع اتصالاتها مع واشنطن حول سورية، التي اعتبرها وزير الخارجية سيرغي لافروف «عقيمة»، واتهم الأميركيين برعاية «وحش إرهابي جديد»، في إشارة إلى «جبهة النصرة»، التي قال إن واشنطن «تحاول بشتى الوسائل تجنب توجيه ضربات إليها»، وتتعمد «إفشال كل محاولات فتح ممرات إنسانية في حلب، عبر الإصرار في كل مرة على تقديم شرط وقف النار لإفساح المجال أمام الإرهابيين لتجميع قواتهم والحصول على أسلحة ومعدات».
وفي مقابل اللهجة الشديدة مع واشنطن، أبدت موسكو انفتاحاً لمواصلة «مشاورات مكثفة مع أنقرة» لإنقاذ اتفاق خروج المدنيين والمسلحين من الأحياء الشرقية في حلب، ومع أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أشار إلى «ديناميكية إيجابية لجهة تقدم الجيش السوري والاقتراب من الانتهاء من عملية تحرير حلب من الإرهابيين»، لكنه لفت في الوقت ذاته إلى محادثات هاتفية بين بوتين وأردوغان هدفت إلى وضع آلية لاستئناف العمل بالاتفاق.
في طهران، نفی مصدر إيراني مطّلع أي علاقة للمستشارين الإيرانيين العاملين في سورية بعملية وقف إطلاق النار في منطقة شرق حلب وخروج المسلحين منها. وقال لـ «الحياة» إن «مثل هذه المعلومات تريد التقليل من أهمية الدور الذي يلعبه الجيش السوري والمفاوضات غير المباشرة التي يقوم بها مع المسلحين للخروج من حلب والشروط التي يضعها لإتمام عملية خروج هؤلاء المسلحين»، لافتاً إلی أن «المسلحين لا يزالون يحاصرون مدن الفوعا وكفريا التي تقطنها غالبية من الشيعة السوريين».
وأجری وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو أمس، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، لبحث مستجدات حلب. كما جرى اتصال بين ظريف ولافروف. وقالت مصادر وزارة الخارجية الإيرانية إن المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف نقل إلى الجانب الإيراني خلال زيارته طهران، مقترَحاً لعقد اجتماع ثلاثي علی مستوی وزراء الخارجية بين تركيا وإيران وروسيا للبحث في التطورات السورية. وأعلنت الخارجية الروسية أن لافروف ناقش هاتفياً مع ظريف الوضع في حلب والقضاء على إرهابيي «داعش» و «جبهة النصرة» وسبل إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في حلب.
في دمشق، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يمكن أن يصبح حليفاً طبيعياً لدمشق إذا كان صادقاً بشأن محاربة الإرهاب.
واضافت «سانا» ان الأسد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس حسن روحاني، وهو الاتصال العلني الاول منذ سنوات، «هنأه فيه بانتصار الشعب السوري في حلب وتحريرها من الإرهابيين»، مشدداً على «استمرار وقوف إيران إلى جانب سورية في جميع القطاعات».
تجدد القصف على شرق حلب... ومفاوضات لإنقاذ الاتفاق الروسي - التركي
لندن، جنيف، بيروت - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
تجددت المعارك في مدينة حلب حيث يتعرض آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المعارضة لوابل من القصف الجوي والمدفعي، ما يبدد آمال آلاف السكان الذين كانوا يأملون بأن يتم إجلاؤهم الأربعاء بموجب اتفاق تركي - روسي، لكن المفاوضات بقيت مستمرة الى آخر لحظة بعدما دخلت طهران على خط المفاوضات لإدراج بلدتين شيعيتين في ريف إدلب ضمن الترتيبات.
ومع تزايد مخاوف المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية على مصير المدنيين، يعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في حلب، ظروفاً مأسوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين تحت النيران إثر تجدد المعارك ظهراً بعدما كانت توقفت منذ الثلثاء.
ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له، ينامون في الشوارع. ويعاني الجميع من الخوف والجوع والبرد.
وقال مراسل لفرانس برس أمس أنه شاهد عدداً كبيراً من السكان يهربون مذعورين في الشوارع إثر تجدد القصف من دون إيجاد مأوى يلجأون اليه. وسارع آخرون الى الاحتماء في مداخل الأبنية المهدمة خشية من استهدافهم. وتحدث عن قصف «هائل» بالمدفعية والصواريخ والطيران الحربي يطال المنطقة. ونقل مشاهدته لدبابة تابعة لقوات النظام أثناء إطلاقها القذائف.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ «حالة خوف شديد» لدى المدنيين. وعلق على تدهور الوضع الميداني: «القصف عنيف والاشتباكات على أشدها... الأمور عادت الى نقطة الصفر».
وتساقطت عشرات القذائف أمس على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، تزامناً مع غارات سورية كثيفة وتجدد الاشتباكات العنيفة، ما تسبب بمقتل شخصين على الأقل، وفق «المرصد السوري». وردت الفصائل بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين على الأقل وإصابة آخرين بجروح، وفق التلفزيون السوري الرسمي.
ويأتي التصعيد بعد ساعات على انتظار الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة فجراً بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل اليه برعاية روسية - تركية، إلا أن عملية الإجلاء لم تبدأ في موعدها المفترض عند الخامسة فجراً (3,00 ت غ) وتم تعليق الاتفاق بعد ساعات عدة.
