سوريا...دمشق تركز على مثلث حماة ـ حلب ـ إدلب..تركيا تواصل الحشد في عفرين... والتحالف يقول إنها ليست ضمن إطار عمله...تركيا تحذّر واشنطن: «الضرر» في العلاقات سيكون بلا رجعة...ملامح سياسة أميركية جديدة في سورية: كبح إيران وإعداد حلّ شامل...إلى ماذا يرمي "حزب الله" من تحركاته العسكرية في القنيطرة؟..تيلرسون: باقون عسكرياً في سوريا لمنع عودة داعش...ما هي مصالح أميركا الحيوية في سوريا؟..

تاريخ الإضافة الخميس 18 كانون الثاني 2018 - 5:12 ص    عدد الزيارات 2518    التعليقات 0    القسم عربية

        


دمشق تركز على مثلث حماة ـ حلب ـ إدلب..

الشرق الاوسط..بيروت: نذير رضا... قسّم النظام السوري مناطق العمليات العسكرية في الشمال إلى جبهات منفصلة، يشعل إحداها ويتقدم على أخرى، بهدف استعادة السيطرة على مثلث حماة - إدلب - حلب، ساعياً للسيطرة على بادية إدلب، والتقدم منها إلى طريق حمص - حلب الدولي الخاضع لسيطرة المعارضة منذ 5 سنوات، مدفوعاً بمخاوف المعارضين من أن تسفر عن سيطرته على المنطقة، تكراراً لسيناريو الخروج من حلب مطلع العام الماضي. واستأنف النظام عمليته العسكرية التي أحرز فيها تقدماً خلال اليومين الماضيين، بعدما تعرض لانتكاسة بالغة الأسبوع الماضي، وذلك بالتزامن مع حشد تركيا قواتها على الحدود مع سوريا تمهيداً لإطلاق معركة ضد الوحدات الكردية في عفرين في شمال حلب. ويربط المعارضون تلك التطورات العسكرية على الجانبين، لتتفاقم المخاوف من أن يكون ذلك «ناتجاً عن اتفاق تركي – روسي، يفضي أخيراً إلى ما أسفرت إليه المحادثات لإخراج المعارضة من أحياء حلب الشرقية» في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وأوائل يناير (كانون الثاني) 2017. وقال مصدر عسكري سوري معارض لـ«الشرق الأوسط» إن تقدم النظام الذي يخوض أعنف المعارك «يثير المخاوف من اتفاق روسي - تركي، قد لا يعارض تقدم النظام مقابل منح أنقرة غطاء للتقدم إلى عفرين وطرد الوحدات الكردية منها»، في إشارة إلى أن الأكراد في عفرين كانوا يحظون بحماية روسية في وقت سابق، أثمر تواصلاً بينهم وبين النظام السوري واتفاقات ميدانية في أحياء حلب الشرقية. وقال المصدر: «نتخوف أن يتكرر سيناريو حلب مرة أخرى»، مشيراً إلى أن النظام «يتحرك تحت غطاء روسي، ويقاتل الإيرانيون وميليشيات أخرى تابعة لهم على جبهات في المعركة ضد فصائل المعارضة». هذا التقدير، لم ينفه مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن الذي قال إن غضّ النظر التركي عن تقدم النظام «يشير إلى تغير في المعادلة الميدانية القائمة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو أن قوات النظام أخذت ضوءاً أخضر للتقدم، يشبه الضوء الأخضر الذي حصلت عليه في معركة حلب العام الماضي، مقابل تمدد قوات درع الفرات في ريف حلب الشمالي». لكتنه أكد أن الضوء الأخضر «لا يعني أن المعركة ستنتهي عن حدود سيطرة النظام على المنطقة الواقعة شرق سكة حديد الحجاز التي تربط دمشق بحلب، ذلك أن تحركات النظام ووتيرة القصف تشير إلى أنه يسعى لاستعادة السيطرة على طريق حمص - حلب الدولي» الخاضع لسيطرة المعارضة، و«إنشاء عمق أمني غرب الأوتوستراد يصل إلى مناطق في محافظة إدلب على الأقل». ويطال القصف الجوي المكثف أهدافاً في عمق المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتبعد عن الجبهة المشتعلة أكثر من 10 كيلومترات، مثل خان شيخون الواقعة بمحاذاة أوتوستراد حمص - حلب الدولي، بموازاة القصف العنيف الذي يطال مناطق سيطرة المعارضة في القرى القريبة من الجبهة.

استراتيجية الجزر المعزولة

ويتبع النظام استراتيجية التقسيم الجغرافي لمناطق العمليات على شكل دوائر صغيرة، يستطيع أن يحاصرها، تمهيدا لتحولها إلى جزر معزولة تدفع المعارضة للخروج منها قبل إحكام الحصار، أو التفاوض للخروج منها في مرحلة لاحقة، وهي الاستراتيجية التي يتبعها قائد عمليات النظام العميد سهيل الحسن المعروف بالنمر، كما قالت مصادر عسكرية في المعارضة لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن حشد القوى النظامية وحلفائها «يمنحها قدرة على إشعال الجبهات من أكثر من موقع، في ريفي إدلب وحلب». من جهته، قال عبد الرحمن إن «القوات الإيرانية تتسلم ضفة القتال من الشمال في ريف حلب الجنوبي، بينما يقاتل النمر وقواته على الجهة الجنوبية»، لافتاً إلى أن «الحزب الإسلامي التركستاني يعتبر رأس الحربة على كل الجبهات، ولا يقتصر وجوده على مطار أبو الظهور العسكري فقط». وقال إن قوات النظام «استطاعت أن تسيطر على 260 قرية وبلدة منذ بدء الهجوم العنيف في ريفي إدلب وحلب في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي». وعن مقاتلي «داعش» الذين يقول معارضون إنهم تمددوا في وقت سابق في مناطق «هيئة تحرير الشام» في شمال غربي محافظة حماة، وفي ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعدما تسربوا من مناطق سيطرة النظام، فقال عبد الرحمن إن هؤلاء «يحاصرهم النظام الآن بعد قضم 6 قرى تخضع لسيطرتهم، تمهيداً لتسوية معهم في وقت لاحق، تشبه تسويات أخرجتهم من مناطق كانوا يحاصرون فيها».

