للمرة الأولى.. الحرس الثوري يقصف دير الزور بصواريخ باليستية إنطلاقاً من إيران (فيديو)..اشتباكات بين قوات النظام السوري والتحالف الدولي في الرقة في مواجهات غير مسبوقة بين الطرفين..تصعيد في حي جوبر الدمشقي واستهدافه بأكثر من 65 غارة...فصائل معارضة تشكّل «غرفة عمليات موحدة» في الباب...استمرار التهدئة الموقتة ... ودرعا تترقب مصيراً مجهولاً اليوم...قيادات التنظيم تفر من مناصبها..«سورية الديموقراطية» تتقدم ببطء في الرقة لتجنب فخاخ «داعش»...رسائل ايرانية عابرة للحدود: الطريق إلى دير الزور تضيق...

تاريخ الإضافة الإثنين 19 حزيران 2017 - 6:33 ص    عدد الزيارات 2591    التعليقات 0    القسم عربية

        


 

للمرة الأولى.. الحرس الثوري يقصف دير الزور بصواريخ باليستية إنطلاقاً من إيران (فيديو)

أورينت نت

https://www.youtube.com/watch?v=86Sn6Tel2eE

استهدفت إيران مساء اليوم الأحد، مدينة دير الزور السورية ، بصواريخ بالستية تم اطلاقها من قاعدة تابعة للحرس الثوري من غرب البلاد، وذلك في تطور خطير على المشهد السوري. وقال بيان صادر عن ميليشيات الحرس الثوري ، إن عمليات القصف بصواريخ باليستية تأتي في سياق الرد على الهجمات التي تعرضت لها طهران ، قبل عشرة أيام . وتداولت حسابات ايرانية على “تويتر” ، تسجيلاً مصوراً قالت إنه لحظات اطلاق الصواريخ من ايران ، استهدفت مركز قيادة من وصفتهم بـ”الارهابيين” في مدينة دير الزور . و لم يحدد البيان عدد الصواريخ التي تم اطلاقها و إنما اكتفى بـ”عدد” من الصواريخ البالستية انطلقت من قاعدة من في كرمانشاه بجنوب غرب إيران. ميدانياً، أوردت صفحات إخبارية سورية على مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن سقوط صواريخ بمحيط مدينة الميادين بريف دير الزور، دون تحديد حجم الخسائر البشرية.

اشتباكات بين قوات النظام السوري والتحالف الدولي في الرقة في مواجهات غير مسبوقة بين الطرفين

ايلاف...أ. ف. ب... بيروت: اندلعت في محافظة الرقة في شمال سوريا الاحد اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي التحالف العربي-الكردي المدعوم من واشنطن، في اول مواجهات على الاطلاق بين الطرفين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واوضح المرصد ان مواجهات دارت في وقت متأخر الاحد في بلدتين تقعان على بعد نحو 40 كلم جنوب مدينة الرقة وذلك بعيد اتهام الجيش السوري للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بإسقاط احدى مقاتلاته في تلك المنطقة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "انها المرة الاولى التي تدور فيها اشتباكات فعلية بين الطرفين في سوريا". وبحسب المصدر فإن الاشتباكات تدور في بلدتي الشويحان وجعيدين التي طردت قوات النظام السوري مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية منها في الساعات الاخيرة. وقبيل اندلاع الاشتباكات اتهم الجيش السوري التحالف الدولي باسقاط احدى مقاتلاته في منطقة الرصافة القريبة من هاتين البلدتين. واعلن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ان طائرة مقاتلة اميركية اسقطت الاحد مقاتلة تابعة للنظام السوري بعد قيام الاخيرة بالقاء قنابل على القوات التي تقاتل تنظيم داعش في شمال سوريا. وقالت قيادة التحالف في بيان "في الساعة 6,43 مساء (17,43 ت غ)، ألقت مقاتلة للنظام السوري (طراز) اس يو -22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية في جنوب الطبقة. ووفقا لقواعد الاشتباك، والحق في الدفاع عن النفس السائد في اطار التحالف (ضد تنظيم الدولة الاسلامية)، فقد تم اسقاطها على الفور من جانب مقاتلة اميركية (طراز) إف/آي-18 إي سوبر هورنيت". ويشكل اسقاط الطائرة والاشتباكات التي تلته تصعيدا في النزاع، في وقت احرزت قوت النظام تقدما ميدانيا في محافظ الرقة وباتت قريبة الى حد كبير من قوات سوريا الديموقراطية التي تدعمها واشنطن.

طريق بغداد - دمشق مفتوح في الاتجاهين

لندن، برلين، بيروت - «الحياة» .. التقت وحدات من الجيش العراقي وقوات من «الحشد الشعبي» مع القوات النظامية السورية وحلفائها عند نقطة عبور واحدة على الحدود المشتركة بينهما للمرة الأولى منذ سنوات. وكانت وزارة الدفاع العراقية صرحت أول من أمس، أن قوات حرس الحدود سيطرت على منفذ الوليد العراقي المقابل لمنفذ التنف السوري وطردت عناصر تنظيم «داعش» منه. وتتمركز عناصر من القوات النظامية السورية وحلفائها منذ أيام على الجانب الآخر من الحدود على بُعد 50 كلم الى الشمال الشرقي من معبر التنف. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» أن الطريق بين دمشق وبغداد بات مفتوحاً في الاتجاهين من نقطة حدودية تقع في الوسط بين معبر التنف الذي تتمركز فيه قوات أميركية وبريطانية وبين منفذ القائم الحدودي الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش». ووصفت بغداد ودمشق سيطرتهما على أجزاء من الحدود المشتركة بين البلدين بـ «الإنجاز الاستراتيجي الكبير»، وأعلنتا عزمهما على تطهير الشريط الحدودي من «داعش» .. وتعارض الولايات المتحدة الأميركية وصول القوات النظامية السورية الى معبر التنف الذي أقامت فيه قاعدة عسكرية، حيث تدرب عناصر من المعارضة السورية. وقالت موسكو قبل أيام إن أميركا نقلت من الأردن إلى سورية منظومة راجمات صواريخ متطورة في إطار التصعيد المتزايد حول المثلث الحدودي. ويكتسب المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن أهمية استراتيجية كونه يُشكل مركز ربط بين بلاد الشام (لبنان وفلسطين وسورية والأردن والعراق) ودول الخليج وإيران ودول آسيا الوسطى.

