مقايضة أسرى بين «حزب الله» و «جيش الفتح» تمهيداً لتبادل التهجير...موسكو تستخدم الفيتو ضد قرار أممي يدين دمشق وردود فعل غربية ممتعضة من الخطوة الروسية ...وتين: العلاقات مع واشنطن تدهورت في عهد ترامب ولافروف وتيلرسون بحثا في إقامة مناطق حظر طيران بسورية...ترامب: الأسد... حيوان...الكرملين: دعوتنا لوقف دعم الأسد «سخيفة» وتعني وقف محاربة الإرهاب..ترامب يبحث عن «شراكة فعلية» مع بوتين في سورية

تاريخ الإضافة الخميس 13 نيسان 2017 - 4:51 ص    عدد الزيارات 2614    التعليقات 0    القسم عربية

        


موسكو تستخدم الفيتو ضد قرار أممي يدين دمشق وردود فعل غربية ممتعضة من الخطوة الروسية

إيلاف- متابعة... استخدمت روسيا الأربعاء الفيتو ضد مشروع قرار أممي يطالب الحكومة السورية بالتعاون مع التحقيق حول هجوم يعتقد أنه كيميائي في شمال غرب البلاد، وتحمل الدول الغربية النظام السوري مسؤولية تنفيذه. إيلاف - متابعة: للمرة الثامنة منذ اندلاع النزاع السوري، تلجأ موسكو الى الفيتو (حق النقض) في مجلس الامن الدولي لتعطيل اي قرار ضد حليفتها دمشق.

ثلاثة أصوات ممتنعة

وتقدمت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بمشروع القرار اثر الهجوم الكيميائي المفترض على بلدة خان شيخون في محافظة ادلب في الرابع من ابريل، والذي خلف 87 قتيلا، بينهم 31 طفلا. في المقابل، امتنعت الصين، التي كان يمكنها اللجوء الى الفيتو، بصفتها عضوا دائما في مجلس الامن، عن التصويت، ومثلها كازاخستان واثيوبيا. وصوّتت بوليفيا ضد القرار، في حين أيده عشرة اعضاء اخرين في المجلس. جاء الفيتو الروسي بعدما صرح وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون اثر محادثات في موسكو الاربعاء ان "مستوى الثقة متدن" بين الولايات المتحدة وروسيا. ويدين مشروع القرار الاممي هجوم خان شيخون، ويعبّر عن تأييد مجلس الامن التام لاجراء تحقيق في شأنه من جانب منظمة حظر الاسلحة الكيميائية. ويطلب من الحكومة السورية ان تقدم معلومات وافية عن عملياتها الجوية التي نفذتها يوم الرابع من ابريل مع تسليم اسماء طيارين والسماح للمحققين الامميين بدخول قواعد جوية تابعة لها.

جونسون مستاء

وفي ردود الفعل اعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن "استيائه" من لجوء روسيا الاربعاء الى الفيتو ضد مشروع قرار اممي حول هجوم يعتقد انه كيميائي في سوريا. وقال جونسون في بيان صدر في لندن ان "هذا الامر يظهر ان حجة روسيا خاطئة". واضاف ان "المجتمع الدولي كان يبحث عن القول بشكل واضح ان اي استخدام للاسلحة الكيميائية من اي جهة وفي اي مكان هو امر مرفوض وان المسؤولين عن ذلك يجب ان يتحملوا النتائج". وتابع جونسون "بالتالي انا مستاء لرؤية أنّ روسيا عطلّت مرة جديدة مجلس الامن الدولي" بعد الفيتو الروسي الثامن ضد مشروع قرار حول روسيا. وذكّر الوزير البريطاني بأن دول مجموعة السبع كانت قد عبرت عن رغبتها في العمل على حل من اجل سوريا، حتى من دون الاسد. واردف "بالتالي فإن روسيا امام خيار: يمكنها مواصلة ان تبقي نظام الاسد المجرم على قيد الحياة او تحمّل مسؤولياتها بصفتها قوة عالمية واستخدام نفوذها على النظام لوضع حد لست سنوات من وقف اطلاق النار الذي لم يتم احترامه". وحمّلت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الجيش السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي اودى بحياة 87 شخصا في الرابع من ابريل في خان شيخون بشمال غرب سوريا.

هولاند: روسيا تتحمل مسؤولية ثقيلة

من جهته اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء ان روسيا "تتحمل مسؤولية ثقيلة" بعد استخدامها حق الفيتو في مجلس الامن الاربعاء ضد مشروع قرار غربي يطلب اجراء تحقيق دولي في هجوم كيميائي استهدف بلدة سورية وتتهم الدول الغربية النظام السوري بشنه. وقال هولاند "انها المرة الثامنة التي تختار فيها روسيا الوقوف ضد الغالبية في مجلس الامن الدولي"، مؤكدا ان "فرنسا لم تدخر جهدا بما في ذلك ازاء روسيا للتوصل الى توافق على هذا النص".

بوتين: العلاقات مع واشنطن تدهورت في عهد ترامب ولافروف وتيلرسون بحثا في إقامة مناطق حظر طيران بسورية

