اقتراحٌ بـ «اقتراعٍ طائفي» في لبنان و«ترانسفير» مذهبي على حدوده الشرقية..رسالة الفصح لحماية ثلاثية «الميثاق والعيش والدستور».. و«التأهيلي» يحضر في خلوة الكسليك..حرص غربي على التعامل مع المطار..عون: يقسّمون المنطقة دويلات والغاية إفراغها من المسيحيين..باسيل طلب من جعجع فرصة لتسويق مشروعه..الراعي: ليبادر المسلمون إلى ردع الاضطهاد ولا يمكن مواصلة تقاسم مقدّرات لبنان والمناصب

تاريخ الإضافة الأحد 16 نيسان 2017 - 6:37 ص    عدد الزيارات 2590    التعليقات 0    القسم محلية

        


اقتراحٌ بـ «اقتراعٍ طائفي» في لبنان و«ترانسفير» مذهبي على حدوده الشرقية

التداوُل همْساً بالعودة إلى «قانون الستين» و«حزب الله»... لن يَقبل

بيروت - «الراي» .. بلوغ جلسة البرلمان في 15 مايو من دون اتفاق على قانون انتخاب جديد قد يدفع في اتجاه تمديد تقني.. يعيش لبنان، المأزوم من رأسه حتى أخمص قدميْه، استراحةَ ما بين عاصفتيْن، واحدة كادت ان تنفجر يوم 13 ابريل الجاري وعَطّل صاعقُها في «الخمس دقائق الأخيرة» سيناريو ترحيل جلسة التمديد للبرلمان لنحو شهر، وثانية تطلّ برأسها في ملاقاة جلسة التمديد عيْنها، المقرَّرة في 15 مايو المقبل، نتيجة التوقّعات بتضاؤل حظوظ الاتفاق على قانون انتخابٍ جديد. ويلهو لبنان بـ «عواصفه» السياسية - الطائفية في اللحظةِ التي تدخل المنطقة وقوْس أزماتها مرحلةً جديدة من المواجهة بعد كيماوي خان شيخون والـ «توماهوك» الأميركي، وقواعد اللعبة الجديدة بين واشنطن وموسكو في الديبلوماسية والعسكر، ووهْج «أم القنابل» في افغانستان، وقرقعة السلاح في بيونغ يانغ و... كأن لا صوت يعلو فوق صوت الجنرالات. وبدا لبنان، الذي تتزايد فيه مَظاهر «موتِ السياسة» مع الاحتكام الى القواعد الطائفية في الصراع على قانون الانتخاب، كمَن «يدفن رأسه في الرمل» مع إدارة ظهره لأوسع عملية «ترانسفير» مذهبي تَجري على حدوده الشرقية مع مبادلة سكان مضايا والزبداني السنية بسكانٍ شيعة آتين من الفوعة وكفريا، وسط مخاوف من ان لبنان لن يكون في منأى عن نتائج هذا السلوك في «الفرز والضم» الطائفي - المذهبي الذي يجتاح سورية. وشكّلت «مصادفة» التبادُل السكاني على التخوم الشرقية للبنان، على أسسٍ دينية، مع تَداوُل قانونِ انتخابٍ في بيروت يشتمل في مرحلته التأهيلية على مستوى الدوائر الصغرى (القضاء) على انتخاب المسيحيين للمرشحين المسيحيين، والمسلمين المرشحين المسلمين، «علامةً فارقة» استدعتْ توجساً من الانزلاق الى مقارباتٍ من هذا النوع لقانونِ الانتخاب، لأنّ من شأنها تعميق الفرْز الطائفي. واستدرج اقتراح اعتماد الاقتراع الطائفي في المرحلة التأهيلية من القانون الذي تَقدّم به رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، أسئلة عن مصير المسيحيين في المناطق ذات الغالبية الاسلامية، والمسلمين في المناطق ذات الغالبية المسيحية الذين يحرمهم اقتراحٌ من هذا النوع الاقتراع في المرحلة التأهيلية، وسط خشيةٍ من تشجيعه لعمليات تهجير طوعية. ورغم ان الشكوك تتعاظم في إمكان تبنّي هذا المشروع المركّب (الاقتراع بالاكثري على اساس طائفي في الأقضية، ومن ثم اعتماد النسبية الكاملة في الاقتراع في دوائر وسطى)، فان بلوغ هذا المستوى من المناقشات لقانون الانتخاب يعكس «القطب المخفية» في المأزق الذي يعانيه لبنان، ولعل أبرزها:

