لبنان.....سيناريو الفراغ الحكومي يطل برأسه على لبنان...الحريري في القاهرة غداً.. وأبوالغيط في بيروت اليوم.. تريُّث فرنسي حول دعوة مجموعة الدعم.. والموقف من «حزب الله» يُحرِج العهد....نتنياهو يلتقي ماكرون الشهر المقبل للبحث في أزمتي لبنان وسوريا وتل أبيب تلقت تطمينات بأن هدوء 11 سنة على الحدود لن يُكسر....«مجلس العمل والاستثمار» اللبناني يحذّر من «حرق المراكب» مع السعودية....زاسبكين: ليس وارداً سحب «حزب الله» من سورية...

تاريخ الإضافة الإثنين 20 تشرين الثاني 2017 - 7:02 ص    عدد الزيارات 3418    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان... عيْناً على «ديبلوماسية الهاتف» لـ «الإليزيه» وعيْناً على «اختبار القاهرة».. الحريري لم يعد مستعداً لـ «التضحية وحيداً»..

الراي...بيروت - من ليندا عازار .. كأن باريس صارتْ «عاصمة لبنانية». فبيروت «المأخوذة» منذ 16 يوماً باستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري مشدودة الأنظار منذ أول من أمس الى المدينة التي «سرقتْ الأضواء» مع تَوجُّه زعيم «تيار المستقبل» إليها في طريق عودته إلى لبنان، خلال الساعات المقبلة، لتُفتح بذلك الصفحة السياسية من الاستقالة التي «غرقتْ» في الأسبوعيْن الماضييْن بعناوين، مثل «عودة الحريري»، بدت أقرب إلى محاولة حرْف الأنظار عن البُعد الاستراتيجي للخطوة الدراماتيكية التي لجأ إليها على وهج اشتداد المواجهة السعودية - الإيرانية وسقوط إمكان الاحتماء بـ «منطقة رمادية» بإزاء أدوار «حزب الله» في العالم العربي. وفي العاصمة الفرنسية التي استعادتْ «بريقها الديبلوماسي» مع عبور الحريري فيها بطريقه الى بيروت من ضمن «خريطةِ عملٍ» تَجري بلْورة مرتكزاتها عبر الرئيس ايمانويل ماكرون لبلوغ هدف نأي لبنان بنفسه عن صراعات المَحاور، تَوزّعتْ «العدسة» بين حركة اللقاءات التي يعقدها رئيس الحكومة «المستقيل» مع فريق عمله وأفراد من عائلته، كان أبرزهم أمس عمّته النائب بهية الحريري، وبين حركةِ المشاورات التي يقودها الاليزيه على خط الأزمة التي عبّرتْ عنها الاستقالة وتتشابك عناصرها الداخلية والاقليمية والدولية بما يجعلها «متعددة الفتائل»، بحيث أن أي «سوء تقدير» أو «سوء نية» محلّي في مقاربتها يمكن أن «يفجّر» الوضع اللبناني برمّته ويحوّل البلاد «ملعب النار» في المواجهة المفتوحة مع إيران. وفيما تترقّب بيروت عودة الحريري بحلول بعد غد الأربعاء كحد أقصى، على أن يقوم قبلها بزيارة سريعة للقاهرة (غداً الثلاثاء على الأرجح)، فإن سلسلة الاتصالات التي أجراها ماكرون، غداة استقباله الاستثنائي بكل المعايير لرئيس الحكومة وأفراد من عائلته، والتي شملتْ الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتركّزتْ على الأزمة اللبنانية وآفاقها، شغلتْ أوساطاً سياسية مطلعة في بيروت اعتبرت ان الرئيس الفرنسي الذي يطلّ من البوابة اللبنانية على الشرق الأوسط و«حرائقه»، يسعى الى محاولة الإمساك بـ «سقوف التسوية» من حدّها الأقصى ليصل الى «الممكن»، بحال كان ما زال متوافراً. وترى هذه الأوساط ان «ديبلوماسية الهاتف» لماكرون تلاقي ما أشّرت إليه محطة الحريري في باريس من ان استقالته باتت لها أبعاد دولية وتالياً ان الأزمة اللبنانية دخلتْ مرحلة «التدويل» في ملاقاة خطوة «تعريب» المواجهة السعودية مع إيران أولاً، وبروز اتجاه نحو «تدويلها» ونقْلها الى مجلس الأمن وهو ما كان برسْم الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب أمس في القاهرة، والذي تَمحْور حول أنشطة إيران المهدِّدة للأمن والسلم العربييْن وأدوار «حزب الله» في هذا السياق انطلاقاً من «العمل الحربي» ضدّ المملكة باستهدافها بصاروخٍ بالستي قدّمت الرياض للعرب أدلّة على