أخبار وتقارير..«قطار موسكو» يُـحيي مفردات الحرب في غرب البلقان..مكوّنات الحراك اليمني الجنوبي تعود إلى الاصطفاف والحكومة تتحرك لرأب الصدع

ماتيس للدفاع وتيللرسون للخارجية وبومبيو لإدارة الـ «سي اي أيه» .. مواقف كوادر إدارة ترامب من إيران وروسيا

تاريخ الإضافة الأربعاء 25 كانون الثاني 2017 - 7:32 ص    عدد الزيارات 2212    التعليقات 0    القسم دولية

        


 

بحث في التركيبة الجينية لشعوب المنطقة .. الكويتيون الأكثر عروبة يليهم … الإيرانيون!
ساره الشمالي..
في ما يمكن أن يكون خيالًا علميًا، يقول تقرير لمشروع "جينوغرافيك" إن العرب ليسوا عربًا أقحاح، بل تدخل في تركيبتهم الوراثية جينات من شعوب مختلفة، من مناطق جغرافية مختلفة.
إيلاف من دبي: هذا ليس خيالًا علميًا، بل علم يدنو من الخيال. فمشروع "جينوغرافيك" الذي أطلقته "ناشونال جيوغرافيك" في عام 2005، وقاده آنذاك العالم الجيني الدكتور سبنسر ويلز، مشروع علمي يقوم على تحديد جذور سكان هذه الأرض وأعراقهم وأصولهم، وسبيلهم إلى استيطان هذه الأرض، من خلال تحليل الحمض النووي للشعوب قاطبة، ثم تصنيف مجموعات مرجعيّة من السكان، لوصف مواطن كل دولة بحسب تركيبته الجينيّة، إستنادًا إلى عيّنات حمض نووي أُخضعها القائمون على البرنامج لتحليلاتٍ جينية بأحدث التقنيات المتطوّرة. اليوم، يشرف على المشروع الدكتور ميغيل فيلار، ويضم فريقًا من علماء الوراثة والأنثروبولوجيا، ومن خبراء المعلوماتية.
مصريون: 17 في المئة عرب
في تقرير أخير صادر عن المشروع، ظهرت 4 جنسيات عربيّة جزءًا من اللائحة المرجعيّة التي قدمها المشروع، وفي موازاتها إكتشافات مفاجئة تطاول تركيباتها الجينيّة. في المقام الأول، يقول المشروع إن المصريين عرب بنسبة 17 في المئة فقط. فتركيبة المصريين الأصليين الجينية تتألف من أصول يهودية بنسبة 4 في المئة، ومن أصول شمال أفريقية بنسبة 68 في المئة، ومن جذور عربية بنسبة 17 في المئة، ومن جذور أفريقية شرقية وآسيوية وأوروبية جنوبية بنسبة 3 في المئة. يربط المشروع المصريين بأفريقيا من خلال دراسته هجرة المجموعات السكانيّة القديمة أوّل مرّة من القارة، من خلال طرقِ شمال شرقيّة، وذلك في عبورهم إلى جنوب غرب آسيا. وأدى إنتشار الزراعة إلى مزيد من مظاهر الهجرة من القشرة الخصبة، عودةً إلى أفريقيا، كما فعل الإنتشار الإسلامي من شبه الجزيرة العربيّة في القرن السابع.
الكويتيون: 84 في المئة عرب
يفصل مشروع "جينوغرافيك" تركيبة الكويتيين الجينيّة كما الآتي: 84 في المئة عربيّة؛ 7 في المئة من آسيا الصغرى؛ 4 في المئة من شمال أفريقيا؛ 3 في المئة من شرق أفريقيا. وفي تعليل لهذه التركيبة، يقول المشروع إن المهاجرين القدامى انتقلوا من أفريقيا إلى أوراسيا عبر الشرق الأوسط. وأحب بعضهم هذه المنطقة فقرّروا الاستقرار فيها، وطوروا أنماطًا وراثية تناقلتها الأجيال. أما الجذور الشمال - أفريقية والشرق – أفريقية للكويتيين فربما تكون ناتجة من تجارة الرق العرب في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
اللبنانيّون: 44 في المئة عرب
في دراسة مستفيضة للعرق "اللبناني"، تبين للقائمين على مشروع "جينوغرافيك" أن التركيبة الجينيّة للبنانيّين الأصليّين هي الأشد تنوّعًا بين الجنسيّات العربية الأربعة التي تناولها التقرير، وهي كما يأتي: 44 في المئة من أصول عربية؛ 14 في المئة من الشتات اليهودي؛ 11 في المئة من شمال أفريقيا؛ 10 في المئة من آسيا الصغرى؛ 5 في المئة من جنوب أوروبا؛ 2 في المئة من شرق أفريقيا. يقول تقرير الدراسة إن المهاجرين القدامى عبروا الشرق الأوسط في ترحالهم من أفريقيا إلى أوراسيا، فاستقر بعضهم في لبنان، وطوروا أساليب حياة وأنماط معيشة وسلالات جينية توارثتها أجيال اللبنانيين القدامى.
التونسيون: 4 في المئة عرب
التونسيون هم أصحاب الجنسية الرابعة التي تناولها المشروع. وبدا للعلماء أن المواطنين الأصليّين في تونس يتمتعون بتركيبة جينيّة مثيرة للإهتمام: 88 في المئة من شمال أفريقيا؛ 5 في المئة من غرب أوروبا؛ 4 في المئة من العرب؛ و2 في المئة من أفريقيا الغربيّة والوسطى. وفي تعليل تاريخي لهذه التركيبة، ساهم موقع تونس على شواطئ البحر المتوسط في تنوّع في التركيبة الجينية التونسية، وجاء المكوّن العربي بفضل وصول الزراعة من الشرق الأوسط، إنتشار الإسلام في القرن السابع.
