حركةُ استطلاعٍ أميركية للمزاج اللبناني حصيلتها... أوباما ما زال في بيروت وضجرٌ يدْهم ضجيج قانون الانتخاب ...لبنان: فشل المشاورات حول «الانتخابات»..«حزب الله» يفاوض «النصرة» لإخلاء الجرود...باسيل بعد اجتماع «التغيير»: العودة الى «الأرثوذكسي» ..باسيل يرفض «قانون العد»: لتصحيح الخلل في تمثيل المسيحيين..«المستقبل»: لعودة «حزب الله» إلى لبنان الجامع..عجعة إنتخابية ولا طحين بعد... والنــقاش عاد إلى المربّع الأول

تاريخ الإضافة الأربعاء 17 أيار 2017 - 6:41 ص    عدد الزيارات 3014    التعليقات 0    القسم محلية

        


حركةُ استطلاعٍ أميركية للمزاج اللبناني حصيلتها... أوباما ما زال في بيروت وضجرٌ يدْهم ضجيج قانون الانتخاب وأحدٌ لن يجرؤ على القفز في الهاوية

الراي.. بيروت - من وسام أبو حرفوش .. تكاد بيروت أن تصاب بـ «الضجر» بعد أشهرٍ على سيركٍ سياسي دهَمه الملل، اسمه قانون الانتخاب، رغم أن «الثرثرات اليومية» على حافة الخراب ضاعفتْ الخوف الكبير من استهلاك الشهر الأخير قبل «الشرّ المستطير» بالمكائد والأفخاخ وتصفية الحسابات واللعب بالأعصاب، ودفْع البلاد تالياً نحو الهاوية في لحظةِ طوفان النار والدم في المنطقة. فـ «اللعبة» في بيروت تقترب من خواتيمها المفتوحة على الكوابيس، إذ بعد شهر من الآن (في 20 يونيو المقبل) يحال البرلمان الحالي على التقاعد ويتّضح الخيط الأبيض من الاسود في الصراع الدائر بشراسة على «الأمر لمَن» في السلطة التي تنبثق عن قانونِ انتخابٍ تجري مفاوضاتٌ «يائسة» في شأنه، يَختلط فيها السياسي بالطائفي، والمحلي بالاقليمي، والفئوي بالشخصي. كأن بيروت المفتوحة الشهية على «وليمة» السلطة وتَقاسُم النفوذ فيها، لا تقيم وزناً لحروبٍ تحوطها وتجعلها في عين العاصفة وقلبها ايضاً، فها هي محشورة الآن بين «كمينٍ» انتخابي نَصَبه «حزب الله» للجميع حين قال ان لا صوت يعلو فوق صوت «النسبية الكاملة»، وبين «الحاجز» الطائفي الذي نصبه «التيار الوطني الحر» بعدما خُطفتْ السياسة مع انهيار «8 و 14 آذار» واختلط الحابل بالنابل. ورغم الاعتقاد بأن أحداً لن يجروء على القفز بلبنان الى المجهول، وأن لا مناص من اتفاق «الخمس دقائق الأخيرة» عبر اقتياد «حزب الله» الجميع الى «النسبية الكاملة» وبضماناتٍ كـ «جوائز ترضية» قبل حصول الفراغ في 20 يونيو، فإن تحدياتٍ هائلة تهبّ على لبنان من خلف ظهر الغبار الانتخابي الكثيف. وثمة مَن يعتقد في بيروت أن «حزب الله» الذي تحوّل ذراعاً ايرانية وقوة إسنادٍ للدور الروسي، بعد تورُّطه العسكري في سورية ومضيه في القتال على جبهاتها المترامية، أصبح عنواناً يستدرج تحديات لا يُستهان بها ستصيب لبنان، خصوصاً أن اللعب مع الكبار ومُلاعَبَتهم في ظلّ صراعِ نفوذٍ يشتدّ الآن، ينطوي على احتمالاتٍ يصعب تَوقُّعها. وتندرج العقوبات الأميركية الأوسع والأشدّ صرامة على «حزب الله» وداعميه في إطار التحديات الـ «ما فوق عادية» التي ينتظرها لبنان في الأشهر المقبلة، لا سيما وسط الترقُّب الكبير الذي يسود لِما قد تفضي اليه زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للمنطقة، والتوقعات المتّصلة بالمواجهة الأميركية - الإيرانية، وباحتمالات الحرب بين إسرائيل