الصدر يستعد لجولة أوروبية بدعوات رسمية...المعارضة التركية:استفتاء الأكراد إعلان حرب...تصعيد تركي ـ إيراني حول استفتاء كردستان العراق.. بارزاني يجدد تمسكه بالاستحقاق وأربيل تستعد لإرسال وفود إلى دول العالم لجلب التأييد..احتجاز سفينة أجنبية في البصرة للتحقيق في حادثة تصادم ..القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة وسط مدينة تلعفر..حكم غيابي بسجن وزير المال العراقي السابق...الموصل..روايات مؤلمة للعائدين إلى المدينة التي تحولت إلى أنقاض...أهالي «جرف الصخر» مبعدون عن مدينتهم منذ 3 سنوات ومجلس بابل قرر مقاضاة المطالبين بعودتهم....

تاريخ الإضافة الجمعة 25 آب 2017 - 6:19 ص    عدد الزيارات 2440    التعليقات 0    القسم عربية

        


الصدر يستعد لجولة أوروبية بدعوات رسمية...

بغداد – «الحياة» .. أعلنت مصادر مقربة من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أنه سيبدأ قريباً جولة أوروبية تلبيةً لدعوات رسمية من فرنسا وألمانيا وبلجيكا والفاتيكان، فيما أكد الصدر خلال لقائه زعماء عشائر، أن زياراته الخارجية لا «تستهدف العلاقات العراقية مع إيران» .. وأكد الصدر خلال مؤتمر صحافي إثر لقائه عدداً من شيوخ العشائر من مدن مختلفة في منزله بالنجف أمس، أن زيارته السعودية أخيراً «لم تكن على حساب علاقة بغداد مع طهران، ولم تستهدف النيل من تلك العلاقة». وأضاف أن «الحكومة على علم بكل زياراتي وخطواتي السابقة واللاحقة، التي لن تشمل الدول العربية وحدها بل ستشمل كل الدول التي تريد الانفتاح على العراق». وعلمت «الحياة» من مصدر مقرب من الصدر أنه «تلقى بعد زيارته الرياض وأبو ظبي، عدداً من الدعوات الرسمية لزيارة دول عربية وإقليمية، وأخرى لزيارة أوروبا». وأوضح المصدر أن الصدر يستعد لجولة «تشمل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإيطاليا والفاتيكان، وهي تتخذ طابعاً رسمياً، وسيعقد لقاءات مع كبار المسؤولين في هذه الدول». وتابع أن «الجولة الأوروبية لن تختلف أهدافها عن الزيارات السابقة، وسيركز فيها على تكريس انفتاح العراق، ويدعو الشركات إلى الاستثمار في البلاد وإعمار المناطق المتضررة جراء الإرهاب، وتقديم الدعم إلى الحكومة». وكان الصدر زار نهاية الشهر الماضي المملكة العربية السعودية واستقبله في جدة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وزار منتصف الشهر الجاري الإمارات العربية المتحدة والتقى ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان. ميدانياً، واصلت القوات العراقية تقدمها في قضاء تلعفر، وأعلنت قيادة العمليات المشتركة استعادة 23 قرية، والسيطرة على عدد من الأحياء بعد أربعة أيام من انطلاق المعركة. وأضافت أن «مقاومة داعش تشتد كلما تقدمت القوات في اتجاه وسط المدينة، وبدأ التنظيم يدفع المزيد من الانتحاريين الذين يقودون عربات مفخخة، وعناصرَه المعروفين بالانغماسيين، مستفيداً من شبكة الأنفاق التي حفرها». وجاء في بيان لإعلام «الحشد الشعبي»، أن قواته «بالتعاون مع قطعات من الجيش حررت الجزيرة (البساتين) شرق تلعفر بالكامل، وهي لا تبعد سوى 250 متراً عن مركز القضاء، كما حررت في المحور ذاته حي الخضراء بعد معارك استمرت يومين». وأضاف أن قوات «اللواء 26 تمكنت من تحرير تل خضر إلياس في حي الجزيرة من الجهة الجنوبية، بدعم طائرات عراقية وجهت ضربات موجعة إلى تجمعات داعش، كما سيطر الحشد والشرطة الاتحادية على ما يسمى ديوان التعليم في حي الوحدة في المحور الشمالي الشرقي، بعد وقت قصير من اقتحامه». وأشار إلى أن «الجهد الهندسي فكك 140 عبوة ناسفة في قرية مال ويران شمال غربي تلعفر بعد أن تم تحريرها أمس (الأربعاء)، فضلاً عن تطهير شارع سنجار تلعفر، بطول 17 كيلومتراً، وفكك 40 منزلاً مفخخاً في حي الكفاح الجنوبي». وأعلن الناطق باسم «العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم قوات «التحالف الدولي» العقيد ريان ديلون، أن «المعركة ناجحة منذ انطلاقها وتم إخلاء النازحين في وقت قياسي ونحن ملتزمون المحافظة على أرواح المدنيين»، مؤكداً «قتل أكثر من 100 إرهابي من أصل 2000 عنصر، فضلاً عن شن 75 طلعة جوية، فيما تقدِّم قوات التحالف إسناداً كبيراً لقواتنا».