• ان الدفْع في اتجاه تصحيح التمثيل المسيحي ينطوي على محاولة «احتكار» هذا التمثيل من جهاتٍ محدَّدة في معركةٍ الهدف منها تعبيد الطريق أمام مرشحين بعيْنهم للانتخابات الرئاسية.

• ان الضغوط في اتجاه «النسبية الكاملة» على غرار ما يطالب به «حزب الله»، لا تهدف الى تجديد الحياة السياسية بقدر ما تضمر الوصول الى نتائج تمكّن الحزب من الإمساك بالغالبية في البرلمان.

ومن غير المستبعد ان يؤدي رمي قوانين انتخاب بنتائج محسومة سلفاً لهذا الطرف او ذاك، الى استهلاك «المهلة الأخيرة» الفاصلة عن الموعد الحاسم في 15 مايو المقبل، من دون الاتفاق على قانون انتخابٍ جديد، وتالياً الذهاب الى واحدٍ من احتماليْن لا ثالث لهما: التمديد للبرلمان او الفراغ القاتل. وثمة محاولة مستجدّة من خلف ظهر هذه المعادلة (التمديد او الفراغ) لمعاودة نفخ الحياة في قانون الستين (النافذ) الذي أسقطه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والترويج الى إمكان جعله بديلاً عن التمديد والفراغ ما دامت المساعي فشلتْ في التوصل الى قانون جديد. وعلمت «الراي» ان «حزب الله» الذي يرفض خيار العودة الى «الستين» ليس في وارد الموافقة على هذا الخيار الذي نُسب تداوُله الى أوساط قريبة من العهد الذي سبق وأكد ان الفراغ غير مطروح. وفُهم من مصادر واسعة الاطلاع ان بلوغ جلسة البرلمان في 15 مايو من دون الاتفاق على قانون انتخابٍ جديد قد يدفع في اتجاه أكثر من تمديد تقني (3 أشهر) وأقل من تمديد الضرورة (سنة)، وقد يقتصر على دفعة اولى (6 اشهر) في محاولة لإمساك «العصا من الوسط» في تسويةٍ لا تُغضِب الثنائي المسيحي (التيار الحر والقوات اللبنانية) الذي يرفض التمديد، وتحظى برضى الثنائي الشيعي (امل وحزب الله) الذي يرفض الفراغ.

رسالة الفصح لحماية ثلاثية «الميثاق والعيش والدستور».. و«التأهيلي» يحضر في خلوة الكسليك

