علاوي يُطالب إيران بوقف التدخّل في شؤون العراق..مسلحو «داعش» يحتجزون 100 ألف مدني في غرب الموصل وسليماني يتجوّل في كربلاء برفقة قادة من «الحشد»..عدد النازحين من نينوى قد يتجاوز المليون..إحباط عمليات انتحارية في سامراء..القوات العراقية تبدأ اقتحام الموصل القديمة...بارزاني سيتفاوض مع بغداد بعد الاستفتاء على الانفصال..مسعود البارزاني: وُلدت لأنجز استقلال كردستان ونفضّل الموت جوعًا على الرضوخ للظلم والاحتلال...مسعود البرزاني: رجل «كل الأعداء».. يتطلع البرزاني إلى تكريس نفسه زعيماً أول لـ«القضية الكردية» ...

تاريخ الإضافة السبت 17 حزيران 2017 - 7:11 ص    عدد الزيارات 2288    التعليقات 0    القسم عربية

        


علاوي يُطالب إيران بوقف التدخّل في شؤون العراق

المستقبل...(رويترز)... صرّح إياد علاوي نائب الرئيس العراقي بأن دعم إيران لجماعات شيعية في بلاده يعرقل جهود تجاوز الانقسامات الطائفية قبل الانتخابات البرلمانية في العام القادم. وقال علاوي «إيران تتدخل حتى في قرار الشعب العراقي. لا نريد انتخابات قائمة على الطائفية وإنما عملية سياسية شاملة.. نتمنى أن يختار العراقيون بأنفسهم دون أي تدخل من أي قوى خارجية». وقال علاوي «هذا هو الوقت المناسب لإجراء انتخابات نزيهة لا يتدخل فيها أحد.. لا إيران ولا غيره.. ولا تركيا ولا سوريا ولا الولايات المتحدة». وكان علاوي يتحدث في القاهرة حيث جاء لمقابلة مسؤولين مصريين بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لإجراء مناقشات بشأن النفط والصراعات في سوريا واليمن وليبيا.

مسلحو «داعش» يحتجزون 100 ألف مدني في غرب الموصل وسليماني يتجوّل في كربلاء برفقة قادة من «الحشد»

المستقبل..بغداد ـــــــ علي البغدادي.. بعد أيام من ظهور قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني على الحدود العراقية - السورية مع الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية التي تقاتل تحت إمرته، جال سليماني أول من أمس في كربلاء، والتقى بممثل المرجعية الشيعية في المدينة برفقة نائب هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، وعقد اجتماعاً لقادة فصائل «الحشد الشعبي» في المدينة. وبحسب مصادر مطلعة فإن «سليماني التقى بممثل المرجعية الشيعية في المدينة برفقة المهندس، وعقد اجتماعاً لقادة فصائل «الحشد الشعبي» في كربلاء لبحث الأوضاع الأمنية وحماية المدينة من جهة، والأوضاع في محافظة الأنبار». وبحسب صور تم نشرها على مواقع الكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد رافق سليماني في جولته، عدد من قيادات «الحشد الشعبي» إضافة إلى المهندس. وزار سليماني مرقد الإمام الحسين في كربلاء بالإضافة إلى زيارته سوقاً شعبياً مكتظاً بالمواطنين العراقيين والزوار الإيرانيين. الى ذلك، تخوض القوات الامنية العراقية قتالاً شرساً في أحياء محاذية للمدينة القديمة في الشطر الغربي من مدينة الموصل. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أمس إن قواته «تخوض قتالاً شرساً ضد داعش في الجانب الأيمن من الموصل، وتمكنت من السيطرة على 30 في المئة من حي الشفاء في شمال المدينة القديمة». وأضاف الفريق جودت أن «مقاتلي داعش يتحصنون وسط الأزقة والمباني المفخخة»، مشيراً الى أن «قطعات الشرطة الاتحادية نشرت مضاداتها الأرضية وكثفت رصدها الجوي بالطيران المسير، وقصفت ثكنات العدو بالمدفعية والصواريخ وقتلت العشرات من داعش في الشفاء وباب الطوب»، لافتاً الى «إجلاء مئات المدنيين العالقين عبر الممرات الآمنة». وقدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف مدني عراقي لا يزالون محتجزين لدى مسلحي «داعش» في وسط الموصل القديمة التي تسعى القوات العراقية الى استعادة السيطرة عليها. وقال ممثل مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة للاجئين العراقيين برونو جدو في مؤتمر صحافي في جنيف إن «أكثر من 100 ألف مدني ربما ما زالوا محتجزين في المدينة القديمة، وهؤلاء المدنيون المحتجزون بمثابة دروع بشرية». وفي محور قتالي آخر، تمكنت القوات العراقية من تحرير قرى الزنازل وأبو كدور وكنيسة غرب الموصل. وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان أمس إن «قطعات من الجيش العراقي حررت قرى الزنازل وأبو كدور وكنيسة شرق طريق الكسك - المحلبية غرب الموصل، ورفعت العلم العراقي».