عجم عرب
في المقابل، ثمة من غير العرب الذين يحملون جيناتٍ عربيّة في تركيبتهم الوراثية. فالجورجيون عرب بنسبة 5 في المئة، والإيرانيون بنسبة 56 في المئة، وشعب لوهيا في كينيا بنسبة 2 في المئة، وشعب مدغشقر بنسبة 2 في المئة، وشعب شمال القوقاز (بما فيهم شعبا داغستان وأبخازيا) بنسبة 9 في المئة، والطاجيكيون بنسبة 6 في المئة، وشعب سردينيا بنسبة 3 في المئة، وسكان الهند الجنوبية بنسبة 2 في المئة، وسكان الهند الغربيّة بنسبة 6 في المئة، والأندونيسيون بنسبة 6 في المئة، والأثيوبيون بنسبة 11 في المئة، واليهود الأشكناز المتحدّرين من أوروبا الشرقيّة بنسبة 10 في المئة.
«جينز»: الإرهابيون في أوكرانيا وتركيا واليمن ساهموا بتصاعد عدد الهجمات في العالم
الراي..لندن - د ب أ - ذكر تقرير تحليلي أن عدد الهجمات في أنحاء العالم من جانب الإرهابيين والمسلحين، ارتفع بنسبة 26 في المئة، إلى أكثر من 24 ألف هجوم خلال العام الماضي حيث أدى التصاعد الكبير لأعمال العنف في أوكرانيا وتركيا واليمن إلى تزايد أعداد الهجمات. وحسب التحليل السنوي لـ «مركز جينز لأبحاث الإرهاب والتمرد» التابع لمؤسسة «آي إتش إس»، فإن «إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسعوا نطاقهم الجغرافي وتسببوا في تفاقم صراعات طويلة الأمد في العراق وسورية، حيث نفذوا أربعة آلاف و236 هجوما عبر العالم وقتلوا 10 آلاف و807 أشخاص». وقال مدير المركز ماثيو هينمان: «شهدنا المزيد من الهجمات غير المتماثلة على مستوى منخفض العام الماضي وزيادات في مناطق الصراع الأطول أمدا مثل شرق أوكرانيا». وأضاف: «في 2016، شهدنا زيادة في النشاط الذي يعزى إلى (تنظيم) الدولة الإسلامية أو تبناه (التنظيم) خارج الشرق الأوسط». وتابع: «تلك الأنواع من الهجمات تشكل 16 في المئة من كل هجمات الدولة الإسلامية في 2016، لكن هذه هي زيادة ملحوظة من مجرد 8 في المئة في 2015». وأفاد التقرير بانه في أوكرانيا، زاد عدد هجمات المسلحين أربع مرات على أساس سنوي إلى أربعة آلاف و 449 هجوما العام الماضي. وتابع أن هناك 3417 هجوما يعزى إلى جماعة جمهورية شعب دونيتسك الانفصالية الموالية لروسيا، بزيادة ستة أمثال عن عدد الهجمات لتلك الجماعة في 2015 «ما يعكس اشتداد الصراع الانفصالي في شرقي البلاد» عقب انهيار وقف النار في سبتمبر. وذكر التقرير انه تم تسجيل 124 حالة وفاة فقط في هجمات أوكرانيا ما يعني ان أعمال العنف «منخفضة المستوى».
موسكو تحذّر من سحب القوات الأميركية: سيؤدي إلى انهيار كل شيء في أفغانستان
«طالبان» تطالب ترامب بالانسحاب من «مستنقع» كابول
الراي..عواصم - وكالات - أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن أي قرار من الولايات المتحدة بسحب قواتها من أفغانستان سيؤدي إلى تفاقم الوضع في البلاد. وأضافت الوزارة أنها لم تتحدث مع إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في شأن هذه القضية. وصرّح زامير كابولوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في شأن أفغانستان «على حد علمي،ترامب ليس لديه حاليا أي نية للانسحاب وهو أمر منطقي لأنه إذا قرر سحب القوات في الظروف الحالية سينهار كل شيء». وكانت حركة «طالبان»، دعت ترامب إلى سحب القوات الأميركية من «مستنقع» أفغانستان وأكدت أنها لم تحقق شيئا في 15 عاما من الحرب سوى سفك الدماء والدمار. وفي رسالة مفتوحة للرئيس الأميركي الجديد نشرت على إحدى صفحاتها الرسمية على الانترنت«أكدت الحركة أن الولايات المتحدة خسرت مصداقيتها بعدما أنفقت تريليون دولار في ورطة لا طائل منها». في غضون ذلك، أمرت السلطات الأفغانية بإلقاء القبض على تسعة من أفراد الحرس الشخصي لعبد الرشيد دوستم، نائب الرئيس الأفغاني، بسبب مزاعم عنف جنسي وتعذيب لخصم سياسي في قضية أثارت قلقا شديدا بين الحلفاء الغربيين للحكومة في كابول. ويواجه دوستم مزاعم بأنه أمر رجاله باعتقال أحمد إيتشي وهو حليف سابق له يقول إنه تعرض للضرب المبرح والتهديد بالعنف الجنسي على مدى أيام.
 
