أخبار وتقارير..«اتفاق تاريخي» يعزز نفوذ موسكو في قلب البلقان..«هدايا» العيد الروسية تجتذب صربيا «اتفاق تاريخي» يعزز نفوذ موسكو في قلب البلقان...أميركا تُشجع «سرقة التجارة» من بريطانيا..صمود هدنة في أوكرانيا أبرمت بوساطة أوروبية..«الدفاع التايوانية»: حاملة طائرات صينية تتحرك نحو إقليم هاينان جنوب الصين

هلع في موسكو من تفجيرات في محطات قطارات..تركيا تبدأ أول محاكمة لمشتبه فيهم بالانقلاب الفاشل اليوم..تركيا تحتجز في أسبوع 1682 من أنصار غولن

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 كانون الأول 2016 - 7:57 ص    عدد الزيارات 2402    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

أميركا تُشجع «سرقة التجارة» من بريطانيا
لندن - «الحياة» 
رغم العلاقة التاريخية الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة، والتي كانت حجر الأساس في انتصارهما في الحرب العالمية الثانية ضد النازية ومن ثم هيمنة البلدين على غالبية المؤسسات والمعاهدات الدولية، بدأ عالم جديد يتشكل مع مطلع 2017، إذ شهد البلدان خلال الأشهر الستة الماضية حدثين بارزين: الأول، اختيار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي، والثاني الفوز غير المتوقع لدونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة.
وبصرف النظر عن سلبية الحدثين أو إيجابيتهما، ظهرت الإشارات الأولى إلى مستقبل العلاقات بين الحليفين عبر طلب ويلبور روس وزير التجارة المعين في إدارة ترامب، من العواصم المالية التنافس مع لندن واستغلال «الفرصة التي منحها لها الله» بطلاق بريطانيا من أوروبا، والاستيلاء على موقع لندن بصفتها أكبر مركز مالي في أوروبا.
وقال روس أمام مؤتمر للمستثمرين والمصرفيين في قبرص: «أقترح عليكم أن تسرّع قبرص الإعلان مباشرة عن مزيد من السياسات المالية المتحررة لاستغلال فترة الغموض التي تسود لندن الآن، والتي ستؤدي حتماً إلى هجرة عدد من الشركات المالية إلى مكانٍ آخر». وتوقع أن يكون البديل من لندن إما فرانكفورت (ألمانيا) أو دبلن (إيرلندا).
وأشارت وسائل إعلام بريطانية إلى أن السياسيين البريطانيين الذين قادوا حملة الخروج، مثل إيان دنكن سميث زعيم حزب المحافظين السابق، سيصابون بخيبة أمل لأنهم كانوا يعوّلون على عقد صفقة ضخمة للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة باعتبارها أكبر شريك تجاري لبريطانيا. لكن تصريحات روس تشير إلى أن المفاوضين الأميركيين يُعدون خطة بديلة أساسها «سرقة التجارة من لندن».
وما زاد من كآبة المزاج البريطاني، أن لجنة من مجلس الشيوخ حذّرت أخيراً من أن خروج بريطانيا من «السوق المالية الموّحدة» سيفقد «حي المال» اللندني آلاف الوظائف الرئيسية. ومع المخاوف من عواقب العزلة البريطانية، زادت المطالب باحتفاظ بريطانيا بعضويتها في «السوق الموحّدة» حتى بعد خروجها من الاتحاد.
والحكومة البريطانية تجد نفسها بين فكي كماشة، إذ إن البقاء داخل «السوق المالية الموحدة» يعني حرية التنقل والدخول والعمل في بريطانيا، وهو ما رفضته غالبية البريطانيين في استفتاء حزيران (يونيو) الماضي. وإذا اختارت الخروج «الكامل» من «الاتحاد» ومن «السوق المالية الموحدة» فقد يهتز أكبر مركز مالي في أوروبا، خصوصاً أذا قرر حليفها الأكبر (الولايات المتحدة) التخلي عنها، كما تشير تصريحات وزير التجارة الأميركي المرتقب.