عدد النازحين من نينوى قد يتجاوز المليون

بغداد - «الحياة» .. توقعت الحكومة العراقية فرار عشرات الآلاف من آخر المناطق التي يسيطر عليها «داعش» في الموصل. وقال رئيس الإدارة المحلية في سنجار أن مصير آلاف الإيزيديين ما زال مجهولاً بعد ثلاث سنوات على سيطرة التنظيم. وقال جاسم العطية، وكيل وزير الهجرة أمس أن «الوزارة في آخر اجتماع لها مع قادة العمليات المشتركة توقعت نزوح 150 ألف شخص من المدينة القديمة بعد النزوح من منطقة البعاج»، وأضاف أن «النزوح في الأسبوع الماضي لم يقتصر على الموصل وإنما شمل الجانب الغربي، حيث فر من البعاج حوالى 40 ألف شخص خلال يومين»، وزاد أن «نسبة النزوح قد تصل إلى مليون من عموم المدينة والمدن الأخرى بنينوى منذ بدء العمليات والوزارة قادرة على إتمام مهمتها، واستطاعت أن تكسب الرهان بحوالى 40 موظف فقط شاركوا في تقديم المساعدة للنازحين منذ بدء العمليات في الموصل ومحيطها». وأعلن مدير فرع الوزارة في نينوى، خالد عبدالكريم، أنه «في اليوم الواحد وصلت نسبة النزوح إلى 14 ألف شخص لكن الفترة الأخيرة التي تبعت تحرير البعاج في الأسبوع الماضي تراجعت نسبة النزوح في شكل عام في نينوى». وتابع أن «النزوح من المدينة القديمة يحصل بمعدل يومي يصل من 500 شخص إلى حوالى 1000 شخص عن طريق الجسر العائم الواصل بين الجانب الأيمن وفندق الأبروي في الأيسر أو حيي الشفاء والزنجيلي». وفي جنوب نينوى 13 مخيماً وهي الأقرب إلى الجانب الأيمن، حيث تنحسر المعارك بينما تنتشر مخيمات أخرى في الشرق. وأعلن رئيس الإدارة المحلية في الرطبة، غرب محافظة الأنبار عماد الدليمي أن «48 أسرة يقدر عدد أفرادها بـ 150 فرّت من مناطق عانة وراوه والقائم التي يسيطر عليها داعش ونجحت في الوصول إلى المدينة». وأردف أن «تلك الأسر تم استقبالها وتسهيل عبورها إلى الرمادي، كما تم توفير بعض المساعدات الإغاثية لها». يذكر أن الرطبة تخضع لسيطرة القوات الأمنية والعشائر، واستقبلت خلال الأيام القليلة الماضية مئات الهاربين من مناطق سيطرة «داعش» في عانة وراوه والقائم. وفي سنجار، قال القائمقام محما خليل أن «داعش خطف 6417 إيزيدياً من مختلف الفئات العمرية عام 2014»، مؤكداً أن «مصير معظم المخطوفين ما زال مجهولاً، وقد طلبنا من رئيس الوزراء حيدر العبادي المساعدة للعثور عليهم». واجتاح عناصر تنظيم «داعش» سنجار معقل الطائفة الإيزيدية مطلع آب (أغسطس) 2014، وارتكبوا مجازر بحقهم وصفتها الأمم المتحدة بأنها ترقى إلى الإبادة الجماعية، إضافة إلى خطف آلاف الفتيات والنساء من مختلف الأعمار سبايا.

إحباط عمليات انتحارية في سامراء

بغداد - «الحياة» .. أحبطت القوات العراقية في سامراء هجوماً شنه «داعش» على أحد الأحياء السكنية في المدينة وقتلت المهاجمين. وأمر وزير الداخلية بتوفير متطلبات معركة تحرير بلدة الحويجة جنوب كركوك. وأعلن اللواء الركن عماد الزهيري، قائد العمليات المحافظة، أمس، تفجير «ثلاثة انتحاريين وقتل ستة آخرين قبل وصولهم إلى أهدافهم في حي المثنى». وأشاد بـ «التنســيق مع قيادة سرايا السلام التي شاركت عناصرها في العملية». وأشار الى أن «داعش يشــــــن بيـــن فترة وأخرى هجمات انــتحارية على مناطق في صلاح الدين، للتغــــطية على خسائره في الموصل، إلا أن القوات المــــشتركة تنجح في صدها». وأفاد بـــيان لــــلإعلام الحربي التابع لـ «هيئة الحشد الشعـــبي» بأن «قــــوة من الــــلواء 29 أحبطت هجــــوماً نفــــذته مــــجموعة من عناصر داعش حـــاولوا استغلال وقــــت إفطار المقاتلين وتــــسللوا الى منــــــطقة الزوية جنوب الشرقاط، شـــمال محافظة صلاح». وأكد أن «القوة قتلت أربعة مسلحين ولاذ الباقون بالفرار». وأعلن مصدر محلي في صلاح الدين أن «إحدى مضافات داعش شهدت اقتتالاً داخلياً بين مسلحي التنظيم من ولاية كركوك وولاية ديالى». وأشار الى أن «أحد المسلحين قتل، فيما أصيب ثلاثة وفق المعلومات المتوافرة»، وزاد أن «داعش في المطيبيجة يشهد توترات كبيرة منذ أسابيع عدة نتيجة خلافات حادة بين قادته». إلى ذلك، أفادت تقارير إعلامية نقلاً عن مصدر مقرب من وزير الداخلية قاسم الأعرجي بأنه «أوعز بتوفير متطلبات معركة تحرير الحويجة، خلال اجتماعه مع المشرف على أفواج التحرير ‏والمفتش العام في الوزارة العقيد اركان حمد المساري الذي قدم عرضاً للواقع الأمني في ‏تلك المناطق والتشكيلات التي من المقرر أن تشارك في العمليات والحاجات الواجب تأمينها قبل ‏إطلاق العمليات والتنسيق مع القوات والتشكيلات بما يحقق النصر ويعزز الوحدة ‏الوطنية ويخفف من معاناة المدنيين المحاصرين ويسهم في القضاء على عصابات داعش الإرهابية، كما أوعز «بتوفير المتطلبات كافة وأهمية الحفاظ على أرواح المدنيين وعودة العمل ‏بالمؤسسات فوراً وضمان عودة النازحين».‏ وقال جبار المعموري، القيادي في «الحشد الشعبي» إن «داعش شن خلال الساعات الـ48 الماضية حملة ضد عشرات العائلات، في الحويجة والقرى المحيطة بها».