تركيا تدمر 12 هدفا لحزب العمال الكردستاني شمال العراق
 (د ب أ) .. أعلن الجيش التركي أنه دمر 12 هدفاً لحزب العمال الكردستاني في شمالي العراق. وقال بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية، أوردته وكالة الأناضول إن مقاتلات تابعة لسلاح الجو التركي، نفذت غارات على أهداف الحزب بشمالى العراق على خلفية ورود معلومات استخبارية. وأوضح البيان أن المقاتلات دمرت 12 هدفا للحزب شملت مخابئ، ومواضع أسلحة. وأشار إلى أن المقاتلات التركية عادت إلى قواعدها بسلام عقب إتمام مهامها بنجاح.
توقيف «داعشيَين» مغربيين في ألمانيا
الحياة...باريس، برلين - أ ف ب - اعتقلت السلطات الألمانية مواطنين اثنين من أصل مغربي للاشتباه في انهما عضوين في تنظيم «داعش» وجبهة النصرة (جبهة فتح الشام حالياً). وأوضح الادعاء العام أن «رشيد وخالد ب. اللذين يبلغان 24 و25 سنة، أوقفا قرب مدينة بون (غرب)، مشيراً الى انهما سافرا في 2013 الى سورية، حيث تدربا في معسكرات لإرهابيين». وتابع: «انضم رشيد الى جبهة النصرة، ويعتقد بتورطه في خطف واحتجاز رجل اتهمته الجبهة بأنه «جاسوس»، ثم التحق بتنظيم داعش، وشارك في معارك، وهو ما فعله شقيقه الأصغر خالد قبله». لكن الادعاء لم يكشف تاريخ عودة الشقيقين الى ألمانيا. على صعيد آخر، أبعدت ألمانيا للمرة الثانية مجموعة من 25 لاجئاً أفغانياً وصلوا مع 79 شرطياً ألمانياً رافقوهم الى كابول أمس، في إطار اتفاق وقعته السلطات الأوروبية والافغانية في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي. وترافق ذلك مع تظاهر حوالى 250 شخصاً في مطار فرانكفورت احتجاجاً على إبعاد هؤلاء الأشخاص إلى بلد «في حال حرب»، وفق ما قالت سارمينا ستومان من حركة اللاجئين الأفغان. وأعلن الناطق باسم شرطة المطار محمد أجمل فوزي أن واحداً من الشبان ظهرت عليه علامات ضغوط نفسية، مشيراً الى «إمكان نقله الى ألمانيا»، حيث لا يسمح القانون بترحيل مريض الى بلاده ويجب أن يحظى بتأجيل لدواعٍ صحية.
وكانت السلطات الألمانية رفضت طلبات اللجوء التي قدمها المرحلون، علماً أن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير كان صرح في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أن طرد الأفغان «هدفه الحفاظ على حق اللجوء في ألمانيا»، البلد الوحيد في أوروبا الذي شرع أبوابه أمام اللاجئين، واستقبل أكثر من مليون منهم بينهم أكثر من 200 ألف افغاني في 2015 و2016. وأضاف: «تستهدف هجمات حركة طالبان ممثلي المجتمع الدولي وقوات الأمن الأفغانية، وليس المدنيين». وكانت دفعة أولى تضم 34 رجلاً وصلت الى كابول في 15 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ثلثهم من المحكوم عليهم بالسجن بسبب جرائم تتراوح بين السرقة والقتل. ووفق وزارة الداخلية الألمانية تضم البلاد 11900 افغاني يتعين طردهم، لكن 10300 منهم يتمتعون بتأجيل. في المقابل، عاد 3300 طوعاً الى بلدهم العام الماضي. في فرنسا، أعلن مدعي عام الجمهورية فرنسوا مولان أن عدد القاصرين الذين اتهموا بالإرهاب ارتفع من 13 الى 51 خلال سنة، أي نحو أربعة أضعاف. وقال في جلسة استئناف عمل المحكمة الابتدائية الكبرى في باريس: «سافر هؤلاء الفتيان ضمن شبكة سورية عراقية لخوض القتال، او منعوا من الرحيل كونهم قاصرين، او امتلكوا خططاً لتنفيذ عنف في الداخل».
وكشف أن عشرة منهم ملاحقون لعلاقتهم بالإرهابي الفرنسي رشيد قاسم الذي حرضهم عبر موقع «تلغرام» على التحرك في فرنسا انطلاقاً من المنطقة العراقية السورية. وقال جان ميشال هايات رئيس المحكمة الابتدائية الكبرى إن «قضايا الإرهاب تشمل 1236 قاصراً اتهم منهم 355 بينهم 112 فتاة. اما الآخرون فيجري البحث عنهم». في بلجيكا، أفادت مصادر مطلعة على التحقيق باعتداءات بروكسيل في 22 آذار (مارس) الماضي والذي أسفر عن 32 قتيلاً، أن منفذيه أرادوا استهداف ركاب أميركيين ويهود. وقال محقق رفض كشف هويته إن «مهاجمي المطار كانت لديهم اهداف خاصة، إذ أظهرت كاميرات المراقبة في قاعة المغادرة بالمطار توجه أحدهم الى يهوديين اثنين يرتديان اللباس المعتاد للمتدينين، وكذلك الى مكتب تسجيل ديلتا ارلاينز، المكان الذي تنطلق منه شركات الطيران الأميركي. أما استهدافهم الروس فيحتاج الى مزيد من التفسير».
ماتيس للدفاع وتيللرسون للخارجية وبومبيو لإدارة الـ «سي اي أيه» .. مواقف كوادر إدارة ترامب من إيران وروسيا
المستقبل..مراد مراد

