ميليشيات إيران تنفذ إعدامات ميدانية بحق مهجري حلب..تعليق عمليات الإجلاء من حلب بانتظار خروج مصابي الفوعة وكفريا...«إيسيسكو» تدين «الإعدامات الجماعية» لسكان المدينة على يد ميليشيات طائفية تقاتل مع الأسد بدعم روسي

بوتين يفجر قنبلة سياسية عن إجلاء مسلحي حلب.تركيا: نتصرف بدقة بالغة في موضوع حلب تتشاور مع طهران ...أوباما يحمّل الأسد وموسكو وطهران مسؤولية الفظائع ويدعو إلى مراقبين محايدين.. ترامب يطرح خيار «منطقة آمنة» في سورية..اتفاق روسي - تركي على «مفاوضات سورية» في كازاخستان

تاريخ الإضافة السبت 17 كانون الأول 2016 - 4:34 ص    عدد الزيارات 2008    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

موسكو تجري اتصالات مع المعارضة السورية بوساطة تركية
بوتين يفجر قنبلة سياسية عن إجلاء مسلحي حلب
ايلاف..نصر المجالي
فجر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قنبلة سياسية حين كشف عن أن عملية إجلاء المسلحين من شرق حلب كان تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بطرسبورغ في آب/ أغسطس الماضي. وقال الرئيس الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو، اليوم الجمعة، أن موسكو اتفقت مع أنقرة على مساهمة تركيا في إخراج هؤلاء المسلحين الذين سيوافقون على إلقاء السلاح من أجل حماية المدنيين قبل كل شيء. " إذا حكمنا من خلال ما أراه ما يحدث هو بالضبط ما اتفقنا عليه مع الرئيس التركي بما في ذلك خلال زيارته إلى بطرسبورغ. لقد اتفقنا على أن تركيا ستقدم كل المساعدة الممكنة لإخراج المسلحين المستعدين لإلقاء السلاح، قبل كل شيء، للحفاظ على أرواح المدنيين". وأضاف بوتين "آمل للغاية، أن يتمكن الجيش السوري، وبعد الأعمال القتالية الناجحة ان يبقى مسيطرا على حلب، وأن يستطيع السكان المدنيون أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، لقد عاد حتى الآن عدة ألاف من السكان إلى منازلهم نصف المهدومة".
المعارضة
وأكد بوتين أن موسكو تجري مباحثات مكثفة مع المعارضة السورية بوساطة تركية، مشيرا إلى إمكانية إجراء جولة جديدة من هذه المباحثات في كازاخستان، إذا وافق الأطراف المعنية على ذلك. وأوضح أن مثل هذه المباحثات في حال إجرائها ستكمل المباحثات الجارية في جنيف. أضاف: "أينما كان مكان اجتماع الجانبين المتنازعين، فمن الصحيح عقد هذا الاجتماع والسعي إلى إيجاد تسوية سياسية".
اتفاق مع اردوغان
وذكر الرئيس الروسي: "أول أمس اتفقت مع الرئيس أردوغان هاتفيا على أن نطرح على الجانبين المتنازعين، من جهتنا لحكومة سوريا، ورئيس تركيا لممثلي المعارضة المسلحة، مواصلة عملية مفاوضات السلام في منصة جديدة، قد تكون هي عاصمة كازاخستان مدينة أستانا". واضاف بوتين: "أكدت أكثر من مرة أنه يجب توحيد الجهود لكي نكافح الإرهابيين بشكل فعال". وأكد الرئيس الروسي على أهمية تحرير حلب من المسلحين، قائلا: "مسألة تدمر، على ما يبدو لي، رمزية بحت. أمام حلب فإنها بالطبع موضوع بالغ الأهمية من الناحية السياسية العسكرية".
وأكد بوتين، على أن ما حصل في تدمر في الأيام الأخيرة، هو حدث جاء نتيجة تضارب أعمال الحلف الذي تترأسه الولايات المتحدة الأمريكية، والسلطات السورية وروسيا. وأضاف بوتين " أنا تحدثت ولمرات عديدة أنه من أجل ضمان الفعالية في مواجهة الإرهاب، يجب توحيد القوى".
 
تركيا: نتصرف بدقة بالغة في موضوع حلب تتشاور مع طهران واحتجاجات أمام القنصلية الإيرانية في اسطنبول
ايلاف..نصر المجالي
أكدت تركيا أنها تتصرف بحذر ودقة متناهية، بسبب "هشاشة الاتفاق في حلب"، وقالت إن أردوغان أفسح المجال أمام وقف إطلاق النار، وعملية إجلاء تُريح الناس، وتواصلت المشاورات مع طهران حول الأزمة السورية، بينما سارت مظاهرات تحتج على موقفها. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن إن تركيا تراقب عن كثب التطورات في مدينة حلب والتي يتحكم بها النظام السوري والميليشيات الداعمة له إلى حد كبير، بسبب انعدام تأثير المراقبين الدوليين والأمم المتحدة.  وأشاد المتحدث بالجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس رجب طيب أردوغان، لوقف إطلاق النار وعمليات إجلاء الأحياء الشرقية لمدينة حلب السورية، وسط المأساة التي يعاني منها سكان المدينة منذ أسابيع.
اجلاء المحاصرين
وحسب وكالة أنباء (الأناضول) فقد أوضح قالن خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني مباشر، اليوم الجمعة، أن الهدف الأول هو إجلاء المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية لحلب، وأن إجمالي عدد الأشخاص الذين تم إجلائهم إلى مدينة إدلب حتى صباح اليوم (الجمعة) بلغ 7 آلاف و500 شخصًا، وسط تدابير مكثفة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية العاجلة. وفيما يتعلق بمحاولات استهداف وقف إطلاق النار بحلب، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية "إن النظام السوري والميليشيات المدعومة من بعض الدول، يعمدون إلى تخريب وإفشال الاتفاق بسبب هواجسهم المتعلقة بالسيطرة على مساحة أكبر في المنطقة". ووصف قالن ممارسات النظام وداعميه بأنها "غير إنسانية وتعكس بعدًا جديدًا من الوحشية والهمجية والفظاعة"، مشددًا على "وجود أخلاق ومبادئ ينبغي رعايتها حتى في حالات الحروب والصراعات".
مقترح بوتين
وأشار إلى أن بلاده تنظر بإيجابية إلى مقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإجراء محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة في سوريا، في العاصمة الكازاخية أستانا، استنادا إلى أرضية جديدة، مؤكدّا أهمية صدور الاقتراح من الجانب الروسي. وإلى ذلك، حث رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم اليوم الجمعة عبر اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري الاوضاع في حلب وعملية اجلاء المسلحين والمدنيين من المدينة، داعيا طهران لبذل المزيد من الجهد لانجاح العملية. ووصف يلدريم بالاوضاع في حلب بالمأساوية، طالبا المساعدة الايرانية من أجل نقل الجرحى والمصابين وانشاء مخيم في المنطقة لتقديم الخدمات للمدنيين.
معاناة المدنيين
من جانبه، أعرب نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري عن أسفه لما تعرض له المدنيين العزل من معاناة نتيجة لافعال الارهابيين في حلب، مشيرا الى ان طهران عملت وستواصل عملها من أجل مساعدة كافة السوريين. ودعا جهانغيري تركيا الى بذل المزيد من الجهد والتنسيق مع ايران بهدف التصدي للارهاب، مضيفا ان الحل الدبلوماسي هو الخيار الامثل لانهاء الازمة في سوريا ووضع حد لمعاناة المدنيين العزل. وطالب جهانغيري أنقرة بان تعمل من اجل بلورة الحل السياسي والدبلوماسي للازمة السورية الى جانب باقي دول المنطقة. 
احتجاجات
وعلى صعيد متصل، تظاهرت مجموعة من المواطنين الأتراك، اليوم الجمعة، أمام القنصلية الإيرانية في إسطنبول، احتجاجا على ما تتعرض له مدينة حلب، على يد النظام السوري والتنظيمات الأجنبية الإرهابية المتحالفة معه. وشارك في المظاهرة، التي دعت إليها "جمعية الفكر الحر وحقوق التعليم" التركية، العشرات من المواطنين الأتراك، الذين رددوا شعارات معادية لإيران. وقال رئيس الجمعية، رضوان قايا، في كلمة ألقاها أمام المتظاهرين إن "حلب التي كانت إحدى أكثر مدن الأمة الإسلامية حيوية وبركة لسنوات طويلة، يتم تدميرها اليوم أمام أعين الجميع". وأكد قايا أن "إيران أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عما يحدث في حلب".
ميليشيات إيران تنفذ إعدامات ميدانية بحق مهجري حلب
    أورينت نت
قال مراسل أورينت إن الميليشيات الشيعية قامت اليوم الجمعة بقتل 5 مدنيين واعتقال 15 شخصاً بعد إيقاف القافلة التي كانت متجهة إلى ريف حلب الغربي ضمن عملية إجلاء المدنيين من أحياء حلب الشرقية. وأضاف مراسلنا، أن القافلة والتي تضم 20 سيارة كانت متجهة عند الساعة 12 ظهراً إلى الريف الغربي من حلب وذلك ضمن عملية إجلاء المدنيين، لتقوم ميليشيات إيران بإطلاق الرصاص عليهم وإنزال جميع الرجال والأطفال والنساء والبالغ عددهم 800 مدنياً وسرقة أموالهم وممتلكاتهم وتصفية 5 أشخاص منهم واعتقال 15 مدنياً قبل أن تسمح للرهائن بالعودة إلى الأحياء الشرقية. وأشار أحد الأشخاص العائدين مع القافلة أنهم خرجوا برفقة الهلال الأحمر السوري ليتفاجؤوا بوجود حاجز تابع لـ "حزب الله" وقام بإيقاف القافلة بالقوة وإطلاق النار بالهواء ومن ثم قاموا بإنزال جميع الركاب من الرجال والشباب وسرقة كل ما يحملون من سلاح ومال وهواتف، كما قاموا أيضا بتعرية بعضهم بشكل شبه كامل.
الاحتلال الإيراني يعرقل عملية إجلاء المدنيين
واعترف حسين مرتضى مراسل قناة المنار التابعة لميليشيا "حزب الله" أن الميليشيات الشيعية هي من عطلت عملية إجلاء الجرحى من مدينة حلب وذلك للضغط على جبهة فتح الشام لإخراج الجرحى من كفريا والفوعة. من جهتها، قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن إجلاء المصابين والمدنيين من جيوب في شرق حلب توقف اليوم الجمعة، وتم إبلاغ منظمات الإغاثة بضرورة مغادرة المنطقة، دون تقديم تفسير، مضيفة أن الرسالة بوقف العملية جاءت من الروس الذين يراقبون المنطقة. وأفاد ناشطون بأن الميليشيات الإيرانية بدأت اليوم الجمعة عملية اقتحام حي السكري في مدينة حلب وذلك بعد ساعات قليلة من احتجازها حافلة كاملة تقل 800 مدني أثناء عملية إجلاء الجرحى وعائلاتهم عبر طريق الراموسة إلى الريف الغربي.
مزاعم روسية
وتأتي هذه العملية بالتزامن مع تصريحات روسية حول انتهاء عملية إخلاء المحاصرين من شرق حلب، والتي شملت 6 آلاف شخص فقط، حيث زعمت القيادة الروسية في قاعدة حميميم بريف اللاذقية، أن عملية إجلاء المدنيين قد "انجزت"، معتبرة أن من بقي في حلب "إرهابيين" يرفضون الخروج، مشيرة إلى أن العمليات العسكرية ستتواصل في الأحياء التي يسيطر عليها فصائل الثوار. وكانت الميليشيات الإيرانية أوقفت صباح اليوم عمليات إجلاء المحاصرين من أحياء حلب الشرقية، إثر إطلاق النار على الحافلات عند معبر الراموسة. وأشار مراسلنا إلى أن ميليشيات إيران الشيعية استهدفت المعابر المخصصة لخروج المهجرين من أحياء حلب الشرقية، وذلك عند عقدة الراموسة. وتخوف ناشطون من ارتكاب ميليشيات إيران مجزرة بحق عشرات آلاف المدنيين الموجودين في نطاق لا يتجاوز 4 كم، حيث لم يخرج أمس غير 6 آلاف شخص بينهم جرحى وأطفال ونساء، وكان من المقرر استكمال خروج جميع المدنيين والثوار خلال الأيام القادمة.
 