القوات العراقية تبدأ اقتحام الموصل القديمة

الحياة..بغداد - عمر ستار .. واصلت القوات العراقية أمس تقدمها الحذر في الموصل القديمة، حيث يحتجز «داعش» عشرات آلاف المواطنين ويستخدمهم دروعاً بشرية. وأعلن الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد «عمليات قادمون يا نينوى» في بيان أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة حررت حي باب سنجار وتديم التماس مع حي الفاروق في الساحل الأيمن، وترفع العلم العراقي شامخاً على مبانيه». وأحكمت الشرطة الاتحادية حصار التنظيم، بعدما سيطرت على أجزاء مهمة من حي شمال المنطقة القديمة وقال الفريق رائد شاكر جودت في بيان أن «قواتنا التي تخوض قتالاً شرساً ضد الجماعات الإرهابية تمكنت من السيطرة على 30 في المئة من حي الشفاء»، وأوضح أن «داعش يتحصن وسط الأزقة والمباني المفخخة ويستخدم القصف البعيد». وأشار الى أن «قطعات الشرطة تنشر مصداتها الأرضية وتكثف رصدها الجوي وتقصف ثكنات العدو بالمدفعية والصواريخ وتقتل العشرات من الدواعش في الشفاء وباب الطوب». ولفت الى «إجلاء مئات المدنيين العالقين عبر الممرات الآمنة». وأفادت تقارير أمنية بأن جهاز مكافحة الإرهاب بدأ صباح أمس «اقتحام الموصل القديمة وتمكن من التعرض لحاجز الصد الأول لداعش الذي أعد عشرات السيارات المفخخة». وتوقعت «ان يكون التقدم بطيئاً وحذراً للغاية لا سيما أن الأمم المتحدة قدرت أن أكثر من 100 ألف مدني محتجزون لدى التنظيم داعش في هذه المنطقة». وأعلن ممثل مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة برونو غيدو خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن «أكثر من 100 ألف مدني ربما ما زالوا محتجزين في المدينة القديمة، بمثابة دروع بشرية» وأكد أن «هؤلاء المدنيين المحرومين من المياه والغذاء والكهرباء يعيشون في ظروف يتزايد فيها الرعب»، وأوضح أنهم «محاطون بالمعارك من كل جهة في وقت يستهدف القناصين أي شخص يحاول مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة المتطرفين والقلة الذين حاولوا الفرار يعانون من صدمة شديدة». وذكر يار الله في بيان آخر ان «قطعات الفرقة الخامسة عشرة حررت قرى الزنازل وابو كدور وكنيسة شرق طريق الكسك- المحلبية غرب الموصل اضافة الى تحرير قرى البوير واللزاكة والسلام والمنصور ومنشاة المنصور للتصنيع العسكري ومحطة تصفية مياه البوير ورفعت العلم العراقي فيها». في تلعفر، قال مصدر محلي إن «داعش ألغى صلاة وخطبة الجمعة في مساجد المدينة، من دون معرفة الأسباب»، مشيراً الى أن «هذه الإجراءات تعتبر الأولى منذ سيطرة التنظيم عليها قبل ثلاث سنوات».

بارزاني سيتفاوض مع بغداد بعد الاستفتاء على الانفصال

أربيل – «الحياة» أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس، أنه أبلغ إلى رئيس الحكومة الاتحادية حيدر العبادي، عزمه على التفاوض مع بغداد بعد إعلان نتائج الاستفتاء على الانفصال، فيما نفت الأمم المتحدة أي دور لها في عملية الاستفتاء التي يعتزم الإقليم إجراءها في أيلول (سبتمبر) المقبل. وقال بارزاني، في مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية: «تحدثت مع العبادي في وقت سابق حول مسألة الاستفتاء، وأوضحت له أن هذا الأمر طبيعي وهو حق شرعي لشعبنا، ولهذا نريد أن نتفاوض معكم بكل سلام حول النتائج». وأوضح أن «الاستفتاء أمر يتعلق بمصير كل شعب إقليم كردستان، ولذلك فإنه أكبر من الأحزاب ومن الخلافات السياسية، الأكثرية في كردستان مع إجرائه». وأضاف: «حاولنا في السابق أن نجري عملية الاستفتاء، إلا أن الوقت لم يكن مناسباً بعد، وإذا قمنا الآن بتأجيل هذه العملية أكثر فلن يكون ذلك في مصلحة الشعب الكردستاني، وستكون له نتائجه السلبية التي ستؤثر في مصير الشعب». وزاد: «لا نستطيع أن ننتظر حل المشكلات في إقليم كردستان، فهذا الأمر لن يحدث، وقد نفذت الكثير من الدول هذه الخطوة على رغم وجود مشكلات داخلية فيها». من جهة أخرى، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، عقب اجتماعها مع المفوضية العليا للانتخابات في إقليم كردستان إلى «تصحيح التقارير غير الدقيقة التي تفيد بأنها ستشرف على الاستفتاء وتدعمه». من جهة أخرى، قال السفير البريطاني لدى العراق فرانك بيكر إن توقيت الاستفتاء «غير ملائم»، وكان بارزاني «بحث مع السفير في الأوضاع السياسية والأمنية في العراق ومرحلة ما بعد داعش والعلاقات بين الإقليم وبغداد والعملية السياسية في إقليم كردستان». ونقل بيان عن بيكر قوله إن بلاده «تساند حقوق القوميات والشعوب في تقرير مصيرها»، لافتاً الى أن «توقيت الاستفتاء في كردستان غير ملائم»، وتابع أن «بارزاني نقل رغبة الشعب الكردي في تحقيق مكاسبه عبر الطرق السلمية وبعيداً عن العنف». الى ذلك، أفاد نصر الدين سندي، رئيس «هيئة المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة إقليم كردستان» أن «الحزبين الديموقراطي والاتحاد الوطني طلبا من الأطراف السياسية تعيين ممثليها لعضوية اللجنة المكلفة إجراء الحوارات في استفتاء الانفصال»، وشدد على ضرورة «اتخاذ قرار تاريخي لشمول المناطق الكردستانية الواقعة خارج إدارة الإقليم بالاستفتاء» في إشارة الى كركوك وبلدات أخرى من الموصل وديالى.