تركيا تواصل الحشد في عفرين... والتحالف يقول إنها ليست ضمن إطار عمله

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق.. واصلت تحركاتها العسكرية على الحدود مع سوريا وإرسال تعزيزات والآليات العسكرية إلى المناطق المتاخمة لمدينة عفرين السورية التي تستعد لتنفيذ عملية عسكرية للقضاء على وجود وحدات حماية الشعب الكردية (الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري)، في وقت سعى فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) وواشنطن للتهدئة مع أنقرة بعد رد الفعل الحاد من جانبها تجاه ما تردد بشأن تشكيل قوة أمنية على حدودها مع سوريا تعتمد في قوامها الرئيسي على وحدات حماية الشعب الكردية ونفت واشنطن وجود علاقة بالوحدات الكردية في عفرين ولا دخل لها بالعملية العسكرية التركية كما ترأس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس اجتماعين لمجلس الأمن القومي ومجلس الوزراء لتقييم آخر المستجدات بشأن العملية العسكرية المحتملة في عفرين. ونفذت المدفعية التركية قصفاً مكثفاً، ليل الثلاثاء - الأربعاء، على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بالتزامن مع الدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الوحدات المتمركزة على الحدود مع سوريا وسط تصاعد التصريحات بشأن عملية عسكرية واسعة لسحق المقاتلين الأكراد في عفرين المدعومين من واشنطن، التي دعت مساء أول من أمس إلى الهدوء على جانبي الحدود. وتبادل الجيش التركي القصف مع الوحدات الكردية على جانبي الحدود التركية السورية، وأبلغ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ في اتصال هاتفي بينهما مساء أول من أمس أن تركيا ستتخذ كل التدابير الضرورية لحماية أمنها الوطني. ودفع الجيش التركي في الوقت نفسه بتعزيزات تضمنت رتلا من 15 دبابة وأرتالا عسكرية أخرى وأفرادا من القوات الخاصة ومدرعات وسيارات لنقل الذخائر. وقال إردوغان إن ساعة الصفر لعملية عفرين قد تنطلق في أي لحظة، مضيفاً: «قواتنا التركية المسلحة ستنهي مسألة عفرين ومنبج قريباً، وتجهيزاتنا العسكرية اكتملت الآن، وسوف نبدأ تحركاتنا في أسرع وقت». وتأزم الموقف بعد إعلان واشنطن عزمها تسليح قوات كردية وعربية قوامها 30 ألف مسلح منضوية تحت لواء تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامه الرئيسي، على الحدود السورية التركية، ما أثار غضب أنقرة التي ردت بحدة على هذا الإعلان. وأعلن التحالف الدولي أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو «منع عودة تنظيم داعش». لكن تركيا تخشى أن تستقر هذه المجموعات بشكل دائم على حدودها وهدد إردوغان، الاثنين، بـ«وأد هذا الجيش الإرهابي في مهده». وبحسب مصادر الرئاسة التركية، أكد ستولتنبرغ لإردوغان أن الولايات المتحدة لم تتشاور مع الناتو حول إنشاء «قوات أمن الحدود» في سوريا فيما أكد إردوغان أن بلاده «لن تقبل أبداً» بالمخطط الأميركي الجديد في سوريا مشددا على أن تركيا ستتخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل حماية حدودها وأمنها. وعقد مجلس الأمن القومي التركي، اجتماعا أمس، برئاسة إردوغان تصدرت أجندته ملفات مكافحة التنظيمات الإرهابية، والعملية العسكرية المحتملة في عفرين والاستعدادات الخاصة بها، حيث قدم رئيس أركان الجيش خلوصي أكار معلومات حول اللقاءات والموضوعات التي ناقشها في بروكسل على هامش اجتماع رؤساء أركان اللجنة العسكرية لحلف الناتو ولقائه مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، وأعقب ذلك اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة إردوغان لمناقشة التوصيات الصادرة عن مجلس الأمن القومي. كما حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، نظيره الأميركي ريكس تيلرسون، من خطورة «القوة الأمنية الحدودية» التي تخطط واشنطن لتشكيلها شمال سوريا بالتعاون مع «قوات سوريا الديمقراطية». وقال، في تصريحات عقب لقائه تيلرسون مساء أول من أمس على هامش الاجتماع الوزاري الدولي حول الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية في مدينة فانكوفر الكندية، إنه نقل إلى الوزير الأميركي بكل وضوح مخاوف تركيا من تشكيل تلك القوة، مضيفا أن «تشكيل قوة كهذه، أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأميركية بشكل لا رجعة فيه». وقالت وزارة الدفاع الأميركية، أول من أمس، إنها لا تدعم عناصر الوحدات الكردية في عفرين، ولا تراهم جزءاً من قوات مكافحة تنظيم داعش. وقال المتحدث باسم البنتاغون، الرائد أدريان رانكين غالاوي، لوكالة الأناضول، إن بلاده لا تدعم عناصر الوحدات في عفرين؛ وليس لديها أي صلة بهم، ولا تدعمهم بالسلاح أو التدريب، وأن بلاده تدعم العناصر المنضوية ضمن ما يسمى بـ«قوات سوريا الديمقراطية» فقط، وأنها دعمت فقط المجموعات التي شاركت فعلياً في العمليات القتالية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي. وأكد أن بلاده ليست أيضاً جزءاً من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين، مطالباً «جميع الأطراف» عدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تصاعد التوتر. من جانبه، أشار المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، العقيد ريان ديلون، إلى أن واشنطن، التي تقود التحالف، لن تدعم مسلحي الوحدات الكردية في عفرين في حال قيام تركيا بعملية عسكرية في المنطقة، وقال: «عفرين لا تدخل ضمن مجالنا العمليَّاتي»..