جولة أمنية للحريري: المرحلة دقيقة والأعداء كُثر

المستقبل.. بعد كل جلجلة قيامة وبعد كل عناء رجاء.. على هذا الإيمان ومعانيه المتجسّدة في زمن الفصح، يعقد اللبنانيون الأمل معتصمين بحبل الصبر والتوافق باعتباره «خشبة الخلاص» الوحيدة وسط محيط هائج ومائج يكاد لا يبقي على أخضر ولا يابس في المنطقة. فبين السياسة والأمن، يُشكّل الوفاق الوطني همزة وصل محورية لا مناص منها للنجاة بلبنان في هذه «المرحلة الدقيقة» التي يمر بها الإقليم، سيما وأنّ «الأعداء كثر ومشروعهم تخويف الطوائف من بعضها البعض»، كما نبّه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس خلال جولة تفقدية للجهوزية الأمنية والعسكرية في البلد. الحريري وعشية عيد الفصح، استهل جولته من وزارة الداخلية والبلديات حيث كان في استقباله الوزير نهاد المشنوق الذي أطلعه على تدابير قوى الأمن الداخلي في مختلف المناطق، قبل أن ينتقل رئيس الحكومة يرافقه المشنوق إلى المديرية العامة للأمن العام ليلتقي المدير العام اللواء عباس ابراهيم ويجول في أرجاء المديرية ويطّلع على سير العمل فيها. وخلال الزيارة خاطب الحريري ضباط وعناصر الأمن العام بالقول: «نمر بمرحلة أمنية دقيقة في المنطقة ويجب أن نفتح أعيننا»، مشدداً على أهمية استعادة ثقة المواطن بالمؤسسات الأمنية. ولاحقاً، زار رئيس الحكومة مقرّ وزارة الدفاع في اليرزة حيث كان في استقباله وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزيف عون وعقد معهما اجتماعاً تم خلاله استعراض الخطط والتدابير الأمنية التي تنفذها الوزارة لتفادي وقوع أي أحداث أمنية خلال فترة الأعياد. وكانت كلمة له توجّه فيها إلى ضباط وعناصر المؤسسة العسكرية قائلاً: «علينا أن نعمل ليل نهار لنؤكد أن الأمن مستتب، ونحن نقدر جهودكم وعملكم على الحدود ولن تجدوا من الحكومة إلا كل الدعم لكل ما تريدونه»، وتابع: «أعداء لبنان كُثر، ورأينا ما حصل في مصر، لذلك أردنا أن نكون متأهبين. فهؤلاء الأعداء لا دخل لهم بالدين ولا بالإسلام ومشروعهم تخويف الطوائف من بعضها البعض»، وختم: «أنتم العمود الفقري للبلد، وجودكم ودفاعكم وسهركم يؤكد أن لبنان بألف خير». في حين ردّ قائد الجيش بكلمة رحّب فيها بالحريري مثمناً دعمه للمؤسسة العسكرية مع تجديد التأكيد على التزام واجباتها تجاه الموطنين تحت شعار «الشرف والتضحية والوفاء».

رسالة الفصح

في العضون، وجّه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي صباح أمس رسالة الفصح بعنوان «دحرجة الحجر» الى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، وضمّنها نداء إلى من وصفها بـ«الجماعة السياسية» منتقداً «التعطيل تحت ذريعة التوافق»، وقال: «عيد الفصح، الذي يعني العبور، يدعوهم للعبور إلى حقيقة مفهوم الميثاق الوطني، وأبعاد العيش المشترك، وروح الدستور ونصه، وإلى حماية هذه الأركان الوطنية الثلاثة التي تميز لبنان». وكانت الطوائف المسيحية قد أحيت مجتمعة يوم الجمعة العظيمة في جامعة الروح القدس - الكسليك، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ولفت الانتباه إثر انتهاء رتبة سجدة الصليب، انعقاد خلوة جمعت عون والرئيس أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ووزير الخارجية جبران باسيل. وعلمت «المستقبل» أنّ الخلوة التي حضرها كذلك السفير البابوي غابريال كاتشيا تناول البحث خلالها ملف قانون الانتخاب، بحيث كان نقاش مستفيض في مشروع القانون التأهيلي خصوصاً بين جعجع وباسيل، سيما في ظل الاعتراض»القواتي«على هذا المشروع في بعض جوانبه، وبحسب المعلومات التي رشحت عن هذا النقاش فإنه لم يتمكن من تحقيق أي اختراق يتيح تبديد اعتراض «القوات اللبنانية» على مشروع باسيل، على أن تشهد مرحلة ما بعد عطلة الأعياد إعادة تفعيل قنوات التواصل بين الجانبين في محاولة للتوصل إلى أرضية مشتركة حول المشروع المطروح.