مسعود البارزاني: وُلدت لأنجز استقلال كردستان ونفضّل الموت جوعًا على الرضوخ للظلم والاحتلال

عبد الاله مجيد.... اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "فورين بولسي".

بغداد: قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني انه اتصل برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ليوضح له ان الاستفتاء على استقلال الاقليم حق طبيعي وقانوني للشعب الكردي، وان الكرد يريدون التفاوض بشأن نتائج الاستقلال بطريقة سلمية من خلال الحوار وليس العنف. واضاف البارزاني، في مقابلة مع مجلة فورين بولسي، ان العبادي "كان متجاوبًا ومتفهمًا، وكان ايجابياً"، مشددًا على ان قضية الاستفتاء تتعلق بمصير شعب كامل، ولهذا السبب هي أكبر من أي اطار سياسي أو أي احزاب سياسية أو أي مشاكل سياسية داخل نظام التعددية الحزبية. واعرب عن ثقته بأن غالبية الشعب الكردي والأحزاب السياسية الكردية تؤيد الاستفتاء. وأوضح رئيس اقليم كردستان ان الهدف من الاستفتاء هو ان يكون لدى القيادة الكردية تفويض من الشعب وان يعرف اللاعبون الداخليون والخارجيون ما يريده الشعب الكردي، وبعد ان يقرر الشعب ويصوّت "سيكون أول مكان نبدأ مفاوضات سلمية جدية معه هو بغداد، لتحقيق أماني الشعب وتلبيتها"، مؤكدًا "ان الاستفتاء هو على الاستقلال، ونتيجته يجب ان تُنفذ". وكان استفتاء أُجري في اقليم كردستان عام 2005 على الاستقلال بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية في عموم العراق، واسفر عن تصويت 98 في المئة من الكرد لصالح الاستقلال، ولكن النتيجة لم تُترجم الى استقلال على ارض الواقع.

تقرير المصير

وفي هذا الشأن لفت البارزاني الى ان منظمات المجتمع المدني هي التي أجرت استفتاء 2005، في حين ان هذا الاستفتاء هو استفتاء رسمي نظامي تجريه الحكومة والأحزاب السياسية وتكون نتيجته ملزِمة. وقال البارزاني ان حكومة اقليم كردستان تعمل منذ سنوات مع خبراء دوليين وخبراء في القانون الدولي وخبراء سياسيين لمساعدتها في هذا الاستفتاء. واضاف انه خلص منذ فترة طويلة الى ان الاستفتاء ضروري لتمكين الشعب الكردي من تقرير مصيره وانه توصل منذ فترة طويلة الى الاعتقاد بأن "بغداد لا تقبل بشراكة حقيقية ذات معنى معنا، ونحن لا نريد القبول بأن نكون خاضعين لهم، وهذا انما هو لمنع حدوث مشكلة أكبر، ولمنع وقوع حرب دموية وتردي الأمن في المنطقة بأكملها". وتابع البارازني ان القيادة الكردية ارادت اجراء الاستفتاء في مراحل عديدة في السابق ولكن بسبب الوضع في العراق وفي المنطقة وبسبب تطورات أخرى ارجأت اجراءه ولكن تأجيله فترة أطول "سيكون له تأثير سلبي على مصير شعبنا ولهذا فإن التوقيت الآن هو الأفضل لاجراء الاستفتاء". ورد البارزاني على منتقدي اجراء الاستفتاء قبل تشكيل البرلمان وبعد عامين على انتهاء ولايته بالقول "إذا انتظرنا نشوء الوضع المثالي لحل كل مشكلة فان هذا لن يحدث ونحن نريد اجراء الاستفتاء لتحقيق الاستقلال ومن شأن ذلك ان يساعدنا على حل العديد من المشاكل بصورة تلقائية". وكانت الولايات المتحدة عارضت الاستفتاء فيما وصفته تركيا بـ"اللامسؤول" وبأنه "خطأ فادح". وقال البارزاني في حديثه لمجلة فورين بولسي انه "إذا كان هؤلاء اللاعبون الدوليون ضد الاستفتاء فهذا يعني انهم ضد قيمهم ومبادئهم ذاتها، أي حق الشعب السلمي الديمقراطي في التعبير عن قراراته بشأن مصيره وإذا وقفوا ضد الاستفتاء فهذا يعني انهم ضد الديمقراطية". ولكنه استدرك قائلا: "المؤسف الآن ان المصالح تأتي قبل القيم والأخلاق والانسانية في هذه العلاقات".

نفضّل الموت!