السياسة....موسكو – وكالات: عقد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون لقاءات في موسكو، أمس، مع نظيره الروسي سيرغي لافروف والرئيس فلادمير بوتين. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بوتين التقى تيلرسون في حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وقبل اللقاء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن عدد المقاتلين الأجانب في سورية يقدر بـ20 ألف، نحو 9 آلاف منهم من روسيا، مؤكداً أن مستوى الثقة بواشنطن تدهور. وقال بوتين، في لقاء أجرته قناة «مير تي في» الروسية، «حسب بيانات مختلفة، يوجد في سورية نحو 20 ألف مقاتل أجنبي، نصفهم من بلدان رابطة الدول المستقلة، ونحو تسعة آلاف منهم من روسيا». وأشار إلى أن أولئك المقاتلين يشكلون تهديدا حقيقيا وكبيرا على أمن بلاده، وأن الأنشطة العسكرية الروسية في سورية تهدف إلى منع عودتهم بالقدر الممكن. وجدد بوتين دعوته لاجراء تحقيق مفصل بشأن الهجوم الكيماوي الذي وقع في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، مضيفاً إن بلاده والولايات المتحدة بذلت جهودا كبيرة للقضاء على الأسلحة الكيماوية التي بحوزة النظام السوري، و»حسب ما نعرفه، نفذ النظام السوري كامل التزامته، وتمت المصادقة على ذلك من قبل مؤسسات الأمم المتحدة ذات الصلة، وإذا حدث شكوك يمكن التأكد من ذلك». وأكد أن مستوى الثقة بالعمل مع الولايات المتحدة، وخصوصًا على المستوى العسكري، لم يتحسن، بل تراجع على الأرجح في عهد الرئيس دونالد ترامب. وأشار إلى أن روسيا تفكر في سحب جوازات سفر الحاصلين على الجنسية الروسية والمتهمين بالتورط مع تنظيم «داعش». وأوضح أنه «بالنسبة الى الدستور الروسي لا يمكن تجريد أي شخص من الجنسية، لكن يمكن الغاء القرارات التي كانت الأساس للحصول على الجنسية الروسية، ونحن نتشاور مع المحامين التابعين لنا، وأعتقد أن مثل هذه القرارات ستتخذ في المستقبل القريب». وكان تيلرسون ولافروف عقدا في وقت سابق محادثات استمرت لساعات عدة وهيمن عليها الملف السوري في مبنى تابع للخارجية الروسية قبل غداء عمل واستئناف المحادثات. ولدى بدء اللقاء بين الوزيرين، قال لافروف انه يريد معرفة «النوايا الحقيقية» لواشنطن في مجال السياسة الدولية بهدف تفادي «تكرار» الهجوم الاميركي على سورية والعمل لتشكيل «جبهة مشتركة لمواجهة الارهاب»، مضيفاً «يستند نهجنا الى القانون الدولي وليس الى خيار من نوع إما معنا او ضدنا». من جهته، أعرب تيلرسون عن الأمل في أن يكون اللقاء «منفتحا وصريحا وصادقا» بهدف «توضيح افضل للاهداف والمصالح المشتركة» و»التباين الملحوظ» في مقاربة البلدين للملفات الرئيسية. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قبل اللقاء، أن لافروف، سيبحث مع تيلرسون، في إقامة مناطق حظر طيران في سورية. وأضاف ريابكوف، إن «الموقف الأميركي تجاه سوريا لا يزال لغزا بالنسبة لموسكو».

ترامب: الأسد... حيوان

«كنت أتناول الحلوى مع رئيس الصين عندما أمرت بالضربة».. سبايسر يعتذر عن ارتكابه هفوة لدى مقارنته بشار بهتلر

الراي..واشنطن - وكالات - انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعم روسيا رئيس النظام السوري بشار الأسد، واستهجن عنف الأخير تجاه شعبه ناعتاً إياه بـ«الشرير والحيوان»، في حين اضطر الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر إلى تقديم اعتذار عن الهفوة التي ارتكبها بقوله ان الأسد هو اسوأ من ادولف هتلر لأن الديكتاتور النازي لم يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه. وفي مقابلة مع قناة «فوكس بزنس» الأميركية، قال ترامب إنّ بلاده لا تنوي الدخول في حرب داخل الأراضي السورية، وان الضربة العسكرية ضدّ قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام، جاءت بعد رؤيته أطفالاً لقوا مصرعهم نتيجة استخدام الأسلحة الكيماوية. وأضاف «أسوأ الطغاة في العالم لا يمكنهم استهداف المدنيين بالأسلحة الكيماوية كما يفعل الأسد، وعندما رأيت المشاهد التي أتت من إدلب، قلت لا بد أن نفعل شيئاً، فالذي قام بهذا الاعتداء شرير». ورداً على سؤال عن الأسد، قال ترامب «لو أن روسيا لم تساند هذا الحيوان لما كانت هناك مشاكل»، مضيفاً «بصراحة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يدعم شخصاً شريراً حقاً، أعتقد أنه أمر سيئ جداً بالنسبة لروسيا، وللبشرية، وأمر سيئ للعالم بأسره عندما ترمى قنابل الغاز والبراميل المتفجرة الضخمة بين حشد من المواطنين وترى أناسا وأطفالا مقطعي الأوصال مشوهي الوجوه... إنه (الأسد) حيوان». وكشف أنه أصدر الامر بشن الضربة في سورية «خلال تناول الحلوى» بعد وجبة عشاء مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، قائلاً «انتهينا من العشاء وبدأنا بتناول الحلوى. وكان أمامنا أجمل قالب شوكولاته شاهدته في حياتي وكان الرئيس شي يستمتع به». وأوضح ترامب أنه بعد ابلاغه بأن السفن الحربية الاميركية في مياه المتوسط «أصبحت جاهزة» اتخذ القرار في تلك اللحظات «بشن الهجوم وبالتالي أصبحت انطلقت الصواريخ». وأضاف «قلت (للرئيس الصيني) سيدي الرئيس دعني اشرح لك شيئاً -- وكان هذا خلال تناول الحلوى -- لقد أطلقنا للتو 59 صاروخاً» من طراز «توماهوك» على قاعدة الشعيرات الجوية وسط سورية. وكان ترامب يستضيف نظيره الصيني في منتجعه الخاص «مار ايه لاغو» في فلوريدا الأسبوع الماضي. من جهة أخرى، قدّم الناطق باسم البيت الابيض شون سبايسر، مساء أول من أمس، اعتذاراً عن الهفوة التي ارتكبها بقوله إن الأسد هو أسوأ من هتلر لأن الأخير لم يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه، في تصريح أثار غضباً عارماً لأنه بدا فيه وكأنه نسي للحظات المحرقة. وقال سبايسر عبر شبكة «سي ان ان» الاخبارية «بكل صراحة، لقد ارتكبت خطأ بإدلائي بتعليق غير لائق وغير حساس حول المحرقة، وليس هناك اي مجال للمقارنة»، مضيفا «لهذا السبب أنا اعتذر. ما فعلته كان خطأ». وكان سبايسر أوقع نفسه في ورطة خلال مؤتمره الصحافي اليومي بقوله ان هتلر، خلافاً للاسد، لم يستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه. ولدى حديثه عن هجوم خان شيخون الكيماوي، قال سبايسر «لديكم شخص مقزز مثل هتلر لم ينزل حتى إلى مستوى استخدام السلاح الكيماوي». وأثار تعليقه نظرات الاستغراب بين الصحافيين الذين طلبوا منه توضيح موقفه، فقال «أعتقد أنه عندما يتعلق الأمر بغاز السارين... لم يستخدم الغاز ضد شعبه مثلما يفعل الأسد». وعندما صرخ الصحافيون «ماذا عن المحرقة؟»، قال: «أعتقد انه هناك بوضوح... أفهم النقطة، شكرا، شكراً أنا ممتن لكم». ثم تابع: «أحضرهم هتلر إلى مراكز المحرقة، أفهم هذا. ولكن ما أقوله هو الطريقة التي يستخدمها الأسد، حيث يذهب إلى المدن، ويسقطها، على الأبرياء.. في وسط المدن... شكراً للتوضيح». من جانبها، قالت زعيمة الكتلة الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، إن على الإدارة الأميركية طرد سبايسر من منصبه.