في موازاة ذلك، حققت القوات النظامية تقدماً جديداً في ريف الرقة، وسيطرت أمس على قرية الكرادي على الطريق الواصل إلى مدينة الرصافة الأثرية. وأفادت مصادر متطابقة مؤيدة للحكومة بأن القوات النظامية سيطرت على بلدتي العيساوي جعيدين في ريف الرقة الجنوبي. والعيساوي هي آخر بلدة تفصل القوات النظامية عن مدينة الرصافة الاستراتيجية. ودخلت القوات النظامية والجماعات الموالية لها محافظة الرقة مطلع حزيران (يونيو) الجاري، بعد سيطرتها على مدينة مسكنة، آخر المراكز الرئيسية لتنظيم «داعش» في ريف حلب الشرقي. وتحاول القوات النظامية تعزيز نفوذها غرب الرقة وجنوبها، في إطار سعيها للسيطرة على البادية السورية وصولاً إلى محافظة دير الزور. وسيطرت القوات النظامية على مساحات واسعة في ريف الرقة الغربي، وباتت على مقربة من الرصافة، جنوب غربي مدينة الطبقة الخاضعة حالياً لسيطرة «قوات سورية الديموقراطية». وفي تحول تكتيكي مهم لمجريات المعركة، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» أمس على قرية كسرة شيخ جمعة، قرب المدخل الجنوبي للرقة. وكانت معارك الرقة تركزت على شمال المدينة وغربها وشرقها، فيما تركت الناحية الجنوبية هادئة لترك «ممر» لعناصر «داعش» للهروب من هذه الجهة باتجاه مدينة دير الزور والبادية السورية. وسيطرت «سورية الديموقراطية» أمس على حي البياطرة شرق مدينة الرقة، بعد اشتباكات دامت أياماً عدة مع عناصر «داعش». إلى ذلك، أعلنت ألمانيا أمس، أنها ستشارك في العمليات ضد «داعش» انطلاقاً من قاعدة إنجرليك بتركيا حتى نهاية حزيران (يونيو) الجاري. وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فان در لاين، إنه من الصعب تحديد موعد لانسحاب قوات بلادها من قاعدة إنجرليك والتوجه الى قاعدة الأزرق الجوية في الأردن. وأوضحت أنّ «القوات الألمانية العاملة في قاعدة إنجرليك ستواصل مشاركتها مع طيران التحالف الدولي لمكافحة داعش حتّى نهاية حزيران الجاري»، مضيفة أن «برلين تحاول الإسراع في عملية نقل جنودها إلى قاعدة الأزرق، وعدم إطالة فترة التوقف عن الطيران». وأعلنت ألمانيا، بداية الشهر الماضي، أنها تدرس نقل نحو 250 جندياً متمركزين في قاعدة إنجرليك للمساعدة في المعركة ضد «داعش»، إلى الأردن، لأن أنقرة ترفض السماح لبرلمانيين ألمان بزيارة القاعدة.

تصعيد في حي جوبر الدمشقي واستهدافه بأكثر من 65 غارة

لندن، فيينا - «الحياة»... قالت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في بيان أمس، إن أحد العاملين في «الهلال الأحمر» السوري أصيب في هجوم على قافلة مساعدات إنسانية قرب دمشق. واستهدفت ضربات جوية مناطق يسيطر عليها عناصر المعارضة شرق دمشق يوم الخميس للمرة الأولى منذ أسابيع بعد سقوط قذائف على مناطق في العاصمة دمشق التي تسيطر عليها الحكومة السورية. وتراجع القتال والقصف حول دمشق بدرجة كبيرة منذ أن توصلت روسيا وتركيا وإيران إلى اتفاق على إنشاء «مناطق خفض التصعيد» في سورية في اجتماع عقد في نيسان (أبريل) في آستانة عاصمة كازاخستان. ومن المقرر أن تجرى محادثات بين العديد من الفصائل السورية والأطراف الأجنبية أوائل الشهر المقبل. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر «كان من المقرر أن تسلم قافلة من 27 شاحنة أرسلتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري والأمم المتحدة الغذاء والدواء والاحتياجات اليومية الضرورية لنحو 11 ألف شخص في بلدة حرستا الشرقية». وأضافت أن عامل الإغاثة أصيب بجروح بالغة في إطلاق نار وقع مساء السبت -الاحد. وتابع البيان «سكان حرستا الشرقية لم يتلقوا أي مساعدات إنسانية منذ نحو ثمانية أشهر. مطلوب تجديد الضمانات الأمنية للمضي قدماً في تسليم المساعدات». إلى ذلك، واصلت القوات النظامية قصفها على حي جوبر الدمشقي، الواقعة عند الأطراف الشرقية للعاصمة. ورصد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تنفيذ الطائرات الحربية ما لا يقل عن 16 غارة مستهدفة بـ 12 منها حي جوبر، وبالبقية مناطق في بلدة عين ترما المحاذية لها والواقعة عند أطراف غوطة دمشق الشرقية، ضمن إطار التصعيد المتجدد على شرق دمشق. وشهد حي جوبر اشتباكات بين القوات النظامية وفصائل المعارضة. ومع تجدد الغارات يرتفع إلى 42 على الأقل عدد الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية، مستهدفة مناطق في حي جوبر ومحيطه وأطراف الغوطة الشرقية، منذ يوم الخميس الماضي، تاريخ بدء التصعيد على الحي ومحيطه، بالتزامن مع قصف بنحو 25 قذيفة مدفعية وصاروخية وقصف بستة صواريخ يرجح أنها من نوع أرض– أرض. ورجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن هذا التصعيد يأتي كتمهيد، لتنفيذ القوات النظامية عملية عسكرية تتحضر لها، لإنهاء تواجد فصائل المعارضة في شرق العاصمة دمشق، عبر التقدم في حي جوبر، وإجبار الفصائل على الانسحاب إلى الغوطة الشرقية. ويأتي هذا التصعيد، بعد 52 يوماً من الهدوء الذي تخلله قصف متقطع محدود من قوات النظام على حي جوبر. كما يعد هذا أول تصعيد من نوعه منذ انتهاء عملية التهجير وخروج آخر دفعة من الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق في الـ 29 من أيار (مايو) الماضي.