وقال «المرصد»: «لا يزال دوي الانفجارات العنيفة يسمع في مدينة حلب، بعد عودة العمليات العسكرية التي قطعت الهدوء المستمر منذ ليل أمس في المدينة، حيث تشهد المنطقة المتبقية تحت سيطرة الفصائل المقاتلة والإسلامية بالقسم الجنوبي الغربي من أحياء حلب الشرقية، استمرار قوات النظام في قصفها المكثف، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة على خطوط التماس بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية من جهة أخرى، ومعلومات عن الخسائر البشرية إلى الآن، بالتزامن مع سقوط قذائف على مناطق سيطرة قوات النظام بالقسم الغربي من مدينة حلب، تسببت في سقوط جرحى ومعلومات أولية عن شهداء قضوا جراء سقوط القذائف». وأضاف: «هناك 15 ألف شخص كان من المزمع خروجهم اليوم من القسم المتبقي تحت سيطرة الفصائل من حلب الشرقية، هم ما يقرب من 5 آلاف مقاتل من الفصائل، وأكثر من 10 آلاف مدني من عوائلهم ومن الراغبين في الخروج من حلب الشرقية، قبل أن يعرقل النظام والمسلحون الموالون له الاتفاق الروسي - التركي، القاضي بخروج مقاتلي الفصائل المقاتلة والإسلامية وعوائلهم ومدنيين آخرين، والموجودين في ما تبقى من المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل في القسم الجنوبي الشرقي من أحياء حلب باتجاه ريف حلب الغربي».
وتمكنت قوات النظام من السيطرة أخيراً على أكثر من تسعين في المئة من الأحياء التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2012، ما يعد ضربة قاضية للمعارضة منذ بدء النزاع قبل أكثر من خمسة أعوام.
وحمل الجيش الروسي مقاتلي المعارضة مسؤولية خرق الهدنة، مؤكداً استئناف قوات النظام عملياتها العسكرية، فيما اتهمت انقرة النظام بتأخير تنفيذ الاتفاق. وفي وقت لاحق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الأربعاء انه سيتصل بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مساء، لمحاولة إنقاذ الهدنة. وقال ان وقف إطلاق النار هو «آخر أمل» لشعب حلب «البريء».
وعبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله بـ «تسوية الوضع» في شرق حلب خلال يومين أو ثلاثة أيام، مضيفاً أن «المقاتلين سيتوقفون عن المقاومة بعد يومين أو ثلاثة أيام».
وتبادل طرفا النزاع بدورهما الاتهامات في شأن تعطيل الاتفاق الذي كان ينص على خروج المدنيين والجرحى في دفعة أولى على أن يتبعهم المقاتلون مع أسلحتهم الخفيفة الى ريف حلب الغربي أو محافظة ادلب (شمال غرب).
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء الأربعاء عن رئيس الهلال الأحمر التركي كريم كينيك قوله إن الف شخص من حلب كان قد تم إجلاؤهم خلال الليل محتجزون عند نقطة تفتيش تابعة لمقاتلين إيرانيين خارج المدينة. وقال كينيك: «هؤلاء الناس كانوا قد عبروا نقطة التفتيش الروسية»، مشيراً إلى من تم إجلاؤهم. وأضاف «لكن بعد مغادرة حلب تم إيقافهم عند نقطة تفتيش ثانية يقف عندها مقاتلون إيرانيون ولا يزالون ممنوعين من العبور»، مضيفاً أن المحادثات تجرى للسماح للحافلات التي تقل المدنيين بالتحرك صوب محافظة إدلب التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وأكدت مصادر لـ «المرصد» أن «بين جملة أسباب اعتراض النظام، كان وجود نحو 250 عنصراً من جنسيات غير سورية، يريد النظام اعتقالهم وإخضاعهم لتحقيقاته، وأن النظام لم يحصل على أي مقابل لهذا الاتفاق، لأن عملية السيطرة على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الفصائل كانت أمراً محسوماً بالنسبة له عسكرياً، وكان سيسيطر في غضون ساعات على المنطقة هذه، إضافة لإبرام روسيا الاتفاق دون الرجوع إليه أو إبلاغه قبل عقد الاتفاق».
وأفاد لاحقاً بأن «عناصر المعارضة قصفوا قريتين شيعيتين محاصرتين في محافظة إدلب وسط تقارير أولية عن حدوث خسائر بشرية». والفوعة وكفريا هما القريتان اللتان تطالب إيران حليفة الحكومة السورية بإجلاء سكان منهما قبل بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار لإجلاء المدنيين والمقاتلين من مناطق تسيطر عليها المعارضة في حلب. وقالت وحدة للإعلام العسكري يديرها «حزب الله» إن المحادثات لا تزال جارية في شأن اتفاق لإجلاء المقاتلين من حلب وإن الاتفاق سيكون لاغياً إن لم تلب مطالب الحكومة.
وقال مصدر قريب من السلطات في دمشق: «علقت الحكومة السورية اتفاق الإجلاء لارتفاع عدد الراغبين في المغادرة من الفي مقاتل الى عشرة آلاف شخص». وتطالب الحكومة وفق المصدر «بالحصول على قائمة بأسماء جميع الأشخاص المغادرين للتأكد من عدم وجود رهائن أو سجناء» تابعين لها في صفوفهم.
في المقابل، أكد ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي لـ «حركة نور الدين الزنكي»، أبرز الفصائل المعارضة في حلب أن «الاتفاق الأساسي لم يتضمن تزويد النظام بأسماء المغادرين» من شرق المدينة. واتهم «قوات النظام والإيرانيين تحديداً بعرقلة تطبيق الاتفاق وربطه بملفات أخرى بينها مطالب تتعلق ببلدتي الفوعة وكفريا» المواليتين للنظام والمحاصرتين من الفصائل في محافظة ادلب.
وغداة مطالبة واشنطن بـ «مراقبين دوليين حياديين» في حلب للإشراف على إجلاء المدنيين، طالب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية الأربعاء، بـ «القيام بكل شيء لإفساح المجال امام إجلائهم بكرامة وأمن تحت إشراف مراقبين دوليين ومع وجود منظمات دولية».
ويثير الوضع المأسوي للسكان المحاصرين في حلب مخاوف المجتمع الدولي، خصوصاً بعد إبداء الأمم المتحدة خشيتها من تقارير وصفتها بالموثوقة تتهم قوات النظام بقتل عشرات المدنيين بشكل اعتباطي، بينهم نساء وأطفال، في شرق حلب.
وقالت رئيسة منظمة «أطباء العالم» غير الحكومية فرنسواز سيفينيون لوكالة فرانس برس: «تشهد حلب أوضاعاً خطيرة للغاية، لا يزال مئة الف شخص محتجزين على أراض لا تتعدى مساحتها خمسة كيلومترات مربعة».