و«حزب الله». وفي تقدير دوائر مهتمّة ان الولايات المتحدة التي قرّرتْ استرداد زمام المبادرة في الشرق الاوسط، تدرك أهمية الدور الذي يضطلع به «حزب الله» كـ «رأسِ حربةٍ» للمشروع الإيراني في لبنان وسورية والعراق واليمن، وكـ «رافعةٍ» للنفوذ الروسي في سورية، وعلى جبهاتها كقوّة ميدانية متمرّسة يمكن الاتكاء عليها في ظلّ هشاشة الجيش السوري وضعف معنوياته، ولذا فإنه سيكون هدفاً أميركياً لا مناص. وبهذا المعنى من غير المستبعد أن تقترن العقوبات المالية الأميركية الأكثر تشدداً ضدّ «حزب الله» الذي تعتبره الإدارة الاميركية «منظمة ارهابية - اجرامية» مع خطوات أخرى تكتيكية - أمنية في سورية لا في لبنان، فالولايات المتحدة العائدة بقوة إلى سورية على دراية بحساسية الواقع اللبناني وتعقيداته، رغم حماستها لمعرفة المزاج اللبناني حيال التبدل في سياسة واشنطن التي طوت مع ترامب صفحة باراك اوباما. ورغم أن «حزب الله» لا يُسقِط من حسابه مواجهةً صارت أكثر احتمالاً مع اسرائيل التي تشعر بـ «عصرٍ ذهبي» في ظل ترامب، فإن الدوائر عيْنها إستبعدتْ نشوب حرب على الجبهة اللبنانية ما دامت مشتعلة على المسرح السوري، خصوصاً أن إسرائيل تحاذر المجازفة بجعْل روسيا بمواجهتها في حربٍ يتحوّل فيها لبنان وسورية جبهة واحدة. غير أن الأكثر حساسية بالنسبة الى بيروت ستكون القمة الاميركية - العربية - الاسلامية في الرياض، التي يشارك فيها لبنان عبر رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، بعدما أشيع من تفاهُم ضمني قضى بتجنّب دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتمثيل لبنان تفادياً لإحراجه. ويخضع الموقف اللبناني من القمة وفيها لمعاينةٍ دقيقة في ضوء «الرسائل» التي جرى تطييرها من «حزب الله» وحلفائه للحريري، ومن خلفه لعون، ومفادها أن لبنان لن يكون جزءاً من المحور السعودي - الاميركي، الأمر الذي يعكس حساسية موقف الحريري الذي لا يمكنه الخروج عن إجماع قمة الرياض ولا إغضاب «حزب الله». واللافت في هذا السياق أن بيروت تشهد منذ مدة حركة استطلاع اميركية للموقف من «حزب الله» تقوم بها وفود من الحزبين الجمهوري والديموقراطي ومن مراكز أبحاث ودراسات في محاولةٍ لرصْد الاتجاهات الرسمية والسياسية وحتى الشعبية حيال مسألتين: الموقف من «حزب الله» والتبدّل في السياسة الاميركية حيال لبنان والمنطقة. وتلاحظ هذه الوفود ان لبنان الرسمي والسياسي يَمضي في سياسة «ربط النزاع» مع «حزب الله» في المسائل الخلافية كإنخراطه في الحرب السورية، وتعليق المعركة معه حيال القضايا الاستراتيجية، بعدما قرر «التعايش» معه في مساكنةٍ إضطرارية بدتْ مستهجَنة أحياناً من تلك الوفود المهتمة بمعرفة إمكان ملاقاة لبنان للخيارات الأميركية الجديدة في المنطقة. ورغم ان تلك الوفود تقرّ بأن اللبنانيين أطفأوا محرّكاتهم بعد إضفاء إدارة اوباما شرعية على قتال «حزب الله» في سورية، حسب ما كان أعلنه وزير الخارجية السابق جون كيري في زيارته «اليتيمة» لبيروت، فإنها (الوفود) تشعر وكأن أوباما ما زال في بيروت مع تأكيدها ان في الولايات المتحدة الحكم ليس استمرارية بدليل المتغيّرات التي بدأت مع مجيء ترامب إزاء قضايا المنطقة، ولا سيما ايران.