ورفض البارزاني مقارنة اقليم كردستان بدولة قطر التي يعتمد اقتصادها بدرجة كبيرة على جاراتها وما تكبدته من خسائر بسبب مقاطعتها بتهمة دعم الارهاب قائلا "ان المسألة مختلفة. فان احد الأسباب التي تُساق لعزل قطر هو انهم يدعمون الارهاب ولكن بالنسبة لنا فنحن حطمنا خرافة الارهاب، نحن وهبنا دماً لكسر خرافة الارهاب ودحر الارهاب". أضاف: "نحن نفضل الموت جوعاً على العيش تحت ظلم الآخرين واحتلالهم وإذا اتُخذ القرار بالاستفتاء وكان رد الفعل هو عزلنا فليمُتْ شعبنا. وسيكون ذلك مجداً للعالم ان يَقتلوا شعبنا بالتجويع لأن هذا الشعب أراد ان يحقق مصيره بوسائل ديمقراطية". وعن احتمالات ان يرفض البرلمان العراقي الموافقة على أي اتفاق تتوصل اليه حكومة اقليم كردستان مع حكومة بغداد على الاستقلال قال مسعود البارزاني "نحن سنبدأ التفاوض معهم ولكنها مشكلتهم ما إذا ارادوا التوصل الى اتفاق أو لا. ولكننا سنواصل تعاوننا في مكافحة الارهاب وسنواصل تعاوننا مع بغداد بكل الوسائل في هذا الشأن وسنزيد التنسيق بين قوات البشمركة والجيش العراقي وسنفعل كل ما يلزم لدعم رئيس الوزراء العبادي وإنجاحه في رئاسة الحكومة". وأكد البارزاني انه ليس قلقاً بشأن الاجراءات التي يمكن ان تتخذها بغداد إذا رفضت التوصل الى اتفاق قائلا "ما الذي لم يفعلوه اصلا. فعلوا كل شيء. قطعوا الميزانية، بمعنى انهم أخذوا لقمة الخبز من شعبنا. نحن لا نحصل على شيء من بغداد. ولعل الشيء الوحيد الذي يمكن ان يفعلوه هو غلق المجال الجوي وإذا فعلوا هذه الأشياء سيكون هناك رد فعل ايضاً ولن نقف مكتوفي الأيدي" مؤكدا من جديد "نحن نريد اتباع وسائل سلمية والتفاوض والتفاهم ونريد ان نتفادى سفك الدماء والعنف". وقال البارزاني ان الاستفتاء على الاستقلال سيجري في المناطق المتنازع عليها ايضا ولكنها لن تكون قادرة على القول إن كانت تريد ان تكون جزءا من كردستان، موضحا أن هذا لن يكون سؤال الاستفتاء "ولها خيار الامتناع عن التصويت وإذا احتاجت الى استفتاء آخر فذلك قد يجري لاحقاً". وأورد البارزاني مثالا بالاشارة الى "ان بعض العرب والتركمان والمسيحيين إذا لم يريدوا المشاركة فان مصيرهم يجب ان يقرروه بأنفسهم في استفتاء آخر".

مشاكل كثيرة

وتطرق البارزاني في حديثه الى قوات الحشد الشعبي والميليشيات الشيعية التي سيطرت على مناطق في محافظة نينوى والحديث عن "ممر شيعي" عبر العراق وسوريا. وفي هذا الشأن قال رئيس اقليم كردستان "نحن لا ننظر اليهم على انهم حزمة واحدة بل هناك نوعان من وحدات الحشد الشعبي. جزء منها اولئك الذين حقاً قدموا تضحيات جسيمة في القتال ضد تنظيم داعش، ونحن نقدر عالياً تضحيات تلك الوحدات من الحشد الشعبي التي قاتلت الإرهاب. وهناك ايضاً عناصر تستخدم وحدات الحشد الشعبي غطاء لارتكاب الكثير من الخروقات. ومن واجب الجيش العراقي والشرطة العراقية ضبط المناطق الحدودية وتأمينها. وإذا اصرت وحدات الحشد الشعبي على البقاء في تلك المناطق وممارسة الحكم فان ذلك سيخلق الكثير من المشاكل بكل تأكيد". واعتبر البارزاني ان وجود قوات من الحشد الشعبي جنوب قضاء سنجار "انتهاك كبير لاتفاق عقدناه مع الاميركيين والعراقيين، حيث اتفقنا على نشر وحدة من قوات البشمركة مع وحدة من قوات الجيش العراقي في المنطقة التي يتمركز فيها الحشد الشعبي الآن" مجدداً تحذيره من ان بقاء وحدات الحشد الشعبي في هذه المناطق ينذر بمشاكل كثيرة. ودعا البارزاني الى تمكين الإيزيديين من ممارسة حق تقرير المصير وسكان المناطق المتنازع عليها من تقرير علاقتهم بالاقليم أو بغداد. وقال: "إذا اراد سكان هذه المناطق تنظيم استفتاء وقالت الأغلبية نحن لا نريد ان نكون مع كردستان فاننا سنحترم قرار سكان تلك المنطقة بالكامل". وقال مسعود البارزاني انه لن يترشح في الانتخابات المقرر اجراؤها في وقت لاحق من العام الحالي في اقليم كردستان، معرباً عن امنيته بأن يموت في كردستان مستقلة. واضاف: "أنا وُلدت من أجل استقلال كردستان". واعلن رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في ختام المقابلة: "ان ندائي للعالم الحر ألا يقفوا ضد قيمهم ومبادئهم ذاتها بالوقوف ضد تقرير المصير والحقوق الديمقراطية السلمية لأمتنا. ولمن يقولون ان هذا إذا حدث سيزيد انعدام الاستقرار في المنطقة أقول: على العكس فان ما نريد ان نفعله هو منع المزيد من عدم الاستقرار وسفك الدماء في المنطقة".

مسعود البرزاني: رجل «كل الأعداء»

الاخبار.. محمود مروة... يتطلع البرزاني إلى تكريس نفسه زعيماً أول لـ«القضية الكردية»

بينما ينشغل الجميع في مسألة «الصراع الخليجي»، يواصل مسعود البرزاني سياسته الهادفة إلى فصل إقليم كردستان عن العراق، ضامّاً إليه أيضاً المناطق التي استولى عليها خلال «الحرب ضد داعش». وهو في ذلك يستكمل ما بدأه عقب حرب الخليج في 1991، وكرّسه في المرحلة التالية للغزو الأميركي..