المعارضة التركية:استفتاء الأكراد إعلان حرب

أربيل- «الحياة» ... دعا حزب الحركة القومية التركية الى اعتبار استفتاء الأكراد على الانفصال عن العراق «سبب لإعلان الحرب» فيما اعتبره رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد المعطل «فاقداً للشرعية اذا لم يوافق عليه النواب». ونقلت صحيفة «ديلي صباح» التركية عن زعيم حزب الحركة دولت بهشلي قوله إن «قرار إقليم كردستان إجراء الاستفتاء يمكن لتركيا اعتباره بمثابة سبب للحرب». وأضاف أن حزبه يؤيد الحكومة إذا قررت شن حملة للقضاء على مقاتلي حزب «العمال الكردستاني»، بالتنسيق مع إيران إذا لزم الأمر، منتقداً في الوقت ذاته واشنطن لدعمها وحدات حماية الشعب الكردية التي اعتبرها «الفرع السوري» لـ «العمال». إلى ذلك، قال محمد (من حركة التغيير)، في بيان أمس إن «الاستفتاء لن يتمتع بالشرعية، إذا لم تتم مناقشته تحت قبة البرلمان. وأكد أن «إنشاء الدولة الكردية المستقلة قضية وطنية ينبغي أن تتسبب بتقارب مختلف القوى لا بتفريقهم وتقسيمهم الى جبهتين متناقضتين».وتوقف برلمان إقليم كردستان عن العمل نهاية 2015 بقرار من حزب الاتحاد الديموقراطي، بزعامة مسعود بارزاني، يمنع رئيسه الذي ينتمي الى «التغيير» من دخول أربيل، إثر خلاف على صلاحيات رئيس الإقليم. من جهة أخرى، دعا عادل مراد، سكرتير المجلس المركزي لحزب «الاتحاد الوطني الكُردستاني»، بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، في بيان القيادة الكردية الى «الاعتراف بفشلها»، مشيراً الى أن «الاستقلال لا يمكن تحقيقه برد الفعل والمزاج الشخصي للقادة». ووصفها (أي القيادة الكُردية) بـ «عدم الفهم وقلة الخبرة والغطرسة». واتهمها بأنها «لا تسمح للأكراد باتخاذ قرار يتعلق بمصيرهم»، وحذر من أن «المكاسب الكردية التي تحققت خلال السنوات الماضية تواجه خطر الانهيار»، مؤكداً أن «قضية الاستقلال وبناء الدولة، تحولت الى ميدان لتجربة الحظ» وتابع أن «قادة الأكراد لا يفهمون أو يتجاهلون حقيقة أن الاستقلال لا يمكن تحقيقه بالمزاج الشخصي ورد الفعل، بل بالبرامج والتنظيم والتماسك الداخلي». وكانت وزارة الخارجية التركية أعربت عن قلقها من مضي إقليم كردستان في إجراء الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 الشهر المقبل. ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي زار أربيل أول من أمس قوله إن «الاستفتاء قد يخلق مشكلات ويؤثر في استقرار المنطقة»، وأكد أن أنقرة «مع حقوق الشعب الكردي، ولكنها تعتقد بأن إجراء الاستفتاء في الوقت الحاضر قد يخلق مشكلات. وأبلغ بارزاني رفض بلاده الاستفتاء، وأبدى الاستعداد «للمشاركة في أي وساطة دولية لحل المشكلات بين بغداد وأربيل». وقال بارزاني خلال لقائه الوزير التركي إن «قرار شعب كردستان حق ديموقراطي وسلمي وطبيعي له، والاستفتاء سيكون مانعاً لأي تهديد للمنطقة»، وأكد «أنهم (اي الأكراد) قرروا إجراء الاستفتاء بعد فشل الشراكة في العراق، لذا رأينا أن من الأفضل أن نعيش كجيران جيدين». ولفت الى أن «تجربة الأعوام السابقة، أظهرت أن كردستان كانت عامل استقرار، لذا فإن السلام في المنطقة مهم لشعبنا». وكان المجلس الأعلى للاستفتاء أصدر بياناً أول من أمس تضمن 7 نقاط رئيسية، أبرزها تأكيد استمرار المحادثات مع الحكومة المركزية في بغداد، وتشكيل وفد لتوضيح مسألة الاستفتاء وإرساله الى الدول المجاورة العربية وأوروبا. وشدد على ضرورة «تشكيل لجان لتسريع الإجراءات العملية لإجراء الاستفتاء في موعده المحدد، وأن يكون إعلام وإمكانات الأحزاب مع دعم العملية».

تصعيد تركي ـ إيراني حول استفتاء كردستان العراق.. بارزاني يجدد تمسكه بالاستحقاق وأربيل تستعد لإرسال وفود إلى دول العالم لجلب التأييد

أنقرة: سعيد عبد الرازق - أربيل ـ طهران: الشرق الأوسط... صعدت تركيا وإيران أمس، من لهجتيهما، بشأن الاستفتاء على الاستقلال، الذي تعمل سلطات إقليم كردستان العراق، على إجرائه في سبتمبر (أيلول) المقبل. وفي حين نوهت أنقرة بأن الخطوة قد تقود إلى حرب أهلية في العراق فضلا عن زعزعة استقرار المنطقة، أشارت طهران إلى أنه «يندرج في سياق السياسات الأميركية الشاملة لتقسيم دول المنطقة». وجدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس تمسكه والقيادة الكردستانية بإجراء الاستفتاء على الاستقلال في موعده، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار المباحثات مع بغداد حول عملية الاستفتاء والاستقلال. وقال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم للشؤون الخارجية محمد مهدي أكار، في تصريحات أمس، إن «قرار حكومة كردستان العراق إجراء هذا الاستفتاء لن يحل أيا من مشكلات الإقليم بل إنه سيعمقها ويزيد من حجم الأزمات والمشكلات التي يعانيها العراقيون». وأضاف أكار: «نحن نطلب من ساسة العراق وحكام إقليم كردستان أن يحلوا الخلافات بين بغداد وأربيل عبر الحوار والتفاوض وفي إطار الدستور العراقي ليتجنبوا المشكلات والأزمات المحتملة». وأبدى القوميون الأتراك أيضا رد فعل حادا على الاستفتاء، وحذر رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي في مؤتمر صحافي أمس من أن الخطوة الكردية «يمكن أن تكون سببا لإعلان أنقرة الحرب إذا لزم الأمر»، مشددا على أن الخطوة تمهد لإعلان دولة كردستان الكبرى. وطالب بالوقوف في وجه الاستعدادات التي أعلن عنها رئيس الإقليم مسعود بارزاني وتشمل حتى المدن التركمانية أيضا. وفي طهران، جدد المتحدث باسم الأركان المسلحة الإيرانية مسعود جزائري موقف بلاده الرافض لاستفتاء كردستان وقال إنه «يندرج في سياق السياسات الأميركية الشاملة لتقسيم دول المنطقة». الأسبوع الماضي، قال باقري خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن استفتاء كردستان لا يزيد الصراع والتوتر في العراق فحسب بل يحمل تبعات «مدمرة» لكل المنطقة، وأضاف أن كلا من إيران وتركيا تعتقدان أنه «يجب عدم إجراء الاستفتاء». وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام إيرانية فإن «استفتاء كردستان كان أهم قضايا المشاورات التي جرت بين باقري والمسؤولين في تركيا». وفي منتصف يوليو (تموز) الماضي، قال باقري إن استفتاء كردستان «مقدمة لظهور مشكلات وتحديات جديدة في المنطقة». مضيفا أن أمر جيران العراق «لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال». من جهته، جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس تمسكه والقيادة الكردستانية بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد في 25 سبتمبر المقبل، مؤكدا في الوقت ذاته استمرار المباحثات مع بغداد حول عملية الاستفتاء والاستقلال. وقال بارزاني أمس في لقاءات منفصلة مع ممثل الاتحاد الأوروبي وسفيري بريطانيا وألمانيا في العراق: «لا تراجع على إجراء الاستفتاء في موعده المحدد». ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن الرئيس بارزاني قوله: «جربنا خلال السنوات المائة الماضية جميع الطرق لكن الشراكة لم تتحقق في العراق... الحكومة العراقية هي التي كانت ترفض الشراكة دائما، بعد كل هذه التضحيات شعبنا لن يقبل بالتبعية وإعادة التجارب الفاشلة». لافتا إلى أن كردستان ستواصل مباحثاتها مع بغداد حول مسألة الاستفتاء ومستقبل العلاقات بين الجانبين. من جهته، كشف رئيس حزب التنمية التركماني عضو المجلس الأعلى للاستفتاء، محمد سعد الدين، لـ«الشرق الأوسط» عن أن عدة وفود ستتوجه قريبا إلى دول الجوار والدول العربية والأوروبية وإلى الولايات المتحدة وروسيا، لشرح الموقف من الاستفتاء. ومن بينها باكستان والسعودية والأردن ومصر.