لبنان: فشل المشاورات حول «الانتخابات»

عكاظ..محمود عيتاني (بيروت)... أضحت أزمة قانون الانتخاب معضلة حقيقية في ظل فشل جميع اللقاءات والمشاورات الجارية بشأن الوصول إلى الحل مع تأكيد ضرورة عدم الوصول للفراغ وتداعياتها على لبنان. وقال عضو كتلة المستقبل النائب سمير الجسر في تصريح له أمس (الثلاثاء): «إن المشكلة بملف قانون الانتخاب مرتبطة بالواقع الطائفي السياسي، فالتفاهم ليس كاملا بين عين التينة وبعبدا وقانون الانتخابات في أي بلد من العالم لا يحتاج إلى هذا الوقت لإقراره». وتابع بالقول: «لست متحمسا أبداً لقانون الستين ولو أحدهم يفكر بتغيير القانون فمجلس النواب المسؤول عن تغييره».

«حزب الله» يفاوض «النصرة» لإخلاء الجرود

المستقبل.. بعيداً عن دوامة «اللف والدوران» في حلقات مفرغة من المواقف والمواقف المضادة على ساحة قانون الانتخاب المُتعثر، وبينما يلتزم «حزب الله» حبل الصمت والانكفاء خلف الآخرين على حلبة المفاوضات المُحتدمة لاستيلاد القانون العتيد، ينشط في المقابل على جبهة الصراعات والمفاوضات المفتوحة مع الفصائل السورية المقاتلة لضمان وتأمين ظهيره العابر للحدود. وإذا كان إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله الأسبوع الفائت قرار الحزب تفكيك قواعده على طول الحدود الشرقية وتسليمه بمسؤولية الدولة هناك، جاء بعدما أنجز «المهمة» المُدرجة على أجندته العسكرية في تلك المنطقة الحدودية، فإنّ تركيز قيادة «حزب الله» بات منصباً في الوقت الراهن على إخلاء الجرود المحاذية لعرسال من الفصائل السورية المقاتلة عبر قنوات تفاوضية فتحها في الآونة الأخيرة مع «جبهة النصرة» تحديداً في محاولة لإقناعها بالانسحاب من هذه الجرود. وفي هذا الإطار، علمت «المستقبل» أنّ «حزب الله» يخوض حالياً في مفاوضات جدّية مع «النصرة» قدّم خلالها جملة مغريات ترغيبية لانسحاب مقاتلي «الجبهة» من جرود عرسال، شملت تقديمه عرضاً مالياً سخياً على قادة هذا التنظيم في مقابل القبول بتفكيك قواعده العسكرية في تلك المنطقة الجردية، وسط معلومات موثوقة في هذا المجال أفادت بأنّ المفاوضات بين «حزب الله» و«النصرة» قطعت شوطاً متقدماً من الممكن أن تتمخض عنه نتائج إيجابية وعلنية في المستقبل القريب. وإلى جرود عرسال، تبقى على الجبهة الحدودية مع سوريا منطقة «جرد رأس بعلبك» التي تشغل بال قيادة «حزب الله» وتسعى إزاءها إلى إيجاد حلول مجدية عبر قنوات تفاوضية غير مباشرة مع تنظيم «داعش» تحثه على القبول بتفكيك قواعده في تلك المنطقة، تحت وطأة خشية متعاظمة تراود الحزب من أن يؤدي عدم انسحاب عناصر «داعش» من الجرود المتاخمة لمنطقة رأس بعلبك إلى اندلاع صدام عسكري مع هذا التنظيم تطاول نيرانه القرى الحدودية اللبنانية المحاذية لتلك المنطقة.

باسيل بعد اجتماع «التغيير»: العودة الى «الأرثوذكسي»