قصف عفرين تمهيداً لاجتياحها والأكراد يتوعدون أردوغان

بيروت، جنيف، نيويورك – «الحياة» ، أ ف ب، رويترز - في ظلّ تهديدات تركية متواصلة بـ «القضاء» على الوحدات الكردية في شمال سورية ووأد «القوة الأمنية الحدودية» التي ينوي التحالف الدولي تشكيلها، توعّد الجناحان العسكري والسياسي للأكراد السوريين الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان بـ «تطهير» المنطقة من «مصائبه» و «إفشال مخططاته»، وطالبوا المجتمع الدولي بإعلان أماكن سيطرتهم «مناطق آمنة» .. ومع تعرض عفرين لقصف من تركيا التي بدأت نشر دباباتها على أبواب المنطقة، سار التصعيد الميداني بالتوازي مع السياسي راسماً ملامح المرحلة المقبلة، خصوصاً مع الكشف عن خطط أميركية تحقق مزيداً من الانخراط في الملف السوري، بهدف مواجهة «التفرد الروسي» وكبح النفوذ الإيراني في سورية، وفق ديبلوماسيين غربيين. ويشير ذلك إلى صعوبة تحقيق اختراق في جولة جديدة من محادثات السلام دعت إليها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل. وتواصل أمس التصعيد بين أنقرة والأطراف الكردية، إذ دفع الجيش التركي بتعزيزات إلى الحدود مع سورية شملت دبابات، فيما طالب «حزب الاتحاد الديموقراطي» الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإعلان «منطقتين آمنتين» في غرب الفرات وشرقه، وردع تركيا من شنّ هجوم عسكري على عفرين. وشددت «وحدات حماية الشعب»، الجناح العسكري للحزب، على «جاهزيتها» للدفاع عن المنطقة، وتوّعد «قائدها سيبان حمو بـ «تطهير المنطقة من مصائب أردوغان كما تمكن المقاتلون الأكراد من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي»، مضيفاً: «سنُفشل مخططات أردوغان وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسبات كبيرة لشعوب المنطقة». في غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من خطورة «القوة الأمنية الحدودية»، مشيراً إلى أنها ستلحق الضرر بالعلاقات الأميركية- التركية «على نحو لا رجعة فيه». وأكد ديبلوماسيون غربيون سعي الولايات المتحدة إلى مزيد من الانخراط في الملف السوري انطلاقاً من مبدأ أن سورية هي «المسرح الرئيس لكبح التوسع الإيراني». ولفتوا إلى أن إنشاء القوة الحدودية يستهدف أولاً قطع الطريق على التمدد الإيراني إلى المتوسطـ. وكشف ديبلوماسي من دولة «صديقة» للولايات المتحدة أن واشنطن تعدّ ورقة عمل في شأن تصور الحل السياسي في سورية، بعد اجتماع خماسي استضافته العاصمة الأميركية ضمّ مندوبي فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن السبت الماضي، يهدف أولاً إلى الموازنة مع التحرك الروسي على مسار آستانة. واعتبر أن هذا التحرك يهدف إلى «تعزيز مواقع التفاوض بما يدعم مسار جنيف ودفعه نحو انتقال سياسي فعلي في سورية»، وذلك في إطار كبح إيران ووضع «حل شامل». وأعلنت الأمم المتحدة أمس عقد جولة جديدة من محادثات السلام السورية في العاصمة النمسوية فيينا في 25 و26 الشهر الجاري، قبل أيام من مؤتمر «الحوار الوطني» الذي تعدّ له روسيا. وذكر بيان للأمم المتحدة أن المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا «يتوقع أن تحضر الوفود إلى فيينا، وهي جاهزة لعمل جوهري معه في شأن دستور البلاد الجديد»، مشدداً على أن «أي مبادرة سياسية من الأطراف الدوليين يجب تقويمها انطلاقاً من قدرتها على المساهمة في دعم عملية جنيف». وعلى خط تحضيرات «مؤتمر سوتشي»، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي في الاستعداد لعقد المؤتمر «باعتباره حجر زاوية رئيس للوصول إلى تسوية الأزمة السورية».