وقال باري غاردنر، وزير التجارة الدولية في حكومة الظل البريطانية، أن «تصريحات روس صدمة تذكّرنا بأن الاتفاقات التجارية التي ستوقّعها بريطانيا في المستقبل (بعد خروجها من أوروبا) لن تعتمد على حسن نوايا شركائنا، بل على دهاء حساباتهم السياسية والاقتصادية».
يذكر أن الرئيس الأميركي المنتخب يريد إحداث تغييرات جذرية في العلاقات التجارية للولايات المتحدة مع العالم، لحماية الصناعات الأميركية من المنافسة الدولية، ما قد يتطلب تعديلات في قوانين منظمة التجارة العالمية.
وتتزايد الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بأن تحدد ما إذا كانت تريد «انفصالاً كاملاً» عن الاتحاد الأوروبي أم «انفصالاً محدوداً». ولكلٍ من التيارين أنصاره الذين يتجاذبون اتجاهات الحكومة، بينما يحبس «حي المال اللندني»، أكبر مركز مالي في أوروبا والثاني في العالم، أنفاسه في انتظار الإعلان عن الوجهة التي ستتخذها الحكومة البريطانية في «معركة الطلاق».
ومن المقرر أن تبدأ بريطانيا في آذار (مارس) المفاوضات الرسمية مع الاتحاد الأوروبي في شأن الخروج، والتي قد تستغرق عامين. وحينها إذا خرجت بريطانيا «خروجاً كاملاً» وانتقل المركز المالي إلى عاصمة أخرى داخل دول الاتحاد، ولم تفلح بريطانيا في عقد صفقات «خاصة» مع الولايات المتحدة أو التمتع بمعاملة استثنائية، فقد تكون بداية النهاية للحلف الثنائي الذي هيمن على العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وإن ظلت العلاقات الثقافية «جيدةً» بين البلدين.
هلع في موسكو من تفجيرات في محطات قطارات
الحياة..موسكو – رائد جبر 
انتعشت الآمال في موسكو أمس، بكشف ملابسات تحطم طائرة «توبوليف 154» قرب سوتشي، بعدما تمكنت فرق البحث من تحديد مكان الهيكل الرئيسي للطائرة. ووضعت هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي الروسية أربع فرضيات يركز التحقيق عليها، ليست من بينها فرضية «الإرهاب» الذي بات هاجساً يشغل الروس بعدما أعلن في موسكو عن تلقي بلاغات بوجود عبوات ناسفة قرب محطات للقطار.
وسيطرت في المدينة حال من الهلع من تهديدات إرهابية، فرضت إخلاء ثلاث محطات قطارات، بعد تلقي تحذيرات من وجود عبوات ناسفة في محيطها، كما أخلي مبنى قريب من الكرملين بعد الاشتباه بجسم غريب. أتى ذلك في أعقاب إعلان الأجهزة الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، إحباط عدد من المخططات لشن هجمات إرهابية. وأفادت وكالة أنباء «تاس» الروسية، بأن الشرطة لم تعثر على أي عبوات ناسفة في المبنى القريب من الكرملين ولا في محطات القطارات أمس، بعد إجلاء حوالى ثلاثة آلاف مسافر تقطعت بهم السبل.
