بغداد تستعجل تحرير الحويجة لاسترداد كركوك من الأكراد..الرياض تحض بارزاني على قبول الوساطة الدولية..الجيش العراقي يهاجم معاقل «داعش» غرب الأنبار..بارزاني مخاطباً المجتمع الدولي: بديل حقيقي خلال 3 أيام أو الاستفتاء وتوتر في كركوك...الاستقلال حلم أكراد العراق لكن موعد الاستفتاء يفسد الود بعكس تحمس أربيل... السليمانية رفعت شعار «لا»..مسؤول كردي يؤكد سعي تركيا لتقديم بديل للاستفتاء...استفتاء «كردستان»: معركة آل البرزاني.. دفتر شروط وتوريث وإصرار على المواجهة..مرجع شيعي يطالب بميثاق دفاعي.. وبارزاني بضمانات خطية وبروكسل تعتذر من بغداد وتحثها على إعدام 500 "إرهابي"...إزالة تمثال للعذراء وسط البصرة خشية «الفتنة»....

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 أيلول 2017 - 6:22 ص    عدد الزيارات 2214    التعليقات 0    القسم عربية

        


بغداد تستعجل تحرير الحويجة لاسترداد كركوك من الأكراد..

بغداد – «الحياة» .... علمت «الحياة» أن التحضيرات لإطلاق عملية استعادة منطقة «الحويجة» في كركوك اكتملت، وقد تُعلن الحكومة عنها في أي وقت. وفيما شهدت كركوك المتنازع عليها اشتباكات ليل الإثنين، جدد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الإصرار على إجراء استفتاء انفصال الإقليم في كركوك والمناطق المتنازع عليها، لكنه أكد تلقيه اقتراحات جديدة بدلاً من الاستفتاء. وقال إن «أمام المجتمع الدولي 3 أيام لتقديم ضمانات». وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» مساء أمس، إن «الأزمة التي انبثقت عن إعلان رئيس إقليم كردستان إجراء استفتاء وشموله كركوك التي تقع ضمن حدودها منطقة الحويجة التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش، أربكت جهود إطلاق معركة تحرير الحويجة، لكن الاستعدادات اكتملت الآن، ويمكن إطلاق المعركة في أي وقت»، ما قد يعني بدء المعركة ومن ثم استرداد كركوك من الأكراد .. وقد يساهم إطلاق معركة الحويجة مع اقتراب العد التنازلي للاستفتاء الكردي المقرر الإثنين المقبل، في إرباك الوضع الأمني العام في كركوك، التي شهدت مساء أول من أمس، اشتباكات بين محتفلين من الأكراد وحراس مقر تركماني أدت إلى مقتل شخص وجرح اثنين آخرين. وكثيراً ما توصف كركوك، التي تضم عرباً وأكراداً وتركماناً وآشوريين وكلداناً وأرمنيين، إضافة إلى مجموعات من أقليات أخرى من الشبك والإيزيديين، بأنها «برميل بارود»، في إشارة إلى تضارب المواقف حول المدينة التي يطالب الأكراد بضمها إلى إقليم كردستان، وهو ما يرفضه العرب والتركمان. ولم يشر بارزاني، الذي واصل أمس جولاته للترويج للاستفتاء، في خطاب أمام محتفلين، إلى تطورات ما حصل في كركوك، لكنه رفض مقترحات لإجراء الاستفتاء حول الانفصال داخل حدود الإقليم حتى عام 2003. وقال إن «هذا الموضوع ليس قابلاً للتفاوض»، مؤكداً أن «أربيل تسلمت مقترحات جديدة بديلة للاستفتاء من المجتمع الدولي تختلف عن سابقاتها»، لكنه لم يوضح فحواها، واستدرك: «إذا لم يكن هناك بديل حقيقي خلال ثلاثة أيام من المستحيل أن نؤجل الاستفتاء، وفي حال وجد البديل الضامن حقوقنا، فإننا سنحتفل جماهيرياً في 25 أيلول (سبتمبر)، وإذا لم يصلنا البديل فسنصوت جميعاً في 25 أيلول الجاري». ولا يبدو البديل الذي يسعى إليه بارزاني واضحاً بدقة، لكن أوساطاً سياسية مقربة منه أكدت أن الإقليم سيكتفي بوعد دولي بحق إقليم كردستان بإجراء استفتاء وإقامة دولة مستقلة في حال فشل المفاوضات مع بغداد برعاية أممية، وهو مقترح مرفوض دولياً. ومع تواصل السجالات الإعلامية لبارزاني أمام رفض دول الإقليم والمجتمع الدولي الاستفتاء، كشف القيادي الكردي برهم صالح للمرة الأولى عن موقفه من الاستفتاء، وقال في بيان بعد يوم من تسجيله حزباً سياسياً باسم «التحالف من أجل الديموقراطية والعدالة» واستقالته من «الاتحاد الوطني الكردستاني»، إن «شعب كردستان له الحق في إنشاء دولة مستقلة خاصة به»، مستدركاً «نعتقد بأننا في حاجة إلى قرارات عقلانية ومدروسة وتفاوض مع بغداد ودول الجوار والمجتمع الدولي، من أجل أن يتحول استقلال كردستان إلى عامل رفاهية للأكراد والمنطقة».

