"تحرير الشام" تنفذ هجوماً مباغتاً على مواقع النظام بريف حلب...إسرائيل تحدد شروطاً لـ "بقاء الأسد" في السلطة....تل أبيب: الأسد سيوقّع اتفاقاً مع الإيرانيين لإقامة قواعد برية وبحرية وجوية في سورية...الأسد ينتصر في بلد مدمر واقتصاد منهك...استعدادات لتشكيل مجلس مدني لإدارة دير الزور...وزير الدفاع الروسي يدعو لتسهيل عودة اللاجئين..صفقة تركية ـ إيرانية: إدلب مقابل جنوب دمشق.. موسكو ترعاها وتضم البادية السورية إلى «هدنة درعا»...موسكو تسعى لتشغيل الطرق الرئيسية في سوريا... وفتح شرايين الحياة....لافروف بحث في عمّان ضم «البادية السورية» إلى «هدنة الجنوب»...تركيا تبدأ «المرحلة الحاسمة» لعملية عسكرية في عفرين وإدلب...وجود تفاهمات حولها مع موسكو وطهران...

تاريخ الإضافة الثلاثاء 12 أيلول 2017 - 6:15 ص    عدد الزيارات 3215    التعليقات 0    القسم عربية

        


"تحرير الشام" تنفذ هجوماً مباغتاً على مواقع النظام بريف حلب

أورينت نت..... شنت هيئة "تحرير الشام" فجر اليوم الثلاثاء هجوماً على مواقع قوات الأسد والميليشيات الشيعية الداعمة لها في منطقة "جورة جحيش" بريف حلب الجنوبي، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الأخيرة. وقال القائد العسكري في هيئة "تحرير الشام" عزام الشامي، إن قوات النخبة قتلت 13 عنصرا من قوات الأسد، وأصابت 7 آخرين، إثر هجوم شنته على نقاط الأخير في منطقة "جورة جحيش" على جبهة "كفر إبيش" في ريف حلب الجنوبي. وأضاف عزام لوكالة إباء: "أن الاشتباكات استمرت لخمس ساعات، تمكنوا خلالها من تدمير سيارة بيك آب، فيما أصيب أثنين من عناصر الهيئة إصابات خفيفة، قبل أن ينحاز المقاتلون إلى مواقعهم بسلام". وكانت هيئة تحرير الشام قد أعلنت منتصف شهر آذار الماضي عن تشكيل "قوات النخبة"، حيث أكدت وقتها أن "مكانها الصف الأول، مهمتها الالتحام المباشر، وبأن سلاحها السرعة والمباغتة"، مشيرة إلى أن عناصر قوّات النخبة "ينتقون بعناية ويعيشون في ظروف خاصة". وفي منتصف الشهر المنصرم، تمكنت قوات النخبة التابعة لـ"الهيئة" من تنفيذ عملية "انغماسية" داخل مبنى المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب، وقتلت عدد من عناصر قوات الأسد. وأفادت وكالة "إباء" وقتها أن "قوات النخبة" التابعة للهيئة سيطرت لساعات على كتلة "معامل الكاستيلو" شمال حلب، بعد عملية انغماسية، حيث استطاعت قتل 9 عناصر من قوات الأسد، وجرح 7 آخرين.

إسرائيل تحدد شروطاً لـ "بقاء الأسد" في السلطة....

 

أورينت نت - قالت صحيفة "جيروزاليم بوست،" في تقرير ترجمته أورينت نت، إن وزيرة العدل الإسرائيلية أيلت شاكيد تحدثت صباح الاثنين عن بعض التهديدات التي تلوح في أفق إسرائيل خلال مقابلة مباشرة في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب. وتحدث شاكيد في المؤتمر عن نظام بشار الأسد في المنطقة قائلة: "إن لديه مصلحة في إبقاء إيران خارج سوريا إن أراد البقاء". وأضافت شاكيد إن على إسرائيل أن تضغط على القوى العالمية لعدم السماح لـ إيران بإقامة كيان لها في سوريا، وأنه يتعين على القوى العالمية عدم الرضوخ لنظام الأسد وإسرائيل ستقوم بما يفرض عليها واجبها. وحذرت الوزيرة الإسرائيلية من محاولة الجماعات الإرهابية الأخرى، المدعومة من إيران، بناء جسر شيعي من إيران إلى العراق وصولاً إلى الحدود السورية مع إسرائيل. وحول الوضع على الحدود الشمالية، حيث يقوم الجيش الاسرائيلي حاليا بمناورات ضخمة استعداداً لاشتباك محتمل مع حزب الله، قال الوزيرة إن على إسرائيل أن تتأكد من أن حزب الله لن يحصل على أسلحة تغير قواعد اللعبة، على حد تعبيرها. بدوره، قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هنغبي إن نتنياهو سيبحث التواجد الإيراني في سوريا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال لقائهما الأسبوع المقبل في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتابع هنغبي:" تحبذ إسرائيل أن يتم منع هذا الأمر بالطرق الدبلوماسية، وأن إسرائيل ترغب بأن تكون الأمور أكثر وضوحا لتفادي الانتقادات في حال قامت بعملية ما بهذا الخصوص"، دون تقديم مزيدا من التوضيح حول مقصده.

تل أبيب: الأسد سيوقّع اتفاقاً مع الإيرانيين لإقامة قواعد برية وبحرية وجوية في سورية

روسيا تؤكد جدية السعودية في إيجاد تسوية للأزمة... والنظام يدفع بتعزيزات ضخمة إلى دير الزور