وفي تقدم مهم لعمليات البحث عن حطام الطائرة التي سقطت في البحر الأسود فيما كانت متجهة إلى سورية الأحد، نجح غواصون في العثور على الجزء الأكبر من هيكلها على بعد 1.7 كيلومتر من الشاطئ وعمق 27 متراً تحت سطح البحر. وأعلنت وزارتا الطوارئ والدفاع أن الجهد الأساسي سيتجه نحو انتشال جسم الطائرة والصندوق الأسود فيها. وذكرت مصادر قريبة من التحقيق أن هيكلها «تضرر بمقدار كبير، وتتم حالياً التحضيرات لرفع قطعة من الحطام طولها 5 أمتار». وأشارت المصادر إلى العثور على جثث لبعض الركاب ارتدوا سترات نجاة، في مؤشر إلى أن طاقم الطائرة علم بحدوث وضع طارئ على متنها، وأبلغ الركاب. وكانت الطائرة تقل 92 شخصاً من بينهم أفراد الطاقم. وأعرب محافظ مقاطعة كراسنودار التي تتبع إليها مدينة سوتشي، عن أمله بأن يكون معظم جثث الضحايا داخل هيكل الطائرة في قاع البحر، موضحاً أن الجثث التي تم العثور عليها حتى الآن تعود إلى ركاب كانوا جالسين في المقاعد بقسم من الطائرة انشق عن الجزء الأكبر من الهيكل، علماً أن جهات التحقيق أعلنت انتشال 11 جثة و154 قطعة من حطام الطائرة في اليوم الأول من عمليات البحث. ونقلت الجثث إلى موسكو حيث ستجرى عمليات الفحص لتحديد هويات أصحابها. وكانت روسيا أعلنت أمس، توسيع مجال البحث في البحر الأسود بعد العثور على بعض متعلقات الركاب الشخصية في منطقة قريبة من المياه الإقليمية لأبخازيا. وتجنب الكرملين أمس، إطلاق فرضيات في شأن الحادث، لكنه أكد «عدم وجود أي دليل على عمل إرهابي حتى الوقت الراهن». لكن مصدراً في جهاز الأمن الفيديرالي الروسي حدد أربع فرضيات تتم دراستها، هي «سقوط جسم غريب في محرك الطائرة، أو استخدام وقود سيئ، أو عطل فني مفاجئ، أو خطأ بشري». وفسرت مصادر أمنية سبب استبعاد فرضية العمل الإرهابي بأن الطائرة خضعت لتفتيش وفحص دقيقين صباح أمس، في مطار عسكري قرب موسكو قبل انطلاقها، كما أن هبوطها في سوتشي للتزود بالوقود لم يكن مدرجاً ضمن خطة مسارها. ولم تكن الطائرة تنقل أي حمولة عسكرية.
تركيا تبدأ أول محاكمة لمشتبه فيهم بالانقلاب الفاشل اليوم
الراي.. (أ ف ب)
تبدأ الثلاثاء محاكمة نحو ثلاثين شرطيا في أول جلسة تنظم في اسطنبول ضد مشتبه فيهم بالمشاركة في الانقلاب الفاشل في 15 يوليو لإطاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وبعد خمسة أشهر من محاولة الانقلاب، سبق وجرت محاكمات في مدن تركية عدة، كتلك التي جرت الاثنين في دينيزلي في جنوب غرب البلاد، حيث تم استدعاء 60 شخصا للإدلاء بالشهادة. ومن المفترض أن تعقد جلسة اليوم الثلاثاء في أكبر قاعة استماع في تركيا، داخل مبنى يقع في مقابل سجن سيليفري، قرب اسطنبول. ومن بين المتهمين الـ29، 21 يواجهون ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد، خصوصا لـ «محاولة قلب النظام الدستوري» و«محاولة قلب نظام الحكم أو منعه من أداء واجباته». أما الثمانية الآخرون، فيواجهون أحكاما بالسجن تصل إلى 15 عاما بتهمة «الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة». وخلفت المحاولة الإنقلابية التي وقعت في 15 يوليو نحو 270 قتيلا وألفي جريح. وتتهم السلطات التركية الداعية فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل، الأمر الذي ينفيه الأخير بشدة.
تركيا تحتجز في أسبوع 1682 من أنصار غولن
الحياة..اسطنبول - رويترز - 
أعلنت وزارة الداخلية التركية أن السلطات الأمنية استجوبت 1682 شخصاً احتجزتهم الأسبوع الماضي، للاشتباه بصلتهم بالداعية الإسلامي فتح الله غولن ومنظمات متشددة، واعتقلت 516 منهم. وشكل المشتبه بهم في صلتهم برجل الدين فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتخطيط محاولة انقلاب فاشلة في 15 تموز (يوليو) الماضي، العدد الأكبر من المحتجزين الذين بلغ عددهم 1096 والمعتقلين 426. وذكرت الوزارة أن 508 أشخاص استجوبوا لصلتهم بمسلحين أكراد، وتمّ اعتقال 78 آخرين، كما استُجوب 78 مشتبهاً به في علاقتهم بتنظيم «داعش»، واعتُقل 12 آخرون.