الرياض تحض بارزاني على قبول الوساطة الدولية

الحياة...أربيل - باسم فرنسيس ... كشف مسؤول في حكومة إقليم كردستان عن أن أنقرة تنسق مع فرنسا والأمم المتحدة، لطرح مقترح «ضامن» للأكراد بهدف التراجع عن الاستفتاء في شأن الانفصال. وانضمت السعودية إلى الأصوات الدولية الرافضة الخطوة الكردية ودعتهم إلى قبول الوساطة الدولية. ومع قرب موعد الاستفتاء في 25 من الشهر الجاري، ما زالت القيادة الكردية تتمسك بموقفها للمضي نحو الانفصال حتى تقديم «بديل ضامن» للتخلي عن الخطوة، وسط تزايد الضغوط على الصعيدين الإقليمي والدولي لدفع الأكراد إلى الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية. وقال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة أربيل فلاح مصطفى عقب اجتماعه مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في نيويورك إن «أنقرة ترفض إجراء الاستفتاء، وهي تعمل حالياً مع فرنسا والأمم المتحدة على اقتراح يشمل الضمانات التي تطالب بها القيادة الكردية». وتزامن ذلك مع إعلان رئيس الإقليم مسعود بارزاني رفضه طلباً قدمه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون خلال اجتماع في أربيل لتأجيل الاستفتاء «والبدء بجولة جديدة من المفاوضات مع بغداد وفق أجندة واضحة ومفتوحة وبإشراف دولي»، ونقل بيان رئاسي عن بارزاني قوله إن «البدائل المطروحة حتى الآن لا تضمن البدء بحوارات ثنائية مع بغداد من شأنها تحقيق الاستقلال وبضمانات دولية لتنفيذ التعهدات». وأصدرت «لجنة الفتاوى» في الإقليم أمس، فتوى اعتبرت فيه «الاستفتاء حق شرعي وقانوني ودستوري، فالاسلام دين الدولة وفق الدستور، والإجراء لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية»، داعية «دول العالم إلى احترام قرار شعب كردستان الذي لا يتعارض مع الأديان والإنسانية». وواصل النواب الأكراد مقاطعة جلسات البرلمان العراقي وعاد غالبيتهم إلى أربيل احتجاجاً على قرار إقالة محافظ كركوك نجم الدين كريم، وسط تصاعد وتيرة الاتهامات والدعوات إلى «استخدام القوة» لوقف الاستفتاء. ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم الذي كثف اجتماعاته مع القادة السياسيين في إطارة مبادرة تسوية، خلال لقائه نائب رئيس البرلمان آرام محمد إلى «تفعيل الحوارات والنقاشات لنزع فتيل الأزمة بين بغداد وأربيل، وممارسة شركاء العملية السياسية دورهم الوطني في الحفاظ على اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بين العراقيين كافة». وأفاد بيان لـ «التحالف الوطني» بأن قادته «اتفقوا في اجتماع برئاسة عمار الحكيم على عدم الاعتراف بنتائج الاستفتاء ورفضهم القاطع إجراءه لعدم دستوريته»، وحضوا الإقليم إلى «الاعتماد على الدستور بكل مواده أساسا للحوار دون انتقائية، وإجراء حوار وطني جدي عميق ومتوازن لحل الخلافات»، داعين «الحكومة العراقية إلى اتخاذ كافة الوسائل الداعمة لترسيخ وحدة البلاد أرضاً وشعباً». وأعلن حزب «الدعوة الإسلامية» الذي ينتمي إليه العبادي أن «الاستفتاء أربك المشهد السياسي وأثار القلق على الوضع الأمني والاستقرار بسبب هذا القرار الانفرادي غير الشرعي الذي سيؤدي إلى تمزيق العراق، وتفجير الحروب والقتال والنزاع»، ودعا إلى «إلغاء الاستتفاء سواء داخل الإقليم أو خارجه (المناطق المتنازع عليها)، والاحتكام إلى الدستور لحل الخلاف، وأهمية وجود ضمانات وطنية متقابلة بين الشركاء والاستفادة من بعثة الأمم المتحدة وفق تقدير الحكومة الاتحادية، مع رفض التوجهات نحو تدويل الأزمة، تجبناً لمصادرة سيادة البلاد». ودعا نواب عن «ائتلاف دولة القانون» في بيانات متفرقة إلى اعتقال محافظ كركوك وفرض حالة الطوارئ في المحافظة، وممارسة بغداد الضغط على تركيا وإيران لوقف استيرادها نفط الاقليم، فيما اتفق زعيم «المجلس الأعلى الإسلامي» همام حمودي في لقاء مع زعيم حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي على أن «العراق اليوم هو أقوى من أي مرحلة سابقة وقادر على إفشال أي محاولة تقسيم». في المواقف الدولية، أكد وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان عبر تغريدة في «تويتر» أمس، أنه «يتطلع لحكمة وشجاعة بارزاني بقبول الوساطات الدولية لحل الأزمة الحالية ضمن مقترحات الأمم المتحدة وتجنيب العراق لأزمات هو بغنى عنها»، وذلك بعد ثلاثة أيام من محادثات أجراها السبهان مع بارزاني في أربيل، اقترح خلالها استعداد السعودية «للتوسط بين أربيل وبغداد». من جهة أخرى، ذكر بيان حكومي أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «بحث هاتفياً مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أزمة الاستفتاء، وأك الموقف الواضح باتخاذ كل الخطوات اللازمة لحفظ وحدة البلد ومنع كل ما يهدد السلم الأهلي»، في حين جدد أردوغان «رفضه الاستفتاء ودعم بلاده الكامل للحكومة العراقية وخطواتها لحفظ وحدة أراضيها والحرص على التنسيق الثنائي لاستقرار المنطقة». وأعلن وزير الخارجية التركي في مقابلة مع موقع «المونيتور» الأميركي استعداد بلاده «للقيام بدور الوساطة إذا ما كانت مشكلات الأكراد تكمن فقط في الحصول على حقوقهم الدستورية، ونستطيع ضمان هذه الحقوق»، وزاد: «يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يؤدي دوراً مهماً في هذا الشأن». إلى ذلك حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال لقائه الأمین العام لمنظمة الأمم المتحدة انتونیو غوتیریش في نیویورك على هامش اجتماع القمة للدول الأعضاء فی الجمعیة العامة للمنظمة، من الخطوة الكردية التي «تنطوي على خطورة كبيرة وأي خطوة أخرى لتغيير جغرافيا المنطقة». وأكد غوتيريش أن «المشكلات الراهنة في سوریة والعراق لا یمكن تسویتها إلا بالحوار، وأن تقسيم هذين البلدين لا یخدم الاستقرار فی المنطقة ونحن مستعدون للتعاون مع إیران لترسیخ أسس السلام والأمن في المنطقة». وحذر رئيس مجلس خبراء القيادة في إيران آية الله جنتي في افتتاح الدورة الخامسة للمجلس من «إجراء الاستفتاء، فالعدو بصدد إيجاد إسرائيل أخرى في المنطقة، ما يتطلب مواجهة هذا الأمر، وهو مطلب أميركا وإسرائيل والسعودية حيث تحاول إضعاف الأمة الإسلامية وعلينا نحن أن ندعم الشعب العراقي».

الجيش العراقي يهاجم معاقل «داعش» غرب الأنبار

الحياة..بغداد – بشرى المظفر ... أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء عمليات تحرير مناطق غرب الأنبار التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، فيما قتل مدنيون وأصيب عشرات في تفجير انتحاري مزدوج استهدف مطعماً في محافظة صلاح الدين شمال العراق. وقال العبادي في بيان إن «عمليات تحرير مناطق غرب الأنبار وعنه انطلقت فجراً لتطهير كل بقعة أرض في العراق من رجس المعتدين الأشرار»، وأضاف أنه «سيكون لنا موعد آخر مع نصر جديد ولن تحصد عصابة داعش المجرمة إلا الموت وذل الهزيمة». وقال نائب قائد العمليات الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله في بيان إن «جحافل المنتصرين من قطعات عمليات الجزيرة المتمثلة بفرقة المشاة السابعة ولواء المشاة الآلي 30 فرقة المشاة الآلية الثامنة والحشد العشائري بعملية واسعة لتحرير منطقة الريحانه وقضاء عنه من عصابات داعش الإرهابية». وأضاف: «ما زالت طبول الحرب تعزف لحن الانتصار، ففي الأمس القريب قلعنا جذور الإرهاب من نينوى المعطاة وعكاشات في خطوات واثقة آمنت بالله العلي العظيم وحققت النصر الباهر وبسرعة ودقة عالية أشاد بها العالم أجمع»، وتابع أننا «على ثقة أن النصر قادم ﻻ محال وأن العدو عرف مصيره في أرض العراق التي باتت مقبرة له وذاق من ضربات رجال العراق الخزي والعار». وتمكنت القطعات العسكرية بعد ساعات من انطلاق العملية من دخول منطقة الريحانة شرق قضاء عنه، وقال مصدر أمني لـ «الحياة» إن «القوات الأمنية مدعومة بالعشائر دخلت منطقة الريحانة شرق قضاء عنه»، وأضاف أن «ذلك جاء بعد تدمير عجلة يقودها انتحاري حاول استهداف القوات المتقدمة». وأشار إلى أن «القطعات تمكنت من تحرير منطقة جتيبة شرق قضاء راوه من قبل قطعات اللواء 27 والفرقة السابعة والحشد العشائري»، وكشف عن «هروب جماعي لعناصر داعش من مدينة عنه الى مدينة راوه غرب الرمادي بعد انهيار وانكسار عناصر التنظيم امام تقدم القوات الأمنية والعشائر في عمليات التحرير». من جهتها، قالت خلية الإعلان الحربي في بيان أن «قطعات قيادة عمليات الجزيرة والقطعات المحلقة بها فككت ٢٣٠ عبوة ناسفة و٢٥ قنينة أوكسجين معدة للتفجير اثناء التقدم في المحاور بعملية الريحانة وعنه». وقصفت القوة الجوية العراقية في وقت متأخر من مساء الاثنين أهدافاً تابعة الى «داعش» في منطقة القائم أسفرت عن مقتل عشرات من عناصر التنظيم، وقالت الخلية في بيان انه «استمراراً للعمليات البطولية التي أعلنت عنها خلية الصقور الاسخباراتية في وكالة الاستخبارات بوزارة الداخلية، اذ حددت الخلية ثلاثة أهداف نوعية لعصابات داعش وبالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة، حيث دكت طائرات القوة الجوية الأهداف وأحالتها الى رماد على رؤوس إرهابيي داعش». وبينت أن «أحد تلك الأهداف ضم اجتماعاً مهماً لقيادات العصابات الإرهابية»، وأشارت الى أن «تلك الضربات أسفرت عن قتل أكثر من ٤٩ أرهابياً وجرح آخرين (...) كما تم استهداف اجتماع لقيادات «داعش» في قضاء القائم في حي ٧ نيسان، أدت الى مقتل ٢٦ وجرح ٧ آخرين، ومن بين القتلى عسكري ولاية الجنوب وأمني ولاية الجنوب ووالي الفرات ومسؤول النقل لولاية الجنوب، وجرح نائب المجرم أبو بكر البغدادي». وأشارت الى انه «تم تدمير مضافة انتحاريين في حي ٧ نيسان كان تنظيم «داعش» ينوي أرسالهم لاستهداف محافظات جنوبية نتج من الضربة مقتل ١٣ أنتحارياً فضلاً عن استهداف مضافة للانغماسيين في حي ٧ نيسان أدت الى مقتل ١٠ من داعش وجرح آخرين». في صلاح الدين قالت وزارة الداخلية العراقية إن تفجيراً انتحارياً مزدوجاً وقع داخل مطعم في محافظة صلاح الدين أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وأوضح المتحدث باسم الوزارة العميد سعد معن أن «انتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين فجرا نفسيهما داخل مطعم القلعة في منطقة الحجاج على الطريق الخارجي بين تكريت وبيجي ما أسفر عن مقتل 3 اشخاص وإصابة 34 آخرين بجروح»، مشيراً الى أن «قوات الأمن قتلت انتحارياً ثالثاً أمام بوابة المطعم».