حرص غربي على التعامل مع المطار

المستقبل..ثريا شاهين.. الإجراءات الأميركية التي تتخذ بالنسبة إلى الطيران، تأتي في إطار سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخفيف الهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب. انما الأوروبيون لديهم ملاحظات على مطار رفيق الحريري الدولي مختلفة وهم هددوا منذ سنتين وفقاً لمصادر ديبلوماسية أوروبية بوقف الطيران إذا لم تعالَج هذه الملاحظات. لكن لبنان عالج العديد من هذه الملاحظات وجرى تركيب آلات تفتيش من شأنها أن تحسن الوضع. الأوروبيون وكذلك الأميركيون في اجراءاتهم لديهم البعد السياسي لهذه المسألة. والأوروبيون حريصون على ستمرار التعامل مع المطار في لبنان ولديهم شركات تعمل فيه. وكذلك من المطار هناك طائرات مباشرة إلى مطارات أوروبا. وهذا غير موجود بالنسبة إلى الولايات المتحدة، حيث لن يكون هناك طيران مباشر طالما أن الوضع في لبنان والمنطقة على ما هو عليه من الخطورة المحتملة. الطيران اللبناني يقصد أوروبا، وأوروبا تريد شروطها أن تكون مطبقة في المطار. القرار الأميركي لم يطبق على لبنان ولا يعنيه، لكن القرار البريطاني يطبق على المطار. الأوروبيون يريدون تعزيز الإجراءات اللبنانية، ولبنان عمل على تحسين الأمور، ولم يعد الوضع في خطر وقف الرحلات الأوروبية. إنما المطلوب تنفيذ ما تبقّى من شروط والتي تطبّق في المطارات الأوروبية، لتصبح الإجراءات في المطار متطابقة مع الإجراءات في المطارات الأوروبية. محاربة الإرهاب ومكافحته هما البعد السياسي لكل ما يحصل من اجراءات. أما تقنياً فالمهم زيادة أمن المطارات. وهو سؤال دائم لدى الأوروبيين والاميركيين، ومن خلال اللقاءات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرؤساء العرب الذين يلتقيهم. وكل الإجراءات بحسب المصادر، هي ردّ فعل على الأعمال الإرهابية، الأمر الذي يستدعي التنبّه من النواحي التقنية، وهذا ما يخدم الهدف السياسي الكبير الذي تقف وراءه كثرة الإجراءات. وفي سياق الإجراءات المطلوبة بغية تعزيز الاستقلالية في إدارة المطار، يقول الأوروبيون بضرورة إنشاء هيئة مستقلة تشرف على المطار. وهذه المسألة يعتبرها الأوروبيون شرطاً موجباً لحلّ إحدى المشكلات في لبنان، علماً أن هيئة الطيران لم تنشأ لأسباب عديدة ومتنوعة أمنية وتقنية. أيضاً، بالنسبة إلى الأميركيين والأوروبيين، فإن نفوذ «حزب الله» على المطار مؤثّر جداً، ولا سيما لدى الأميركيين، والذين لا يزالون يرفضون رفع حظر الطيران المباشر من لبنان إلى الولايات المتحدة. وهذه مسألة مؤثّرة في البعد السياسي للإجراءات التي ترتبط أساساً بمكافحة الإرهاب ووقف الهجرة كنزوح ولجوء. والاميركيون، وفقاً للمصادر، يخشون من قدرة الحزب على وقف حركة الملاحة في المطار، أو في أقلّ تقدير قدرته على قطع الطرق المؤدية إليه، كما حصل في 7 أيار 2008 وغيرها من الحوادث التي شهدت احتجاجات ميدانية تخللها قطع الطرق من قِبل موالين للحزب على المسافرين أو الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي. وهذا ما تدركه كل القيادات اللبنانية أيضاً، والعديد منها طالب بوجود مطار آخر لضمان استمرار حركة الملاحة الجوية في لبنان. لكن الداخل والخارج يدركان في الوقت الراهن، أن الحزب وعلى الرغم من نفوذه في المناطق المتاخمة لهذا المرفق المهم، إلا أنه يضبط اللعبة بشكل جيد، ولا يبدو بحسب أدائه أنه في وارد تخطي حدود إستمرارية العلاقات الجيدة بين لبنان والعالم، مع أن الأميركيين لا يزالون تحت وقع وتأثير خطف طائرتهم في ١٩٨٤.

