مشعل: المصالحة الفلسطينية قطعت شوطاً كبيراً وسننسّق مع لبنان للوصول إلى تفاهمات

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" ان المصالحة الفلسطينية "قطعت شوطاً كبيراً ولم يبق(...) الا اللمسة الاخيرة”. واشار الى ان موضوع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات "يحتاج الى بحث ولكن بشكل هادئ".
زار مشعل على رأس وفد من الحركة ضم موسى ابو مرزوق وعزت الرشق ومحمد نصر وممثل الحركة في بيروت اسامة حمدان رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وافادت مصادر قصر بعبدا ان مشعل هنأ سليمان بتأليف الحكومة وبالسنة الجديدة واطلعه على الاوضاع على الساحة الفلسطينية وعلى حصيلة جولته العربية التي قام بها اخيرا.
من جهته، شدد رئيس الجمهورية على "اهمية التضحية من اجل إتمام المصالحة (الفلسطينية) لما لها من انعكاس ايجابي على عملية السلام وعلى الوضع العربي كلا".
ثم زار مشعل والوفد المرافق رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في حضور النائب باسم السبع ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارين محمد شطح وهاني حمود.
وعقب الاجتماع قال مشعل: “نحن مسرورون بهذا اللقاء الذي يأتي في اطار جولة عربية واسلامية ودولية. ورغبنا في ان تشمل هذه الجولة لبنان العزيز الذي نحمل له كل محبة وتقدير، وارتباطا تاريخيا مع هذا البلد وشعبه الكريم. وسنتابع لقاءاتنا مع المسؤولين اللبنانيين".
واضاف: "تطرقنا خلال اللقاء الى موضوعين اساسيين، الاول: وضعنا دولة الرئيس بصورة التطورات الفلسطينية والتشاور معه في هذا الشأن، خصوصا موضوع المصالحة والوضع الفلسطيني الداخلي والصراع العربي – الاسرائيلي ومستجداته السياسية والميدانية. وان شاء الله يكون لدولة الرئيس وللبنان دور ايجابي في مساعدة الفلسطينيين في هذا المجال. اما الموضوع الثاني فكان الشأن الفلسطيني – اللبناني. وقد جرى تداول هذا الموضوع بشفافية، وان شاء الله سنتابع التنسيق مع الدولة اللبنانية للوصول الى تفاهمات تخدم الجميع ضمن سلطة الدولة وقانونها وضمن ما يخدم الوجود الفلسطيني الذي هو ضيف على هذا البلد".
وسئل: هل تم التطرق الى السلاح الفلسطيني خارج المخيمات؟ فأجاب: "نعم تطرق الحديث الى موضوع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، والى الحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان، والى ضرورة التفاهم حول كل هذه المواضيع وكيف تتعامل الدولة مع الشأن الفلسطيني ومع المرجعيات الفلسطينية بمختلف قواها. وتم بحث هذه المسائل بكل شفافية وروح عالية، واتفقنا على متابعة الامر ضمن الآليات المحددة".
وعن موقف "حماس" من انتشار السلاح الفلسطيني خارج المخيمات الفلسطينية، قال: “هذا الموضوع يحتاج الى بحث. لكن بشكل عام المبادئ عندنا هي ان لا شيء فوق سلطة الدولة والقانون، والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات او خارجها لم يأت ضمن معادلة لبنانية داخلية، انما اتى بخلفية تاريخية تتعلق بالثورة الفلسطينية، وبهواجس الفلسطينيين من الاعتداءات الاسرائيلية كما جرى في صبرا وشاتيلا، وبالتالي ضمن هذه المحددات يمكن تسوية هذه المواضيع بما يلبي مصالح الجميع".
وهل تم التقدم على مسار المصالحة الفلسطينية، وما موقف الرئيس الحريري من الموضوع؟ اجاب: "كانت نصيحة دولة الرئيس في اتجاه الاسراع في المصالحة، وشرحنا له اننا قطعنا شوطا كبيرا، ولم يبق الا الشوط الاخير، او الجلسة الاخيرة، واللمسة الاخيرة بكل بساطة هي تدقيق الورقة المصرية لكي تنسجم مع تفاهماتنا مع الاخوة في "فتح"، بمعنى اننا نريد ورقة منسجمة ومتطابقة مع تفاهمات تفصيلية. "حماس" و"فتح" والقوى الفلسطينية وافقت عليها ونطلب من راعي المصالحة الاسراع في هذا الامر لنوقع المصالحة في القاهرة. نحن نريد دورا عربيا مع الاخوة في مصر وليس بديلا منهم، لاننا فعلا قطعنا شوطا كبيرا ولم يبق الا القليل، والمصالحة ضرورة وطنية ولا بد من اللقاء الفلسطيني – الفلسطيني ولا يمكن البقاء في حال الانقسام".