الراي...عمّان، دمشق، موسكو - أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن السعودية جادة بالفعل في إيجاد تسوية للأزمة السورية وأنها دعمت عملية المفاوضات السورية في أستانة، في حين أعلنت تل أبيب أن دمشق تستعد لتوقيع اتفاقية مع طهران تسمح بوجود عسكري إيراني طويل الأمد في سورية، على غرار التواجد الروسي. وجاء كلام لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، عقب محادثاتهما، أمس، في عمّان، المحطة الثانية للوزير الروسي بعد مدينة جدة في المملكة العربية السعودية التي زارها أول من أمس. وقال «نعتقد بأن السعودية تسعى إلى تسوية الأزمة السورية، وقد تأكد ذلك في بداية عملية أستانة، عندما قامت روسيا وتركيا وإيران باستحداث هذه العملية. وبعد انطلاقها تلقينا من السعودية تأكيدات بأنها تدعم هذا الإطار وأنها مستعدة للتعاون في إقامة مناطق تخفيف التوتر». واعتبر أن الوجود العسكري الأميركي في سورية «مخالف للقانون الدولي، إلا أنه في الوقت ذاته أمر واقع ومن الممكن الاستفادة من وجود القوات الأميركية هناك من أجل مكافحة الإرهاب». وقال لافروف: «جميع الموجودين على الأراضي السورية أو في أجوائها من دون موافقة دمشق ينتهكون القانون الدولي. وروسيا تعمل هناك بدعوة مباشرة من السلطات الشرعية السورية، وكذلك ممثلو إيران و(حزب الله)»، مؤكداً أن هدف بلاده يتمثل فقط في القضاء على الإرهاب ووقف الحرب الأهلية ومعالجة المشاكل الإنسانية وتفعيل التسوية السياسية. وأعرب عن ارتياحه الكبير بشأن محادثاته في عمّان، مشيرا إلى توصل الجانبين إلى اتفاق بشأن تكثيف التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف. وأعلن أن الجانبين «يعتزمان مواصلة المحادثات الثلاثية بمشاركة الولايات المتحدة بشأن إقامة منطقة تخفيف التوتر في جنوب غربي سورية». من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أهمية التعاون الثلاثي الأردني - الروسي - الأميركي بشأن إقامة منطقة خفض التصعيد في جنوب سورية، مضيفاً«مستمرون في التواصل والهدف التوصل الى إنشاء منطقة خفض التصعيد بأسرع وقت ممكن وهذه مساحة من التعاون الروسي - الأردني - الأميركي التي أثمرت نجاحاً نعتقد أنه ضروري». وقال «نحن ننظر الى هذا كجزء من حل، أي بمعنى أننا نريد في الأردن وقفاً شاملاً لإطلاق النار على جميع أراضي سورية، وان نتقدم بعد ذلك باتجاه حل سلمي يأخذنا الى مرحلة جديدة يقبلها الشعب السوري وتحقق الأمن والأمان في سورية»، مؤكداً أن المصلحة الوطنية الأردنية تقتضي بتأمين حدود البلاد، وذلك يعني «عدم وجود لتنظيمي (داعش) أو (النصرة) أو أي ميليشيات مذهبية طائفية على الحدود وإخراج كل القوات الأجنبية من سورية، وأن تكون سورية دولة آمنة مستقرة ومستقلة». في غضون ذلك، أكد وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الرئيس السوري بشار الأسد مستعد للسماح لإيران بإقامة قواعد عسكرية في سورية، مما سيشكل تهديداً لتل أبيب على المدى البعيد. وقال كاتس، أمام مؤتمر أمني تستضيفه جامعة هرتزيليا قرب تل أبيب، أمس، «يقترب الأسد وإيران هذه الأيام من توقيع اتفاقية طويلة الأجل ستؤذن بوجود عسكري إيراني في سورية على غرار الاتفاقية الموقعة بين الأسد وموسكو»، التي تتيح وجوداً طويلاً على مدى 50 عاماً للروس في سورية. وإذ اعتبر أن ذلك يشكل تهديداً لاسرائيل، قال كاتس إن الخطة تشمل قاعدة بحرية إيرانية وقواعد للقوات الجوية والبرية الإيرانية و»جلب عشرات الآلاف من رجال ميليشيات من بلدان شتى» للقتال في صفوف الإيرانيين وجماعة «حزب الله» في سورية. ميدانياً، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية الى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء هجوم جديد يهدف الى طرد تنظيم«داعش»من الاحياء الشرقية التي يسيطر عليها منذ ثلاث سنوات. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين: الأولى تقودها قوات النظام بدعم روسي، والثانية أطلقتها«قوات سورية الديموقراطية»(قسد) المؤلفة من فصائل كردية وعربية بدعم أميركي السبت الماضي ضد التنظيم في شرق المحافظة. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، أمس، عن وصول«تعزيزات عسكرية كبيرة تتضمن عتاداً وآليات وعناصر الى مدينة دير الزور، تمهيداً لبدء قوات النظام هجوما يهدف الى طرد تنظيم (داعش) من الاحياء الشرقية في المدينة». ويأتي الاستعداد للهجوم الاخير بعد أقل من اسبوع على تقدم كبير لقوات النظام في محيط المدينة تمكنت خلاله من كسر حصار فرضه التنظيم على الاحياء الغربية ومطار دير الزور العسكري منذ مطلع العام 2015. من جهته، أعلن الجيش الروسي، الذي يدعم عمليات قوات النظام، أمس، إرسال نحو 40 خبيراً في نزع الالغام الى دير الزور، مشيرا الى انه سيتم نشر 175 خبير ألغام في سورية. ومنذ كسر الحصار، أدخلت الحكومة السورية شاحنات مواد غذائية ومساعدات الى المدينة التي شهدت طوال سنوات الحصار نقصاً في المواد الغذائية والخدمات الطبية. وحض وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في رسالة موجهة الى مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستيفان دي ميستورا على«زيادة حجم المساعدات الانسانية والمساهمة بشكل فعال في إعادة إعمار المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة عبر المنظمات الانسانية والامم المتحدة». وفي إطار هجومها من الناحية الشرقية، أصبحت «قسد»، أمس، على بعد «ستة كيلومترات من الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور»، وفق المرصد، الذي أوضح أن التقدم السريع مرده لكون «ريف دير الزور الشرقي منطقة صحراوية غير مكتظة». وبعد يومين من اطلاق «قسد» هجومها في دير الزور تحت مسمى «عاصفة الجزيرة»، أعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور، في بيان، أمس، إنشاء «لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني أسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب». من جهة أخرى، قال مقاتلون من المعارضة السورية ومصادر ديبلوماسية إن جماعتين من المعارضة تدعمهما دول غربية وعربية في القتال ضد الجيش السوري والفصائل المدعومة من إيران جنوب شرقي سورية تلقتا طلبا من الداعمين الغربيين والعرب لهما بترك المنطقة والتراجع إلى الأردن. وأعلنت «جماعة أسود الشرقية» و«تجمع الشهيد أحمد عبدو»، وهما جزء من «الجيش السوري الحر» أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» ودول مجاورة تدعمهما، طلبت منهما إنهاء القتال في المنطقة.

الأسد ينتصر في بلد مدمر واقتصاد منهك

الحياة...بيروت - أ ف ب - يقترب الرئيس السوري بشار الأسد من حسم الحرب لمصلحته على حساب خصومه الذين طالبوا بإطاحته ونجحوا قبل أكثر من خمس سنوات في حشد تأييد دولي واسع حول هذا المطلب. وراهن الأسد على البقاء في السلطة وبقي، وإن كان على رأس بلد مدمر واقتصاد منهك. ويقول الخبير في الشأن السوري في مؤسسة «سانتشوري» للأبحاث آرون لوند لوكالة «فرانس برس»: «يسيطر الأسد على الجزء الاكبر من الأراضي السورية والأكثر اكتظاظاً بالسكان»، مضيفاً: «أعتقد أنه سيواصل إدارة الجزء الاكبر من سورية». ويرى لوند أن «الحرب تتواصل، لكنه (الأسد) تمكن استراتيجياً من هزم هؤلاء الذين أرادوا إطاحته»، مضيفاً: «باستثناء ظروف غير متوقعة، أعتقد أن الحكومة السورية ستستعيد السيطرة على أراضي البلاد جزءاً بعد الآخر». ولعب الدعم الروسي والإيراني دوراً حاسماً في ترجيح كفة النظام على الارض. وبعد سلسلة انتصارات ميدانية أبرزها استعادة كامل مدينة حلب (شمال) والسيطرة على أجزاء واسعة من البادية السورية وأخيراً كسر الحصار عن مدينة دير الزور شرقاً، بات الجيش السوري يسيطر حالياً على اكثر من نصف الاراضي السورية. ووفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش، يقيم في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية أكثر من ثلثي السكان، في حين يسيطر الأكراد على 23 في المئة من الاراضي السورية. في المقابل، لم يبق بيد الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (فصائل اسلامية بينها جبهة النصرة سابقا) سوى 12 في المئة من الأرض. وتقلصت مناطق سيطرة تنظيم «داعش» إلى 15 في المئة، وفق بالانش. وتساءل المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الأسبوع الماضي: «هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟»، و «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟». وأغضبت تصريحاته المعارضة السورية التي سارعت إلى الرد بلسان رئيس وفدها التفاوضي إلى جنيف نصر الحريري الذي وصفها بـ «الصادمة والمخيبة للآمال»، مجدداً المطالبة برحيل الأسد. لكن هذا المطلب لم يعد يثير إجماعاً كما في الماضي، ويأتي في وقت يتربع النظام في موقع قوي جداً، بعد حوالى ست سنوات من نزاع دام. وشكل مستقبل الرئيس السوري عائقاً أمام أي تقدم في العملية السياسية بين الحكومة والمعارضة السورية في كل جولات المفاوضات التي حصلت في جنيف منذ العام 2014، في اطار الجهود لتسوية النزاع السوري. ورفضت دمشق منذ البداية طرح هذا الموضوع على طاولة المفاوضات، ومن المستبعد جداً ان تقبل به اليوم. وتسيطر قوات النظام حالياً على أهمّ المدن السورية، وتمتلك قوة نارية قوية لا سيما نتيجة الدعم الكبير من حليفيها روسيا وايران. وتقول مديرة مركز «كارنيغي» لدراسات الشرق الاوسط مهى يحيى لـ «فرانس برس»: «لا أعرف إذا كان (الأسد) سينتصر أم لا، لكنه بالتأكيد استعاد زخمه». لكنها تضيف: «إنما بصراحة، هو يستعيد السيطرة على بلد مدمر بالكامل، ولا أعرف ماذا يعني الانتصار في الحرب في هذا السياق»، مضيفة: «لا أرى سورية مستقرة في المستقبل القريب». ويتحدث محللون آخرون عن هشاشة النظام في بلد يعاني انقسامات عميقة. ويرى الخبير في الشؤون السورية في جامعة ادنبره توما بييريه، أن «الأسد سيبقى طويلاً في السلطة.. لكن مع احتمال كبير بأن تتواصل حركات التمرد المسلحة». ويضيف: «قد لا تشكل هذه الحركات المسلحة تهديداً مباشراً للسلطة المركزية لكن من شأنها أن تزعزع نظاماً ضعيفاً على مستويات عدة اقتصادية واجتماعية وديموغرافية». وتسببت الحرب السورية بدمار هائل في البنى التحتية وبمقتل أكثر من 330 الف شخص، بالإضافة إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتبلغ نسبة البطالة في سورية 50 في المئة، ونسبة الفقر 85 في المئة. ويتوقع المحلل الاقتصادي ورئيس تحرير النشرة الاقتصادية الإلكترونية «سيريا ريبورت» جهاد يازجي، أن تشهد سورية بعد التقدم الميداني للجيش «انفراجاً اقتصادياً لفترة تتراوح بين 18 شهراً وعامين كونه سيتم إصلاح الكهرباء في مناطق معينة كما سيكون بالإمكان اعادة استخراج البترول والغاز». ويضيف «لكن في الوضع الحالي، لا أعتقد أن البلاد يمكن أن تشهد إعادة إعمار نتيجة الخسائر الكبيرة التي منيت بها اقتصادياً». وقدّر البنك الدولي في تقرير له في تموز (يوليو) الماضي خسائر الاقتصاد السوري بـ226 مليار دولار نتيجة الحرب. وليس بمقدور المصارف السورية أن تتولى إعادة الاعمار حالياً، خصوصاً أن قيمة أسهم البنوك الاثني عشر في سورية تصل إلى 3,5 مليار دولار فقط. كما أن تحويلات المغتربين ضئيلة. وفقدت الليرة السورية نتيجة الحرب 90 في المئة من قيمتها مقابل الدولار، ما يعكس اقتصاداً منهكاً جراء تقلص المداخيل والإيرادات وانخفاض احتياطي القطع الأجنبي. ويوضح يازجي «أن القادرين على تمويل إعادة الإعمار على غرار دول الخليج والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي، لا ينوون القيام بذلك حالياً».