دور «حزب الله» بإطلاقه وتدريب الحوثيين ودعْمهم. ولاحظتْ هذه الأوساط أن الاتصال بين ماكرون ونظيره الأميركي تخلّله «اتفاق على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة (حزب الله) وإيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة»، لافتة إلى أن الرئيس الفرنسي يحاول في حِراكه التموْضع على خط السقف الأعلى الذي حدّدتْه الرياض بتناغُم واضح مع واشنطن حيال طهران و«حزب الله» بهدف تحويل هذا السقف قوة دفْع للبُعد السياسي لاستقالة الحريري وجعْل مسار الحلّ محكوماً بتوازن جديد تعبّر عنه «الجبهة الدولية - العربية» المتكاملة في إصرارها على التصدي لمشروع التمدُّد الإيراني، مع ما يوفّره ذلك من إمكان حفْظ استقرار لبنان وتفادي انزلاقه الى ان يصبح «مسرح» التطاحُن مع إيران. ورأتْ الأوساط نفسها أن إيران تعمّدت في الأيام الأخيرة «إطلاق النار» الديبلوماسي بوجه الموقف الفرنسي وهو ما بدا في سياق «بطاقة صفراء» مبكّرة بوجه «الإطار» الذي يُرسم لمرحلة ما بعد عودة الحريري الى بيروت، داعية الى ترقُّب «ردّ» طهران العملي على هذا المناخ المتشدّد بوجهها، وهي التي تروّج لـ «نصرٍ» شكّله اكتمال المدى الجغرافي لـ «هلال نفوذها» الممتد الى بيروت عبر العراق وسورية وذلك بعدما استعيدت السيطرة أمس على البوكمال السورية التي لطالما اعتُبرت أحد أبرز الأهداف الاستراتيجية الإيرانية. وعلى وقْع هذه المعطيات، بدت بيروت قبيل اجتماع القاهرة «متهيّبة» ما سيصدر عن وزراء الخارجية العربية، وسط معلومات عن أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي اختار عدم المشاركة شخصياً في الاجتماع (تمثّل لبنان بمندوبه الدائم في جامعة الدول العربية السفير انطوان عزام) كان يُجري اتصالات على مدار الساعة بنظراء عرب في محاولة للتخفيف من حدة البيان الختامي وتحييد لبنان عن موضوع التدخلات الإيرانية في الدول العربية، عبر عدم تسمية «حزب الله» أو تحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أفعاله في عدد من الدول، وانه كان ينسّق طول الوقت مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري وحتى مع الرئيس الحريري ليضعهم في أجواء النقاشات الحاصلة والخيار الواجب اتخاذه لتجنيب لبنان «كأس» الخروج عن الإجماع العربي. وفي حين كان يتم التعاطي مع هذا «الامتحان» على أنه سيكون مؤشراً على «هامش الأخذ والردّ» من «حزب الله» وحلفائه في لبنان في مرحلة ما بعد عودة الحريري إلى بيروت، فإن رئيس الحكومة أعطى إشارات متجددة من العاصمة الفرنسية الى أنه وضع ورقة الاستقالة على الطاولة وان لا مجال لسحْبها والتراجع عنها إلا عبر السير بشروطٍ تضع حدّاً للبُعد الاقليمي لسلاح «حزب الله» وخصوصاً في اليمن وتفتح الحوار حول بُعده الداخلي، وسط ترقّب كبير لما سيقوله الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله الذي يطلّ مساء اليوم، بعدما توقفت دوائر مراقبة عند كلام نُقل عن الرئيس بري أكد فيه تمسكه بالحريري رئيساً للحكومة إذا عاد عن استقالته، ومرشحاً لتولي الحكومة المقبلة إذا استمرّ فيها، مع إبداء الاستعداد للسير بأي مرشح يقترحه الحريري بحال اختار العزوف عن العودة إلى رئاسة الحكومة. وكان الحريري أكد أمام زواره من إعلاميين، أنه يثمّن «عاطفة» اللبنانيين تجاهه، لافتاً الى انهم «جديرون بوحدتهم واستقرارهم»، وموضحاً أنه سيعود وسيمكث طويلاً في بيروت وسيسعى لأن يكون هذا التعاطف لمصلحة لبنان واستقراره، ومعتبراً (كما نقل عنه تلفزيون «ام تي في») انه لم يعد يستطيع ان يتحمّل لوحده التضحية كما فعل منذ دخوله التسوية السياسية فيما الآخرون لا يقدّمون التنازلات من أجل الوحدة والاستقرار، ومؤكداً ان كل فريق عمله باقٍ في موقعه.