فصائل معارضة تشكّل «غرفة عمليات موحدة» في الباب

لندن - «الحياة» .. أعلنت فصائل معارضة سورية تنشط في شمال حلب تشكيل غرفة عمليات موحدة لمدينة الباب بريف حلب الشرقي، وذلك بعد أحداث الاقتتال الأخيرة التي سقط إثرها عدد من القتلى والجرحى. وأفادت مصادر متطابقة للمعارضة أنه تم تشكيل غرفة عمليات من «المجلس العسكري لمدينة الباب»، إلى جانب المجلس المحلي والمؤسسة الأمنية للمدينة، موضحاً أن الفصائل المشاركة هي: الجبهة الشامية، السلطان مراد، لواء سمرقند، فرقة الحمزة، فيلق الشام، الفرقة الشمالية، أحرار الشرقية، لواء الشمال، صقور الشمال، اللواء 51، ولواء المنتصر بالله. وتأتي هذه الغرفة العسكرية بعد يوم من إبرام الفصائل اتفاقاً بحضور تركي، ينص على إخلاء جميع المقرات العسكرية الموجودة داخل المدينة. ونص الاتفاق على منع ارتداء القناع على الوجه (اللثام) للعسكريين والمدنيين حتى أثناء المداهمات، إضافةً إلى أن جميع الاعتقالات والمداهمات تتم بالتنسيق مع غرفة العمليات الرئيسية والمجلس العسكري. كما ينص الاتفاق على منع اعتقال أي عسكري عن طريق الشرطة الوطنية، والسلطة الوحيدة المخولة باعتقال العسكريين هي غرفة العمليات الرئيسية والمجلس العسكري. أيضا تم منع تجوال العساكر داخل المدينة مع أسلحتهم، إضافة إلى منع إطلاق النار تحت طائلة المحاسبة ومصادرة السلاح. وأفاد شهود في ريف حلب بأنه لا توجد أي مظاهر لتنفيذ البيان على الأرض، مشيرين إلى أن ذلك قد يأخذ وقتاً يمتد لأشهر، كما حصل سابقاً في إخلاء المقرات في جرابلس أو مدينة أعزاز. واندلعت اشتباكات عنيفة في المدينة، مطلع الأسبوع الماضي، بين المجلس العسكري للباب، الذي ينتمي معظم عناصره لـ «فرقة الحمزة»، ومجموعة مفصولة من فصيل «الفوج الأول».