الأكراد يطالبون بـ «منطقة آمنة» ويتوعّدون القوات التركية

بيروت – «الحياة»، رويترز، أ ف ب – دعا «حزب الاتحاد الديموقراطي» الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ردع تركيا من شنّ هجوم عسكري على منطقة عفرين شمال سورية، فيما أكّد جناحه العسكري المتمثلّ بـ «وحدات حماية الشعب»، جاهزيته للدفاع عن عفرين. وحضّ الحزب الكردي السوري في بيان أمس، الأمم المتحدة على «التحرك فوراً لتحويل المناطق الكردية إلى منطقة آمنة» غرب نهر الفرات وشرقه، وطالب المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية «بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين». وأكّد «الاتحاد الديموقراطي» أن «كل مدن وقرى روج آفا (التسمية الكردية لمناطق الإدارة الذاتية في شمال سورية وشرقها) على أهبة الاستعداد للوقوف صفاً واحداً في وجه من يقف ضد إرادة الشعوب ومطالبها المشروعة». وتوعّد قائد «الوحدات» سيبان حمو بـ «تطهير المنطقة من مصائب» تركيا، وأكّد أن قواته «جاهزة للدفاع عن روج آفا وعفرين تحديداً، كائناً من كان القائم بالهجوم». وأكد أن المقاتلين الأكراد «سيتمكنون من تطهير المنطقة من مصائب (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، كما تمكّنا سابقاً من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي»، مضيفاً: «سنُفشل مخططات أردوغان القذرة، وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسبات كبيرة لشعوب المنطقة». ورأى القيادي الكردي أنه ليس بمقدور تركيا القيام بهجوم على عفرين إذا «لم توافق عليه كلّ من روسيا وإيران والولايات المتحدة والنظام السوري»، مضيفاً: «إذا ما تمّ الهجوم على عفرين، فإنّ الشعب الكردي سيطالب كلّ تلك الدول بتحمّل مسؤولياتها». وسبق هذه التصريحات خطاب لأردوغان توّعد خلاله بـ «التخلّص من أوكار الإرهابيين واحداً تلو الآخر في سورية، بدءاً بمنبج وعفرين». وتقع هاتان المدينتان في مناطق خاضعة لسيطرة «الوحدات»، العمود الفقري لـ «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، إلا أن أنقرة تعتبرها منظمة «إرهابية» مرتبطة بـ «حزب العمال الكردستاني» في تركيا. إلى ذلك، هدّدت «الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» الجيش التركي بالقتال إلى جانب الوحدات الكردية في حال هجومه على عفرين. وتعرّف «الجبهة الشعبية» عن نفسها بأنها مجموعة موالية لدمشق، تنشط في مناطق شمال غربي سورية، بقيادة تركي يحمل الجنسية السورية معروف باسمَي معراج أورال وعلي كيالي. ونشرت «الجبهة» بياناً أمس، أعلن استعدادها للمشاركة في المعركة ضد القوات التركية إذا هاجمت عفرين. وأتى في البيان: «نؤكد كما قاتلنا معاً مع حزب العمال الكردستاني عبر تاريخنا النضالي ضد الصهيونية الإسرائيلية والفاشية التركية، سنستمر في مواصلة هذا النضال ضد العقلية الإرهابية، ونؤكد أن عفرين ليست وحدها». وكانت تركيا ردّت بحدة على إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأحد الماضي، أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سورية، بالتعاون مع «قسد». وعلى رغم تأكيد «التحالف» أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو «منع عودة تنظيم داعش»، تخشى تركيا أن تستقرّ هذه المجموعات في شكل دائم على حدودها. وكان أرودغان هدد الإثنين بـ «وأد هذا الجيش الإرهابي في مهده»، وأكد جاهزية القوات التركية لشنّ عملية «في أي لحظة» ضد معاقل الأكراد في عفرين ومنبج، كاشفاً عن احتمال مشاركة فصائل من المعارضة السورية في العملية.

تركيا تحذّر واشنطن: «الضرر» في العلاقات سيكون بلا رجعة

بيروت – «الحياة»، أ ف ب- حذّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس من خطورة «القوة الأمنية الحدودية» التي تنوي واشنطن تشكيلها شمال سورية بقيادة «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، قائلاً إنها ستحلق الضرر بالعلاقات الأميركية- التركية «على نحو لا رجعة فيه». وأوضح الوزير التركي في تصريحات بعد لقائه نظيره الأميركي على هامش أعمال الاجتماع الوزاري الدولي حول الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية في كندا أمس، أنه أبلغ تيلرسون «بكل وضوح مخاوف تركيا من تشكيل تلك القوة» وبأن «الوضع خطير للغاية»، مضيفاً أن «تشكيل قوة كهذه، أمر من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات التركية الأميركية على نحو لا رجعة فيه». وعن الردّ الأميركي على تحذيراته، قال أوغلو إن تيلرسون «شدد على ضرورة عدم الاعتماد على الأخبار التي تنشرها الصحف (بشأن التحركات الأميركية في سوريا)»، فأجابه الوزير التركي مؤكداً أن تلك الأخبار ليس مصدرها الصحف فحسب، وإنما تصريحات بعض القادة الأميركيين، مضيفاً «وقلت له إننا لا نرغب في وصول علاقاتنا إلى هذه الدرجة، لكن إذا حدث ذلك فسيكون هناك مقابل خطِر جداً». وأشار أوغلو إلى أنه بحث في مسألة «القوة الحدودية» والعملية العسكرية المرتقبة في عفرين مع ماتيس، لافتاً إلى أن الأخير طلب منه «عدم تصديق الأخبار التي تنشر (بخصوص القوة)، وشدد على أنه يتابع الأمر بنفسه، وسيبقى على اتصال معنا». وأكد أن العملية العسكرية لن تقتصر على عفرين، بل ستتوسّع إلى منبج ومناطق شرق نهر الفرات. وأضاف: «سنردّ على الهجمات التي يشنها الإرهابيون الموجودون في عفرين ضد قواتنا الاستطلاعية في إدلب، وضد جنودنا في منطقة درع الفرات، وضد عناصر «الجيش السوري الحر»، وأيضاً تلك التي تستهدف تركيا»، مشدداً على «ضرورة عدم معارضة أي جهة لما ستقوم به تركيا في هذا الشأن». ولفت الوزير التركي إلى أن الولايات المتحدة لم تفِ بوعودها السابقة في شأن عدم دعم «الوحدات»، مشيراً إلى تصريح صادر من جانب الإدارة الأميركية أكدت فيه إن المقاتلين الأكراد «ليسوا شركاء استراتيجيين لها». وأضاف: «ما داموا ليسوا كذلك فلتكفوا عن تقديم الدعم لهم، واستعيدوا الأسلحة التي منحتموها لهم»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين أبلغوا أنقرة في قوت سابق إنهم سيجمعون الأسلحة. لكنّه أكد وجود «كثير من الأسباب تجعلنا نشك في ذلك، ومنها أن الإدارة الأميركية لم تفِ بوعودها في منبج، وكذلك الوعود التي قيلت لنا وللدول الغربية الأوروبية في الرقة لم يتم تنفيذها». في غضون ذلك، أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناورت أن كل النشاطات المشتركة مع التنظيمات الكردية «متعلقة بالشأن الداخلي لسورية». وقالت في مؤتمر صحافي الثلثاء إن «سبب تواجد الولايات المتحدة في سورية هو القضاء على تنظيم داعش». ورداً على التصريحات التركية في شأن «الوحدات» الكردية، أكدت ناورت أن «تركيا دولة مهمة ولها قيمة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)».