استعدادات لتشكيل مجلس مدني لإدارة دير الزور

لندن - «الحياة» .. أعلن ممثلون عن العشائر المتحدرة من محافظة دير الزور، شرق سورية، بدعم من «قوات سورية الديموقراطية» بدء المساعي لتشكيل مجلس مدني يتولى إدارة شؤون المدينة بعد طرد تنظيم «داعش» منها. وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى تقودها قوات النظام السوري التي نجحت منتصف الأسبوع الماضي في كسر حصار مطبق فرضه «داعش» على مدينة دير الزور منذ مطلع العام 2015. أما الثانية فأطلقتها «قوات سورية الديموقراطية»، المؤلفة من فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، لطرد عناصر «داعش» من الضفة الشرقية لنهر الفرات. ويقسم الفرات المحافظة إلى قسمين شرقي وغربي، وتقع مدينة دير الزور على الضفاف الغربية. وأعلنت مجموعة من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور، وفق بيان نشرته «قوات سورية الديموقراطية» أمس «تأسيس لجنة تحضيرية تناقش أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدني أسوة بالمجالس المدنية لمختلف المدن التي تحررت من قبضة الإرهاب». وجاء في البيان الموقع باسم «اللجنة التحضيرية لمجلس دير الزور المدني» أنها مكلفة بمواصلة المشاورات «للوصول إلى صيغة نهائية تعبر عن تطلعات كل أهلنا في دير الزور ويتمخض عنه بناء مجلس مدني لدير الزور يكون معنياً بإدارة المدينة فور تحريرها». وأكدت اللجنة دعمها لحملة «قوات سورية الديموقراطية» في محافظة دير الزور ضد «داعش». وسبق لـ «سورية الديموقراطية» أن دعمت تشكيل مجالس مدنية مماثلة لإدارة شؤون المدن التي طردت «داعش» منها أو تلك التي تخوض فيها معارك مستمرة على غرار مدينة الرقة. ومن غير الواضح إذا كان مجلس دير الزور المدني بعد تشكيله، سيعمل على التنسيق مع القوات النظامية السورية الموجودة في أجزاء من المدينة والريف الغربي وتسعى الى طرد التنظيم من المدينة.

وزير الدفاع الروسي يدعو لتسهيل عودة اللاجئين

موسكو- «الحياة» ... حضت روسيا المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا على زيادة المساعدات الإنسانية إلى سورية، في شكل «ملح» والمساهمة في إعادة الإعمار. وشدد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو في رسالة موجهة إلى دي ميستورا أمس «على زيادة حجم المساعدات الإنسانية والمساهمة في شكل فعال في إعادة إعمار المنازل والمدارس والمستشفيات المدمرة عبر المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة». ونقل بيان لوزارة الدفاع الروسية عن شويغو قوله في الرسالة، إن «جهود القوات الحكومية السورية بدعم القوات الجوية الروسية، سمحت بتحرير مناطق شاسعة من أراضي سورية ما يوفر الظروف الملائمة للعودة إلى الحياة السلمية». لكن الوزير الروسي أقر بأن هناك صعوبات تعرقل عودة اللاجئين والنازحين إلى بيوتهم، تتمثل، بالدرجة الأولى، في الأضرار الفادحة التي لحقت بآلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الأساسية للمرافق الحياتية. ولفت شويغو في شكل خاص إلى الوضع الإنساني الصعب في مخيمات النازحين بمنطقة التنف في مثلث الحدود السورية الأردنية والعراقية، وفي محيط بلدة عقيربات في ريف حماة التي استعادها الجيش السوري مؤخراً من قبضة «داعش». وكشف شويغو أن السوريين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة لا تقل عن 100 طن من الأغذية و80 طناً من الأدوية. وذكر الوزير بأن الجانب الروسي سيقدم المساعدات الإنسانية والطبية للسوريين في شكل متواصل، ويتولى حل العديد من المسائل المتعلقة باستعادة الحياة السلمية. تزامناً، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها أمس إن روسيا تعتزم إرسال 175 مهندساً لإزالة الألغام في دير الزور بسورية. وقالت الوزارة إن المجموعة الأولى وتضم 40 مهندساً أرسلت بالفعل إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في سورية. وجاء في البيان أن «المفرزة المتقدمة التي تضم أكثر من 40 خبيراً من المركز الدولي لمكافحة الألغام التابع للقوات المسلحة الروسية، و7 وحدات من المعدات الخاصة، إضافة إلى مجموعة من الخبراء مع كلاب مدربة على كشف الألغام تم نقلهم بواسطة طائرات نقل عسكرية إلى مطار حميميم السوري». وأوضح البيان أن خبراء عسكريين سيتوجهون في القريب العاجل إلى أحياء دير الزور التي تم تحريرها، وذلك من أجل إجراء عملية الاستطلاع، وتقدير نطاق عمليات إزالة الألغام المقبلة.

صفقة تركية ـ إيرانية: إدلب مقابل جنوب دمشق.. موسكو ترعاها وتضم البادية السورية إلى «هدنة درعا»

الشرق الاوسط..لندن: إبراهيم حميدي... أفادت مصادر متطابقة «الشرق الأوسط» أمس بقرب عقد صفقة بين أنقرة وطهران برعاية موسكو تتضمن مقايضة وجود عسكري في إدلب، مقابل سيطرة إيرانية على جنوب دمشق وتوسيع منطقة السيدة زينب، مما يعني توفير كتلة تأثير دائم على القرار السياسي في دمشق. وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق سيقر في اجتماع آستانة يومي الخميس والجمعة المقبلين، مضيفة أن موسكو ضغطت على دمشق لقبول الوجود العسكري التركي شمال سوريا بطريقة أعمق من دور الجيش التركي ضمن عملية «درع الفرات» في شمال حلب، بحيث تبدأ فصائل المعارضة عملية برية ضد «هيئة تحرير الشام» تحت غطاء جوي روسي وتركي نهاية الشهر. إلى ذلك، يعقد في 25 - 27 من الشهر الحالي في عمان اجتماع روسي - أميركي - أردني لبحث فتح معبر نصيب وإعادة تشغيل طريق درعا - دمشق - بيروت نهاية الشهر. وكانت عمان مهدت لهذا الاتفاق بالطلب من فصائل «الجيش الحر» وقف قتال القوات النظامية في البادية السورية إلى حد أن واشنطن هددت بقصف فصائل «الحر» التي لا تلتزم الطلب. وتسعى موسكو إلى توسيع «هدنة درعا»، بحيث تعطى فصائل «الحر» حماية جوية مقابل قتالها «داعش» و«النصرة» في البادية.