حاكم مصرف لبنان لـ«الحياة»: مستعدون لعقوبات أميركية

الحياة..باريس - رندة تقي الدين { القاهرة – محمد صلاح ... يستقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم، رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، بعد زيارته فرنسا ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي اتصل بالسيسي السبت للبحث في «مستجدات الوضع الراهن في قضايا منطقة الشرق الأوسط، وما يمكن للبلدين تقديمه من خلال جهودهما المشتركة لمصلحة تلك القضايا ولدعم الاستقرار في المنطقة». .. وأفيد بأن محادثات السيسي – ماكرون الهاتفية ركزت على الوضع اللبناني وضرورة تجنيب الساحة اللبنانية أي تصعيد، والتأكيد على الحفاظ على استقراره، خصوصاً مع تمسك الحريري بالاستقالة من رئاسة الحكومة، وفي ضوء توقع «مفاوضات سياسية في لبنان» بهدف الوصول إلى «اتفاق يُزيل الأسباب التي دفعت الحريري إلى الاستقالة لو قُدر له تشكيل حكومة جديدة». من جهة ثانية أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن الأزمة السياسية التي شهدها لبنان إثر استقالة الحريري، أدت إلى تحويلات من الليرة إلى الدولار «ضمن السقف الطبيعي في ظروف كهذه»، مشيراً إلى أن «موجودات المصرف بالعملات الأجنبية (43 بليون دولار)، كانت كافية لمنع الهلع في الأسواق». وشدد على استعداد «المركزي» والمصارف اللبنانية «لمواجهة أي مستجدات» قد تحدث نتيجة عقوبات أو تدابير قد تتخذها وزارة الخزانة الأميركية، في سعيها لمعاقبة «حزب الله» ومؤيديه. وقال سلامة لـ»الحياة» أن «الأزمة السياسية تؤثر نفسياً في المتعاملين، لكن إعلان الدول دعمها استقرار لبنان والوحدة الوطنية، وإعلان الحريري أنه سيعود إلى لبنان، ساهم في تهدئة الأسواق»، مؤكداً أنها «ليست مشكلة في السيولة»، وأن «الأزمة السياسية لها حياتها وحدودها». ونفى سلامة الحديث عن منع المصارف اللبنانية المودعين من تحويل أموالهم من الليرة إلى الدولار، موضحاً أن «هناك بعض الودائع لأجل يتم دفعها في تاريخ استحقاقها، ولكن البعض طلب قبض الوديعة قبل استحقاقها. وطلبت المصارف من هؤلاء الانتظار حتى تاريخ الاستحقاق، وهذا عمل مصرفي طبيعي يتعلق بتنظيم مالية المصرف وليس لها أي اعتبار آخر». وعن الفوائد على الليرة اللبنانية، قال سلامة إن «المصارف تدفع فوائد أعلى للمودعين بالليرة اللبنانية، وهو أمر تجاري خاضع للعرض والطلب»، لافتاً إلى «ظاهرة أخرى تتمثل في ارتفاع الفائدة بين المصارف، إذ ارتفعت إلى مئة في المئة ولكنها شملت مبالغ صغيرة، ونحن كمصرف مركزي لم نتدخل لضخ سيولة بالليرة اللبنانية لأن المصارف ليست بحاجة إلى هذه السيولة، وتركناها تسير في شكل طبيعي». وأكد سلامة أن «الهندسات والعمليات المالية التي اعتمدت تُمكن من مواجهة بعض المفاجآت»، مشدداً على أن «الاستقرار قائم سواء في المصرف أو في الليرة اللبنانية». وفي شأن أخبار عن تحويلات مالية عدة من دبي إلى لبنان نتيجة كشف بعض الحسابات بعد تحقيقات في الفساد، نفى سلامة علمه بهذا الأمر، مشيراً إلى أن «لبنان يبقى مكاناً آمناً للخدمات المصرفية لكل من يرغب التعامل مع سوقنا». ولفت إلى أن «مجلس النواب اللبناني صوّت على قانون يسمح للدول بكشف حسابات مواطنيها إذا كانت لديهم حسابات غير مصرح عنها في لبنان»، مشيراً إلى أن «منظمة التعاون الاقتصادي» اعترفت بأن لبنان ممتثل بهذا الأمر»، مبيناً أن «هناك اتفاقاً لتبادل المعلومات الضرائبية بين لبنان وفرنسا سيصبح سارياً في أيلول (سبتمبر) 2018». وأضاف: «كانت هناك وديعة سعودية حجمها بليون دولار في البنك المركزي، وتم استردادها في وقتها، وهم مشكورون لأنهم دعمونا في وقت الحرب في ٢٠٠٦، ووضعوا ودائع في البنك المركزي الذي أعادها». وعن تأثير تحول حكومة الحريري إلى حكومة تصريف أعمال، أكد سلامة اتخاذ المصرف الاحتياطات اللازمة، إذ «طلبنا عندما قمنا بالهندسة المالية في ٢٠١٦، من المصارف تخصيص المداخيل التي تحققت من هذه الهندسة لاستخدامها كرأسمال وليس كأرباح، ونفذت المصارف ذلك، وأصبح لدينا وضع أقوى لرسملة المصارف»، لافتاً إلى أن «لدى المصارف اللبنانية اليوم نسبة ملاءة بنسبة معايير «بازل ٣» تتعدى ١٥ في المئة، وطبقت معايير المحاسبة الدولية، وبقي لها احتياطات عامة يمكنها استعمالها لمواجهة أي طارئ، لذا فإن الأمور ثابتة ومستقرة». وفي شأن نوايا الإدارة الأميركية إصدار عقوبات صارمة على «حزب الله»، أكد سلامة: «طلبنا من المصارف العام الماضي التزام قانون العقوبات الأميركية، وطورنا نظام امتثال معترف به من قبل السلطات الدولية المهتمة بمكافحة تبييض الأموال، ومعترف به إيجاباً من قبل المصارف المراسلة». وأشار إلى أن «هناك دائرة امتثال في مصرف لبنان وهو التزام منفذ»، لافتاً إلى أن «القانون الجديد الذي يتم بحثه في أميركا تم التصويت عليه في مجلس النواب وليس في مجلس الشيوخ، وهناك المراسيم التطبيقية التي ستصدر من وزارة الخزانة الأميركية، لكن بكل الأحوال نحن ملتزمون ولن نحتاج إلى تدابير جديدة لأن الآليات التي وضعناها تسمح بالتعاطي مع كل المستجدات التي يمكن أن تأتينا على هذا الصعيد».