حجاب يربط الانضمام لمحادثات "أستانا" بتشكيل حكومة انتقالية
    أورينت نت
أكد رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات أن الهيئة مستعدة للانضمام لمحادثات سلام يعتزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقدها بشرط أن يكون هدفها تشكيل حكومة انتقالية. وذكر حجاب للصحفيين في كوبنهاغن بعد اجتماع مع وزير خارجية الدنمارك أندرس سامويلسن أنه إذا كانت هناك نية لحل سياسي حقيقي لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات كاملة فإن الهيئة العليا للمفاوضات تؤيد هذا الحل السياسي. واشار حجاب "إن الهيئة العليا للمفاوضات تشكلت لإيجاد حل سياسي في سوريا وإنها ملتزمة بمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة." وفي وقت سابق اليوم الجمعة قال بوتين إنه يعمل عن كثب مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمحاولة بدء سلسلة جديدة من محادثات السلام السورية بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد. وأضاف بوتين خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في طوكيو، أنه اتفق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان على تقديم عرض لجميع الأطراف في سوريا لبدء مفاوضات جديدة في أستانا عاصمة كزاخستان، موضحا أن المرحلة المقبلة في سوريا ستكون وقـفا شاملا لإطلاق النار في كل المناطق.
أوباما: من المستحيل التدخل الأميركي «بكلفة بسيطة» في سورية دون التواجد العسكري الكامل
وكالات
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما امس الجمعة إن لديه «ثقة كبيرة» في أن روسيا هي التي قامت باختراق الحسابات الالكترونية لمسؤولي الحزب الديموقراطي ومؤسساته بناء على طلب مسؤولين روس رفيعي المستوى. وأضاف في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض «معلومات المخابرات التي اطلعت عليها تمنحني ثقة كبيرة في تقييمهم بأن روسيا قامت بهذا التسلل الالكتروني». وفي الشأن السوري دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن النهج الأميركي تجاه الحرب الأهلية في سورية قائلا إنه لمس الرغبة في التحرك لإنهاء الصراع لكن كان من المستحيل التدخل «بكلفة بسيطة» من دون تدخل عسكري أميركي كامل. وقال أوباما، إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «لا يمكنه شق طريقه إلى الشرعية بالمذابح» حتى بينما يبدو أنه اكتسب اليد العليا القوية في الحرب الأهلية في البلاد. ووسط تقارير عن سقوط ضحايا من المدنيين في المناطق المحيطة بحلب مع انهيار مواقع المتمردين في المدينة السورية، قال أوباما إن المسؤولية تقع على عاتق نظام الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين.وقال في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض «أيديهم ملطخة بالدماء».
تعليق عمليات الإجلاء من حلب بانتظار خروج مصابي الفوعة وكفريا
«إيسيسكو» تدين «الإعدامات الجماعية» لسكان المدينة على يد ميليشيات طائفية تقاتل مع الأسد بدعم روسي
الراي..عواصم - وكالات - بينما يشكل سقوط حلب نكسة كبيرة للعواصم الغربية التي لم تجرؤ، باستثناء التعبير عن إدانتها الأخلاقية، على التحرك ضد موسكو في مواجهة مجزرة لم تحرك الرأي العام، توقفت، أمس، عمليات الإجلاء من آخر مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب، بعد أن طالب مسلحون موالون للحكومة بإخراج المصابين من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب يحاصرهما مقاتلو المعارضة، اضافة الى اتهامات متبادلة بين كل الأطراف بالمسؤولية عن عملية التوقف بعد صباح شهد تسارعا في وتيرة عمليات الإجلاء. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن جيش النظام السوري بسط سيطرته على كل أحياء حلب الشرقية، وأن عملية الإجلاء استكملت، فيما قال مسؤول سوري يشرف على عملية الإجلاء من حلب، إن عملية إخراج المقاتلين والمدنيين من شرق المدينة لم تكتمل بعد. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن «أكثر من 3400 من عناصر المعارضة المعتدلة ألقوا سلاحهم»، مشيرة إلى أن عملية إجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم من شرق حلب استكملت. وردت المعارضة السورية بأن العملية لم تستكمل، بينما قال مسؤول سوري: «العملية لم تستكمل بعد. ما زال هناك الكثير من الذين كان من المفروض أن يخرجوا، لكن العملية توقفت قبل انتهائها». وأضاف أن عمليات الإجلاء المتوقفة من شرق حلب ستستأنف بمجرد السماح بخروج المصابين من الفوعة وكفريا. واتهمت مصادر في جماعات المعارضة المسلحة «مقاتلين شيعة موالين للحكومة بفتح النار على قوافل الحافلات التي تقل الخارجين من المدينة». وقال قائد في المعارضة في حلب إن مقاتلي المعارضة في شرق المدينة في حالة استنفار بعد أن منعت قوات موالية للحكومة المدنيين من المغادرة ونشرت أسلحة ثقيلة على الطريق المؤدي إلى خارج المنطقة. في المقابل، أفاد مصدر رسمي سوري أن عملية الإجلاء توقفت بسبب محاولة مقاتلي المعارضة اصطحاب أسرى معهم ومحاولتهم أيضا تخبئة أسلحة في حقائبهم. ونفت جماعات المعارضة في حلب ذلك. الإعلام الحربي لـ«حزب الله»، أشار بدوره الى أن محتجين قطعوا طريقا مؤديا إلى خارج المدينة مطالبين بإجلاء المصابين من الفوعة وكفريا. وأضاف أن مقاتلي المعارضة قصفوا طريقا كان من المقرر أن تستخدمه الحافلات المشاركة في عمليات الإجلاء من القريتين. وقال مسؤولون من المعارضة ومن الأمم المتحدة إن إيران طالبت بضم القريتين في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تجري بموجبه عمليات الإجلاء من حلب. ولم تظهر أي إشارات على إجلاء أفراد من القريتين المحاصرتين منذ فترة طويلة في المحافظة التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظمها. وتقول الأمم المتحدة إن 50 ألف شخص لا يزالون داخل الجزء الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة من حلب بينهم عشرة آلاف سينقلون إلى محافظة إدلب بينما سينقل الباقون إلى الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة من حلب. من ناحية أخرى، دانت «المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة» (إيسيسكو) بشدة امس، «الإعدامات الجماعية التي يتعرض لها سكان مدينة حلب على يد ميليشيات طائفية متعددة الجنسيات تقاتل مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بدعم روسي». وأكدت «إيسيسكو» في بيان ان «هذه الأعمال الإجرامية البشعة التي تستهدف المدنيين أطفالا ونساء ورجالا هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يجب أن يتدخل المجتمع الدولي لوقفها فورا ومعاقبة مجرمي الحرب المسؤولين عنها».
أوباما يحمّل الأسد وموسكو وطهران مسؤولية الفظائع ويدعو إلى مراقبين محايدين والإيرانيون يقطعون طريق النجاة في حلب
المستقبل.. (أ ف ب، رويترز، أورينت.نت، العربية.نت، الجزيرة)
على الرغم من أثمان الدم التي دفعها أبناء حلب من الكبار والصغار والنساء من جراء القصف الروسي - الأسدي - الإيراني على الأحياء الشرقية من المدينة التي باتت ركاماً، وعلى الرغم من الاتفاق الروسي - التركي لإجلاء المحاصرين في تلك الأحياء بلا ماء ولا كهرباء وبهواء تلوّثه روائح الجثث المنتشرة في الأزقة والطرقات، إلا أن مقاتلي إيران وميليشياتها لا يزالون مصرّين على استنزاف من بقي حياً في تلك الناحية من حلب حتى آخر نقطة دم، مانعين الخروج الآمن إلى مناطق المعارضة حسب الاتفاق الذي تم أخيراً بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان. ومع استمرار القصف العنيف ضد أحياء حلب المنكوبة، حمّل الرئيس الأميركي باراك أوباما كلاً من بشار الأسد وروسيا وإيران المسؤولية عن الهجوم الوحشي على المدينة المدمرة وما حصل فيها من الفظائع، مطالباً بمراقبين محايدين للإشراف على إجلاء المدنيين حسب اتفاق وقف النار أخيراً بين الطرفين التركي والروسي. ففي حلب قامت الميليشيات الإيرانية بقتل 5 مدنيين واعتقال 15 شخصاً بعد إيقاف القافلة التي كانت متجهة إلى ريف حلب الغربي ضمن عملية إجلاء