موسكو تسعى لتشغيل الطرق الرئيسية في سوريا... وفتح شرايين الحياة

الشرق الاوسط...لندن: إبراهيم حميدي... ملامح صفقة جديدة ترتسم بين أنقرة وطهران برعاية موسكو تتضمن مقايضة وجود عسكري في إدلب مقابل سيطرة إيرانية على جنوب دمشق وتوسيع منطقة السيدة زينب، مما يعني توفير كتلة تأثير دائم على القرار السياسي في دمشق. وفي حال أبرم الاتفاق في اجتماع آستانة المقبل يومي الخميس والجمعة المقبلين كما هو مخطط، يكون خطوة جديدة ضمن توزيع روسيا، صاحبة الكلمة العسكرية، لمناطق النفوذ على دول إقليمية وكبرى في الجغرافيا السورية. كما أنه سيكون إشارة إضافية إلى نيات موسكو بالضغط على دمشق لقبول الوجود العسكري التركي شمال سوريا بطريقة أعمق من دور الجيش التركي ضمن عملية «درع الفرات» في شمال حلب. في التفاصيل، منذ توصل روسيا وتركيا وإيران إلى «وقف التصعيد» في 4 مناطق (إدلب، وغوطة دمشق، وريف حمص، وجنوب غربي البلاد) في آستانة في مايو (أيار) الماضي تنفيذاً لاتفاق الهدنة نهاية العام الماضي، اقترحت تركيا وجوداً عسكرياً في المناطق الأربع ثم خفضت الرغبة إلى إدلب. وكان الرد الإيراني بالتعبير عن رغبة مماثلة. رد روسيا، كان أن تتكفل بإرسال مراقبين عسكريين، جرى التفاهم لاحقاً على أن يكونوا سنّة من الشيشان. موسكو التي منعت قوات النظام وحلفاءها و«حزب الله» من اقتحام إدلب بعد حلب، كما أنها أوقفت الغارات التي شنها الطيران الأميركي على قياديين في «جبهة النصرة» في إدلب بداية العام، وجمدت هذا الملف المعقد إلى أن ينضج وسط تجميع عناصر «جبهة النصرة» وأسرهم ومعارضين في إدلب لتضم مليوني شخص، ركزت على مناطق خفض التصعيد الثلاث الأخرى، وأبرمت اتفاقاً مع أميركا والأردن لتنفيذ «هدنة الجنوب»، ومع القاهرة لتنفيذ هدنتي غوطة دمشق وريف حمص قبل توسيع الهدنة إلى القلمون الشرقي.

- تبادل طائفي

بحسب مسؤول رفيع المستوى، فإن فصائل «الجيش الحر» حاولت ضم مناطق جنوب دمشق (يلدا، وببيلا، وبيت سحم...) إلى هدنة غوطة دمشق، ووافقت روسيا مبدئياً، لكن المسؤول الروسي عاد وأبلغ محاوريه بأن «إيران رفضت الاتفاق، وقالت إن هذه المناطق في جنوب دمشق جزء من اتفاق القرى الأربع»، المعروف باسم «اتفاق الفوعة - الزبداني». بدأ هنا يظهر خيط يربط ملفي إدلب وجنوب العاصمة السورية؛ إذ في سبتمبر (أيلول) 2015، وقعت فصائل إسلامية بينها «أحرار الشام» و«النصرة» اتفاقاً مع «حزب الله» برعاية إيرانية – تركية، اتفاق وقف النار في بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب ومضايا والزبداني في ريف دمشق. لكن التدخل الروسي نهاية سبتمبر، جمد هذا الاتفاق. قبل أشهر، أعيد الزخم إليه بدور إيراني وقطري وضُمت إليه مناطق جنوب العاصمة، بحيث تضمن مقايضة سكان: تهجير شيعة الفوعة وكفريا إلى ريف دمشق وجنوب العاصمة، مقابل نقل سنّة معارضين من ريف دمشق إلى إدلب. وتضمن «اتفاق الزبداني - الفوعة» الذي أبرمه «جيش الفتح» الذي يضم «أحرار الشام» و«هيئة تحرير الشام» من جهة؛ و«حزب الله» من جهة أخرى، وحصلت «الشرق الأوسط» على نصه الكامل، تبادل تهجير نحو 20 ألف مدني ومسلح من ريفي إدلب ودمشق في مرحلتين. وتضمن أيضا «تثبيت وقف النار لمدة تسعة أشهر في المناطق الآتية: الفوعة، كفريا، بنش، مدينة إدلب، معرة مصرين، تفتناز، رام حمدان، زردنا، شلخ، طعوم ومدينة الزبداني، مدينة مضايا، جبل بلودان، إضافة إلى مناطق جنوب دمشق: يلدا، ببيلا، بيت سحم، التضامن، القدم، مخيم اليرموك، مع السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية لجميع البلدات المشمولة بهذه الاتفاقية بصورة دورية مدة وقف إطلاق النار». وقال مسؤول غربي أمس: «مراقبة الأولويات الإيرانية، تدل على الرغبة في توفير كتلة سكانية حول دمشق وبين دمشق وحدود لبنان تكون موالية لطهران بحيث يجري التأثير على القرار السياسي في العاصمة بصرف النظر عن الحاكم». وجرى قبل يومين استئناف تنفيذ «اتفاق الزبداني - الفوعة» بإيصال مساعدات إنسانية. تزامن هذا مع إعطاء طهران الموافقة على اقتراح أنقرة لعب دور عسكري مباشر في إدلب؛ إذ التقت مصالح الدولتين مع مصلحة روسيا. وكان الجيش الروسي انتشر في عفرين شمال حلب وأقام منطقة «خفض تصعيد» بين «الجيش السوري الحر» المدعوم من أنقرة، و«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تتبادل وتركيا العداء. المراقبون الروس تمركزوا في تل رفعت للحيلولة دون صدام، ووقف النيات التركية لمزيد من التدخل. وقال مسؤول آخر: «بعدما نجحت تركيا في وقف الرابط بين الأقاليم الكردية عبر السيطرة على ألفي كيلومتر مربع شمال حلب، بات تركيزها الآن على إدلب لمنع تمدد الأكراد إلى البحر مقابل إقامة منطقة نفوذ قرب حدودها». ولوحظ أن معظم الأطراف الإقليمية لم تحرك ساكناً لدى توسيع «هيئة تحرير الشام» التي تضم «فتح الشام»، (النصرة سابقا)، نفوذها في إدلب، وترك «أحرار الشام» تنهار. ثم شجعت أنقرة «المجلس الإسلامي الأعلى» والدعوة إلى تشكيل «جيش وطني». وافق على المبادرة 40 فصيلاً؛ بحيث يجري الإعداد كي تكون هذه الفصائل؛ بينها «فيلق الشام» و«أحرار الشام»، قادرة على قتال «هيئة تحرير الشام» لدى توفر التفاهم مع موسكو. في موازاة ذلك، كانت تجري محادثات فنية روسية - تركية - إيرانية لرسم خريطة إدلب ومناطق انتشار «النصرة». هل تقسم بين شمال وجنوب أم شرق وغرب؟ وأوضح المسؤول: «المبدأ كان أن دمشق منزعجة جدا من الوجود العسكري التركي، لذلك فإن موسكو تسعى لمنع احتكاك قوات الحكومة مع الأتراك. لذلك، فإن الفكرة الأرجح، أن تصل القوات التركية إلى حدود أوتوستراد اللاذقية – حلب، مقابل بقاء قوات روسيا جنوب الأوتوستراد لتعزل المعارضة والأتراك عن قوات الحكومة وحلفائها».

