كيري: حلب سربرينيتسا أخرى..أدار بوتين محرّكاته تجاه أردوغان وروحاني والأسد لإنجاز اتفاق حلب.. «الراي» تنشر نقاطه وآليات تنفيذه

عشرات الجرحى من أحياء حلب الشرقية يصلون إلى باب الهوى..تركيا تتوقع تهجير 50 ألف مدني من شرقي حلب خلال اليومين القادمين...من هو الجنرال الإيراني الذي طالب بإبادة المحاصرين في حلب؟...نــكــبـــة حــلــــب

تاريخ الإضافة الجمعة 16 كانون الأول 2016 - 5:37 ص    عدد الزيارات 1884    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

عشرات الجرحى من أحياء حلب الشرقية يصلون إلى باب الهوى
    أورينت نت
أفاد مراسل أورينت بوصول عشرات الجرحى من أحياء حلب الشرقية إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا بعد نقلهم عبر سيارات إسعاف وحافلات بإشراف الهلال والصليب الأحمر. وأشار مراسلنا، إلى أن 20 سيارة إسعاف تحمل عشرات الجرحى وصلت إلى ساحة معبر باب الهوى، وتوجه بعضها بشكل مباشر إلى داخل الأراضي التركية نتيجة وجود مصابين بحالة خطرة، الأمر الذي استدعى نقلهم بشكل فوري إلى المستشفيات لإجراء عمليات جراحية لهم.
وخرجت اليوم الدفعة الأولى من أهالي حلب المحاصرة، وشملت الجرحى والأطفال والنساء، حيث بلغ أعداد الأشخاص الذين خرجوا حوالي ألف مدني، تعرضوا إلى مضايقات من قبل الميليشيات الإيرانية عبر إيقافهم على الحواجز المنتشرة على طريق الراموسة لأكثر من ساعتين.  وكانت سيارات الإسعاف والحافلات بدأت بالتوافد إلى ريف حلب الغربي وهي تقل 50 جريحاً مع عائلاتهم من أحياء حلب المحاصرة ضمن المرحلة الأولى من عملية إجلاء الجرحى. في هذه الأثناء، أرسلت السلطات التركية سيارات إسعاف إلى معبر جلوة غوزو المقابل لبوابة باب الهوى تحسباً لوجود حالات حرجة بين الجرحى الذين يتم إخلاؤهم من شرقي حلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. ووفقاً لمصادر إعلامية فإنّ السلطات اتخذت تدابير متعددة في منطقة ريحانية المتاخمة للحدود السورية، وذلك تحسباً لأي تطور يحدث في ظل إجلاء المدنيين والجرحى من شرقي حلب. وإلى جانب سيارات الإسعاف شوهدت سيارات تابعة للهلال الأحمر التركي وهي تعبر بوابة جلوة غوزو إلى المنطقة الفاصلة وتكون على أهبة الاستعداد لأي حدث طارئ.
 
تركيا تتوقع تهجير 50 ألف مدني من شرقي حلب خلال اليومين القادمين
    أورينت نت
أكد الناطق باسم وزارة الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو أن بلاده أكملت كافة استعداداتها تجاه احتمال حدوث موجة لجوء جديدة للخارجين من شرقي حلب، وأن إدارة الكوارث والطوارئ التركية تبذل جهودا كبيرة لتأمين حياة كريمة لهؤلاء.
مراكز إيواء
وقال المسؤول التركي إن الهدف الأول حاليا هو نقل الجرحى والمرضى إلى المستشفيات التركية، والهدف الثاني هو إسكان المدنيين في مراكز الإيواء وإراحتهم من معاناتهم، معربا عن أمله في أن تتوفر الظروف الملائمة للمدنيين الخارجين من حلب، وأن تتاح لهم الفرصة للبقاء في وطنهم. وأشار أيضا إلى الجهود التي يبذلها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظرائه في الدول المعنية في الملف السوري. وخرجت اليوم الدفعة الأولى من أهالي حلب المحاصرة، وشملت الجرحى والأطفال والنساء، حيث بلغ أعداد الأشخاص الذين خرجوا حوالي ألف مدني، تعرضوا إلى مضايقات من قبل الميليشيات الإيرانية عبر إيقافهم على الحواجز المنتشرة على طريق الراموسة لأكثر من ساعتين.  وكان مسؤول في منظومة الإسعاف بحلب أكد لأورينت نت أن ميليشيات إيران فتحت النار على عدة سيارات إسعاف أثناء خروجها من المدينة، ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة 3 بينهم عنصر من الدفاع المدني، الأمر الذي أدى إلى تعطيل العملية وعودة القافلة إلى حي السكري شرقي حلب.
إجلاء 50 ألف شخص
ونقلت وكالة رويترز عن مفتي أوغلو قوله في أول مؤتمر صحفي له بعد تعيينه إن من المتوقع إجلاء نحو خمسين ألف شخص إجمالا من شرق حلب، مشيرا إلى أن العملية يتوقع أن تتم خلال يومين أو ثلاثة، وأن بلاده تعمل على إقامة مخيمات في سوريا لإيواء المهجّرين من شرقي حلب. واعتبر المسؤول التركي أن إطلاق النار على قوافل المدنيين المغادرين من قِبل قوات النظام والمليشيات الموالية له، أمر يدعو للقلق والانزعاج، مؤكدا أن أنقرة لن تلتزم الصمت حيال الجرائم الإنسانية التي ترتكب في حلب.
 
