أخبار وتقارير..المشروع الروسي أمام تنافس المحورين السني و الشيعي..ملاحظات أولية على تسوية سورية شاملة..وفاة رفسنجاني لا تمر بدون "تساؤلات"!..الاستخبارات الأميركية تتوقع تغير المشهد العالمي جذرياً...سلاح حزب الله على طاولة مجلس الأمن..عقوبات أميركية على 7 أشخاص بينهم لبنانيان ومقرب من بوتين

البرلمان التركي يوافق على مناقشة تعديل دستوري يوسع الصلاحيات الرئاسية..أثر اقتصادي إيجابي للمهاجرين على الدول المضيفة..بوتين يتلاعب بعالم مرتبك ويخطط لتصعيد..مكالمات البرادعي والدولة العميقة جداً!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017 - 7:07 ص    عدد الزيارات 2592    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

مكالمات البرادعي والدولة العميقة جداً!
الحياة..محمد صلاح 
في واقعة بث برنامج تلفزيوني مكالمات الدكتور محمد البرادعي، المؤكد أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يحتدم فيها الجدل حول شرعية تسجيل وبث مكالمات هاتفية لسياسيين أو شخصيات عامة، بهدف فضحهم أو كشف تناقضاتهم أو حرقهم أمام الناس أو توريطهم مع مؤيديهم وداعميهم. بالنسبة إلى القانونيين فإن الأمر محسوم، فاحترام الحقوق والحريات أمر يخضع للقانون والدستور؛ لكن، تظل تساؤلات حول الأخلاق ونظافة اللسان وثقافة الاعتذار والاعتراف بالخطأ. بالنسبة إلى السياسيين فإن المعايير تُزدوج ويكون الحكم على كل واقعة وفق مواقف هذه الأطراف أو تلك من الشخص الذي جرى تسريب تسجيلاته، فالبرادعي نفسه ومعه الإخوان ورموز النخبة السياسية هللوا وطنطنوا وروجوا وطبّلوا لما عُرف باسم «تسريبات السيسي» بعدما بثتها قنوات «الجماعة» من خارج مصر، واجتهدوا بشدة ليستخرجوا منها مفردات ثابتة تم استخدامها على نطاق واسع في كل مناسبة، وما «رز الخليج» إلا نموذجاً. باختصار فإن ما جرى مع البرادعي أسلوب سبق أن اتبعه مؤيدو البرادعي ومريدوه وحلفاؤه وداعموه.
إنها لعبة غير نظيفة تمارس ضمن حرب هدفها إسقاط الدولة أو الثأر من الحكم أو الانتقام من كل من عارضوا البرادعي و «الإخوان» والثورجية والنخبة السياسية المهترئة. المسألة لا تخص مصر فقط، ولا يحتاج الأمر إلى بحث عميق للعثور على نماذج مماثلة، إذ لم ننس بعد الضجة الكبيرة التي أثارتها تسريبات ويكيليكس، وهي وثائق سرية أميركية مسربة بعد أن حصل مدير الموقع ناشط الإنترنت الأسترالي جوليان أسانج عليها، وكذلك وثائق بنما وهي وثائق سرية تخص شركة موساك فونسيكا للخدمات القانونية في بنما، وكشف تسربها أن الشركة تقدم خدمات تتعلق بالحسابات الخارجية لرؤساء دول وشخصيات عامة وسياسية أخرى وحصلت عليها صحيفة ألمانية ونشرتها، أو الأزمة العنيفة التي تفجرت بين واشنطن وبرلين بعدما كشفت معلومات مصدرها موظف سابق في جهاز الاستخبارات الأميركي أن الجهاز تنصت على هاتف المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، وطالبت مركل علناً بتفسير لتلك الادعاءات وفتحت السلطات الألمانية تحقيقاً موسعاً حول هذا الأمر.
في لعبة السياسة لا يبدو السؤال عن الأخلاق حتمياً. يمكنك استخدام القانون واللجوء إلى المحاكم لكن لا تطلب من منافسيك، أو قل أعداءك، ألا يستخدموا الأساليب نفسها التي سبق أن استخدمتها. في ذاكرة الأحداث ستجد الممسكين بتلابيب المعايير الأخلاقية بعد واقعة البرادعي هم أنفسهم الذين وصفوا اعتصاماً مسلحاً بأنه تجمع سلمي، ومن اعتبروا حرق البلد عملاً بطولياً ومن رأوا في الإرهابي عادل حبارة قاتل الـ 25 جندياً ضحية للظلم، ومن نشروا صور قتلى إرهابيي «بيت المقدس» في سيناء باعتبارهم ضحايا حكم العسكر.
المهم أن المكالمات كشفت أن الرجل «خفيف» سياسياً ولا خبرة له بألاعيب السياسة ودروبها ولا يتسم بالتحفظ والحرص والانضباط، وهي الصفات التي ينصح أن تتوافر في محترفي السياسة ورموزها. بدا كأن الرجل يعاني فراغاً يؤرقه فكان يتحدث إلى شقيقه أو بعض الإعلاميين والسياسيين لفترات طويلة ويخرج من موضوع ويدخل لآخر، فقط كي يتكلم و «يدردش» ويسب ويشتم! وعلى رغم أن تغريداته لا تخلو من التشكيك في كل قرار أو تصرف للحكم، لم تسعفه خبرته المحدودة في الشك للحظة أن يكون أحد يراقبه أو يسجل له، فسخر من الجيش في مكالمة واتهم قادته بضيق الأفق والبيروقراطية، وفي أخرى مع رئيس الأركان آنذاك سامي عنان تحدث بمنتهى الانكسار والوداعة والود المخلوط بالتفخيم والإكبار والاحترام لمحدثه!! الأهم أن المكالمات عكست الحالة المزرية للقوى التي كانت تطلق على نفسها صفة الثورية، وحجم الصراعات بينها والتناحر بين رموزها، وفي سباقهم لقطف ثمار الثورة لم يشكوا في أن الدولة، وإن كانت تعاني ارتباكاً واهتراءً وفوضى عميقة جداً، ظلت فيها أجهزة تقاوم وترصد وتراقب.
 
5 روس ولبناني وإيراني للقائمة الأمريكية السوداء
رويترز(واشنطن)
أضافت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم(الإثنين) سبعة أشخاص لقائمتها السوداء لمكافحة الإرهاب، بينهم خمسة من روسيا ولبناني وإيراني. وأوضحت الوزارة في بيان أن مكتب مراقبة الأصول الخارجية أضاف الرجال السبعة إلى قائمته المخصصة لهذا الغرض.