الكرملين: دعوتنا لوقف دعم الأسد «سخيفة» وتعني وقف محاربة الإرهاب وتيلرسون أجرى محادثات صعبة مع لافروف... والتقى بوتين.. سفير بريطانيا في مجلس الأمن: مصداقية روسيا انهارت بسبب انحيازها للمجرم... بوتين: حلفاء واشنطن في «الناتو» يتحركون بالإيماء «كما الدمى الصينية»

الراي..موسكو - وكالات - أجرى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، في موسكو، محادثات صعبة على وقع احتدام السجال في الساعات الأخيرة بين البلدين في شأن سورية. واستبق الكرملين اللقاء بالرد سلباً على طلب واشنطن التخلي عن دعم نظام الرئيس بشار الأسد. وقال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن طرح مسألة تخلي روسية عن دعم الأسد «أمر سخيف يعادل الدعوات إلى السماح للإرهابيين بالتقدم ضد السلطات الشرعية في سورية». وبعد محادثات لافروف - تيلرسون التي استمرت لساعات وهيمن عليها الملف السوري، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء أمس، الوزير الأميركي بحضور نظيره الروسي، حسب ما أعلن الكرملين. وفي تصريحات قبيل بدء المحادثات، قال لافروف انه يريد معرفة «النوايا الحقيقية» لواشنطن في مجال السياسة الدولية تفادياً لـ«تكرار» الضربة الاميركية في سورية والعمل لتشكيل «جبهة مشتركة لمواجهة الارهاب». وأضاف: «يستند نهجنا الى القانون الدولي وليس الى خيار من نوع (معنا أو ضدنا)»، في رد على نظيره الأميركي الذي كان خيّر موسكو أول من أمس، بين التعاون مع بلاده وبين الاستمرار بدعم الاسد والاصطفاف إلى جانب إيران و«حزب الله» اللبناني. من جهته، أعرب تيلرسون عن الأمل في أن يكون اللقاء «منفتحاً وصريحاً لتوضيح الأهداف والمصالح المشتركة بشكل أفضل» و«التباين الملحوظ» في مقاربة البلدين بشأن الملفات الرئيسية، مؤكداً أن خطوط الاتصال بين الولايات المتحدة وروسيا ستبقى دائماً مفتوحة. وكانت الخارجية الروسية أوضحت في بيان أن مسألة إقامة مناطق حظر جوي في سورية، من ضمن الملفات على جدول أعمال المحادثات. وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف إن الموقف الأميركي تجاه سورية ما زال «لغزاً» بالنسبة لموسكو، وإن خطاب واشنطن يميل إلى أن يكون «غليظاً وفظاً». وكان الهدف أساساً من زيارة تليرسون وهي الأولى لمسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية الجديدة إلى روسيا، إرساء الأسس لـ«تطبيع» العلاقات بين البلدين، غير أن هجوم خان شيخون الذي أعقبته الضربة الصاروخية الاميركية ضد قاعدة جوية سورية، زادا من أجواء الحرب الباردة المخيمة بين القوتين. واعتبر بوتين، في مقابلة بثت امس، أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة «تدهورت» منذ وصول ترامب الى البيت الابيض في يناير الماضي. كما رأى أن المجزرة الكيماوية في خان شيخون «إما أن تكون مسرحية وإما أن الطيران السوري قصف ورشة لصناعة المواد السامة»، مؤكداً أن النظام السوري نفذ كل التزاماته في ما يتعلق باتفاق نزع السلاح الكيماوي، بشهادة منظمات تابعة للأمم المتحدة. وفي مقابلة أخرى، ندد بوتين بمسارعة حلفاء واشنطن لتأييد ضرباتها ضدّ مطار الشعيرات السوري، قائلاً إن الحلفاء في «الناتو» يتحركون بالإيماء كما الدمى الصينية، من دون تحليل الوضع. وتساءل: «كيف كانت ردّة فعل الحلفاء في الناتو؟ كلهم تحركوا بالإيماء كالدمى الصينية تماماً، لم يكلفوا أنفسهم عناء تحليل وتمحيص ما حدث ويحدث. أين الأدلة على أن القوات السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية»؟ ..وفيما كان تليرسون يجتمع مع بوتين في موسكو، عقد مجلس الأمن جلسة في نيويورك للتصويت على مشروع قرار قدمته الدول الغربية يطالب النظام السوري بالتعاون مع تحقيق دولي في الهجوم الكيماوي على خان شيخون. وشهدت الجلسة انتقادات حادة لروسيا، من الدول الغربية، حيث اعتبر سفير بريطانيا ماثيو رايكروفت أن «مصداقية روسيا حول العالم انهارت بسبب انحيازها للأسد، وأن الفيتو الروسي في مجلس الأمن يشجع النظام المجرم في دمشق». وشدد على أنه لا مكان للأسد في مستقبل سورية، موضحاً أن العينات التي أخذت من خان شيخون تؤكد أن النظام استخدم السارين. من جهته، قال السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر إن على النظام السوري أن يعلم أن «زمن الإفلات من العقاب قد ولّى»، وانه «ما دام متمسكا بالحكم من خلال الدمار فيجب إرغامه على احترام القوانين الدولية». في المقابل، دافع المندوب الروسي عن مواقف بلاده التي تنفي تماماً أي دور للنظام في الضربة الكيماوية، وحذا حذوه سفير النظام بشار الجعفري. واستبقت موسكو التصويت، بالإعلان عن عزمها على استخدام حق النقض «الفيتو» الإسقاط المسودة التي تدين هجوم خان شيخون، وتطالب «جميع الأطراف بأن توفر إمكانية الوصول الآمن إلى موقع الحادث». وخلال الجلسة، أكد المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن استخدام الكيماوي ضد الأبرياء في خان شيخون كان «فظيعاً»، معلناً أنه سيبقى في منصبه، ومقراً بأن المسار السياسي في جنيف لم يحقق تقدماً إلا أنه لم ينهار بعد. واعتبر أن الضربة الأميركية رداً على هجوم خان شيخون زادت الأمور تعقيداً. في سياق متصل، يصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم إلى موسكو في زيارة تستمر يومين، يتخللها لقاء مع نظيره الروسي والإيراني غداً، فيما تزور وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني روسيا في 24 ابريل الجاري.