بارزاني مخاطباً المجتمع الدولي: بديل حقيقي خلال 3 أيام أو الاستفتاء وتوتر في كركوك بعد إطلاق حزب تركماني النار على محتفلين

أربيل: «الشرق الأوسط».. قال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس، إن الإقليم يرفض القبول بأن يمثل «الخط الأخضر»، الذي حدده الحاكم المدني الأميركي في العراق، بول بريمر، في تسعينات القرن الماضي، كحد فاصل بين قوات البيشمركة والجيش العراقي في عهد النظام العراقي السابق، حدود إقليم كردستان. وأضاف: «يطالبوننا بالرجوع إلى الخط الأخضر لترسيم حدود كردستان، ونقول لهم ليس لدينا أي استعداد لمناقشة هذا الأمر». وأكد بارزاني، في تجمع لدعم استفتاء الاستقلال في قضاء سوران، بمحافظة أربيل، أن «قرار الاستفتاء هو قرار الشعب الكردستاني، وليس لشخص واحد أو حزب معين». وحول وجود بديل عن الاستفتاء، قال بارزاني: «إذا لم يكن هناك بديل حقيقي خلال 3 أيام، فمن المستحيل أن نؤجل الاستفتاء. وفي حال وجد البديل الضامن لحقوقنا، فإننا سوف نحتفل في 25 سبتمبر (أيلول)، ونقيم احتفالات جماهيرية. وإذا لم يصلنا البديل، فسنصوت جميعاً». إلى ذلك، كانت الليلة قبل الماضية الأكثر توتراً منذ نحو عام في مدينة كركوك الغنية بالنفط (واحدة من المدن المتنازعة عليها بين أربيل وبغداد)، حيث استقبلت إحدى مقرات الجبهة التركمانية في المدينة احتفالات مجموعة من الشباب الكرد والعرب من سكان كركوك، ضمن الحملة الدعائية للاستفتاء، بوابل من الرصاص، مما أسفر عن مقتل شاب كردي، وإصابة 4 آخرين، اثنين منهم من المكون العربي. وأعلنت القوات الأمنية في محافظة كركوك، بعد مضي وقت قصير على الحادثة، أن الوضع تحت السيطرة، وأكدت أنها تتخذ إجراءات عدة للحيلولة دون وقوع أي أعمال عنف أو حوادث إرهابية في المدينة، مع اقتراب موعد الاستفتاء، الاثنين المقبل. وقال مسؤول إعلام قوات الآسايش (الأمن الكردي) في كركوك، النقيب فرهاد حمه علي، لـ«الشرق الأوسط»: «رغم وقوع بعض الحوادث الليلة قبل الماضية في كركوك، فإن أوضاع المدينة مستقرة، وليست متوترة بالشكل الذي تناقلته بعض وسائل الإعلام، ومديرية الآسايش في كركوك، وبالتنسيق مع قوات الشرطة وكل الأجهزة الأمنية الأخرى، على أهبة الاستعداد، وقد نشرنا قواتنا في مناطق المدينة كافة، خصوصاً في الشوارع والأماكن العامة»، لافتاً إلى أن قوات الآسايش والقوات الأمنية مستعدة دائماً للتصدي للذين يحاولون المس بالتعايش السلمي والأخوة الموجودة بين مكونات كركوك. وسلط حمه علي الضوء على أحداث كركوك الليلة قبل الماضية، مشيراً إلى أن عدداً من حراس أحد مقرات الجبهة التركمانية في كركوك، التي تسمى بالحركة القومية التركمانية، أطلقوا النار على عدد من شباب كركوك من القوميتين الكردية والعربية أثناء احتفالهم ضمن الحملة الإعلامية لعملية الاستفتاء على الاستقلال، حيث كانوا يعلقون أعلام كردستان، وأسفر إطلاق النار عن مقتل شاب كردي، وإصابة 4 آخرين، اثنين منهم من المكون العربي. في حين تعرضت دورية تابعة لشرطة الطوارئ في المدينة إلى هجوم بقذيفة «آر بي جي»، دون أن تقع خسائر في صفوف قوات الشرطة. في غضون ذلك، شهدت قلعة كركوك التاريخية، وسط المدينة، أمس، مهرجاناً شعبياً واسعاً لدعم استفتاء الاستقلال، شارك فيه محافظ كركوك نجم الدين كريم، وقيادات من الحزب الديمقراطي الكردستاني، ونائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول علي، وقائد قوات البيشمركة في محور كركوك محمد حاج محمود، وعدد من المسؤولين الحزبيين والحكوميين وشيوخ العشائر، وأبناء مكونات كركوك كافة. وقال محافظ كركوك، الذي صوت مجلس النواب العراقي الأسبوع الماضي على إقالته، في كلمة: «ستبقى كركوك مدينة كردستانية، مجيئكم اليوم والمشاركة في هذا المهرجان أظهر مرة أخرى للعالم كردستانية كركوك»، مشيراً إلى أن مكونات كركوك تعيش بسلام في ظل قوات البيشمركة، والدماء التي ضحت بها من أجل حماية كركوك، والحفاظ على الاستقرار فيها. وبدوره، شدد الشيخ مسرور ناجي الفاضل الجبوري، أحد رؤساء قبيلة الجبور في كركوك، لـ«الشرق الأوسط»: «حالياً، الوضع في المدينة هادئ ومطمئن، ونحن كمكون عربي ليس لدينا مخاوف من المستقبل، فنحن - مكونات المدينة - نعيش منذ عام 2003 في ظل التعايش السلمي؛ حقيقة نحن نطمع إلى مستقبل مشرق لهذه المدينة»، مشدداً على أن العلاقات بين مكونات المدينة علاقات وطيدة، ولا خوف عليها، ولن تحدث أي مشكلات بين هذه المكونات. وعما إذا كان أبناء المكون العربي السني في كركوك سيؤيدون الاستفتاء على الاستقلال، أوضح الجبوري: «الاستفتاء يصب في مصلحة جميع مكونات كركوك، لذا نحن ندعمه، وسنشارك في التصويت لصالحه». ومن جانبه، أكد عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون التركماني، نجاة حسين،، أن الوضع في كركوك مستقر، وهناك انتشار أمني، مستبعداً حدوث أي مشكلات بين مكونات المدينة مستقبلاً، وقال: «هناك تخوف لدى جماهير التركمان في المدينة من المستقبل، لكني أرى الوضع مطمئناً في المدينة، ولن يحدث أي صِدام أو مواجهات بين الأطراف، لأن هناك كثيراً من العقلاء في كل الأطراف، الذين لن يسمحوا بأن ينزلق الموضوع إلى ما لا يُحمد عقباه».