بدأت دعائم ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب تترسخ في اماكنها، حيث اقر مجلس الشيوخ تعيين الجنرال جايمس ماتيس وزيراً للدفاع، ومايك بومبيو مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي أيه)، واقرت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ايضاً تعيين ركس تيللرسون وزيرا للخارجية. ولم يعد يفصل بين صديق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وراس الديبلوماسية الاميركية سوى تصويت شكلي، وهو امر ميسر نظرا لأن الحزب الجمهوري يملك اغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ. لكن الغموض لا يزال يلف السياسة الخارجية التي ستنتهجها ادارة ترامب، على الرغم من معرفة ابرز اسمين فيها، اي وزيري الخارجية والدفاع. فالرئيس الاميركي كرر مراراً عزمه على التقارب بين واشنطن وموسكو، لكن هذا التقارب اكد وزير دفاعه ماتيس انه «ليس متفائلا بامكانية حصوله عسكريا».  وحتى وزير الخارجية تيللرسون الذي ربطته على مدى عقود، مصالح نفطية مع روسيا، وهو صديق شخصي لبوتين، لم يرحم الروس خلال جلسة مساءلته امام لجنة الشيوخ، اذ اعتبر ان «الدول الاوروبية الاطلسية لها كامل الحق بأن تشعر بأنها مهددة، وذلك بسبب التحركات الروسية العسكرية»، كما انه وبومبيو مدير «سي اي أيه« انتقدا بشدة محاولات روسيا عبر القرصنة النيل من الديموقراطية الأميركية. مواقف ماتيس وبومبيو بشأن موسكو، ليست جديدة، فهما لطالما كانا متشددين تجاه الكرملين والنظام الإيراني. لكن الغرابة كلها تأتي في موقف تيللرسون المستجد من روسيا، الذي يرى فيه المراقبون انه مجرد كلام اراد به نيل موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه وزيرا للخارجية، وانه بمجرد حصوله على المنصب، سيعود الحمل الوديع الراغب كترامب، في التقرب من ادارة بوتين والتعاون معها.

وهذه جولة تعريفية بهذا الثلاثي:

وزير الدفاع جايمس ماتيس

وصف ترامب جايمس ماتيس بأنه «جنرال بكل ما في الكلمة من معنى». وماتيس فعلا محبوب جدا في صفوف الجيش الاميركي. كما يعتبر حلفاء واشنطن وجوده على رأس البنتاغون، بشرى سارة، نظراً لمواقفه الصريحة المعادية للنظامين الإيراني والروسي وانتقاده الشديد لسياسة إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه قضايا الشرق الأوسط، وخصوصاً إيران. فماتيس يعتبر «النظام الإيراني أكبر تهديد محدق بالاستقرار والسلام في الشرق الأوسط«. وألمح ترامب لدى اختياره ماتيس، الى ذكريات الحرب العالمية الثانية، عندما اشار الى ان «ماتيس أفضل ما لدينا. قالوا لي إنه أقرب ما لدينا من جنرال الحرب العالمية الثانية جورج باتون«. ماتيس (66 عاماً) كان جنرالا سابقا في سلاح مشاة البحرية الأميركية «المارينز»، ويتمتع بخبرة ميدانية كبيرة. فهو قاد احدى كتائب حرب الخليج الأولى (تحرير الكويت) عام 1991، كما كان قائدا لقوة خاصة عملت في جنوب أفغانستان في عام 2001. ثم شارك في غزو العراق عام 2003، ولعب دورا رئيسيا عام 2004 في معركة الفلوجة. وتقاعد عام 2013 بعدما ترك منصبه في القيادة المركزية الأميركية. مواقف ماتيس من ايران وروسيا ثابتة، وقد عاد واكدها خلال جلسة مساءلته امام مجلس الشيوخ. فبخصوص ايران، انتقد بشدة سياسات الإدارة الاميركية السابقة في الشرق الاوسط، من الاتفاق النووي وصولا الى العراق مرورا بالحرب السورية، واكد ان ادارة الرئيس السابق باراك اوباما رسخت ايران كقوة اقليمية على الرغم من انها اكبر تهديد للامن والاستقرار في الشرق الاوسط وهي احدى الدول الداعمة للارهاب. وبخصوص روسيا، اعلن ماتيس انها «الخطر الاساسي الاول على امن الولايات المتحدة ومصالحها»، واشار الى ان خبرته كقائد حربي ميداني تقول له انه حتى لو اراد الرئيس ترامب التقارب مع روسيا، فالتوقعات متواضعة جدا حول إمكانية حصول تعاون ميداني بيننا وبين الروس.