من هو الجنرال الإيراني الذي طالب بإبادة المحاصرين في حلب؟
 المصدر : baladi-news
كشفت مصادر مطلعة، هوية الجنرال الإيراني الذي استلم الملف العسكري لإيران في شمالي سوريا منذ بداية الحملة الإيرانية على حلب انطلاقاً من بلدة خناصر نهاية عام 2013 وحتى حصار مدينة حلب قبل أسابيع.
وقالت المصادر أن الحرس الثوري الإيراني أرسل الجنرال الإيراني "الحاج جواد" لإدارة معركة حلب، برفقة 1500 عنصر من الحرس الثوري الإيراني، وقرابة 13000 عنصر من المرتزقة الشيعة (عراقيين وأفغان ولبنانيين)، مشيرا إلى أن الجنرال الإيراني اتبع سياسة "دبيب النمل" في التقدم، وكان يمتلك الوقت لإتمام العملية الموكلة له، واستطاع الجنرال الإيراني فك الحصار عن حلب وفتح طريق خناصر وصولا إلى سجن حلب المركزي، بعد عام ونصف من بدء العملية العسكرية، كما تمكن من الوصول لبلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، ومن ثم السيطرة على طريق الكاستيلو وإطباق الحصار على الأحياء المحررة في مدينة حلب. وأضافت المصادر أن الجنرال الإيراني استعان بقوات خاصة من اللواء 65، خلال عملية السيطرة على طريق الكاستيلو الذي كان يشكل عصب الحياة لأكثر من نصف مليون نسمة في أحياء حلب المحررة.
وقالت المصادر أن "الحاج جواد" هو من عرقل خروج المدنيين المحاصرين في أحياء مدينة حلب نحو ريف حلب الغربي، وأصر على استباحة دماء كل المدنيين داخل حلب، مشيرا إلى أنه قال للروس أنه يجب قتل كل من تبقى داخل الأحياء المحاصرة، ورفض بشكل قاطع خروج أي مدني من حلب، وأنه المسؤول عن إفشال الاتفاق الروسي التركي، ونوه إلى أنها المرة الأولى التي يتصادم فيها مسؤول إيراني مع روسيا في سوريا. وأشارت المصادر إلى أن الحاج جواد بدأ يشعر بأن الميليشيات التي رعتها ومولتها إيران في حلب بدأت بالانحياز نحو روسيا، وخاصة ميليشيا لواء القدس الفلسطيني، وميليشيا "صقور الصحراء" وميليشيا "الدفاع الوطني". ونوهت المصادر إلى أن إيران تحولت إلى مجرد أداة بيد روسيا في سوريا، وفي حال رفضت أن تكون أداة ستقوم روسيا برفع الغطاء الجوي عن ميليشياتها على الأرض، واستهدافها بشكل مباشر كما حدث في عدد من المناطق المحيطة بحلب على مدار الأسابيع الماضية.
هكذا أدار بوتين محرّكاته تجاه أردوغان وروحاني والأسد لإنجاز اتفاق حلب.. «الراي» تنشر نقاطه وآليات تنفيذه
تقارير خاصة ..  كتب - إيليا ج. مغناير
• المتحاربون يتقاسمون الانتصار والمدنيون وحدهم... يخسرون
حتى ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، كان اتفاق إجلاء خمسة عشر ألف مسلّح وعائلاتهم من شرق حلب قد تعثّر.
وأعلنت مصادر قيادية في دمشق فشل الاتفاق بعدما تأخر التفاهم على بنود عدة أهمها التبادل بين مدنيي حلب ومدنيي الفوعة وكفريا.
إلا ان «الراي» علمت من مصادر قيادية ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل شخصياً بالرئيس السوري بشار الاسد، كما علمت ان الاتصالات شملت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الايراني حسن روحاني لإتمام عملية إجلاء المدنيين والمسلحين من شرق حلب. وقد تم الاتفاق على تخطي مطالب كثيرة كانت القيادة السورية قدّمتها لتركيا عن طريق روسيا، وأهمّها تبادل كل المدنيين الموجودين داخل الفوعة وكفريا، على ان يشمل ايضاً مدنيي الزبداني ومضايا. كما طلبت دمشق تبادل الجنود المحتجزين لدى المسلحين وجثث القتلى، إلا ان الضغط الذي مارسه الرئيس الروسي أفضى الى اتفاق على النقاط الآتية:
- إجلاء الجرحى والمصابين في شرق حلب، وكذلك من مدينتيْ الفوعة وكفريا.
- إجلاء عائلات المسلحين (أكثر من عشرة آلاف) من شرق حلب مقابل إخراج عائلات من الفوعة وكفريا.
- اجلاء المسلحين (بين 4 إلى 5 آلاف) من مقاتلي «القاعدة» و«أحرار الشام» والفصائل المعتدلة الأخرى من شرق حلب.
- السماح للمدنيين الراغبين بالتوجه إلى غرب حلب بالبقاء أو المغادرة إلى الجهة التي يريدونها.
- يضمن الجانب الروسي والسوري وقف النار أثناء عملية الإجلاء.
وقد استُخدم طريق الراموسة في حلب كطريق وحيد للإجلاء ووُضعت 20 قافلة خضراء تحت الخدمة لهذا الغرض ولمواكبة المسلحين وعائلاتهم إلى خان تومان التي تبعد عن شرق حلب نحو اربعة كيلومترات فقط حيث تقع المنطقة الملاصقة للراشدين أربعة خارج سيطرة الجيش السوري. ودخلت الباصات الخضراء إلى حي السكري الساعة الثانية عشرة ظهراً لتبدأ عملية الإجلاء التي أصبحت على لسان كل الإعلام العالمي الذي لعب دوراً أساسياً ومحورياً في عملية شرق حلب لم يشهد له العالم مثيلاً. ولخصت مصادر في الامم المتحدة ل»الراي» ان كل طرف يمكنه ان يقول انه انتصر: «فالرئيس الأميركي باراك أوباما فرض من خلال المحافل الدولية وتحريك الاعلام الغربي مهاجمة روسيا وإجبارها على الرضوخ للإسراع بإنهاء ملف شرق حلب بعدما كانت دمشق وطهران تطالبان بعملية شاملة كان من المتوقع ان تستغرق أسابيع طويلة. وكذلك انتصر بوتين بحسم معركة شرق حلب في أسابيع قليلة لإعادة المدينة إلى سيطرة الحكومة السورية. وانتصرت حكومة دمشق بالاستعداد للاعلان قريباً عن انتهاء الحرب في حلب وإنهاء مرحلة بدأت منذ العام 2012 وتخللها الدمار والدماء والحروب الضروس، ما يتيح للجيش السوري سحب الفرقة الثالثة العاملة في حلب والتي تقدر بأكثر من 25 ألف ضابط وجندي الى جبهات أخرى. وانتصرت المعارضة المسلحة و الجهاديون على جبهة حلب إذ سينضم اكثر من 4 آلاف مسلح من جنسيات مختلفة انسحبوا من تلك الجبهة إلى جبهات أخرى ما زالت ساخنة في سورية.
إلا ان المدنيين هم مَن يخسر دائماً في أي حرب. فها هم المدنيون يغادرون منازلهم في فصل الشتاء ومعهم ما خفّ حمله، ويسيرون لساعات نحو مكان آمن، تاركين وراءهم أرزاقهم وأقارب قُتلوا في الحرب، لينزحوا الى مكان آخر ومستقبل مجهول. وهؤلاء هم الوحيدون الذين خسروا ويخسرون في أي صفقة في شرق حلب أو غير شرق حلب».
نــكــبـــة حــلــــب
المستقبل.. («أورينت نت«، «السورية نت»، كلنا شركاء، رويترز، ا ف ب)
اكتملت إبادة حلب أمس، بمشهد «النكبة العربية الجديدة» لآلاف الناس المتجمعين بانتظار الصعود في حافلات تقلهم خارج أحيائهم ومنازلهم، مخلفين وراءهم أحبة أمواتاً وحاملين مع متاعهم الكثير من ذكريات العذاب والصمود، وهم الذين بقوا أحياء بعد شهر من أشرس وأبغض حملة عسكرية ضدهم، شنها «ديكتاتور الشام»، المتوهم أن كرسي السلطة سيدوم له على أجساد شعب تاق للحرية والحياة فحفظ لنفسه مكاناً متقدماً بين أبشع الجزارين الذين عرفهم التاريخ، بمساعدة من إيران الطامحة لإحلال خارطتها المذهبية فوق الجغرافيا العربية.