صمود هدنة في أوكرانيا أبرمت بوساطة أوروبية
الحياة..كييف - أ ف ب - 
صمدت هدنة هشة في أوكرانيا لليوم الثالث على التوالي أمس، على رغم أن المتمردين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية أبلغوا عن اشتباكات بالقرب من مركز للقطارات لم تسفر عن وقوع قتلى. واتفقت أوكرانيا وروسيا الأربعاء الماضي، على هدنة غير محددة بمهلة زمنية، بوساطة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ووقع المتمردون وقف إطلاق النار الجمعة. إلا أن إطلاق قذائف الهاون والمدفعية استمر، لكن من دون أن يسفر عن سقوط قتلى. وقال الجيش الأوكراني في بيان: «تعرضت مواقعنا للهجوم 33 مرة منذ وقت مبكر الأحد». وذكر المتمردون على مواقع تابعة لهم أنهم تعرضوا لإطلاق النار من قاذفات أوكرانية 62 مرة الأحد. ويفترض عدم استخدام هذه الأسلحة بموجب اتفاق السلام الموقع في شباط (فبراير) 2015، والذي لا يلتزم به الطرفان. وتشهد أوكرانيا منذ أكثر من سنتين نزاعاً بين قوات الحكومة الأوكرانية وانفصاليين مؤيدين لروسيا تقول كييف وغربيون أنهم يتلقون دعماً عسكرياً من روسيا، الأمر الذي تنفيه موسكو. وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية فـي آذار (مارس) 2014 في رد عـلى مــا يـبــدو على إطاحة الرئيس الموالي لهــا فـي الشهــر الذي سبق. وعلى رغم التوصل إلى هدنات عدة، إلا أن خط الجبهة يشهد مواجهات بانتظام.
وأتت الهدنة الأخيرة بعد أسبوع من المعارك للسيطرة على مواقع قريبة من ديبالتسيفي وهي مركز للقطارات التي تربط بين المناطق الموالية لروسيا ومنطقتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يسيطر عليهما الانفصاليون. وصرح الجنرال الأوكراني أنتاولي بيترنكو المكلف إجراء الاتصالات العسكرية مع نظيره في موسكو، لموقع «أوكراينسكا برافدا» بأنه طلب من الانفصاليين وقف هجماتهم على القرى التي يسيطر عليها الجيش الأوكراني قرب ديبالتسيفي أكثر من 800 مرة. وأضاف أنهم «وافقوا في 415 مرة». وتخضع ديبالتسيفي لسيطرة الانفصاليين منذ معركة طاحنة في كانون الثاني (يناير) 2015، دفعت ألمانيا وفرنسا إلى التدخل وإجبار كل الأطراف على الموافقة على اتفاق سلام في شباط من العام ذاته. إلا أن الحرب في أوكرانيا استمرت وأدت حتى الآن إلى مقتل 10 آلاف شخص. ويرجح بعض المحللين والمسؤولين أن تصمد الهدنة فترة أطول من سابقاتها لأنها غير محدودة بمدة زمنية، في حين ربطت الهدنات السابقة بمواعيد مثل بدء العام الدراسي أو العطلات الدينية.
«الدفاع التايوانية»: حاملة طائرات صينية تتحرك نحو إقليم هاينان جنوب الصين
 (رويترز)
قالت وزارة الدفاع التايوانية اليوم الثلاثاء إن مجموعة من السفن الحربية الصينية تقودها حاملة الطائرات الوحيدة التي تملكها الصين تتجه صوب إقليم هاينان بجنوب الصين عبر بحر الصين الجنوبي في إطار ما تصفه بكين بتدريبات روتينية.