زاسبكين: ليس وارداً سحب «حزب الله» من سورية

بيروت - «الحياة» ... قال السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر زاسبكين إن «روسيا دعمت الحكومة اللبنانية بعد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية، وكانت تعتبر المعادلة اللبنانية مناسبة لهذه المرحلة». ورأى أنه «كي تغير روسيا موقفها يجب مناقشة ماذا حصل بعد استقالة رئيس الوزراء والتوجه إلى شيء جديد»، مشدداً على «ضرورة الأخذ في الاعتبار المستجدات ومن يريد إيجاد صيغة جديدة للحكومة، أو من يريد تغيير النهج السياسي اللبناني». وشدد الديبلوماسي الروسي في حديث إلى «إذاعة لبنان» على أن «روسيا منذ البدء كانت ضد تدخل الأطراف الخارجية في ما يحصل في المنطقة». وسأل: «ما هو نوع النأي بالنفس المطروح الآن». ولفت إلى أن «من ثوابت روسيا الأمن والاستقرار في لبنان»، مؤكداً أن «هذا كان القاسم المشترك بين جميع الأطراف المعنيين الخارجيين، بغض النظر عما يجري في المنطقة».وأمل في «أن يبقى هذا الدعم للبنان، ويستمر الاستقرار خلال المرحلة المقبلة»، لكنه سأل: «هل أن التصعيد الأميركي ضد إيران والتصعيد بين إيران والسعودية والعقوبات المتخذة أو التي ستتخذ، سيؤثر في أمن لبنان وإستقراره أم لا»؟ ودعا إلى «انتظار المرحلة المقبلة للتحقق ما إذا كان لبنان قادراً على تحمل أعباء الضغوط عليه»، معتبراً أنه «لا يمكن تغيير النهج السياسي بهذا الأسلوب». وقال: «إننا نتوجه إلى استقالة الرئيس الحريري وكل هذا مرتبط بما سيقوله حين يعود إلى لبنان، ومرتبط بتغيير النهج السياسي والنأي بالنفس». وأضاف: «المقصود الأن بالنأي بالنفس عودة «حزب الله» من سورية وعودة خبرائه من اليمن، فاليمنيون هم الذين يحاربون هناك وليسوا بحاجة لأحد كي يحارب معهم، ولا أتصور أن هناك انتقالاً لـ «حزب الله» من سورية إلى اليمن»، مشيراً إلى أن «من طرح إسقاط النظام السوري فشل في هذا الأمر، واليوم هم مستعجلون لسحب حزب الله من سورية، وهذا الأمر ليس وارداً». ولفت إلى أن «موضوع نأي لبنان بنفسه عن الأزمة السورية كان يجب أن يحصل منذ البدء، إلا أن روسيا وإيران وحزب الله اضطروا في ما بعد لدخول المعركة ضد الإرهابيين لأنهم اعتبروا أن هذا الأمر يشكل خطراً على الجميع». ورأى أنه «من السابق لأوانه التحدث عن اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان»، معتبراً أن «هذه الدعوة لم تطرح في شكل رسمي بل مجرد معلومات ونوايا»، مشيراً إلى أنه «إذا طرح هذا الأمر فيجب أن نعرف ما هي الفكرة الفرنسية والمواضيع التي ستطرح فيه، ويجب أن تكون هناك أجندة سياسية في هذا المجال». واعتبر أن «ما يحكى عن مبادرة فرنسية في عودة الحريري مبالغ فيه، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس الحريري أنه حر وطليق»، مشيداً بـ «دور الأجهزة الأمنية التي تدل على أن الأمن في لبنان ممسوك فعلاً، وأن الأوضاع تحسنت». الى ذلك، أسف «مجلس العمل والاستثمار اللبناني» في السعودية لـ «مستوى التحريض العالي اللهجة من أوساط في بيروت والذي قابله استياء شديد في الأوساط الشعبية والإعلامية السعودية، وظهر جلياً على وسائل التواصل الاجتماعي». ولاحظ في بيان أن «في لبنان من يتبع سياسة الهروب إلى الأمام وحرق المراكب مع دول الخليج العربي عموماً، والمملكة العربية السعودية خصوصاً من خلال المواقف الهجومية السياسية أو الإعلامية أو الشخصية». وناشد المجلس «رئيس الجمهورية ميشال عون المبادرة شخصياً إلى تبريد الأجواء، ومراعاة لمصالح 300 ألف لبناني باتوا مهددين بلقمة عيشهم، نتيجة الاستياء الشعبي المتنامي في الدول التي تستضيفهم». وشدد على أنه «لا يمكن للحظة توتر أن تدمر العلاقات اللبنانية- السعودية، فهذه العلاقات بنيت على مدى أكثر من 70 سنة بعرق وجهد ومحبة، ولا بد أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي.

حزب الله» يشيع 6 مقاتلين وينعى المزيد

بيروت - «الحياة» .. واصل «حزب الله» تشييع مقاتلين له قضوا في سورية حيث يشارك الحزب إلى جانب الجيش السوري في الحرب الدائرة في هذا البلد منذ سبع سنوات. ويرجح انهم قضوا في معركة البوكمال. وذكر موقع «العهد» الإخباري التابع للحزب أنه «تم تشييع فواز أحمد مدلج (باقر) في بلدة الفاضلية (البقاع الشمالي) بمشاركة فاعليات وفرق كشفية». وفي بلدة حاويك (البقاع الشمالي)، جرى تشييع «وائل حسين زعيتر (أبو حسين)، وووري الثرى الى جانب من سبقه في رحلة الجهاد». وفي بلدة السماقيات (البقاع الشمالي)، شيّع «حسن سامي نون (أبو الفضل) في حسينية البلدة وتقبل ذووه التبريكات والتعازي». وفي بلدة حارة الفيكاني شيّع عباس علي حسن بمشاركة الأهل. كما شيّع الحزب قاسم علي الخشن في بلدة سحمر في البقاع الغربي بمشاركة مسؤول الحزب في المنطقة الشيخ محمد حمادي. وفي النبطية، شيّع الحزب محمود محمد خزعل (الملقب بـ «ثائر») بمشاركة فاعليات في المنطقة. ونعى الحزب أمس، مقاتل من بلدة كفر صير يدعى عدنان عباس قميحة على أن يحدّد موعد التشييع لاحقاً.