الاستقلال حلم أكراد العراق لكن موعد الاستفتاء يفسد الود بعكس تحمس أربيل... السليمانية رفعت شعار «لا»

أربيل: «الشرق الأوسط»... رغم أن حلم الاستقلال مبدأ غير قابل للنقاش لدى أكراد العراق، يشكل موعد الاستفتاء حول استقلال كردستان المقرر في 25 سبتمبر (أيلول) الحالي، أرضية انقسام بين المكونات السياسية في الإقليم الشمالي؛ ففي حين تخيم البهجة في أربيل، ترفع محافظة السليمانية شعار «لا للاستفتاء». في عاصمة الإقليم الذي نال حكماً ذاتياً في عام 1991، تلونت الشوارع بالأعلام الكردية واللافتات التي تعلن «بلى بو ريفراندوم»، أي «نعم للاستفتاء»، فيما طلا البعض سياراتهم بالأخضر والأبيض والأحمر، ألوان العلم الكردي. ويقول بروا حمه أمين عزيز (23 عاماً)، العامل في متجر لبيع الكوفيات الكردية في منطقة القلعة وسط أربيل: «آن أوان الاستفتاء وتحقيق حلم الدولة. في 25 سبتمبر، سأبصم بالعشرة لأقول نعم». ولا يشكك أكراد أربيل عموماً بصوابية إجراء الاستفتاء الذي يعتبرون أنه يأتي متأخراً. ووصل هذا اليقين بالبعض إلى حد التفاؤل بأن الاستقلال صار أمراً مبتوتاً، ما حدا بهم إلى استبدال اسم كردستان بالعراق على لوحات السيارات. في شوارع المدينة، لا حديث إلا حديث الاستفتاء، وكلمة «إن شاء الله دولة» على كل لسان. وداخل كشك صغير لبيع الكتب والصحف قرب سوق المدينة القديمة، يؤكد سيروان أحمد (43 عاماً) أن «الاستفتاء ليس استفزازاً لأحد. ورفضه من البعض أمر طبيعي ودليل على الديمقراطية». بدوره، يؤكد وزير الخارجية العراقي السابق هوشيار زيباري لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الاستقلال مقبل بلا شك». ويرى أنه «ملزم للقيادة الكردستانية وحكومة الإقليم بتنفيذ رغبة الشعب الكردي في ممارسة حقه بتقرير المصير وإنشاء دولته». ولو أن النتيجة الإيجابية، برأيه، «لا تعني إعلان الدولة في اليوم التالي»، بل بداية للعمل على تأسيس الدولة واستكمال المفاوضات مع بغداد التي ستستمر «خلال وبعد الاستفتاء». ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين بكردستان العراق عبد الحكيم خسرو، أن «لا عراقيل» قانونية أو دستورية تمنع إجراء التصويت و«أي عرقلة للاستفتاء تخدم الدول الإقليمية وتهدف إلى إضعاف الإقليم». وتدور أحاديث في الأروقة الكردية المعارضة عن إمكانية تأجيل الاستفتاء لأسباب عدة، منها اقتراب موعد العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في الحويجة الواقعة ضمن محافظة كركوك، بمشاركة قوات البيشمركة الكردية. ويرفض زيباري التأجيل. «الاستفتاء لن يؤجل ولن يؤخر (...) لأن ذلك سيكون انتحاراً سياسياً للقيادة السياسية الكردستانية». وبالإضافة إلى الاستحقاقات العسكرية، يثير البعض المشكلات الاقتصادية التي تأثر بها إقليم كردستان بسبب تراجع أسعار النفط. لكن بالنسبة إلى أكراد أربيل، ليس هذا تبريراً مقنعاً لعدم المضي باتجاه دولتهم. ويعتبر عزيز أن «كل البلاد لديها أزمات اقتصادية، وحتى بعض الدول نالت استقلالها في أوج الأزمات وعملت على حلها بعد تحقيق الهدف الرئيسي». وتعرض الأكراد للقمع خلال حكم صدام حسين الذي أطيح به عام 2003 إثر الغزو الأميركي للعراق. وسمح الحكم الذاتي لكردستان والهدوء الأمني الذي حظيت به منذ إرسائه، بازدهار الإقليم في مجالات عدة. وإلى جنوب شرقي أربيل، تبدو السليمانية محافظة معزولة عن موجة التهليل لعقد الاستفتاء، رغم أن الجميع يؤكد حق الاستقلال وتقرير المصير. وتوالي السليمانية إجمالاً الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، على عكس أربيل التي تناصر بارزاني. ولا يتردد أبناء المدينة بإعلان المعارضة صراحة، ومنهم أستاذ المدرسة ريزكار عبد القادر (46 عاماً) الذي يقول: «لماذا نريد استفتاء؟ لا مقومات دولة أصلاً، فلتنظر تلك القيادة إلى تحسين وضع المواطن قبل الدعوة إلى إنشاء دولة». ويقول عضو المكتب التنفيذي لحزب غوران (التغيير) الدكتور شورش حاجي، إن «قرار الاستفتاء حزبي وغير قانوني». ويضيف: «الدولة لا تعلن، بل تبنى، بدءاً من البنية التحتية الاقتصادية القوية». وفي هذا الإطار، تم تأسيس حركة «لا للاستفتاء» المناهضة لعملية التصويت في السليمانية. ويقول القيادي في الحركة إسماعيل كلالي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الاستقلال حق لكل الشعوب، لكن لا مقومات للدولة الآن». ويضيف: «برأيي الشخصي إن ما يجري مهزلة (...) سعياً لتأسيس إمارة جاهلة بفلسفة متخلفة».

مسؤول كردي يؤكد سعي تركيا لتقديم بديل للاستفتاء وجاويش أوغلو: مستعدون لضمان حقوق الأكراد الدستورية

الشرق الاوسط..أنقرة: سعيد عبد الرازق.. أعلن مسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى أن تركيا تعمل مع دول أخرى على تقديم خيار آخر للكرد كبديل لإجراء استفتاء الاستقلال المقرر إجراؤه الاثنين المقبل. وقال مصطفى، عقب اجتماعه مع وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، لشبكة «رووداو» الإعلامية في نيويورك، إن تركيا لا تؤيد إجراء الاستفتاء في موعده المقرر، وهي تعمل مع عدد من الدول الأخرى على طرح خيار آخر لإقناع كردستان بتأجيل الاستفتاء. وأوضح مصطفى، أن تركيا وفرنسا والأمم المتحدة تعمل حاليا على اقتراح يشمل الضمانات التي تطالب بها القيادة الكردية، وذلك عقب المبادرة التي طرحتها الولايات المتحدة ودول أخرى الأسبوع الماضي. وأشار مصطفى إلى «أهمية مناقشة الاستفتاء أمام دول العالم في مجلس الأمن الذي يرغب في إيجاد مخرج يخدم استقرار العراق والمنطقة». في السياق ذاته، عبر وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو عن استعداد بلاده للقيام بدور الوساطة بين أربيل وبغداد إذا كانت مشكلات الأكراد تكمن فقط في الحصول على حقوقهم الدستورية، مشيرا إلى قدرة بلاده على «ضمان حقوق الأكراد». وطالب الأمم المتحدة بالحيلولة دون إجراء الاستفتاء، «لأنه لا يصب في مصلحة إقليم كردستان ولا يخدم استقرار المنطقة». ووصف جاويش أوغلو استفتاء استقلال كردستان بـ«الخطأ الكبير»، لافتا إلى أن الإقليم يواجه أزمة مالية، وهو غير قادر حتى على دفع المستحقات المالية للشركات التركية. يشار إلى أن تركيا أعلنت عدة مرات في السابق رفضها لإجراء استفتاء استقلال كردستان، واصفة إجراءه في الوقت الحالي بـ«الخطأ». وفي السياق نفسه، حذر وزير الدفاع نور الدين جانيكلي، أمس، من أن تقسيم العراق أو سوريا قد يؤدي إلى «صراع عالمي». وأضاف جانيكلي أن التغيير (الاستفتاء) الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطرا كبيرا على تركيا، وأن انتهاك وحدة أراضي سوريا أو العراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له. وشدد على أن بلاده لن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي على حدودها الجنوبية، مضيفا: «لا يجب أن يشك أحد في أننا سنتخذ كل ما يلزم من خطوات وقرارات لوقف تنامي عوامل الخطر». ونشر الجيش التركي المزيد من قواته على الحدود مع العراق أمس، لليوم الثاني على التوالي، ووجه أسلحته صوب إقليم كردستان وحشد دبابات ومنصات إطلاق صواريخ مثبتة على عربات مدرعة على بعد نحو كيلومترين فقط من الحدود، وبدأ بإنشاء نقاط تمركز في الأراضي الزراعية. وذكرت مصادر عسكرية أن المناورات التي انطلقت أول من أمس ستستمر حتى 26 سبتمبر (أيلول)، أي إلى ما بعد يوم من موعد إجراء الاستفتاء المزمع على استقلال إقليم كردستان العراق. في غضون ذلك، أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مساء أول من أمس، اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لبحث مسألة الاستفتاء، وقالت مصادر في الرئاسة التركية إن الجانبين أكدا خلال الاتصال ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، وأن الإصرار على إجراء الاستفتاء سيؤدي إلى زيادة التوتر في المنطقة. وأشار إردوغان خلال الاتصال إلى أن قرار المحكمة العليا في العراق بوقف الاستفتاء يعد قراراً صائباً.