الائتلاف السوري يرفض «القوة الحدودية»

إلى ذلك، دان «الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية» سعي واشنطن إلى تشكيل قوة أمن حدودية في سورية، مؤكداً رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد «داعش» منها. واستنكر في بيان أمس، «المخطط الأميركي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرقي سورية»، مشدداً رفضه «أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشاريع». وأكد أنه «ليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال». وحذر نائب رئيس «الائتلاف» عبد الرحمن مصطفى، من أن إعلان أميركا تشكيل جيش بقيادة الأكراد في سورية بدعوى حماية الحدود، «يؤسس لحرب إثنية»، ويمثل «مشروعاً انفصالياً» ينذر بتقسيم البلاد، ويهدد أمن الجارة تركيا. وقال في مقابلة مع وكالة «الأناضول» إن «الموقف الأميركي بالنسبة إلينا واضح منذ بداية الثورة ويتركز فقط شمالي سورية، مضيفاً: «هو تنفيذ مشروع كان بداية بوجود تنظيم داعش في هذه المناطق، ولاحقاً عبر رسم خريطة المناطق المحتلة من جانب قسد». ووصف المشروع الأميركي الجديد بالـ»انفصالي» وأكد أنه «يتعارض مع سياسة الائتلاف» الذي يرفض أي «تشكيلات طائفية أو عرقية في سورية». وأضاف: «لدينا مشروع الجيش الوطني، وهو مشروع قديم وكان الأجدر في مكافحة الإرهاب هو دعم هذا الجيش الوطني، وكذلك الجيش الحر المعتدل (المعارض) الذي يحارب الإرهاب، وبدعمه (الجيش) كنا حافظنا على وحدة سورية». وتابع «ولكن يأتي الدعم (الأميركي) لمنظمة إرهابية اتجاهاتها معروفة، ولديها مشروع انفصالي، وبالتالي هو غير مرحب (به) من الائتلاف».

إعادة مرضى إلى الغوطة وإطلاق 24 محتجزاً لدى المعارضة

بيروت – «الحياة»، رويترز - في ظلّ قصف كثيف ومعارك تشهدها المنطقة، عاد 5 مرضى من العاصمة السورية دمشق إلى الغوطة الشرقية التي تحاصرها القوات النظامية، بعد نحو 20 يوماً من إجلائهم منها لتلقي العلاج بعد تردّي حالهم الصحية، فيما أعلنت وسائل إعلام رسمية إفراج مقاتلي المعارضة عن 24 شخصاً كانوا أسرى لديهم في اتفاق توسط فيها «الهلال الأحمر» السوري. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن المرضى، من بينهم أطفال، عادوا إلى الغوطة المحاصرة التي تتعرض إلى قصف يومي منذ انتهاء عملية الإجلاء في 29 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، في وقت قالت مصادر مأذون لها أن عودتهم أتت «بعد انتهاء فترة علاجهم في المستشفى»، في حين يرتقب إعادة مرضى آخرين قريباً. وكان 29 مريضاً بحال حرجة خرجوا من الغوطة في صفقة بين فصائل معارِضة والنظام السوري شملت الإفراج عن 29 معتقلاً لدى «جيش الإسلام»، فيما ذكرت «منظمة الصحة العالمية» أن حوالى 600 شخص ما زالوا يحتاجون إلى إجلاء طبي من المنطقة. ووثقّ «المرصد» مقتل 198 مدنياً في الغوطة، من بينهم 56 طفلاً، منذ انتهاء إخراج المرضى جراء استهداف مدن المنطقة وبلداتها بمئات الغارات والضربات المدفعية والصاروخية. وأوضحت الناطقة باسم «برنامج الأغذية العالمي» بتينا لوشر إن الغوطة الشرقية التي يعيش فيها حوالى 400 ألف شخص، تعاني من نقص حاد في الغذاء والوقود ومياه الشرب. وقالت: «شهدنا الكثير من حالات سوء التغذية الشديدة»، مضيفةً: «كيفية صمود هؤلاء الناس في ظلّ محنتهم أمر مذهل». في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام رسمية أن مسلّحي المعارضة أفرجوا عن 24 شخصاً كانوا أسرى لديهم ضمن اتفاق توسّط فيه «الهلال الأحمر». ولفتت وكالة أنباء «سانا» السورية أن المفرج عنهم «ظلوا في الأسر ما بين ثمانية أشهر إلى ثلاثة أعوام»، فيما أكد مسؤول في مكتب الأمم المتحدة في سورية الإفراج عن المحتجزين. وفي التطورات الميدانية، قتل المراسل الحربي لجهاز الإدارة السياسية في القوات النظامية الرائد شرف وليد خليل أمس، أثناء تغطيته المعارك الدائرة في مدينة حرستا بين النظام وفصائل المعارضة. وذكرت «الإدارة السياسية» في بيان أن خليل قتل «خلال القيام بواجبه الوطني والمهني كضابط في الجيش ومراسل حربي خلال تغطيته عمليات الجيش ضد المجموعات الإرهابية في حرستا». ودارت مواجهات أمس، على محور مستشفى الشرطة في حرستا في محاولة من القوات النظامية لكسر الحصار المفروض على مبنى إدارة المركبات العسكرية، فيما قصف الطيران المدينة بخمس غارات جوية على الأقل، وطاول القصف كذلك مدينتي عربين وزملكا. وأكد «المرصد» اندلاع اشتباكات بين مسلحي فصيل «فيلق الرحمن» المعارض وبين القوات النظامية على محاور في محيط مبنى المحافظة وأطراف مدينة عربين، فيما أشار إلى سقوط قذائف على ضاحية الأسد التي يسيطر عليها النظام قرب حرستا.