وتحركت مجموعة السفن حول تايوان بالفعل إذ مرت في بادئ الأمر بين جزيرتي مياكو وأكيناوا بجنوب اليابان ثم طافت حول جنوب تايوان عبر قناة باشي بين تايوان والفلبين. ولم تعلن الصين عن تفاصيل كثيرة في شأن ما تنتوي حاملة الطائرات لياونينغ فعله واكتفت بالقول إنها ستقوم بتدريبات روتينية. لكن التدريبات تأتي في وقت تجدد فيه التوتر في شأن تايوان التي تقول بكين إنها تابعة لها وذلك بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي المنتخب ورئيسة تايوان مما أثار استياء الصين. وفي تايبه قال مسؤول بوزارة الدفاع إن لياونينغ تسير في اتجاه الجنوب الغربي صوب هاينان وليس للتوغل أكثر في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه قرب جزر سبراتلي التي تقع بالقرب من الفلبين وماليزيا وفيتنام. وقال مسؤول عسكري تايواني كبير لرويترز طالبا عدم ذكر اسمه «ما زالت تسير باتجاه الجنوب الغربي صوب هاينان». وأضاف أن حاملة الطائرات لم تبحر بجوار المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها تايوان في جزر سبراتلي وأن تايوان تواصل مراقبة تحركاتها. وأجرت القوات الجوية الصينية تدريبات بعيدة المدى هذا الشهر في بحري الصين الشرقي والجنوبي مما أثار غضب اليابان وتايوان، وقالت الصين إن تلك التدريبات كانت روتينية أيضا.
 
 
«اتفاق تاريخي» يعزز نفوذ موسكو في قلب البلقان
الحياة..محمد م. الأرناؤوط 
بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بلغراد في 12 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وما صاحبها من انتقاده ضغوط الاتحاد الأوروبي على صربيا للابتعاد عن روسيا، ونشر «الوثيقة السرية» لحلف الأطلسي التي تفصح عن وعي بروكسيل بالتغلغل الروسي الجديد في البلقان عبر صربيا والامتداد الصربي في الدول المجاورة لها (كرواتيا والبوسنة والجبل الأسود وكوسوفو)، جاءت زيارة رئيس الحكومة الصربية ألكسندر فوتشيتش موسكو في 21 الجاري لتفضي الى «اتفاق تاريخي» يعزز من نفوذ روسيا في قلب البلقان في المواجهة الجارية بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
يمكن القول إن زيارة فوتشيتش موسكو وما صاحبها من مجاملات واتفاقيات وتصريحات تمثل إنجازاً روسياً بامتياز لكسب صربيا إلى صفّها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، في وجه محاولات الاتحاد الأوروبي جذب صربيا إلى جانبه بعد أن منحها صفة «دولة مرشحة» للانضمام إلى الاتحاد. فقد عملت روسيا في السنوات الأخيرة على زيادة استثماراتها في صربيا، بخاصة في مجال الطاقة وتوطيد صلاتها مع اليمين القومي الصربي (الحزب الراديكالي الصربي) واليسار الصربي الموروث من أيام ميلوشيفيتش (الحزب الاشتراكي الصربي). حتى أن روسيا ستكون ناخباً مؤثراً في الانتخابات الرئاسية في 2017 لأن الموقف من روسيا سيكون في صلب الحملة الانتخابية التي بدأت مبكراً وسيحسمها المرشح الذي يحظى بتأييد روسيا.
في هذه الحال، كان ينقص روسيا وصربيا شيء واحد: التعاون العسكري. فبعد أن اكتسبت صربيا وضعية «دولة مرشحة» للانضمام إلى الاتحاد الأوربي في 2012، أخذت في التنسيق السياسي والعسكري مع الاتحاد الأوروبي، وتواصلت لأول مرة مع حلف الأطلسي على رغم المرارة التي لا تزال في نفوس الصرب من قصف الحلف صربيا في 1999. ولكن بعد انفجار الوضع في أوكرانيا وضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 صعّدت بروكسيل من سياستها إزاء روسيا وفرضت أول حزمة عقوبات عليها، ما أطلق مواجهة جديدة بين الشرق والغرب امتدت من أوكرانيا الى سورية. وعلى رغم حاجة صربيا الى مساعدات الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تحت ضغط الشارع المؤيد لروسيا امتنعت عن تنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وهو ما فتح الباب لعودة روسيا إلى صربيا من باب جديد: التسلح والتعاون العسكري.