عون: يقسّمون المنطقة دويلات والغاية إفراغها من المسيحيين

بيروت - «الحياة» .. أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن «ما يجري في الشرق له غايات سياسية كبيرة هي إفراغه من المسيحيين وتقسيم المنطقة إلى عدة دويلات»، مشدداً على أن «لبنان يمكن أن يكون مركزاً عالمياً لحوار الأديان والحضارات، والسبب في ذلك يعود لكونه يضم ديانات العالم ومذاهبه. ولتحقيق هذه الغاية علينا محاولة الضغط lobbying في كل مكان حتى إذا طرحنا الموضوع على الأمم المتحدة يكون بمقدورنا أخذ موافقتها». وقال عون خلال مقابلة مع محطة «SAT 7» التلفزيونية أمس: «الهجرة من الشرق بدأت منذ زمن، وخصوصاً من إسرائيل. وفي حالات أخرى، لا سيما كما حصل في سورية والعراق وأحياناً في مصر وكينيا وليبيا، قامت فئة بقتل المسيحيين كما المسلمين وهدمت الكنائس والجوامع». وأشار إلى أن «البابا فرنسيس قلق ويسعى دائماً إلى مساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط وسأل عما يمكن القيام به، وأوضحنا له أننا ما زلنا في خطر». وقال: «قد نختلف أحياناً، سياسياً، ويعتقد بعضهم أن الخلاف مسيحي - إسلامي، إلا أن الواقع هو خلاف ذلك وعلينا أن نفهم العالم أننا ما زلنا نتمتع بأرقى مرحلة حضارية من ناحية حرية المعتقد وحق الاختلاف التي قد تصل إلينا فوضوية أحياناً أكثر من أي بلد في العالم». وتوقع عون «حصول المشاكل التي حصلت مع المسيحيين بعد حرب العراق، إذ بدأ الوضع المسيحي بالتردي، لكنه لم يقتصر في الآونة الأخيرة على المسيحيين فحسب، إذ حلت المرحلة التي نعتبرها تكفيرية وضربت المسلمين والمسيحيين على حد سواء». وأضاف: «لدينا امتداد حيوي في هذا الشرق، وبدأت بزيارة البلدان التي يجب أن تكون صديقة، وأعدنا العلاقات معها إلى طبيعتها، والأمور تسير بشكل جيد». وقال: «أمامنا طريقان. بمقدور الشرق أن يسلك الطريق الذي نفكر فيه نحن، وهو كان يسلكه سابقاً، أو أن يسلك ذلك الجديد الذي ليس لنا ولن يكون لأحد». واعتبر أن «السقوط يتم بالخوف، بالشك، وكذلك بالإغراء. وإذا أردنا البقاء في هذه الحالات الثلاث فالعوض بسلامتكم»، مؤكداً أنه «ليس ممكناً لأي إنسان يستكين للخوف، للشك أو للإغراء أن يتقدم، لأنه عند أي تغيير تحصل المقاومة، وأحياناً تكون حركة التغيير لمصلحة الناس إلا أنهم لا ينخرطون فيها بسبب هذه الاستكانة».