وزير الخارجية ركس تيللرسون

تمكن تيللرسون بشق الانفس، من النفاذ عبر امتحان لجنة مجلس الشيوخ، اذ حصل على تأييد 11 شيخا جمهوريا اعضاء في الجنة، مقابل 10 شيوخ ديموقراطيين صوتوا ضده، وذللت العقبات امامه بعد تصويت السيناتور ماركو روبيو لمصلحته بعد فترة من رفضه له، وتشكيكه في قربه الشديد من روسيا، تيللرسون (64 عاما)، كان الرئيس التنفيذي لـ«اكسون موبيل» منذ العام 2006 الى حين استقالته مطلع العام الجاري. وهو صديق مقرب جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قلده عام 2013 وسام شرف الصداقة الروسي.
انتقد تيللرسون بشدة العقوبات الاميركية والاوروبية التي فرضت على الاقتصاد الروسي عقب قيام الكرملين بضم القرم الى اراضي الاتحاد الروسي. وبمجرد ورود اسمه على لائحة فريق ترامب لم تتردد معظم الصحف الغربية الكبرى في انتقاد الخطوة بشدة.  
صحيفة «وال ستريت جورنال» الاميركية، قالت «اصدقاء تيللرسون يؤكدون ان قلة قليلة من الاميركيين هم اشد قربا الى فلاديمير بوتين من ركس تيللرسون»، اما صحيفة «الغارديان» البريطانية، فاعتبرت «ان تعيين تيللرسون على راس الديبلوماسية الاميركية، إن حصل، سيكون بمثابة اعلان فوز صريح لبوتين«. ويرى خبراء اقتصاد بريطانيون ان وصول تيللرسون الى وزارة الخارجية الاميركية قد يسهم سريعا في رفع العقوبات الاميركية المفروضة على روسيا، بما يفتح الباب امام مشاريع التنقيب النفطية المشتركة بين «روزنفت» و»اكسون موبيل» في مناطق القطب الشمالي، ويضرب بعرض الحائط الخطط البيئية الموضوعية لمكافحة الاحتباس الحراي والتغير المناخي. كل هذه الهواجس عبرت عنها لجنة مجلس الشيوخ خلال مساءلتها تيللرسون، لكن الاخير تشدد في كلامه عن روسيا، واعترف بأنها تهديد لا يجب الاستهانة به، واكد وجود مبررات لمخاوف الدول الاوروبية الاطلسية من التحركات العسكرية الروسية في شرق اوروبا، كما ندد بالقرصنة التي استهدفت السباق الرئاسي الاميركي. ونظرا لهذا التبدل في المواقف، ينبغي انتظار ما سيقوم به تيللرسون عند استلامه حقيبة الديبلوماسية الاميركية. لكن الخبراء الغربيين يعتقدون ان قربه من موسكو امر محتوم، في ما قد يكون منفتحا بشكل اكبر على تشديد مواقفه من النظام الايراني.

مدير الـ «سي اي آي» مايك بومبيو

مايك بومبيو (52 عاما)، كان من أوائل الجمهوريين المؤيدين لترامب، وهو يشاطره وجهات النظر المتشددة حيال امور المراقبة المشددة على المسلمين، وتكثيف عمليات التجسس، وزيادة الاعتماد على الطائرات بدون طيار في المهمات الخارجية. كما يعتبر مؤيداً لإعادة عمليات التعذيب للمساجين، واعادة ملأ سجن غوانتانامو بالمشتبه فيهم من الاسلاميين. لكن في موضوع التعذيب تحديدا، فقد اكد السيناتور الجمهوري جون ماكين انه لا يمكن ان يقبل الكونغرس بتمرير اي مشروع قانون يسمح به. بومبيو أحد قدامى المحاربين في الجيش، وخريج اختصاص قانون من جامعة هارفارد. واصبح نائبا في مجلس النواب عن ولاية كانساس منذ عام 2011، وشارك في التحقيق حول كيفية تعاطي هيلاري كلينتون كوزيرة للخارجية مع هجوم 2012 في بنغازي الذي سقط ضحيته السفير الاميركي هناك. واللافت ان بومبيو يملك تفكيرا متشددا معاد لروسيا وايران على السواء. وستكون اول مهامه المقبلة المشاركة مع مدراء وكالات الاستخبارات الاميركية الاخرى في اعداد تقرير عن عمليات القرصنة التي استهدفت الانتخابات الاميركية.
 