عقوبات أميركية على 7 أشخاص بينهم لبنانيان ومقرب من بوتين
المستقبل..(ا ف ب، رويترز، الخزانة الأميركية)
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سبعة أشخاص بينهم لبنانيان والخمسة الآخرون روس، أحدهم محقق جنائي كبير مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصان يشتبه بأنهما قاما بتسميم المعارض وعضو الاستخبارات الروسية السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن في العام 2006. واللبنانيان حسب موقع «الخزانة الأميركية» هما: علي دغموش ومصطفى مغنية، وجاء في الموقع أن ذلك لارتباطهما بنشاطات «حزب الله» المالية. وفي الجانب الروسي من العقوبات أعلنت وزارتا المالية والخارجية الأميركيتان أن كلاً من الكسندر باستريكين رئيس لجنة التحقيق الروسية وأندري لوغوفوي وديمتري كوفتون أضيفت أسماؤهم الى قائمة ماغنيتسكي، نسبة الى قانون أميركي يعود الى كانون الأول 2012 ويجيز تجميد أصول ومصالح مسؤولين روساً في الولايات المتحدة تتهمهم واشنطن بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان. وفي كل عام تحيل الإدارة الأميركية الى الكونغرس نسخة محدثة من قائمة ماغنيتسكي في مناسبة تثير سنوياً توتراً بين موسكو وواشنطن. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان لها أن مكتب مراقبة الأصول الخارجية أضاف الرجال السبعة إلى قائمته السوداء لمكافحة الإرهاب.
واشنطن تفرض عقوبات على مقرب من بوتين
أ.ف.ب (واشنطن)
فرضت الولايات المتحدة أمس (الإثنين) عقوبات على محقق جنائي روسي كبير مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين وشخصين يشتبه بأنهما قاما بتسميم المعارض وعضو الاستخبارات الروسية السابق ألكسندر ليتفيننكو في لندن في 2006. وأعلنت وزارتا المالية والخارجية إضافة ثلاثة أسماء هم الكسندر باستريكين رئيس لجنة التحقيق الروسية واندري لوغوفوي وديمتري كوفتون إلى قائمة مانيتسي نسبة إلى تشريع أمريكي يعود إلى ديسمبر 2012 ويجيز تجميد أصول ومصالح مسؤولين روس في الولايات المتحدة تتهمهم واشنطن بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
سلاح حزب الله على طاولة مجلس الأمن
عكاظ..رويترز (الأمم المتحدة)
كشف تقرير سري أن الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون، أبلغ مجلس الأمن قلقه من اختراق إيران لحظر السلاح المفروض على حزب الله اللبناني، مؤكدا أن طهران تزود «حزب الله» اللبناني بأسلحة وصواريخ. وذكر بان كي مون في التقرير النصف السنوي، الذي من المقرر أن يناقشه مجلس الأمن في 18 يناير الحالي، أن «الأمين العام لحزب الله حسن نصر أوضح في كلمة تلفزيونية بثتها قناة المنار التلفزيونية في 24 يونيو 2016 أن ميزانية حزب الله ورواتبه ومصاريفه وأسلحته وصواريخه تأتي كلها من إيران»، مؤكداً أنه يشعر بقلق بالغ بسبب هذا التصريح الذي يشير إلى أن نقل الأسلحة والمواد المرتبطة لها من إيران ربما يجري مخالفة لقرار لمجلس الأمن الدولي. ولفت مون، في التقرير، الانتباه إلى اتهام فرنسا بأن شحنة من السلاح ضبطت في شمال المحيط الهندي في مارس (آذار)، كانت من إيران، ومن المحتمل أنها كانت في طريقها إلى الصومال أو اليمن. وقدم مون هذا التقرير لمجلس الأمن في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن يخلفه أنطونيو جوتيريش في أول يناير، ويأتي ذلك قبل أسابيع فقط من تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه، وكان ترمب قد هدد إما بإلغاء الاتفاق النووي أو السعي إلى اتفاق أفضل.
العثور على القنصل الروسي ميتاً في أثينا
المستقبل..(رويترز، سبوتنيك)
أعلن مسؤول في الشرطة اليونانية أن ديبلوماسياً روسياً كبيراً عُثر عليه ميتاً في شقته في أثينا. وذكر الموقع الإلكتروني للسفارة الروسية أن أندريه مالانين (54 عاماً) كان رئيس القسم القنصلي. وقال المسؤول اليوناني الذي طلب عدم نشر اسمه إن أحد العاملين في السفارة عثر عليه على أرضية غرفة نومه من دون وجود دليل على اقتحام الشقة. وأضاف المسؤول «نتحدث للوهلة الأولى عن أسباب طبيعية»، مشيراً إلى أن الشرطة تحقق والسلطات تنتظر تقرير الطب الشرعي. وأكدت السفارة الروسية لدى اليونان نبأ وفاة القنصل الروسي لدى اليونان، الذي نشرته قبل ذلك صحيفة «بروتو توما« اليونانية. وذكرت الصحيفة أنه تم العثور على القنصل فاقداً للحياة في شقته وسط أثينا. وحصل ذلك بعد أن قدم زملاؤه في العمل إلى شقته برفقة الشرطة بعد تعذر التحدث معه لعدم رده على الاتصالات الهاتفية وعدم قدومه إلى العمل. وللدخول إلى الشقة التي كان بابها موصوداً بقفل من الداخل تم اللجوء إلى كسر القفل. وأعلنت قناة «سي أن أن - اليونان» أن الحديث يدور عن القنصل الروسي أندريه مالانين. وتم فتح تحقيق حول ملابسات الحادث.
بوتين يتلاعب بعالم مرتبك ويخطط لتصعيد
الحياة...موسكو - رائد جبر 
كان «القيصر» في أوج تألقه وهو يُعدد إنجازات عام مضى في مؤتمره الصحافي السنوي قبل أعياد الميلاد ورأس السنة. بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هادئاً وواثقاً و «منتصراً» على خصومه. كان ساخراً كعادته، وهو يوجه عبارات تحمل اكثر من معنى، خصوصاً عندما يستخدم أمثالاً او نوادر من التراث الروسي يفهمها مواطنوه في سياق محدد، لكنها ترسل في الوقت ذاته الى الخارج اشارات غامضة قابلة دوماً للتأويل. ابتسم بوتين بخبث عندما سأله حفيد السياسي الراحل يفغيني بريماكوف: كيف تشعر وأنت الآن أقوى رجل في العالم؟ ولكي لا يضيع مغزى السؤال زاد: انت متهم بأنك تُسقِط رؤساء وتصنع آخرين، وتحرك دولاً وتوقف مسارات أخرى.