المدنيين من أحياء حلب الشرقية.

وكانت القافلة التي تضم 20 سيارة متجهة الساعة 12 ظهراً إلى الريف الغربي من حلب ضمن عملية إجلاء المدنيين، لتقوم ميليشيات إيران بإطلاق الرصاص عليهم وإنزال جميع الرجال والأطفال والنساء والبالغ عددهم 800 مدني وسرقة أموالهم وممتلكاتهم وتصفية 5 أشخاص منهم واعتقال 15 مدنياً قبل أن تسمح للرهائن بالعودة إلى الأحياء الشرقية.

وأشار أحد الأشخاص العائدين مع القافلة إلى أنهم خرجوا برفقة الهلال الأحمر السوري ليفاجأوا بوجود حاجز تابع لـ»حزب الله» قام بإيقاف القافلة بالقوة وإطلاق النار بالهواء ومن ثم قام عناصره بإنزال جميع الركاب من الرجال والشباب وسرقة كل ما يحملون من سلاح ومال وهواتف، كما قاموا أيضاً بتعرية بعضهم بشكل شبه كامل. واعترف حسين مرتضى مراسل قناة المنار التابعة للحزب بأن الميليشيات الشيعية هي من عطلت عملية إجلاء الجرحى من مدينة حلب وذلك للضغط على جبهة فتح الشام لإخراج الجرحى من كفريا والفوعة.

واتهمت الأمم المتحدة رسمياً «حزب الله« بعرقلة تنفيذ اتفاق إخلاء المحاصرين من شرقي مدينة حلب بعد احتجازه هو وميليشيات أخرى قافلة للمدنيين وقتل بعض من كانوا فيها، بينما رهن النظام السوري استئناف الإجلاء باستجابة المعارضة المسلحة لشروط بينها إخراج جرحى من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب، وتسليم أسرى وجثث.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن أوبراين إن حزب الله منع مئات المدنيين من مغادرة شرقي المدينة إلى ريفها الغربي عبر معبر الراموسة جنوب غربي حلب. وأكد مراسل الجزيرة أن القافلة التي تم احتجازها ثم إجبارها على العودة إلى الأحياء المحاصرة، كانت تضم أكثر من 14 حافلة تقل نحو 700 شخص، مؤكداً أن عناصر الميليشيات احتجزوا القافلة ثم أطلقوا النار على الحافلة الأولى، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسة مدنيين وإصابة آخرين.

وذكرت مصادر إعلامية سورية أن الجنرال جواد غفاري الذي يقود الحرس الثوري و16 ميليشيات شيعية تابعة له، يريد إبادة من بقي من المحاصرين في شرق حلب، وهو من يعرقل استكمال عمليات الإجلاء لما بقي من مدنيين ومقاتلين.

وذكرت المصادر أن غفاري، عارض الروس منذ البداية في خروج المدنيين ومقاتلي المعارضة من داخل الأحياء المحاصرة، وقام بإفشال الاتفاق الروسي - التركي، حيث قامت وسائل إعلام إيرانية بالتزامن مع هذا الحدث بمهاجمة روسيا، وبدأت تتحدث عن تضارب المصالح بين الجانبين في سوريا. وقبل تعطل إجلاء المحاصرين خرج عدد قليل من المدنيين بسياراتهم الخفيفة إلى ريف حلب الغربي، وبلغ مجموع من خرجوا خلال 24 ساعة نحو 8500 شخص بينهم جرحى نقلوا إلى مستشفيات في هطاي جنوبي تركيا.

وقال مراسل الجزيرة إنه لا يزال هناك 800 جريح في الأحياء المحاصرة، بينما يبلغ العدد الإجمالي للمدنيين الذين ينتظرون الإجلاء نحو أربعين ألفاً. ويناقض بقاء أعداد كبيرة من المدنيين شرقي حلب بيانات روسية عن انتهاء عمليات الإجلاء، وعن «استسلام» بضعة آلاف من المقاتلين. وقالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية إن إجلاء المصابين والمدنيين من جيوب في شرق حلب توقف، وتم إبلاغ منظمات الإغاثة بضرورة مغادرة المنطقة من دون تقديم تفسير، مضيفة أن الرسالة بوقف العملية جاءت من الروس الذين يراقبون المنطقة. وأفاد ناشطون أن الميليشيات الإيرانية بدأت عملية اقتحام حي السكري في مدينة حلب بعد ساعات قليلة من احتجازها حافلة كاملة تقل 800 مدني أثناء عملية إجلاء الجرحى وعائلاتهم عبر طريق الراموسة إلى الريف الغربي.

وتخوف ناشطون من ارتكاب ميليشيات إيران مجزرة بحق عشرات آلاف المدنيين الموجودين في نطاق لا يتجاوز 4 كيلومترات مربعة، حيث لم يخرج أمس غير 6 آلاف شخص بينهم جرحى وأطفال ونساء، وكان من المقرر استكمال خروج جميع المدنيين والثوار خلال أيام. وجاءت التطورات في حلب لتُظهر ما بدا أنه سعيٌ من حزب الله والميليشيات الأخرى الموالية للنظام السوري -ومن أهمها حركة النجباء العراقية- لفرض شروط جديدة. وتشمل هذه الشروط إخراج مئات - بينهم جرحى- من بلدتي الفوعة وكفريا، وتسليم المعارضة أسرى وجثثاً لمقاتلين من تلك الميليشيات قتلوا في معارك حلب. وقال مصدر رسمي سوري إن عمليات الإجلاء ستستأنف بالتزامن مع خروج الجرحى من الفوعة وكفريا على متن حافلات تم إرسالها إلى البلدتين اللتين تحاصرهما المعارضة المسلحة.