«قطار موسكو» يُـحيي مفردات الحرب في غرب البلقان
الحياة..محمد م. الأرناؤوط ..(جريدة «كوها» 22/1/2017).
يمكن القول أن الأسبوع الذي أعقب وصول «قطار موسكو» الى كوسوفو كان الأسوأ والأكثر توتراً منذ عشر سنوات في غرب البلقان، حيث عادت الى الظهور للمرة الأولى مفردات الحرب مجدداً، بعد سنوات من تمجيد «تطبيع العلاقات» بين دول المنطقة، بخاصة بين صربيا وكوسوفو، وهو ما دعا دول الاتحاد الأوروبي إلى إجراء مشاورات سريعة وتفويض مسؤولة الشؤون الخارجية فريدريكا موغريني عقد قمة تجمع قادة الدولتين في بروكسيل. وقد ترافق ذلك مع الأيام الأخيرة لرئاسة باراك أوباما، التي حرصت إدارته على تسجيل آخر هدف في المرمى الروسي قبيل تولّي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه.
«قطار موسكو» وما خلّفه
مع تزايد النفوذ الروسي في صربيا والانتشار الصربي في الدول المجاورة خلال 2016، كشفت الصحافة الصربية عن تدشين خط حديدي مباشر يربط بلغراد بمدينة متروفيتسا في شمال كوسوفو (غالبية صربية)، قادته قاطرة روسية قدمت هدية من موسكو. «قطار موسكو» شكّل استفزازاً بل تحدياً للحكومة الكوسوفية لأنه حمل «رسالة» بـ21 لغة من لغات العالم تقول «كوسوفو هي صربيا»، وأرسلت الحكومة الكوسوفية وحدة من القوات الخاصة الى نقطة الحدود الصربية - الكوسوفية لمنع دخول القطار بالقوة مرة أخرى في منتصف ليلة 14 - 15 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وعلى الفور، أعلن رئيس الحكومة الصربية ألكسندر فوتشيتش في 15 الجاري، أنه قد أصدر أوامره بوقف سير القطار وإعادته الى بلغراد لتجنب «تعريض حياة الناس للخطر وتجنب نزاع كبير».
إرسال هذه القوة المتواضعة الى الحدود الدولية مع صربيا (التي لا تعترف بها بلغراد لأن الدستور الصربي لا يزال ينصّ في مقدمته على أن كوسوفو «جزء لا يتجزأ من صربيا») أثار التوتر السياسي في شكل غير مسبوق منذ 2008 بسبب مسارعة رئيس الجمهورية توميسلاف نيكوليتش الى التصريح في اليوم التالي لجريدة «كورير» الصربية المعروفة، بأنه «ليس مع الحرب» لكنه مستعد «لإرسال الجيش الى كوسوفو لو تعرّض الصرب فيها للخطر». وذهب الرئيس نيكوليتش في تصريحه الى حد القول أنه «مستعد لترك منصب الرئاسة والذهاب مع أولاده للقتال في كوسوفو إذا تعرض الصرب فيها للخطر».
تصعيد نيكوليتش يرتبط بالاستعداد لانتخابات 2017 الرئاسية، حيث أنه ضمن تأييد موسكو له وأراد من هذا التصعيد أن يضمن تأييد اليمين القومي في صربيا، وهو ما كان واضحاً في الكاريكاتور الذي نشرته الجريدة الصربية المعروفة «داناس» في اليوم التالي، الذي يظهر صعود نيكوليتش «المقاتل» الى صندوق الانتخابات. لكن اليمين القومي في صربيا أحبط نيكوليتش، إذ إن رئيس «الحزب الراديكالي الصربي» فويسلاف شيشل الذي يمثله في البرلمان الصربي ويدعو الى وقف التفاوض مع الاتحاد الأوروبي والتحالف مع روسيا، انتقد في تصريح لجريدة «كورير» في اليوم التالي موقف الرئيس نيكوليتش الذي جاء في «لحظة غير مناسبة» لأنه كان يفضل انتظار تولّي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه وتحسن العلاقات الروسية - الأميركية حتى يطالب بعودة الجيش الروسي الى كوسوفو (التي كان قد دخلها في حزيران - يونيو 1999 لكنه غادرها بسرعة بعد اتفاق أميركي - روسي ليتركها حصراً لقوات حلف شمال الأطلسي). ومع الثقة بفوزه في الانتخابات الرئاسية في ربيع 2017، أضاف شيشل أنه مع تحسن العلاقات الروسية - الأميركية سيكون قد أصبح رئيساً للجمهورية قائداً عاماً للجيش الصربي، ويمكنه حينئذ أن يسمح للرئيس الحالي نيكوليتش بأن يتولى قيادة مفرزة من المتطوعين إذا رغب في ذلك.
ردات الفعل المحلية في صربيا ضد بعث أجواء الحرب جاءت أقوى مما كان يتوقعه الرئيس نيكوليتش. فقد فُهمت رسالة نيكوليتش بسرعة (التصعيد لأجل ضمان فوزه في الانتخابات الرئاسية القريبة)، لذلك خصّصت أوسع الجرائد الصربية انتشاراُ «بليتس» Blic غلاف عددها في 17 الجاري لصورة الرئيس نيكوليتش بالزي العسكري مع مانشيت عريض يقول: «أيها الرئيس، اذهب أنت الى الحرب واتركنا بسلام».
في اليوم ذاته، أرسل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رسالة قوية الى الأطراف الصربية المحسوبة على روسيا تقول: «لن نسمح بنزاع في البلقان»، وفي الوقت نفسه أيد الموقف الصربي «بعدم جواز وجود القوات الكوسوفية الألبانية في شمال كوسوفو» ذي الغالبية الصربية (داناس 17/1/2017). وفي هذا السياق، جاء بعد يومين تصريح رئيس الحكومة الصربية ألكسندر فوتشيتش، المرشح القوي للانتخابات الرئاسية، الى جريدة «ريببليكا» الإيطالية، الذي يقول فيه: «نحتاج الى حوار وليس الى حرب في قلب أوروبا».
شعرت بروكسيل بأنها المعنية الأولى بهذه الانتكاسة المفاجئة بعد أن رعت خلال سنوات «تطبيع» العلاقات بين صربيا وكوسوفو وصولاً الى توقيع الطرفين على «اتفاق بروكسيل» 2013 الذي استند الى روح التفاوض لحل المشاكل وليس التهديد بالقوة . لذلك دعت مسؤولة الشؤون الخارجية فريدريكا موغريني منذ اليوم الأول، الطرفين الى «تجاوز المفردات البلاغية التي يمكن أن تؤدي الى الصدام»، وضغطت لعقد قمة بين قادة صربيا وكوسوفو في بروكسيل، يتوقع أن تؤدي الى تهدئة التصريحات والعودة الى روح التفاوض والحلول الوسط.
«هدية» أميركية الى ألبانيا
كشفت وزيرة الدفاع الألبانية ميمي كوذيلي عن «هدية» سلاح أميركية مهمة لألبانيا تشمل 250 عربة مدرعة ستسلم على دفعتين. وقد أثار هذا الأمر الاهتمام الفوري في اليونان، الحليفة التاريخية لصربيا، التي شهدت العلاقات بينها وبين ألبانيا أزمة سياسية في 2016 بسبب الأقلية الألبانية (التشام) في اليونان، علماً أن «قانون الحرب» لعام 1940 بين الدولتين لا يزال قائماً مع أن العلاقات السياسية تحسنت مع وجود الاشتراكيين في الحكم هنا وهناك.
ووفق موقع «بنتانوست أغما» اليوناني، فإن «هدية» السلاح الأميركية الى ألبانيا «حركة واضحة من واشنطن تجاه ما حدث بين صربيا وكوسوفو»، وهو جاء في الأيام الأخيرة لإدارة أوباما لتسجل هدفاً في المرمى الروسي لتقوية الحاجز المواجه للتقدم الروسي في البلقان نحو البحر الأدرياتيكي بدعم ألبانيا والجبل الأسود وكرواتيا التي تمتد على طول الشاطئ الشرقي لهذا البحر. وجاء هذا في الوقت الذي أعلنت وزيرة الدفاع الألبانية «نحن ساعدنا حلفاءنا وهم يساعدوننا الآن»، في إشارة الى زيارة رئيس وكالة المخابرات المركزية CIA الى تيرانا في نهاية 2016 وما رشح عنها من تعاون أمني بين الطرفين ..
 