باسيل طلب من جعجع فرصة لتسويق مشروعه

بيروت - «الحياة» .. قالت مصادر قيادية في حزب «القوات اللبنانية» لـ «الحياة» إن اللقاء الذي جمع رئيسه سمير جعجع مع رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل أول من أمس، على هامش حضورهما رتبة سجدة الصليب لمناسبة الجمعة العظيمة عند الطوائف المسيحية إلى جانب رئيس الجمهورية ميشال عون، كان فرصة للمصارحة بينهما في شأن مشروع باسيل الأخير لقانون الانتخاب الذي أبدت «القوات» ملاحظات عدة عليه. وأوضحت المصادر أن باسيل اهتم بتوحيد الموقف مع جعجع في ما يخص هذا المشروع الذي يقوم على مرحلة أولى من الاقتراع على النظام الأكثري لتأهيل اثنين من المرشحين على أن يقترع الناخبون المسيحيون للمرشحين المسيحين، وكذلك بالنسبة إلى المرشحين المسلمين في دوائر صغرى هي القضاء (26 دائرة)، ليتم في المرحلة الثانية التنافس بين المرشحين الأول والثاني على النظام النسبي في 10 دوائر متوسطة. وعلمت «الحياة» أن باسيل أبدى خشيته من إسقاط المشروع الذي طرحه وهو الثالث، بسبب ازدياد عدد الفرقاء المعترضين عليه، بانضمام «القوات» إليهم. وأشارت مصادر «القوات» إلى أن باسيل طالب جعجع بالمساهمة في إعطاء المشروع فرصة لتسويقه كي لا يؤدي ذلك إلى استهلاك كل الاقتراحات التي طرحها، وإلى وضع الفريقين أمام خيارين هما النسبية الكاملة والتمديد للبرلمان. ورأى أن مشروعه الجديد قادر على أن يحقق خرقاً، وأنه يمكن إدخال تحسينات عليه تأخذ ملاحظات القوات في الاعتبار. وذكرت المصادر لـ «الحياة» أن جعجع خرج مرتاحاً من اجتماعه مع باسيل بعدما أجريا قراءة سريعة للمشروع والملاحظات، وتوافقا على مزيد من التنسيق في شأنه، وكيفية التعامل مع ملاحظات الفرقاء الآخرين، لكن هذا لا يعني أن هناك اطمئناناً إلى إمكان التوافق عليه. وهذا ما يأمل الفريقان استكشافه خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد الأسبوع الطالع (الأربعاء على الأرجح)، والتي لا بد من أن تبحث في قانون الانتخاب لأنه لم يعد جائزاً أن تنأى الحكومة بنفسها عنه، مع بدء العد العكسي لمهلة الشهر التي أتاحها تأجيل الجلسة النيابية التي كانت مقررة الخميس الماضي للتمديد للبرلمان إلى 15 أيار (مايو) المقبل. وتناولت ملاحظات «القوات» توزيع الدوائر، لا سيما في شمال لبنان التي ستُجرى فيها عمليات الاقتراع في المرحلة الثانية وفق النظام النسبي. ورفضت القوات اقتراح «حزب الله» فرض حصول من يتأهلون في المرحلة الأولى للتنافس في المرحلة الثانية، على 10 في المئة من أصوات طوائفهم، وأصرت على اختيار المرشحين الأولين للمرحلة الثانية. كما طالبت «القوات» باعتماد الصوت التفضيلي في المرحلة الثانية لمصلحة المرشح في القضاء وليس في الدائرة الموسعة، فيما «حزب الله» يريده في الدائرة الموسعة، ما يفقد التأهيل في بيئة المرشح أهميته. وقالت مصادر «القوات» لـ «الحياة» إن لديها اقتراحات لتحسين الصفة التمثيلية للنواب المسيحيين لن تتقدّم بها قبل إعطاء مجلس الوزراء فرصة أسبوع ليدرس مشروع باسيل، وإن «القوات» صارت جزءاً من التفاوض على المشروع بعدما كان مقتصراً على لجنة مؤلفة من «التيار» و «حزب الله» وحركة «أمل» و «المستقبل».