تمثّل شخصية مسعود البرزاني استثناءً في المشهد الإقليمي، وخاصة بعدما منحته «الحرب ضد داعش»، إثر سقوط الموصل في بداية صيف 2014، فرصة تأمين توسّع جغرافي لقوات «البشمركة» خارج الحدود المتعارف عليها لإقليم كردستان في شمال العراق، وتأمين حضور سياسي فاعل ضمن المشهد الرسمي، إلى درجة أنه بات يُعامل من قبل بعض الأطراف الإقليمية النافذة كرئيس دولة. وفي المرحلة الحالية، يتطلع البرزاني إلى تكريس نفسه زعيماً أول لـ«القضية الكردية» في العراق (وفي سوريا كما يطمح)، ليتوِّج بذلك مساراً طويلاً، بدأ في نهاية الثمانينيات إثر مقتل شقيقه إدريس، ووراثة زعامة والده الملا مصطفى. وبغية تركيز دعائم «الزعامة الكردية»، يواصل مسعود في داخل إقليم كردستان مساعيه لإحكام الطوق على المشهد السياسي، إلى درجة أنّ آليات حكمه تُشبَّه من قبل معارضيه بآليات حكم «ملوك الخليج»، فيما نجح من جهة أخرى في ترويج صورة له عبر الإعلام الغربي، تصفه بأنّه يقف على رأس قوات «البشمركة» عند الصفوف الأمامية للجبهات المفتوحة ضد تنظيم «داعش» (ساهم في إنتاج تلك الصورة المفكر الفرنسي «المتصهين» برنار هنري ليفي). وفي إطار الهدف نفسه، ومع اقتراب مرحلة انتهاء العمليات العسكرية في مدينة الموصل، حسم البرزاني مسألة الدعوة إلى استفتاء على استقلال «إقليم كردستان والمناطق الكردستانية خارج إدارة الإقليم»، وأعلنت رئاسة الإقليم في السابع من الشهر الجاري أنّ الاستحقاق سيكون في 25 أيلول المقبل. وهو سيكون الاستفتاء الثاني بعد ذلك الذي نُظِّم عام 2005، بفارق أنّ الحالي رسمي ويأتي ضمن سياقات إقليمية محفّزة في عدد من عواملها على إعادة إنتاج حدود الشرق الأوسط.

تنفيذ «التهديد»

في القراءة السياسية، فإنّ البرزاني نفذ ما كان يهدد به بغداد، وبالأخص منذ خروج الاحتلال الأميركي في 2011، وما تبع ذلك من أزمات سياسية بين أربيل وحكومة نوري المالكي الذي كان يعتمد سياسة مركزية صلبة، تعطي بغداد دوراً وازناً في رسم أطر سياسات البلاد بمحافظاتها المترامية (سياسياً بالأخص)، وهو ما ساهم في توصيفه من قبل معارضيه ومناوئيه بأنّه «صدام صغير». لكن كان لافتاً أنّ حكومة حيدر العبادي واجهت الإعلان عن الاستفتاء بكثير من المرونة، ما عكس توجهاً لديها بعدم منح البرزاني أسباباً تمكّنه من إشعال «معركة إعلامية». وبينما تعرف بغداد أنّ نجاح الاستفتاء لا يعني الانفصال مباشرة، فإنّ هناك قراءة سياسية في العاصمة العراقية تعتبر أنّ «ملف استقلال الإقليم يستخدمه البرزاني في الدعاية لأنه يعلم أنّ الظروف الموضوعية لن تسمح بالاستقلال الآن، إذ لديه إشارات واضحة من الولايات المتحدة والغرب في هذا الاتجاه، فضلاً عن موقفي تركيا وإيران، وهذا ما يجعل العبادي يتجاهل الموضوع لأنه يراه مستهلكاً». إلا أنّ ما قد تغفل عنه هذه القراءة، هو السياقات التي جاء فيها الإعلان: «يُطرح كثير من الأسئلة بشأن التوقيت... وخاصة أن السياسة الإقليمية تتسارع منذ زيارة ترامب (في 20 أيار الماضي) للسعودية»، يقول الصحافي والباحث عبدالله هاوز، والذي يضيف أنّ اختيار هذا التوقيت مرتبط «بتراجع مستوى تهديد داعش للعراق وللأكراد الذين سيطروا خلال معاركهم ضد هذا التنظيم على أراض يعتبرونها لهم، تشمل كركوك، سنجار وخانقين، ما يجعل هذا التوقيت الأمثل بالنسبة إلى حكومة الإقليم». في غضون ذلك، يُبرز اعتبار هاوز أنّ «إدارة ترامب، والدول الخليجية، وإسرائيل، قد لا يعارضون الاستقلال»، تناقضاً مع قراءة بغداد المشار إليها، والتي تستند إلى «رفض إقليمي ودولي»، (علماً بأنّ إسرائيل تؤيد الاستقلال، تماماً كان موقفها بخصوص انفصال جنوب السودان، فيما هناك قراءات تعتبر أنّ السعودية قد توافق، وخاصة أنها لم تعلّق على الدعوة إلى الاستفتاء). من جهة أخرى، تُدعِّم «القراءة البغدادية» حججها بأنّ البرزاني، الذي انتهت ولايته على رأس الإقليم عام 2015، استفاد من «الانشقاقات داخل المشهد السياسي الكردي، ومن انقلابه على الشرعية في الإقليم، وطرد رئيس البرلمان ووزراء كتلة تغيير (غوران) المعارضة، ومنعهم من دخول أربيل»، لإقرار الدعوة إلى الاستفتاء. إضافة إلى ذلك، فإنه استفاد من ترهّل خصمه الأبرز «الاتحاد الوطني الكردستاني» وانكفاء زعيمه التاريخي جلال طالباني، ليهيمن على «القرار الكردي». ويبدو أنّ هذه القراءة تُعوِّل أيضاً على «وجود معارضة متنامية للاستفتاء، من قبل حركة تغيير (غوران) وعدد من الأطراف الإسلامية... لأنهم يعتقدون أنّ توقيت الاستفتاء وواقع أنه قد أعلن من قبل مسعود البرزاني، يهدف إلى استخدامه سياسياً لمآرب شخصية»، يشرح عبدالله هاوز.