- شرايين الحياة

ومن المقرر إقرار سياسي للخريطة في آستانة يومي 14 و15 الشهر الحالي. وفي حال حصل ذلك، تبدأ فصائل المعارضة عملية برية ضد «هيئة تحرير الشام» تحت غطاء جوي روسي وتركي نهاية الشهر الحالي، بعد عزل إدلب عن محيطها في حلب وحماة واللاذقية، مع ترك احتمال لقيام مجلس مدني وإرسال مساعدات إنسانية. أحد عناصر المصلحة الروسية، إضافة إلى تجميد الصراع وتوحيد البنادق ضد الإرهابيين والتمهيد لتسوية سياسية وجمع مناطق النفوذ تحت خريطة «سوريا موحدة»، السيطرة على الطرق الرئيسية وفتح شرايين الحياة في سوريا. قبل يومين ضغطت على دمشق لبدء إطلاق سراح معتقلين مقابل موافقة فصائل معارضة على فتح طريق حمص - حماة عند منطقة الرستن. وبعد عملية إدلب ستسيطر على طريق اللاذقية - إدلب - حلب وتشغل المعبر مع تركيا. وأعادت قبل يومين فتح طريق دمشق - دير الزور. وفي 25 - 27 من الشهر الحالي سيعقد في عمان اجتماع روسي - أميركي - أردني لبحث فتح معبر نصيب وإعادة تشغيل طريق درعا - دمشق - بيروت، ويُتوقع أن يوفر فتح هذا المعبر 150 مليون دولار أميركي سنوياً بدءا بنهاية الشهر، ستقسم مناصفة بين الحكومة والمعارضة التي ستنشر 300 - 400 عنصر مدني لإدارة المعبر مع حضور رمزي لدمشق. كانت عمان مهدت لهذا الاتفاق، بعدما سحبت أميركا أيديها من الملف السوري عدا قتال «داعش»، بأنها طلبت من فصائل «الجيش الحر» وقف قتال القوات النظامية في البادية السورية، ونقلت النازحين من قرب حدودها إلى معسكر التنف الأميركي قرب العراق، إلى حد أن واشنطن هددت بقصف فصائل «الجيش الحر» التي تحمل سلاحاً أميركياً ولا تلتزم بالطلب. وتسعى موسكو إلى احتواء هذه الفصائل باتفاق جديد لـ«وقف التصعيد» بحيث تعطى حماية جوية روسية مقابل قتالها «داعش» و«النصرة» في البادية.

لافروف بحث في عمّان ضم «البادية السورية» إلى «هدنة الجنوب»

زيارة الوزير الروسي إلى الأردن تناولت توحيد المعارضة قبل اجتماع آستانة

الشرق الاوسط...عمان: محمد الدعمة.. أكدت عمّان وموسكو، أمس، أنهما تتعاونان مع واشنطن للوصول إلى إقامة منطقة خفض التصعيد جنوب شرقي سوريا بعد «نجاح» اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز قبل نحو شهرين بفضل التعاون الثلاثي. من جهتها، أكدت مصادر مطلعة في العاصمة الأردنية، أن مباحثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع المسؤولين الأردنيين في عمان، أمس، تركزت على توحيد صفوف المعارضة السورية تمهيدا لاجتماع آستانة المزمع عقده الأسبوع المقبل، إضافة إلى توسيع مناطق خفض التصعيد في المناطق الجنوبية الشرقية بعد أن نجحت اتفاقية خفض التصعيد في الجنوب الغربي لسوريا التي ضمت 3 محافظات هي درعا والقنيطرة والسويداء. وتعقد اجتماعات روسية - أميركية - أردنية قريبا في عمان لمناقشة التفاصيل اللوجيستية للمناطق الجنوبية الشرقية كي يتم الإعلان عنها مناطق خفض تصعيد، فور الانتهاء من الترتيبات، وأشارت المصادر إلى أن المسؤولين الأردنيين أكدوا للوزير لافروف، أن الأردن يدعم المسار السياسي لحل الأزمة السورية ووقف سفك الدماء وضرورة خروج جميع القوات الأجنبية والميليشيات من سوريا، إضافة إلى إبعاد الميليشيات الطائفية والمذهبية عن حدوده بعمق يتراوح بين 40 و60 كيلومترا. واستقبل مخيم الركبان خلال اليومين الماضيين نحو 5 آلاف لاجئ من مخيم الحدلات بعد التوصل لتوافقات بين جهات دولية بهدف حماية هؤلاء اللاجئين مع اقتراب الجيش السوري وميليشياته الحليفة من حدود المخيم، وتلبية لطلب بعض فصائل البادية شرطا لتسليم مواقعها في البادية السورية، امتثالا لطلب غرفة الدعم «الموك»، وتقول المصادر إن أغلب اللاجئين في المخيم هم أسر المقاتلين في هذه الفصائل. وأجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأردني أيمن الصفدي أمس مباحثات تناولت الأزمة السورية، والعلاقات الثنائية، والقضية الفلسطينية والجهود لإحياء عملية السلام، ومكافحة الإرهاب. وأكد الوزيران لافروف والصفدي على الحل السياسي في سوريا، وسريان وقف إطلاق النار بجميع أراضيها، والدفع بكل الجهود لحل الأزمة السورية. وشددا على أن المباحثات الروسية - الأردنية انطلقت من صلابة العلاقات بين البلدين، التي تعمقت بالاتصالات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وقال الوزير الروسي إن بلاده تقدر عاليا مشاركة الأردن في عملية آستانة، وتقدر عاليا دور «الأصدقاء الأردنيين الذين يوجهون ممثلهم من عمان إلى اللقاء المقبل في آستانة الأسبوع المقبل». وتطرق لافروف للوجود الأميركي في المؤتمر الصحافي، بقوله: «يوجد ضيوف غير مدعوين يعملون في سوريا، لكن الوجود العسكري الأميركي مخالف للقانون الدولي، إلا أنه في الوقت ذاته أمر واقع، ومن الممكن الاستفادة من وجوده من أجل مكافحة الإرهاب». وأضاف: «الموقف واضح؛ كلّ الذين يوجدون على الأراضي والأجواء السورية من دون موافقة السلطات، يخرقون القانون الدولي»، مشيرا إلى أن «روسيا، إيران، و(حزب الله) يوجدون بموافقة وطلب من السلطات السورية». وتحدث لافروف عن اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان نتيجة التعاون الأردني - الروسي - الأميركي، وأنه الأنجح بين جميع اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، مؤكدا أن الأردن شريك في عملية وقف إطلاق النار في سوريا. وشكر لافروف السلطات الأردنية على العناية الخاصة التي توليها للحجاج الروس للأراضي المقدسة، قائلا إنه تم منح روسيا قطعة أرض لإنشاء بيت للزوار للإقامة فيه عند زيارة الأراضي المقدسة. من جهته، قال وزير الخارجية الأردني إن بلاده تجدد مطلبها بخروج كل القوات الأجنبية من سوريا، وإنها حريصة على وحدة الأراضي السورية وسريان وقف إطلاق النار في مختلف مناطقها. وقال الوزير الصفدي إن الأردن يريد وقفا شاملا لإطلاق النار على جميع الأراضي السورية، والتقدم بحلّ سياسي سلمي يقبله الشعب السوري. وجدد الصفدي تأكيده على أن «المصلحة الوطنية الأردنية تقتضي أن تكون حدودنا آمنة»، ورفض أي وجود لعناصر «داعش» أو «جبهة النصرة» أو أي ميليشيات طائفية على الحدود. وقال إن الأردن يريد «سوريا آمنة مستقرة ومستقلة تملك قرار نفسها، لذلك فإن الأردن يدعم كل جهد لوقف إطلاق النار، وضمان حق الشعب السوري ببيئة آمنة». وحذر الصفدي من الجمود السياسي في القضية الفلسطينية الذي يهدد المنطقة كلها، مشيرا إلى أن «المنطقة ستبقى رهينة للتوتر، وإذا أردنا محاربة الإرهاب، فيجب حل كل مشكلات المنطقة». وأكد الصفدي أنه تحدث مع نظيره الروسي حول كثير من القضايا؛ أهمها القضية الفلسطينية، والجهود لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي للتقدم نحو حل سلمي. وشدد على ضرورة وقف إسرائيل الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين، ووقف الإجراءات التي تهدد الوضع التاريخي للمقدسات في فلسطين. واستقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الاثنين، وزير الخارجية الروسي في اجتماع تم خلاله استعراض العلاقات الاستراتيجية الأردنية - الروسية، والتطورات الإقليمية الراهنة، حسب بيان للديوان الملكي الأردني. وحسب البيان، جرى خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية بعمان، التأكيد على أهمية النهوض بمستويات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصا السياسية والاقتصادية والعسكرية. وأضاف البيان أن اللقاء ركز على الأوضاع في سوريا، حيث تم التأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، كما تناول الجهود المستهدفة تحريك عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتأتي زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الأردن، قبيل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وانعقاد الجولة السادسة من «محادثات آستانة» حول الأزمة السورية، منتصف الشهر الحالي، والرامية إلى وقف الاقتتال في سوريا، وإيجاد بيئة مناسبة للتوصل إلى حل سياسي، عبر «مسار جنيف».