فبسبب الوضع الاقتصادي الصعب في صربيا، أعطت الحكومة الأولوية لتحريك الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي على حساب الإنفاق على الجيش الذي لم يعد أولوية كما كان أيام ميلوشيفيتش والنزاعات المسلحة في البلقان. ولكن «ترشيد» الإنفاق على الجيش أدى إلى اكتشاف تخلّفه واكتشاف كلفة تحديثه التي هي فوق طاقة صربيا. وهنا فُتح الباب من جديد أمام موسكو التي عبّرت عن استعدادها لتقديم أحدث الأسلحة الروسية بالمجان لصربيا لكي يبقى الجيش الصربي معتمداً عسكرياً على السلاح الروسي وسياسياً على موسكو.
كل شيء إلا الأسلحة النووية
ولأجل هذا، ذهب فوتسيتش الى موسكو لتوقيع «الاتفاق التاريخي» مع روسيا. وقد تمثلت «الحرارة الجديدة» في العلاقات بلقاء فوتشيتش وزير الدفاع الروسي سرغي شويغو، حيث بدأ فوتشيتش الحديث بالروسية وردّ عليه شويغو مرحباً بالصربية. وبعد اللقاء، فاجأ فوتشيتش الصحافيين بتفاصيل «الكرم الروسي» الذي تضمن تقديم أحدث الأسلحة بالمجان لصربيا: ست طائرات من طراز ميغ 29 وثلاثين دبابة من طراز ت 72 وثلاثين عربة مدرعة مجهزة بمدافع خفيفة، ما تصل قيمته في السوق الى نحو بليون دولار. وقد مازح فوتشيتش الصحافيين بالقول إن خبراء وزارة الدفاع الصربية طلبوا كل شيء في موسكو «باستثناء الأسلحة النووية». ومع ذلك فقد أوضح أن هذه مجرد بداية لأن التعاون العسكري سيستمر ويتحول إلى إنتاج عسكري مشترك حتى 2018.
وكان من الطبيعي أن يثمر هذا «الكرم الروسي» بالأسلحة تقارباً سياسياً في المواقف الجديدة. ففي إشارة إلى الضغوط الغربية للابتعاد عن روسيا، بعد أن رفضت صربيا تنفيذ العقوبات الاقتصادية التي قررتها بروكسيل، قال فوتشيتش إن حكومته نجحت في «الحفاظ على استقلالها في وجه الضغوط من مختلف الأنحاء» وفي «تقوية صربيا إلى الحد الذي لم نكن نتصوّره» بفضل الأسلحة التي منحتها روسيا بالمجان لصربيا. وفي المقابل، شكر وزير الدفاع الروسي رئيس الحكومة الصربية على «تأييد صربيا مبادرة روسيا الإنسانية في حلب». وأكد أن «مشاركة بلغراد في دعم جهود روسيا لتهدئة الوضع في سورية إنما تدلّ مرة أخرى على الثقة والعلاقات المشتركة المنفتحة». كما أكد وزير الدفاع الروسي ضرورة استمرار المناورات العسكرية المشتركة تحت مسمّى «الأخوة السلافية» التي أجريت لأول مرة في صربيا خلال تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، في الوقت الذي كانت فيه قوات حلف الأطلسي تجري مناورات عسكرية في جمهوية الجبل الأسود «المتمردة» على روسيا.
ومع الإعلان عن هذا الاتفاق العسكري، عنونت الجريدة البلغرادية المعروفة «داناس» (عدد 22/12/2016) «اتفاق تاريخي»، وهو التعبير الذي استمدته الجريدة من تصريح نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس «الحزب الاشتراكي الصربي» ايفيتسا داتشيتش الذي كان خلف سلوبودان ميلوشيفيتش في رئاسة الحزب.
ومن المؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكشف عن الثمن السياسي لهذا «الاتفاق التاريخي» الذي يترافق مع تولي دونالد ترامب منصبه الرئاسي في الولايات المتحدة، إذ من المأمول أن تتحسن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة. ومن أوائل المؤشرات إلى ذلك الإعلان عن مشاركة رئيس «جمهورية الصرب» في البوسنة ميلوراد دوديك، المغضوب عليه في الاتحاد الأوروبي، في حفل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل بكل ما يعني ذلك من رسائل سياسية. فقد كان دوديك تحدى الاتحاد الأوربي بالمضي في استفتاء يعزز استقلال «جمهورية الصرب»، وهو ما أدى الى قرار أوروبي بعزله ديبلوماسياً، بينما تأتي الآن دعوة ترامب له (بفضل روسيا) لتعيد له الاعتبار على أعلى مستوى.