ترامب يبحث عن «شراكة فعلية» مع بوتين في سورية

موسكو – رائد جبر لندن، باريس، نيويورك، واشنطن - «الحياة»، رويترز

أكدت موسكو وواشنطن سعيهما إلى «تحديد النقاط الخلافية والانطلاق من المسائل المتفق عليها» على رغم التصريحات النارية التي رافقت زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون موسكو قبل لقائه الرئيس فلاديمير بوتين. وأعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي الرسالة التي كان ينتظر من تيلرسون إيصالها بأن الولايات المتحدة «في حاجة إلى شريك، بالأفعال لا الأقوال». وكان الترقب سيد الموقف في نيويورك لحصيلة محادثات موسكو، لتحديد مصير مشروع قرار غربي يدعو دمشق إلى فتح قواعدها الجوية أمام تحقيق دولي ... وعلى رغم تكتم الطرفين الأميركي والروسي على تفاصيل اللقاء الذي جرى خلف أبواب مغلقة بين الرئيس الروسي ووزير الخارجية الأميركي الزائر، اعتبرت أوساط روسية أن لقاء بوتين وتيلرسون «يعكس تقدماً مهماً في المحادثات» لأن الكرملين كان أعلن في وقت سابق أن بوتين لا ينوي استقبال الوزير الأميركي. وكان تيلرسون عقد جولة محادثات استمرت نحو خمس ساعات مع نظيره سيرغي لافروف، الذي استهل اللقاء بتأكيد ضرورة عدم تكرار توجيه ضربات عسكرية في سورية مستقبلاً، وأبدى استعداد موسكو للحوار ومحاولة تقريب وجهات النظر مع واشنطن. لكن محادثات تيلرسون في موسكو رافقتها أجواء توتر، إذ استبقها الكرملين بإطلاق تصريحات حملت رفضاً لمساومة روسيا حول ملف مساندة الرئيس بشار الأسد. واعتبر الناطق باسم الكرملين الدعوات الغربية في هذا الشأن «أمراً سخيفاً». وقال إنها تعادل الدعوة إلى السماح للإرهابيين بالانتصار على السلطات الشرعية. وشدد بوتين على تبرئة الحكومة السورية من اتهامات استخدام الكيماوي في سورية، واعتبر أن «الفرضيتين الوحيدتين لما جرى في خان شيخون هما أن تكون القوات السورية قصفت مستودعاً للإرهابيين فيه مواد سامة أو أن تكون تلك كلها مجرد تمثيلية». في نيويورك، أعلنت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هايلي الرسالة التي كان ينتظر من وزير الخارجية ريكس تيلرسون إيصالها إلى روسيا أمس في لقائه المغلق مع بوتين، أن الولايات المتحدة «بحاجة إلى شريك، بالأفعال لا الأقوال»، وأنها في الوقت ذاته «لن تتردد في التحرك بنفسها» مع «الدول المتحضرة» في سورية. وأظهرت هايلي خلال ترؤسها جلسة حول سورية في مجلس الأمن أمس، أن المطالب الأميركية من روسيا تتمثل في منع دمشق نهائياً من استخدام السلاح الكيماوي، وإلزامه فتح قواعده الجوية أمام التحقيق الدولي، ووقف تغطية الأسد في تلكئه في العملية السياسية، وإنهاء دور إيران التي «تستخدم سورية قاعدة لترويع بقية المنطقة»، مؤكدة التزام واشنطن مسار جنيف «لكننا نريد شريكاً». وفي الوقت ذاته، أكدت مصادر روسية في نيويورك أن إيقاع التحرك في المجلس سيتحدد بناء على حصيلة الاجتماع بين بوتين وتيلرسون في موسكو، إن لجهة استخدام الفيتو ضد مشروع القرار الغربي المتعلق بحادثة خان شيخون، أو إرجاء طرح مشروع القرار على التصويت، أو تعديله للتوصل إلى تسوية في شأنه. وكانت الدول الغربية الثلاث الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أعادت طرح مشروع قرارها في مجلس الأمن عشية زيارة تيلرسون موسكو، ملوحة بإحالته على التصويت مساء أمس، وتدعو فيه الحكومة السورية إلى فتح قواعدها الجوية أمام لجنة التحقيق الدولية. ودعت هايلي روسيا إلى التوقف عن «عزل نفسها عن بقية المجتمع الدولي كلما ألقى الأسد سلاحاً كيماوياً». وخاطبت المندوب الروسي فلاديمير سافرونكوف عبر طاولة مجلس الأمن بالقول: «أنتم يا زميلي تعزلون أنفسكم، وحان الوقت لكي توقف روسيا التغطية على أعمال الأسد وأن تضغط بقوة لأجل السلام ولا تبقى جزءاً من المشكلة، ويمكن أن نبدأ معاً خفض وتيرة النزاع». وفي شأن إيران، قالت هايلي: «يجب أن نكون واضحين، فإيران وحزب الله وبقية الميليشيات التي تدعمها في سورية، إنما تصب الزيت على النار في النزاع بهدف توسيع سيطرتها ونفوذها». وقالت إن على روسيا أن تنضم إلى الولايات المتحدة في «الطلب من إيران التوقف عن استخدام سورية قاعدة لترويع الشعب السوري وبقية المنطقة». في المقابل، قال المندوب الروسي إن بريطانيا وفرنسا «تسعيان إلى تقويض أي تقارب روسي- أميركي» من خلال التصعيد ضد روسيا «ودعم المجموعات الإرهابية». وخاطب المندوب البريطاني بأن بلاده «تخاف من أن تعمل روسيا مع الولايات المتحدة، ولهذا تسعى إلى تقويض العملية السياسية والدفع نحو الصدام في مجلس الأمن»، متهماً بريطانيا وفرنسا بأنهما «لم تفعلا أي شيء لدعم وقف النار والعملية السياسية» في سورية سوى «العمل على تغيير النظام». وحذر سافرونكوف من أخطار تغيير النظام في سورية، داعياً الدول الغربية إلى «النظر لما يجري في بقية دول المنطقة، حيث لا يمكننا التوصل إلى الاتفاق على صياغة دستور على الورق، فكيف بتدمير مؤسسات دولة قائمة في سورية، وهي أهم دولة في المنطقة». وقال إن مصير سورية «يجب أن يحدده السوريون» من خلال المفاوضات السياسية الجارية في جنيف وآستانة، مشدداً على أن التسوية السياسية «هي الطريق الوحيد لإعادة سورية إلى السلام». وأكد أن روسيا تمد اليد «لنجعل سورية مثالاً للتعاون في ما بيننا»، مؤكداً دعم جهود الوسيط الدولي ستيفان دي ميستورا. وكان السفير البريطاني ماثيو ريكروفت كرر عبارات استخدمها سابقاً بأن روسيا «أصبحت في موقع المهانة بسبب تعاونها مع مجرم حرب بربري» هو الأسد، داعياً روسيا إلى «التخلي عن الأسد والانضمام إلى بقية المجتمع الدولي». كذلك اعتبر السفير الفرنسي فرانسوا ديلاتر أن الضربة العسكرية الأميركية على سورية «تشكل فرصة فريدة لا ينبغي تفويتها، من خلال تسريع العملية السياسية للتوصل إلى حل سياسي من دون الأسد». وكان المجلس استمع في بداية الجلسة إلى دي ميستورا الذي اعتبر أن «الحل السياسي هو الوحيد في سورية»، وأن الهجوم الكيماوي يؤكد الحاجة الماسة إلى «تعزيز الجهد الديبلوماسي». وأعلن أنه سيدعو إلى جولة مفاوضات جديدة الشهر المقبل، مشيراً إلى أن الجولة الماضية حققت تقدماً محدوداً ولكن مهماً، ويجب أن نستمر في الجولة المقبلة في بحث السلات الأربع بالتوازي في جنيف. ونفى السفير السوري بشار الجعفري تماماً مسؤولية القوات الحكومية السورية عن أي هجوم كيماوي، مشيراً إلى أن لجنة الأمم المتحدة أكدت أن سورية سلمت كل ترسانتها الكيماوية. واتهم الدول الداعمة للمعارضة «بنشر الإرهاب وتقويض المفاوضات» السياسية.