تركيا تبدأ «المرحلة الحاسمة» لعملية عسكرية في عفرين وإدلب... مصادر دبلوماسية أكدت لـ«الشرق الأوسط» وجود تفاهمات حولها مع موسكو وطهران

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.... كشفت مصادر عسكرية تركية عن بدء استعدادات جادة لتنفيذ عملية عسكرية موسعة تستهدف مناطق سيطرة الميليشيات الكردية في عفرين ومحيطها، وتوجيه ضربة إلى «جبهة تحرير الشام» (النصرة سابقاً) في إدلب، لافتة إلى أن العملية التي يجري تمهيد الأرضية الدبلوماسية لها باتت أمراً محسوماً. وأعلنت أنقرة مراراً في الأشهر الماضية أنها قد تطلق عملية موسعة في الشمال السوري، على غرار عملية «درع الفرات» التي انتهت أواخر مارس (آذار) الماضي، بالتعاون مع فصائل من «الجيش السوري الحر»، وهي العملية التي أطلقت عليها وسائل إعلام تركية «سيف الفرات»، ولفتت إلى أن تركيا ستشارك فيها بقوات أكثر عدداً من تلك التي شاركت في عملية «درع الفرات»، إلى جانب توسيع مشاركة فصائل الجيش الحر والقوات العربية التي تولت تركيا تدريبها أخيراً، لتصل إلى 20 ألف مقاتل. ونسبت صحيفة «تركيا» القريبة من الحكومة التركية إلى مصادر عسكرية، أمس، أنه تم نقل كتيبتين من الوحدات العسكرية في غرب البلاد إلى بلدة إصلاحية، التابعة لمحافظة غازي عنتاب، الواقعة شمال المنطقة الحدودية مع سوريا، بمواجهة مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب، الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي تعتبره أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. وأكدت المصادر العسكرية التركية نقل الكتيبتين، لتضافا إلى التعزيزات الموجودة أصلاً في بلدة إصلاحية، مشددة على أن شن العملية العسكرية في الشمال السوري بات أمراً محسوماً، وأن هناك محادثات دبلوماسية جارية حالياً بشأنها، قد تستغرق من أسبوعين إلى 3 أسابيع قبل انطلاقها. وأشارت المصادر إلى أنه من المنتظر أن تشارك كتائب المدرعات التابعة لوحدة المدفعية المتمركزة في محافظة غازي عنتاب في العملية الوشيكة. وقالت الصحيفة، نقلاً عن المصادر، إنه رغم الانتشار الروسي في كل من تل رفعت ومطار منغ العسكري، والبلدات والقرى التابعة لها في منطقة ريف حلب الشمالي، فإن العملية العسكرية قد تبدأ بالتعاون مع قوات «الجيش السوري الحر»، الموجودة في كل من حلب وإدلب من منطقة تل رفعت وجوارها، لتنتقل بعد ذلك إلى كل من عفرين وإدلب. وكانت معلومات سابقة لـ«الشرق الأوسط» قد أشارت إلى أن تركيا اختارت هذا المحور لإطلاق العملية المرتقبة، التي ستشمل أيضاً مناطق في جنوب أعزاز تسيطر عليها الميليشيات الكردية التي تحظى بدعم قوي من واشنطن، وتتعاون معها موسكو في الوقت نفسه. وقالت الصحيفة التركية إن روسيا ستبقى العامل الرئيسي في المنطقة، ومن المنتظر أن تحدد موقفها من العملية في الفترة المقبلة. ورجحت المصادر العسكرية عدم اعتراض روسيا على العملية العسكرية في عفرين، ولم تستبعد أيضاً إمكانية تقديمها الدعم لها ضمن شروط معينة، حيث يسعى النظام السوري، بعد سيطرته على حلب، إلى تكريس وضع جديد في منطقة إدلب، التي تعتبر آخر قلاع المعارضة. وفي السياق نفسه، قالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك تفاهمات بين أنقرة وموسكو بشأن العملية المحتملة، وإن الاتصالات بين الجانبين لم تنقطع خلال الفترة الماضية، وقد يزور رئيس الأركان الروسي أنقرة قريباً لبحث الأمر، لافتة إلى أن موسكو تتعاون مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، وذراعه العسكرية (وحدات حماية الشعب) الكردية، في إطار التنسيق لكن دون إمداده بالسلاح، أو اعتباره حليفاً لا يمكن الاستغناء عنه، كما تفعل واشنطن. وقالت المصادر العسكرية التركية إن «عملية آستانة» جديدة قد تبدأ بعد الانتهاء من عملية تطهير منطقة إدلب من حركة «تحرير الشام»، إذ إن روسيا لم تعد مهتمة ببقاء قوات «الاتحاد الديمقراطي» في عفرين. ولفتت المصادر الدبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إلى التنسيق الثلاثي التركي الروسي الإيراني، سواء فيما يتعلق بمناطق خفض التوتر في سوريا، أو بالنسبة لأي عمليات محتملة من جانب تركيا ضد الميليشيات الكردية، لافتة في هذا الصدد إلى اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والإيراني حسن روحاني، على هامش القمة الإسلامية في آستانة، السبت الماضي، ومن قبلها زيارة رئيس الأركان الإيراني لأنقرة. وقالت صحيفة «تركيا» إن واشنطن تبدو غير متحمسة للعملية العسكرية التركية ضد قوات الاتحاد الديمقراطي في عفرين، وتعمل على إعاقة التحركات المشتركة الروسية التركية الإيرانية في كل من عفرين وإدلب. وعبرت أنقرة من قبل عن مخاوف بشأن احتمال إطلاق الولايات المتحدة عملية باسم التحالف الدولي للحرب على «داعش» في إدلب، بعد أن تحدثت واشنطن عن نشاط لتنظيمي «القاعدة» و«داعش» في إدلب، وعن احتمالات شن عملية مشابهة لعملية تحرير الرقة من «داعش»، التي تنفذها بالتعاون مع تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية غالبية قوامه.

 

مجدداً..”التحالف الدولي” يقصف الجيش السوري وحزب الله

اللواء.. شنت مقاتلات التحالف الدولي غارات جوية مركزة، على مجموعات عسكرية لقوات النظام السوري وحزب الله، قرب اللواء 137 في محيط مدينة دير الزور. وقالت مصادر محلية لسكاي نيوز عربية إن القصف استهدف مجموعة ترافق رتلا عسكري يرفع رايات حزب الله والعلم السوري بأكثر من 12 صاروخا، وحقق إصابات مباشرة. وأضافت المصادر أن القصف جاء “بعد ساعات من قصف مشابه لطيران التحالف الدولي لرتل آخر لقوات النظام في محيط حقل التيم النفطي شرقي المدينة”. وأوضحت “أن الغارات تسبب في سقوط قتلى من قوات النظام وحزب الله بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية”. تجدر الإشارة إلى أن التحالف الدولي قصف في وقت سابق، أرتالا عسكرية لقوات النظام و حزب الله بمنطقة الشحمي في البادية السورية، بغية منعها من الوصول إلى الحدود العراقية-السورية، في مطلع شهر يونيو الماضي.

تيار الغد: الحل في سوريا يتعقد مع تقدم الأسد وأكد أن لا عودة إلى نظام الاستبداد

ايلاف..بهية مارديني.. قد يكون رأي وفد المعارضة إلى جنيف في الحل السياسي واضحًا خلال كل جولة جديدة بين النظام والمعارضة من دون تحقيق أي تقدم يذكر، لكن كيف ترى الأطراف الأخرى هذا الحل في ظل هذه الظروف الدولية والإقليمية وداخل البلاد؟، وكيف ترى موضوع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد على سدة السلطة؟.

إيلاف: قال واصف الزاب، القيادي في تيار الغد السوري المعارض، في حديث مع "إيلاف" أن الحل السياسي يتعقد في سوريا "مع تقدم النظام عسكريًا على حساب داعش".

تزامن مريب

ومن الواضح، كما يرى، أن هذا التقدم "جاء بتفاهم بين النظام وداعش، لأن تقدم النظام باتجاه دير الزور جاء بعد الاتفاق الشهير الذي تم بين حزب الله وداعش في القلمون، والدليل أن النظام وعلى مدار 3 سنوات لم يتقدم شبرًا واحدًا في دير الزور. أما الآن فيتقدم بسرعة كبيرة". كذلك حدد المواقف الدولية التي اعتبر الزاب أنها "أصبحت هشة باتجاه استمرار الأسد على الأقل في المرحلة الإنتقالية، وبات يتم تسويق فكرة أن بقاء الأسد أصبح أمرًا واقعًا، حسب تصريحات سياسيين أوروبيين، وصمت الدول الأساسية التي كانت تدعم الثورة وانشغالها بمشاكلها الخاصة".