المستقبل..أوضح رئيس «التيار الوطني الحّر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنه «في ظل رفضنا للتمديد وللستين وللفراغ، ورفض كل اللبنانيين لهذا، هذا يعني أنه لم يعد لدينا شيء نحن متفقون عليه، ونستطيع الإتفاق عليه، إلا بالعودة الى طرحنا الأساسي، وهو مشروع قانون الانتخاب الأرثوذكسي»، معتبراً أن «القانون التأهيلي يأتي من بعد الأرثوذكسي، وهناك قوى أساسية وميثاقية تؤكد عدم ممانعتها له». وقال باسيل في تصريح أدلى به بعد ترؤسه اجتماع تكتل «التغيير والإصلاح» الأسبوعي في الرابية أمس: «إن السيد حسن نصرالله، أكّد في الأمس أنه مع الأرثوذكسي، وللأسف، تيار المستقبل لا يؤيد الأرثوذكسي، وهذا يعني أن هذا القانون لا يتمتّع بالحظوظ الكاملة، ونكون فوتنا فرصة الاتفاق»، مضيفاً «إن مشروع القانون التأهيلي يأتي بعد الأرثوذكسي، وحزب الله وتيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ، أكدوا موافقتهم عليه، وأطراف أخرى تؤكد عدم ممانعتها له، وهي أطراف أساسية وميثاقية، وبالتالي هذا هو الشيء الوحيد المتوفر اليوم بين أيدينا، الذي يتمتّع بالأكثرية الميثاقية والعددية، الى أن يتوفّر شيء آخر». وتابع «نحن لا نريد قانون العدّ ــــ الإحصاء، واتفقنا أن نوقف العدّ، أي نريد إنجاز قانون، المعيار فيه ليس العداد الذي ركبناه بعضنا لبعض في لبنان، بل المعيار فيه، هي الخصوصيات والميثاقية والديموقراطية التوافقية، واحترام المكونات اللبنانية أو المواطنة الكاملة، وهنا نحن جاهزون لها الآن، المواطنة الكاملة التي يسقط منها الخصوصيات والإحصاء». ورأى أنه «يجب التوجه الى خصوصيّات المكونات في هذا البلد، وأن نستعمل ما أطلق عليه الرئيس (ميشال عون) تسمية النسبية مع ضوابط، وقد تكون هذه الضوابط هي التأهيلي، أو ضوابط أخرى، يجسّدها مجلس الشيوخ»، لافتاً الى «أننا قلنا إنها فرصة تاريخية، أن نخطو هذه الخطوة الكبيرة في نظامنا السياسي، ونذهب الى طمأنة الطوائف بمجلس الشيوخ المنتخب على أساس القانون الأرثوذكسي، ونثبت المناصفة في مجلسَي النواب والشيوخ، ونذهب الى نسبية كاملة في مجلس النواب، فنكون هناك نلعب اللعبة الوطنية بمعناها اليومي، وهنا نلعب اللعبة الكيانية بمعناها التطميني لكل المكونات، وهذه فرصة حقيقية، ولكن، يؤسفنا أننا علمنا وتبلغنا أنها أجهضت، لأنه على ما يبدو، وُضعت فيها أمور غير محسوبة، أو غير معدّ لها». وأوضح أنهم «قالوا في موضوع البواخر في المرة السابقة، أن هذه البواخر قديمة، وتبيّن في ما بعد أنها جديدة، ولم تتوقف عن العمل ولا مرّة، وقالوا أنها لا تعمل، وأغلب اللبنانيين يصدقون أنها لا تعمل، ونحن نقول لولا هذه البواخر، كان التقنين أكثر بأربع ساعات في اليوم».

جعجعة إنتخابية ولا طحين بعد... والنــقاش عاد إلى المربّع الأول

الجمهورية..تتواصل الجعجعة في قانون الانتخاب على كل المستويات ولكن لا طحين حتى الآن، فيما بدأت تتلبّد في الأجواء السياسية سحب سود تتحول رمادية أحياناً بفعل موقف ايجابي من هنا وآخر من هناك. ولكنّ الواضح بعد سحب اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري المزدوج لقانون الانتخاب ومجلس الشيوخ انّ الامور عادت الى المربّع الاول، في ظل تَهيّب الجميع وخوفهم من الدخول في نزاع سياسي عنيف يعيد خلط الاوراق. لكن بين القوى السياسية من لا يزال يراهن على خرق في لحظة ما يمكن ان يعيد الجميع الى طاولة البحث الجدي عن قانون انتخاب يُنقذ الاستحقاق النيابي والبلاد من خطر الفراغ الذي لا تحمد عقباه. بعد تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري 29 أيار الجاري موعداً جديداً لجلسة التمديد النيابي، وبعد تهاوي المهل الدستورية تباعاً، لم ترتفع سحب الدخان الابيض في السماء الانتخابية بعد، وظل القانون العتيد الشغل الشاغل للجميع وقد تواصلت في شأنه الاتصالات واللقاءات، في محاولة لإيجاد المخرج الملائم قبل استنفاد المهل. وسط هذا المشهد، عَمّ التفاؤل أرجاء قصر بعبدا بالوصول الى حلول قريبة على رغم التجاذبات. فيما اعتصمت عين التينة بالصمت مجدداً بعد إعلانها سحب اقتراح رئيس مجلس النواب حول قانون الانتخاب ومجلس الشيوخ، من دون ان تقفل باب الانفتاح على البحث مع الافرقاء السياسيين في اي افكار جديدة تطرح في شأن قانون الانتخاب. امّا الرابية فأكدت انّ الطرح التأهيلي «قائم حتى إيجاد بديل». وشهدت معراب تنسيقاً ثنائياً مسيحياً، فيما شهدت كليمنصو لقاء اشتراكياً ـ «قواتياً»، في وقت هاجم حزب الكتائب الطبقة السياسية داعياً إلى التصويت على قانون انتخاب، وإجراء الانتخابات بدل تضييع الوقت.