«مجلس العمل والاستثمار» اللبناني يحذّر من «حرق المراكب» مع السعودية

الرياض: فتح الرحمن يوسف.... حذّر «مجلس العمل والاستثمار» اللبناني في السعودية من «سياسة حرق المراكب» مع المملكة، مطالباً الرئيس اللبناني ميشال عون بضرورة تصحيح العلاقات ووقف الحملات الإعلامية العدائية ضد الرياض. وأصدر «مجلس العمل والاستثمار» اللبناني في السعودية بيانا، أمس، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، قال فيه: «تابع (مجلس العمل والاستثمار) اللبناني بقلق كبير مسار الأزمة المستجدة بين دول الخليج العربي ولبنان». وأبدى المجلس أسفه لمستوى التحريض عالي اللهجة من بعض الأوساط في بيروت، والذي قابله استياء شديد في الأوساط الشعبية والإعلامية السعودية، ظهر جلياً على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضاف البيان: «لاحظ المجلس مؤخراً أن البعض في لبنان يتبع سياسة الهروب إلى الأمام وحرق المراكب مع دول الخليج العربي عامة، والسعودية خاصة، من خلال المواقف الهجومية؛ السياسية أو الإعلامية أو الشخصية، ضد هذه الدول. وبناء على ذلك، يناشد (مجلس العمل والاستثمار) اللبناني رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون المبادرة شخصيا إلى تبريد الأجواء، ووقف الحملات الإعلامية والتحريضية؛ مراعاة لمصالح 300 ألف لبناني باتوا مهددين بلقمة عيشهم، وفي تمكنهم من الاستمرار بلعب دورهم في متابعة أعمالهم وشركاتهم؛ جراء الاستياء الشعبي المتنامي في الدول التي تستضيفهم». ولفت إلى أنه لا يمكن للحظة توتر أن تدمر العلاقات اللبنانية – السعودية؛ «فهذه العلاقات بنيت على مدى أكثر من سبعين عاما بعرقٍ وجهدٍ ومحبة، ولا بد أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي. وإزاء هذا الوضع، سيقوم (المجلس) بتحرك الأسبوع القادم لشرح موقفه من التطورات الأخيرة». إلى ذلك، قال طوني الراعي، عضو الهيئة الإدارية لـ«مجلس العمل والاستثمار» اللبناني، لـ«الشرق الأوسط»، إن مناشدة المجلس الرئيس عون، «أتت في سياق التأكيد على سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة في بيانها الوزاري، وبالتالي أجواء الأيام الماضية كانت تشير إلى رغبة البعض في حرق المراكب عبر التجييش، ما انعكس على وسائل التواصل الاجتماعي». وأضاف الراعي: «بدا لنا الموقف وكأن لبنان انقلب على بيانه الوزاري. وبصفتنا لبنانيين، فلن نستسلم لمحاولة سلخنا عن محيطنا العربي الطبيعي مقابل أي خيار آخر، ونعيد ونشدد على الدور التاريخي للسعودية في دعم لبنان بجميع أطيافه دون تفرقة أو تمييز، مما يستدعي تضافر الجهود والوعي اللازمين لإرساء مراكبنا ببر الأمان». وشدد على أن عون بصفته «رئيساً لكل اللبنانيين في الداخل والخارج سواسية، مطالب باحتضان الجميع والمحافظة على لبنان سالماً».

نتنياهو يلتقي ماكرون الشهر المقبل للبحث في أزمتي لبنان وسوريا وتل أبيب تلقت تطمينات بأن هدوء 11 سنة على الحدود لن يُكسر