ثلاثون يوماً من القرن الحادي والعشرين ستُذكر طويلاً في الحكايات والأساطير، عندما شن النظام السوري وحلفاؤه أشرس حملة عسكرية تدميرية ضد مدينة مأهولة بالسكان، مُرتكبة أفظع جرائم الإبادة الجماعية بحق الآلاف من أهالي حلب، وساندتها في ذلك ميليشيات إيرانية زاد تطرفها لحظةَ استفرادها بالمدنيين، فأعدمت ميدانياً مجموعات بشرية بأكملها.
آلاف الشهداء وآلاف المعتقلين وألوف مؤلفة من المختفين والمغيبين، هي الفاتورة الأولية لما وصفه الأسد وطهران بالانتصار على الإرهاب في حلب، أضيف اليهم أمس عشرات الآلاف الذين اقتلعوا من أرضهم.
واحتشد آلاف الأشخاص منذ الصباح في منطقة تجمع المغادرين في العامرية في شرق حلب، ينتظرون دورهم لمغادرة مدينتهم. وكتب أحدهم بالغبار على إحدى الحافلات «سنعود يوماً«.
وبعد يوم طويل من المعاناة، خرجت القوافل من حي العامرية في المدينة، حيث تجمع المقاتلون والمدنيون بانتظار نقلهم، باتجاه منطقة الراموسة عند أطراف حلب الجنوبية ومنها الى ريف حلب الغربي.  
وتمكنت أمس دفعتان من الجرحى والمدنيين ومقاتلي حلب من الذين تم إجلاؤهم من شرق حلب، من الوصول إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف المدينة الغربي، وفق ما أفاد طبيب في المكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان، وذلك على الرغم من العراقيل التي وضعتها الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد منعاً لوصولهم.
نهاراً، وصلت الدفعة الأولى من الجرحى وعائلاتهم إلى ريف حلب الغربي بعد نقلهم عبر سيارات إسعاف وحافلات بإشراف الهلال والصليب الأحمر، من أحياء حلب المحاصرة، على الرغم من العراقيل التي وضعتها الميليشيات الإيرانية منعاً لوصولهم، في حين أرسلت تركيا سيارات إسعاف إلى الحدود السورية تحسباً لوجود حالات حرجة بين الجرحى الذين يتم إخلاؤهم من شرق حلب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وسارت الحافلات حوالى 6 كيلومترات في مناطق سيطرة النظام حتى وصلت الى مناطق سيطرة المعارضة، ونقلت نحو 1150 شخصاً بينهم 50 جريحاً نقلتهم سيارات الإسعاف من أحياء حلب المحاصرة ضمن المرحلة الأولى من عملية إجلاء الجرحى، فيما تولت سيارات الإسعاف الموجودة في المنطقة استقبال الجرحى ونقلهم إلى مراكز طبية في إدلب والحدود السورية التركية.

وحاولت الميليشيات التابعة للنظام والتي تُشرف على الحواجز المحيطة بمنطقة الراموسة عرقلة القافلة التي يفصلها كيلومترٍ واحدٍ عن مناطق سيطرة الثوار، فيما كان الطيران الحربي يحلق في أجواء ضاحية الراشدين حيث تتجمع حشود لاستقبال المهجّرين.
وصلت الدفعة الثانية من مقاتلي ومدنيي شرق حلب في المساء، الى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف المدينة الغربي، وفق ما أفاد طبيب في المكان والمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن «وصلت الدفعة الثانية من المحاصرين في مربع سيطرة الفصائل الى ريف حلب الغربي«.

وأكد أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الأطباء والمتطوعين التي تنسق عمليات الإجلاء والموجود في بلدة خان العسل في الريف الغربي: «وصلت القافلة، ويتم نقل الجرحى الى سيارات إسعاف تقلهم الى المستشفيات وإخراج المدنيين من الحافلات». وأشار الى تلقي الوحدة اتصالاً قبل وصول القافلة «لتجهيز عشر سيارات للإسعاف الطارئ، كون هناك عشر حالات حرجة تم وضعها على أجهزة تنفس«. وفي خان العسل في ريف حلب الغربي حيث جرى استقبال قافلة الخارجين، شاهد مراسل لوكالة فرانس برس جرحى إصابتهم حديثة وخطيرة، ما دفع الكثيرين ممن كانوا في استقبالهم الى البكاء. وتمثلت أكثر اللحظات المؤثرة في رؤية أشخاص من حلب كانوا عالقين خارج المدينة بسبب الحصار وهم يلتقون أقرباءهم بعد طول انتظار. وكرر كثيرون عبارة «عائدون» من دون أن يتوقفوا عن البكاء. مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط روبرت مارديني تحدث عن خروج نحو ألف مدني و26 مصاباً بينهم العديد من الأطفال تم إجلاؤهم من شرق حلب، متوقعاً أن تسفر عمليات الإجلاء عن ضعف العدد في نهاية يوم أمس.

وقال أحد قادة فصائل الثوار إن ميليشيات «حزب الله» وقوات الأسد حاولت عرقلة وصول سيارات الإسعاف عبر الحواجز الموجودة في الطريق، ما تسبب بتأخير وصول القوافل إلى منطقة الراشدين. وأكد مسؤول في منظومة الإسعاف في حلب أن ميليشيات إيران فتحت النار على سيارات إسعاف عدة أثناء خروجها من المدينة، ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة 3 بينهم عنصر من الدفاع المدني، الأمر الذي أدى إلى تعطيل العملية وعودة القافلة إلى حي السكري شرقي حلب.