جنرال الـ «كي جي بي» السابق ترك كعادته الجواب مفتوحاً على كل التأويلات، مدركاً ان البيت الأبيض يُعد عقوبات جديدة ضده، وأوروبا منقسمة وخائفة، وحلفاءه في الشرق والغرب باتوا ينظرون الى روسيا كأنها اتحاد سوفياتي قام فجأة من موته. العبارة الأخيرة تكاد تحمل معناها الحرفي تماماً، فليس مجرد مصادفة ان تنشغل اوساط البحث في روسيا خلال الشهر الأخير من العام الماضي، بمناقشة احتمال تأسيس اتحاد جديد بشر به اولاً الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف، وانخرطت جيوش «الخبراء» في توقع عدد جمهورياته في ضوء الانقسام الكبير في المواقف من سياسات الكرملين في الفضاء السوفياتي السابق.
سعت «الحياة» الى إعداد «استطلاع» مصغر، لآراء الخبراء عن «سر نجاحات بوتين» على رغم ضعف الاقتصاد الروسي وهشاشته، وتردي الأحوال المعيشية للمواطنين، وتقوقع روسيا في ذيل لائحة الحريات في العالم تقريباً. وراوحت الأجوبة بين براعة فريق الكرملين في استخدام اخطاء الآخرين، والتلويح المستمر بالقوة العسكرية في ظروف تنامي مخاوف النخب والشعوب في غالبية بلدان العالم من مواجهة عالمية جديدة، ساهمت دعاية الكرملين في تعظيم احتمالاتها لكسب مزيد من النقاط. وبين الخبراء من رأى ان «بوتين الفرد» هو صاحب الفضل الأساسي، وأنه زعيم لا يتردد في المغامرة اذا دعت الحاجة، لكنه يترك الباب مفتوحاً لاحتمال التراجع من دون تقديم تنازلات مؤلمة. وهذا ساعده في حشد تأييد لدى اوساط مناهضة العولمة، والحركات القومية الشوفينية في اوروبا، وأوساط كثيرة اخرى باتت تعتبره «نموذجاً مغايراً» لزعماء يصعدون على سلم الديموقراطية الذي يكبلهم بقوانينها. ثمة من يختلف مع هذه الرؤية، لكن الأكيد ان هناك إجماعاً على ان الكرملين نجح في التلاعب بالسياسة العالمية، من دون ان ينحرف عن «مبادئ» تشكل «خطوطاً رئيسة لتحركاته» او ينتهك في شكل مباشر قرارات مجلس الأمن التي يشارك في صنعها. في الوقت ذاته، تقوم استراتيجية بوتين وفق بعضهم على «غياب الإستراتيجية»، وترك الأبواب مفتوحة دائماً للخطط البديلة. وهذا برز في اوكرانيا، حيث يدور الجدل حول احتمال توجه الكرملين لضم اجزاء جديدة من شرق البلاد، في تصعيد للحرب الإعلامية يخفي مسعى لطي صفحة القرم نهائياً. وفي العلاقة مع الولايات المتحدة حيث يواجه الكرملين اتهامات بـ «صناعة» الرئيس دونالد ترامب، بينما قامت سياسة بوتين و «تدخله» على تكتيك لإضعاف اي رئيس جديد مهما كانت هويته الحزبية، مع تفضيل ابعاد هيلاري كلينتون عن السباق. وهذا تحقق للكرملين، اذ سيواجه ترامب صعوبات داخلية وخارجية منذ اليوم الأول لتولي مهماته. وفي سورية، حيث ينشغل العالم بمراقبة «تباين الرؤية بين موسكو وطهران» تنصب ضغوط الكرملين على المعارضة وحدها. ويرى الخبراء أن «بوتين 2017» يضع خططه لتصعيد المواجهة، وكسب نقاط اضافية في ظل وضع دولي مرتبك، وعالم تنهشه الحروب والإرهاب والخوف من الآتي الأسوأ.
 
الاستخبارات الأميركية تتوقع تغير المشهد العالمي جذرياً
الحياة...واشنطن – رويترز
توقع تقرير نشرته الاستخبارات الأميركية اليوم (الاثنين) تغير المشهد العالمي في شكل جذري خلال الأعوام الخمسة المقبلة نتيجة تآكل نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والنزعات القومية الناجمة عن معاداة العولمة. وذكر التقرير أن «هذه الاتجاهات ستتقارب بوتيرة لم يسبق لها مثيل تجعل الحكم والتعاون أصعب، وستغير طبيعة القوة والسلطة المشهد العالمي في شكل جذري». ولخصت نتائج الدراسة عوامل عدة ستشكل «مستقبلاً قريباً قاتماً وصعباً» يشهد زيادة جرأة روسيا والصين ونزاعات إقليمية وإرهاباً وتباينات متزايدة في الدخل وتغيراً مناخياً ونمواً اقتصادياً ضعيفاً. وصدر التقرير الذي نشر بعنوان «التوجهات العالمية: متناقضات التقدم»، هو السادس في سلسلة دراسات يجريها «مجلس الاستخبارات الوطنية الأميركية»، قبل أسبوعين من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري. وتتعمد تقارير «التوجهات العالمية» تجنب تحليل السياسات أو الخيارات الأميركية، لكن الدراسة الأخيرة ركزت على الصعاب التي ينبغي للرئيس الأميركي الجديد معالجتها من أجل إنجاز تعهداته بتحسين العلاقات مع روسيا وتسوية ساحة المنافسة الاقتصادية مع الصين وإعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة وهزيمة الإرهاب. ويضم «مجلس الاستخبارات الوطنية» محللين أميركيين كباراً، ويشرف على صوغ تقييمات الاستخبارات الوطنية التي تضم غالبيتها أعمال كل وكالات الاستخبارات وعددها 17.  وشمل تقرير المجلس مقابلات مع خبراء أكاديميين ومتخصصين ماليين وسياسيين من أنحاء العالم. ودرس التقرير التوجهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي يرى المؤلفون أنها ستشكل ملامح العالم من الآن وحتى 2035 إضافة إلى تأثيراتها المحتملة، موضحاً أن الإرهاب سيزداد في العقود المقبلة مع امتلاك الجماعات الصغيرة والأفراد «تقتنيات وأفكاراً وعلاقات جديدة». وقالت إن الخلافات في القيم والاهتمامات بين الدول ومساعي الهيمنة الإقليمية تقود «إلى عالم (موزع على) مناطق نفوذ»، على رغم إمكان تفادي «حرب ملتهبة». وأوضح التقرير أن الموقف يقدم في الوقت نفسه فرصاً للحكومات والمجتمعات والجماعات والأفراد لاتخاذ خيارات قد تفضي إلى «مستقبل أكثر أملاً وأماناً». وأضافت: «كما تشير متناقضات التقدم، فإن الاتجاهات ذاتها التي تولد أخطاراً على المدى القريب قد تنتج أيضاً فرصاً لنتائج أفضل على المدى القصير». من جهة ثانية، ذكرت الدراسة أنه بينما ساهمت العولمة والتقدم التقني في «إثراء الأكثر ثراء» وانتشال مئات الملايين من براثن الفقر، إلا أنها أدت كذلك إلى تآكل الطبقات المتوسطة في الغرب وألهبت ردود الفعل ضد العولمة. وتفاقمت هذه الاتجاهات مع أكبر تدفق للمهاجرين في سبعة عقود. وقالت الدراسة إن العالم سيستمر في تسجيل نمو ضعيف على المدى القصير في ظل معاناة الحكومات والمؤسسات والشركات للتغلب على آثار الأزمة المالية العالمية.