ودان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند «الشعور بالإفلات من العقاب»، وقال إن الأسد بات «يحمل وصمة الجزار الكيماوي»، في وقت قال الرئيس دونالد ترامب في مقابلة مع «فوكس نيوز»، إن «بوتين يدعم شخصاً شريراً بحق، أظنه سيئاً جداً سواء بالنسبة لروسيا أو للبشرية والعالم أجمع. عندما تلقي غازاً أو قنابل أو براميل متفجرة ضخمة معبأة بالديناميت وسط مجموعة من الناس ثم تجد الأطفال من دون أذرع أو أرجل أو أوجه، فهذا بكل إنصاف حيوان». وقال شون سبايسر الناطق باسم البيت الأبيض إنه خذل ترامب بتصريحات «لا مبرر لها وغير مقبولة» قارن فيها استخدام الأسد للغاز السام بالفظائع التي ارتكبها أدولف هتلر.

مقايضة أسرى بين «حزب الله» و «جيش الفتح» تمهيداً لتبادل التهجير

لندن، بيروت - «الحياة»، رويترز ... أفاد قائد عسكري موال للنظام السوري و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بدء تنفيذ عملية إجلاء السكان الشيعة من بلدتين سوريتين مقابل إخراج مقاتلي المعارضة والمدنيين السنة من بلدتين أخريين في صفقة بين الطرفين المتحاربين، هي الأكبر في سورية منذ بدء الصراع قبل ست سنوات. وقالت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة إن «جيش الفتح» الذي يضم فصائل إسلامية بينها «فتح الشام» (النصرة سابقاً) و «حزب الله» أجرياً أمس «عملية تبادل أسرى كخطوة تمهيدية لتنفيذ كامل بنود الاتفاق بين الطرفين وشملت إطلاق جيش الفتح سراح 13 أسيراً من حزب الله وميليشيات الدفاع الوطني، بالإضافة إلى تسليم 8 جثث بينها جثة ضابط إيراني، مقابل خروج 13 شخصاً أغلبهم مدنيون، من المناطق المجاورة، ضلُّوا الطريق ودخلوا بلدة الفوعة»، على أن «تشهد الساعات المقبلة خروج الدفعة الأولى (8000)، وهم عناصر حزب الله وميليشيات الدفاع الوطني، بالإضافة إلى مدنيين، مقابل خروج 3800 شخص من مضايا والزبداني». ويحاصر مقاتلو المعارضة بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين للحكومة في محافظة إدلب الشمالية الغربية في حين تحاصر قوات موالية للحكومة منها «حزب الله» بلدتي الزبداني ومضايا القريبتين من الحدود اللبنانية. وقال «المرصد» إن قوافل تتحرك باتجاه البلدات الأربع وإن من المتوقع البدء في عملية الإجلاء. وقال قائد عسكري في التحالف الذي يقاتل لدعم الرئيس السوري بشار الأسد، إن حافلات في طريقها إلى البلدات وإن المقاتلين سيتبادلون الرهائن أيضاً بموجب الاتفاق. وخلال الصراع المستمر منذ ستة أعوام تلقت حكومة الأسد الدعم من روسيا وإيران وفصائل شيعية من دول تشمل العراق ولبنان وأفغانستان. وقالت وحدة للإعلام العسكري تابعة لـ «حزب الله» إنه تم نقل 19 رهينة من بلدتي الفوعا وكفريا الثلثاء، وسيتم إرسالهم إلى إدلب تحت إشراف الهلال الأحمر العربي السوري. وأضافت أنه مقابل ذلك أفرجت جماعات المعارضة المسلحة عن عدة سجناء وسبع جثث. وأبرمت الحكومة السورية اتفاقيات محلية عدة مع معارضين محاصرين يغادرون بموجبها إلى مناطق خاضعة للمعارضة المسلحة في شمال سورية على الحدود مع تركيا. وتصف المعارضة ذلك بأنها سياسة متعمدة لتغيير التركيبة السكانية لترحيل معارضي الأسد القسري من المدن الرئيسية غرب سورية. وقال «المرصد» إن قطر توسطت في الاتفاق بين إيران و «هيئة تحرير الشام» و «حزب الله» لإخلاء البلدات الأربع. وقال مصدر موال لدمشق مطلع على التفاصيل إن «حزب الله» و «تحرير الشام» توصلا إلى الاتفاق بضمانات قطرية. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مصادر في المعارضة المسلحة. وقال القائد العسكري الموالي للحكومة، إن الآلاف من مقاتلي المعارضة وذويهم سيغادرون إلى إدلب في حين سيغادر ألوف الأشخاص الفوعة وكفريا إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة في محافظة حلب. وقال «المرصد» إن سكان البلدات الأربع شرعوا في تسجيل أسمائهم للمغادرة، وبدأ المقاتلون يفتحون الطرق في اتفاق وصفه «المرصد» بأنه الأكبر من نوعه لتبادل السكان. ووصف «المرصد» الاتفاق بأنه «تغير ديموغرافي» على أساس طائفي، وقال إن الاتفاق سيتضمن أيضاً مناطق يشملها وقف إطلاق نار جنوب دمشق وإدخال مساعدات إنسانية والإفراج عن 1500 شخص تعتقلهم الحكومة في ما يتصل بالانتفاضة ضد الأسد. وتدفق مقاتلون ومدنيون على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة بوتيرة سريعة خلال العام الماضي بعد نقلهم بحافلات من مناطق أخرى بسورية سيطرت عليها الحكومة وحلفاؤها. وأفاد «المرصد» لاحقاً بأن «عدداً من الحافلات دخلت إلى منطقة وادي بردى في ريف دمشق الشمالي الغربي، والتي كانت شهدت عملية تهجير لأكثر من 2100 شخص بينهم مئات المقاتلين إلى محافظة إدلب في الشمال السوري، كما دخلت الحافلات لنقل رافضين لـ «المصالحة وتسوية الأوضاع» من بلدات وقرى وادي بردى، وتهجيرهم إلى الشمال السوري، ضمن عملية تنفيذ اتفاق التغيير الديموغرافي في المدن الأربعة». وكان اتفاق وادي بردى نص على أنه «يعفى المنشقون والمتخلفون عن الخدمة العسكرية لمدة 6 أشهر، تسليم السلاح الثقيل والمتوسط والخفيف، تسوية أوضاع المطلوبين لأية جهة أمنية كانت، عدم وجود أي مسلح غريب في المنطقة من خارج قرى وادي بردى ابتداء من بسيمة إلى سوق وادي بردى، بالنسبة للمسلحين من خارج المنطقة، يتم إرسالهم بسلاحهم الخفيف إلى إدلب مع عائلاتهم، بالنسبة لمقاتلي وادي بردى من يرغب منهم بالخروج من المنطقة يمكن خروجهم إلى إدلب بسلاحهم الخفيف، عدم دخول الجيش إلى المنازل، دخول الجيش إلى قرى وادي بردى، ووضع حواجز عند مدخل كل قرية، عبر الطريق الرئيسية الواصلة بين القرى العشرة، يمكن لأبناء قرى وادي بردى من المنشقين أو المتخلفين العودة للخدمة في قراهم بصفة دفاع وطني ويعد هذا بمثابة التحاقهم بخدمة العلم أو الخدمة الاحتياطية، نتمنى عودة الموظفين المطرودين إلى وظائفهم»، فيما كان التعديل في شرط يتعلق بالمقاتلين السوريين من خارج قرى وبلدات وادي بردى حيث «سيتاح المجال لكافة المقاتلين السوريين المتواجدين في وادي بردى من داخل قراها وخارجها، والراغبين في «تسوية أوضاعهم»، بتنفيذ التسوية والبقاء في وادي بردى، في حين من لا يرغب بـ «التسوية»، يحدد مكان للذهاب إليه وتسمح له قوات النظام بالخروج إلى المنطقة المحددة». وكان مقرراً تنفيذ الاتفاق الجديد في 9 الشهر الجاري بعد تأجيل سابق. وقال «المرصد» إنه «رصد رفض سكان من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، بريف إدلب الشمالي الشرقي، وأن حزب الله اللبناني مارس ضغوطاً على الرافضين للاتفاق من سكان بلدتي الفوعة وكفريا، وأجبرهم على القبول بالاتفاق الذي يفضي إلى خروج كافة المدنيين والمسلحين الموالين للنظام من البلدتين نحو مناطق تسيطر عليها قوات النظام في محافظات أخرى، كما منعهم حزب الله اللبناني من إصدار أي بيان يعارض عملية الإجلاء هذه من البلدتين، فيما مورست ضغوطات مشابهة من قبل حركة أحرار الشام الإسلامية وهيئة تحرير الشام على سكان مدينة مضايا المحاصرة من قبل النظام وحزب الله اللبناني، حيث أكد عدد من المصادر أن أحرار الشام وتحرير الشام منعتا الأهالي الرافضين بغالبيتهم لاتفاق التهجير والتغيير الديموغرافي، من استصدار بيان حول رفضهم للاتفاق». وبحسب «المرصد»، فإن الاتفاق نص على: «إخلاء كامل الفوعة كفريا بمدة زمنية قدرها٦٠ يوماً على مرحلتين في مقابل إخلاء الزبداني وعوائل الزبداني في مضايا والمناطق المحيطة إلى الشمال ووقف إطلاق النار في المناطق المحيطة بالفوعة ومنطقة جنوب العاصمة في يلدا ببيلا بيت سحم، إضافة إلى هدنة لمدة ٩ أشهر في المناطق المذكورة وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المذكورة من دون توقف، إضافة إلى مساعدات لحي الوعر في حمص». ونص أيضاً على «إخلاء ١٥٠٠ أسير من سجون النظام من المعتقلين على خلفية أحداث الثورة في المرحلة الثانية من الاتفاق من دون تحديد الأسماء لصعوبة التفاوض على الملف مع النظام وتقديم لوائح مشتركة من الطرفين بأعداد وأسماء الأسرى للعمل على التبادل وإخلاء مخيم اليرموك من مقاتلين للنصرة في المنطقة».