وكانت روسيا قد أعلنت أن جنودها سيرافقون قوافل الثوار الخارجين من المدينة، وتحدث رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف عن فتح ممر إنساني لإخراج المسلحين، طوله 21 كيلومتراً. وأوضح، خلال إيجاز صحافي للملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في موسكو، بعد ظهر أمس، أن الحافلات التي تقل المسلحين، ستقطع مسافة 6 كيلومترات داخل حلب، ومن ثم مسافة 15 كيلومتراً بالاتجاه الغربي عبر مناطق خاضعة لسيطرة ما أسماها «التشكيلات المسلحة«.

وقدّر مستشار المبعوث الأممي لسوريا، يان إيغلاند، خلال مؤتمر صحافي أمس، في جنيف أن عدد الذين سيخرجون من الأحياء المحاصرة في حلب يتجاوز 50 ألف شخص، ستكون وجهتهم محافظة إدلب، مشيراً إلى أن من تبقوا في حلب اختاروا أن يتوجهوا إلى مناطق سيطرة الثوار، ومشدداً على أن «أول وأهم شيء هو إجلاء الجرحى والمرضى والأطفال ومنهم الأيتام«. وأعلن الموفد الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا أن نحو 50 ألف شخص معظمهم مدنيون لا يزالون محاصرين في شرق حلب، مطالباً بإجراء مفاوضات لئلا تتحول مدينة إدلب التي سيلجأ اليها المقاتلون وعائلاتهم الى «حلب أخرى«. وقال دي ميستورا إثر محادثات أجراها مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت في باريس «هناك 50 ألف شخص، بينهم 40 ألف مدني، يقيمون ويا للأسف في هذا القسم من المدينة. الآخرون مقاتلون، بين 1500 وخمسة آلاف إضافة الى عائلاتهم». وأضاف أن «المدنيين الأربعين ألفاً سيغادرون الى غرب حلب (الذي يسيطر عليه النظام). ينبغي أن تكون الأمم المتحدة حاضرة حين يصلون للتأكد من حسن استقبالهم«. وتابع «أولويتنا أن يكون زملاؤنا في الأمم المتحدة موجودين مع السكان وأن يتم احترام المقاتلين«.

وأوضح أن المقاتلين وعائلاتهم سيتوجهون الى مدينة إدلب في شمال غرب سوريا والتي لا تزال المعارضة تسيطر عليها بموجب اتفاق تم التوصل اليه برعاية روسيا وتركيا. وقال أيضاً «لا نعلم ماذا سيحصل في إدلب. إذا لم يكن هناك اتفاق سياسي، (اتفاق) لوقف إطلاق النار، فإن إدلب ستصبح حلب أخرى«. ودعا آيرولت الى «نشر مراقبين للأمم المتحدة في أسرع وقت، من كل طواقم الأمم المتحدة الموجودة أصلاً على الأرض والتي تستطيع الانتشار خلال الساعات المقبلة». وأضاف «ندعو الى وقف العمليات القتالية في كل المناطق واستئناف المفاوضات«. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ندد أمس، بموقف روسيا التي «تقطع تعهدات ولا تفي بها» في ما يتعلق بحلب، وقال لصحافيين لدى وصوله الى بروكسل للمشاركة في قمة أوروبية، «في وقت من الأوقات، تصبح المساءلة على الأفعال أمراً محتماً«، مشدداً على أن «أوروبا يجب أن ترفع صوتها». وأضاف «روسيا تقطع تعهدات ولا تفي بها»، مضيفاً «إذا لم تُبذل الجهود فإن الأنظمة التي تدعم بشار الأسد ستتحمل مسؤولية الوضع الخطير جداً« على السكان في حلب. وتابع: «لا يمكن أن نترك رجالاً ونساء وأطفالاً تحت القصف أو التجنيد القسري ويواجهون تهديداً لأمنهم ويعاملون بمثل هذه الطريقة غير اللائقة». واعتبر هولاند أن الأمر الأكثر أهمية هو «إجلاء السكان بالذين لم يعد بإمكانهم تحمل القصف والمجازر والراغبين في مغادرة المنطقة بأمان». وأضاف «الأولوية الثانية هي التمكن من إيصال المساعدة الغذائية والأدوية الى السكان الراغبين في البقاء» والثالثة «حماية كل المؤسسات الطبية المحيطة بحلب». وندد مجلس الجامعة العربية أمس، بما وصفه بالممارسات والعمليات العسكرية «الوحشية» التي تقوم بها قوات نظام الأسد وحلفاؤه ضد المدنين في حلب التي دمرتها الحرب، داعياً المجلس المجتمع الدولي في ختام اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين في القاهرة إلى الضغط على دمشق لفتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المدنيين في حلب. المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو، قال في مؤتمر صحافي في أنقرة إن الهدف الأول لعملية الإجلاء من شرق حلب هو إيصال المرضى والجرحى إلى المستشفيات سواء في سوريا أو تركيا. وأضاف أنه يجب إيواء هؤلاء في مخيمات سريعاً، مشيراً إلى أن العمل يجري لإقامة مخيمات في سوريا، ومحملاً قوات الأسد مسؤولية وفاة نحو 1000 مدني في الأسبوعين الأخيرين.
وأعرب المجلس في بيان «عن إدانته واستنكاره الشديدين للممارسات التي يقوم بها نظام الأسد وحلفاؤه من عمليات عسكرية وحشية ضد مدينة حلب وسكانها المدنيين وما تخلفه من مآسٍ إنسانية وتدمير للمدينة ومقدراتها وإرثها الحضاري والإنساني»، لافتاً إلى أن «ما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه في حلب وغيرها من المدن السورية جرائم حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني».
إلى ذلك، اعلن زير الدفاع البريطاني مايكل فالون أمس، ان بلاده لا ترى «مستقبلاً للأسد في سوريا» وذلك في ختام اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» ضم نحو 15 من نظرائه.
وقال فالون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي آشتون كارتر «حتى وإن انتصر على المعارضة في حلب، ليس هناك انتصار في قصف مستشفيات أو تقييد وصول المساعدة الإنسانية«. وأضاف فالون «على العكس نواصل التطلع الى تسوية سياسية في سوريا تكون تعددية» بالفعل. بدوره، أيد كاتر تصريحات نظيره البريطاني قائلاً إن «الانتقال السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري«، متهماً روسيا بدعم «وحشية لا تصدق» من خلال مساندتها هجوم الأسد على مقاتلي المعارضة في حلب. ويعقد مجلس الأمن اجتماعاً عاجلاً اليوم بطلب من فرنسا لبحث الوضع الإنساني في مدينة حلب السورية، بحسب ديبلوماسيين. فيما أشار مندوب فرنسا فرنسوا ديلاتر الى مبادرة أوروبية لنشر مراقبين دوليين لمراقبة الوضع في حلب. وأضاف أن «فرنسا وألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين، يعملون بشكل وثيق على مقترحات» هدفها «إجلاء (المدنيين) بشكل آمن ووصول المساعدات الإنسانية» الى حلب.
واعتبر ديلاتر أنه أصبح «أكثر أهمية من أي وقت مضى» التوصل الى نشر «مراقبين دوليين» تحت رعاية الأمم المتحدة للإشراف على عملية الإجلاء. وأشار، بدون تفاصيل، الى «تحرك للاتحاد الأوروبي دعماً لمراقبة الأمم المتحدة«.
وسيطلع سفراء الدول الـ15 في المجلس على آخر تطورات الوضع في حلب من مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين. وبدأت أولى عمليات الإجلاء من الأحياء الشرقية في حلب أمس مع خروج موكب سيارات إسعاف وحافلات تقل 951 شخصاً بينهم أكثر من 200 مسلح و108 جرحى بحسب مصدر عسكري في المكان.