ملامح سياسة أميركية جديدة في سورية: كبح إيران وإعداد حلّ شامل

نيويورك - «الحياة» .. بدأت تتضح ملامح سياسة أميركية جديدة في سورية تشمل تعزيز وسائل التفاوض مع روسيا، وتطرح حلاً شاملاً يجنّب التوصل إلى «سلام زائف» تعدّ له موسكو، وانخراطاً فعلياً في العملية السياسية والتطورات الميدانية، إضافةً إلى اعتبار سورية المسرح الرئيس لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، كما نقل ديبلوماسيون غربيون في نيويورك على تواصل دائم مع واشنطن. وأوضح ديبلوماسي غربي مطّلع أن الانخراط الأميركي في الملف السوري يتبع تقويماً مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل شهرين، من جهة مستوى الانخراط أو المضمون السياسي للرؤية الأميركية للحل في سورية. وانطلق التقويم من اعتبار سورية «المسرح الرئيس لكبح التوسع الإيراني، حيث يتجلى دور طهران في أخطر صوره في المنطقة»، مع التشديد على أن أي حل سياسي في سورية «يجب أن يقوم على دعائم ثلاث هي الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، ما يتطلب موازنة الدينامية الروسية- الإقليمية في سورية عبر دينامية دولية- إقليمية في مقابل مسار آستانة». ويندرج ضمن هذه الأولوية الأميركية العمل الميداني الذي يشمل «دعم 30 ألف جندي في شمال سورية وتسليحهم، ما يستهدف أولاً قطع الطريق على الامتداد الإيراني إلى المتوسط». ووفق هذا التقويم، فإن أميركا «مستعدة لممارسة ضغوط على نقاط النفوذ الإيراني في المنطقة، بدءاً من دور طهران في سورية ومنعها من تحقيق التواصل الجغرافي نحو الساحل الشرقي للمتوسط». وعلى المستوى السياسي، قال ديبلوماسي غربي من دولة «صديقة» للولايات المتحدة إن واشنطن تعدّ ورقة عمل في شأن تصور الحل السياسي في سورية، بعد اجتماع خماسي استضافته العاصمة الأميركية ضمّ مندوبي فرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن السبت الماضي. وأوضح أن «تشكيل هذه المجموعة الدولية الإقليمية يهدف أولاً إلى الموازنة مع التحرك الروسي على مسار آستانة، بهدف أن تكون المجموعة الخماسية عنصراً مقابلاً للمجموعة الروسية- التركية- الإيرانية الثلاثية، وتشمل لاعبين دوليين أساسيين إلى جانب دولتين عربيّتين أساسيتين». واعتبر أن هذا التحرك يهدف إلى «تعزيز مواقع التفاوض بما يدعم مسار جنيف ودفعه نحو انتقال سياسي فعلي في سورية». ورأى ديبلوماسي غربي آخر أن تنسيق واشنطن عمل المجموعة الخماسية «لا بد وأن يصب في خانة قيادة تصوّرٍ للحل في سورية يتسم أولاً بالشمولية، لأن الطرح الروسي وفق ما بدا جلياً حتى الآن مقدمة لسلام زائف». وشدد في هذا الإطار على ضرورة «تأمين انخراط المكون السني في سورية بشكل جدي في أي حل سياسي، وإلا نكون أمام سيناريو كارثي قصير النظر قد يعيد إحياء التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش ولو بتسميات جديدة».

هذه خسائر النظام في معارك ريف حماة

أورينت نت - حماة: فراس كرم ..الناطق العسكري لـ "جيش العزة" إن العملية التي أطلقتها الفصائل المقاتلة شمال شرق حماة ضمن معركة "وإن الله على نصركم لقدير" مطلع الشهر الجاري، انطلقت بالتزامن مع إطلاق فصائل أخرى لمعركة "رد الطغيان" بهدف إشغال النظام عبر عدة محاور، وتقليص تقدم ميليشيات النظام التي تحاول الوصول إلى مطار أبو ظهور العسكري شرقي إدلب. وأضاف المعراتي في تصريح خاص لأورينت نت "اتبعنا تكتيك الكر والفر مع ميليشيات النظام ضمن معركتنا على محور قرية عطشان ومحيطها، واستطاعت الفصائل استعادة القرية والحواجز المحيطة بها أربع مرات، ما كلف النظام خسائر بشرية كبيرة". وحول خسائر النظام وميليشياته في معارك ريف حماة، أشار الناطق العسكري لـ "جيش العزة" أن "أعداد قتلى النظام خلال معارك منطقة عطشان شمال شرق حماة بلغ 240 قتيلاً بينهم ضباط وقادة مجموعات تابعة للميليشيات المساندة، كما تم تدمير 12 سيارة عسكرية و13 سيارة مزودة برشاشات متوسطة ودبابتين واغتنام 3 دبابات وعربة BMB". وكانت الفصائل المقاتلة أطلقت عمليتين ضد ميليشيا النظام في توقيت واحد على محاور ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي مطلع الشهر الجاري، تمكنت خلالها من تحرير عدة مناطق كانت قد سيطرت عليها ميليشيا النظام مؤخراً. يذكر أن ميليشيا النظام والميليشيات الأجنبية مدعومة بطيران الاحتلال الروسي، تحاول منذ قرابة الشهرين التوغل في ريفي إدلب وحماة بهدف الوصول إلى مطار أبو الظهور العسكري. وتمكنت في الأيام الماضية من التقدم في ريف إدلب والوصول إلى مشارف مطار أبو الظهور بسبب اتباع الطيران الروسي والنظام سياسة الأرض المحروقة إضافة إلى انشغال الفصائل بقتال تنظيم داعش الذي يحاول في نفس الوقت التقدم باتجاه إدلب.