لا تقصير من الأطباء وخامنئي استخدم لقب "حجة الإسلام"
وفاة رفسنجاني لا تمر بدون "تساؤلات"!
نصر المجالي.. إيلاف من لندن: رافقت تساؤلات مثيرة وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله اكبر هاشمي رفسنجاني يوم أمس الأحد، منها ما هي أسباب الوفاة وما إذا كان هناك تقصير أدى اليها، أو لجهة تعزية المرشد الأعلى الذي استخدم لقب "حجة الإسلام" بدلاً من لقب "آية الله" والعلاقات الباردة بينهما.  وأكد وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الايراني حسن قاضي زادة هاشمي ان أسباب وفاة رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام آية الله اكبر هاشمي رفسنجاني واضحة تماما، وهو لم يكن يرغب بان يكون له فريق طبي. وعلى هامش مراسم اليوم الاول لتابين رفسنجاني، قال قاضي زادة هاشمي في تصريح للصحافيين، اليوم الاثنين، ليس هنالك شكوك في الملف الطبي للفقيد آية الله هاشمي رفسنجاني. وقالت وكالة (فارس) في الرد على سؤال حول استغلال المعادين للثورة لتصريحاته التي ادلى بها مساء امس والتي قال فيها انه لم يكن هنالك فريق طبي مرافق لآية الله رفسنجاني، قال وزير الصحة، "لقد خسئ المعادون للثورة".
لا شكوك
وصرح الوزير زادة هاشمي بأن اسباب وفاة آية الله هاشمي رفسنجاني واضحة تماما واضاف، ان الفقيد لم يكن يرغب بمرافقة فريق طبي له وليست هنالك اي شكوك في هذا المجال. ومن جهته، قال مساعد وزير الصحة، انه حينما تم نقله الى قسم الطوارئ كان قد اصيب بنوبة قلبية وتنفسية كاملة، ولكن حضر على الفور اخصائيون نخبة في مجالات القلب والتخدير والطوارئ والتمريض وقاموا بكل الاجراءات اللازمة سواء عمليات الاحياء او التنفس الاصطناعي او مساج القلب او حقن مختلف انواع الادوية. واضاف، انه تم ايضا استخدام جهاز النبض الاصطناعي واستغرقت الاجراءات اللازمة 90 دقيقة الا انه توفي تاليا في الساعة السابعة و 30 بالتوقيت المحلي (الساعة الرابعة عصرا بتوقيت غرينتش).   
تعزية خامنئي
وإلى ذلك، ثارت بعض العبارات التي استخدمها على غير العادة، المرشد الإيراني الأعلى على خامنئي، في رسالة التعزية التي نشرها بوفاة الرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، جدلا في وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، رأى البعض أنها تعكس "برودة" العلاقات بين الرجلين. وستقام صلاة الجنازة على رفسنجاني غدا الثلاثاء في جامعة طهران بمشاركة خامنئي، ومن ثم يدفن جثمانه في ضريح آية الله الخميني جنوب طهران. واستخدم خامنئي في رسالة التعزية لقب "حجة الاسلام" لوصف رفسنحاني، وليس لقب "آية الله" الذي يُعرف به لدى الرأي العام ووسائل الإعلام الإيرانية. وقالت وكالة (الأناضول) التركية الرسمية، إنه من اللافت للنظر في رسالة خامنئي أيضا، عند حديثه عن العلاقة التي تربطه برفسنجاني والتي استمرت 59 عاما، استخدامه عبارة "المحبة العميقة التي كان يكنها لي"، بدلا من الحديث عن المحبة المتبادلة بينهما. يذكر أن العلاقات بين طهران وأنقرة يشوبها توتر ملحوظ بسبب تناقض مواقفهما في شأن الأزمة السورية.
جهود وخدمات
كما فضل خامنئي استخدام مصطلح "جهود" لوصف المناصب الهامة التي شغلها رفسنجاني في مؤسسات الدولة بدلا من استخدام مصطلح "خدمات"، وبدلا من استخدام عبارة "نسأل الله أن يمنحه الدرجات العليا" التي جرت العادة على استخدامها في رسائل التعزية، استخدم خامنئي عبارة "نسأل الله له الرحمة". وفتحت تلك العبارات والمصطلحات التي استخدمها خامنئي باب النقاش في إيران خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي حول العلاقة التي كانت تربط الرجلين، واعتبر كثيرون أن الصيغة التي كتب بها خامنئي رسالة التعزية تشير إلى البرودة في العلاقة بينهما. ويطلق لقب "آية الله" في إيران على رجال الدين الذين يقومون في الحوزات العلمية بتقديم ما يطلق عليه "درسي خارجي"، وهي دروس الفقه عالية المستوى التي يقدمها المجتهدون، وبما أن رفسنجاني لم يكن يقدم تلك الدروس، فإن الأوساط الدينية تعتبره "حجة الإسلام" رغم أن العامة يطلقون عليه "آية الله". وتوفي على أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي كان يشغل منصب رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، مساء أمس الأحد الماضي، إثر جلطة قلبية تعرض لها، عن عمر ناهز 82 عاما. وكان رفسنجاني تولي رئاسة إيران لفترتين متتاليتين بين عامي 1989 و1997.