الراعي: ليبادر المسلمون إلى ردع الاضطهاد ولا يمكن مواصلة تقاسم مقدّرات لبنان والمناصب

بيروت - «الحياة» ... ظللت الحروب التي تشهدها المنطقة والتفجيرات التي تستهدف المسيحيين في مصر رسائل مراجع مسيحية لبنانية لمناسبة عيد الفصح. وتطرقت الى الوضع اللبناني الداخلي مع رجاء قيامته من مأزقه السياسي. وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي في رسالة بعنوان «دحرجة الحجر»: «يا ضحايا الحروب الدائرة في سورية والعراق وفلسطين واليمن وليبيا وسواها، المطرودين من بيوتكم وأراضيكم والمظلومين والمشردين على طرق العالم، أنتم الضحايا البريئة لحروب الكبار الذين يفرضونها عليكم من أجل مكاسبهم الاقتصادية والإستراتيجية والسياسية، والتجارة بأسلحتهم، جاعلين من مدنكم الزاهرة ومكتسباتكم الحضارية وأوطانكم المحبوبة وشعبكم الأبي حقول تجارب لقدرات أسلحتهم الهدامة والمتطورة، تحت شعارات كاذبة واتهامات افترائية، ووعود براقة تتبخر في سراب الحروب المتجددة فصولاً وأنواعاً وأمكنة، مخالفين القوانين الدولية، ومنتهكين شريعة الله الناهية عن القتل واستباحة حياة الإنسان». وخاطب الأقباط «ضحايا الاعتداءين الوحشيين والجبانين»، قائلاً: «إننا روحياً بقربكم يا مسيحيي مصر وبقرب أهالي شهداء الإيمان الذين سقطوا من بينكم، متضامنين في ألمكم وصمودكم. وإننا ندين هذا الاضطهاد السافر الشبيه بعملية صيد، والمتكرر في شكل مبرمج، لإخواننا المسيحيين في مصر، ونطالب المسلمين والدول الإسلامية باتخاذ مواقف جامعة ومبادرات فعلية لردع هذا الاضطهاد، وحفظ صورة الإسلام الإيجابية». وطالب «الأسرة الدولية بكف يد الدول التي تغطي الحركات التكفيرية والمنظمات الإرهابية وتمدها بالمال والسلاح، وتوظِف الإرهاب لمصالحها الرخيصة والمجرمة. وليعلم الجميع أن المسيحيين ليسوا مكسر عصا لأحد، وأنهم خميرة حضارة وقيم في مجتمعاتهم، وضرورة لها لا غنى عنها من أجل ترقّيها على كل المستويات»... ورأى الراعي «أن كل أنواع الحروب والاضطهادات والاعتداءات وصمة عار على جبين الأسرة الدولية، من دول كبرى ودول تابعة لها ولسياساتها، يطبعها انعدام الإرادة الحسنة عندها لوضع حد للحروب والاعتداءات الجائرة والهدامة، ولإيجاد حلول سياسية وديبلوماسية للنزاعات، ولإرساء الأسس الكفيلة بإحلال سلام عادل وشامل ودائم في منطقتنا المشرقية». ورأى ان «العار يلحق بحكام الدول، أصحاب النفوذ المالي والعسكري، الذين جعلوا من أرضنا المشرقية أرض حرب وقتل وتدمير، ومرتعاً للمنظمات الإرهابية والحركات الأصولية. أشعلوا ناراً ظنوا أنها تحرق في مكانها، لكنها امتدت إليهم وإلى سواهم، ومن المؤسف أن ضحاياها من الأبرياء، فيما هم يتباكون بدموع التماسيح على نتائج ما فعلوا».

«المصالح الضيقة في لبنان»