استفتاء «كردستان»: معركة آل البرزاني.. دفتر شروط وتوريث وإصرار على المواجهة.. إجماع القوى الكردية على تحقيق حلم «الدولة» يقابله تشظٍّ في الموقف إزاء إدارة البرزاني للملف

الاخبار...نور أيوب... ضبابيٌّ، حتى الآن، مستقبل استفتاء انفصال «إقليم كردستان» عن العراق. تشبّث أربيل بإجرائه يقابله عزم بغداد على احتوائه وإبطاله، وسط دعمٍ إقليمي ودولي لحكومة حيدر العبادي في مواجهة تعنّت مسعود البرزاني. بعيداً عما ستؤول إليه الأمور، فإن الحديث عن الاستفتاء، بمعزلٍ عن تقاطع المصالح حوله، يشير إلى تخبّطٍ في إدارة أزمة قد تكون سبباً في نشوب اقتتالٍ عراقيٍّ ــ كردي. فالبرزاني، على مدى الأشهر الماضية، أدار دفّة المفاوضات مع القوى الكردية من جهة، وبغداد من جهةٍ أخرى، على قاعدة تحقيق القدر الأكبر من المكاسب، التي تدور في فلك التوريث السياسي، وتثبيت حكم العائلة بإبرام صفقةٍ مع الأميركي تضمن له ذلك، وأخرى مع الحكومة الاتحادية يكرّس فيها نفسه زعيماً «تاريخياً» للأكراد. هذا المسار تدعمه دولٌ خليجية إلى جانب إسرائيل، تحت مسمياتٍ وعناوين شتّى، بهدف تثبيت بلاد الرافدين ساحةً خصبةً للكباش الإقليمي ــ الدولي في الشرق الأوسط..

أيّام ويحلّ موعد إجراء الاستفتاء المرتقب في «إقليم كردستان» في 25 أيلول الجاري. خطوةٌ تؤكّد عزم أربيل بقيادة مسعود البرزاني على الانفصال عن العراق. إجماع القوى الكردية على تحقيق حلم «الدولة المستقلّة»، يقابله تشظٍّ في الموقف إزاء إدارة البرزاني لملفٍّ معقّد، تتداخل فيه الحسابات المحليّة بالدولية. فالمشروع «القومي» بقيادة البرزاني، قد يكون في بعض جوانبه مشروعاً شخصياً ــ عائلياً، يضمن فيه الرجل المستقبل السياسي لنجله مسرور. من موقعه الرئاسي وقيادته لـ«الحزب الديموقراطي الكردستاني»، أحكم البرزاني قبضته على مفاصل الحكم في «الإقليم». بات الحاكم الأوحد كـ«مشايخ الخليج». يرفض أي نقدٍ أو معارضة، مغلقاً أبواب مجلس النواب في أربيل، وممدّداً لنفسه حقبة رئاسته. استفاد الرجل السبعيني من تمدّد «داعش» في بلاد الرافدين، وضعف الحكومة المركزية في بغداد، محاولاً اقتناص فرصته بأن يكون «زعيم الأكراد التاريخي»، بوصف عارفيه. دوافع شخصية تكمن وراء إصرار البرزاني على تنفيذ خطته، في ظل دعم إقليمي من إسرائيل والسعودية والإمارات، وكُلٌّ له مشروعه المتناغم مع طرح أربيل. خوف الأفرقاء العراقيين من إجراء الاستفتاء، يقابله تحذير إقليمي تركيٌّ ــ إيراني، بالذهاب إلى أبعد الحدود. أما تهويلات البرزاني المستمرة، واستعداده لبذل الدم مقابل قيام «الدولة»، فيُفسّرها البعض بأنها دعوة إلى إخراجه من ورطة قد أقحم نفسه بها.

محاولات «حفظ ماء الوجه»

في الأسابيع القليلة الماضية، استقبلت أربيل والسليمانية، وفوداً من إيرانية وأخرى أميركية، كُلٌّ على حدة، بهدف ثني الأكراد عن قرارهم، وإخراجهم من مأزقٍ محتوم، يحفظ «ماء وجههم»، ويُسهم في تقريب وجهات النظر مع بغداد. قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال قاسم سليماني، اجتمع مع أبرز قادة الأكراد. ما رشح عن لقاءاته محاولة إعادة «ترتيب أوراق البيت الكردي الداخلي»، خاصّةً المقربين من طهران، إلى جانب «إقناع قيادة الديموقراطي»، بضرورة العدول عن إجراء الاستفتاء. وما رشح أيضاً عن اجتماعات الجنرال الإيراني، تحذيرات طهران وأنقرة الجديّة للحيلولة دون إجراء الاستفتاء، إما بـ«القوّة والحزم» أو بـ«اللين، وإيجاد مخرج يحفظ ماء وجه البرزاني». أما الولايات المتحدة، فقد أبلغت البرازني رفضها القاطع لإجراء الاستفتاء. المبعوث في «التحالف الدولي» بريت ماكغورك، قدّم «خريطة طريق» تمنحه خروجاً مشرفاً، إلا أن رئيس «الإقليم» وعد من جهة دراسة المقترح الدولي، مشترطاً من جهة أخرى الموافقة على شروطٍ «تعجيزية»، تخدمُ أوّلاً مشروعه «العائلي».

من شروط البرزاني أن يكون رئيساً للعراق لولايتين مقابل إلغاء الاستفتاء

وفق معلومات «الأخبار»، فقد اشترط على ماكغورك، تأجيل الاستفتاء مقابل «إشراف أممي على حوار جاد بين بغداد وأربيل»، وأن يبقى رئيساً للإقليم لمدّة عامين إضافيين، مؤجلاً بذلك الانتخابات الرئاسية، وطالباً من الأميركيين «لجم القوى الكردية المعارضة عن أي هجومٍ ضدّه». لم يتحمل الوفد شروط البرزاني، مُجّدداً تأكيد واشنطن رفض خطوة أربيل، ليختم اللقاء بتحذير الرجل من أي ردّ فعل محتمل، محلياً كان، أو إقليمياً.