احتجاز سفينة أجنبية في البصرة للتحقيق في حادثة تصادم أودت بحياة 20 بحاراً عراقياً

الحياة...البصرة – أحمد وحيد .... أعلنت السلطات البحرية في البصرة احتجاز سفينة «رويال أرسنال» بأمر قضائي للتحقيق مع طاقمها ومعرفة مدى تورطه في إغراق «سفينة المسبار» العراقية، في حادثة تصادم وقعت في خليج خور عبدالله المشترك مع دولة الكويت السبت الماضي. وقال مدير الشركة العامة للموانئ العراقية رياض سوادي لـ «الحياة» أن «القضاء أصدر الأربعاء قراراً باحتجاز السفينة الأجنبية رويال أرسنال ومنعها من مغادرة المياه الإقليمية إلى حين الانتهاء من التحقيق في ملابسات تصادمها مع السفينة العراقية المسبار». وأوضح أن «الشركة مستمرة في البحث عن بقية ملحقات السفينة بعد أن تم انتشالها للتوصل إلى معلومات جديدة تفيدنا بمعرفة ملابسات الحادث الذي أودى بحياة 20 عراقياً تم إخلاء جثث 4 منهم بعد الحادث مباشرة، فيما عثرت البحرية على 16 آخرين بعد انتشال السفينة». ولفت إلى أن «كوادر من القوة البحرية والدفاع الساحلي تقوم بعمليات البحث بمشاركة غواصين، فضلاً عن قوات من قيادة العمليات لضبط المنطقة أمنياً، فيما انتشلت رافعة بحرية ضخمة السفينة الغارقة. وأعلن وزير النقل كاظم فنجان الحمامي، خلال مؤتمر صحافي «انتشال السفينة الغارقة (المسبار) باستخدام الرافعة البحرية الضخمة أبو ذر التابعة للشركة»، وأضاف أن «فريقاً من قسم الإنقاذ باشر تفتيشها لإخراج جثث مفقودين منها يعتقد بأنهم علقوا داخلها وفارقوا الحياة»، ونفى تقارير عن العثور على ثلاثة ناجين في دولة الكويت، مشيراً إلى أنه «لم يتأكد الخبر بعد لأن البحريتين العراقية والكويتية عملتا سوياً في خور عبدالله وفي جزيرة وربة». وشهد يوم أمس تشييع 16 غريقاً في بلدة أم قصر جنوب البصرة. وقال صالح العيداني رئيس الإدارة المحلية في أم قصر لـ «الحياة» أمس: «تم تشييع الغرقى بعد تعرف ذويهم إلى جثثهم». وكان أهالي الضحايا هددوا باقتحام خور عبدالله وانتشال أبنائهم قبل أن تتمكن البحرية من انتشال «المسبار».