وأفاد مصدر في جبهة فتح الشام بأن الجبهة رفضت عرضاً من الإيرانيين عبر وسطاء بإخراج الجرحى من بلدتي كفريا والفوعة، وأكد أن غالبية مقاتليها ما زالوا داخل الأحياء المحاصرة في حلب.

وكان النظام السوري اتهم المعارضة بخرق الاتفاق - الذي تم التفاوض عليه بين المعارضة وروسيا بوساطة تركية - عبر محاولة اصطحاب أسرى وأسلحة متوسطة. وفي المقابل قالت حركة أحرار الشام إن روسيا عاجزة عن ضبط الميليشيات الإيرانية المعرقلة لخروج المحاصرين من شرقي حلب.

وأعلن قائد إدارة العمليات لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية الفريق سيرغي رودسكوي انتهاء عملية إخلاء حلب من المسلحين بإجلاء 4500 مسلح، وفصل المعارضة المعتدلة عن المعارضة «المتطرفة». وتحدث عن استسلام طوعي لنحو 3500 مسلح مما وصفها بالمعارضة المعتدلة، وقال إنهم توقفوا عن المقاومة وألقوا أسلحتهم، وإن عفواً تم عن 3055 منهم.  وأضاف القائد العسكري الروسي أن إخراج المقاتلين من حلب والانتهاء مما وصفها بعملية تحرير المدينة، جعلا الظروف مهيأة للتوصل إلى تسوية سلمية للصراع في سوريا. وعلق جيش الأسد عملية إجلاء المدنيين ومسلحي المعارضة من شرق مدينة حلب التي دمرتها المعارك معلناً أن السبب هو حسب قوله «عدم احترام المسلحين لشروط» الاتفاق الهادف الى إخراج آلاف السكان العالقين في ظروف مأسوية. وقال مصدر عسكري إن العملية «لم تنتهِ، بل علقت (...) المسلحون خرقوا مضمون الاتفاق».

وعزا المصدر تعليق العملية الى «إطلاق نار، ومحاولة أخذ مخطوفين (معهم من حلب الشرقية) ومحاولة تهريب أسلحة متوسطة في حقائب». وقال مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا إنه لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 الى 5000 مقاتل مع عائلاتهم. وفي خان العسل الواقعة في ريف حلب الغربي والتي وصل اليها عدد ممن تم إجلاؤهم قال محمد الأستاذ الجامعي «كان الأمر كارثياً. أديت الصلاة للمرة الأخيرة في حلب وبكيت. أجهل ماذا سأفعل». وقال أبو أحمد صلاح الذي لا يزال يرتدي بزته العسكرية «لقد غادرنا أرضنا. الجميع تركونا نسقط».

وأكد أحمد الدبيس الذي يقود وحدة أطباء ومتطوعين ينسقون إجلاء الجرحى إن 250 جريحاً على الأقل أخرجوا من المدينة وإن بعضهم نقل الى تركيا، وبين هؤلاء عجوز أصيب في ساقه ونجلاه اللذان خسر أحدهما ساقه والآخر إحدى عينيه. وقد نقلوا جميعاً الى مستشفى في باب الهوا على بعد أربعة كلم من الحدود التركية. وقال عجوز آخر طالب بأن يعالج في تركيا «ما حصل لنا سببه برميل متفجر لبشار» الأسد. وفي السياسة قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «نجري مفاوضات مع ممثلي المعارضة المسلحة، خصوصاً بفضل وساطة تركيا»، معلناً أن «المرحلة المقبلة» لسوريا ستكون «وقفاً لإطلاق النار على كل الأراضي السورية».

وأضاف «اتفقنا في اتصال هاتفي مع اردوغان أن نقترح على مختلف أطراف النزاع مكاناً جديداً لمحادثات سلام، قد يكون عاصمة كازاخستان استانا.. إذا حدث ذلك فإنه لن ينافس محادثات جنيف لكنه سيكون مكملاً لها. من وجهة نظري أياً كان المكان الذي تجتمع فيه الأطراف المتصارعة فإن التصرف الصحيح هو محاولة التوصل إلى حل سياسي«. وأضاف بوتين أن إجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم من حلب جرى بالاتفاق بينه وبين اردوغان أيضاً وعبّر عن أمله أن يتمكن الجيش السوري الآن من تعزيز موقفه هناك وأن تعود الحياة إلى طبيعتها بالنسبة للمدنيين. وهون بوتين من شأن فقد الحكومة السورية لمدينة تدمر التي استولى عليها تنظيم داعش وأنحى باللائمة في ذلك على ضعف التنسيق بين التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والسلطات السورية وروسيا في حدوث هذه الانتكاسة. وقال بوتين «كل ما يحدث في تدمر هو نتيجة التحرك بدون تنسيق. قلت مرات عديدة إن علينا أن نوحد الجهود من أجل الكفاءة في المعركة ضد الإرهاب». وأضاف «مسألة تدمر رمزية بحتة. حلب أكثر أهمية بكثير من وجهة النظر العسكرية والسياسية«. وجدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في سوريا وقال إنه لا يوجد خلاف بين تركيا وروسيا وإيران بشأن الحاجة إلى هدنة.

وقال تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي بأنقرة إن الرئيس الروسي أبلغ نظيره التركي أن أي محادثات جديدة متعلقة بسوريا من المقرر إجراؤها في كازاخستان ستكون مكملة لجهود إحلال السلام المتقطعة في جنيف. وأضاف تشاووش أوغلو أن تركيا لن تتحدث بشكل مباشر مع ممثلين للحكومة السورية. وفي الولايات المتحدة دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما الى نشر «مراقبين محايدين» في حلب متهماً النظام السوري وحلفاءه بشن «هجوم وحشي» على المدينة حيث تم تعليق عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة. وقال أوباما في مؤتمره الصحافي بمناسبة نهاية العام إن «العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني على مدينة حلب»، معتبراً أن «أيديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع». وأضاف أوباما الذي تنتهي ولايته في 20 كانون الثاني «تحولت أحياء بكاملها الى ركام. لا نزال نتلقى إشارات عن إعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل أنواع الانتهاكات. إن مسؤولية هذه الأعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الأسد وحليفتاه روسيا وإيران». واعتبر أن الرئيس «الأسد لا يمكنه أن يكسب شرعيته على وقع المجازر»، داعياً الى نشر «مراقبين محايدين» في حلب للإشراف على جهود إجلاء المدنيين الذين لا يزالون محاصرين. وقال أوباما انه كان من المستحيل التدخل في سوريا «بثمن بخس» ولا يمكننا أن نزعم أننا نجحنا هناك. وهو دافع عن النهج الأميركي تجاه الحرب الأهلية في سوريا قائلا إنه لمس الرغبة في التحرك لإنهاء الصراع لكن كان من المستحيل التدخل «بكلفة بسيطة» من دون تدخل عسكري أميركي كامل. وقدمت فرنسا مشروع قرار في هذا المعنى الى مجلس الأمن الدولي الذي عقد اجتماعاً لبحث مشروع قرار فرنسي حول نشر مراقبين دوليين يشرفون على عمليات الإجلاء من حلب وإيصال المساعدة الإنسانية.

وأعلن السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر أن بلاده تأمل بـ«تفاهم يشمل روسيا» حول مشروع قرارها في شأن حلب فيما قالت السفيرة الأميركية سامنتا باور إن مجلس الأمن قد يصوت على المشروع نهاية الأسبوع، معلنة أن هناك المئات من الرجال والأطفال اختفوا بعد مغادرة حلب. الى ذلك، شهد قسم شرطة في دمشق انفجاراً نتج من تفجير حزام ناسف من بعد كانت ترتديه طفلة ما أدى الى إصابة ثلاثة شرطيين، وفق ما ذكرت صحيفة الوطن السورية القريبة من النظام.