تل أبيب: «الشرق الأوسط»... أعلن بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن الأخير سيلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لعقد مباحثات من المتوقع أن تشمل التطورات في لبنان. وذكر البيان أن «ماكرون أطلع رئيس الوزراء نتنياهو على آخر المستجدات حول الإجراءات التي يتخذها فيما يتعلق بالأزمة في لبنان»، وذلك خلال محادثة بينهما أمس. وكانت آخر زيارة لنتنياهو إلى الإليزيه في يوليو (تموز) الماضي. اتصل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هاتفيّاً، ظهر أمس (الأحد)، وتكلم معه طيلة نصف ساعة، حول الأوضاع في لبنان. فيما طرح نتنياهو مواضيع أخرى تتعلق بالاتفاق النووي الإيراني، والمحاولات الإيرانية للتموضع في سوريا، وعن أنشطتها في المنطقة. وأكد الناطق بلسان نتنياهو أن المحادثة جرت بناء على طلب من الرئيس الفرنسي، وأن ماكرون «أطلع رئيس الوزراء نتنياهو على الاتصالات التي يجريها حول الأزمة التي تدور في لبنان. واتفق الزعيمان على التحدث مرة أخرى خلال الأيام القريبة المقبلة، وعلى الالتقاء في باريس في بداية الشهر المقبل». وتطرق نتنياهو وماكرون أيضاً خلال محادثتهما إلى الاتفاق النووي مع إيران و«محاولاتها إقامة قواعد لها في سوريا ونشاطاتها في المنطقة»، بحسب البيان. المعروف أن إسرائيل، حكومةً وجيشاً وإعلاماً، تتابع عن كثب التطورات في لبنان، من خلال تحسبها وتحذيراتها من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة ومخطط طهران لبناء جسر بري يفتح لها الطريق من إيران عبر العراق وسوريا حتى لبنان، فضلاً عن الجسر البحري من الخليج إلى اليمن. ومنذ استقالة رئيس الحكومة، سعد الحريري، تُبرِز إسرائيل رسائل الطمأنة التي تصدر من بيروت وطهران وموسكو، وتقول إن «(حزب الله) غير معني بحرب مع إسرائيل»، و«القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها في الجنوب السوري غير معنية بتدهور حربي مع إسرائيل، لذلك تمتنع عن تنفيذ عمليات ضدها في الجولان». وقد أثارت تصريحات وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، في موسكو، استهجاناً في تل أبيب، حيث قال إن «إسرائيل لن تشن حرباً على لبنان لأننا سننتصر عليها فيها». وقد ردّ مسؤول إسرائيلي باستخفاف على هذا التصريح، وأكد من جديد أن تل أبيب تلقت تطمينات تؤكد أن الهدوء المتواصل طيلة 11 سنة على الحدود بين إسرائيل ولبنان، لن يُكسَر وأن «استقالة الحريري لن تؤدي إلى تغيير في توجه (حزب الله) الحذر نحو إسرائيل»، وأن «الانطباع هو أن التنظيم معني حتى الآن بمنع التدهور بينه وبين إسرائيل. وهو يستميت في إسماع هذا الموقف بالسر والعلن، لآذان المسؤولين الإسرائيليين». وأضاف المسؤول الإسرائيلي في حديث للمراسلين العسكريين في وسائل الإعلام العبرية، أن «إسرائيل قلقة من دون شك من التدخل الإيراني العميق في لبنان؛ فقد بدأ (حزب الله) بنقل مقاتليه من سوريا إلى لبنان تدريجياً، الأمر الذي تعده إسرائيل تطوراً خطيراً. فمن جهة إسرائيل لا تريد الاشتباك مع (حزب الله)، ومن جهة أخرى فإن الاشتباك المستقبلي محتوم، حسب كل التحليلات والمتابعات. فإيران تسيطر على المنظومة السياسية في لبنان وتستثمر 800 مليون دولار في (حزب الله) سنوياً، ولا تفعل ذلك مجاناً بل إن ذلك ضرب من ضروب الاستثمار ولن تتنازل سريعا عن هذه الاستثمارات الباهظة. ومع ذلك يوجد اتفاق غير رسمي على الاستمرار في الهدوء وعدم التدهور إلى حرب بين إسرائيل ولبنان». يُذكر أن دبابة إسرائيلية كانت قد أطلقت النيران باتجاه قوة تابعة للنظام السوري، وهي تحاول إقامة موقع لها قرب قرية حضر، في الجزء الشرقي من هضبة الجولان، التي كانت قد تعرضت لمحاولة احتلالها من قوات جبهة النصرة قبل أسبوعين. ففي حينه، اتهم سكان القرية إسرائيل بمساعدة جبهة النصرة وحاول سكان قرى الجولان المحتل اختراق الحدود لنصرة سكان حضر.
وأعادتهم إسرائيل بالقوة. وأول من أمس، منعت إسرائيل جيش النظام من إقامة الموقع، بدعوى أنه يخرق اتفاق فصل القوات بين الدولتين، الموقّع في سنة 1974، بعيد حرب أكتوبر (تشرين الأول) 2017.

الحريري في القاهرة غداً.. وأبوالغيط في بيروت اليوم.. تريُّث فرنسي حول دعوة مجموعة الدعم.. والموقف من «حزب الله» يُحرِج العهد

اللواء... في الوقت الذي كان مؤتمر وزراء الخارجية العرب، في القاهرة، يعلن موقفاً تصعيدياً بوجه «التهديدات والتدخلات الايرانية» في القضايا والشؤون العربية. أعلن الرئيس سعد الحريري، من باريس، التي وصلها السبت الماضي، انه سيزور القاهرة غداً ويقابل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ولئن أدرجت الزيارة في إطار «شكر صديق» والتداول معه في مرحلة ما بعد قرار مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية الذي ادان إيران على نحو غير مسبوق وحمل حزب الله «الارهابي» مسؤولية دعم «الجماعات الارهابية» في الدول العربية، وهو «الشريك في الحكومة اللبنانية» التي قدم الرئيس الحريري استقالتها في 4 ت1 الجاري، فإن مصادر مطلعة ربطت بين تغريدة الرئيس الحريري حول شكره للرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون وزيارته الى القاهرة لشكر الرئيس السيسي أيضاً.. وقال الرئيس الحريري في تغريدته «أشكره على دعمي، لقد أظهر تجاهي صداقة خالصة، وهذا ما لم انساه ابداً».. وأشار إلى ان فرنسا أثبتت مرّة جديدة كبر دورها في العالم وفي المنطقة، وهي تبث تعلقها بلبنان واستقراره.

الحريري في القاهرة غداً

وفيما يؤثر الرئيس الحريري عدم الإدلاء بأي مواقف سياسية، خلال اقامته في العاصمة الفرنسية، لاحظت مصادر متابعة، انه هو الذي اثار موضوع استقالة الحكومة، لدى خروجه من قصر الاليزيه، حيث عقد خلوة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، تجاوزت الوقت المحدد لها بنصف ساعة إلى نحو 40 دقيقة، بما يعني ان الاستقالة ما زالت قائمة ما لم تتأمن ظروف تسوية سياسية جديدة، تأخذ بالاعتبار المستجدات التي حصلت والموقف العربي المتصاعد ضد إيران وحلفائها في المنطقة العربية، وهو ما سينعكس سلباً على مساعي تحقيق هذه التسوية، لا سيما بعد اعتراض لبنان على بعض البنود التي تتناول «حزب الله» في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي وصف الحزب بـ«الارهابي». وقبل عودته إلى بيروت والمتوقعة مساء غد الثلاثاء أو صباح الأربعاء للمشاركة في احتفال عيد الاستقلال، مثلما أبلغ الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي فور وصوله إلى باريس صباح السبت، أعلن الرئيس الحريري في تغريدة له عبر «تويتر» انه سيزور القاهرة الثلاثاء للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصفه «بالصديق»، فيما ترددت معلومات انه سيزور أيضاً البحرين وقبرص، بينما نفت مصادر كويتية رسمية ما تردّد من احتمال زيارته الكويت في الوقت الراهن. وعلمت «اللواء» ان زيارة الحريري للقاهرة ستكون لشكر الرئيس السيسي ومصر على وقوفها إلى جانب لبنان وإلى جانبه شخصياً في الأزمة التي مر بها، خاصة، وأن هذه الزيارة كانت مقررة في الخامس من تشرين الثاني الحالي، لكنه اضطر إلى تأجيلها بشكل طارئ بسبب ظروف إعلان استقالته من الرياض، حيث كان يفترض ان يلتقي السيسي في شرم الشيخ بالتزامن مع وجود الرئيس برّي في هذا المنتجع المصري.