استمرار التهدئة الموقتة ... ودرعا تترقب مصيراً مجهولاً اليوم

لندن - «الحياة» .. شهدت مدينة درعا هدوءاً ملحوظاً أمس في ثاني أيام «التهدئة الموقتة»، والتي سبقها تصعيد غير مسبوق منذ آذار (مارس) 2011. ولا يزال وقف إطلاق النار وفقاً للاتفاق الروسي– الأميركي– الأردني، ساري المفعول لليوم الثاني على التوالي. و «علم المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الهدوء لا يزال يسود درعا إجمالاً، وإن تخلله إطلاق نار متبادل بين القوات النظامية وفصائل المعارضة وسقوط عدة قذائف عند منتصف ليل السبت– الأحد. وجاء الهدوء الموقت بعد أعنف معارك شهدتها مدينة درعا منذ بدء اتفاق «خفض التصعيد» في 6 أيار (مايو) الماضي، حيث اندلع القتال العنيف بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وحزب الله اللبناني من جهة، وفصائل المعارضة من جهة أخرى على محاور في درعا البلد ومحيط مخيم درعا، في الثالث من حزيران (يونيو) الجاري، واستمرت حتى 17 من الشهر ذاته. وهو أعنف تصعيد شهدته مدينة درعا منذ أشهر، إذ استهدفتها قوات النظام والطائرات الحربية والمروحية بأكثر من 2000 غارة وبرميل متفجر وصاروخ (يعتقد أنه من نوع أرض– أرض) وقذيفة مدفعية وصاروخية، ما تسبب في دمار كبير بالبنى التحتية والمباني ومنازل المدنيين، إضافة إلى سقوط خسائر بشرية في صفوف المدنيين، فيما قتل عشرات العناصر من فصائل المعارضة والقوات النظامية في هذه المعارك. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بوجود أجواء حذر لدى الفصائل من تطبيق هذا الاتفاق في هذا التوقيت، وبخاصة أن الاتفاق محدود لمدة 48 ساعة. كما أنه جاء بعد وصول تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية للمشاركة في معركة درعا. وكانت فصائل المعارضة أطلقت في النصف الأول من شباط (فبراير) الماضي معركة «الموت ولا المذلة» والتي تهدف من خلالها إلى السيطرة على درعا البلد في مدينة درعا. وتمكنت هذه الفصائل من تحقيق تقدم واسع والسيطرة على كتل أبنية ومواقع قوات النظام، وقضي وقتل وأصيب العشرات من عناصر الطرفين خلال هذه الاشتباكات والقصف الذي رافقها. في موازاة ذلك، أفاد موقع «عنب بلدي» الإخباري المعارض بانخفاض وتيرة التوتر بشكل كبير، موضحاً أنه لم يتم «تسجّيل أي غارات أو براميل أو قصف بصواريخ الفيل، باستثناء غارات بعد ربع ساعة من بدء التهدئة، علاوة على تبادل قذائف الهاون بشكل محدود كل بضع ساعات». وأشار إلى أن كثيراً من الأهالي استغلوا الهدوء الملحوظ، وعادوا إلى المدينة لتفقد منازلهم المدمرة، ومحاولة إخراج بقايا ممتلكاتهم. ولم تعلن غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تقود معركة «الموت ولا المذلة» في حي المنشية، موقفها من «التهدئة الموقتة»، لكنها تبدو ملتزمة على الأرض من خلال وقف المعارك. وأعلنت القوات النظامية عن تهدئة تستمر 48 ساعة في مدينة درعا، وقالت إنها تأتي في إطار «دعم جهود المصالحة الوطنية». وقد بدأت ظهر أول من أمس وتنتهي اليوم. تترقب مدينة درعا مصيراً مجهولاً بعد انتهاء التهدئة اليوم، وذلك بسبب انتظار حشود القوات النظامية والميليشيات الرديفة، وسط صورٍ ضجت بها وسائل التواصل، تحضيراً لمعركة «كبرى» في المدينة. وبحسب مصادر متطابقة في المعارضة، فإن التهدئة الموقتة قام بها وفد «مجهول الانتماء» انطلق من مناطق سيطرة المعارضة، واجتمع مع ممثلين عن الحكومة السورية الخميس 8 حزيران (يونيو) الجاري، ليُغادر ظهر اليوم ذاته من دون معرفة طبيعة اللقاء السري أو نتائجه. وتزامنت الزيارة مع توقف شبه كامل لعمليات القصف، على رغم تحليق طيران الاستطلاع بشكل مكثف في سماء المدينة، إلا أن الأيام التالية شهدت عودة القصف، حتى توقّفت العمليات القتالية في الساعة الثانية عشرة والربع من ظهر السبت. ومع الهدوء الذي بدأ يسود المدينة، أعلنت القيادة العامة للقوات النظامية السورية وقف العمليات القتالية لمدة 48 ساعة، «دعماً لجهود المصالحة الوطنية». وأشارت في بيانٍ إلى أن «الحكومة السورية تحرص على تعزيز المصالحات المحلية، في مختلف المناطق، توازياً مع عمليات اجتثاث الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى عموم سورية». ومع توقف القصف والمعارك، بدأت مفاوضات بين الحكومة السورية والوفد المجهول، الذي يعمل بهدف حماية المدينة من التدمير الكامل، وفق مصادر المعارضة. وعزت المصادر سبب المفاوضات «إلى ترك بصيص أمل يتيح للأهالي أن يسكنوا المدينة ولو سيطر النظام عليها، بدلاً من تدميرها خلال القصف»، مشيرةً إلى أن طلباً وجهه الوفد للنظام ووافق عليه بشرط الانضمام إلى مناطق «المصالحات». ومن شروط التهدئة إيقاف المعارك وإرسال التعزيزات، على أن تكون خطوة أولى تضمن استمرار المفاوضات لتكون أكثر شمولية، في حال التزم الطرفان. وتوقعت المصادر أن يُطالب النظام المعارضة بالانسحاب من المدينة، بينما يحمل الوفد مطالب بتشكيل لجنة مشتركة تضمن عودة الأهالي إلى المدينة، على أن تضمن روسيا النظام لمنع أي خرق. الأيام الماضية التي عاشتها المدينة تُظهر تحييد روسيا سلاحها الجوي، وتحديداً مع الحديث عن الحشود العسكرية، بعد زيارة العميد ماهر الأسد قائد «الفرقة الرابعة» مدينة إزرع في محافظة درعا. وبحسب «عنب بلدي»، فإن عدداً من ضباط الفرقة رافقوا الأسد في الزيارة المفاجئة، وبقوا في مدينة إزرع، في إطار حشود للقوات النظامية لاستعادة السيطرة على كامل درعا البلد. وعلى رغم أن الطائرات الروسية ساهمت في استهداف المنطقة، مع بداية المعارك قبل أشهر، إلا أنها سحبت سلاح الجو، وفق مراقبين توقعوا أنها بداية لتكون روسيا طرفاً ضامناً للتهدئة، بضوء أخضر من الأردن. إثر الحشود أعلن أكثر من فصيل في «الجيش الحر»، تجهيز قواتهم لصد أي هجوم محتمل، كما شكّلت بعض الفصائل، وعلى رأسها «جيش الثورة» و «فوج المدفعية»، غرفة عمليات مشتركة تحت اسم «رص الصفوف» للغرض ذاته. كما أطلق ناشطون حملة «تحرك لأجل درعا»، في محاولة للفت النظر إلى ما يجري في المدينة، وسط دعواتٍ للمجتمع الدولي بضرورة «عدم تكرار نموذج حلب» التي هجر سكانها، منتصف كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي.

قيادات التنظيم تفر من مناصبها

لندن - «الحياة .. وسط تراجع على جبهات عدة، قررت عناصر قيادية من «تنظيم داعش» الفرار من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق أخرى. وأبلغت مصادر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن 3 قيادات من جنسيات مغاربية وسورية تمكنت من الفرار من مناطق سيطرة «داعش» في الآونة الأخيرة. وأكدت المصادر للمرصد أن اثنين من القيادات كانا يعملان في «المكتب الدعوي والحسبة»، إضافة إلى قيادي عسكري في صفوف التنظيم. وشهد ريف دير الزور الغربي استنفاراً من العناصر الأمنية في «داعش» الذين شرعوا في البحث عنهم ومداهمة منازل مقربين منهم وتفتيشها، فيما رجحت مصادر موثوقة للمرصد السوري أن تكون هذه القيادات قد اتجهت نحو الشمال السوري. يشار إلى أن العديد من الحالات المشابهة جرت في أوقات سابقة، حيث فر عناصر وقيادات من «داعش» نحو مناطق في الشمال السوري، ومنها إلى الأراضي التركية. ووثق المرصد في تشرين الأول (أكتوبر) 2016 اعتقال المكاتب الأمنية في «داعش» 9 عناصر من التنظيم في منطقة سكن الادخار بمدينة الرقة. وأكدت المصادر للمرصد حينها، أن التنظيم اعتقل العناصر التسعة، ومن بينهم مسؤول الزكاة في منطقة الكرامة بريف الرقة الشرقي، وهو من الجنسية المصرية، في حين أن بقية العناصر هم من محافظات الرقة ودير الزور وحلب وحمص، وجرى اعتقالهم بتهمة «التنسيق للهروب إلى تركيا». ونشر المرصد السوري في النصف الثاني من شهر أيار (مايو) 2016، أن «داعش» اعتقل قيادياً أمنياً من الجنسية الفرنسية برفقة 14 عنصراً آخرين من عناصر التنظيم والعناصر الأمنية أثناء محاولته الفرار من مناطق سيطرة التنظيم إلى الأراضي التركية عبر المرور بمدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي. إلى ذلك علم «المرصد السوري» أن «داعش» ألزم مكاتب تحويل العملات والحوالات المالية بالتعامل بـ «عملة» التنظيم خلال تعاملاته المالية مع داخل مناطق سيطرة التنظيم وخارجها. ووردت إلى «المرصد السوري» نسخة من قرارات عممها «داعش» على أصحاب مكاتب الصيرفة جاء فيها أنه لن يتم تحويل الحوالات من داخل الأراضي تحت سيطرة «داعش» أو خارجها إلا من طريق عملة «التنظيم» حصراً.