القوات العراقية تواجه مقاومة شرسة وسط مدينة تلعفر

الحياة...نينوى – باسم فرنسيس .. أعلنت القوات العراقية أمس استعادتها المزيد من الأحياء والقرى التي يسيطر عليها «داعش» في تلعفر، غرب محافظة نينوى، وسط توقعات باشتداد حدة المعارك مع توغل القوات في عمق المدينة. أفاد مسؤولون أكراد بأن الجيش الأميركي على وشك استكمال بناء قاعدة شمال القضاء. وأكدت قيادة العمليات المشتركة استعادة 23 قرية، والسيطرة على أحياء عدة بعد أربعة أيام على انطلاق الحملة الرامية الى إعادة السيطرة على آخر معاقل التنظيم في نينوى. وأوضح قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير يار الله في بيان أن «قطعات لواء المشاة الآلي 37 والحشد الشعبي، حررت حي النور الأول وأدامت التماس مع حي النصر، فضلاً عن تحرير قرية قره تبه، شمال مطار تلعفر». وأعلن في بيان «السيطرة على قريتي العاشق الأولى والعاشق الثانية وعلى طريق الكسك – المحلبية». وجاء في بيان لإعلام «الحشد الشعبي» أن قواته «بالتعاون مع قطعات من الجيش حررت الجزيرة (البساتين) شرق تلعفر بالكامل، وهي لا تبعد سوى 250 متراً عن مركز القضاء، كما حررت في المحور ذاته حي الخضراء بعد معارك استمرت يومين»، وأضاف أن قوات «اللواء 26 تمكنت من تحرير تل خضر الياس في حي الجزيرة من الجهة الجنوبية، بدعم طائرات عراقية وجهت ضربات موجعة إلى تجمعات داعش، كما سيطر الحشد والشرطة الاتحادية على ما يسمى ديوان التعليم في حي الوحدة في المحور الشمالي الشرقي، بعد وقت قصير من اقتحامه»، وأشار الى أن «الجهد الهندسي فكك 140 عبوة ناسفة في قرية مال ويران شمال غربي تلعفر بعد أن تم تحريرها أمس (الأربعاء)، فضلاً عن تطهير شارع سنجار تلعفر، بطول 17 كلم، وفكك 40 منزلاً مفخخاً في حي الكفاح الجنوبي». وأفادت مصادر مطلعة بأن «مقاومة التنظيم تشتد كلما تقدمت القوات في العمق صوب قلب المدينة، وهو يدفع بمزيد من الانتحاريين الذين يقودون عربات مفخخة وعناصره المعروفين بالانغماسيين، مستفيداً من شبكة الأنفاق التي حفرها». وأعلن الناطق باسم «العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم قوات «التحالف الدولي» العقيد ريان ديلون أن «المعركة ناجحة منذ انطلاقها وتم إخلاء النازحين في وقت قياسي ونحن ملتزمون المحافظة على أرواح المدنيين»، مؤكداً «قتل أكثر من 100 إرهابي من أصل 2000 عنصر، فضلاً عن شن 75 طلعة جوية، فيما تقدم قوات التحالف إسناداً كبيراً لقواتنا». وقال ديلون إن «التحالف سيلاحق التنظيم حتى نهايته سواء في العراق أو سورية وهو ما زال موجوداً في منطقة الفرات»، وتابع أن «داعش محاصر تماماً في تلعفر، ونتوقع أن تزداد المعركة شراسة لدى بلوغ القوات مركز المدينة». وفي أربيل نقلت وسائل إعلام مقربة من «الحزب الديموقراطي» بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عن مسؤولين أكراد قولهم إن «الجيش الأميركي اقترب من استكمال إنشاء قاعدة في ناحية زمار (تحت سيطرة البيشمركة) شمال تلعفر»، وزادوا أن «القاعدة واحدة من خمسة قواعد أنشأها الجيش في الإقليم منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وفيها أكثر من 100 جندي، وعشرات المدافع بعيدة المدى تقدم الدعم لمعركة تلعفر» ولم يستبعدوا أن «يتم الاحتفاظ بها لسنوات طويلة».

حكم غيابي بسجن وزير المال العراقي السابق

الحياة..بغداد - جودت كاظم ... أصدرت محكمة الجنايات العراقية المختصة بالنزاهة حكماً غيابياً بسجن وزير المال السابق رافع العيساوي سبع سنوات. واعتبرت لجنة المال البرلمانية «محاسبة المتسببين بهدر المال العام واستغلال المناصب رسائل اطمئنان إلى العراقيين». وأعلنت هيئة النزاهة في بيان أن «دائرة التحقيقات أكدت إصدار محكمة الجنايات في بغداد حكماً غيابياً بسجن المدان الهارب وزير المال رافع جياد العيساوي (قيادي في جماعة الإخوان المسلمين) سبع سنوات، وفقاً لأحكام المادة 340 من قانون العقوبات، لإحداثه الضرر بأموال ومصالح الجهة التي كان يعمل فيها». وأوضحت أن العيساوي «أقدم على إحداث ضررٍ بمصلحة الجهة التي يعمل فيها (وزارة المال)، من خلال موافقته على العقد المبرم بين الإدارة العامة لمصرف الرافدين وشركة هندسة البارع للمقاولات على استثمار مبنى مصرف الرافدين/ فرع العقبة، وقد توصلت إلى القناعة الكافية بإدانة المتَّهم، بعد اطِلاعها على أقوال ممثِّلي الدائرة القانونية في وزارة المال ومصرف الرافدين وما جاء في التحقيق الإداري في مكتب المفتِّش العام للوزارة وتقرير شعبة التدقيق الخارجيِ في هيئة النزاهة المتضمّن قيمة الضرر الحاصل بالمال العام، فضلاً عن قرينة هروب المتهم». وقال النائب جبار العبادي لـ «الحياة» إن «صدور حكم قضائي بحق الوزير، بعد ثبوت تورطه في القضايا المنسوبة اليه والمتعلقة بهدر المال العام رسالة اطمئنان صريحة من الجهات المعنية بمتابعة ملفات الفساد إلى أن لا سلطة تعلو فوق سلطة القانون». وأوضح أن «الأحكام الصادرة تلزم المدان تسديد ما في ذمته من أموال وإذا تعذر الأمر يمكن الجهات المعنية مصادرتها من أمواله المنقولة او اصدار مذكرات اعتقال عبر الانتربول»، وطالب بمحاكمة «جميع الفاسدين او المتسببين بهدر المال العام واستغلال مناصبهم لتحقيق مكاسب شخصية». يذكر أن رئاسة الجمهورية أكدت في بيان أول من أمس أن «الرئيس فؤاد معصوم صادق على مشروع قانون يقضي بحجز ومصادرة الأملاك والأموال المنقولة وغير المنقولة لأركان النظام السابق»، بعد إقرار البرلمان القانون الذي شرع لتحديد الأشخاص المشمولين بحجز ومصادرة الأموال بموجب تشريعات سابقة ووضع الآلية المناسبة لإنهاء إجراءات الحجز».