وأوضح أعضاء لجنة تحقيق في جرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة الأربعاء أن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية أساسية لمنع الهجمات وانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال الانتقام في حلب وأنها تتحمل مسؤولية أي انتهاكات من جانب جنودها أو القوات المتحالفة معها. وقالت لجنة التحقيق في بيان إنها تتلقى باستمرار «تقارير عديدة» عن انتهاكات من جانب القوات الموالية للحكومة تشمل إعدامات ميدانية واعتقالات عشوائية وحالات اختفاء قسري.
وتلقى المحققون أيضاً تقارير تفيد بأن جماعات من المعارضة -ومنها «جبهة فتح الشام» التي كانت تسمى في السابق «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» تمنع المدنيين من مغادرة المنطقة وإن المقاتلين يندسون وسط المدنيين ما يعرضهم للخطر.
موسكو تحمل على واشنطن وتتفاوض مع أنقرة
الحياة..موسكو - رائد جبر 
حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعنف على واشنطن واتهمها برعاية «وحش إرهابي جديد»، فيما بدا أنه قطع للاتصالات بين الطرفين حول سورية، بعد مرور ساعات على انهيار اتفاق وقف النار، في المقابل تواصلت المشاورات المكثفة بين موسكو وأنقرة لإنقاذ الاتفاق.
وحمّلت موسكو المعارضة السورية مسؤولية فشل تنفيذ الاتفاق في الموعد المحدد صباح أمس. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الوضع في حلب «ما زال متوتراً جداً»، لكنه أشار إلى «ديناميكية إيجابية لجهة تقدم الجيش السوري والاقتراب من الانتهاء من عملية تحرير حلب من الإرهابيين». لكن اللافت أن لافروف، شن هجوماً عنيفاً على واشنطن. وقال إن الأميركيين «يحاولون بشتى الطرق عدم ضرب مسلحي «جبهة النصرة»، وبذلك فإنهم يقومون بصنع وحش آخر (بعد القاعدة وداعش) سيشكل تهديداً إرهابياً في كل العالم».
وأوضح الوزير الروسي السبب الرئيس للخلافات الروسية - الأميركية حول حلب، مشيراً إلى أن «أميركا تصر على وضع إعلان الهدنة خلال المحادثات الخاصة بالمررات الإنسانية شرطاً مسبقاً»، معتبراً أنه «بدل من محاولة فرض الهدنة، التي تستخدم دوماً لتعزيز قدرات المسلحين، كان يستطيع الأميركيون الموافقة على إنشاء هذه الممرات منذ فترة بعيدة وكنا استطعنا إخلاء شرق حلب من المسلحين منذ زمن».
ووصف الحوارات الروسية - الأميركية حول سورية بـ «العقيمة»، لافتاً إلى أنها (الاتصالات) مازالت «قائمة، ولكن في كل مرة نتفق على شيء، فإن الأميركيين يغيرون اتجاههم ويبتعدون عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها، حصل ذلك في أيلول (سبتمبر)، وفي بداية الشهر الجاري، وفي كل مرة يأتون ليلقوا علينا محاضرات حول وقف القتال». وشدد على أن المطالب لإقامة هدنة في سورية تهدف «لمنح استراحة» للمسلحين وتمكينهم من الحصول على ذخائر وتعزيزات.
وقال لافروف: «لا في العراق ولا في ليبيا ولا حتى في اليمن لم يطالب أحد، قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات بوقف العمليات القتالية والالتزام بنظام الهدوء لمدة أسبوع أو إثنين، لكن في سورية يطالبون. وشهدنا ما حصل في (مدينة) تدمر (الأثرية السورية) منذ فترة قصيرة، عندما توقفت فجأة عملية تحرير الموصل التي أطلقت دعايتها بصوت عال»، موضحاً أن الموصل حوصرت في شكل غير كامل «وتركوا ممراً لعصابات داعش الذين خرجوا بأسلحتهم عبر هذا الممر أحياء وبصحة جيدة وتوجهوا نحو تدمر».
ونفى لافروف صحة اتهامات غربية لبلاده بأنها تعمل على إجبار السكان المدنيين على مغادرة حلب، معتبراً أنها «لا تتطابق مع الواقع». وشدد: «لا أحد يطرد أحداً، يخرج فقط أولئك الذين يرغبون في المغادرة». كما نفى صحة تقارير دولية عن ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في حلب، وشدد على أن المنظمات الإنسانية المستقلة لا تؤكد المعلومات حول الفظائع في شرق حلب».
في الأثناء، أكد الكرملين أن الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان يواصلان اتصالاتهما لإنقاذ الاتفاق وإفساح المجال لخروج المسلحين والمدنيين من أحياء شرق حلب، بينما أعلنت وزارة الدفاع مساء أمس عن اقتراب الجيش النظامي السوري من فرض سيطرة كاملة على الأحياء الشرقية. وقالت إن «العصابات الإرهابية باتت محاصرة في أقل من 2.5 كيلومتر مربع».
وكانت الوزارة حمّلت المسلحين مسؤولية إفشال الاتفاق. وقالت إنهم بدلاً من الإفادة منه والتوجه لمغادرة المدينة فتحوا نيراناً على الممر المجهز لخروجهم نحو إدلب. وأوضح بيان عسكري: «بعد وصول الباصات إلى الممر بدأ المسلحون بإطلاق النار على القافلة، منتهزين فرصة الهدنة، ومنذ الفجر أعادوا التجمع واستأنفوا العمليات القتالية محاولين اقتحام مواقع القوات السورية على الاتجاه الشمال - الغربي». وأشارت الوزارة إلى أنه خلال الساعات الـ 24 الماضية، «جرت عملية إجلاء 5992 مدنياً بينهم 2210 أطفال، وذلك بدعم مركز المصالحة الروسي». وتحدث عن «استسلام 366 مسلحاً ألقوا السلاح وخرجوا إلى غرب حلب خلال الفترة نفسها».
تحذير أميركي من تكرار «مصيدة حلب»
نيويورك – «الحياة» 
فاجأ السفير الروسي فيتالي تشوركين مجلس الأمن بالإعلان مساء الثلثاء عن اتفاق «ترتيبات ميدانية» لانسحاب كل المقاتلين من شرق حلب نحو إدلب، في وقت بدت الأمم المتحدة غائبة عن مراقبة الوضع الإنساني في المدينة، ومواكبة نزوح الناجين من القتال.