«سورية الديموقراطية» تتقدم ببطء في الرقة لتجنب فخاخ «داعش»

لندن - «الحياة» .. تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات «مجلس منبج العسكري» و «قوات سورية الديموقراطية» من جانب، و«تنظيم داعش» من جانب آخر على محاور في أطراف قرية كسرة جمعة عند الضفاف الجنوبية لنهر الفرات، بجنوب مدينة الرقة. وقالت مصادر متطابقة إن «قوات سورية الديموقراطية» وحلفاءها يتقدمون ببطء لتجنب «فخاخ» عناصر «داعش»، وبخاصة وسط المدينة. وعلم «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الاشتباكات تتواصل في محاولة من قوات عملية «غضب الفرات» تحقيق تقدم في في المنطقة، لاستكمال تطويق مدينة الرقة ومحاصرة «داعش» عبر التقدم إلى الضفاف الجنوبية المقابلة لحي المشلب بشرق مدينة الرقة. وأكدت مصادر موثوقة لـ «المرصد السوري» أن الاشتباكات بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» و «القوات الخاصة الأميركية» من جانب، و «داعش» من جانب آخر داخل مدينة الرقة تباطأت بشكل كبير. وعزت المصادر السبب في ذلك، إلى وصول قوات عملية «غضب الفرات» إلى تحصينات «داعش» في مدينة الرقة، حيث يستميت عناصر التنظيم في صد الهجمات التي تقوم بها «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» و «القوات الخاصة الأميركية». وعمد التنظيم سابقاً إلى زرع الألغام بكثافة، إضافة إلى نشر قناصته ورصد معظم الطرقات والمحاور الواصلة إلى مناطق تواجده، واعتماده كذلك على الهجمات المعاكسة وتفجير عناصره أنفسهم بأحزمة ناسفة. وأفاد «المرصد» بمقتل شخصين وجرح آخرين جراء القصف، ومقتل شخص ثالث جراء انفجار لغم ارضي في منطقة الحصيوة، غربي مركز مدينة الرقة، مشيراً إلى استمرار تنفيذ طائرات «التحالف الدولي» ضرباتها المكثفة على مناطق في مدينة الرقة. ووردت معلومات عن إعدام «داعش» رجلاً من قرية كسرة فرج بريف الرقة وذلك بتهمة «تهريب المدنيين إلى خارج أراضي سيطرة التنظيم». ودارت اشتباكات عنيفة بين «داعش» من جهة و «مجلس منبج العسكري» وعناصر من «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من «التحالف الدولي» من جهة أخرى قرب المدخل الجنوبي لمدينة الرقة ليل السبت- الأحد وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. ومن شأن تقدم «قوات سورية الديموقراطية» وحلفائها في جنوب الرقة ودخول قرية كسرة جمعة والسيطرة عليها، أن يساعد «سورية الديموقراطية» في استكمال تطويق مدينة الرقة، من الجهة الرابعة، حيث تسعى «سورية الديموقراطية» والقوات المساندة لها والمشاركة معها في عملية «غضب الفرات» إلى تحقيق تقدم أكبر نحو جنوب مدينة الرقة، بغية إجبار عناصر «تنظيم داعش» على الانسحاب من المدينة قبل أن يتم محاصرتهم من كل جانب، أو القتال حتى النهاية. كذلك أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بحدوث اشتباكات تواصلت بوتيرة متفاوتة العنف بين «قوات سورية الديموقراطية» و «قوات النخبة السورية» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة، و «تنظيم داعش» من جهة أخرى، على محاور في أطراف حي البتاني بالأطراف الشرقية لمدينة الرقة، بالتزامن مع اشتباكات بين «سورية الديموقراطية» وعناصر التنظيم في أطراف حيي البريد وحطين من جهة حي الرومانية بالقسم الغربي لمدينة الرقة. وتتوخى قوات عملية «غضب الفرات» الحذر في عملية تقدمها، نتيجة كثافة الألغام التي زرعها «تنظيم داعش» في نقاط التماس، بالإضافة إلى نشر التنظيم قناصته واعتماده الهجمات المعاكسة وتفجير مقاتلين أنفسهم بأحزمة ناسفة. وبحسب «المرصد السوري»، فقد ارتفع عدد الضحايا المدنيين نتيجة القصف على الرقة إلى ما لا يقل عن 120 شخصاً، من ضمنهم ما لا يقل عن 25 طفلاً دون سن الثامنة عشرة، و21 سيدة فوق سن الـ18. كما تسبب القصف الجوي بإصابة المئات بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف وإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة. كما دمِّرت عشرات المنازل والمرافق الخدمية في المدينة، نتيجة القصف المكثف، الذي استهدف مدينة الرقة ومحيطها وأطرافها. كما تسببت الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي والقصف المكثف على مدينة الرقة وأطرافها، والعمليات العسكرية التي شهدتها المدينة من قصف وتفجيرات واشتباكات مع قوات عملية «غضب الفرات» في مقتل ما لا يقل عن 142 عنصراً من «تنظيم داعش» بينهم قياديون محليون وقادة مجموعات، ومعلومات مؤكدة عن مقتل عناصر آخرين. ومنذ بدأت العملية العسكرية لاستعادة الرقة من سيطرة «داعش»، تمكنت «سورية الديموقراطية» من السيطرة على أحياء المشلب والصناعة والسباهية والرومانية وأجزاء من ضاحية الجزرة، وأجزاء من الفرقة 17 والسيطرة على معمل السكر، إضافة إلى دخولها أطراف حي البتاني بشرق المدينة وحيي حطين والبريد بغرب المدينة بالتزامن مع استمرار قوات عملية «غضب الفرات» في عمليتها الذي تهدف من خلالها للتقدم في الأجزاء الشرقية المتبقية تحت سيطرة «داعش» والتقدم شمالاً وجنوباً لإنهاء تواجد التنظيم في الأجزاء الشرقية من مدينة الرقة وفرض سيطرتها على كامل المحيط والأطراف الشرقية لمدينة الرقة، والتقدم كذلك من الغرب لفصل المدينة عن الفرقة 17، وإجبار التنظيم على الانسحاب من الفرقة 17 قبل محاصرتهم، أو اختيار التنظيم للقتال حتى النهاية فيها.