كما الوالد... كذلك الابن

قبل يومين، أجاب البرزاني محاوره في مقابلة أجراها مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية، على سؤال بشأن «أهمية استقلال كردستان (الاستفتاء) بالنسبة إلى إرثه السياسي»، قائلاً: «ولدت لاستقلال كردستان... (ولدت عام 1946) في ظلال علم جمهورية مهاباد، وأريد أن أموت تحت علم دولة كردستان المستقلة». قد يدخل هذا التصريح في سياق التحشيد الإعلامي للاستفتاء المقبل. لكنّ البرزاني من خلال هذا الحديث، يطرح فكرة تؤرّخ لمسيرة الأكراد منذ جمهورية مهاباد التي دامت نحو عام واحد في غرب إيران، والتي كان والده مشاركاً في تأسيسها عام 1946 حين انتقل من برزان في العراق إلى غرب إيران، بصورة اختزالية. هو يحاول في بعض إجاباته ضمن المقابلة نفسها، إقناع الأكراد بأنّ هناك تاريخين كرديين أساسيين (ولادة الجمهورية الأولى في مهاباد، والتوجه نحو إعلان الدولة الكردية راهناً)، وأنّ هذين التاريخين يندرجان ضمن مسيرة آل البرزاني السياسية.

منذ الستينيات، بدأ آل البرزاني الاتصال بكل القوى المعادية لبغداد

في الواقع، إذا كان لا أحد يُنكر على مصطفى البرزاني أنه كان شخصية كردية مركزية في القرن الماضي، فإنّ مسيرته أوصلت عملياً القوى العراقية الكردية في نهاية السبعينيات إلى طريق مسدود. وفي استعادة للأحداث، بعد سقوط جمهورية مهاباد، لجأ الملا مصطفى إلى الاتحاد السوفياتي، حيث من المفترض أنه قضى 12 عاماً، قبل أن يعود إلى العراق عقب سقوط الملكية (1958). «ثورة أيلول» التي أطلقها عام 1961، كان الاتحاد السوفياتي يدعمها بهدف إقلاق حلفاء الأميركيين (تركيا وإيران) والتأثير على حكومة بغداد. عقد الستينيات، سوف يشهد تشابك علاقات الملا مصطفى بالقوى الإقليمية، أبرزها جهاز «الموساد» الإسرائيلي ونظام الشاه في إيران، وهذان الطرفان سيفتحان أمامه الباب لتركيز علاقة متينة مع الولايات المتحدة، وبالأخص مع الـ«سي آي ايه». وتلك المرحلة، يشرحها الصحافي والدبلوماسي الفرنسي الراحل اريك رولو، في أحد حواراته المتلفزة، بالقول: «إنّ سياسة الأكراد كانت (تقوم) دائماً على الاتصال بكل القوى المعادية لبغداد... لكن مع الأسف خسروا في كل المجالات». عقد السبعينيات الذي سوف ينتهي بوفاة الملا مصطفى البرزاني في منفاه الأميركي، سيعرف خلاله الأكراد انسداد أفقهم السياسي، وخاصة بعد توصل بغداد وشاه إيران إلى «اتفاق الجزائر» عام 1975. في ذلك العام، وبعدما تُرك مصطفى البرزاني وحده، كتب إلى وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر، قائلاً: «إنّ حركتنا وشعبنا يُدمرون بطريقة لا تُصدّق، في ظل صمت الجميع. نشعر بأنّه تقع على الولايات المتحدة مسؤولية أخلاقية وسياسية تجاه شعبنا الذي ألزم نفسه تجاه سياسة بلادك». سياسة الاتصال «بكل القوى المعادية لبغداد» التي تحدث عنها رولو، سوف يتقنها البرزاني الابن، وخاصة بعد حرب الخليج عام 1991 وبدء حصار الدولة العراقية. فمع تركيا مثلاً، ستتطور علاقاته من قريب إلى أنقرة، إلى حليف وصديق لرجب طيب أردوغان، وصولاً لأن يكون «تاجراً بنفط كردستان» مع صهر الرئيس التركي وزير الطاقة بيرات البيرق. الأمر نفسه مع إسرائيل التي سوف يرسّخ العلاقة لأنه يرى فيها «أفضل لوبي في الغرب» لقضيته، والتي سيبيعها من نفط العراق (كما أكدت وكالة رويترز في عدد من تقاريرها). لا شك أنّ الظروف السياسية ساهمت في أن يتبع آل البرزاني هكذا سياسات. وربما هي الظروف التي تجعله راهناً محافظاً على علاقة جيدة بإيران (قيل إنّ قاسم سليماني زاره في شهر نيسان الماضي إثر رفع علم كردستان في مدينة كركوك المتنازع عليها مع بغداد). لكن أياً كان السبب، فإنّ مسعود البرزاني قد يرقى لأن يجسّد الصورة الأوضح عما يسمى «الأدوات السياسية». رئيس وزراء روسيا الراحل يفغيني بريماكوف، يقول في كتابه «روسيا والعرب» إنّه في المرحلة التي تبعت الغزو الأميركي في 2003، والتي أسست لتوجه كردي شديد نحو الانفصال عن بغداد، فإنّ واشنطن اختارت الإبقاء على كردستان كجزء من الدولة العراقية، آملة الاعتماد على القوى الكردية للحفاظ على مصالحها. وهذا أمر واضح في سياسات البرزاني. (للإشارة، إنّ أهمية الاستناد إلى رأي بريماكوف، هي أنه هو الذي كان موفداً سوفياتياً إلى مصطفى البرزاني في مرحلة الستينيات، حين كان يعمل مراسلاً في الشرق الأوسط لصحيفة «برافدا»).