ودعت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سامنتا باور روسيا والرئيس السوري بشار الأسد إلى «السماح بانتشار مراقبين دوليين محايدين» في حلب لـ «مراقبة إجلاء السكان الراغبين بالمغادرة، خصوصاً أن السكان يتخوفون من التعرض للقتل في الشوارع أو الاختطاف على أيدي عصابات الأسد». وقالت في الجلسة إن روسيا وإيران والحكومة السورية تتحمل مسؤولية مواصلة ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري، وأنهم يعدون «لمكيدة مشابهة لما حصل في حلب لتكرارها في مناطق أخرى من سورية».
ورد تشوركين على باور بسؤالها: «هل الولايات المتحدة هي الأم تريزا؟»، معتبراً أن الوضع في سورية وصل الى حاله الراهنة بسبب محاولة الدول الغربية «الثلاث»، أي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، تغيير النظام في دمشق، ودعمها الإرهاب. وأعلن أن «ترتيبات» تم التوصل إليها تقضي بخروج المقاتلين من شرق حلب نحو إدلب «خلال ساعات».
وعما إذا كانت روسيا تضمن سلامة المدنيين المغادرين للمدينة، قال تشوركين: «لا، لأننا لسنا مسيطرين على الوضع» ميدانياً. وأضاف: «بعض العسكريين الروس منخرط في شكل خاص في القيام بأعمال إنسانية للتأكد من وصول القوافل الإنسانية الى وجهتها، وهم يقدمون المشورة الى العسكريين السوريين، ولكننا لا نسيطر على الوضع». واعتبر أن الوقت الآن مناسب للمبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا للعمل على إعادة إطلاق المحادثات السياسية.
وقال دي ميستورا بعد الجلسة إنه طلب الحصول على قدرة الوصول إلى «المواقع الفعلية» للمعارك والأحياء التي يتعرض فيها المدنيون للقتل والخطف، «لكننا لم نحصل على ذلك». وأشار إلى أنه يريد لفريقه أن «يكون موجوداً حين يتم إخلاء المدنيين، وعند انسحاب المعارضة المسلحة»، موضحاً أنه أعد خططاً لهاتين العمليتين.
ونفى أن تكون الأمم المتحدة مطلعة على كيفية تطبيق الاتفاق الذي أشار إليه تشوركين، وقال إنه «من غير الواضح لي حتى الآن ما إذا كان سيسمح للمقاتلين بالمغادرة مع أسلحتهم الخفيفة أم من دونها» مشيراً إلى أنه فهم من السفير الروسي فيتالي تشوركين أن المقاتلين «تتم مساعدتهم للخروج نحو إدلب».
وأضاف أنه طلب من روسيا السماح للمدنيين الذين أرادوا المغادرة مع المقاتلين أن يسمح لهم بذلك. ودعا إلى الانتباه إلى أن «داعش» سيطر على تدمر «بينما كنا جميعاً نركز الأنظار على حلب». وأكد خشيته من تكرار سيناريو حلب في إدلب معتبراً أن ذلك «ممكن».
وقدر المبعوث الدولي عدد المدنيين الذين لا يزالون داخل شرق حلب بنحو ٥٠ ألفاً، وعدد المقاتلين بنحو ١٥٠٠ «قد يشكل عناصر جبهة النصرة ٣٠ في المئة منهم»، على رغم إشارته إلى ضرورة التعامل بحذر مع هذه التقديرات «لأننا غير موجودين هناك».
وعما إذا كانت معركة حلب أنهت فرص العملية السياسية، قال دي ميستورا إن هذه المعركة إنما تؤكد الحاجة إلى المسار السياسي، لأن السيطرة على حلب لن تنهي الحرب «التي يمكن أن تستمر سنوات كحرب عصابات».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تحدث في الجلسة نفسها محذراً من كارثة إنسانية في حلب. وقال: «لقد فشلنا جميعاً وخذلنا الشعب السوري ولم يمارس مجلس الأمن مسؤولية صون السلم والأمن الدوليين». وأضاف أن مجلس الأمن فشل فى اعتماد ٣ قرارات كان يمكن أن تسمح بالتوصل إلى هدنة إنسانية وإجلاء المدنيين والسماح بوصول المساعدات.
وكانت الجلسة عقدت بدعوة من فرنسا وبريطانيا اللتين دعا سفيراهما روسيا الى الضغط على الحكومة السورية لوقف استهداف المدنيين.
... ودعوات في البرلمان الأوروبي لإغاثة المدنيين
ستراسبورغ (فرنسا) - أ ف ب - 
تكثفت الدعوات في البرلمان الأوروبي الأربعاء في ستراسبورغ لمساعدة سكان حلب الذين يتعرضون للقصف، عشية قمة بين قادة الاتحاد الأوروبي.
وقال منفريد ويبر زعيم حزب الشعب الأوروبي (يمين)، الكتلة الرئيسية في البرلمان الأوروبي، إن «مئات آلاف الأشخاص يعيشون الجحيم على الأرض».
وضم رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر صوته إلى النداءات من أجل التوصل إلى هدنة إنسانية. وقال يونكر: «أدعو أطراف النزاع للنظر عبر ضباب الحرب ولو لوقت وجيز، ما يكفي أقله لتذكر إنسانيتها وتسمح للمدنيين والنساء والأطفال بمغادرة (...) المدينة بأمان».
وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني وجهت الثلثاء الدعوة ذاتها في البرلمان الأوروبي. وقالت: «أضم صوتي إلى صوت الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد على واجب جميع الأطراف على الأرض حماية المدنيين واحترام القانون الدولي حول حقوق الإنسان». وأضافت: «سيحاسب كل من يرتكب جرائم حرب».
ودعا عدد من البرلمانيين رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف واضح الخميس بعد القمة التي تعقد في بروكسيل. وقال ويبر: «من الواضح بنظر حزب الشعب الأوروبي أن سياسة التهدئة حيال روسيا لا يمكن أن تكون مقاربة. روسيا لطخت يديها بالدماء».
من جهته، قال جاني بيتيلا باسم الاشتراكيين: «إذا لم يتخذ المجلس قرارات، فغياب القرارات هذا ينعكس سلباً على حياة الأفراد».
برلين وقال المتحدث باسم الحكومة الالمانية شتيفان زايبرت، إن روسيا تتحمل جانباً من المسؤولية عن تدمير شرق مدينة حلب السورية، وإن خيار فرض العقوبات عليها لا يزال مطروحاً، لكن الأولوية القصوى تنصب على مساعدة المدنيين في المدينة. وأضاف: «نعرف أن هذا الدمار الوحشي لشرق حلب لم يكن ممكناً من دون الدعم العسكري الهائل من روسيا.. روسيا لم تمنع الجرائم التي ارتكبت خلال الأيام القليلة الماضية على رغم أنه كان في استطاعتها عمل ذلك».
وأضاف أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحدثت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلثاء ودعت لوقف فوري لإطلاق النار.
 