الموصل بعد «داعش»... المنازل مقابر لأصحابها

الموصل..روايات مؤلمة للعائدين إلى المدينة التي تحولت إلى أنقاض بسبب الغارات والقصف والعمليات الانتحارية المريعة

الشرق الاوسط.. (واشنطن بوست) .. الموصل: كريم فهيم و آسو أمين شوان.. عثرت آية أبوش على شقيقتها في المنزل الذي قضت فيه لحظات عمرها الأخيرة، محاصرة برفقة صغارها أثناء سقوط القذائف من السماء ونفاذها عبر السقف. كانوا يرقدون هناك، وسط بقايا البطانيات والقضبان الحديدية الملتوية. وتعرف حمودي، كما قالت، بطريقة ما على ابن شقيقه محمود البالغ من العمر 6 سنوات. وتجمع عمال الإنقاذ حولها محاولين العثور على مفتاح لحقيبة الجسد لجمع البقايا البشرية التي شوهتها الصدمات والشمس والزمن. كانت ساجدة، شقيقة آية، تبلغ من العمر 28 عاما وملتزمة دينيا، كما قالت أختها. وكان ابنها الآخر يدعى بكر ويبلغ من العمر 9 سنوات. وفي خضم الحرارة العالية والرائحة المقيتة والغبار الكثيف، نظرت آية بهدوء إلى الجثث قبل أن ينتقل عمال الإنقاذ بهم إلى مكان بعيد. كان الوقت لا يزال مبكرا، وكانت هناك المزيد من الجثث لم يُكشف عنها بعد في المدينة القديمة بالموصل العراقية. كان ذلك هو موقع الانتصار العراقي الكبير المعلن عنه إعلاميا منذ أسابيع قليلة الذي أنهى احتلال تنظيم داعش الإرهابي لمدينة الموصل وأدى إلى انهيار تام لطموحات التنظيم في منطقة الشرق الأوسط، كما قال حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي من قبل. وكانت هناك احتفالات صاخبة رافقها التلويح بالأعلام العراقية، حتى مع تذكير رئيس الوزراء بلاده بحجم الدماء والتضحيات التي بُذلت هناك حتى تحقيق الانتصار. لم تظهر التكاليف الحقيقية للانتصار العراقي إلا الآن، في الأحياء المدمرة من المدينة القديمة التي تحولت مساكنها إلى أنقاض بسبب الغارات الجوية والقصف الشديد والعمليات الانتحارية المريعة. وتحت وابل القصف والنيران تحطمت الآلاف من المنازل والمساكن التي كانت مليئة بالأسر والسكان، ثم تحولت مئات المنازل إلى قبور للأحياء والأموات على حد سواء. ووفق التقديرات التقريبية لأعداد القتلى داخل ذلك الحي التي تبلغ الآلاف من السكان، تساءل الأقارب عن الطريقة الوحشية التي أديرت بها المعارك من قبل القوات العراقية وشركائهم في التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية التي نفذت الغارات الجوية المساندة للعمليات العسكرية على الأرض. وأصبحت المخاوف بشأن الخسائر البشرية بين صفوف المدنيين أكثر إلحاحا مع مضاعفة القوات المدعومة من الولايات المتحدة جهودها لهزيمة تنظيم داعش في المعاقل الأخيرة التي تحصن بها المتطرفون في العراق وسوريا. ومرة تلو الأخرى في الموصل، يتعرض المدنيون للقتل بطريقة مماثلة وباعثة على الإزعاج: اختطاف العائلات واستخدامهم دروعا بشرية من قبل عناصر «داعش» المتطرفين داخل المنازل التي تحولت أثناء القتال إلى حاميات لعناصر التنظيم. واتخاذ قناصة التنظيم مواقعهم أعلى المنازل وإطلاقهم النار على القوات العراقية أو على طائرات قوات التحالف. ثم يأتي الرد بقصف تلك المنازل، وفي بعض الأحيان بواسطة وحدات المدفعية أو بالغارات الجوية ومع القليل من الاعتبار للسكان العزل في الداخل، كما قال الناجون وأقارب الضحايا. وكانت أقبية المنازل تستخدم كملاجئ من القصف والقنابل. لم يخبرنا أحد حتى الآن عن أعداد القتلى في العمليات. حتى إن التقديرات لا تزال سرية، وتحتفظ بها الحكومة بشكل وثيق بسبب حساسية الاتهامات بأنها هاجمت الأحياء السكنية بقوة غاشمة ومرعبة وبالحد الأدنى من الاعتبار والاهتمام. ولكن هناك أدلة شديدة القتامة على الأوضاع هناك. ففي المشرحة المحلية، يقول أحد المسؤولين، إن نحو 900 اسم مذكورين في سجل أسماء الجثث التي خرج معظمها من تحت أنقاض المدينة القديمة حتى تاريخ 24 يونيو (حزيران) الماضي. ويملك العاملون في الدفاع المدني قائمة تضم 300 موقع تنتظر سحب جثث الضحايا منها، ولقد تمكنوا من الوصول إلى ما يزيد بقليل على ثلث هذه المواقع حتى الآن. وفي بعض هذه المنازل، هناك جثة واحدة فقط، وفي البعض الآخر، هناك عشرات الجثث. وقام أقارب الضحايا بدفن جثث ذويهم بأنفسهم أثناء القتال في الحدائق أو المقابر المؤقتة التي حفروها في الأماكن البعيدة الخاوية. وتعتبر ثلاجات حفظ الموتى في المشرحة المحلية بالموصل إلى جانب مقطورات الجرارات المتوقفة في الحدائق مملوءة عن آخرها بالجثث. جاء محمد علي محمود لزيارة مشرحة الموصل في وقت سابق من الشهر الحالي، مختلطا بالسكان الآخرين الذين يحملون حكاياتهم الخاصة حول المأساة المروعة في المدينة. ولكن قصته كانت مختلفة: فلقد لقي 17 فردا من أسرته الكبيرة مصرعهم فيما وصفها بأنها غارة جوية على المدينة القديمة. وقال أثناء دخول رجل آخر إلى المشرحة محاولا استخراج شهادات الوفاة لـ15 شخصا من أسرته كانوا ضحايا غارة جوية أخرى: «لا يعرفون الرحمة. يمكن القضاء على القناص برصاصة أو ربما بصاروخ، ولكنهم للقضاء على قناص واحد كانوا يدمرون 7 منازل بمن فيها دفعة واحدة». وإن كانت معاناة الموصل تحمل في طياتها درسا لأحد، فهو أن الحكومة العراقية لم تكن قادرة على تحمل نتائج خيبة أمل سكان المدينة مرة أخرى وإثارة الشكاوى القديمة نفسها التي استغلها المتطرفون من أفراد «داعش». ولكن في المشرحة، بدا الأمر وكأن القتلى والضحايا منسيين تماما في خضم الحديث عن الانتصار المظفر، ومع عودة مظاهر الحياة التدريجية إلى الأحياء الأكثر حظا من مدينة الموصل المنكوبة. فلقد كان الناجون يكافحون أيضا هناك من أجل استخراج المستندات للحصول على مستحقات الوفاة، وللحصول على الرعاية الطبية للإصابات التي لحقت بهم، ولنزع وصمة الشكوك بالتعاطف مع عناصر «داعش» التي قالوا إنها متعلقة بأهل وسكان المدينة القديمة في الموصل. وقال الجيش العراقي إنه وضع حماية المدنيين على رأس الأولويات في كل مرحلة من مراحل المعركة الشاقة والصعبة التي استمرت قرابة تسعة أشهر لتحرير الموصل التي كانت تضم نحو