وتوجه إلى «الجماعة السياسية عندنا في لبنان، راجياً ان يمكنوا المواطن من العبور إلى حال وطنية واقتصادية واجتماعية أفضل. لكن باب عبورهم هو الخروج من أَسر ذواتهم وحساباتهم الصغيرة ومصالحهم الضيقة، المؤمنة على حساب الذات اللبنانية والمصلحة العامة للدولة ومؤسساتها وشعبها. ولا تستطيع الجماعة السياسية عندنا مواصلة تقاسم مقدرات البلاد والمناصب والمال العام في ما بين مكوِنات هذه الجماعة، وفقاً لقدرات النافذين فيها، وتعطيل كل شيء عند خلافاتهم التقاسمية، تحت ذريعة قاعدة التوافق، غير آبهين بالأضرار الجسيمة التي تلحق بالمؤسسات العامة وبالشعب». وأكد ان «عيد الفصح يدعوهم الى العبور إلى حقيقة مفهوم الميثاق الوطني، وأبعاد العيش المشترك، وروح الدستور ونصه، وإلى حماية هذه الأركان الوطنية الثلاثة التي تميز لبنان، وإلى العبور إلى ممارسة العمل السياسي واستعمال السلطة الشرعية، في الشكل القائم على تنظيم الحياة العامة في مقتضياتها اليومية ومتفرعاتها؛ وتنظيم الدولة في نشاطها الداخلي، إدارة وأجهزة وتخطيطاً وتحقيق مشاريع تنمي ميادين الاقتصاد والاجتماع والتشريع والثقافة، وفي نشاطها الخارجي بعلاقاتها البناءة مع الدول وإبرام الاتفاقات العمرانية معها؛ وتعزيز محبة الوطن، بقيمه ودوره في الأسرتين العربية والدولية، في نفوس أبنائه وشبابه، وتحقيق تطلعاتهم ودرء ما يتهددهم من أخطار اليوم وغداً».

لحام: حافظوا على الحياة

ولفت بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في رسالة الفصح الى ان «عيد القيامة هذا العام مشترك بين جميع المسيحيين من كل الطوائف»، وأمل بـ «أن تتضافر الجهود لأجل أن يأتي اليوم الذي يصبح العيد واحدًا ثابتاً مشتركاً. وهناك جهود لأجل أن يكون العيد في تاريخ ثابت موحد. ولكن هناك عقبات أيضاً». وأمل بأن «يعود السلام إلى بلادنا المعذبة لاسيما في سورية والعراق وفلسطين. وندعو الجميع إلى الأمل والتفاؤل لاسيما أمام ما نراه من مشاهد الموت، والعنف، والتفجير، والإرهاب، والقتل، وإحراق الأجساد».

 



السابق

قبل الضربة الأمريكية.. واشنطن حذرت القاهرة لسحب خبرائها العسكريين..السيسي يرسل موفدين إلى الطوائف المسيحية للاحتفال بـ «عيد القيامة»...السجن 7 سنوات للعادلي في «فساد الداخلية»..مصر تترقب انقضاء «الفصح» بهدوء وتشديد أمني بمشاركة الجيش..الجيش الليبي يقطع إمدادات الغاز عن إيطاليا وأوروبا..خلايا لـ «داعش» في ضواحي طرابلس.. العثماني يتعهد مواصلة إصلاحات ابن كيران..بوتفليقة يجمد مهمات مدير ديوانه الناشط انتخابياً ضد الحزب الحاكم..الحكومة السودانية «المعدّلة» ستعلَن بلا مفاجآت..تحذير من مجاعة في نيجيريا

التالي

اخبار وتقارير..حقيقة برامج المساعدات الإنمائية..اردوغان: الشعب سيحتفل بعيده والناخبون الأتراك يصوّتون اليوم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية..سيناريو حافة الهاوية.. العالم يحبس أنفاسه..كوريا الشمالية تفشل في إجراء تجربة صاروخية جديدة في ظل توتر شديد مع واشنطن..إنقاذ أكثر من ألفي مهاجر في مياه «المتوسط»..طرادان روسيان يعبران القنال الإنكليزي..مقتل تسعين من «داعش» على الأقل في أكبر قنبلة أميركية في أفغانستان..الشعوب «حقول تجارب» لأسوأ أسلحة الغرب..البرلمان الأوروبي قد يستجوب لوبن قبل الدورة الثانية من الانتخابات الفرنسية

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,387,231

عدد الزوار: 7,630,583

المتواجدون الآن: 0