«رياح» مسعود

بين مسيرتَي مصطفى وابنه، هناك فارق واضح يقوم على أنّ مسعود نجح في ربط أربيل (عاصمة الإقليم) بالعالم، سياسياً واقتصادياً (لطالما قيل مثلاً إنّه يطمح لأن تكون هذه المدينة «دبي جديدة»، برغم الفوارق الطبيعية بينهما). ثمة أمر إضافي، لا بد من الإشارة إليه، وهو أنّ مسعود البرزاني حوّل القضية الكردية إلى قضية انفصالية في العراق، مستفيداً من كل ما تبع حرب الخليج 1991، ومن غزو العراق الذي أسس لنظام طائفي ساعده في تكريس توجهه الانفصالي. ومنذ صيف 2014 وبدء تمدد «داعش»، كان البرزاني أكثر سياسي يشدد على وجوب «إعادة النظر في حدود سايكس بيكو»، وقد مكنته «الحرب ضد داعش» من التمدد حتى الحدود السورية، فيما استغلته واستثمرت فيه كل من أنقرة وواشنطن خلف تلك الحدود الغربية. وبعد نحو ثلاثة أعوام من انطلاق «الحرب ضد داعش»، يطرح البرزاني «الاستفتاء»، مستفيداً من المشهد السياسي المتفكك داخل إقليم كردستان ومن هيمنته عليه، ويتوجه في المقابلة مع «فورين بوليسي» إلى العالم، قائلاً: «نفضل الموت جوعاً، على الحياة تحت القمع والاحتلال». في هذه الجملة، قد يبدو البرزاني مثل ذلك «الكردي» الذي قال محمود درويش يوماً، إنّه «ليس (له) إلا الريح، تسكنه ويسكنها». لكن مسيرة هذا الرجل المتواصلة منذ أيام والده، تحتّم الترقب حتى النهاية، لمعرفة أين ستحطُّ به تلك الريح، بعدما كان ووالده حليفين «لكل الأعداء» المتصارعين في ما بينهم.... وكانا خصمين للأقربين، من بغداد حتى السليمانية وجبل قنديل، حيث يصمد مقاتلو «حزب العمال الكردستاني» ضد تحالف مسعود ــ أردوغان.

«الرؤساء الثلاثة»

في أيار 2015، وعلى هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في الأردن، أثارت الاهتمام صورة للبرزاني كان يصافح فيها الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، فيما كان محمود عباس يتوسطهما. اللافت في الصورة عملياً، هو صدفة اجتماع الثلاثة والتقاط الصورة لهم، كما لو أنّنا كنا أمام مشهد لرئيسَي «دولتي فلسطين وإسرائيل» (وفق حل الدولتين الذي كان جون كيري، يسعى جاهداً في حينه للتوصل إليه)، إلى جانب «رئيس الدولة الكردية». ومعروف أنّ بيريز كان صديقاً للبرزاني، وقد قال عقب لقائه باراك أوباما بعد أيام على سقوط الموصل في حزيران 2014 إنه أبلغه أنه لا يرى أنّ توحيد العراق ممكن، مضيفاً أنّ «الأكراد أقاموا دولتهم من الناحية الفعلية، وهي ديموقراطية». وقبل يوم واحد من ذلك التصريح، قال وزير الخارجية الإسرائيلي في حينه أفيغدور ليبرمان، لنظيره كيري: «العراق يتفكك أمام أعيننا، وسيتضح أن إقامة دولة كردية مستقلة أمر مفروغ منه». وبعد أيام قليلة، دعم بنيامين نتنياهو إقامة «دولة كردية»، وذلك في سياق حديثه عن «تطورات تاريخية (نشهدها) في منطقتنا تترتب عليها تبعات مركزية لأمن إسرائيل، والعالم، واتفاقية سايكس بيكو»، ما وُضع في الإعلام الإسرائيلي في سياق «الاهتمام» بقيام كيانات متنازعة في العراق وسوريا.

 

 



السابق

وزير يمني: مقتل أكثر من 11 ألفاً منذ انقلاب الحوثيين ومجلس الأمن يدعو إلى حماية الموانئ لضمان وصول المساعدات...لمواجهة الكوليرا.. «اليونيسيف» تزوّد 400 ألف بالمياه النقية...الحوثيون ينفذون«محرقة أطفال» في اليمن ...محللون: قطر قد تعود إلى الصفّ الخليجي عاجلا وليس من مصلحة الدوحة الركون إلى حلف يضمّ إيران..الجبير: قطر اتبعت سياسة التخريب في السعودية....بالفيديو.. مكالمات تفضح تآمر مستشار أمير قطر ضد البحرين...انتهاء التدريبات العسكرية المشتركة بين قطر وأميركا...

التالي

القوى السياسية المصرية ترفض دعوات للتظاهر وأنباء عن توقيف عشرات الناشطين...فشل احتجاجات على إقرار اتفاقية تيران وصنافير..السيسي يشارك بأول قمّة لحوض النيل اليوم..فيضانات وانزلاقات أرضية تقتل 25 شخصا في النيجر وساحل العاج...تأخر بث نشرة أخبار يُقيل مدير التلفزيون التونسي ..اتفاق بين الحكومة والمحتجين في تونس يسمح بإعادة ضخ النفط والغاز..جيبوتي تعتبر سحب الجنود القطريين تهديداً لأمن المنطقة...جيبوتي تتهم إريتريا باحتلال أراض متنازع عليها..الجيش الليبي يقتل إرهابيَين بارزَين في بنغازي..قادة أفارقة يرون «خطراً داهماً» في الكونغو..حجز وإتلاف 95 طنا من المواد الغذائية بالمغرب خلال الـ20 يوما من رمضان..الاحتجاجات الشعبية مستمرة في ريف المغرب ومطالبات بتدخل الملك لنزع فتيل الأزمة...العماري: المآسي التي تعيشها الحسيمة خلقت انفصاما في داخلي ...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,130,602

عدد الزوار: 7,621,995

المتواجدون الآن: 0