«هدايا» العيد الروسية تجتذب صربيا «اتفاق تاريخي» يعزز نفوذ موسكو في قلب البلقان
الحياة..محمد م. الأرناؤوط 
بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بلغراد في 12 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وما صاحبها من انتقاده ضغوط الاتحاد الأوروبي على صربيا للابتعاد عن روسيا، ونشر «الوثيقة السرية» لحلف الأطلسي التي تفصح عن وعي بروكسيل بالتغلغل الروسي الجديد في البلقان عبر صربيا والامتداد الصربي في الدول المجاورة لها (كرواتيا والبوسنة والجبل الأسود وكوسوفو)، جاءت زيارة رئيس الحكومة الصربية ألكسندر فوتشيتش موسكو في 21 الجاري لتفضي الى «اتفاق تاريخي» يعزز من نفوذ روسيا في قلب البلقان في المواجهة الجارية بين روسيا والاتحاد الأوروبي.
يمكن القول إن زيارة فوتشيتش موسكو وما صاحبها من مجاملات واتفاقيات وتصريحات تمثل إنجازاً روسياً بامتياز لكسب صربيا إلى صفّها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، في وجه محاولات الاتحاد الأوروبي جذب صربيا إلى جانبه بعد أن منحها صفة «دولة مرشحة» للانضمام إلى الاتحاد. فقد عملت روسيا في السنوات الأخيرة على زيادة استثماراتها في صربيا، بخاصة في مجال الطاقة وتوطيد صلاتها مع اليمين القومي الصربي (الحزب الراديكالي الصربي) واليسار الصربي الموروث من أيام ميلوشيفيتش (الحزب الاشتراكي الصربي). حتى أن روسيا ستكون ناخباً مؤثراً في الانتخابات الرئاسية في 2017 لأن الموقف من روسيا سيكون في صلب الحملة الانتخابية التي بدأت مبكراً وسيحسمها المرشح الذي يحظى بتأييد روسيا.
في هذه الحال، كان ينقص روسيا وصربيا شيء واحد: التعاون العسكري. فبعد أن اكتسبت صربيا وضعية «دولة مرشحة» للانضمام إلى الاتحاد الأوربي في 2012، أخذت في التنسيق السياسي والعسكري مع الاتحاد الأوروبي، وتواصلت لأول مرة مع حلف الأطلسي على رغم المرارة التي لا تزال في نفوس الصرب من قصف الحلف صربيا في 1999. ولكن بعد انفجار الوضع في أوكرانيا وضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014 صعّدت بروكسيل من سياستها إزاء روسيا وفرضت أول حزمة عقوبات عليها، ما أطلق مواجهة جديدة بين الشرق والغرب امتدت من أوكرانيا الى سورية. وعلى رغم حاجة صربيا الى مساعدات الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تحت ضغط الشارع المؤيد لروسيا امتنعت عن تنفيذ العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وهو ما فتح الباب لعودة روسيا إلى صربيا من باب جديد: التسلح والتعاون العسكري.
فبسبب الوضع الاقتصادي الصعب في صربيا، أعطت الحكومة الأولوية لتحريك الاقتصاد وتحسين الوضع المعيشي على حساب الإنفاق على الجيش الذي لم يعد أولوية كما كان أيام ميلوشيفيتش والنزاعات المسلحة في البلقان. ولكن «ترشيد» الإنفاق على الجيش أدى إلى اكتشاف تخلّفه واكتشاف كلفة تحديثه التي هي فوق طاقة صربيا. وهنا فُتح الباب من جديد أمام موسكو التي عبّرت عن استعدادها لتقديم أحدث الأسلحة الروسية بالمجان لصربيا لكي يبقى الجيش الصربي معتمداً عسكرياً على السلاح الروسي وسياسياً على موسكو.