تقرير استخباراتي أميركي يؤكد مسؤولية دمشق عن الهجوم الكيماوي

واشنطن - جويس كرم { لندن - «الحياة» .. أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، أن «لديها ثقة عالية جداً» حول مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن الاعتداء الكيماوي في خان شيخون في إدلب، وفصلت أدلة بحوزة واشنطن في هذه الخصوص بينها توجه طائرات من طراز «سوخوي ٢٢» من قاعدة الشعيرات محملة قنابل كيماوية يوم الهجوم، وأن خبراء كيماوي من النظام كانوا في القاعدة نفسها في ذلك اليوم. وأكد مسؤولون أميركيون في إيجاز صحافي أن الولايات المتحدة استنتجت أنه «تم استخدام غاز السارين» وأن النظام السوري «هو الوحيد الذي يمتلك هذا الغاز، وهو ليس بحوزة الإرهابيين أو مجموعات مسلحة». واتهم المسؤولون روسيا «بالسعي للتغطية على جريمة الأسد» من دون إعطاء معلومات ما إذا كانت روسيا على علم مسبق أم لا بالاعتداء، والإشارة أن البيت الأبيض ينتظر انتهاء تحقيق الاستخبارات الأميركية في هذا الشأن. وكان وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس قال إن التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا لن «تخرج عن نطاق السيطرة» في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنته الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي على قاعدة جوية سورية، واصفاً الضربة بأنها عملية لمرة واحدة لردع استخدام أسلحة كيماوية في سورية. وأضاف: «إني على ثقة في أن الروس سيتصرفون بما يصب في مصلحتهم وليس من مصلحتهم أن يقولوا إنهم يريدون خروج هذا الوضع عن السيطرة». من جهته، زاد المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الضغط على روسيا بسبب الهجوم الكيماوي. ووصف موسكو بأنها معزولة، وقال إنها تحاول إبعاد اللوم عن حليفها الأسد. وقال سبايسر للصحافيين: «روسيا (تقف) في جزيرة عندما يتعلق الأمر بدعم» النظام السوري. وأودى الهجوم بغاز الأعصاب بحياة 87 شخصاً كثير منهم أطفال، وتقول موسكو إن المعارضة وليست الحكومة هي المسؤولة عنه. ووصلت إدارة ترامب إلى السلطة في بداية العام بعد حملة دعت خلالها إلى علاقات أوثق مع روسيا، لكنها اضطرت إلى الدخول في مواجهة مع موسكو الأسبوع الماضي بسبب الهجوم. وقال سبايسر: «في هذه القضية بالتحديد لا شك في أن روسيا معزولة. لقد انحازوا إلى كوريا الشمالية وسورية وإيران. هذه مجموعة دول لا يصح الارتباط بها وباستثناء روسيا فهي جميعها دول فاشلة». ودفع الهجوم إدارة ترامب إلى تشديد موقفها من الأسد بعد أسابيع من قول مسؤولين أميركيين كبار إنهم يهتمون بهزيمة تنظيم «داعش» أكثر من اهتمامهم بإبعاد الأسد عن السلطة. وقال سبايسر: «لا أرى سلاماً واستقراراً في سورية في المستقبل والأسد لا يزال في السلطة. لا أرى سورية في المستقبل وهو (الأسد) رئيس لحكومتها». وكان مسؤولون كبار بالبيت الأبيض اتهموا روسيا في وقت سابق بمحاولة إبعاد اللوم عن الأسد في الهجوم الكيماوي. وقال المسؤولون في إفادة للصحافيين، لكنهم طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن حكومة الأسد نفذت هجوم الرابع من نيسان (أبريل) في بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب بهدف الضغط على المعارضة التي تحقق تقدماً في المنطقة. ودافعت روسيا عن الحكومة السورية ضد المزاعم الأميركية، وقالت إنه لا يوجد دليل يثبت الزعم وحملت المعارضة السورية مسؤولية الهجوم. وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض: «المزاعم الروسية تتماشى مع نمط إبعاد اللوم عن النظام (السوري) ومحاولة تقويض مصداقية معارضيه». وأطلقت الولايات المتحدة 59 صاروخ كروز على قاعدة الشعيرات الجوية السورية الخميس الماضي رداً على الهجوم الكيماوي. ونقل تقرير وزع على الصحافيين عن الاستخبارات الأميركية قولها، إن المواد الكيماوية نقلتها طائرات سورية من طراز «سوخوي-22» أقلعت من قاعدة الشعيرات. وذكر التقرير أن الطائرات كانت في محيط منطقة خان شيخون قبل نحو 20 دقيقة من بدء الهجوم وغادرت المنطقة بعد ذلك بوقت قصير. وأضاف التقرير: «علاوة على ذلك تشير معلوماتنا إلى وجود أفراد ارتبطوا تاريخياً ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري في قاعدة الشعيرات الجوية في أواخر آذار (مارس) للإعداد لهجوم قادم في شمال سورية، وكانوا موجودين في القاعدة يوم الهجوم». وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض إن الأسد استخدم الهجوم في إطار «حسابات» لعمليات تهدف لإبطاء تقدم المعارضة من طريق مهاجمة مدنيين. ولم يعلق المسؤولون على سؤال في شأن احتمال وقوع خلاف بين روسيا وسورية في شأن الهجوم. وقال المسؤولون إن وكالات الاستخبارات الأميركية لم تصل إلى رأي قاطع في شأن علم روسيا بالهجوم سلفاً.