الاكتفاء بالتصريح والنقد

وأكد الزاب أن "أداء المعارضة السورية" الرسمية" كالهيئة العليا للمفاوضات، لم يتغير، وكأنها لاعب ثانوي في الحل السياسي بل أصبحت تكتفي بتصريحات إعلامية غير رسمية حتى أو توجيه نقد هنا أو هناك". أضاف "اليوم يبدو دور المعارضة أكثر أهمية، من خلال توضيح الموقف للسوريين، والتعامل بجدية أكثر مع المشهد الدولي، والعودة أكثر إلى شرح المستجدات للناس، واستطلاع رأيهم، وتجديد الشرعية، وتقوية الحالة السياسية، ليس استجابة لمطالب الدول، وإنما لمطالب السوريين، الذين يريدون فاعلية أكثر، وجدية بالتعاطي مع هموم الناس".

الفرصة تاريخية

كما اعتبر أن الفرصة تاريخية اليوم ولن تتكرر لإحداث تغيير حقيقي في سوريا، يبدأ برحيل النظام الديكتاتوري ورموزه، وصولًا إلى دولة ديمقراطية تحفظ حرية وكرامة الإنسان. حول التشاؤم والتفاؤل بما يجري عسكريًا على الأرض، طالب بعدم التراجع. وأشار إلى أنه "يجب عدم التخاذل أو الخوف والاستمرار في العمل الجدي والجاد، حتى لو حقق النظام انتصارًا هنا أو هناك، لأن الثورة عندما قامت لم يكن النظام ضعيفًا عسكريًا، وكان يسيطر بقبضة من حديد على كل شبر في سوريا، ورغم ذلك قامت الثورة، والخيار العسكري لم يبدأه الثوار، وإنما النظام، الذي لا يعرف إلا لغة العنف والقمع".

الثورة مستمرة

وشدد على أن إعادة سيطرة النظام على بعض المحافظات السورية أو حتى كلها لا يعني أن الثورة انهزمت، وإنما يعني أن الحل العسكري غير منتج، سواء للثورة وحتى النظام، وأن سوريا ستنتقل عاجلًا أم آجلًا إلى دولة ديمقراطية، ولكن، بنظر الزاب، فهذا يحتاج عملًا دبلوماسيًا سياسيًا أكثر فاعلية وواقعية، ويحتاج عدم اليأس. ولفت إلى أن الثورة لم تحقق أهدافها بعد، ولكن هذا لا يعني أنها انتهت، حتى إذا انتهى الصراع العسكري.

أسطوانة الإرهاب

وأكد القيادي في تيار الغد السوري أن "النظام اعتاش خلال السنوات السبع للثورة على وجود تنظيمات متشددة، هو من جلبها، لكن "هذه التنظيمات ستنتهي، وسيعود السوريون إلى المربع الأول، لذلك من مصلحة الثورة تغيير هذا المشهد، وخلو سوريا من أي تنظيم إرهابي، حينها سيبقى النظام والميليشيات الداعمة له هم الإرهابيون الوحيدون في سوريا، ولن يكون هناك أي خيار إلا بإزالته من المشهد هو أيضًا، وتسليم إدارة سوريا إلى أهلها". ورأى الزاب أن "العالم مهتم اليوم بإنهاء الصراع في سوريا بأي ثمن من دون وضع شرط تغيير الوضع السياسي، بما يحقق طموحات السوريين، لكن مسؤوليتنا نحن السوريين تكمن في إقناع أنفسنا أولًا والعالم ثانيًا بأن سوريا فيها من يستطيع إدارة البلد غير النظام الحالي".

لا أفق

من جانبه قال محمد طه عضو الأمانة العامة في تيار الغد السوري في حديث مع "إيلاف" أنه "رغم كل التحركات في كل الاتجاهات التي تشهدها المنطقة، ورغم ما تم من اتفاقيات لخفض التوتر، إلا أنني لا أعتقد أن أفق حل سياسي حقيقي يظهر في المعضلة السورية". وأوضح "تقصدت تسميتها بالمعضلة، لكونه ليس خافيًا على أحد بأن المسألة تجاوزت منذ زمن قضية صراع بين سوريين يطمحون إلى الحرية، ونظام دموي فاقد لأية معايير شرعية أو أخلاقية، والمسألة باتت تفاهمات بين القوى اللاعبة، والتي يبدو بوضوح أنها ما زالت بعيدة جدًا عن وضع أسسها ومآلاتها". ورأى طه تضاربًا في التصريحات والتلميحات حول مسألة اضطرار المعارضة للقبول ببقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية. وقال: "هذا إن تم فرضه بقوة الأمر الواقع أو بأمر اللاعب الداعم، فلن يؤدي إلى حل سياسي حقيقي لأن الحل الدائم يستند إلى العدالة الانتقالية، وبوجود الأسد وأعوانه الملطخة أياديهم بدماء مئات الآلاف من السوريين، لا يمكن للعدالة أن تتحقق، وبالتالي لا يمكن وجود سلام دائم، ولا حل سياسي حقيقي".

لاعودة إلى الاستبداد

وكان رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، أكد في حديث إلى "الشرق الأوسط" أنه لا عودة في سوريا إلى الاستبداد، لافتًا إلى أن تنفيذ بيان جنيف والقرارات الدولية، التي اكتنفها الغموض، حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد على أرض الواقع، وانطلاق الحل السياسي في سوريا، "سيؤدي بطبيعة تطور الأمور إلى مغادرة الأسد السلطة".

النظام يسعى إلى سيطرة كاملة.. والأكراد إلى مناطق حكم ذاتي

هل يتكرر سيناريو جنوب لبنان وعون - جعجع مع أكراد سوريا؟

ايلاف..جواد الصايغ من نيويورك.... ساهم التقدم العسكري الذي تحرزه قوات النظام السوري، وحزب الله اللبناني، في شرق سوريا، ساهم في إثارة تساؤلات كبيرة عن مستقبل المناطق الكردية.

إيلاف من نيويورك: في ظل محاولة الأكراد الدفع باتجاه إقامة مناطق حكم ذاتي في شمال شرق سوريا، وإصرار النظام على استعادة السيطرة على كامل الأراضي الخارجة عن سلطته، بات الحديث يدور عن توقيت الطلقة الأولى بين الطرفين بعد انخراطهما كل على حدة في معركة دير الزور.

السباق نحو الأهداف

وفي ظل التوقعات التي تشير إلى أن اندحار تنظيم داعش أصبح مسألة وقت، فإن السباق نحو تحقيق الهدف سيكون أولوية النظام الساعي إلى إعادة الإمساك بزمام الأمور، والأكراد الراغبين في إقامة مناطق حكمهم.

خطة المناطق المسيحية

ومن المتوقع أن يعيد النظام السوري استخدام الخطة التي انتهجها في المناطق المسيحية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، أي الضرب من الداخل قبل الانقضاض على الخصوم.

سيناريو لبنان

أعاد السيناريو الذي يستخدمه النظام حاليًا في سوريا، التذكير بسيناريو لبنان خلال الثمانينات، يوم ضرب الحركات الإسلامية كحركة التوحيد وغيرها، ثم تفرّغ للمناطق المسيحية في نهاية المطاف. حينها شكل وصول سمير جعجع إلى قيادة القوات، وتواجد ميشال عون في قيادة الجيش، حدثًا فارقًا، فللمرة الأولى في تلك الفترة كان على رأس المؤسستين العسكرية والقواتية رجلان قويان، علمًا بأن الطرفين، ومنذ أيام بشير الجميّل، كانا ينسّقان بشكل كبير، وبعدما أقدم رئيس الجمهورية السابق، أمين الجميّل، على تعيين عون رئيس للحكومة، وإعلان الأخير رغبته في إنهاء الميليشيات وقعت الواقعة بين الرجلين، ودخل السوريون في لعبة التناقضات، ودعم الجيش حينًا، والقوات أحيانًا، حتى خلت الساحة، بعد نفي عون، وسجن جعجع لاحقًا، فتمكن النظام من السيطرة على البلد بكامله.