إلى ماذا يرمي "حزب الله" من تحركاته العسكرية في القنيطرة؟

أورينت نت – القنيطرة - فادي الأصمعي.. يطفو على سطح المشهد الميداني في القنيطرة تحرك مريب لعناصر ميليشيا "حزب الله" اللبناني، خاصة بعد أحداث بيت جن واتفاق التهجير القسري الذي أشرفت عليه ايران بكل ثقلها في منطقة الحرمون والذي أدى لوصول "حزب الله" المدعوم إيرانياً إلى نقاط على مشارف الحدود الإسرائيلية وسيطرته على طرق تربط الجنوب اللبناني بمواقع في ريف القنيطرة. وفي القنيطرة كشفت مصادر لأورينت نت، عن اجتماعات مكثفة بين قياديين من "حزب الله" وميليشيا "فوج الجولان" في مركز محافظة القنيطرة (خان أرنبة)، والتي تسيطر عليه هذه الميليشيات مع نقاط متبقية قليلة لقيادة اللواء 90 التابع لنظام الأسد. وتسعى ميليشيات إيرانية، للاستحواذ – جغرافياً – على جيوب التهريب القديمة في منطقة جبل الشيخ من بيت جن وحرفا وقرية حضر الموالية للنظام، وعلى سلسة تلال مهمة تعتبر تهديداً مباشراً لإسرائيل، الأمر الذي وضع الأخيرة بين خيارين، فإما التخلي عن بيت جن وهذا ما حصل، وإما تمرد الدروز في إسرائيل وخلخلة البنية العسكرية لإقليم الشمال وهذا ما لن تسمح به إسرائل مطلقاً. ويستغل "حزب الله" انفتاح منطقة الحرمون أمام تحركاته في منطقة تمتد من جبل الشيخ، بيت سابر وتيما وسيطرته على قلعة المجدل بالقرب من عرنه، وفتح مقرات سرية له في هذه المناطق، وصولاً إلى منطقة عين النورية في القنيطرة ومنطقة الحلس الدرزية، وسيطرته على مفاصل القرار في قيادة اللواء90 في كوم الويسية ليكون عاملاً مباشراً في تدخلاته المريبة في مركز المحافظة، وإقصائه لقرار الميليشيات التي تبدو ضعيفةً أمام امتداد الحزب أمنياً في المحافظة. في مطلع الشهر الجاري اجتمع 30عنصراً من ميليشيا "حزب الله" منهم 10 قادة أمنيين، مع (ياسين خبية) الرجل الذي يرأس ميليشيا "فوج الجولان" والتي تقدر ب 1500 مقاتل منضوين في صفوف التشكيل خوفاً من زجهم في جيش النظام، أو سخط هذه المجموعات المسلحة عليهم وعلى عوائلهم فبادروا على مضض بالانخراط والانضمام لفوج الجولان. الاجتماع استمر لأكثر من 4 ساعات في سرية مجد حيمود التي تطل على مساحات مفتوحة من المناطق المحررة، في الريف الأوسط من محافظة القنيطرة.

التطورات الميدانية

حصلت أورينت نت على تسريبات من مصدر (رفض التصريح باسمه)، حول نية هذه الميليشيات بعد اجتماعها بعناصر الحزب استقدام تعزيزات نوعية، والسماح لعناصر مدربين من الحزب الدخول لأماكن مطلة على مناطق سيطرة الثوار، في الصمدانية ومحور سد المنطرة والحميدية وذلك لقطع الطريق الواصلة بين ريفي القنيطرة الشمالي والجنوبي، وإكمال الطوق الأمني وحرية الانتقال في الجزء الشمالي من القنيطرة والحرمون. ولقرب القنيطرة من دمشق (35 كم)، وكذلك من خط وقف إطلاق النار من الجولان المحتل، 5 كم، يعتبر وجود "حزب الله" محورياً لسيطرته الأمنية على جيوب تقف عائقاً أمامها سيطرة الثوار على جباثا الخشب والحميدية والطريق الواصل بينهما. يقول (أبو على الجولاني) أحد قادة الكتائب العاملة في القنيطرة "شهدنا مؤخراً تحركات مكثفة لسيارات نوع جيب مغلقة في القنيطرة من خلال رصدنا داخل المحافظة، في حين كان عناصر الحزب يتحركون بسيارات نقل خصوصي تكسي، لإخفاء تحركاتهم وتمويهها". وأضاف القيادي "يوجد مراكز قيادة وتحكم للحزب داخل قيادة اللواء 90، تشبه تلك التي تتواجد في تل فاطمة في منطقة مثلث الموت، الرابط بين محافظات ثلاث، درعا والقنيطرة والريف الغربي لدمشق. في ظل الحديث عن تحشدات تستجلبها هذه الميليشيات لمناطق واسعة من مثلث الموت، ومحاولة السيطرة على المنطقة المطلة من كوم محيرس والحلس وصولاً لحرفا الموالية ذات الطائفة الدرزية". وبحسب مراقبين، فإن اتفاق (بيت جن) أدخل إسرائيل في مأزق إذ كشفت عورتها، بعد أن أعطت لإيران وميليشيا "حزب الله" فرصة لا تعوض بالتمدد في منطقة من أهم المناطق جغرافياً والتي تربط الجنوب اللبناني عبر مزارع شبعا وصولاً إلى تلال حاكمة كالظهر الأسود، وتلال بردعيا، ومنها إلى التلال الحمر ، مايطرح تساؤلاً ما إذا كان هناك اتفاق جرى بين إسرائيل وهذه الميليشيات يفضي إلى السماح لهم بالتواجد في هذه المنطقة التي كانت محرمة عليهم لسنوات.