رسائل ايرانية عابرة للحدود: الطريق إلى دير الزور تضيق

(الأخبار)... فيما يكثّف الجيش السوري وحلفاؤه عملياتهم عبر مختلف المحاور تمهيداً لطرق أبواب دير الزور، أخذت أجواء التصعيد منحى متزايداً مع قيام «التحالف الدولي» بإسقاط طائرة سورية أمس، فيما جاءت الأنباء عن دخول صواريخ إيرانية على خط «الحرب ضد داعش» لتكمل رسم المشهد... يواصل الجيش السوري وحلفاؤه تعبيد الطرقات نحو دير الزور على مختلف المحاور. بوصلة العمليات العسكرية في ريف الرقة الجنوبي الغربي ما زالت تشير إلى الرصافة التي يُرجّح أن تبدأ معارك اقتحامها بين ساعة وأخرى، فيما تتواصل العمليات التمهيدية نحو السخنة (ريف حمص الشرقي، وبوابة الحدود الإدارية بين حمص ودير الزور)، وبالتزامن يعمل الجيش وحلفاؤه على قضم مزيد من المساحات في أقصى ريف حمص الجنوبي الشرقي الذي يُعتبر بدوره بوابة نحو الريف الجنوبي لدير الزور. ولا يمكن فصل العمليات العسكرية للقوات العراقية عن نظيرتها في الجانب السوري. ولا تقتصر أهمية تقدم القوات العراقية نحو الشمال الشرقي لمعبر الوليد على الناحية الرمزية، أو على أهمية التقاء الطرفين في استكمال للالتفاف حول «الخطوط الحمراء» الأميركية متمثلة بنقطة التنف، بل تتجاوزها نحو تقريب المسافة من البوكمال (ريف دير الزور الجنوبي الشرقي). ومن المرجّح أن الأخيرة في طريقها لتكون أول معقل بارز من معاقل تنظيم «داعش» مستهدف بعملية عسكرية مشتركة للقوات السورية والعراقية. وعلى الرغم من أن المدينة ما زالت في حسابات الجغرافيا بعيدة نسبياً عن مسار تقدم القوات، غير أن التطورات الأخيرة على الحدود تتيح للقوات السورية والعراقية الشروع في مزامنة التقدم البري على طرفي الحدود صعوداً نحو الشمال ليكون معبر القائم الحدودي هدفاً للقوات العراقيّة، في مقابل مدينة البوكمال التي تشكل هدفاً استراتيجيّاً للقوات السوريّة.