كل شيء إلا الأسلحة النووية
ولأجل هذا، ذهب فوتسيتش الى موسكو لتوقيع «الاتفاق التاريخي» مع روسيا. وقد تمثلت «الحرارة الجديدة» في العلاقات بلقاء فوتشيتش وزير الدفاع الروسي سرغي شويغو، حيث بدأ فوتشيتش الحديث بالروسية وردّ عليه شويغو مرحباً بالصربية. وبعد اللقاء، فاجأ فوتشيتش الصحافيين بتفاصيل «الكرم الروسي» الذي تضمن تقديم أحدث الأسلحة بالمجان لصربيا: ست طائرات من طراز ميغ 29 وثلاثين دبابة من طراز ت 72 وثلاثين عربة مدرعة مجهزة بمدافع خفيفة، ما تصل قيمته في السوق الى نحو بليون دولار. وقد مازح فوتشيتش الصحافيين بالقول إن خبراء وزارة الدفاع الصربية طلبوا كل شيء في موسكو «باستثناء الأسلحة النووية». ومع ذلك فقد أوضح أن هذه مجرد بداية لأن التعاون العسكري سيستمر ويتحول إلى إنتاج عسكري مشترك حتى 2018.
وكان من الطبيعي أن يثمر هذا «الكرم الروسي» بالأسلحة تقارباً سياسياً في المواقف الجديدة. ففي إشارة إلى الضغوط الغربية للابتعاد عن روسيا، بعد أن رفضت صربيا تنفيذ العقوبات الاقتصادية التي قررتها بروكسيل، قال فوتشيتش إن حكومته نجحت في «الحفاظ على استقلالها في وجه الضغوط من مختلف الأنحاء» وفي «تقوية صربيا إلى الحد الذي لم نكن نتصوّره» بفضل الأسلحة التي منحتها روسيا بالمجان لصربيا. وفي المقابل، شكر وزير الدفاع الروسي رئيس الحكومة الصربية على «تأييد صربيا مبادرة روسيا الإنسانية في حلب». وأكد أن «مشاركة بلغراد في دعم جهود روسيا لتهدئة الوضع في سورية إنما تدلّ مرة أخرى على الثقة والعلاقات المشتركة المنفتحة». كما أكد وزير الدفاع الروسي ضرورة استمرار المناورات العسكرية المشتركة تحت مسمّى «الأخوة السلافية» التي أجريت لأول مرة في صربيا خلال تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، في الوقت الذي كانت فيه قوات حلف الأطلسي تجري مناورات عسكرية في جمهوية الجبل الأسود «المتمردة» على روسيا.
ومع الإعلان عن هذا الاتفاق العسكري، عنونت الجريدة البلغرادية المعروفة «داناس» (عدد 22/12/2016) «اتفاق تاريخي»، وهو التعبير الذي استمدته الجريدة من تصريح نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس «الحزب الاشتراكي الصربي» ايفيتسا داتشيتش الذي كان خلف سلوبودان ميلوشيفيتش في رئاسة الحزب.
ومن المؤكد أن الأسابيع المقبلة ستكشف عن الثمن السياسي لهذا «الاتفاق التاريخي» الذي يترافق مع تولي دونالد ترامب منصبه الرئاسي في الولايات المتحدة، إذ من المأمول أن تتحسن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة. ومن أوائل المؤشرات إلى ذلك الإعلان عن مشاركة رئيس «جمهورية الصرب» في البوسنة ميلوراد دوديك، المغضوب عليه في الاتحاد الأوروبي، في حفل تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل بكل ما يعني ذلك من رسائل سياسية. فقد كان دوديك تحدى الاتحاد الأوربي بالمضي في استفتاء يعزز استقلال «جمهورية الصرب»، وهو ما أدى الى قرار أوروبي بعزله ديبلوماسياً، بينما تأتي الآن دعوة ترامب له (بفضل روسيا) لتعيد له الاعتبار على أعلى مستوى.
 

المصدر: مصادر مختلفة

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,338,343

عدد الزوار: 7,628,800

المتواجدون الآن: 0