 
أثر اقتصادي إيجابي للمهاجرين على الدول المضيفة
الحياة...روما - عرفان رشيد 
بروكسيل - رويترز - أعلن النائب الأول للمدير العام لصندوق النقد الدولي ديفيد ليبتون أمس، أن للهجرة أثراً اقتصادياً إيجابياً بوجه عام على الدول التي تستقبل المهاجرين، لكن الفوائد تعتمد على مدى الكفاءة في دمجهم في المجتمعات الجديدة. وأشار ليبتون خلال حلقة دراسية في بروكسيل إلى أن سياسات واقتصادات الهجرة تتضارب مع بعضها البعض لأن الهجرة، شأنها شأن التجارة، تخلق رابحين وخاسرين وتحتاج المجتمعات والأنشطة التجارية إلى وقت كي تتأقلم معها. وقال ليبتون: «خلصنا إلى أن الهجرة أدت في شكل كبير إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الاقتصادات المتقدمة لأن مستويات المهارة تعزز الإنتاجية العمالية ولأنه في بعض الأماكن يساعد تدفق المهاجرين الذين في سن العمل على تعويض نقص العمالة الناتج من التطورات السكانية. ورغم أن نسبة الـ10 في المئة الأعلى هي أكبر مستفيد فإن المكاسب التي تتحقق من الهجرة تتقاسمها كل فئات الدخل. إضافة إلى ذلك، فإن عدم المساواة لا يتفاقم نتيجة انضمام المهاجرين إلى القوة العاملة». وأضاف: «لا نرى آثاراً سلبية كبيرة على المجموعات المتوسطة والمنخفضة الدخل في الدول المستقبِلة». وتبذل أوروبا قصارى جهدها لاحتواء أزمة الهجرة التي بدأت في العام 2015 عندما دخل أكثر من مليون شخص إلى الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة، قادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا سعياً وراء الأمان وآفاق اقتصادية أفضل. وأثارت الهجرة رد فعل مناهضاً بين شعوب الاتحاد الأوروبي أدى إلى صعود نجم الأحزاب اليمينية المتطرفة والأحزاب ذات النزعة القومية، كما كان أحد العوامل في استفتاء بريطانيا في حزيران (يونيو) الماضي على الخروج من الاتحاد. وقال ليبتون: «ربما يقلل الناس من قيمة المنفعة الاقتصادية للهجرة لأنهم لا يحبون التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يخشون أنها تأتي مع المهاجرين لا محالة. الأمر الثاني، هو أنهم قد لا يدركون المزايا الحقيقية التي أوضح خبراء الاقتصاد أنها موجودة. أو ثالثاً، ربما لم يوضح خبراء الاقتصاد كل شيء بالتفصيل. وربما تنطوى العوامل الثلاثة معاً على قدر من الحقيقة». ولكي تظهر المزايا الاقتصادية للهجرة، يتعين دمج المهاجرين جيداً في أسواق العمل في الدول التي يصلون إليها. وزاد ليبتون: «عملية الدمج هذظ ضرورية جداً للدول إذا كانت تريد أن تضمن تحقيق أقصى استفادة اقتصادية من الهجرة. نعرف بالفعل أن مواطني شرق أوروبا اندمجوا بسرعة إلى حد كبير. لكن صناع السياسات يحتاجون الآن إلى فهم أوضح لتجربة استيعاب اللاجئين والمهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا». إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو الاتحاد الأوروبي بتمويل اتفاقيات تحدّ من تدفق المهاجرين نحو «دول الشمال على غرار الاتفاق المبرم مع تركيا» الذي منح أنقرة 4 بلايين يورو كي تستوعب الفارين من العراق وسورية والشرق الأوسط عامة. وأكّد ألفانو أن على أوروبا «أن تُخصّص مبالغ كبيرة لهذا الهدف». وأضاف: «التعاون مع الدول الأفريقية جوهري للغاية، لأن إدارة مشكلة الهجرة غير القانونية تستدعي إعادة أعداد من المهاجرين إلى بلداهم (لعدم استيفائهم شروط الحصول على اللجوء)، ولإعادة الترحيل نحتاج إلى عقد اتفاقات مع الدول الأفريقية، ونعمل الآن للتوصل إلى هذا الوضع». واستدرك قائلاً: «لكن ما نأمل به هو أن يكون الوعي بالأمر بالمقدار ذاته على الصعيد الأوروبي أيضاً، فكما خُصِّصت الموارد للاتفاق مع تركيا لوقف سيول المهاجرين العابرين من الشمال، ينبغي أن تخصص أوروبا مبالغ ضخمة لوقف الزحف من الجنوب أيضاً، وأن تبرم اتفاقات مع الدول الأصلية للمهاجرين ودول العبور».
البرلمان الفنزويلي: مادورو «تخلى عن منصبه».. والحزب الحاكم ينفي
 (رويترز)
وافق الكونغرس بقيادة المعارضة في فنزويلا يوم أمس الاثنين على قرار ينص على أن رئيس البلاد نيكولاس مادورو «تخلى عن منصبه» في خطوة رمزية من غير المرجح أن تكسر الجمود بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. وحققت المعارضة أغلبية كاسحة في انتخابات 2015 نتيجة للغضب من الأزمة الاقتصادية الطاحنة في فنزويلا لكن المحكمة العليا أحبطت تقريبا كل الإجراءات التي أقرها البرلمان. وأمرت المحكمة الكونغرس العام الماضي بوقف محاكمة سياسية لمادورو تهدف لتحميله المسؤولية عن الأزمة في فنزويلا ووصف الرئيس خطوات البرلمان ضده بأنها غير دستورية. وقال خوليو بورخيس رئيس البرلمان بعد التصويت بالموافقة على القرار «المهم هو أن (هذا الإجراء) يطالب بحل انتخابي لأزمة فنزويلا حتى يمكن للناس التعبير عن أنفسهم من خلال التصويت». ويلقي منتقدو مادورو باللوم عليه في التضخم الشديد والنقص الحاد في بعض السلع. ويقول الرئيس إنه ضحية «لحرب اقتصادية» يقودها خصومه السياسيون بدعم من واشنطن. وقال ديوسدادو كابيلو نائب رئيس الحزب الاشتراكي الحاكم في مؤتمر صحافي قبل التصويت «لم يتنح الرئيس مادورو ولن يتنحى. لم يتخل عن منصبه ولم ولن نعترف ببرلمان عاق». وتنتهي فترة مادورو الرئاسية في 2019.
البرلمان التركي يوافق على مناقشة تعديل دستوري يوسع الصلاحيات الرئاسية
 الراي..(د ب أ)
وافق البرلمان التركي على مناقشة تعديل دستوري يوسع الصلاحيات الرئاسية.