قال أمير عبد اللهيان عقب الضربات إنّها ليست إلا تحذيراً ناعماً

وتواصل الأخيرة توسيع الطوق الفاصل بين المجموعات المسلّحة المدعومة أميركيّاً والمتمركزة في التنف، وبين الحدود الإدارية لمحافظة دير الزور عبر توسيع مناطق سيطرتها نحو الشمال انطلاقاً من نقاط التثبيت الساعية إلى تكريس معادلة ميدانيّة جديدة بعد السيطرة على منطقة «أم الصلابة». وتبدو منطقة حميمة (ريف حمص الشرقي) هدفاً أساسياً على خارطة عمليات الجيش السوري وحلفائه. وسيكون مرجّحاً إذا ما واصلت هذه العمليات الاشتغال وفق تكتيك «تشتيت الجبهات»، أن يسعى الجيش وحلفاؤه إلى مزامنة محاولات التقدم نحو حميمة مع مخطط الاقتحام البري للسخنة. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الكلام على «نجاح الجيش السوري في قطع خطوط إمداد «داعش» من القائم نحو السخنة» يحمل نوعاً من المبالغة، والأصح أنّ العمليات قد وضعت هذا الهدف على سلّم الأولويات، غير أن تحقيقه ما زال في حاجة إلى مزيد من الوقت والمعارك. وباتت السخنة قاب قوسين من القوات السورية المتقدمة نحو الغرب في عمليات محيط تدمر. وكانت سيطرة الجيش أمس على محمية التليلة (شرق تدمر) قد جعلت من المحطة الثالثة في حكم الساقطة ناريّاً. وتشكل المحطة الثالثة نقطة انطلاق مستقبليّة نحو السخنة. وتؤدي عمليات الجيش في ريف الرقة الجنوبي الغربي وظيفة مكملة لنظيرتها في ريف حمص الشرقي، إذ تتيح السيطرة على الرصافة حال حدوثها تكثيف الضغط على تجمعات «داعش» الأساسية، وحرمانه إمكانية تبادل الإمداد نظراً لانشغال مسلحيه المتمركزين في كل نقطة بمحاولات الدفاع عنها. في الوقت نفسه، سيكون من شأن السيطرة على الرصافة أن تمنح الجيش وحلفاءه فرصة توسيع نطاق السيطرة في الريف الجنوبي الغربي للرقة، والتوجه جنوباً نحو الحدود الإدارية الفاصلة بين الرقة وحمص، علاوة على إمكانية الشروع في رسم شعاع سيطرة باتجاه الجنوب الشرقي نحو جبل بشري تمهيداً لعزله عن أي تأثير محتمل على القوات المتقدمة برياً في اتجاه دير الزور (حالَ البدء بهذا التقدم). وإذا ما واصلت العمليات سيرها بالإيقاع ذاته، فمن المحتمل أن تكون خواتيم شهر حزيران الجاري بمثابة علامة زمنيّة فارقة في مسار الحرب السوريّة. ورغم رجحان كفة الجيش السوري حتى الآن في عمليات البادية في العموم، غير أنّ كل تقدم جديد للجيش السوري من شأنه أن يشدّ الأنظار أكثر فأكثر نحو ردود الفعل الأميركية المحتملة. ودأبت واشنطن حتى وقت قريب على تأكيد أنها لا تنوي مهاجمة القوات السوريّة إلا في «حالات دفاعية»، وهو الإطار الذي كانت قد وضعت فيه استهدافاتها السابقة للقوات السورية في محيط التنف. غير أن قيام «قوات التحالف الدولي» بإسقاط طائرة سورية أمس في منطقة الرصافة، يوحي باحتمالات جنوح أميركي نحو «تغيير قواعد الاشتباك». وتأتي خطوة إسقاط الطائرة في سياق سلسلة خطوات تصعيدية أميركية تلت تنفيذ القوات السورية عملية الالتفاف نحو أم الصلابة، على رأسها نشر منظومة «هيمارس» الصاروخية في التنف. ويضاف إلى ذلك الحديث المتزايد عن نيّات لنقل مجموعات مسلحة سورية جديدة نحو التنف، وهي خطوة من شأنها أن تكون مقدمات لسلوك ميداني أميركي جديد. وما زال الانخراط البري المباشر لقوات أميركية في مواجهة القوات السورية وحلفائها خياراً مستبعداً حتى الآن، غير أن تزايد الحديث عن هذا الخيار في وسائل الإعلام الغربية يجعل أخذه في الاعتبار أمراً وارداً. وغير بعيد عن الأجواء التصعيدية والرسائل الصاروخية، تأتي الأنباء عن قيام القوات الإيرانية بتنفيذ ضربتين صاروخيتين ضد معاقل تنظيم «داعش» في دير الزور، في إجراء يمثل سابقةً، كما يبعث رسائل تصعيدية إلى واشنطن في إطار احتدام الكباش الأميركي الإيراني في الساحة السورية. وأكد بيان لقوات حرس الثورة الإيراني أنه تم استهداف «مقر قيادة ومركز تجمع وإسناد للإرهابيين التكفيريين في منطقة دير الزور، بهدف معاقبتهم... إثر الجريمة التي قاموا بها في 7 حزيران في طهران»، مبيّناً أنه «تم إطلاق صواريخ أرض ــ أرض من القواعد الصاروخية (للحرس) في محافظات كرمانشاه وكردستان (غرب إيران)». وكان مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي الخامنئي، قد وصف أمس أكاذيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد ايران بأنها «تهديدات فارغة»، مؤكداً أن بلاده «لا تعبأ» بهذه الافتراءات. وأوضح، خلال استقباله لعدد من أسر شهداء حرس الحدود، أن «الأميركيين حاولوا مراراً تغيير نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إلا أنهم فشلوا»، مضيفاً أن «الأميركيين لم يدركوا إلى حدّ الآن حقيقة الشعب الايراني». ووصف مسؤولي الإدارة الأميركية بأنهم «مبتدئون وعديمو الخبرة ولا يعرفون ماذا يفعلون». في السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، أنه «في حال لم تغيّر أميركا نهجها، فسنرغمها على ذلك»، فيما كتب مساعد وزير الخارجية الإيراني السابق للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، عقب الضربات، على حسابه على «تويتر»، أن «هذا كان مجرد تحذير ناعم».

تباينات أميركية بشأن «معركة» في الجنوب؟

نقل موقع «فورين بوليسي» عن مصدرين مطّلعين على خطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن عدداً من كبار المسؤولين في البيت الأبيض يدفعون إلى «توسيع الدور الأميركي في الحرب السورية»، من منطلق أنها «تشكل فرصة لمواجهة إيران وقواتها على الأرض». ولفت المصدران إلى أن هذا التوجه الذي يقوده مسؤولون في البيت الأبيض، رغم اعتراضات البنتاغون، يتزعمه كبير مديري الاستخبارات في مجلس الأمن القومي إزرا كوهين واتنيك، وكبير مستشاري مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط ديريك هارفي، ويطالب بـ«بدء الولايات المتحدة بهجوم في جنوب سوريا ضد القوات المدعومة من إيران، والتي تقاتل دعماً للرئيس السوري بشار الأسد». وأشار الموقع إلى أنه «على الرغم من المواقف الأكثر عدائية من بعض هؤلاء المسؤولين في البيت الأبيض، فإن كلاً من وزير الدفاع جايمس ماتيس والقادة العسكريين وكبار الدبلوماسيين الأميركيين، يعارضون فتح جبهة أوسع ضد إيران ووكلائها في جنوب شرق سوريا»، معتبرين أنها «خطوة محفوفة بالمخاطر. وقد يؤدي أيّ اشتباك إلى أعمال انتقامية ضد القوات الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا».