ترقب عون

في الاثناء، لوحظ ان مصادر رئاسة الجمهورية تجنبت الدخول في أية توقعات في خصوص المرحلة المقبلة، قبل اللقاء المرتقب بين الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري. في ضوء معلومات دبلوماسية عن أن نعت «حزب الله» المشارك في الحكومة بالإرهابي، بإنه احراج للعهد. وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» ان الحريري كان واضحا في اتصاله الهاتفي مع الرئيس عون لجهة مشاركته في احتفال عيد الاستقلال، وحضور العرض العسكري الذي تقرر ان يقام الأربعاء في جادة شفيق الوزان في وسط بيروت، الا ان المصادر لم تتحدث عن موعد اللقاء، وما إذا كان سيتم قبل موعد العرض العسكري، أم في اليوم نفسه للمناسبة. وأفادت المصادر ان أي زيارة لوفد رئاسي فرنسي إلى قصر بعبدا لم تلحظ اليوم، مع ان الرئيس ماكرون كان أبلغ الرئيس عون في الاتصال الهاتفي الذي اجراه قبيل وصول الحريري إلى قصر الاليزيه ظهر السبت، عن مسعى فرنسي لعقد اجتماع لمجموعة الدعم الدولية للبنان مطلع العام المقبل، الى جانب جهود للدخول على خط فتح حوار بين السعودية وإيران من أجل البحث في أسباب الخلافات وطرق حلها، بهدف تخفيف الاحتقان في المنطقة العربية وتخفيف الضغط عن لبنان نتيجة الصراع السعودي - الإيراني. وذكرت معلومات موثوقة بها ان فرنسا تعمل على «حماية الاستقرار في لبنان وعلى عودة عمل المؤسسات اللبنانية الدستورية بشكل طبيعي، ولذلك فإن باريس تتشاور مع كل الأطراف المؤثرة على الوضع اللبناني بما فيها السعودية وإيران من أجل توفير الاستقرار للبنان. وتلقى الرئيس عون مساء اتصالا هاتفيا من الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس تمّ خلاله عرض التطورات الأخيرة والمتصلة باستقالة الحريري، وشدّد غوتيرس خلاله على دعم الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان. وشكر الرئيس عون الأمين العام للأمم المتحدة على المواقف التي صدرت عنه وعن الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية للبنان بعد إعلان الرئيس الحريري استقالته، منوها بالجهود المبذولة لعقد اجتماع للدول الأعضاء في المجموعة في باريس قريبا. واتفق الرئيس عون وغوتيريس على استمرار التواصل بينهما لاستكمال البحث والمواضيع التي تمّ التطرق إليها خلال الاتصال.

أبو الغيط في بيروت

إلى ذلك، علمت «اللواء» ان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سيزور بيروت اليوم وغدا للقاء الرئيسين عون وبري الذي ما يزال بدوره ملتزما الصمت، وهو لن يقول شيئا قبل عودة الحريري، مثلما نقلت عنه مصادر عين التينة. وتأتي زيارة أبو الغيط لبيروت، غداة الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، على مستوى وزراء الخارجية، بدعوة من المملكة العربية السعودية لبحث التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، حيث اعترض الوفد اللبناني إلى الجامعة الذي مثله القائم بالأعمال هناك السفير انطوان عزام على الفقرات 4 و6 و9 من قرار الجامعة الذي اتى على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي. وأكّد قرار الجامعة على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها ضد الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية. واستنكرت الجامعة في بيانها «التدخلات الإيرانية في البحرين وتدريب الارهابيين وتهريب الأسلحة وإثارة النعرات الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار من قبل حزب الله وإيران في السعودية والبحرين». وحملت «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية، مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية في الدول العربية، والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر الطائفية والتطرف وعدم تقديم أي دعم للارهابيين في محيط اقليمه». وأشارت إلى ان «الحكومة الإيرانية مطالبة بالكف عن التصريحات العدائية والأعمال الاستفزازية ضد العالم العربي». ولفتت إلى انه «سيتم حظر القنوات التلفزيونية الممولة من إيران وسيتم الطلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة هذا الامر»، وأكدت انه «ستتم مخاطبة رئيس مجلس الأمن عبر المجموعة العربية لتوضيح الخروقات الإيرانية في ما يتعلق بتطوير الصواريخ الباليسيتية». وافادت مصادر وزارة الخارجية ان الوزير جبران باسيل الذي عدل عن الذهاب إلى القاهرة اجرى اتصالات بعشرة وزراء خارجية لشرح الموقف اللبناني الرسمي، وهم وزراء خارجية مصر والاردن والجزائر وتونس والعراق وبعض دول الخليج، لتخفيف حدة البيان الوزاري حيال لبنان، واعتراضه الرسمي على ادانة «حزب الله» ووصفه بالحزب الارهابي، وأكد لهم «ان لبنان ينأى بنفسه عن الصراعات الاقليمية، ورفضه الاعتداء على اي دولة عربية والتدخل في شؤون الدول العربية،كما يرفض التدخل في شؤونه الداخلية». وأوضح السفير عزام انه كانت هناك إدانة للحكومة اللبنانية على أعمال «حزب الله» الإرهابية في مشروع قرار وزراء الخارجية العرب، ونجحت اتصالات الوزير باسيل في حذف هذه الإدانة. وقال ان لبنان الرسمي آثر الابتعاد عن كل ما يمكن ان ينقل التوتر إلى ساحة الداخلية ملتزما النأي بالنفس لعدم قدرته على التأثير إيجاباً في الصراعات الدائرة حوله. ولفت إلى ان العراق تضامن مع لبنان في اعتراضه على ذكر «حزب الله» ووصفه بالارهابي في البيان.