وصوت إجمالي 338 نائبا من بين 480 لمصلحة النقاش حول التعديل مساء أمس الاثنين، بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء. وسيستمر النقاش أسبوعين لدراسة التعديل المقترح. ويتضمن التعديل تحويل الرئاسة من منصب يجعل شاغله مجرد رأس للدولة إلى منصب يدير الحكومة. وفي الوضع الراهن، من المفترض أن تكون الرئاسة بعيدة عن السياسة ويتم الاعتماد على المجلس التشريعي ورئيس وزراء لاقتراح واعتماد وتنفيذ التشريعات، ولكن التعديلات المقترحة ستضعف السلطة التشريعية، وتلغي التعديلات المقترحة القانون الذي يقضي بقطع صلة رئيس الجمهورية المنتخب عن الحزب السياسي الذي ينتمي إليه. ويمتلك حزب العدالة والتنمية، الحاكم والذي كان يترأسه أردوغان، 316 مقعدا في البرلمان الذي يتألف من 550 مقعدا. ويحتاج الحزب إلى الحصول على موافقة 330 نائباً على الأقل (ثلاثة أخماس الأعضاء)، كي يتم عرضه على رئيس البلاد من أجل إقراره، وطرحه للاستفتاء الشعبي خلال 60 يوماً. وتعهد حزب الحركة القومية الذي يمتلك 40 مقعدا بتأييد المسودة المطروحة، حيث قال زعيمه دولت بهجلي، إنه يؤيد التغيير، ولكن هناك مقاومة داخل الحزب. ويعارض حزبا المعارضة الأخران، وهما حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إلى تيار يسار الوسط وحزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد هذا التغيير، معربين عن قلقهم من خلق ديكتاتورية في تركيا. وكررت هذه المخاوف مجموعة من المتظاهرين تجمعوا خارج البرلمان قبل أن تبعدهم قوات الشرطة باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، حسبما ذكرت وكالة أنباء دوجان. وكان من بين المحتجين أعضاء في حزب الشعب الجمهوري، ووردت أنباء عن إصابات طفيفة بعد أن أجبرتهم الشرطة على الابتعاد.
مبعوثة دولية الى ميانمار لمتابعة قضية الروهينغا
رانغون - رويترز - 
وصلت الى رانغون مبعوثة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى ميانمار، يانغهي لي، في زيارة تستمر 12 يوماً وسط قلق متزايد من تقارير عن انتهاكات ارتكبها جيش ميانمار في حق أقلية الروهينغا شمال غربي البلاد اثر تدخله في 9 تشرين الأول (اكتوبر) رداً على هجمات استهدفت مراكز للشرطة. وتتحدث التقارير عن مقتل 86 شخصاً على الأقل، فيما تقول الأمم المتحدة إن حوالى 34 ألف مدني فروا عبر الحدود الى بنغلادش. لكن حكومة أونغ سان سو كي الحائزة جائزة نوبل للسلام تنفي الاتهامات، وتصرّ على أن عملية قانونية لمكافحة التمرد جارية. وستزور يانغهي شمال ولاية راخين، حيث تجري العملية العسكرية، والمركز التجاري رانغون والعاصمة نايبيداو، وولاية كاشين في الشمال، حيث تقاتل القوات الحكومية متمردين من الكاشين العرقيين الساعين الى نيل حكم ذاتي.
المشروع الروسي أمام تنافس المحورين السني و الشيعي
الحياة..نزار عبد القادر .. * باحث لبناني في الشؤون الإستراتيجية
سادت أجواء من التفاؤل حول امكانية أن يثبت وقف اطلاق النار في سورية بعد سقوط الجزء الشرقي من مدينة حلب وإجلاء السكان والمقاتلين عن الأحياء المدمرة، خصوصاً بعد اعلان ضمانة روسية - تركية مشتركة للتقيد بمندرجاته، وذلك بعد موافقة النظام وإيران وفصائل المعارضة الأساسية عليه. ولم تقتصر اجواء التفاؤل على اللاعبين الميدانيين في الأزمة السورية بل تعدتهم جميعاً لتصل الى أروقة مجلس الأمن الدولي الذي وافق بالإجماع على دعم الاتفاق.
على رغم الغياب الكلي للولايات المتحدة عن المفاوضات الخاصة بوقف النار، أعلن الرئيس فلاديمير بوتين شخصياً عن توقيع الأطراف المعنية لعدد من الوثائق المكتوبة التي تنظم مختلف الأمور والتفاصيل العائدة لوقف النار، مؤكداً الإعداد لمفاوضات جدية بين النظام والمعارضة في آستانة عاصمة كازاخستان، تشارك روسيا وتركيا وإيران في رعايتها، كما يمكن ان تدعى اليها دول أخرى.
إعلان الاتفاق على وقف النار ثمرة المفاوضات التي جرت في موسكو في 20 كانون الأول (ديسمبر) بين وزراء الخارجية والدفاع لكل من روسيا وتركيا وإيران، من أجل مناقشة مستقبل سورية في المديين القصير والبعيد. وكان اللافت الموقف الإيجابي لواشنطن لـ «الائتلاف السوري» المعارض على رغم استبعادهما من كل اجتماعات تركيا لبحث تفاصيل الاتفاق والتوقيع عليه. ويمثل الموقف الإيجابي من الطرفين الإميركي والسوري اعترافاً مباشراً بقدرة روسيا بعد الانتصار الذي حققته في معركة حلب على الإمساك حصراً بلعبة القرار في توجيه مسار الأزمة السورية عسكرياً وسياسياً.
أوحت الجدية الروسية في استثمار الصدمة التي احدثها خروج المعارضة والمدنيين من حلب الشرقية بأنه يمكن لوقف النار الجديد أن يصمد بالمقارنة بوقفي النار السابقين اللذين جرى اعلانهما خلال عام 2016 من وزيري خارجية اميركا وروسيا، خصوصاً بعد أن وافق النظام السوري عليه، مع استعداده للمشاركة في اجتماعات آستانة. ولا بدّ هنا من الإشارة الى أن موافقة النظام تعني ضمناً موافقة حلفائه الذين يقاتلون معه من الميليشيات المختلفة، بالإضافة الى «حزب الله» اللبناني. وعلى رغم الالتباس والتناقض الذي لف الموقف الإيراني بعد إعلان بوتين الاتفاق، فقد اعتبرت ايران راعياً وداعماً له، وذلك انطلاقاً من اعتباره خطوة عملية لتجسيد التفاهمات التي تبلورت في اجتماع وزراء الخارجية والدفاع في موسكو.