الجيش الأميركي يُسقط طائرة للأسد

المستقبل..(أ ف ب، رويترز، سبوتنيك، أورينت.نت).... أعلن الجيش الأميركي أن طائرة حربية تابعة له أسقطت طائرة سورية كانت تسقط قنابل قرب مقاتلين تدعمهم واشنطن في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) «أسقطنا مقاتلة سورية من طراز«سو-22»بعد شنها هجوما على مواقع لـ«قوات سوريا الديمقراطية». وأصدرت القيادة المركزية الأميركية بيانا قالت فيه إنه تم إسقاط الطائرة «في دفاع جماعي عن النفس للقوات المشاركة في التحالف» تم تحديدهم بأنهم مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية قرب الطبقة. وقالت قيادة التحالف في بيان «في الساعة 6,43 مساء (17,43 ت غ)، ألقت مقاتلة للنظام السوري (طراز) اس يو -22 قنابل بالقرب من مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية في جنوب الطبقة. ووفقا لقواعد الاشتباك، والحق في الدفاع عن النفس السائد في اطار التحالف (ضد تنظيم «داعش»)، فقد تم اسقاطها على الفور من جانب مقاتلة اميركية (من طراز) إف/آي-18 إي سوبر هورنيت». وحسب«رويترز» ذكر جيش النظام السوري أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أسقط طائرة تابعة له في ريف الرقة الجنوبي خلال مهمة قتالية سورية ضد مقاتلي تنظيم«داعش». وجاء في البيان«أقدم طيران ما يدعى بالتحالف الدولي بعد ظهر اليوم (أمس) على استهداف إحدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة». واندلعت اشتباكات للمرة الاولى في سوريا بين قوات النظام السوري والتحالف العربي - الكردي المدعوم من واشنطن في محافظة الرقة شمال البلاد، حسب ما افاد المرصد السوري. واوضح المرصد ان مواجهات دارت في ساعة متقدمة في بلدتين على بعد نحو 40 كلم في جنوب مدينة الرقة، وذلك بُعيد اتهام جيش النظام السوري للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بإسقاط احدى مقاتلاته في تلك المنطقة. وفي سياق آخر، أعلن الحرس الثوري الايراني انه اطلق مجموعة صواريخ من غرب ايران على «قواعد للارهابيين» في منطقة دير الزور في سوريا التي يسيطر عليها خصوصا تنظيم «داعش». وقال الحرس في بيان نشر على موقعه ان هذا الهجوم يأتي «رداً» على الاعتداءات التي استهدفت في السابع من حزيران مجلس الشورى الايراني وضريح الخميني في طهران واسفرت عن مقتل 17 شخصا وتبناها التنظيم المتطرف. واضاف بيان الحرس الثوري «في هذه العملية، اطلقت صواريخ متوسطة المدى من محافظتي كرمنشاه وكردستان. قتل عدد كبير من الارهابيين وتم تدمير معداتهم واسلحتهم». وتابع ان الهجوم استهدف «مركز قيادة وتجمع (...) الارهابيين في دير الزور في شرق سوريا». وفي سياق آخر، خرقت قوات الأسد والميليشيات الشيعية الداعمة لها اتفاق «الهدنة المؤقتة» في محافظة درعا، بعد تعرض الأحياء المحررة في المدينة لقصف بقذائف الهاون. وقال مراسل «أورينت.نت»، إن قوات الأسد استهدفت الأحياء المحررة في مدينة درعا بقذائف الهاون، كما تعرضت بلدة الغارية في الريف الشرقي لقصف مدفعي. وكانت مصادر عسكرية كشفت السبت لـ«أورينت نت» عن التوصل إلى «هدنة مؤقتة» في محافظة درعا، وذلك بعد نحو أسبوعين على الحملة العسكرية التي تشنها قوات الأسد وميليشيات إيران على المناطق المحررة في المحافظة. وأكدت أن غرفة العمليات الدولية «الموك» وجهت رسالة إلى فصائل «الجبهة الجنوبية» التابعة للجيش السوري الحر تفيد ببدء سريان «هدنة غير معلنة» في محافظة درعا اعتباراً من تمام الساعة 12 من ظهر أمس. وأشارت المصادر إلى أن الهدنة في درعا تشمل وقف عمليات القصف الجوي والبراميل والمدفعي والصاروخي وكل أشكال العمليات العسكرية، كما تتضمن منع نظام الأسد من استقدام تعزيزات عسكرية إضافية الى المحافظة. يذكر أن محافظة درعا «الحرة»، أعلنت الثلاثاء الماضي، الأحياء الخارجة عن سيطرة النظام في مدينة درعا وبلدات مجاورة لها، «مناطق منكوبة»، وناشدت المنظمات الإنسانية والدولية والدول «التي بقي لديها حس إنساني» بمساعدة الأهالي في هذه المحافظة.

 



السابق

أخبار وتقارير..مقتل 4 عسكريين أمريكيين على يد عنصر أفغاني..نواب جمهوريون على لائحة الاغتيال في أميركا والتحقيق في جريمة ملعب البيسبول يكشف الكثير..ترامب مدين للمصارف بمئات الملايين من الدولارات...مفاوضات «بريكزيت» تنطلق غداً وأنصار أوروبا يتوقعون فشلها...رئيس الفيليبين يؤكد: المعركة مع المتشددين تقترب من نهايتها..زعيم المعارضة التركية: أردوغان نفذ «انقلاباً» مضاداً ومدير أمن اسطنبول السابق يسلّم نفسه..ماكرون نحو اكتساح البرلمان اليوم...بوتين: العقوبات الأميركية لن تجرنا إلى طريق مسدود...مستقبل العولمة: أميركا تعود الى القلعة والصين تخطو خارج السور ..

التالي

واشنطن: طهران تزود الحوثيين بـ «كروز» «ما يشكل تهديداً للملاحة في هرمز وباب المندب»..البحرية السعودية تضبط زورقا «تخريبيا» محملا بالسلاح...الحوثيون احتجزوا 550 قافلة إغاثة..الجيش اليمني يحبط هجمات المتمردين ويتقدم في حجةوتصفية قائد عمليات الحوثي.. و36 انقلابياً..الحكومة اليمنية توافق على تسليم الحديدة لطرف ثالث...«الداخلية» البحرينية: تفجير«ارهابي» في قرية الدراز يسفر عن استشهاد رجل أمن ..رئيس وزراء البحرين يشيد بحرص خادم الحرمين على الأمة..تسجيلات هاتفية تكشف تآمر قطر لزعزعة أمن البحرين..المنامة طلبت من جنود قطريين مغادرة أراضيها..«رسائل مودة» من إيران إلى قطر..إغلاق المنفذ البري الوحيد لقطر..منظمة التعاون الإسلامي تستعد لعقد اجتماع في ساحل العاج..الكويت: السجن بدلاً من الإعدام للمتهم الأول في «خلية العبدلي»..أمير الكويت يدعو للحفاظ على «الكيان الخليجي»..قرقاش: تعاملنا المسؤول مع التطرف والإرهاب جعلنا فوق الشبهات..قمّة أردنية فرنسية اليوم لبحث أوضاع المنطقة وتعديل بحكومة الملقي واستحدث وزارة جديدة..

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله..

 الأربعاء 25 أيلول 2024 - 12:53 م

على الولايات المتحدة منع قيام حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله.. في الأسبوع الماضي، وبعد أحد عشر ش… تتمة »

عدد الزيارات: 171,795,515

عدد الزوار: 7,645,159

المتواجدون الآن: 0