باريس ولندن تركزان على «الانتقال السياسي»

نيويورك، باريس - «الحياة»، رويترز - قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه على فرنسا وبقية أوروبا استغلال الضربة الصاروخية الأميركية على سورية الأسبوع الماضي كأداة لإحياء مفاوضات السلام، في وقت أعدت الدول الغربية في مجلس الأمن العدة لتجديد المواجهة مع روسيا في مجلس الأمن وإعادة طرح مشروع قرار بإجراء تحقيق شامل في حادثة خان شيخون. وأكدت فرنسا أن «اللعبة تحمل بوادر تغير» في سورية في شأن الانتقال السياسي. وقدم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا إحاطة إلى المجلس بعدما أكد لـ «الحياة» أمس أنه «باق في منصبه». وقال هولاند في مقابلة مع صحيفة «لوموند» نشرت أمس، إن معلومات الاستخبارات الفرنسية تشير إلى أن الهجوم الذي نفذ بغاز الأعصاب ودفع الولايات المتحدة لقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ، له طبيعة تكتيكية ونفذ بطائرة. وتلقي القوى الغربية الكبرى وحلفاؤها في الشرق الأوسط باللوم في الهجوم على الرئيس السوري بشار الأسد، وتسعى هذا الأسبوع لمحاولة فرض عزلة عليه بسبب الهجوم الذي وقع في مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة وأسفر عن مقتل 87 شخصاً بينهم 31 طفلاً. ويتزايد الضغط أيضاً على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى يقطع علاقاته مع الأسد. في نيويورك، قال السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، إن «المستجدات الأخيرة في سورية تنطوي على احتمال تغيير اللعبة نحو الأفضل». وأكد أن «الأولوية الأساسية تتمثل في إعادة إطلاق عملية سياسية تفاوضية موثوقة مع هدف واضح يتمثل في إحداث انتقال سياسي في سورية»، مضيفاً أن «المستجدات الأخيرة التي قد تكون تغييراً للعبة» تعني أننا «أمام فرصة والتزام جديدين للدفع بقوة نحو مفاوضات سياسية وخصوصاً حول مسألة الانتقال السياسي». وشدد ديلاتر على ضرورة التوصل إلى موقف موحد في المجلس حول الملف السوري، بما فيه العملية التفاوضية وحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وبالنسبة إلى الهجمات بالأسلحة الكيماوية، قال ديلاتر: «لا يمكن أن نستسلم ويجب أن نحاول أفضل ما يمكن بنية حسنة لإصدار قرار عن مجلس الأمن يدين الاعتداء في خان شيخون ويطلب إجراء تحقيق». وقال إنه يجب إجراء «تحقيقات كاملة لكي يعرف العالم بأسره مصدر هذه الهجمات»، معتبراً أن «مشروعية مجلس الأمن تتوقف على ذلك». من جانبه، شدد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت على أولوية «الانتقال السياسي في سورية»، معتبراً أن على كل أعضاء المجلس أن «يدعموا عملية سياسية تؤدي إلى انتقال يؤمن لسورية سلاماً دائماً». كذلك أكد على ضرورة دعم أعضاء المجلس مشروع القرار حول التحقيق في حادثة خان شيخون، من دون أن يسمي روسيا. وفي شأن دي ميستورا، أكد المبعوث الخاص أمس لـ «الحياة» أنه باق في منصبه، فيما اعتبرت مصادر مطلعة على تحركه أن «المستجدات الأخيرة المتمثلة بالضربة العسكرية الأميركية على سورية إنما تزيد من أهمية عدم تركه منصبه في هذه المرحلة».

 



السابق

اخبار وتقارير..الإسلام سيكون الديانة الأكبر في العالم بحلول 2075 وأعداد ..واشنطن تعود إلى سياسة خارجية محسوبة على الصقور..اجتماع ثلاثي روسي إيراني سوري في موسكو دهقان وشويغو بحثا..مجلس الأمن يصوّت الأربعاء على تحقيق حول سوريا يتعلق بالهجوم الكيميائي..حريق كبير يدّمر مخيماً للمهاجرين في فرنسا..أردوغان يعدّل تكتيكاته قبل الإستفتاء..بيونغيانغ ترفض «توسل» السلام من واشنطن..الهند تحذر باكستان من «عواقب وخيمة» إذا أعدم مواطنها «الجاسوس»

التالي

" البنتاغون " يعترف بوجود قوات أمريكية على الأراضي اليمنية...استكمال السيطرة على مدينة ميدي..أنباء عن مغادرة دبلوماسيين روس وإيرانيين صنعاء...تصفية قيادي حوثي والجيش يطوق معسكر خالد...قوات الشرعية استعادت مواقع ستراتيجية في تعز والتحالف اعترض صاروخاً للمتمردين..بن دغر: لدينا أدلة تثبت تورط إيران بإدخال أسلحة خطيرة للحوثيين..السجن 15 عاماً لثلاثة أردنيين خططوا لهجمات ارهابية..تجدد التوتر بين الحكومة الكويتية والبرلمان... مليونا دولار مقابل معلومات عن مختطفين قطريين بالعراق..الإمارات تطلق برنامجاً فضائياً... يمتد قرناً

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,588,236

عدد الزوار: 7,762,234

المتواجدون الآن: 0