مليونين من السكان مما تسبب في تأخير شن الهجمات تحت دواعي الحرص الزائد على أرواح المدنيين. كان شعار القوات هو «تحرير الشعب قبل تحرير الأرض». ولكن كانت هناك إشارات تحذيرية بأن تكون القوات العراقية والأميركية أقل تقييدا بتلك المعايير مع وصولهم إلى الجيوب الضيقة من غرب الموصل التي شكلت المعقل الأخير لعناصر تنظيم داعش، حتى بعد أن أصبح من الواضح أن المتطرفين يحتمون خلف المدنيين العزل من سكان المدينة. وفي أواخر مارس (آذار) الماضي، شنت قوات التحالف غارة جوية ضد تنظيم داعش على حي الموصل الجديد بغرب المدينة التي أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن مائة مواطن. وقال السكان إنهم تجمعوا في أحد المنازل التي تعرضت للهجوم بسبب أنه أحد المنازل القليلة في المنطقة الذي يوجد به قبو سفلي. ويبدو أن المخاوف المتزايدة بشأن أعداد القتلى في صفوف المدنيين غير مقتصرة على مدينة الموصل وحدها. فلقد كانت أعداد الضحايا المدنيين في ارتفاع مستمر عبر المعارك الدائرة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا بسبب غارات قوات التحالف الجوية، وذلك وفقا لشبكة «الحروب الجوية - إير وارز» المعنية بمتابعة أعداد الضحايا، حيث قالت إن أعداد الضحايا المدنيين قد تضاعف تقريبا منذ تولي الرئيس دونالد ترمب مهام منصبه. وصرح العقيد ريان ديلون المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا بأن «هدف قوات التحالف دائما هو عدم سقوط الخسائر البشرية. وإننا نطبق المعايير الصارمة على عمليات الاستهداف العسكري لدينا». وعزا العقيد ديلون المزاعم المتعلقة بارتفاع أعداد الضحايا في صفوف المدنيين في العراق إلى تحول العمليات من شرق الموصل إلى المناطق المكتظة بالسكان في غرب المدينة، بدلا من أي تغيير حقيقي في الاستراتيجية. وأردف العقيد الأميركي يقول: «لم يكن هناك هجوم عسكري على مدينة حضرية مثل الموصل منذ الحرب العالمية الثانية، والطريقة الوحيدة لتحرير المدينة كانت عبر القتال منزلا بمنزل وشارعا بشارع». وكانت مسؤولية جنود الجيش العراقي إنقاذ المدنيين هناك، الذين كان أملهم الوحيد هو وصول تلك القوات إليهم في أي وقت، واستطرد العقيد الأميركي يقول: «بسرعة كافية قبل سقوطهم صرعى بسبب الجوع الشديد أو تعرضهم للقتل على أيدي عناصر (داعش) أثناء محاولتهم الهرب». وفي أواخر يوليو (تموز) الماضي، وردا على ما قيل وقتها بأنه «التكهنات الخاطئة بشأن ارتفاع أعداد الضحايا»، أصدر الجيش العراقي بيانا جزئيا بأعداد القتلى في غرب الموصل بأنها تبلغ نحو 1429 قتيلا. ومن غير الواضح ما إذا كان ذلك الرقم يضم ضحايا المدينة القديمة، كما أنه لم يتم تحديث هذا البيان الموجز منذ ذلك الحين. أما بالنسبة للأقارب الناجين، فقد كانت مشاعر الغضب والألم الشديدة قد أعقبتها محاولات شاقة وموجعة لاستخراج الجثث من تحت الأنقاض. وطالب الأقارب عمال الإنقاذ المنهكين الذين يتقاضون أجورا متدنية للمساعدة أو إرشادهم عبر شوارع المدينة. وليست هناك شبكة بحث موحدة في المكان كما لا توجد فرق إنقاذ من الكلاب المدربة كذلك. بدلا من ذلك، وعندما يتوفر الوقت لعمال الدفاع المدني، فإنهم ينتقلون برفقة الأقارب إلى منازلهم، ويقفون معهم فوق الأنقاض، وبين صناديق الذخيرة وجثث عناصر «داعش» المضمخة بالمتفجرات. وذات يوم من الشهر الحالي، اضطر الأقارب للمساعدة في أعمال الحفر بأنفسهم. إذ لم يدفع أحد أجرة سائق الحفار، ونتيجة لذلك تغيب عن العمل لمدة أربعة أيام، وفقا للعقيد ربيع حسن رئيس فريق الدفاع المدني في غرب الموصل. ولم يكن الخطأ من سائق الحفار، الذي كان يدفع ثمن أغلب عمليات استعادة الجثث من جيبه الخاص، كما قال العقيد حسن الذي أضاف: «لم يكن أحد يهتم، ولم يكن أحد يسأل». كان عمل الأقارب بأنفسهم شاقا ومضنيا وخطيرا. ففي إحدى المراحل، ارتفعت الأدخنة من أحد الانفجارات في الجوار، ثم واصل الجميع الحفر رغم كل شيء. جلست آية أبوش بجوار سيارات الإنقاذ، وكانت أكياس الجثث عند قدمها، وكانت تبكي بمرارة أثناء وقوف الأقارب الآخرين وانتظارهم لدورهم. وكان منزل محمد طه يقع قريبا من هناك، وفي داخل المنزل كانت جثث ابنه البالغ من العمر عامين اثنين وزوجته ووالدته. وكانت المرة الأخيرة التي شاهدهم فيها قبل بضعة شهور، حينما غادر المدينة القديمة لمتابعة قطيع الماشية الذي يملكه. ثم تحولت خطوط المعركة نحو غرب الموصل، ولم يتمكن من العودة إلى منزله مرة أخرى. وعلى مدى أسابيع، حاول يونس صلوح استخراج جثة عمه وثلاثة من أبناء عمه، الذين كانوا قابعين داخل منزل أجداده. ومع الحفر في الصخور بيديه وبالمعاول الصغيرة في الأسبوع الماضي، كانت رائحة الجثث تنبعث من مكان ما بعيد للغاية لا يمكنه الوصول إليه. وكانت حلا خميس قد نجحت في الفرار من إحدى الغارات الجوية بأكثر من شهر مضى برفقة ثلاث من بناتها ولكن من دون ولدها جاسم البالغ من العمر 10 سنوات الذي كان موجودا في غرفة مجاورة وقت القصف. ثم عادت حلا إلى المنزل بصحبة عمال الإنقاذ الأسبوع الماضي وهي تحمل صورة لولدها وعلبة من مزيل الروائح لتفادي الرائحة الكريهة المنبعثة من المنزل. وقالت السيدة حلا وهي ترش مزيل الروائح على ملابس عمال الإنقاذ لعل ذلك يساعد في الإسراع من عملهم: «بكل صراحة، لست متأكدة من أنه هنا. ربما تمكن من الفرار مثلنا». ولكن تم العثور على جثة ما، ولكنها كانت لإرهابي انتحاري متمنطق بحزام ناسف حول خصره. ووقفت السيدة حلا بجوار المنزل داعية عمال الإنقاذ لمواصلة العمل والمحاولة. ولكن كانت هناك كثير من الصخور ومن دون ماكينات لرفعها وإزاحتها. وكان لزاما عليهم العودة في وقت آخر». كانت الغارة الجوية التي قتلت 17 فردا قد استثنت ثلاثة أفراد فقط من العائلة نفسها. وأحدهم، وهو علي حسين علي (23 عاما)، كان خارج الغرفة التي تجلس فيها العائلة عندما هوى على رؤوسهم السقف. وأمضى علي حسين 22 ساعة تحت الأنقاض وهو يسمع أصوات أنين أقاربه، ثم توقفت الأصوات تماما قبل نصف ساعة فقط من إنقاذه.