«التكتل»

وفيما غاب ملف قانون الانتخاب عن بيان كتلة «المستقبل» النيابية بعد اجتماعها أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل «اننا لا نريد قانون العد بل نريد قانوناً يكون المعيار فيه هو الخصوصيات والديموقراطية التوافقية، وإلّا فلتكن المواطنة الكاملة»، مُبدياً أسفه لما قيل عن إسقاط طرح مجلس الشيوخ، وشدّد على «انّ طرح التأهيلي قائم حتى إيجاد البديل». واعتبر أنّ «هناك خللاً في تمثيل المسيحيين في النظام»، مطالباً بتصحيحه، وقال: «هذا اسمه ميثاقية وليس طائفية».

الأجواء المشحونة

وقال عضو «التكتل» النائب آلان عون لـ«الجمهورية»: «دخلنا في سكون إنتخابي بعدما سقط اقتراح مجلس الشيوخ الذي سُحب من التداول على رغم أنه كان فرصة واعدة ونوعية لإنقاذ الوضع، وإجراء إصلاح حقيقي للنظام السياسي». وللأسف، إنّ الرجوع عن هذا الطرح أعادنا الى المربّع الأول من النقاشات. وما سيجري منذ الآن حتى ١٩ حزيران، هو عملية «عضّ أصابع» وسَير تدريجي نحو الهاوية، إلّا إذا حصلت صدمة إيجابية توقِظنا من هذا السبات». وأضاف عون: «في كل الحالات، يجب أن لا يذهب قانون الإنتخاب ضحيّة التجاذبات السياسية في ملفّات أخرى كما يحصل الآن. وطالما انّ الأجواء مشحونة بهذا الشكل، فهناك استحالة للوصول الى اتفاق، وستمرّ الأيام تباعاً حتى الوصول الى المحظور». وختم: «قانون الانتخاب ليس ملك أحد، بل هو بمثابة عقد وطني بيننا كلبنانيين وبمقدار ما يحقّق شراكة حقيقية بين المكوّنات اللبنانية، بمقدار ما يؤمّن انصهاراً وطنياً حقيقياً وليس فقط بالشعارات والأقاويل».

«الفول والمكيول»

من جهتها، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» إنها «لن تستسلم للصعوبات الموجودة، لأنّ أسهل خيار هو التخلّي عن المسؤولية وترك الأمور تنزلق نحو الأسوأ، فيما مساحات التوافق ممكنة ومتاحة خلافاً للأجواء السائدة، بل انّ الأمور باتت أقرب ممّا يتصوره البعض، ولكن لا يمكن القول «فول قبل ما يصير بالمكيول». واشارت الى انه «على رغم التكتّم الذي تحرص عليه حرصاً على إنجاح المساعي التي يبذلها النائب جورج عدوان، إلّا انها تؤكد انّ البلد أمام مسارين: مسار الفشل الذي يدفع لبنان نحو الفوضى، ومسار النجاح الذي يُفضي الى انفراج سياسي ويؤدي الى مزيد من تحصين الاستقرار». وأضافت: «انّ هناك ما يكفي من الوعي السياسي لحَضّ كل القوى السياسية على دفع الأمور باتجاه إقرار القانون الذي يصحّح الغبن المتمادي ويكرّس العدالة والمساواة تطبيقاً لاتفاق الطائف». ورأت «انّ إنجاز قانون الانتخاب يشكل إنجازاً وطنياً وسيكون على رئاسة الجمهورية صناعة وطنية للمرة الأولى منذ اتفاق الطائف». واعتبرت «انّ رَمي المسؤوليات لا يفيد في هذه المرحلة، فيما الأساس هو المساهمة في الورشة الانتخابية من اجل الوصول إلى القانون العتيد». وكشفت «انّ اللقاءات البعيدة عن الاضواء اكثر من ان تعدّ وتحصى من اجل بلوغ الهدف المنشود».