عودة الخوف إلى «جيوب» شرق حلب
موسكو، لندن، نيويورك، باريس، بيروت، دمشق، حلب - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - 
استؤنفت الاتصالات بين موسكو وأنقرة ودول أخرى لإنقاذ اتفاق إجلاء عشرات آلاف المدنيين عن شرق حلب الذين شعروا بالخوف، إلى «جيوب» شرق المدينة أمس بعد قطع الإنترنت وتعليق تنفيذ الإجلاء، حيث اتهم نشطاء معارضون ميليشيات مدعومة من إيران بعرقلة تنفيذ الاتفاق وخطف عشرات المدنيين لساعات، في وقت تمسكت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة برعاية الأمم المتحدة وتنفيذ «بيان جنيف» بعد حديث الرئيس فلاديمير بوتين عن اتفاقه مع الرئيس رجب طيب أردوغان على وقف للنار ثم مفاوضات سورية- سورية في كازاخستان. وسعت باريس إلى الحصول على دعم لمشروع قرار فرنسي في مجلس الأمن لنشر مراقبين في حلب.
وكانت عملية إجلاء المدنيين من شرق حلب بدأت أول من أمس، على أن تستمر أياماً، لكن ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إليزابيث هوف، قالت صباح أمس: «طلب من موظفي الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومن منظمة الصحة العالمية (وهي الجهات المشرفة على عمليات الإجلاء) مغادرة الموقع»، من دون تلقي أي تفسير لذلك. وأعربت هوف عن قلقها على مصير المدنيين العالقين في حلب. وقالت: «هناك أعداد كبيرة من النساء والأطفال دون الخامسة من العمر يجب أن يخرجوا (...) هؤلاء يجب أن يعودوا إلى منازلهم بعد وقف المعارك وهذا يقلقنا كثيراً لأننا نعرف مدى معاناتهم».
واتهم الجيش النظامي السوري المعارضين بخرق الاتفاق الذي رعته تركيا وروسيا وأتاح خروجهم من المدينة مع عائلاتهم بعد معارك ضارية. وقال مصدر عسكري إن العملية «لم تنته، بل عُلقت (...) المسلحون خرقوا مضمون الاتفاق». وأعلن الجيش الروسي في وقت سابق انتهاء عمليات إجلاء المسلحين وعائلاتهم، وأن الجيش النظامي يقوم بتصفية «آخر الجيوب المقاومة» في حلب. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا الخميس إنه لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 إلى 5000 مقاتل مع عائلاتهم. وعزا مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن تعليق عملية الإجلاء إلى عرقلة بعض الفصائل المقاتلة إخراج الجرحى من قريتي الفوعا وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما في محافظة إدلب المجاورة، لكن نشطاء معارضين أفادوا بأن ميليشيات مدعومة من إيران خطفت حوالى 800 مدني قبل أن تعيد معظمهم وتحتفظ ببعضهم لـ «الضغط» على المعارضة لإنجاز عملية الفوعة وكفريا. وأشاروا إلى جهود لاستئناف تنفيذ الاتفاق. وكتب أردوغان في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر» أمس: «أحض جميع الأطراف والمجتمع الدولي على احترام اتفاق الهدنة ودعم تنفيذ عملية الإجلاء».
في دمشق، أفاد «المرصد» والإعلام الرسمي بانفجار في حي الميدان جنوب العاصمة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، أن «تفجيراً إرهابياً وقع في قسم شرطة الميدان بدمشق»، وأن هناك قتلى. وذكرت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطة، أن «طفلة تبلغ من العمر سبع سنوات دخلت قسم (حي) الميدان في دمشق مرتدية حزاماً ناسفاً ليتم تفجيره من بُعد، ما أسفر عن وقوع إصابات».
وحدد الرئيس فلاديمير بوتين ملامح التحرك السياسي الروسي في مرحلة «ما بعد حلب» استناداً إلى الوضع الذي وفّره التنسيق الروسي- التركي، و «الإنجاز» الميداني الذي وصفه بأنه «بالغ الأهمية من الناحية العسكرية- السياسية». وفي إشارة واضحة إلى أن التنسيق الروسي- التركي ذهب أبعد بكثير من الملفات الميدانية، قال بوتين إن موسكو «تجري محادثات مكثفة مع المعارضة السورية بوساطة تركية»، محدداً ملامح التحرك الروسي المقبل على مسارين، من دون أن يربطهما زمنياً. يقوم الأول على التوصل إلى إعلان وقف نار على كل الأراضي السورية، ملمحاً إلى أن هذا الموضوع مطروح على طاولة البحث في المشاورات التي تجريها روسيا مع أطراف المعارضة بوساطة تركية. والثاني إجراء جولة جديدة من المحادثات السورية- السورية تكون هذه المرة في أستانة في كازاخستان. وقال المنسق العام لـ «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة رياض حجاب في بيان، إنه مستعد لـ «التفاوض تحت مظلة الأمم المتحدة وفق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصِّلة وتنفيذ ما نصت عليه من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية والبدء بالتفاوض حول عملية الانتقال السياسي الحقيقي، وهي جوهر العملية السياسية».
في نيويورك، أعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر، أن بلاده تأمل في «تفاهم يشمل روسيا» حول مشروع قرارها في شأن حلب الذي كان مقرراً أن تقدمه مساء أمس في جلسة مغلقة لبحث الوضع في حلب والاقتراحات الفرنسية.
وقال السفير الفرنسي إن فرنسا وألمانيا والشركاء الأوروبيين قدموا اقتراحاً يندرج على ٣ أولويات هي: «إجلاء السكان بسلام وتحت مراقبة وتنسيق يتولاهما مراقبون دوليون، وإيصال المساعدات الإنسانية فوراً، وتأمين حماية المراكز والطواقم الطبية لمعالجة الجرحى». وأكد أن فرنسا مستعدة لتصعيد التحرك نحو الجمعية العامة «لعقد جلسة طارئة فيها» في حال عدم التوصل إلى إجماع في مجلس الأمن».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في آخر مؤتمر صحافي له مع انتهاء ولايته آخر الشهر الجاري، إن الوضع في حلب وسورية عموماً «يفطر القلب»، معتبراً أن الأزمة السورية هي من أبرز المهمات التي لم يتمكن من إنجازها خلال ولايته كأمين عام للمنظمة الدولية.
الأب يحلم بحلب والابن بتحرير دمشق
الحياة..لندن - إبراهيم حميدي 
ينزل الأب مع طفله من الباص الأخضر في بلدة خان العسل، التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن منزلهما. يقول الأب إنه سيعود قريباً «منتصراً إلى شرق حلب»، لكن حديثه لم يعجب ابنه الذي قال: «لا، سنكبر ولن نرجع إلى حلب، بل سنحرر دمشق... ونسقط النظام».
خالد وابنه فؤاد كانا بين آلاف «محظوظين» خرجوا في الدفعات الأولى للمهجرين من شرق حلب أول من أمس، وضمت جرحى وأطفالاً ومدنيين، قبل أن تُعلَّق عملية إجلاء المدنيين صباح أمس، وسط جهود إقليمية لاستئنافها وإحياء أمل عشرات الآلاف الذين بدأوا يتجمعون استعداداً للخروج من «الجحيم».
أكثر من مئة جريح، بينهم أطفال فقدوا أرجلهم أو أيديهم، نُقلوا إلى الأراضي التركية وتوزعوا على مستشفيات الريحانية وأنطاكيا الحكومية في ولاية هاتاي. وتوزع المدنيون في ريف حلب الغربي. بعضهم ذهب إلى أقاربه في الأتارب أو خان العسل، فيما اتجه آخرون إلى بلدة سرمدا في ريف إدلب حيث قدم أهالٍ حتى اللحظة 1650 منزلاً مجاناً لاستضافة تلك العائلات.
المهجرون الجدد بدوا منهكين، بعضهم حمل والده الكهل أو شقيقه الجريح. آخرون حملوا حقائب سفر، لكنهم جميعاً بدوا من وجوههم ولون بشراتهم كأنهم في «سفر برلك» جديد، أو في مسلسل تاريخي يعود إلى بداية القرن العشرين. ارتدوا الألبسة الثقيلة والطاقيات والأحذية الشتوية. نزلوا في منازل مهجرين سابقين كانوا تركوا سورية إلى مناطق أخرى داخلها أو إلى أوروبا، وانضم هؤلاء إلى سبعة ملايين نازح داخل البلاد وحوالى ستة ملايين لاجئ خارج سورية، بينهم أكثر من أربعة ملايين في الدول المجاورة. مثلما تركوا وراءهم أرواح قتلاهم وذكرياتهم، فإنهم اشتموا آثار أسلافهم في «رحلة العذاب» السورية. يقول أحدهم إنه دخل بيت أحد الذين تركوا ريف حلب قبل سنتين إلى أوروبا، حيث «كل شيء موجود. الأثاث والتلفزيون والمطبخ... وهناك خضروات عفنة في الثلاجة بسبب عدم توافر الكهرباء». ولفت إلى أنه سيبحث عن صاحب المنزل للتواصل معه «على أمل اللقاء في سورية».