أهالي «جرف الصخر» مبعدون عن مدينتهم منذ 3 سنوات ومجلس بابل قرر مقاضاة المطالبين بعودتهم

بغداد: «الشرق الأوسط»... يبدو أن حل مشكلة آلاف العوائل المهجرة من ناحية جرف الصخر في محافظة بابل وعودتهم إلى منازلهم ما زالت بعيدة على المدى القريب، بعد سلسلة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المحلية في محافظة بابل (100 جنوب بغداد). فبعد أن اتخذ مجلس قضاء المسيب في المحافظة (يبعد نحو 12 كيلومترا جنوب جرف الصخر) في فبراير (شباط) الماضي قرارا «تعجيزيا» يلزم أهل الناحية بـ«تسليم الجناة (المتورطين بأعمال إرهابية من أهالي الناحية) وتعويض المتضررين وضمان أمن المنطقة»، عاد مجلس محافظة بابل وصوت على قرار قبل خمسة أيام، يقضي برفع دعوى قضائية على كل من «يطالب بعودة أهالي جرف الصخر» النازحين إلى مساكنهم. وبرغم «الاستغراب» الذي أبداه رئيس الوزراء حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، من قرار مجلس بابل، حيث قال: «أستغرب قرار مجلس بابل الرافض لإعادة نازحي جرف الصخر إلى مناطقهم»، تبدو عودة نحو 100 ألف نازح إلى مدينتهم محل شك كبير، لجهة التعقيدات الطائفية والجغرافية والسياسية المتعلقة بالمنطقة. فالمدينة (جرف الصخر) تقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات في محافظة الحلة وتسكنها أغلبية سنيّة، ونظرا لحقول النخيل والزراعة الكثيفة فيها، حيث تتكون من تسع مقاطعات زراعية، اتخذتها الجماعات الإرهابية مثل تنظيم «القاعدة» أولا، و«داعش» الذي سيطر عليها عام 2014، مقرا لشن أغلب هجماتها على محافظات الحلة وبغداد وكربلاء. حيث تبعد جرف الصخر عن مركز محافظة بابل نحو 30 كيلومترا، وعن بغداد بحدود الـ60 كيلومترا وكذلك الحال مع محافظة كربلاء، وكانت القوى الأمنية في بغداد تشير إلى أن النسبة العالية من السيارات المفخخة التي تصل العاصمة بغداد تأتي من جرف الصخر، وكذلك الحال مع بابل وكربلاء، نظرا لارتباط المدينة مع محافظة الأنبار وتماس حدودها مع قضاء الفلوجة شمالا. ولا تخفي القوى الشيعية عموما رغبتها بعدم عودة أهالي جرف الصخر إلى منازلهم، لخشيتهم من تكرار عودة الجماعات الإرهابية إليها، ولعل قرار مجلس محافظة بابل ذات الأغلبية الشيعية الأخير، القاضي بمقاضاة المطالبين بعودة الأهالي يصب في هذا الاتجاه، وأبلغ مصدر مقرب من «التحالف الوطني» الشيعي «الشرق الأوسط» بالقرار الضمني بعدم السماح «النهائي» بعودة الأهالي، ويضيف «جرف الصخر تمثل مركز التقاء محافظة الأنبار بمحافظتي بابل وكربلاء، إلى جانب قربها من بغداد، لذلك لا يسمح بعودة سكانها القدامى للخشية من تكرار تجارب الماضي»، ويلفت إلى وجود «شعور بعدم الرضا كبير على سكان المنطقة، نتيجة سكوتهم أو دعم بعضهم للجماعات المسلحة التي شنت هجمات كثيرة على كربلاء وبابل وبغداد». ويشير المصدر إلى أن السلطات المحلية في بابل «عمدت إلى إلغاء عقود تأجير الأراضي للمزارعين في جرف الصخر، خاصة أولئك الذين قاموا بإيجار الأراضي منذ سنوات بعيدة، للحيلولة دون عودتهم للمدينة». وكانت الفصائل المسلحة الشيعية خاضت معارك طاحنة عام 2014 وقبله، مع الجماعات المسلحة في جرف الصخر وبضمنها تنظيم داعش وتمكنت الفصائل بعد تنفيذ عملية «عاشوراء» من إحكام سيطرتها على المدينة نهاية أكتوبر (تشرين الأول) من نفس العام. وعمدت إلى إعادة تسمية المدينة واختارت لها تسمية «جرف النصر» بدلا عن «جرف الصخر». وفيما اعتبر «تحالف القوى العراقية» أن قرار مجلس محافظة بابل بشأن عودة النازحين لناحية جرف الصخر «لا قيمة له قانونيا»، وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل وإرجاع النازحين إلى مناطقهم، أعلنت النائبة عن ائتلاف «دولة القانون» عواطف نعمة، أمس، تأييدها لقرار مجلس محافظة بابل ووصفت المنطقة بأنها «الأسوأ في تاريخ العراق». وقالت نعمة في بيان صادر: «أشيد بقرار مجلس محافظة بابل برفع دعوى قضائية ضد السياسيين المطالبين بعودة نازحي جرف الصخر»، معتبرة أن «هذه المنطقة كانت وما تزال منطلقا للأعمال الإرهابية ضد القوات الأمنية والحشد الشعبي والمدنيين»، مضيفة، أن «مطالبة بعض الأصوات بإعادة نازحي جرف الصخر تعني – بقصد أو دون قصد – عودة حاضنة الإرهاب إلى هذه المنطقة التي تعد أسوأ منطقة في تاريخ العراق، إذ كانت منذ عهد النظام البائد بؤرة للتكفيريين والوهابية وباتت اليوم مكاناً للقتل والخطف والتحضير للعمليات الانتحارية التي تستهدف القوات الأمنية والحشد الشعبي والمدنيين».