دعم جوّي للجيش

وفي هذه الاجواء، برزت أمس رسالة دعم أميركية للجيش، تشدد على فصل المسار الأمني عن التأزم السياسي، وتمثّلت بزيارة قائد القوات الجوية في القيادة الوسطى الأميركية اليوتنان جنرال جيسري هاريجيان على رأس وفد لقائد الجيش العماد جوزف عون، حيث تمّ البحث في تعزيز العلاقات بين جيشي البلدين. وفي هذا السياق، كشف مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «هاريجيان الذي يزور لبنان دوماً، أكّد لعون استمرار الدعم الأميركي للجيش، وطمأن الى أنّ طائرات «السوبر توكانو» ستسلّم للبنان في الوقت المتّفق عليه، على أن تدعمه واشنطن بالطائرات المروحية كلما سمحت الفرصة، وهذا الدعم لن يتوقف أبداً». وشدّد هاريجيان على «أنّ مسألة فتح لبنان حرباً لتنظيف الجرود من «داعش» وأخواتها مسألة لبنانية، وعندما يقرّر الجيش فتح مثل هكذا معركة فإنّ واشنطن ستمدّه بالسلاح المطلوب، كذلك اعتبر أنّ انتشار الجيش على الحدود الشرقية هو مسألة لبنانية بحتة، وأمر يتعلّق بتكتيك الجيش وأهدافه الاستراتيجية». ومن جهة ثانية، لفت المصدر الى أنّ «الأميركيين يستعملون مطار رياق لمصلحتنا وليس لمصلحتهم، والطائرات المحمّلة بالذخيرة ستظل تهبط فيه، وهذا موضوع غير قابل للمزايدة».

العقوبات الأميركية

وفي ما يتعلق بالعقوبات الأميركية، توجّه وفد نيابي الى واشنطن يضمّ النائبين ياسين جابر ومحمد قباني والمستشار الاعلامي لرئيس مجلس النواب علي حمدان وسفير لبنان في واشنطن انطوان شديد، في زيارة تستمر اسبوعاً، وعلى جدول أعمال الوفد مواعيد مع شخصيات من الكونغرس ومجلسي الشيوخ والنواب والادارة الاميركية. واذا كان محور الزيارة هو عقوبات اميركية مصرفية على شخصيات لبنانية، فإنّ مصادر الوفد قالت لـ«الجمهورية» انّ الزيارة تأتي استكمالاً للمهمة التي بدأها الوفد النيابي العام الماضي للبحث في سبل تعزيز العلاقة اللبنانية ـ الاميركية خصوصاً بعدما أنجز لبنان التشريعات المالية اللازمة التي يمكن القول إنه أصبح فيها مطابقاً للمعايير الدولية المصرفية والمالية. وسيطلب الوفد عدم اتخاذ تدابير تصعيدية لجهة العقوبات، خصوصاً انّ لبنان يتمتع بمساعدات كبيرة من الحكومة الاميركية للقوات المسلحة وعلى رأسها الجيش اللبناني. واذا كانت الولايات المتحدة ـ بحسب المصادرـ تُبدي حرصاً دائماً على الأمن والاستقرار في لبنان فإنه في مقابل هذا الحرص يجب الّا يكون هناك منحى آخر معاكساً، وهذا ما سيبلّغه الوفد الى الأميركيين. وأوضحت انّ هذه الزيارة هي الثانية على التوالي بتكليف من رئيس مجلس النواب، وتهدف الى تشكيل نواة للجنة صداقة نيابية لبنانية ـ أميركية.

أهالي الإسلاميين اعتصموا أمام «رومية»

بيروت - «الحياة» ... نفّذ أهالي «الموقوفين الإسلاميين» امس اعتصاماً امام سجن رومية المركزي تضامناً مع أبنائهم الذين أعلنوا إضرابهم عن الطعام من أجل إقرار قانون للعفو العام. وعمد بعضهم الى تقطيب أفواههم لتأكيد التزامهم الإضراب الى حين تحقيق مطلبهم. وسربت صور لهؤلاء الموقوفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«المستقبل»: لعودة «حزب الله» إلى لبنان الجامع