في سرمدا «الإدلبية»، تكفلت بالقادمين منظمة «شفق» التركية، في حين قدّمت «ميرسي كوربس» مساعداتها في الأتارب، وشملت وجبات غذائية ومياهاً وخدمات طبية كي تعتاد المعدات الخاوية الطعام. مسؤول في إحدى المنظمات لاحظ مدى شحوب القادمين وجوعهم وتعطشهم للمياه. وينقل عن أحدهم: «لم أر الخبز من أسبوعين. كنا نأكل برغلاً أو عدساً». وفي فيديو وزعه نشطاء معارضون، بدا أحدهم سميك الحواجب والذقن مع اصفرار شديد في ما بقي له من أسنان، لكنه بقي متمسكاً بـ «العودة، منتصرين إن شاء الله».
وفي فيديو آخر وزعه «مركز حلب الإعلامي»، بدا رجل في الأربعين من عمره يرتدي عباءة وعقالاً أحمر، وينزل من باص أخضر غرب حلب، ثم يبدأ بالصراخ بلهجة حلبية خشنة: «نحن نساء لسنا رجالاً. أين الرجال؟ أين العرب؟ يا حيف عليك يا حلب». وبعد قليل ازداد صراخه وبُحَّ صوته واختفت كلماته... وتلاشى أمام العدسة وراء الضباب ورذاذ المطر.
لكن شاباً أطل من نافذة الباص ليقول: «انظر إلى رجليَّ. فقدتهما. سأضع رجلين اصطناعيتين ثم سأعود لتحرير حلب. سنعود أكثر قوة»، كما صبَّ آخرُ جامَ غضبه على قادة الفصائل و «أمرائنا» الذين «رفضوا أن يتنازلوا عن إماراتهم ويتحدوا ويقاتلوا يداً واحدة».
وفي باص آخر، أطل طفلان عاشا أكثر من نصف عمريهما خارج السيطرة الخطابية والعسكرية للنظام في شرق حلب منذ 2012. حدقا إلى الكاميرا. الأول قال: «صحيح طلعنا من بيوتنا وحاراتنا، لكن عندما نكبر سنحرر حلب. سنحرر مدينتنا أنا وإخوتي كلنا». لكن الثاني قاطعه قائلاً: «إن شاء الله بس (عندما) نصير شباباً، سنحرر دمشق وسورية».
ترامب يطرح خيار «منطقة آمنة» في سورية
الحياة..واشنطن - جويس كرم 
اقترح الرئيس المنتخب دونالد ترامب أمس، للمرة الأولى منذ فوزه بالرئاسة الأميركية في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فكرة إنشاء مناطق آمنة في سورية، واصفاً الوضع في حلب وسورية أمام مناصريه بأنه «حزين وعلينا مساعدة الناس».
وقال ترامب أمام تجمع للاحتفال بفوزه في بنسلفانيا أنه سيقنع دول المنطقة «بإعطائنا الكثير من المال وسنبني مناطق آمنة في سورية كي نعطي فرصة للناس». وأضاف: «عندما أنظر الى ما يحصل في سورية، إنه محزن جداً... إنه محزن للغاية وعلينا مساعدة الناس، سنبني ونساعد في بناء مناطق آمنة في سورية كي نمنح الناس فرصة.» وأكدت مصادر على تواصل مع فريق ترامب لـ «الحياة» أن الإدارة الجديدة تدرس خيارات عدة وتراجع استراتيجيتها في سورية باستشارة لاعبين اقليميين محوريين، وأن بين المقترحات منطقة آمنة في الجنوب وبمساعدة الأردن.
وكان ترامب خلال الحملة طرح فكرة المناطق الآمنة لاستيعاب أزمة اللاجئين، علماً أن الإدارة الحالية لباراك أوباما قطعت الطريق على هذه الفكرة لصعوبات عسكرية وميدانية على الأرض وللتعقيدات التي ترافق حماية هذه المناطق.
في أنقرة، (رويترز)، قال مسؤولون في وزارة الخارجية التركية إن من غير الواقعي أن تستقبل تركيا كل من يخرجون من مدينة حلب، معللين ذلك بأخطار أمنية.
وتخطط تركيا لإقامة مخيم في سورية لاستقبال من يتم إجلاؤهم من حلب، فيما تواصل نقل المصابين والمرضى لمستشفيات في تركيا، وفقاً لما ذكره مسؤولون أتراك في وقت سابق أمس. وقال المسؤولون إن موقعين محتملين تم تحديدهما يقعان على بعد نحو ثلاثة كيلومترات ونصف داخل سورية لإقامة المخيم الذي سيستوعب ما يصل إلى 80 ألف شخص.
اتفاق روسي - تركي على «مفاوضات سورية» في كازاخستان
الحياة...موسكو - رائد جبر 
حدد الرئيس فلاديمير بوتين ملامح التحرك السياسي الروسي في مرحلة «ما بعد حلب» استناداً إلى الوضع الذي وفّره التنسيق الروسي- التركي، و «الإنجاز» الميداني الذي وصفه بأنه «بالغ الأهمية من الناحية العسكرية - السياسية»، مشيراً إلى عزم موسكو وأنقرة الدعوة إلى مفاوضات سورية - سورية في أستانة، عاصمة كازاخستان.
وأكد بوتين خلال مؤتمر صحافي عقده أمس في طوكيو التي يزورها حالياً أن «تحرير حلب تطور مهم يسمح بإيجاد هدنة جديدة»، مقللاً في الوقت ذاته من أهمية «انتكاسة تدمر» التي قال إنها نتيجة لغياب التنسيق بين قوات التحالف الدولي من جهة، وروسيا والنظام السوري من جهة أخرى، لكنه وصفها بأنها «مسألة رمزية بحتة بالمقارنة مع تطور حلب البالغ الأهمية».
وكشف أن الاتفاق على توفير آلية لخروج المسلحين من حلب تم التوصل إليه مع أنقرة في وقت مبكر نسبياً، وتحديداً خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مدينة سان بطرسبورغ في أيلول (سبتمبر) الماضي. وأوضح: «ما يجري الآن تنفيذه لاتفاقنا في حينه على مساعدة تركيا في إخراج هؤلاء المسلحين الذين سيوافقون على إلقاء السلاح من أجل حماية المدنيين قبل كل شيء».
وفي إشارة واضحة إلى أن التنسيق الروسي- التركي ذهب أبعد بكثير من الملفات الميدانية، قال بوتين إن موسكو «تجري محادثات مكثفة مع المعارضة السورية بوساطة تركية»، محدداً ملامح التحرك الروسي المقبل على مسارين، من دون أن يربطهما زمنياً. يقوم الأول على التوصل إلى إعلان وقف نار على كل الأراضي السورية، ملمحاً إلى أن هذا الموضوع مطروح على طاولة البحث في المشاورات التي تجريها روسيا مع أطراف المعارضة بوساطة تركية. والثاني إجراء جولة جديدة من المحادثات السورية- السورية تكون هذه المرة في أستانة.
وقال: «اتفقنا مع الرئيس التركي على اقتراح دعوة الأطراف إلى مفاوضات في كازاخستان، نحن سنبلغ الحكومة السورية وتركيا تبلغ أطراف المعارضة»، موضحاً انه إذا وافقت الأطراف المعنية فإن المحادثات المقترحة لن تكون بديلاً بل ستكون مكملة لمسار جنيف.
واعتبر خبراء أن الخطوات التي حددها بوتين ترسم ملامح واقع سياسي جديد يكون للتنسيق الروسي- التركي فيه دور أساسي، بالتوازي مع المشاورات الجارية من جانب الطرفين مع طهران، في غياب أي دور أميركي.
ووفر اختيار أستانة لتكون منصة للحوار مؤشرات إلى عزم الطرفين توفير أوسع أرضية ممكنة لإنجاحه، باعتبار أن كازاخستان الحليف الأقرب لروسيا في الفضاء السوفياتي السابق وهي تشاطر موسكو مواقفها في سورية لكنها لم تكن طرفاً في الأزمة السورية ما يجعلها منصة «مقبولة» من أطراف في المعارضة قاطعت جولات الحوار التي دعت إليها موسكو سابقاً. كما أن وجود أنقرة كراعٍ إلى جانب روسيا يوفّر ثقة أكبر ويضمن حضور أطراف سياسية وعسكرية في المعارضة. وكانت أستانة استضافت العام الماضي جولة حوار شاركت فيها أطراف في المعارضة (المعتدلة) المقربة من موسكو. ولعبت دوراً أساسياً في تنظيمها رئيس حركة المجتمع التعددي رندا قسيس التي غدت من أبرز الشخصيات القريبة إلى روسيا.
ويرى خبراء بُعداً آخر لاختيار أستانة التي لعبت دوراً أساسياً في تحقيق المصالحة بين موسكو وأنقرة بعد حادثة إسقاط قاذفة «سوخوي-24» الروسية العام الماضي.
وقال سيرغي رودسكوي المسؤول في وزارة الدفاع الروسية أمس إن نجاح قوات الحكومة السورية في السيطرة على شرق حلب يهيئ الأجواء للتوصل إلى حل سلمي للصراع في سورية.
إلى ذلك («الحياة»)، وزّع المكتب الإعلامي لـ «الائتلاف الوطني السوري» تصريحات لأمين سر الهيئة السياسية رياض الحسن اتهم فيها روسيا بـ «جرائم حرب» في سورية، وأضاف أن هناك «محاولات من موسكو لفرض معارضة جديدة من صنيعتها وصنيعة نظام الأسد وإيران، لتطبيق تلك الحلول التي لا تتماشى مع القرارات الدولية ذات الصلة في الشأن السوري»، معتبراً أن الغاية من كل ذلك هو «تثبيت حكم نظام الأسد الديكتاتوري». في المقابل (رويترز) قال رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات إن الهيئة مستعدة للانضمام إلى محادثات سلام يعتزم الرئيس بوتين عقدها بشرط أن يكون هدفها تشكيل حكومة انتقالية. وقال للصحافيين في كوبنهاغن بعد اجتماع مع وزير خارجية الدنمارك أندرس سامويلسن إنه إذا كانت هناك نية لحل سياسي حقيقي لتشكيل حكومة انتقالية لها صلاحيات كاملة فإن الهيئة العليا للمفاوضات تؤيد هذا الحل السياسي.