 
طهران والأسد.. لا عودة عن إبادة حلب
المستقبل..(ا ف ب، رويترز، العربية.نت، أورينت.نت، سي ان ان)
لم تتوقف معركة الدم والدمار التي يشنها بشار الأسد على ما بقي من المدنيين في الأحياء الشرقية من حلب متعهّدا بأن معركة الابادة تلك التي تؤازره فيها روسيا إضافة إلى إيران وميليشياتها، لن تكون الأخيرة في سياق سياسة الأرض المحروقة التي يُمارسها مع حلفائه ضد المناطق التي خرجت عن سيطرتهم، ولا سيما في أرياف حلب وإدلب وحماة كذلك، التي تشهد كلها مجازر متنقلة بشكل يومي.

وعلى الرغم من الأنباء المتفائلة بمعاودة العمل باتفاق الهدنة الذي أبرم أخيراً وأفشلته إيران وميليشياتها، إلا أن مصدراً قريباً من النظام نفى هذه المعلومات، مؤكداً أن القتال مستمر والمفاوضات كذلك. وقال المصدر طالباً عدم نشر اسمه «ليس هناك من اتفاق، المفاوضات مستمرة».

وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أنه «لم يتبلور وقف إطلاق النار»، مضيفاً «هناك قصف مدفعي عنيف... ليس هناك وقف لإطلاق النار».