مكوّنات الحراك اليمني الجنوبي تعود إلى الاصطفاف والحكومة تتحرك لرأب الصدع
الحياة..عادل عبدالله 
بدت الذكرى الـ11 للتصالح والتسامح بين فصائل العمل السياسي ومكوناته في جنوب اليمن، والتي احتفل بها في عدن متواضعة هذا العام من حيث الفاعلية الاحتفالية وحجم الحضور الذي لم يتجاوز عدده المئات من أبناء المحافظات الجنوبية، ما يعكس حجم التباينات والخلافات بين مختلف الفصائل، ويحول دون تحقيق الغاية من هذه الفاعلية وهي استقلال الجنوب.
وتزامن الاحتفال بهذه المناسبة في الـ13 من كانون الثاني (يناير) الجاري، مع مواجهات مسلحة دارت وسط مدينة عدن بين قوات الأمن وفصائل من المقاومة الجنوبية، ما أثار مخاوف سكان المدينة، وأعاد إلى الأذهان المشاهد الدموية لمواجهات أقطاب الحزب الاشتراكي اليمني التي اندلعت في اليوم ذاته من عام 1986، وتحولت إلى صراع مناطقي بين قيادات محافظات أبين وأبنائها من جهة ولحج والضالع من جهة أخرى، مخلفة أكثر من عشرة آلاف قتيل.
وعلى رغم الجهود التي تبذل من بعض فصائل الحراك الجنوبي المطالبة بانفصال الجنوب اليمني عن شماله، والعودة باليمن إلى ما قبل الوحدة اليمنية التي أعلنت في الـ22 من أيار (مايو) 1990، للوصول إلى حالة التصالح والتسامح بين كل الفرقاء والمكونات الحراكية والسياسية، إلا أن معطيات الواقع والممارسات الحاصلة على الأرض، تؤكد أن صراعات الماضي لا تزال حاضرة في أذهان مختلف الأطراف وعقولها.
وفي تعليق له على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، يبين أبو خالد باراس العولقي حالة التشتت في أوساط المكونات الجنوبية، ويقول: «كثرت ألقاب قادة المقاومة وقاده الحراك السلمي، الحراك الثوري، والمجلس الأعلى، ومجلس الثورة، أما المجالس الشبابية فحدث ولا حرج»، ويرى العولقي أنه ومن خلال كثرة المكونات والكتائب استطاعت قوى خارجة على القانون، وقوى ليس لها علاقة بالنضال أن تستغل دماء الشهداء لمصلحة أجندة إرهابية وبلطجة لا تخدم قضيتنا».
ويؤكد مراقبون وباحثون أن المواجهات المسلحة التي وقعت في قلب مدينة عدن، وغيرها من الصراعات السياسية المحتدمة، أسقطت جميع الشعارات التي تتحدث عن وحدة الصف والتصالح والتسامح، وقالوا في أحاديث إلى «الحياة» أن المشكلة «بدأت صغيرة وما لبثت أن كبرت وتطورت لتصل إلى حد المواجهات المسلحة، التي دامت أكثر من 12 ساعة، بفعل الاصطفاف والشحن المناطقي الذي يمارسه كل طرف تجاه الطرف الآخر، قبل أن تتمكن وساطة محلية من احتوائها».
وعلى رغم احتواء هذه المواجهات، إلا أن المراقبين والباحثين يتوقعون «تكرارها في أي لحظة، بخاصة أن العوامل التي قد تتسبب في تجددها لا تزال قائمة، خصوصاً مع توافر كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة لدى كل فصائل المقاومة المسلحة ذات الانتماءات المناطقية والسياسية المختلفة.
إضافة إلى وجود خلافات عميقة وذات جذور مناطقية بين الكثير من الفصائل والقيادات الجنوبية، غير أن أكثرها حضوراً هذه الأيام الخلاف المتصاعد بين نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية في الحكومة الشرعية اللواء حسين عرب، وهو من أبناء محافظة أبين، والقيادات الأمنية في عدن وعلى رأسها مدير الأمن اللواء شلال شايع الذي ينتمي إلى محافظة الضالع، وهو ما عبر عنه بوضوح البيان الصادر عن فاعلية «التصالح والتسامح» مؤكداً رفض «الأصوات المناطقية والصراعات التي تحمل ذات الصبغة تحت أي مسمى كان».
وطالب عدد من أبناء المحافظات الجنوبية، بدراسة الأحداث الجديدة التي وقعت في مدينة عدن بدقة، وقالوا في أحاديث إلى «الحياة» أنه من المهم جداً التوقف طويلاً عند ما حدث ليل الجمعة 13 كانون الثاني الجاري ويوم السبت من مواجهات عدن العاصمة السياسية الموقتة لليمن، والتي يوجد فيها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته، للبحث في جذور هذه الحادثة التي أعادت أجواء الحرب والرعب من جديد، وتحديد مسبباتها بدقة لمعالجتها وضمان عدم تكرارها مستقبلاً.