فرصة توريث مسرور

محاولة البرزاني وضع شروط «تعجيزية» على الأميركيين لتأجيل الاستفتاء جاءت بعد فشله في إبرام صفقةٍ مع حكومة حيدر العبادي. ووفق معلومات «الأخبار»، تقضي الصفقة بتخلّي البرزاني عن رئاسة «الإقليم»، وضمان انتخابه رئيساً لجمهورية العراق، لولايتين متتاليتين، على أن يُنتخب رئيس «الإقليم»، وسط إشاراتٍ أن يكون «الرئيس المقبل» مستشار «مجلس أمن الإقليم»، مسرور مسعود البرزاني. بالنسبة إلى بغداد، لم تكن «الصفقة» مفاجئة. فجميع القوى تتابع مساعي البرزاني المستمرة في توريث نجله زعيماً على الحزب و«الإقليم»، أما القوى الكردية، وتحديداً «حزب الاتحاد الكردستاني» (برئاسة جلال الطالباني)، و«حركة التغيير» (برئاسة عمر سيد علي) فقد تفاجأت من «وقاحة البرزاني، وتخلّيه عن حلم الأمة مقابل حلم العائلة»، بوصف مصدر سياسي كردي، الذي أكّد في حديثه إلى «الأخبار»، أن «القوى الكردية وافقت على المضي قدماً في الاستفتاء مقابل بناء دولة، لا تسليمها لآل البرزاني». وبالرغم من تسليم معظم القوى الكردية أمرها إلى البرزاني، نظراً إلى وعوده بتحقيق «حلم الدولة»، فإن التخلّي عن المضي في ركبه بدأ شيئاً فشيئاً، خاصّة بعد اطلاعها على تفاصيل الصفقة، التي رفضها العبادي إلى جانب تلك القوى. وإن كان الإجماع الحاصل في البرلمان الكردي على التزام موعد الاستفتاء، الذي يشي بأن الأكراد في طريقهم إلى إجرائه، فإن مصادر كردية عدّة تؤكّد أن الاستفتاء «لن يحصل»، وتترقّب التأجيل كـ«مفاجأة الساعات الأخيرة»، ذلك أن «الوعد الذي قُطع في بغداد، من قبل الوفد الكردي، يقضي بتأجيله، أو مقاطعته (إن حصل)».

«دفاتر شروط» الإلغاء

أعدّ البرزاني أكثر من «دفتر شروط» لتأجيل الاستفتاء أو إلغائه. بعضها كان أحادي الجانب، فيما الأخرى مشتركة مع القوى الكردية. منتصف الشهر الماضي، زار وفد كردي العاصمة العراقية، حيث جال على القيادات والقوى المختلفة، طارحاً خطوة الاستفتاء، ومبدياً تمسّكه بالحوار مع الحكومة المركزية لإنهاء الأزمة. وتنقل مصادر سياسية عراقية في حديثها إلى «الأخبار»، أن الوفد طلب من الحكومة تنفيذ النقاط الآتية، بهدف تأجيل الاستفتاء، وهي:

1 ـ تسدّد الحكومة المركزية موازنات الإقليم من 2013 لغاية 2017.

2 ــ تسديد رواتب مقاتلي قوات «البيشمركة».

3 ــ الإسراع في تطبيق «المادة 140» من الدستور العراقي، بشكلٍ حاسم، على أن تكون المناطق المتنازع عليها من حصّة «الإقليم».

4 ـ أن تكون المفاوضات بين بغداد وأربيل، برعاية «أممية»، وضمانة منها.

5 ــ إقرار البرلمان العراقي قانوناً يمنح أربيل الحق في تصدير النفط والغاز، ويخوّلها بالتصرف في عائداته، مع الحفاظ على حقّها في امتلاك الثروات النفطية في «الإقليم».

6 ــ يؤجّل الاستفتاء لمدّة عامين، وإذا أخلّت بغداد في تنفيذ المطالب، فسيكون من حقّ البرزاني إعلان «الدولة الكردية».

لم توافق بغداد على هذه المطالب، واتفق الطرفان على استكمال المفاوضات، والتشديد على تأجيل الاستفتاء، بعد تشكيل «لجان لتعميق الحوار» بين بغداد وأربيل. المشهد المتداخل محليّاً وإقليميّاً في كردستان، قد يكون مساهماً في إعلان «دولةٍ كردية» تموت في سنواتٍ معدودة، على غرار دولة مهاباد (منتصف القرن الماضي)، أو ستكون نذير شؤمٍ لمأساةٍ كردية جديدة، واقتتالٍ عراقيٍّ ــ كردي، من أجل مشروع «أمّة» تحوّل إلى مشروع عائلة.

داعمو الاستفتاء: تصفية الحسابات

لافتاً يبدو التمسّك الكردي بالاستفتاء، رغم الضغوطات الهائلة. ثلاثة أطراف فقط هي من تدعم هذا التوجّه: إسرائيل، والسعودية، والإمارات. في العراق، عبّر نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، عن خطوة البرزاني بالقول: «لن نسمح بقيام إسرائيل ثانية». المصالح المشتركة بين أربيل وتل أبيب كبيرة جدّاً، على مختلف الأصعدة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً. «الدولة الكردية»، إن قامت، ستكون كإسرائيل «كياناً سرطانياً» بتعبير مصدر سياسي عراقي. رؤية بعض القوى العراقية تنبثق من رؤية طهران، في قيام قاعدة إسرائيلية ــ أميركية، متقدّمة على حدود إيران الشمالية الغربية. القلق الإيراني والتحذير الدائم من إعلان «الدولة الكردية» يُفسّر خطوة نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس، وزيارته أوّل من أمس لكركوك، لبحث ملف الاستفتاء مع عددٍ من القادة الأكراد، يرافقه «أسطولٌ من عمليات القوات الخاصة في الحشد». خطوة المهندس و«الوفد المرافق» تؤكّد أن الأخير سيكون «يد إيران الطولى في ضرب أي مشروعٍ انفصالي في العراق»، بتعبير قائدٍ رفيعٍ في «الحشد»، وهو موقفٌ يتطابق مع تصريحات الأمين العام لـ«عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، ونيته «دخول أربيل» إذا جرى الاستفتاء. إذ تواجه طهران «تهويلات» البرزاني، بمواقفها السياسية المختلفة من جهة، وبرسائل ميدانية من جهةٍ أخرى. القلق الإيراني من تهوّر أربيل، دفع الرياض إلى استثمار الخلاف وتغذيته، عبر دعم البرزاني الباحث عن حليفٍ عربي لمشروعه الانفصالي. قدّمت الرياض نفسها كحاميةٍ للأقليات في المنطقة، وحرصها على لململة الشتات الكردي، وتفهمها لمطالبهم بقيام دولتهم المستقلة، وذلك بهدف توجيه ضربةٍ إلى إيران، وتقويض نفوذها في بلاد الرافدين، وإشغالها في مشكلة تدوم سنين. الدعم السعودي المستجد للبرزاني، وفق مصادر سياسية، مردّه إلى سياسة الرياض الجديدة العراق، والقائمة على احتواء خصوم إيران، ومدّهم بالدعم اللازم، على اختلاف ألوانهم ومشاربهم. أما الإمارات، الداعم العربي الآخر للبرزاني، فمردُّ موقفها «زكزكة» تركيا، كما يعبّر مصدر عراقي زار أبو ظبي أخيراً. فمحمد بن زايد، أعرب أمام زوّاره العراقيين عن امتعاضه من سياسة الرئيس رجب طيب إردوغان «الإخوانية» في المنطقة، ونيّة بلاده في مكافحتها بمختلف السبل المتاحة، وإشغالها بملفات حسّاسة بالنسبة إليها، وهو أمرٌ عبّر عنه رئيس الحكومة التركي بن علي يلدرم قائلاً إن «الاستفتاء مسألة أمن قومي بالنسبة إلينا».

مرجع شيعي يطالب بميثاق دفاعي.. وبارزاني بضمانات خطية وبروكسل تعتذر من بغداد وتحثها على إعدام 500 "إرهابي"

ايلاف...محمد الغزي.. دعا مرجع ديني شيعي إلى عقد ميثاق دفاعي مشترك بين تركيا وسوريا وإيران "لمقاومة حركات الانفصال التي تغذيها الصهيونية"، وحضّ الحكومة العراقية على مطالبة واشنطن باسترجاع الأموال والأسلحة التي لدى الإقليم، وقد وجدت بروكسل أن الوقت غير مناسب للاستفتاء، فحثت الحكومة العراقية على إعدام 500 إرهابي بلجيكي مقدمة الاعتذار إلى بغداد.

إيلاف من بغداد: كشف ممثل البرلمان البلجيكي، الثلاثاء، عن دخول 500 مواطن بلجيكي إلى العراق للقتال مع تنظيم "داعش"، حاثًا الحكومة العراقية على عدم العفو عنهم وإعدامهم، في حين اعتبر أن "الوقت غير مناسب لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان.