وأمس تجددت المعارك العنيفة في شرق حلب حيث يتعرض آخر جيب تحت سيطرة مسلحي المعارضة لوابل من القصف، بالتزامن مع جهود ديبلوماسية لإنقاذ اتفاق تركي - روسي لإجلاء مقاتلين ومدنيين من المدينة.

ويعيش السكان في آخر جيب يتحصن فيه مقاتلو المعارضة في شرق حلب، ظروفاً مأسوية بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين بالنيران، إثر تجدد المعارك ظهر الأربعاء بعد تعليق العمل باتفاق الإجلاء.

ويتكدس آلاف المدنيين في حي المشهد وأجزاء من الأحياء الأخرى المحيطة به، بعضهم لا مأوى له. ويعانون الخوف والجوع والبرد. وتتواصل الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بالقذائف بين الطرفين منذ صباح الأربعاء، تزامناً مع غارات جوية سورية مستمرة.

ويأتي التصعيد بعد ساعات على انتظار الآلاف من المدنيين ومقاتلي المعارضة فجر الأربعاء بدء إجلائهم من شرق حلب بموجب اتفاق تم التوصل اليه برعاية روسية - تركية، إلا أن عملية الإجلاء لم تبدأ في موعدها المفترض عند الخامسة فجراً وتم تعليق الاتفاق بعد ساعات عدة.

ومن المعارضة قال أحمد قرة علي، المتحدث باسم حركة أحرار الشام، أنه «تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ، وسيتم إخلاء الدفعة الأولى التي تضم جرحى ومدنيين خلال ساعات الصباح الأولى» من فجر الخميس، من دون أن يحدد عدد الذين سيتم إجلاؤهم.

وقال ياسر اليوسف المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي إن «اتفاقاً لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في حلب إثر مفاوضات بين الروس والهلال الأحمر التركي». وأضاف «ستخرج الدفعة الأولى من الجرحى والمدنيين فجر الخميس»، مشيراً إلى أنه تم التوصل أيضاً إلى اتفاق حول خروج مقاتلي المعارضة، ولكن من دون أن يذكر أي تفاصيل إضافية بهذا الشأن.

لكن ذكرت «رويترز» في توافق مع مصادر لقوات الأسد في نفيها التوصل إلى اتفاق، أن وحدة إعلام عسكرية تديرها جماعة «حزب الله« قالت إن الأنباء التي تتحدث عن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في حلب وإخراج المسلحين من المدينة ليست صحيحة.

وجاء في بيان صادر عن الوحدة «المفاوضات تشهد تعقيدات كبيرة» في ضوء التوتر والعمليات على الخطوط الأمامية.

وأفادت مصادر لـ»أورينت نت» أن إيران تعمدت «التشويش» على اتفاق وقف إطلاق النار في أحياء حلب، ودفعت بميليشياتها الشيعية لتمنع خروج المقاتلين والمدنيين الذين كان من المقرر خروجهم ضمن الدفعة الأولى من أحياء حلب الشرقية المحاصرة إلى غرب حلب.

وأشارت المصادر إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بات في «حكم المنهار»، خصوصاً أن ميليشيات إيران الشيعية قصفت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون أحياء «الأنصاري والمشهد والسكري والزبدية والإذاعة»، الأمر الذي أدى إلى وقوع شهداء وإصابات في صفوف المدنيين. وأكدت المصادر أن ميليشيات إيران اشترطت إدخال بنود جديدة على الاتفاق، أبرزها «خروج مصابين من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين بريف إدلب»، إلى جانب تسليمهم جثث عناصر الميليشيات الذين قتلوا في حلب.