ويرى أبناء الجنوب أن هذه الحادثة «نكأت الجراح التي كان البعض يعتقد أنها اندملت، منذ انطلاق الجهود التي تبذل من جانب الخيرين من أبناء الجنوب لتحقيق مبدأ التصالح والتسامح منذ نحو عشر سنوات، بل وأبقت على حدود التقسيم المناطقي الذي يمثل عامل التوتر الدائم في الجنوب، وكشفت أن هذا التقسيم يسحب ذاته بقوة إلى مكونات وهياكل السلطتين المحلية والسياسية التي تتشكل اليوم في عدن».
وتتهم غالبية مكونات الحراك الجنوبي وفصائله المتعددة، الرئيس اليمني السابق علي صالح وأركان نظامه وقيادات شمالية بالوقوف خلف النكسات التي تعترض جهود هذه المكونات في لملمة الصف الجنوبي، وتجاوز صراعات الماضي، وترسيخ مبدأ التصالح والتسامح بين أقطاب وقيادات الصراعات السابقة، بهدف الحيلولة دون انفصال الجنوب عن الشمال.
وتقول مصادر سياسية يمنية تحدثت إلى «الحياة» أن هذا «الاتهام فيه شيء من الصواب، لكنه لا يمثل السبب الأبرز لحالة الصراع والاصطفاف المناطقي داخل الجنوب»، وتقول: «أن كل مكون من مكونات الحراك الجنوبي له ارتباطات بأطراف محلية وخارجية، فهناك من يرتبط بصالح، وآخر يرتبط بالحوثي، وثالث بحزب التجمع اليمني للإصلاح وغيرها، كما ترتبط بعض المكونات بإيران، بخاصة جناح علي سالم البيض وباعوم، وأخرى ذات ارتباط بدول إقليمية».
وتؤكد المصادر السياسية أن «تعدد ولاءات الفصائل الجنوبية يمثل انعكاساً للصراعات السياسية والأيديولوجية التي كانت قائمة قبل الوحدة اليمنية عام 1990، ولا تزال حاضرة بقوة في المشهد الراهن»، وأوضحت أن كل مكون «يسعى إلى الاستئثار بالجنوب بمعزل عن المكونات الأخرى، لهذا فإن الرئيس هادي والحكومة الشرعية لا يزالان محل رفض في أوساط الكثير من مكونات الحراك الجنوبي، لاعتبارات ذات صلة بأحداث 86 الدموية».
وتعتقد المصادر ذاتها أن تمترس القيادات الجنوبية خلف صراعات الماضي وعدم تجاوزها يحول دون تحقيق مطالب الانفصال، بل إن فك الارتباط بالشمال والتنصل من الوحدة اليمنية، من شأنهما أن يفتحا الباب على مصرعيه للاحتراب مجدداً، إن لم يصل الأمر إلى تشظى الجنوب إلى كانتونات صغيرة، مشيرة إلى الأصوات المتعالية لأبناء محافظة حضرموت التي تطالب بدولة مستقلة.
السياسي الاشتراكي والناشط في الحراك الجنوبي شفيع العبد رفض تحميل أطراف خارجية وزر ما يحدث في الجنوب، وقال العبد في منشور له على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» أنه «لم يعد مقبولاً البتة، تحميل أطراف غير جنوبية، مسؤولية ما يحدث في عدن» وقال: «الجنوبيون هم السبب لعدم قبولهم ببعض، وتمترسهم خلف إفرازات صراعات ماضوية».
وتابع العبد: «الجنوبيون هم من يحكمون محافظاتهم اليوم لا سواهم، ربما لم يعوا ذلك بعد، لذا تراهم يُصدرون أسباب فرقتهم خارج نطاقهم الجغرافي، متفقون على تحميل الشمال وزر كل شيء، عاجزون عن الاتفاق على وضع مداميك مشروع الدولة في مناطقهم».
الحكومة الشرعية التي لا تزال عاجزة حتى اليوم في ضبط الأمن داخل حدود مدينة عدن، تسعى في أعقاب المواجهات الأخيرة بين قوات الأمن وفصائل المقاومة، لمعالجة بعض القضايا المهمة، وفي طليعتها إخراج معسكرات الأمن من داخل المدينة، وتسليم مهمات الأمن إلى الأجهزة الأمنية، ما جعلها في مرمى هجوم كثرٍ من السياسيين والكتاب من أبناء المحافظات الجنوبية الذين وجهوا نقدهم إلى رئيس الحكومة أحمد بن دغر ووزير الداخلية حسين عرب، بسبب هذا التوجه.
 

المصدر: مصادر مختلفة

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,012,144

عدد الزوار: 7,655,469

المتواجدون الآن: 0