بيروت - «الحياة» ... تجنبت كتلة «المستقبل» النيابية في بيان صادر عن اجتماعها الأسبوعي أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الحديث عن قانون الانتخاب. واستعادت «الذكرى الـ 28 لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد والثوابت الوطنية التي تمسك بها واستشهد من أجلها، وشكل مركز استقطاب لكل المؤمنين بهذه الثوابت». ودعت الى «متابعة هذا النهج الوطني». ومع اقتراب موعد عيد التحرير في 25 الجاري، شددت على «سمو قضية تحرير الأرض المحتلة من العدو الإسرائيلي والتي تحققت بنتيجة جهود وتضحيات المقاومة اللبنانية وبفعل وحدة وتضامن وصمود اللبنانيين، إلى جانب الدعم الذي قدمته الدولة اللبنانية على طريق تحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير»، معربة عن «حزنها الشديد لما آلت إليه الأمور نتيجة تنكر «حزب الله» وتفويته الفرصة لتعزيز السلم الأهلي بين اللبنانيين في العام 2000 وخلال عدوان تموز (يوليو) 2006 بعدما حوّل سلاحه بفعل ممارساته الى موضوع خلافي بين اللبنانيين بعدما غيّر وجهة سلاحه إلى صدورهم وبعد ذلك إلى صدور الأشقاء السوريين والعرب». وأكدت الكتلة أن «الفرصة قائمة للعودة إلى لبنان الجامع على قاعدة احترام سيادة الدولة». وتوقفت الكتلة عند «إعادة تموضع حزب الله» على الحدود الشرقية للبنان وموجبات الدولة، فطالبت بتولي «الدولة بمؤسساتها العسكرية والأمنية إعادة الانتشار والتمركز على كامل الحدود الشرقية لحماية الأراضي اللبنانية». لكنها أشارت الى «عمليات الترانسفير التي جرت في بعض المناطق السورية وإعادة التموضع الجزئية والمحدودة التي قام بها الحزب في منطقة الطفيل على الحدود اللبنانية- السورية، والتي حاول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن يعطيها أبعاداً أكبر بكثير من حقيقتها»، وطالبت بوجوب «احتضان هذه الفرصة والمبادرة فوراً إلى استعادة الشرعية اللبنانية سلطتها على الجزء الذي تمّ انسحاب حزب الله منه تمهيداً لاستعادة سلطة الدولة الكاملة على كامل الحدود، بما يعبر عن التزام لبنان الكامل القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 بجميع مندرجاته». وجددت استنكارها «خطورة استمرار ظاهرة السلاح المتفلت». وطالبت الدولة «بالتشدد في تنفيذ القانون لجهة إنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي وإلْقاء القبض على المجرمين». وتوقّفت أمام الذكرى الـ69 لنكبة فلسطين وحيت الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المستمرين في إضرابهم عن الطعام.