ونفى مسؤول بالجبهة الشامية المعارضة تصريحاً لمصدر مؤيد للأسد بأن 15 ألفاً سيغادرون قريتين تحاصرهما المعارضة وقال الجرحى فقط سيغادرون. وكان مسؤول في تحالف عسكري موالٍ للأسد أكد الاتفاق على هدنة حلب وقال إن 15 ألف شخص سيغادرون قريتين تحاصرهما قوات المعارضة. وفي ساعة متقدمة ليل أمس، قال مسؤولون في المعارضة السورية إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار في حلب عاد إلى مساره وإن تنفيذه بما في ذلك الإجلاء من آخر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب سيبدأ خلال ساعات.

وقال عبدالسلام عبد الرزاق المتحدث العسكري لجماعة نور الدين الزنكي إنه جرى التوصل إلى اتفاق وسيبدأ تنفيذه خلال الساعات المقبلة. وأضاف أن الاتفاق شمل إجلاء أشخاص من قريتين تحاصرهما قوات المعارضة في محافظة إدلب وهو شرط وضعته حكومة الأسد لإبرام اتفاق الهدنة الذي تعثر وسط قتال شديد في حلب ليُستأنف العمل به من جديد.

وأكد مسؤول في تحالف عسكري موالٍ لدمشق أن اتفاق الهدنة سار وأن نحو 15 ألف شخص سيغادرون قريتي الفوعة وكفريا مقابل خروج المسلحين وأسرهم وأي شخص يريد المغادرة من المدنيين من حلب. وأضاف أنهم سيتوجهون إلى محافظة إدلب.

وقال مسؤول في الجبهة الشامية إن التنفيذ سيبدأ في الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي. وذكر مسؤول ثانٍ في الجبهة الشامية أن التنفيذ سيشمل إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من الأحياء المتبقية تحت سيطرة المعارضة في حلب مقابل إجلاء الأشخاص من الفوعة وكفريا.

هذا، وكان من المقرر خروج دفعة من المدنيين والثوار من أحياء حلب المحاصرة مروراً إلى الأحياء الغربية من المدينة التي تسيطر عليها ميليشيات إيران، وصولاً إلى ريف حلب الغربي. وأعلنت روسيا أن 6 آلاف مدني و366 مقاتلاً خرجوا من حلب خلال الساعات الـ24 الماضية. وكان المرصد السوري قد أفاد أنه تم تأجيل البدء بعملية الإجلاء من مدينة حلب لأسباب غير واضحة. وقال المرصد أيضاً إنه لم يخرج حتى الآن أي مدني أو مقاتل من شرقي مدينة حلب. وأعلن أن كل المقاتلين سيخرجون من المدينة، بمن فيهم عناصر «جفش»، وهي جبهة النصرة سابقاً. كما أفاد ناشطون أن ميليشيات إيرانية في المنطقة تمنع خروج حافلات تقل مدنيين من أحياء حلب. وتواجه خطط إخلاء الأحياء المحاصرة في حلب تهديدات في ظل تجدد الضربات الجوية والقصف في هجمات وصفتها الأمم المتحدة بأنها «تمثل على الأرجح جرائم حرب». وعلى العكس شهدت حلب ضربات جوية وقصفاً وإطلاق نار واتهمت تركيا قوات حكومة الأسد بخرق الهدنة المتفق عليها قبل أقل من 24 ساعة. وكان إخلاء المناطق الخاضعة للمعارضة متوقعاً في الساعات الأولى من صباح الأربعاء لكنه لم يحدث، على أمل احتمال حدوثه فجر الخميس حسب تصريحات مسؤولين محليين. وقالت مصادر بالرئاسة التركية إن الرئيس طيب اردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفقا في اتصال هاتفي على بذل جهود مشتركة لبدء إجلاء المدنيين وقوات المعارضة من شرق حلب في أقرب وقت ممكن.

وقال المرصد السوري إن المعارضة أطلقت قذائف على قريتي الفوعة وكفريا ما أسفر عن سقوط إصابات. وتوقع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تنتهي مقاومة مقاتلي المعارضة على الأرجح خلال اليومين أو الثلاثة أيام المقبلة. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن المعارضة تسيطر حالياً على جيب مساحته 2.5 كيلومتر مربع. وقال شاهد من رويترز كان ينتظر عند النقطة المتفق على الخروج منها إن أحداً لم يغادر بحلول الفجر. وكانت 20 حافلة تنتظر هناك ومحركاتها دائرة لكن لم تظهر مؤشرات على أنها ستتحرك إلى المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة.