«الحشد» ينتشر على الطريق الدولي.. والأردن يرفض الميليشيات

«عكاظ» (بغداد) ... لا يزال الغموض يلف مصير الشركة الأمريكية المعروفة باسم olive group المكلفة بحماية الطريق الدولي الواصل بين بغداد وعمّان، فيما تراجع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن الحديث عن الشركة، وهو ما اعتبره نواب في البرلمان أنه تراجع «غامض»، لاسيما مع عدم ظهور الشركة الأمريكية مرة أخرى في محافظة الرمادي، بعد أن ظهرت فيها مرة واحدة برفقة السفير الأمريكي لدى العراق. وكشفت التطورات الميدانية غياب عناصر شركة الأمن الأمريكية عن الطريق الدولي ومعبر طريبيل الحدودي الذي افتتحه وزير الداخلية العراقي بشكل رمزي باتجاه الأردن قبل أيام، وهو ما أتاح للحشد الشعبي ليحل محل الشركة الأمريكية بتشييده ساترا ترابيا يمتد لمسافة 300 كيلومتر. وأكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار نعيم الكعود، أن الطريق الذي يبلغ نحو 360 كم غير مؤمن بالكامل. وأوضح الكعود، في بيان له (تسلمت «عكاظ» نسخة منه) أن الحشد الشعبي ينتشر على الطريق الدولي إضافة إلى الجيش وحرس الحدود. في المقابل، جدد الأردن رفضه وجود أي ميليشيات طائفية على حدوده مع العراق، معتبرا أن الخطر الذي قد تشكله الميليشيات يهدد المملكة ودول الإقليم والجوار على السواء.

 

 



السابق

صنعاء: حشد «السبعين» يربك ميزان قوى الانقلاب ومتظاهرون هتفوا «لا حوثي بعد اليوم» وأمين حزب صالح هاجم تعديل المناهج وطالب المتمردين بالرواتب... واشتباكات بين طرفَي الانقلاب و«التحالف»: مقاتلاتنا استهدفت عناصر حوثية بأرحب...صالح يستعرض قوته أمام الحوثيين ويهدد بإرسال «جيوش» إلى الجبهات والزوكا: نرفض أن نكون «شريك ديكور» ومستعدون لـ «السلام المشرف» وليس الاستسلام...الميليشيات تغتال رجل أعمال يمنياً في شبوة....اجتماع طارئ لوزراء الصحة العرب لمواجة الكوليرا في اليمن....إيران خططت لإحياء «حزب الله الحجاز» في السعودية تحت إمرة المغسل.. البحرين: تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم «سرايا الأشتر» يديرها إرهابي هارب إلى إيران...قرقاش: إدارة قطر للأزمة تميزت بالتخبط وسوء التدبير...1.4 مليون من ضيوف الرحمن وصلوا إلى السعودية وخادم الحرمين يشيد بالعلاقات مع الصين....

التالي

السيسي يطالب بصياغة استراتيجية لمواجهة الإرهاب والتطرف وقطع رأسَي موظفين في سيناء....ترامب يعرب للسيسي عن حرصه على مواصلة تطوير العلاقات مع مصر...مقتل مسلحين في البحيرة ومدنيين في العريش...النيابة العسكرية تحقق مع قيادات نقابة الأطباء....البرلمان المصري يدخل على خط دعم ترشح السيسي لولاية ثانية...وزير بريطاني يتهم «الاخوان» بـ «اخفاء اجندتهم المتطرفة»..السياحة الروسية لن تعود لمصر في 2017 ...مجلس الأمن يطالب بوقف العراقيل التي تواجه قوات الأمم المتحدة بجنوب السودان...تونس تحتج لدى تركيا على تصريحات وجدي غنيم..تونس: «النهضة» تطلب ملء الوزارات الشاغرة..السراج يطلب دعم بريطانيا لرفع حظر التسليح عن ليبيا...قائد الجيش الجزائري رفض الانقلاب على بوتفليقة...تحركات منددة بالتحرش في المغرب...المغرب: الإعلان عن برنامج رسمي للمصالحة مع معتقلي الإرهاب...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,520,662

عدد الزوار: 7,636,648

المتواجدون الآن: 0