متسائلا عن خلفية التوافق بين اجتياح النظام لحلب وداعش لتدمر
القائد العام لغرفة دمشق: نرفض الاحتلال الايراني
ايلاف..بهية مارديني
«إيلاف» من لندن: تساءل القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها التابعة للجيش الحر أبو زهير الشامي، "هل يعني تفوق النظام السوري المجرم عسكريًا أو استراتيجيًا بالتزامن مع الصمت الأممي والتخلي عن الشعب السوري هو ترك المدنيين والمحاصرين لمواجهة الآلة العسكرية الوحشية " الإيرانية " و " الروسية" مهما ارتفع الثمن أمام الجرائم المتوقعة في سبيل ذلك".
وقال في حديث مع «إيلاف» أن مسؤولية ما يحدث تقع في الدرجة الأولى على خيانة الفصائل المتأسلمة بأجنداتها الإقليمية المتعددة الأهداف، والتي أثبتت أمام هذه المجازر المرتكبة بأن " سوريا " كمعارضة وشعب لا يوجد لها ما يسمى داعمين".
وأضاف "إذا تحدثنا عن الواقع الإنساني ثبت أمام الجميع أنه حتى حقوق الإنسان مسيسة، وان المنظمات الإنسانية تمارس عملها تحت بند "حروق الإنسان " وليست حقوقه أمام صمت عربي وأممي لايخفى ما يفعله على أحد". وذّكر أنه في زمن الخلافة الإسلامية "استصرخت إمرأة الرجولة ونادت ؛وا اسلاماااااه فتحركت لندائها الجيوش الإسلامية شرقًا وغربًا لنجدتها، في حين استصرخنا الضمائر ولم يستجب لنا أحد".
دعم الفصائل المتأسلمة
 واعتبر الشامي أن "كمية السلاح والعتاد التي بحوزة "الفصائل المتأسلمة" لم تكن عائقاً أمام تقدمهم على جبهات حلب بل كانت ولا تزال كافية لتحرير كامل الأراضي السورية بكامل امتداد حدودها الجغرافية شبرًا شبرًا ولكنهم بكل آسف خاضعين خانعين لأوامر داعميهم ". . وتساءل أيضًا " لماذا هذا الإصرار من الدول الداعمة على دعم "الفصائل المتأسلمة" وغض الطرف عن دعم " جيش سوريا الحر " المعتدل والمتنوع في مذاهبه ومعتقداته، والذي هو قام بالثورة السورية بإمكانياته البسيطة جدًا، وفرض سيطرته على 80 % في كامل الأراضي السورية، ولماذا هذا التحجيم والتهميش لغرفة عمليات "دمشق وريفها " والتركيز على الشمال السوري بشكل خاص".
ورأى أن كل ما يجري يدل هذا على مخطط تقسيمي لا يخدم إلا "نظام الإجرام " ولا يصب في مصلحة الشعب السوري ككل بل في مصلحة " آل الأسد " والمحتلين لاستحداث نظم الكانتونات المناطقية "، وقال الثورة السورية ليست حلب فقط، بل "كامل الأراضي السورية بدءًا بالعاصمة دمشق وانتهاء بكامل الحدود الجغرافية شرقًا وغربًا ، شمالاً وجنوبًا ". وحذّر من أن "إيران لو حكمت حلب ستتحول وتتحرك لتوسعة مشروعها في بقية الدول ".
توافق بين داعش والنظام
السؤال الأصعب بالنسبة للشامي: «لماذا اختار النظام والإحتلال المشرع من قبله الهجوم بهذه الشراسة لاجتياح حلب ..؟ وماذا وراء هذا التوافق العجيب بين اجتياحهم " حلب " وبين اجتياح " داعش" لمدينة تدمر بسهولة غير مسبوقة ..؟
ومن جهة أخرى، قال "هل تعتقد بعض الدول أنهم سيكونون بمأمن وأن أوضاعهم الأمنية ستكون مستقرة أمام العطش الإيراني لقضم أكبر مساحة ممكنة من المنطقة في سبيل استعادة أمجاد دولة فارس ".
وناشد أخيرًا "نحن نذبح بصمت عربي ودم بارد ولا نريد أن نرى أياً من أصحاب العمائم المذهبية تحتلنا، سنية متعصبة كانت أو شيعية، فنحن شعب تعددت مذاهبنا وعرقياتنا واعتدنا العيش متلائمين متناغمين متعايشين مع أصوات أجراس الكنائس والمآذن .".
ضم شباب شرق حلب إلى الجيش ... لقتال «أصدقائهم» السابقين
الحياة..حلب - أ ف ب - 
قبل أيام، خرج محمد والو من أحد الأحياء في شرق حلب التي سيطر عليها الجيش النظامي السوري أخيراً لشراء بعض الحاجيات، ليكتشف لدى مروره على حاجز أن اسمه في عداد المطلوبين للخدمة الاحتياطية، ويتم نقله إلى مركز حكومي في غرب المدينة.
ويروي محمد (35 سنة) لوكالة فرانس برس في مركز للشرطة العسكرية في غرب حلب: «ذهبت من منزلي في حي الهلك الفوقاني إلى حي الميدان لشراء الأغراض مع والد زوجتي». ويوضح الرجل ذو العينين الخضراوين والذي يرتدي سترة جلد بنية اللون: «لدى مروري على حاجز للجيش، أبلغوني أنني مدعو للاحتياط، وجئت لأن علي (تلبية) نداء الواجب».
وكانت تلك المرة الأولى التي يخرج فيها محمد الذي يعمل في إصلاح الإلكترونيات من حي الهلك الفوقاني حيث كان يقيم منذ اندلاع النزاع. ويضيف: «كنا محاصرين وكانت هذه أول مرة أدخل فيها مناطق الدولة».
ويوشك الجيش النظامي السوري إثر هجوم بدأه منتصف الشهر الماضي على السيطرة على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ العام 2012، بعد معارك طاحنة مع الفصائل المعارضة. ويستعد اليوم آلاف المقاتلين لمغادرة ما تبقى من هذه الأحياء بعد اتفاق تم برعاية روسية وتركية وبموافقة السلطات السورية.
ومحمد واحد من نحو 700 شخص نقلهم الجيش إلى مركز الشرطة العسكرية في حلب منذ بدء هجومه على الأحياء الشرقية، وفق ما يقول القيمون على المركز. ولا يخفي محمد تأثره لابتعاده عن عائلته وخصوصاً ابنه. ويجهش بالبكاء لدى الحديث عنه. ويضيف مواسياً نفسه: «لأجله، علي أن أخدم في صفوف الجيش، كي أورثه أرضاً لا خراب فيها».
وعلى غرار محمد، يقف عشرات الشبان والرجال من فئات عمرية مختلفة في حلقة دائرية في باحة مركز الشرطة العسكرية في غرب حلب، وقربهم عدد من الضباط. وجميعهم من سكان الأحياء الشرقية المطلوبين للخدمة الإلزامية أو لخدمة الاحتياط في الجيش. ويصغي الرجال إلى شرح يقدمه رئيس فرع الشرطة العسكرية في حلب العميد حبيب صافي الذي يؤكد لهم أنهم «يعاملون وفق الأنظمة والقوانين النافذة».
وتلزم السلطات السورية الشبان عند بلوغهم سن الثامنة عشر تأدية الخدمة الإلزامية في الجيش لمدة تتراوح بين عام ونصف وعامين. وبعد أدائه الخدمة الإلزامية، يُمنح كل شاب رقماً في الاحتياط ويمكن للسلطات أن تستدعيه في أي وقت للالتحاق بصفوف الجيش خصوصاً في حالات الطوارئ.
وخسر الجيش النظامي السوري منذ بدء النزاع منتصف آذار (مارس) 2011، عدداً كبيراً من جنوده. وقال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة الأربعاء مع قناة روسية إن الجيش تكبد «خسائر كبيرة بالعتاد والأرواح»، مضيفاً: «لدينا الكثير من الجرحى الذين خرجوا عن إطار العمل العسكري بسبب عدم قدرتهم الآن على القيام بمثل هذه الأعمال».
ويوضح العميد صافي أن «تحرير الأحياء الشرقية في حلب يرفد الجيش العربي السوري بمجموعة من الشباب» سيشكلون في وقت لاحق «قوى رديفة للجيش تقاتل في صفوفه». ويشير إلى أنه تم تجنيد «نحو 700 شخص بعد بدء الأعمال القتالية في شرق حلب والعدد إلى ازدياد». وبحسب العميد صافي، يخضع الأهالي الخارجون من شرق حلب لعملية تدقيق في سجلاتهم، ويتم «استقطاب كل من هو مدعو للاحتياط أو متخلف أو فار من الجيش ونقلهم إلى مراكز التجميع» حيث يخضعون خلال سبعة أيام لدورات تدريبية وإرشادات. ويتم نقلهم بعد ذلك إلى مراكز يوزعون منها على مختلف تشكيلات الجيش التي تحتاج عديداً إضافياً، وفق صافي.
ويروي محمد علي (19 سنة)، وهو أحد الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية، أنه خرج من حي مساكن هنانو حيث كان يقيم ويعمل في توزيع المياه. ويقول: «كنت أعرف أنني مطلوب للخدمة الإلزامية، لكنني كنت خائفاً قبل خروجي. وبعدما رأيت المعاملة سلمت نفسي». ويتابع: «لم أحمل السلاح» خلال سيطرة الفصائل المقاتلة على شرق حلب، قبل أن يضيف: «لكنني إن شاء الله سأخدم الجيش السوري ومرادي فقط أن ألبس البزة وأحمل البارودة لأضرب الفساد».