أنقرة تراجع موقفها بعد سقوط حلب واقتراح بدعم فصائل «درع الفرات»
أنقرة - «الحياة» 
تعيش تركيا هذه الأيام على نبض ما يحدث في حلب، سياسياً واجتماعياً وإعلامياً، حتى بات لكل خبر يأتي من الشمال السوري رد فعل فوري في تركيا، يتراوح بين الحزن والغضب والتوتر، حتى بدا بعض الأجهزة الأمنية يتحسب لتوتر اجتماعي بين المؤيدين في تركيا لطرفي النزاع في سورية.
ومع خروج تظاهرات أمام القنصليتين السورية والإيرانية في إسطنبول للتنديد بأعمال العنف التي ترتكبها الميليشيات المدعومة من إيران في حلب، جاهرت شريحة، ولو كانت أصغر عدداً، بدعمها للرئيس بشار الأسد والجيش النظامي السوري ووصفت ما يحدث في حلب بـ «حرب التطهير ضد الإرهابيين»، وتصدرت هذا الخط صحيفة «أيضنلك» والزعيم السياسي ضوغو بيرنجيك الذي لم يقطع صلاته بدمشق طوال الأزمة.
وفي إطار هذا التوتر، شن ناشطون ووسائل إعلام موالية حملة إعلامية ضد الصحافي المشهور السوري الأصلي حسني محلي الذي كان يوماً عراب الصداقة بين تركيا والأسد من جهة والرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جهة أخرى، لكنه وجه انتقادات لاذعة لسياسات تركيا في الأزمة السورية، وأظهر دعمه لعمليات الجيش النظامي السوري ضد المعارضة، ليتبع ذلك اعتقال محلي وتوجيه تهمة «إهانة الجمهورية التركية وقياداتها عبر وسائل الإعلام» من دون تحديد تصريح بعينه يكون دليلاً على التهمة الموجهة له. وأبدى محامي محلي توران أيضوغان اعتراضه على توقيف محلي، قائلاً «إن المدعي العام بدلاً من أن يرفع قضية على وسائل الإعلام التي كالت الاتهامات والشتائم لحسني وحرضت على إيذائه علناً، يقوم باعتقال محلي بتهمة غير واضحة الدليل بسبب تصريحاته التي من المفترض أن تكون ضمن دائرة حدود حرية الرأي والتعبير». لكنّ محللين رأوا أن خطوة اعتقال محلي قد تهدف لتهدئة التوتر الحاصل في الشارع التركي الذي لم يستسغ «خسارة حلب» بعد كل هذه السنين، وعلق الكاتب والصحافي سونار يالطشن: «إن السلطات تتصرف وكأن حسني محلي هو من استعاد حلب من يد المعارضة»، لكن الصحافي أحمد هاكان مقدم البرامج الإخبارية الشهير في قناة «سي أن أن» التركية حذر «من دعوات على (موقع ) تويتر للانتقام من العلويين في تركيا رداً على ما حدث في حلب» ومن وصول شظايا الحرب الطائفية في سورية إلى تركيا.
في المقابل، دعا آخرون الى مراجعات حقيقية في سياسة دعم الأحزاب والفصائل المسلحة الإسلامية في المنطقة، واعتبر الصحافي روشان شاكر «أن معركة حلب تعتبر نهاية سياسة دعم الربيع العربي والإسلام المعتدل في المنطقة والرهان على الفصائل الإسلامية المسلحة». واعتبر بعضهم أن «تعويض ما حصل في حلب» لمصلحة تركيا والمعارضة يكون فقط من خلال إقناع فصائل المعارضة المسلحة بكافة توجهاتها للانضمام الى «الجيش السوري الحر» في معركة «درع الفرات» وترك جميع الأيديولوجيات المعلنة سابقاً، والعمل على السيطرة مع تركيا على أكبر مساحة من الأرض في شمال سورية على حساب «داعش» والقوات الكردية، من أجل تشكيل جيش نظامي معارض مرادف للجيش السوري يحارب الإرهاب بدعم وغطاء تركيين، وله قيادة سياسية موحدة، ومن خلال ذلك فقط يمكن أن يكون للمعارضة المسلحة والسياسية السورية دور مرة أخرى على طاولة المفاوضات السورية، وذلك انسجاماً مع التغيير الحاصل في سياسة تركيا تجاه الملف السوري بعد المصالحة بين أنقرة وموسكو.
 مجلس الأمن يدرس «نشر مراقبين» في حلب
الحياة...باريس - رندة تقي الدين 
استدعت تطورات حلب عقد مجلس الأمن اجتماعاً عاجلاً لمحاولة التوصل إلى اتفاق على نشر مراقبين دوليين يكلــفون الإشـــراف على عمليات إجلاء المدنيين والمقاتلين من الأحياء الشرقية. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت أمس إن بلاده طلبت انعقاد مجلس الأمن من أجل الوصول إلى قرار الأولوية فيه هو إتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى حلب.
وقال إرولت في حديث إذاعي صباح أمس، بعدما استقبل مساء الخميس المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا: «يجب التساؤل ما الذي سيحصل بعد حلب؟ هل ستستمر استراتيجية الحرب الكاملة الجارية في حلب؟». وتابع أن جنود الجيش الحكومي السوري «ضعفاء» كما دل على ذلك انسحابهم السريع من تدمر، معتبراً أن حلب لم تكن لتسقط لولا «إيران وميليشيات حزب الله». وأضاف: «المسؤولية الآن هي على الروس، ونسألهم باستمرار: هل ستستمرون بالحرب الكاملة وستذهبون إلى إدلب (بعد حلب)؟».
وسئل عما يجري من حوار بينه وبين المسؤولين الروس، فأجاب: «أتحدث باستمرار مع نظيري سيرغي لافروف وقلت له في هامبورغ: ماذا ستفعلون بعد حلب... هل ستستمرون (في الحرب)، لأنكم في هذه الحال ستكونون في عزلة وستنتهون مثلما حصل في أفغانستان. هل هذا ما تريدونه؟ جوابه باستمرار: نريد التفاوض». وتابع الوزير الفرنسي: «نطالب بأعمال وليس أقوال. الأولوية اليوم للمساعدات الإنسانية، ولذلك طلبنا اجتماع مجلس الأمن ولا يمكن موسكو أن تمنع ذلك. ما نقترحه أن يحمي المراقبون الدوليون الموجودون على الأرض وهم عاملو الأمم المتحدة إجلاء المدنيين من حلب والذين تنبغي حمايتهم. بحسب ما قال لي دي ميستورا (أول من) أمس هناك ٥٠ ألفاً من السكان المدنيين حالياً بين الدمار في حلب إضافة إلى حوالى ١٠٠٠ مقاتل وعائلاتهم ويجب حماية هؤلاء أيضاً لتجنب المجازر. والأمر الملح الآخر هو عودة إطلاق مسار التفاوض في جنيف على أسس موجودة في القرار ٢٢٥٤ الذي ينص على العودة إلى التفاوض بين ممثلين عن النظام وممثلين عن المعارضة».
وتابع متوجهاً إلى المذيعة: «إذا كنت تتصورين أن في نهاية المسار الانتقالي سيبقى بشار الأسد (رئيساً) فليس ممكناً أن يقود سورية شخص مسؤول عن إجرام، وعليه أن يُحاسب. يجب إيجاد طريق جديد لكنها لن تكون عبر الحرب الكاملة لأن ذلك سيشعل المنطقة».
ومن المقرر أن يكون مجلس الأمن عقد اجتماعه التشاوري المغلق الساعة 12 (17 ت غ). وقال سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر للصحافيين الخميس إن «فرنسا وألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين، يعملون في شكل وثيق على مقترحات» هدفها «إجلاء (المدنيين) في شكل آمن ووصول المساعدات الإنسانية» إلى حلب. وأكد أن «من الضروري وجود مراقبين دوليين برعاية الأمم المتحدة للإشراف على الوضع».
وفي بروكسيل (أ ف ب)، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في اختتام قمة أوروبية الخميس أن فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي ضد روسيا على خلفية الأزمة السورية «جزء من الخيارات التي قد تطرح»، لافتاً إلى أنه «لم يكن حتى يتصور» أن روسيا قد تعارض «القرار الإنساني» الذي تعتزم فرنسا طرحه للتبني في مجلس الأمن.
وعند سؤاله عن تصريحات المرشح المحافظ للانتخابات الرئاسية الفرنسية في العام 2017 فرنسوا فيون، قال هولاند إن «عدم وجود حوار ليس سبباً للوضع الحالي، بل حقيقة أننا نريد تنحية طرف مشارك»، أي روسيا. وأكد أنه «لا يكفي فقط الحديث مع فلاديمير بوتين». أما في ما يتعلق بالأسد، فحين سئل هولاند عن السعي إلى تنحيته قال: «نعم، هو ديكتاتور أراد ذبح شعبه». وأضاف: «حتى أيار (مايو) من العام المقبل، وسأستمر بالنهج» الساعي «للبحث عن حل سياسي» عبر «إشراك جميع الأطراف، من دون استبعاد أحد».
 