التعاطي مع أكراد سوريا

في الملف الكردي، فإن النظام الذي يضرب داعش والنصرة حاليًا، سيعمد إلى اللعب على أكثر من صعيد في الفترة المقبلة: العمل على التفرقة بين العرب والأكراد (قوات سوريا الديمقراطية، تضم في صفوفها فصائل عربية)، عبر تقديم مغريات وامتيازات إلى العرب الموالين لهذه القوات، وكذلك فإن المصلحة المشتركة ستدفعه إلى التعاون مع تركيا، التي تمتلك تأثيرًا على مجموعات كردية معارضة للـ YPG.

دور أميركا

ماذا عن الولايات المتحدة الأميركية، وما السياسة التي ستتبعها لحماية أصدقائها الأكراد، خصوصًا وأن آخر سفير لها في دمشق يحذر الأكراد كل يوم من أن بلاده ستتخلى عنهم في نهاية المطاف.

جنوب لبنان

القرار الأميركي الحالي في سوريا هو بيد البنتاغون، وفي ظل وجود قوات عسكرية أميركية في سوريا، فإن الحماية للقوات الكردية ستكون متوافرة. ولكن في حال قررت الإدارة في واشنطن سحب الجنود الأميركيين من القواعد العسكرية الموجودة، فإن مظلة الحماية لن تكون موجودة ساعتها، تمامًا كما حدث في جنوب لبنان عام 2000، فجيش لبنان الحنوبي كان يحظى بدعم إسرائيل الكامل، ولكن يوم صدر القرار بالانسحاب، تم إعطاء قيادته وعناصره ساعات قليلة لتحديد مصيرهم، إما البقاء أو الرحيل مع الراحلين.

شويغو يستعجل الإعمار والإغاثة: 39 منطقة جاهزة لعودة اللاجئين

الشرق الاوسط..موسكو: طه عبد الواحد... حددت وزارة الدفاع الروسية 39 منطقة سكنية في سوريا قالت إنها جاهزة لعودة اللاجئين إليها، و60 منطقة أخرى، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، وورد ذكر تلك المناطق ضمن قائمتين مستقلتين مرفقتين بخطاب وجهه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، يدعو فيه الأمم المتحدة إلى المساهمة في إعمار «المناطق المحررة»، وزيادة مساعداتها الإنسانية بصورة عاجلة لمدن وقرى وتجمعات سكنية، تحددها القائمة على أنها تقع ضمن مناطق خفض التصعيد الأربع. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «وزير الدفاع سيرغي شويغو يدعو دي ميستورا إلى زيادة عاجلة لحجم المساعدات الإنسانية عبر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، والمساهمة النشطة بأكبر قدر في إعادة إعمار المنازل والمدارس والمشافي ومنشآت البنى التحتية المدمرة». وأشار شويغو في خطابه إلى أن قوات النظام السوري تمكنت بإسناد من القوات الجوية الروسية، من تحرير مساحات واسعة في سوريا من الإرهابيين، «وأصبحت الظروف مواتية لاستعادة الحياة السلمية». مع ذلك لفت وزير الدفاع الروسي إلى أنه لن يكون بوسع جميع السوريين العودة إلى منازلهم على الفور، بسبب الدمار في عدد كبير من المناطق، وحمل الإرهابيين وحدهم المسؤولية عن ذلك الدمار، دون أي إشارة إلى ما خلفه القصف المدفعي الكثيف من جانب قوات النظام، ومن ثم الجوي لمعظم المدن والبلدات السورية في السنوات الأولى للأزمة. وأشار بصورة خاصة إلى الوضع الإنساني المعقد للغاية في معسكرات اللاجئين في التنف وعقيربات، وقال إن أكثر من 60 ألف لاجئ يعيشون هناك في ظل ظروف إنسانية معقدة. وبعد عرضه المساعدات الإنسانية التي تقدمها روسيا للسوريين، شدد شويغو على ضرورة حشد جهود المجتمع الدولي بأسره «لعودة مئات آلاف اللاجئين السوريين إلى منازلهم»، وأعلن في خطابه إلى دي ميستورا أن وزارة الدفاع الروسية نشرت على موقعها الرسمي قوائم المناطق السكنية السورية التي يحتاج المواطنون فيها إلى مساعدات إنسانية والمساعدة كذلك في إعادة إعمار منازلهم. وسيقوم مركز حميميم الروسي في سوريا بتحديث القوائم يومياً. وكان وزير الدفاع الروسي وجه في وقت سابق خطاباً مماثلاً لرئاسة لجنة الصليب الأحمر الدولي، يناشدها زيادة عاجلة للمساعدات الإنسانية إلى سوريا. في سياق متصل، قالت وكالة «ريا نوفوستي» إن العسكريين الروس وزعوا في منطقة خفض التصعيد في ريف حمص مساعدات إنسانية، شملت 4 أطنان من المواد الغذائية، ونصف طن من المواد الطبية. وأكدت الوكالة في بداية تقريرها أن المساعدات تم توزيعها في مدينة الرستن الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. إلا أن الإعلامي عامر الناصر من الرستن نفى في حديث لـ«الشرق الأوسط» توزيع المساعدات هناك، وقال إن القوات الروسية حاولت من خلال التواصل مع لجنة التفاوض في ريف حمص الشمالي إدخال 3 سيارات مساعدات إنسانية إلى الرستن، موضحاً أن اللجنة رفضت ذلك «نظراً لعدم تفعيل أي بند من بنود اتفاقية خفض التصعيد»، لافتاً إلى أنه «تم التوافق خلال الجلسة الأخيرة بين اللجنة والعسكريين الروس على عدد من البنود في مقدمتها وقف الأعمال القتالية من الطرفين»، وأكد أن «النظام لم يلتزم بتلك البنود». وبالنسبة للرواية حول المساعدات الإنسانية إلى الرستن، أوضح الناصر أن «النظام والروس قاموا بإيقاف المدنيين المتجهين إلى ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي عند حاجز تل كرطل، ووزعوا المساعدات عليهم وصوروهم، ونُشرت التقارير تحت عنوان مساعدات إنسانية إلى الرستن». وبشكل عام أكد الإعلامي السوري من الرستن أن مستويات العنف في الفترة الحالية تراجعت إلى حد كبير جداً مقارنة بالوضع في السنوات السابقة، واعتبر أن هذا كله نتيجة ترتيبات دولية لتهيئة الناس والأجواء بشكل عام لحل سياسي.



السابق

أخبار وتقارير..شبهات بتورط طهران في مساعدة بيونغ يانغ بتسريع الحصول على «النووي»...16 عاماً على هجمات سبتمبر ... تغيرت الوجوه والإرهاب قطر-اني..مركل تقترح لتسوية مع كوريا نموذج «النووي» الإيراني...صحافية روسية بارزة تغادر البلاد بعد تلقّي تهديدات..كلينتون تتحدث عن «ألم كبير» بعد هزيمتها في 2016.....الروهينغا .. أقلية مسلمة غالباً ما امتنعت عن اللجوء إلى العنف...

التالي

استشهاد ضابط إماراتي.. ومواجهات دامية بين المخلوع والحوثيين...اليمن يدعو إلى تحرك أممي ضد معرقلي وصول المساعدات والأمم المتحدة تعتزم زيادة موظفيها في المناطق المحرّرة...ذكرى انقلاب اليمن تفجر خلافاً جديداً بين شريكيه....ميليشيات الحوثي وصالح تختطف 18 مدنياً في البيضاء وعمران والجيش يعزز قواته في الجوف..صالح يشتكي من حملة الحوثيين ضده..21 قتيلاً بمواجهات حوثية - حوثية في صنعاء...لافروف: السعودية جادة في تسوية الأزمة ودعمت مفاوضات آستانة...الدوحة تعترف بتأثير المقاطعة ... والقاهرة تستبعد «المهادنة»...الدول الأربع: الدوحة مُستمرة في تضليل الرأي العام الدولي...قطر: ما زلنا مستعدين لحوار شفاف ورددنا على المطالب الـ 13 احتراماً لأمير الكويت...السعودية تحبط مخططًا لداعش يستهدف وزارة الدفاع وأشارت الى اعتقال انتحاريين قبل وصولهما الى هدفيهما...تقييم تجربة الأردن في الإصلاح الإداري ...

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 171,966,044

عدد الزوار: 7,652,382

المتواجدون الآن: 0