تشجيع على الإعدام

وقال رئيس وفد البرلمان البلجيكي، فيليب ديونتر، الذي يزور بغداد حاليًا، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم، مع عدد من النواب العراقيين، في مبنى البرلمان العراقي، قال إن "500 شخص جاءوا من بلجيكا إلى العراق، وقاتلوا مع داعش"، مشيرًا إلى أن "هناك أعدادًا كبيرة منهم جاءوا من أوروبا إلى العراق". وقدم ديونتر "اعتذاره إلى الشعب العراقي بسبب هؤلاء"، مشددًا في موقف لافت على أنه "لا نشجّع مسامحتهم ودمجهم بالمجتمع من جديد، بل نشجّع على إعدامهم من قبل الحكومة العراقية". بشأن الاستفتاء المقرر إجراؤه في إقليم كردستان في الخامس والعشرين من سبتمبر الحالي، قال ديونتر "إن "تقرير المصير حق مشروع للشعوب"، مشيرًا إلى أنه "شأن داخلي للعراق". استدرك بالقول "نعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لإجراء الاستفتاء"، داعيًا إلى "حل المشاكل بالطرق الدبلوماسية والحوار". وقررت بروكسل تمديد مشاركة قواتها الجوية في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، لمدة ستة أشهر إضافية حتى نهاية العام الحالي. ونقلت وسائل إعلام محلية، عن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، قوله السبت (17 يونيو 2017)، إن تمديد مشاركة بلاده يعدّ إشارة قوية باتجاه شركائها، وإنها شريك يعتمد عليه في التحالف الدولي ضد داعش"، مبيّنًا أن "بلجيكا ستخصص 17 مليون يورو (19 مليون دولار) للعمليات العسكرية ضد التنظيم المتطرف". أضاف ميشيل أنه من المقرر أن تنتهي المهمة الحالية للطيران البلجيكي المشارك في الحرب ضد داعش في الشهر الحالي، لكن بروكسل قررت تمديد المهمة ستة أشهر أخرى. ونوه بأنه سوف تتمركز أربع مقاتلات بلجيكية، إضافة إلى 100 جندي، في قاعدة في الأردن، لضرب أهداف للتنظيم في سوريا والعراق.

الخالصي يدعو إلى ميثاق دفاعي مشترك

إلى ذلك دعا المرجع الديني محمد مهدي الخالصي، الثلاثاء، إلى عقد ميثاق دفاعي مشترك بين تركيا وسوريا وإيران "لمقاومة حركات الانفصال التي تغذّيها الصهيونية"، فيما دعا الحكومة العراقية إلى مطالبة واشنطن باسترجاع الأموال والأسلحة التي زوّدت بها إقليم كردستان. وقال الخالصي في بيان أصدره مكتبه، واطلعت "إيلاف" على نسخة منه، "إضافة إلى ما أقدمت عليه إلى الآن الحكومة العراقية، نرى ضرورة بأن تقوم بجانب ذلك بتقديم طلب رسمي إلى الحكومة الأميركية تحثها على المبادرة لاسترجاع جميع الأموال والأسلحة والمهمات الهائلة التي زوّدت بها إقليم كردستان الفيدرالي في فترة الحرب على داعش، لانتفاء الموضوع أولًا، بعد اندحار الإرهاب". أضاف الخالصي "ثانيًا هذا أخطر، لأن تلك المهمات تستعمل الآن من قبل الإقليم خلافًا للغرض السابق، وللإضرار بوحدة العراق وتقسيم أراضيه"، مبينًا أن ذلك "يناقض هدف محاربة الإرهاب، بل يصبّ في تشجيعه وتبريره، وأميركا ملزمة وفق اتفاقية الدفاع المشترك بأن تدافع عن العراق وكيانه مقابل الأخطار أو على الأقل ألا تساهم مع العدو للإضرار بالعراق". وأكد الخالصي على "ضرورة استثمار القلق العام الناجم من فتنة الانفصال القائمة للعمل على إقامة ميثاق دفاعي مشترك بين الدول المعنية، لاسيما تركيا وسوريا وإيران، لمقاومة حركات الانفصال المحتملة، التي تغذيها الصهيونية، كما هي الحال في العراق".

البارزاني يهاجم تركيا وأنقرة: نرفض لغة التهديد

هذا وخاطب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني تركيا وإيران قائلًا: "لا نقبل لغة التهديد من أحد، ومن يتعدى علينا سيضطرنا للدفاع عن أنفسنا". أضاف "أقول لجميع أصدقائنا ألا يتحدثوا معنا بلغة التهديد، لأننا لا نقبل التهديد من أحد، وبعد الاستقلال سنكون جيران جيدين، ولن نستخدم القوة ضد أي جهة".

ضمانات خطية

وجدد البارزاني، اليوم الثلاثاء، موقفه من تأجيل الاستفتاء، المزمع إجراؤه يوم 25 سبتمبر الجاري، بتقديم بديل جدي بضمانات دولية، خص بالذكر منها بريطانيا والولايات المتحدة، مطالبًا بـ"ضمانات خطية" لتأجيل الاستفتاء. وعن وجود بديل من الإستفتاء، قال البارزاني إنه "إذا لم يكن هناك بديل حقيقي، فمن المستحيل أن نؤجّل الإستفتاء، وفي حال وجد البديل الضامن لحقوقنا، فإننا سوف نحتفل في 25 سبتمبر، ونقيم احتفالات جماهيرية، وإذا لم يصلنا البديل، فسنصوّت جميعًا في 25 من الشهر الجاري". وقال بارزاني في كلمة له خلال مهرجان أقيم في منطقة سوران، حضره المئات، إنه "نريد أن نوصل صوتنا إلى العالم عبر الاستفتاء بأننا نريد الاستقلال". أردف البارزاني إن "لغة المجتمع الدولي والأمم المتحدة قد تغيرت، وهم يتحدثون بكل احترام مع شعب كردستان، وخاطبونا لمرات عدة لتأجيل الاستفتاء"، مشددًا على أنه "إذا لم يقع بأيدينا البديل، فإننا ماضون بالاستقلال، ولن نقبل بوعود شفهية واتفاقات مطاطية". ونوه بارزاني بـ"أن أولئك الذين يريدون تأجيل الاستفتاء حاليًا، كيف لهم أن يقبلوا بموعد آخر بدلًا منه". وقال إن الإقليم يرفض القبول بأن يمثل الخط الأخضر حدود كردستان، وليس هناك استعداد لمناقشة هذا الأمر. أضاف البارزاني إن "قرار الاستفتاء هو قرار الشعب الكردي، وليس قرار شخص واحد أو حزب معيّن"، داعيًا جميع المشاركين في "الكرنفال" برفع علم إقليم كردستان فقط، وإنزال أعلام الأحزاب الكردية كافة".

البارزاني: لا نريد المناصب في دولة دينية

حول العلاقة مع الحكومة العراقية في بغداد، قال البارزاني إنه "لم ننجح في الشراكة مع بغداد، لذلك علينا الآن أن نكون جارين أعزاء، فبالنسبة إلينا لم يبق أمامنا أي طريق سوى إجراء الإستفتاء". وأكد البارزاني، أن "قطع رواتب موظفي الإقليم، كانت بمثابة عمليات أنفال أخرى، يتعرّض لها الشعب الكردي"، مشيرًا إلى أن الدولة العراقية الحالية هي "دولة دينية، وليست فيدرالية، ولهذا نريد الإستقلال، ولا نريد المناصب في بغداد". وبيّن "نعلم جيدًا بأن جميع قرارات مجلس النواب العراقي هي ضد إقليم كردستان، ولا يزال البعض يعتقد بأننا سنتحاور مع بغداد حول المناصب السيادية والوزارية، ولا يعلمون بأن هذه المرحلة قد انتهت".