وحزم الناس في شرق حلب أمتعتهم وأحرقوا مقتنيات شخصية مع استعدادهم للمغادرة خوفاً من عمليات نهب من جانب الفصائل المدعومة من إيران المتحالفة معه عندما تستعيد السيطرة. وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين إن مؤشرات عن انهيار الاتفاق قد روعته. وصرح بأنه «رغم أن أسباب انهيار وقف إطلاق النار موضع خلاف إلا أن القصف المكثف للغاية الذي استأنفته القوات السورية الحكومية وحلفاؤها في المناطق المكتظة بالمدنيين هو في حكم المؤكد انتهاك للقانون الدولي وعلى الأرجح جريمة حرب.» وقال أعضاء لجنة تحقيق في جرائم الحرب تابعة للأمم المتحدة إن الحكومة السورية تتحمل مسؤولية أساسية لمنع الهجمات وانتهاكات حقوق الإنسان وأعمال الانتقام في حلب وإنها تتحمل مسؤولية أي انتهاكات من قبل جنودها أو القوات المتحالفة معها. وفي الولايات المتحدة قالت وزارة الخارجية ان استراتيجيتها الديبلوماسية في سوريا «لم تفشل»، وحملت بالمقابل النظام السوري وروسيا وإيران مسؤولية استمرار الحرب في هذا البلد.

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي ان وزير الخارجية جون كيري لا يزال مؤمنا بـ»الحل السياسي» في سوريا عبر تحريك المفاوضات بين النظام والمعارضة، واجرى اتصالات هاتفية بنظرائه في روسيا وتركيا وقطر ومع موفد الامم المتحدة الى سوريا. وردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي اليومي حول «فشل» ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما في سوريا، قال المتحدث كيربي «ان الفشل هو اعتقاد أن هذه الحرب يمكن ان تسوى عسكريا. الفشل يكمن في عدم ممارسة روسيا الضغوط اللازمة على نظام الأسد لوقف الفظاعات والتوقف عن استخدام الغاز وتجويع شعبه. هذا هو الفشل الحقيقي».

وتابع كيربي «ان الفشل هو فشل النظام ومن يدعمه وروسيا وإيران لانها سعت الى الحل العسكري بدلا من الحل السياسي، هذا هو الفشل الحقيقي. والشعب السوري بات بالمعنى الفعلي للكلمة واقعا بين نارين». واوضح ان كيري اجرى اتصالات هاتفية بنظرائه الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود تشاوش اوغلو والقطري عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، والموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا. واضاف كيربي ان «وزير الخارجية شدد على ضرورة مواصلة السعي لوقف اراقة الدماء والعنف عبر اتفاق فعلي لاطلاق النار». واوضح كيري انه «بات من الضروري اليوم اكثر من اي وقت مضى البدء باقرار عملية تتيح تحريك المفاوضات السياسية بين النظام والمعارضة». وفي مقابلة مع قناتي «روسيا 24» و»إن تي في» الروسية هي كذلك، تعهد الأسد بأن معركة حلب لن تكون الأخيرة، ما يدلّ بوضوح على أنه وحلفاءه الروس والإيرانيين لن يوقفوا الدمار والمجازر بعد اتفاق خروج من بقي من الثوار والمدنيين في الأحياء الشرقية من حلب، موضحاً أن «التوقف يحدث فقط في المنطقة التي يقول فيها الإرهابيون إنهم جاهزون مباشرة لتسليم السلاح أو الخروج منها». ومن طهران اتصل الرئيس الإيراني حسن روحاني بالأسد لتهنئته على ما سماه «الانتصار» في مدينة حلب، بينما توشك قوات الأسد على استعادة كامل المدينة من مقاتلي المعارضة، بحسب ما أعلن موقع الرئيس الإيراني.
وقال روحاني للأسد «الانتصار في حلب، هو انتصار كبير للشعب السوري على الإرهابيين وعلى الذين يدعمونهم». وأكد الأسد أن إيران «وقفت بجانب الشعب السوري والحكومة في أصعب الأوقات، ولن ننسى ذلك». وانهار أمس اتفاق وقف إطلاق النار في أحياء حلب الشرقية، الذي توصلت إليه الفصائل الثورية وروسيا برعاية تركية، وذلك بسبب تعنت ميليشيات إيران، قبل أن تعاود تصريحات لمسؤولين من الطرفين المتصارعين مؤكدة أن الاتفاق رجع إلى مساره.


 

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

مقتل ٣ قياديين من داعش في سوريا ضالعين بهجمات خارجية بينها باريس...سجن تونسي وسوري في إيطاليا لتورطهما بغرق مهاجرين...منتدى الحوار الأطلسي يلتئم بمراكش بمشاركة 49 دولة يبحث سبل تقارب شمال الأطلسي وجنوبه عبر تغيير العقليات...نافالني يترشح للرئاسة الروسية وينافس بوتين باستراتيجية تنمية...ألمانيا وفرنسا تؤيّدان تمديد عقوبات على روسيا..حاكم جاكرتا باكياً أمام محكمة يفنّد اتهامات بإهانته القرآن...غورباتشوف: الرجل الذي أضاع الإمبراطورية السوفيتية

التالي

سقوط قيادي حوثي في صعدة وخسائر موجعة في البيضاء..الغموض يحيط 11 جثة مقطوعة الرأس في عدن

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,229,477

عدد الزوار: 7,666,592

المتواجدون الآن: 0