 
التحالف يعلن تدمير أسلحة ثقيلة لـ «داعش» في تدمر
الحياة..واشنطن - أ ف ب - 
أعلن التحالف العسكري المناهض لتنظيم «داعش» أمس أنه دمر أسلحة ثقيلة استولى عليها المتطرفون حين سيطروا مجدداً على مدينة تدمر السورية نهاية الأسبوع الفائت، بينها دبابات وأسلحة مضادة للطائرات، في وقت حذر خبراء من الخطر الكبير الذي سيبقى قائماً لفترة طويلة ويمثله آلاف المتطوعين الذين انضموا الى صفوف «داعش» عند عودتهم الى بلدانهم.
وكان «داعش» سيطر الأحد على تدمر مجدداً واضطر جنود سوريون الى مغادرة المدينة تاركين أسلحة وراءهم.
وقال الكولونيل جون دوريان الناطق العسكري باسم التحالف في بغداد في بيان أن الجنرال ستيفن تاوسند الذي يقود الحملة الجوية للتحالف ضد المتطرفين في العراق وسورية منذ صيف 2014: «كان واضحاً خلال مؤتمره الصحافي في 14 كانون الأول (ديسمبر) لجهة أننا سنضرب هذه المعدات قبل أن تشكل تهديداً للعمليات ضد تنظيم داعش».
ونفذ التحالف ضرباته الخميس في محيط مطار تدمر شمال شرق المدينة وقد أتاحت تدمير أربع عشرة دبابة وثلاث بطاريات مدفعية مضادة للطائرات ومبنيين سيطر عليهما المتطرفون وآليتين.
وقالت قيادة الجيش الأميركي في الشرق الأوسط (سنتكوم) أن 16 مقاتلة للتحالف «أطلقت 22 صاروخاً ودمرت 22 هدفاً».
وكان المتطرفون سيطروا على تدمر للمرة الأولى في ايار (مايو) 2015 قبل أن يطردوا منها في آذار (مارس) الماضي.
وأعلن البنتاغون الثلثاء أن قوات النظام السوري غادرت المدينة «سريعاً جداً» في مواجهة «ما يرجح أنه من الهجمات المضادة الأكثر قوة» التي شنها تنظيم «داعش».
ومع تراجع التنظيم ميدانياً في سورية والعراق، حذر الخبراء من الخطر الكبير الذي سيبقى قائماً لفترة طويلة. تتحدث التقديرات الغربية عن 25 الى 30 الف مقاتل أجنبي لبوا الدعوات الى التطرف والتحقوا في السنوات الأخيرة بـ «دولة الخلافة» التي أعلنها التنظيم. وفيما قتل بعضهم وما زال آخرون يقاتلون، تتسارع وتيرة عودة بعض هؤلاء الى بلدانهم الأصلية بالموازاة مع تراجع التنظيم ميدانياً أمام هجمات التحالف الدولي.
وأكد البرت فورد من مؤسسة «نيو أميركا» لوكالة فرانس برس أن «تدفق المقاتلين الأجانب على مناطق التنظيم الذي بلغ في العام الفائت حوالى الفي شخص شهرياً نضب فعلياً (...) لكن هذا ليس إلا جزءاً من الموضوع. فما العمل عند عودة 25 الى 30 الف شخص موجودين حالياً في سورية أو مروا بها، الى بلدانهم؟ هذه المشكلة لن تتلاشى قريباً».
في الثمانينات، بلغ عدد المتطوعين العرب ضد القوات السوفياتية في افغانستان أرقاماً مشابهة. وبعد هزيمة الجيش الأحمر شكل «الأفغان العرب» نواة عدد من الجماعات المسلحة والحركات المتطرفة، فيما نفذ آخرون اعتداءات في دول كثيرة.
ورأى حوالى 20 خبيراً أميركياً في تقرير نشر الإثنين انه «ما أن يدخل عدد من المقاتلين الأجانب حالة التعبئة من الصعب جداً إبطالها». وأضاف التقرير: «من المؤكد أن المقاتلين الاجانب الذين بطلت تعبئتهم سيواصلون لعب دور في الحركات المتطرفة المعاصرة بصفة داعمين أو وسطاء، ولو انهم لم يعودوا يقاتلون هم أنفسهم».
في أوروبا، كشفت جلسات الاستجواب التي نفذتها أجهزة متخصصة أو المقابلات مع صحافيين لمتطوعين عائدين من سورية أو العراق أن عدداً كبيراً منهم بقي على قناعات إسلامية راسخة رغم تأكيدهم الإحجام عن العنف.
وأكد المحلل النفسي والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) مارك سيدغمان لوكالة فرانس برس أن «القضاء التام على تنظيم داعش ميدانياً لا علاقة له إطلاقاً بما سيحدث في الدول الغربية». وأوضح: «سيبقى أفراد يعتبرون انفسهم جنوداً لهذا التنظيم وفق تصورهم له وسيسعون الى تنظيم اعتداءات».
وتابع في ما يتعلق بـ «شباب غادروا الى هناك نتيجة قرار طائش لانجذابهم الى تصوير رومنسي للجهاد، تكمن المشكلة في تجنب دفعهم نحو الإرهاب عبر سياسة قمع مفرط». تابع متأسفاً: «لكن في جميع البلدان باستثناء هولندا والدنمارك ربما، حان وقت التعامل بحزم مع المقاتلين السابقين. فالسياسيون لا يسعهم أن يسمحوا بنفاذ أحدهم من ثقوب شبكة المراقبة لينتقل الى التنفيذ».
وأشارت كاثرين زيمرمان من مجموعة الأبحاث امريكان انتربرايز انستيتيوت الى أن المقاتلين السابقين في صفوف المتطرفين في سورية والعراق الذين بدأوا يأخذون طريق العودة بالمئات، وقريباً بالآلاف، يطرحون مشكلة مستعصية للأجهزة المتخصصة.
وأوضحت أن حجم المهمة «يتجاوز قدرات قوى الأمن اليوم، وهذا سيتفاقم بعد عام» نظراً الى «ارتفاع عدد الأفراد الذين يجب مراقبتهم وستتحسن وسائل الاتصال بينهم، فيما تبقى أنشطة مكافحة هذه العوامل محدودة».
بالإضافة الى المقاتلين السابقين في سورية والعراق مؤخراً، أثبت التاريخ ضرورة الاستمرار في مراقبة المتطرفين الأقدم في شكل وثيق ولو بدا انهم عادوا عن أنشطتهم. وتابعت زيمرمان: «لنأخذ شريف كواشي مثالاً، أحد القتلة في شارلي ايبدو»، موضحة أنه «كان في السجن في منتصف سنوات الألفين. وبعد خروجه استغرق الأمر سنوات كي يتحرك».
اما نيكولاس هيراس من مركز الأمن الاميركي الجديد، فاعتبر انه «من الصعوبة البالغة التفريق بين الذين يعودون لأنهم فقدوا الإيمان في القضية والذين يفعلون لأنهم يريدون مواصلة التطرف بأسلوب مختلف. لا يمكن مراقبة الجميع على مدار الساعة».

المصدر: مصادر مختلفة


السابق

هولاند: فرض عقوبات ضد روسيا حيال سورية «جزء من الخيارات التي قد تطرح»..سورية تهيمن على قمة الأوروبي..مواقف شعوب العالم تتقدم على القادة العواصم تنتفض.. طهران القاتلة: اخرجي من سورية من هنا مرت إيران..تآمر دولي.. أطلق يد المجرم..معركة حلب تطبع إرث أوباما لسنوات وتؤدي لحوار بين ترامب وموسكو لإنهاء الحرب

التالي

أسرى إيرانيون ومن «حزب الله» في قبضة الجيش اليمني..قصف مكثف لمعسكرات الحوثيين في المدن والمحافظات اليمنية..."الإصلاح" اتهم الميليشيات بمهاجمة مسجد في البيضاء والاعتداء على المصلين بالقنابل والرصاص..تحذير أممي من أن اليمن على حافة مجاعة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,114,579

عدد الزوار: 7,660,398

المتواجدون الآن: 0