وعلى رغم ترحيب النظام السوري وموافقة معظم فصائل المعارضة، فإن الاتفاق بدا هشاً كالاتفاقات التي سبقته، حيث توالت الخروق وتوسعت لتشمل مناطق عديدة، خصوصاً في مناطق حساسة كالغوطة الشرقية، ووادي بردى، حيث تحولت الى مواجهات متواصلة. كما أنها قد تجاوزت حدود الاشتباكات بين المواقع المتواجهة - وذلك من خلال تعرض هذه المناطق لغارات جوية متكررة ويومية مع استقدام حزب الله والنظام مزيداً من التعزيزات لتطوير الهجوم.
دفعت الخروق المتمادية فصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق الى إعلان تجميد مشاركتها في المحادثات التحضيرية لمفاوضات آستانة، مشترطة وفاء موسكو وأنقرة بتعهداتهما بإجبار النظام والقوى الداعمة له وعلى رأسها «حزب الله» باحترام مندرجات وقف النار في وادي بردى والغوطة الشرقية. وطرحت هذه الفصائل السؤال حول مدى جدية وقدرة روسيا على ضبط سلوكية النظام وإيران وحلفائهما من أجل احترام وقف النار.
ووفق تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو بأن روسيا وتركيا تعملان على معالجة الخروق فمن المستبعد، في رأينا، تحقيق أي نجاح في وقف العمليات في وادي بردى والتي ترتدي استعادتها من ايدي الثوار أهمية خاصة بالنسبة للنظام ولحزب الله، حيث تشكل عين الفيجة مصدراً أساسياً لمياه الشرب للعاصمة، كما يشكل الوادي طريقاً حيوياً واستراتيجياً بالنسبة لحزب الله. دفعت هذه القناعة التي توصلت إليها فصائل الثورة الى استئناف عملياتها العسكرية ضد بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين، كوسيلة للرد ولتخفيف الضغوط العسكرية عن قرى وادي بردى والغوطة الشرقية.
سيضع الوضع الجديد عملية وقف النار الشامل في مهب الريح إذا لم تتحرك موسكو بقوة باتجاه طهران ودمشق لإقناعهما بوقف عملياتهما، وضبط مناورات حزب الله في المنطقتين.
كان واضحاً من الزيارات المكثفة المتبادلة بين دمشق وطهران بعد إعلان وقف النار بأن هناك نيّة لدى الطرفين لاعتماد خطة لتعطيل الاتفاق، انطلاقاً من تقويمهما السياسي بأن الوصول الى طاولة المفاوضات للبحث عن حل سياسي لن يصب في مصلحة نظام بشار الأسد أو في مصلحة المشروع الإيراني في سوريا. ويبدو أن الوثيقة الثالثة التي بقي مضمونها سرياً شكلت مصدر القلق الإيراني، والذي سيعني حتماً ضرورة سحب مفارز الحرس الثوري والميليشيات الشيعية التي استقدمتها ايران بالإضافة الى «حزب الله» من مسرح العمليات السوري على اساس أنها قوات اجنبية. من هنا يمكن تفسير تراجع نبرة التفاؤل لدى ايران ودمشق بنجاح وقف النار، بل العمل على تخريبه بعدما تأكد لهما أن مفاوضات آستانة يمكن أن تتوسع لتشمل دولاً عربية أخرى كالسعودية وقطر ومصر والأردن والعراق. بالإضافة الى أن التحرك الروسي لطلب مزيد من الدعم الدولي لن يتوقف عند قرار مجلس الأمن الداعم للاتفاق بل سيتوسع الى طلب التحاق إدارة دونالد ترامب للمشاركة في العملية السلمية - وقد أشار الوزير سيرغي لافروف الى ذلك بقوله «أريد أن اعبّر عن أملي بأن إدارة دونالد ترامب ستنضم لهذه الجهود، وبما يمكّننا أن نعمل معاً في نفس الأتجاه كأصدقاء متعاونين».
في مقابل الجهود الروسية لاستغلال سقوط حلب الشرقية لوقف النار والتحضير للبحث عن حل سياسي وفق الرؤية الروسية - يضع موسكو في موقع متقدم أمام إدارة ترامب، فإن ايران ترى في سقوطها دفعاً سياسياً لها وللشيعة في مواجهة التيار السني الذي تتزعمه المملكة العربية السعودية، والذي تدعمه تركيا بصورة مباشرة وقوية. وهنا يبدو التناقض الكبير بين الموقف التركي الذي ابدى استعداده لتفكيك الجماعات الإرهابية كـ «الدولة الإسلامية» و «النصرة» مقابل انسحاب كل القوى الشيعية التي استقدمتها ايران الى سوريا. وعكست الصحافة التركية هذا الموقف من خلال وصفها القوى الإيرانية العاملة في سورية بالميليشيات الشيعية، بما يعكس رفض تركيا رؤية حلفاء ايران بقيادة الحرس الثوري على مقربة من حدودها.
من المؤكد أن بوتين سيتحرك بقوة باتجاه دمشق وطهران لإنقاذ خطته من خلال حضهما على احترام وقف النار، تحضيراً لاجتماعات كازاخستان، والتي من المفترض أن تعقد قبل تسلم إدارة ترامب في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري، وبما يسهل لبوتين مفاوضة ترامب من موقع قوة حول مجمل المصالح الحيوية الروسية، وليس فقط في سورية والشرق الأوسط. يبقى السؤال مركزاً حول مدى ادراك النظامين السوري والإيراني للأهمية التي يعلّقها بوتين على استغلال الفرصة السانحة في سورية لفرض قواعد جديدة في موازين القوى الإقليمية والدولية، وبالتالي تبرير ما كلفته عملية «الانتصار» في حلب من أثمان - اضعفت الاقتصاد الروسي وعرضته شخصياً لأخطار سياسية؟
هل يدرك النظام السوري وإيران خطورة ماهما فاعلان، على مجمل مسار الحرب في سوريا، في حال استمرارهما في احراج بوتين وإخراجه، وبالتالي تغيير مسار الأزمة من جديد؟
ملاحظات أولية على تسوية سورية شاملة
الحياة..محمد بدر الدين زايد.. * مساعد وزير الخارجية المصري سابقاً
الجميع منشغل حالياً بما تعنيه عسكرياً وسياسياً التوازنات السياسية الإقليمية والدولية، وبكيفية قراءة ما بعد معركة حلب ودلالاتها، وأخيراً ترتيبات الاتفاق الروسي التركي الإيراني، وحتى الاستعدادات لمؤتمر الآستانة التي لازالت باهتة، ما بين إحساس بالزهو الزائف لدي البعض لما يعتبرونه انتصاراً لمعسكرهم في الأزمة السورية، وإحساس البعض الآخر بالانكسار والهزيمة. وهو ايضاً احساس زائف، فالخاسر الحقيقي من كل ما جرى هو الشعب السوري الذى استخدم كساحة حرب، وتمت سرقة محاولته للتغيير والإصلاح الى نفق مظلم. في كل هذا المناخ البائس ينشغلون بالتوازنات الجديدة، ولا احد ينشغل صدقاً بمصير هذا الشعب، وأي خطة معقدة وطويلة ومكلفة من اجل اعادة إعمار سورية وعودة شعبها النازح المشرد في ارجاء المنطقة والعالم. وقد يرد البعض ان هذا طبيعي، فهذه المسائل وغيرها سيتم بحثها في اطار العملية السياسية الشاملة التي سترعاها روسيا، وسيتقبلها النظام الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة في شكل تدريجي وإن استغرق بعض الوقت، وإن واجه الكثير من الصعوبات، كالتي نراها الآن.