باسيل يرفض «قانون العد»: لتصحيح الخلل في تمثيل المسيحيين

بيروت - «الحياة» ... أعلن رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» الوزير جبران باسيل «أننا لا نريد قانون العد، اتفقنا على أن نوقف العد، بل نريد قانوناً تكون المعيار فيه الخصوصيات والديموقراطية التوافقية، وإلا فلتكن المواطنة الكاملة التي نحن حاضرون لها». وقال إن «هناك خللاً في تمثيل المسيحيين في النظام وفي البرلمان نطالب بتصحيحه، وهذا اسمه ميثاقية وليس طائفية». ولفت إلى أن «هدفنا هو تصحيح التمثيل فهل هي عنصرية إزالة الظلم عن فئة؟». وأسف «لما قيل عن إسقاط طرح مجلس الشيوخ، والتأهيلي قائم حتى إيجاد البديل». وقال بعد اجتماع التكتل برئاسته أمس: «مثلاً، عندما يطالب الحزب الاشتراكي بأن تكون الشوف وعاليه دائرة واحدة احتراماً لخصوصية الدروز هل هذه طائفية أم علمنة؟ وحين ترفض طائفة أخرى، الشيعة أو السنة، هذا القانون لأنه لا يعيطيها كامل نوابها، ماذا نسمي هذا الأمر؟». وأضاف: «التوجّه إلى خصوصيات المكونات يستوجب أن نضع ما قاله الرئيس ميشال عون: النسبية مع ضوابط، وهذه الضوابط هي التأهيلي أو ضوابط أخرى وضعناها في اقتراحات أخرى، هي مجلس الشيوخ، إذ قلنا إنها فرصة تاريخية، حرام أن نفوّتها، لنطمئن الطوائف بمجلس الشيوخ المنتخب على أساس القانون الأرثوذكسي ونثبت المناصفة في البرلمان ومجلس الشيوخ، ثم نسير بنسبية كاملة في البرلمان ونكون نلعب اللعبة الوطنية في معناها اليومي ونلعب اللعبة الكيانية في معناها التطميني لكل المكونات». وقال: «نأسف لأن نكون عرفنا وتبلغنا أن فكرة مجلس الشيوخ أجهضت إذ يبدو أنه وضعت فيها أمور غير محسوبة ونكون أجهضنا فرصة اتفاق من جديد، خصوصاً أنه في الوقت الذي ليس لدينا فيه أي بديل وفي ظل رفضنا للستين والتمديد والفراع، يعني أن ليس هناك من أمر نتفق عليه إلا العودة إلى طرحنا الأساسي وهو الأرثوذكسي، وبالأمس أكد (الأمين العام لحزب الله) السيد حسن نصرالله أنه مع الأرثوذكسي، وللأسف تيار المستقبل لا يؤيده ما يعني أن ليست لديه الحظوظ الكاملة، يأتي بعده التأهيلي إذ إن حزب الله والمستقبل والوطني الحر أكدوا موافقتهم عليه والأطراف الأخرى، ميثاقية وأساسية، تؤكد عدم ممانعتها له». وتحدث عن الكهرباء، فقال: «كنا المعاندين والمفاوضين كي نأخذ السعر المناسب لشراء بواخر الكهرباء في حينه، وقلنا لعل وزير الطاقة يقوم بعمل لا نعرف به فأخضعناه لحفلة محاكمة تجريبية في التكتل وسألناه لمعرفة ماذا يفعل»، موضحاً: «اليوم نشتري كهرباء بعد عرقلة بناء المعامل في السابق، واتفقنا كلنا في مجلس الوزراء على الإتيان بالكهرباء بسرعة وكانت أسرع طريقة بالنسبة إلى الوزير البواخر فقام باستدراج عروض. وقبل أن ينتهي ويقدم الأسعار إلى مجلس الوزراء صدرت الأحكام بأنه يأخذ عمولة 800 مليون دولار». وقال: «اليوم، ألبسنا وزير الطاقة، عمولة 800 مليون دولار بحجة أن هناك عقداً في غانا أرخص». وأشار إلى أنه «مع العلم أن المناقصة لم تفض ولم تذهب إلى مجلس الوزراء، وما يهمنا في الموضوع هل نريد كهرباء للناس أم لا، هل نريد كهرباء أرخص أو لا؟». وقال: «تبين أن الأرقام التي أدلى بها أحد السياسيين كاذبة». وأضاف: «طلبنا من وزير العدل إيجاد وسيلة عبر القضاء لإيقاف حفلة الكذب على الشعب وهناك كذابون ونصابون يجب توقيفهم».

بيري لباسيل: لمنع اي تصعيد جنوباً

وكان باسيل التقى في وزارة الخارجية القائد العام لقوات «يونيفيل» اللواء مايكل بيري الذي أبلغه أن الجانبين اللبناني والإسرائيلي «أعادا تأكيد التزامهما القرار 1701 ونيتهما الواضحة مواصلة العمل مع يونيفيل لزيادة تعزيز الأمن على طول الخط الأزرق». وشدد على أنه «في ظلّ الوضع الإقليمي المتوتر، من المهم جداً العمل مع يونيفيل لمنع أي تصعيد».

 

 



السابق

قمة بين السيسي وعبدالله الثاني في القاهرة اليوم والبشير: نتحلى بالصبر إزاء مصر ..هجوم إعلامي على «الطيب» يعكس التوتر بين السيسي والأزهر..رفع التحفظ على أموال أبوتريكة..لقاء متوقع بين السيسي وترامب في الرياض..احتجاجات مطلبية في تونس تفرض تمديد «الطوارئ» شهراً...حفتر يوجه رسائل خلال عرض عسكري في بنغازي..الأمين العام لـ«جبهة التحرير» ينتقد أويحيى لمصلحة سلال..الخرطوم تبلغ بعثة أفريقية ضرورة خروج «يوناميد» من دارفور

التالي

أخبار وتقارير..تركيا تتمسك برفض خطة تسليح الأكراد..أردوغان يوجه رسالة إلى الدول التي تتعامل مع تنظيم "ب ي د" الإرهابي..الأردن: افتتاح مركز علمي بحثي يضم علماء من إسرائيل وإيران..القوات الأفغانية تستعيد منطقة احتلتها «طالبان» في الشمال..تركيا: اعتقال صحافي بارز وتوقيف موظفين حكوميين..انقسام في الحزب «الجمهوري» الفرنسي بسبب اختيار فيليب رئيساً للوزراء..ترامب ينزلق إلى فضيحة أخرى: تسريب معلومات سرية إلى روسيا..

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,125,182

عدد الزوار: 7,621,875

المتواجدون الآن: 0