خارج مركز الشرطة، ينتظر الأهالي ومعظمهم من النساء والأطفال لكي يسمح عناصر الجيش بدخولهم على دفعات إلى الباحة الخارجية للقاء أولادهم وأقربائهم. وتقول افتخار لباد (45 سنة) وهي تحمل حفيدها الرضيع وتنتظر رؤية ابنها أحمد: «لم نكن نعرف أنه مطلوب للاحتياط» حين «أخرجنا الجيش قبل 15 يوماً من حي طريق الباب» في شرق حلب. وتضيف وهي تضع حجاباً أسود اللون على رأسها: «أنتظر رؤية أحمد الموجود في المركز»، مضيفة باللهجة المحكية «ربي يحميه».
وتأمل هذه السيدة وهي واحدة من عشرات الأهالي الذين كانوا ينتظرون رؤية أفراد من عائلاتهم أن «تنتهي الحرب إن شاء الله (...) وأن يعودوا لبيوتهم وأولادهم».
وعلى غرار افتخار، قصد أمين درزي (50 سنة) مركز الشرطة للاطمئنان على ابنه غداة وصول العائلة من حي الصالحين. وعلى رغم إصابة ابنه البالغ من العمر 27 سنة قبل عامين بقذيفة تسببت ببتر أصابع إحدى يديه واستمرار معاناته جراء جروح في رأسه ورجله، نقل أمين إلى مركز الشرطة. ويقول الوالد: «عالجناه بعد الإصابة لكن ليس بالشكل المطلوب (...) لم أره منذ يوم أمس على أمل أن أطمئن عليه وأعطيه الدواء». ويتابع: «كنا نود علاجه فقط، أنا مستعد للذهاب إلى الاحتياط، أنا جاهز»، قبل أن يضيف: «أنا مطمئن عليه إنه بيد الجيش وأعرف أنه بأمان، لكن المهم الدواء».
خسارة حلب فصل مرير للفصائل المسلحة المعارضة
الحياة...بيروت - أ ف ب - 
تواجه الفصائل السورية المعارضة التي طمحت ذات يوم إلى إطاحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد، احتمال الهزيمة الكاملة بعد خسارتها السيطرة على مدينة حلب. وعلى رغم احتفاظها بالسيطرة على مناطق أخرى في سورية، بينها محافظة إدلب (شمال غرب)، فإن استعداد مقاتلي المعارضة للخروج من البقعة الصغيرة المتبقية لهم في شرق حلب في باصات حكومية، تمهيداً لاستكمال قوات النظام السيطرة على حلب، ثاني أكبر مدن سورية، تطور ذو رمزية كبيرة. ويقول الباحث في مؤسسة «سنشري فاونديشن» للأبحاث سام هيلر لوكالة فرانس برس أن هزيمة الفصائل المقاتلة في حلب «تعني نهاية المعارضة السورية كقوة يمكنها أن تتحدى نظام الأسد في شكل قوي أو تسيطر على البلاد». واعتقدت الفصائل المعارضة عندما سيطرت على الأحياء الشرقية في مدينة حلب في 2012، بعد عام من اندلاع النزاع الذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد الأسد، أنها على وشك إطاحة النظام.
وبدعم من جهات عدة، بدا كأن مقاتلي المعارضة يحظون بالزخم الكافي لتحقيق ذلك. لكن في السنة الأخيرة وتحديداً بعد تدخل روسيا منذ أيلول (سبتمبر) 2015 دعماً لدمشق، مُنيت المعارضة السورية بسلسلة من الهزائم توجت بخسارة حلب. ويقول الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الأوسط يزيد الصايغ: «ببساطة لم يعد لدى الفصائل الكثير، ولا الانتشار الجغرافي في شكل يمكّنها من شن هجمات واسعة». وسيتجه المقاتلون الذين سيتم إجلاؤهم من حلب إلى محافظة إدلب التي تحولت إلى أكبر معاقل المعارضة في البلاد. ويسيطر على إدلب تحالف يضم فصائل مقاتلة عدة أبرزها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) و «حركة أحرار الشام الإسلامية». كما تحتفظ الفصائل بالسيطرة على مناطق في محافظة درعا (جنوب) وفي الغوطة الشرقية في ريف دمشق حيث نجحت قوات النظام أخيراً في التقدم وإخراج المقاتلين من مناطق عدة. ونسجت الحكومة خلال الأشهر الأخيرة «اتفاقات مصالحة» مع الفصائل في مدن عدة في محيط دمشق انسحب بموجبها مقاتلو المعارضة مقابل ضمان مرورهم الآمن إلى إدلب.
وانتقدت المعارضة هذه الاتفاقات القائمة على تكتيك «الجوع أو الاستسلام»، التي تجبر المقاتلين على القبول بها بعد أشهر أو سنوات من الحصار المحكم من قوات النظام، فضلاً عن القصف المستمر. لكن الرئيس السوري قال مراراً أن هذه الاتفاقات هي أفضل طريقة لحل النزاع الذي تسبب منذ اندلاعه منتصف آذار (مارس) 2011 بمقتل أكثر من 312 ألف شخص وتدمير البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
ويقول الباحث في مؤسسة «سنشري» آرون لوند: «من المرجح جداً أن تتحرك قوات النظام بسرعة لفرض اتفاقات استسلام في جيوب أخرى للمقاتلين». ويعرب عن اعتقاده بأن «تفكيك المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية سيكون أحد أكبر مشاريع النظام في عام 2017». أما في محافظة إدلب الحدودية مع تركيا، والتي تحولت إلى وجهة للمقاتلين، فمن المرجح أن تتمكن الفصائل من الصمود فيها لفترة أطول. ويوضح هيلر: «هناك معارضة مسلحة لا تزال حيوية ومتحفزة»، لكنه يرى أن هيمنة الفصائل الجهادية والإسلامية على هذه المحافظة تجعل الجهات الخارجية أقل حماسة لدعمها.
وإزاء التغييرات الحاصلة في السياسة الدولية وابتعاد احتمال تغيير نظام الأسد على المدى القريب، فإن الجهات الداعمة قد لا ترى فائدة من مواصلة تقديم الدعم للفصائل المعارضة. ويرى لوند: «إذا كان يُنظر إلى الفصائل المعارضة كقضية خاسرة، فهي لن تحظى بمستوى الدعم الخارجي ذاته إلى أجل غير مسمى». ويتابع: «بدأت أرى بالفعل بعض مناصري المعارضة وقيادات في الفصائل تناقش تطورات حلب كأن الانتفاضة باتت الآن فاشلة رسمياً». وفي مواجهة كل هذه المصاعب، قد يسعى بعض المقاتلين إلى إلقاء أسلحتهم والاندماج بين المدنيين، وإن كان من المحتمل أن يحاولوا الفرار إلى خارج البلاد خشية من انتقام النظام.
وقد يلتحق بعض مقاتلي المعارضة، وفق هيلر، بالجماعات المتشددة مثل «جبهة فتح الشام»، مع استبعاد أن يشكل تنظيم «داعش» خياراً جاذباً لهم. وقاتل التنظيم المتشدد الكثير من الفصائل المقاتلة، وهو يناصب كل طرف لا يبايعه العداء. ويلفت هيلر إلى أن «سمعة (داعش) أصبحت مشوهة بين السوريين الموالين للمعارضة». ويقول لوند: «على رغم خسائرها، ستقاتل الفصائل المعارضة على الأرجح في الجيوب المتبقية لها، (...) لفترة طويلة جداً». ومع تقلص أعداد مقاتلي المعارضة، وانحسار وجودهم ضمن مساحات جغرافية محدودة، ستجد المعارضة السياسية أن نفوذها الضئيل حالياً في أي مفاوضات، قد استنفد أيضاً. ويقول الصايغ: «لا أرى أن هناك اتفاقاً سياسياً مقبلاً، لا أساس لذلك». ويضيف: «لم يغير أي من اللاعبين موقفه في شكل يجعل من الممكن التوصل إلى أي اتفاق».
موسكو :94 فصيلاً وافقت على وقف النار
لندن - «الحياة»
أعلنت هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي أمس أن 94 تشكيلاً مسلحاً من المعارضة السورية انضمت الى نظام وقف إطلاق النار في سورية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي قوله للملحقين العسكريين الأجانب المعتمدين في موسكو، أن «رؤساء 1057 بلدة في سورية انضموا إلى الهدنة، ووقعوا الاتفاقية في هذا الشأن مع المركز الروسي المعني بالمصالحة في سورية والذي يتخذ من قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية مقراً له». وتابع أن العسكريين الروس أرسلوا إلى حلب خلال العام 2016 أكثر من ألف طن من المساعدات الإنسانية والأدوية. الى ذلك، أشار الموقع الى أن الحكومة في جمهورية الشيشان أرسلت طائرة من طراز «إيل-76» محملة بـ60 طناً من المساعدات الى قاعدة حميميم لتوزيع المساعدات في سورية.