الإشكال في هذا المنطق، انه لا يمكن انجاز مثل هذه التسوية الشاملة من دون ان تكون مقدماتها حاضرة وواضحة، فما زالت التفاعلات تدور حول تسوية بين الذين استطاعوا الاستمرار في حمل السلاح، بمجرد ان يكون اللاعبون الرئيسون هم روسيا وتركيا وإيران هو خير دليل على ذلك، ومجرد ان تكون آخر محاولة لواشنطن لأن تعود لاعباً في هذه الحلبة هي الحديث الأحمق لإدارة اوباما حول تسليح بعض فصائل المعارضة المسلحة بأنواع جديدة من الأسلحة، فإن المعنى يظل واضحاً بأن هؤلاء هم من شاركوا بالقتال المباشر او غير المباشر في عملية القتل العبثية للشعب السوري. لا خلاف على ان اصحاب السلاح والقتل لا يمكن تجاهلهم في اي تسوية شاملة في سورية - ولكن اصحاب المصالح الحقيقية في البلاد يجب ان يشاركوا في شكل حقيقي وفعال لضمان ان تكون التسوية شاملة وحقيقية. جيد ان روسيا اعلنت دعوتها مصر وأطرافاً اخرى للمشاركة في مؤتمر آستانة، ولكن ثمة اسئلة جوهرية يجب ان تفرض شكل ونهج التسوية المطلوبة.
فلا يمكن تصور تسوية حقيقية لا تتضمن استعادة شعب سوريا بلاده ومصيره، تسوية تشمل اعادة الإعمار وعودة النازحين السوريين ولو تدريجاً، وتشمل عملية سياسية حقيقية يستعيد بها المواطن السوري وطنيته وعروبته وأمنه، وتكون قابلة للاستمرار، تبدأ بأسئلة ضرورية وحاسمة حول مدى امكانية العودة الكاملة والمستحيلة الى ما قبل الثورة او الأزمة السورية أياً كانت اختلافات الرؤى، تسوية يجب ان تتعامل مع الشروخ السياسية والطائفية الحادة التي اصابت المجتمع السوري - عندما فتحت ساحته امام كل هذه التدخلات العقيمة، فهي شروخ لا يمكن تجاهلها، ولا يمكن انكار وجود مظاهر خلل طائفي سابقة، ولكن تجربة الحرب الكارثة حدثت فيها تجاوزات واسعة من العديد من الأطراف والطوائف. هنا نشير إلى أنه إذا كان بعض الأطراف والمؤسسات الدولية قد طرح خلال الثورات والتحولات العربية ضرورة تطبيق مفهوم العدالة الانتقالية في مصر وتونس وليبيا وربما حتى اليمن، إلا ان الأمر في سورية اكثر تعقيداً وخطورة بهذا الصدد، وفي شكل يصبح تجاهله بالغ الخطورة على مستقبل اي تسوية جادة في البلاد - فما حدث في سورية، وربما ايضاً في العراق يستحق وقفة خاصة من جميع الأطراف - من اجل محاولة إعادة بناء المجتمع السوري من جديد.
سيلي بعد هذا السؤال الجوهري والكبير وهو: من سيعيد الإعمار، فالذي انفقوا كثيراً لإحداث الدمار لن يكترثوا بإنفاق الفتات على الإعمار والسلام مقارنة بما انفقوه على الحرب.
ومع ذلك لا يمكن تصور انجاز تسوية حقيقية وبحث جاد لإعادة الإعمار من دون مشاركة الأطراف الدولية المانحة، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي ودول الخليج واليابان، وذلك على رغم الضغوط المتنوعة التي تعاني منها هذه الدول، وتعقد من قدرتها على المشاركة الجادة في جهود اعادة الإعمار، بالإضافة الى حماستها المفقودة من ناتج ترفضه لهذه الأزمة.
على ان الحسابات الرشيدة يجب ان تذكر هذه الأطراف جميعاً ان غيابها عن التسوية، وعن اعادة الإعمار، سيزيد من خسائرها النسبية والمتوقعة من شكل التسوية النهائية، وسيبقى ان الإعمار الحقيقي لسورية لن يحققه الا الشعب السوري اذا حول هذه الأزمة الى دروس وعبر، ونجح في اعادة ترتيب احواله وظروفه بلا عودة لظروف ما قبل الأزمة وخلالها.
ربما سيكون هناك اضطرار لمشاركة بعض من حمل السلاح شرط عدم انتمائه الى التنظيمات المتطرفة المدعية الإسلام والتي انتجت خاتمة هذه الأزمة، كما سيكون مفيداً ان تشارك كل القوى السياسية التي ظهرت خلال الأزمة سواء كان لها وجود حقيقي او كرتوني، ولا يمكن خداع النفس وتصور غياب النظام عن هذه التسوية، ولكن الأهم هو مشاركة الكثيرين من ممثلي القوى الاجتماعية والدينية في البلاد - الذين لا يزالون يؤمنون بأن الأولوية لسورية ووحدة شعبها، وأن اعادة ترميم سورية لن يقدر عليها في صورتها النهائية الا الشعب السوري وحده بدعم من المخلصين العرب، وأن عودة سورية ضرورة حتمية لإنقاذ النظام الإقليمي العربي من ثلاثة مشروعات اقليمية لدول الجوار ستكون عاقبتها انهيار ما تبقى من تماسك في هذه المنطقة، ومزيد من الطائفية والتخلف لشعوبها - وأظن انه ليس أمامنا جميعاً الا المحاولة.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,931,362

عدد الزوار: 7,651,294

المتواجدون الآن: 0