معصوم إلى أربيل بعد الاجتماع مع علاوي والمالكي

هذا وعلمت "إيلاف" أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم سيحزم حقائبه نحو أربيل للاجتماع مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بشأن الاستفتاء، حاملًا صيغة للحل، لم يكشف عن تفاصيلها، وذلك بعدما انتهى من اجتماع مع نائبيه نوري المالكي وأياد علاوي، أكدوا فيه وفقًا لما أورده بيان رئاسي على أهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بين العراقيين. وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان تلقت "إيلاف" نسخة منه، إن "رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام في بغداد، صباح اليوم، نائبي رئيس الجمهورية نوري المالكي وأياد علاوي"، مبينًا أنه "جرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع العامة في البلاد وملف الاستفتاء في إقليم كردستان". أضاف البيان، أن "اللقاء استعرض التطورات على الساحة السياسية، وخاصة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان والتجاذبات الحاصلة في ما يخص ملف الاستفتاء والسبل الكفيلة والحلول المناسبة لها". وشدد رئيس الجمهورية ونائباه على "ضرورة تفعيل الحوارات وتبادل وجهات النظر بين جميع الأطراف السياسية بما يسهم في الوصول إلى توافق سياسي ينهي التوتر القائم بين المركز والإقليم"، مؤكدين على "أهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية والتعايش السلمي بين أبناء العراق كافة". وتشهد البلاد أزمة سياسية خانقة، وذلك بعد إعلان رئاسة إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء حق المصير بشأن انفصال الإقليم عن العراق، وذلك في الخامس والعشرين من سبتمبر الحالي، وسط رفض محلي وإقليمي ودولي.

إزالة تمثال للعذراء وسط البصرة خشية «الفتنة»

المستقبل..(أ ف ب)... أزالت السلطات المحلية العراقية امس، تمثالا للسيدة العذراء من وسط مدينة البصرة في جنوب العراق، قبل ساعات من موعد تدشينه، بناء على طلب رئيس أساقفة الكلدان في المحافظة، خشية إثارة خلاف طائفي. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة جبار الساعدي لوكالة «فرانس برس» إن «السلطات المحلية رفعت التمثال من مكانه استجابة لطلب الإخوة المسيحيين، كون صاحب الفكرة أراد نصب التمثال لغرض زعزعة الاستقرار». وكانت منظمة «أرمن البصرة للإغاثة والتنمية» التي نصبت التمثال بالتعاون مع ناشطين مدنيين، وجهت دعوات لتدشين النصب في منطقة العباسية وسط البصرة. لكن السلطات أقدمت على إزالته عند الساعة الثانية من فجر أمس، ومنعت قوات الأمن الوصول الى الحديقة العامة او الاقتراب منها، إلا لعمال البلدية الذين بدأوا بتنظيف المكان. ووجه رئيس أساقفة البصرة والجنوب للكلدان حبيب هرمز كتابا رسميا إلى السلطات المحلية في البصرة طالب فيها بإزالة التمثال. وقال في الرسالة «لم يوافق أي مسؤول ديني مسيحي في البصرة على هذا العمل»، مشددا على أنه «قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه». وأوضح «إذا حاول شخص خبيث القيام بما يؤذي هذا التمثال، فقد يؤدي ذلك إلى إيقاع الإيذاء بالعلاقة بين مختلف أطياف شعب البصرة». وتابع رئيس الأساقفة أن «نحو 90 في المئة من مسيحيي البصرة قد هجروا إلى خارج العراق منذ العام 2003 إلى اليوم، ولم يبق سوى 350 عائلة، فنخشى أن يؤدي هذا العمل غير المدروس إلى تهجير بقية العائلات بسبب الفتنة التي سيخلفها». وقال منسق المشروع الوطني للتعايش السلمي في العراق عمار كزار نمر «نحن كمنظمات مجتمع مدني عملنا مع الأخوة المسيحيين على إقامة تمثال تذكاري يمثل رمزا للتعايش السلمي بين الأخوة المسيحين والمسلمين وحصلنا على الموافقات الاصولية». وأضاف «فوجئنا بإزالة التمثال من قبل مجلس المحافظة والبلدية والأجهزة الأمنية، دون سابق انذار»، مستنكرا تلك العملية ومطالبا «بتبرير رسمي من الكنائس ومجلس المحافظة».

 

 



السابق

تصفية 70 حوثيا بينهم 3 قياديين في عمليات نوعية لـ«التحالف»...عشرات الحوثيين قتلى وأسرى في 3 عمليات عند الحدود السعودية..تحرير مواقع جديدة في صعدة والقضاء على 6 انقلابيين في شبوة والجيش الوطني يتقدم في حجة... وإدانات لمجزرة تعز..واشنطن تحدّد 3 أهداف في اليمن ضمنها إنهاء التدخل الإيراني واجتماع في نيويورك يبحث معوقات إيصال المساعدات...الحوثي يغطي على نهب المال العام برفع سقف الدَين وتسجيل زيادة كبيرة في بند السحب...«الشرعية» تنتزع مواقع إستراتيجية في صعدة وحجة..الجبير: حل الأزمة مع قطر بيد الدوحة.. وزراء خارجية الدول الأربع أكدوا {وحدة الموقف من تمويل الإرهاب}..ترامب يلتقي أمير قطر ويتوقع نهاية سريعة للأزمة الخليجية...السعودية تدعو إلى تحرك دولي لحماية المسلمين الروهينغا..اتفاق عسكري أمني سعودي ـــ بريطاني...

التالي

مصر تطرح قانون «الإرهاب الإلكتروني» للنقاش والعقوبات تصل إلى الإعدام...السيسي يطالب قطر بالتزام المصالح العربية...وزير الدفاع المصري: تحديات المنطقة تقتضي تطوير المنظومة العسكرية...السيسي يعرض على نتانياهو «ضمانات» لعملية سلام على أساس حل الدولتين..لجان فنية لمناقشة توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا...الموفد الدولي الى ليبيا يطرح خطة تعيد اطلاق التسوية وتُعدل «اتفاق الصخيرات»...سعداني يعود إلى «جبهة التحرير» الجزائرية..تظاهرات نازحين في دارفور رفضاً لزيارة البشير...نيجيريا تنشر مقاتلات في إقليم مضطرب جنوب شرق البلاد...معارك جديدة في ولاية جنوب السودان تخلف 25 قتيلاً والحكومة تتهم المتمردين باستهداف المدنيين والعزل....وزير خارجية المغرب: مستعدون لدعم دول «الساحل 5» في التدريب وأمن الحدود....


أخبار متعلّقة

مبادرة معصوم تفرمل استفتاء كردستان والسعودية تُحذّر من مخاطره...كركوك.. نقطة ساخنة قبل استفتاء الاستقلال في كردستان...السعودية تدعو بارزاني إلى التراجع عن الاستفتاء والعبادي يحذر من «فتح باب الدماء على مصراعيه» وإيران تلوّح بورقة «الحشد» وتركيا تهدد بعقوبات «غير عادية» على كردستان....بارزاني: مفاوضات الاستقلال ستجري بعد الاستفتاء... رئيس إقليم كردستان قال إن شعبه لن ينسى مشهد «شهداء» القصف الكيماوي....معصوم يلتقي بارزاني في السليمانية بحثاً عن مخرج لاستفتاء كردستان....انتقاد قرار التمديد لمفوضية الانتخابات...

50 قتيلا على الأقل في هجوم جنوب العراق تبناه تنظيم داعش..وبغداد تُصعِّد الضغوط على أربيل بإقالة محافظ كركوك.. قيادة إقليم كردستان تدرس خطة غربية لتأجيل الاستفتاء... تركيا تحذر أكراد العراق من «ثمن» تعنتهم و«الحشد» يخشى حرباً أهلية..رفض كردي حاد لإقالة محافظ كركوك والبرلمان اتخذ القرار بناء على طلب العبادي... وكريم يرفض التنفيذ..بارزاني يدرس اقتراحاً دولياً «يلغي» الاستفتاء...تركيا تحض كردستان العراق على إلغاء الاستفتاء مشيرةً إلى أن إسرائيل البلد الوحيد المؤيد له...المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق تحذر من مواجهات مسلحة في المناطق المتنازع عليها....

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,938,356

عدد الزوار: 7,771,941

المتواجدون الآن: 0