 

اجتماع روسي - تركي - إيراني في موسكو نهاية الشهر
لندن - «الحياة»
كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن مساعٍ جديدة لبلاده للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية، تمهيدًا لبدء جولة جديدة من المفاوضات بهدف الوصول لحل سياسي للملف السوري. وقال جاويش أوغلو إنه سيتم عقد اجتماع بين تركيا وروسيا وإيران في موسكو في 27 الشهر الجاري، لافتا إلى أن بلاده بذلت جهودًا دبلوماسية لفترات طويلة من أجل إيجاد حل في حلب وسورية. ونقل موقع «ترك برس» عن جاووش أوغلو قوله: «نبذل المزيد من الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وإعادة الأطراف إلى طاولة المحادثات وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين من السوريين»، لافتاً إلى أن الاجتماع الثلاثي الذي سيعقد في موسكو «سيناقش البنود المذكورة، ذلك أن الوضع في عموم سورية بات حرجاً جداً وعلى المجتمع الدولي التحرك بسرعة لإيجاد حل للأزمة». وعن عملية «درع الفرات» التي تضم فصائل سورية تقاتل بدعم تركي تنظيم «داعش» شمال حلب، قال إن العملية ستستمر، وستتوجه القوات المشاركة فيها نحو مدينة منبج بعد إنهاء وجود عناصر «داعش» في مدينة الباب.
إلى ذلك، نقل الموقع عن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش تأكيده «على ضرورة ضمان التزام النظام السوري والميليشيات الداعمة له بالهدنة المعلنة في مدينة حلب». وأعرب كورتولموش عن اعتقاده بأن موقف روسيا «إيجابي إلى حد كبير في ما يخص استمرار وقف إطلاق نار في حلب». وأضاف: «من يموت في حلب هم أشقاؤنا، والإنسانية جمعاء تموت هناك أيضاً»، مشدداً على «ضرورة التدخل السريع في هذه القضية التي لا يمكن التغاضي عنها».