نصر الله يرد اليوم

في غضون ذلك، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» ان الأمين العام للحزب السيّد حسن نصر الله، سيتحدث عن الأوضاع والتطورات الراهنة، عند الساعة السادسة من غروب اليوم، ويفترض أن يشرح موقف الحزب من هذه التطورات، ولا سيما من المواقف التي أعلنتها الجامعة العربية في خصوص التدخلات الإيرانية وادانتها لتصرفات الحزب، بالإضافة إلى موضوع استقالة الحريري والحديث عن تسوية سياسية جديدة. وقالت مصادر وزارية قريبة من الحزب «ان لبنان يحاول أن ينأى بنفسه فعلاً عن صراعات المحاور فلماذا يُصرّ البعض على إدخاله في هذا المحور ضد ذاك، ولماذا يريدون أن يكون محايداً هنا وطرفاً هناك؟». ورفضت المصادر التعليق على الحديث حول تسوية جديدة قائلة: لا يُمكن الحديث في فرضيات قبل أن نسمع شيئاً فعلياً مباشراً واقتراحات محددة».

سيناريو الفراغ الحكومي يطل برأسه على لبنان

عكاظ...راوية حشمي (بيروت) ... بالرغم من شعارات التضامن السياسية والشعبية وبيانات التمسك بـ«النأي بالنفس»، وحركة الزوار والاتصالات التي يقوم بها رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري في باريس، والخطوط العريضة التي يجري الحديث عنها تمهيدا لعودته، فإن الفراغ الحكومي يبدو الأكثر احتمالا في بيروت، على خلفية استبعاد أي تنازلات من قبل ميليشيا «حزب الله» بالحجم المطلوب منها. النائب السابق الدكتور فارس سعيد أوجز في تغريدة أمس (الأحد) تحت عنوان «أزمة» الأيام القادمة التي تنتظر لبنان، فقال: لا يمكن الحريري أو غيره ترؤس حكومة بشروط «حزب الله» ولا يمكن لحزب الله تشكيل حكومة من دونه. حجم الأزمة التي أشار إليها الدكتور سعيد، أكدها عضو الكتلة العونية النائب وليد خوري، في تصريح له أمس، عندما قال: إذا كان سقف التسوية إقصاء «حزب الله» واعتباره إرهابيا فهذا غير وارد، ولا يمكن أن نقبل بتهديدات وإملاءات من الخارج -على حد زعمه-. فيما اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب نضال طعمة، أن عودة الحريري أمست حتمية، وهذه العودة لا يمكنها أن تكون بعيدة عن دوره الحاسم في بلورة الدور اللبناني الإيجابي في المنطقة، محذرا من المبالغة في بعض التأويلات والتحليلات، فلعبة شد الحبال في استثمار الموقف السياسي فاقت كل التوقعات، وحيكت خيوط كثيرة لمؤامرات وهمية، فكثرة السيناريوهات وتناقضها يوحي بضبابية المشهد السياسي في البلد. وأضاف: يبقى أن نقول وبوضوح سواء عاد الحريري عن استقالته أو لم يعد، أو سواء قبل إعادة التكليف أم لم يقبل، فلا بد من استثمار الإجماع الوطني على دوره، لبلورة مرحلة سياسية جديدة، أكثر وضوحا. معربا عن أمله أن يكون الجميع قد اقتنع بضرورة ذلك، وبتقديم التنازلات الفعلية لتحقيقه.



السابق

مصر وإفريقيا...«شمال سيناء»: نجاة قائد الأمن المركزي من محاولة اغتيال...مشروع قانون مصري لمكافحة الفسق والفجور والسيسي: حريصون على إعلاء مبدأ المواطنة..الجزائر تنتشل 286 مهاجراً غير شرعي كانوا في طريقهم إلى أوروبا..واشنطن ترفض مهلة حفتر لانتهاء اتفاق الصخيرات والقمة الأوروبية ـ الأفريقية تتجه إلى فتح ملف «العبودية»..الجيش السوداني يستضيف ألف جندي أفريقي في مناورات بشرق البلاد...الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين بعد مقتل أربعة...زيمبابوي تطوي فصول عهد موغابي...أكثر من 2500 امرأة كن ينتظرن المساعدات قبل «فاجعة» الصويرة ..لمغرب لن يقبل بأي مساس بأرض الحرمين الشريفين....

التالي

اخبار وتقارير...إيـران.. الحصـاد المـر خارطة الدم يرسمها خامنئي وينفذها سليماني..هل تخرج تركيا من «الناتو»؟...ميركل تأسف لفشل مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي...فشل المفاوضات الرامية لتشكيل حكومة في ألمانيا بعد انسحاب حزب الليبراليين الألمان..بريطانيا ستقدّم قبل الشهر المقبل اقتراحات لتسوية فاتورة «بريكزيت»..وفد وزاري أوروبي في ميانمار لمناقشة أزمة الروهينغا...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,370,525

عدد الزوار: 7,630,140

المتواجدون الآن: 0