 

كيري: حلب سربرينيتسا أخرى
الراي.. (د ب أ)
دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري اليوم الخميس، إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري في حلب، فيما أدان الهجمات «غير المبررة» ضد المدنيين، ومن بينها تلك التي تجري داخل المدينة السورية. وقال كيري، في تصريحات للصحفيين إن:«القتل والمعاناة في سورية يمكن أن تتوقف، بل إنها يمكن أن تتوقف بسرعة شديدة للغاية إذا ما قررت روسيا ونظام (بشار الأسد) القيام بذلك». وادان كيري ذبح النظام «الممنهج» للمدنيين واختفاء الرجال الذين يفرون من المنطقة محذرا من احتمال أن تصبح حلب، سربرينيتسا أخرى، مشيرا إلى ذبح الآلاف في الإبادة الجماعية التي وقعت خلال حرب البوسنة. وأضاف كيري:«إذا سقطت حلب تماما، وذبح الناس في تلك المنطقة الصغيرة، سيكون من الصعوبة بمكان إعادة الناس مرة أخرى» للتوصل الى حل ديبلوماسي لإنهاء الحرب الاهلية السورية.

 

حزب الله ينقل ميليشياته لخان طومان
عكاظ..محمود عيتاني (بيروت)
في الوقت الذي أعلن فيه إعلام ميليشيات حزب الله الإرهابية أمس (الخميس)، أن الاستعدادات بدأت لنقل ميليشيات الحزب من الجزء الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة في شرق حلب باتجاه خان طومان في الجنوب الغربي، أكد رئيس وفد التفاوض العميد أسعد عوض الزعبي في تصريحات إلى «عكاظ» أن حزب الله يقوم بنقل ميليشياته من خان طومان إلى مدينة حلب، مشيرا إلى أن الحزب يهدف للتحضير والتقدم من حلب غرباً باتجاه كفريا والفوعة. واستطرد بالقول «إن نظام بشار بدأ بممارسة الإرهاب على المدنيين في منطقة الغوطة الشرقية بعد حلب تزامناً مع سياسة التهجير المستمرة في منطقة الغوطة الغربية».

 

هدنة روسية موقتة في إدلب
الحياة..جنيف - أ ف ب - 
تعهدت روسيا بالتزام هدنة عسكرية في محافظة إدلب التي سينقل إليها مسلحو المعارضة وأسرهم الذين كانوا يتحصنون بشرق حلب، وفق ما أعلن مسؤول أممي كبير الخميس.
وقال يان إيغلاند رئيس مجموعة العمل للمساعدة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في مؤتمر صحافي إن معظم الذين سيغادرون شرق حلب يرغبون في التوجه الى إدلب التي تسيطر عليها المعارضة.
وأوضح: «هناك مخيمان أقيما في إدلب التي هي منطقة نزاع (...) لقد أكد لنا الروس أنه ستكون هناك هدنة في المعارك اثناء مشاركتنا في عمليات الإجلاء».
ويدعم الجيش الروسي نظام الرئيس السوري بشار الأسد. ومحافظة إدلب هي آخر منطقة مهمة بيد مسلحي المعارضة الذين يسيطرون أيضاً على بعض جيوب درعا (جنوب) وريف دمشق.
وحرص المسؤول الأممي على توضيح ان الأمم المتحدة «تمت دعوتها فقط هذا الصباح للإشراف والمساعدة في عمليات الإجلاء». وقال: «لم يتم بحث الاتفاق مع الأمم المتحدة (...) ولم نكن طرفاً فيه».
لكنه اشار الى ان موظفين وسيارات تابعة لمنظمة الصحة العالمية موجودون شرق حلب مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهلال الأحمر لإخراج المرضى والجرحى والمدنيين والمسلحين.
وقال: «نحن على استعداد لمرافقتهم حتى ادلب او تركيا». وأوضح ان مخيمي ادلب يمكن ان يستقبلا مئة الف شخص وأن القادمين الجدد ستتولى الأمم المتحدة تسجيلهم. وأضاف: «لكني اخشى مما قد يحدث بعد انتهاء هذه العملية لسكان ادلب وبقية المناطق التي لا تزال موضع نزاع».
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,166,026

عدد الزوار: 7,662,566

المتواجدون الآن: 1