البنتاغون يوضح موقفه من تهديدات تركيا لعفرين

أورينت نت - وكالات ... قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إريك باهون، إن بلاده تتفهم مخاوف تركيا إزاء "القوة الأمنية الحدودية" التي تخطط لإنشائها في سوريا، مشيراً إلى بحث القضية مع المسؤولين الأتراك. تزامن ذلك مع إعلان "البنتاغون" عدم دعمه لعناصر تنظيم "PYD" في عفرين، شمالي سوريا، معتبراً أن أمريكا لا تراهم جزءا من قوات مكافحة تنظيم "داعش". وفي إجابة على أسئلة لوكالة (الأناضول)، أشار باهون إلى أن بلاده في حالة اتصال منتظم ووثيق مع تركيا، شريكتها في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وحول ما إذا كانت هناك مباحثات بين الجانبين حول موضوع "القوة الأمنية الحدودية"، التي سيتم إنشاؤها تحت قيادة تنظيم "PYD"، الذي يستخدم ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" كواجهة له، أجاب باهون بالقول "هذا بالضبط هو موضوع المباحثات المستمرة بين المسؤولين الأمريكيين ونظرائهم الأتراك". ورفض المتحدث الدخول في تفاصيل المباحثات، مشيراً أن الملف على جدول أعمال البنتاغون. ولفتت الأناضول أن باهون استخدم خلال إجابته عبارة "القوة الأمنية الحدودية المفترضة".

البنتاغون يوضح علاقته بعفرين

في هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (الثلاثاء) أنها لا تدعم عناصر تنظيم "PYD" في عفرين، شمالي سوريا، ولا تراهم جزءًا من قوات مكافحة تنظيم "داعش". وقال المتحدث باسم البنتاغون، الرائد أدريان رانكين غالاوي لوكالة الأناضول، إن بلاده لا ترى عناصر تنظيم "PYD" في عفرين جزءاً من العمليات القتالية ضد "داعش". لافتاً أن بلاده ليست أيضاً جزءاً من أي عملية عسكرية تركية محتملة في عفرين، مطالباً "جميع الأطراف" عدم اتخاذ خطوات تؤدي إلى تصاعد التوتر. وشدد غالاوي على أن الولايات المتحدة لا تدعم مسلحي "PYD" في عفرين، وليس لديها أي صلة بهم، ولا تدعمهم بالسلاح أو التدريب، حسب قوله. وأضاف أن بلاده تدعم العناصر المنضوية ضمن ما يسمى بميليشيا "قسد" فقط، وأنها دعمت فقط المجموعات التي شاركت فعلياً في العمليات القتالية لمكافحة تنظيم "داعش". والأحد الماضي، قال المتحدث باسم التحالف الدولي لمحاربة، العقيد ريان ديلون، إن واشنطن بصدد تشكيل "قوة أمنية حدودية" شمالي سوريا، قوامها 30 ألف مسلح، بالتعاون مع ميليشيا "قسد"، وعقب الإعلان الأمريكي، توالت ردود الفعل الغاضبة من الجانب التركي، حيث حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من عملية وشيكة تستهدف عفرين وستسحق جميع "أوكار الإرهابيين هناك" حسب قوله. من جانبه، قال رئيس الأركان التركي، خلوصي أكار، إن أنقرة لا يمكن أن تسمح بدعم وتسليح تنظيم "PYD"، الذي ثبت بالأدلة القاطعة أنه امتداد لمنظمة "PKK الإرهابية"، في سوريا. جاء ذلك في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لرؤساء أركان اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو، في العاصمة البلجيكية بروكسل، )الثلاثاء). في حين، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن حدود بلاده هي حدود حلف شمال الأطلسي "ناتو" ولا يمكن للمجموعات "الإرهابية" حماية حدود الناتو، (في إشارة إلى وحدة حرس الحدود التي تعتزم الولايات المتحدة إنشاءها شمالي سوريا).

المعارضة السورية تدين إعلان واشنطن تشكيل قوة أمن حدودية

دمشق: «الشرق الأوسط أونلاين».. دان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اليوم (الأربعاء) سعي واشنطن لتشكيل قوة أمن حدودية في سوريا، مبدياً رفضه سيطرة المقاتلين الأكراد على المناطق التي تم طرد تنظيم داعش الإرهابي منها. وأعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن الأحد الماضي أنه يعمل على تشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد تنظيم داعش، في خطوة استدعت تنديد كل من أنقرة ودمشق وطهران. وأبدى الائتلاف المعارض في بيان إدانته «المخطط الأميركي الرامي إلى تشكيل قوة حدودية شمال شرقي سوريا» معلناً «رفضه أي ذرائع أو مزاعم تسعى لتسويق مثل هذه المشاريع». وشدد على «أهمية الجهود التي بذلت لمحاربة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش الإرهابي». وأكد أنه «ليس مقبولاً وضع الأراضي التي تحررت من الإرهاب تحت سلطة تنظيم (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) أو غيره من التنظيمات ذات الأجندات التي تتعارض مع أهداف الثورة السورية وترتبط بالنظام وقوى الاحتلال». وحققت «وحدات حماية الشعب» الكردية، العمود الفقري لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، بدعم أميركي، سلسلة انتصارات بارزة ضد تنظيم داعش، آخرها طرده من مدينة الرقة، معقله الأبرز سابقاً في سوريا. وتحمل المعارضة السورية على المقاتلين الأكراد وقوفهم على «الحياد» منذ اندلاع النزاع في سوريا في عام 2011 وعدم تصديهم لقوات النظام السوري. وتصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في عام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام في المناطق ذات الغالبية الكردية. وبعد انسحاب النظام تدريجياً من هذه المناطق، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة ونظام فيدرالي في 3 مناطق شمال البلاد. وبحسب التحالف الدولي، فمن المقرر أن يكون نصف عديد القوة الأمنية من عناصر «قوات سوريا الديمقراطية» والنصف الآخر من مقاتلين سيتم تجنيدهم، على أن يتمركزوا «على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة (قوات سوريا الديمقراطية)، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة». وإثر إعلان التحالف، عدّت أنقرة الأحد أن واشنطن بهذه الخطوة «تعطي شرعية لمنظمة إرهابية» في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم «إرهابيين». وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتدمير ما سماهم «أوكار الإرهابيين» في شمال سوريا.

تيلرسون: باقون عسكرياً في سوريا لمنع عودة داعش

دبي- العربية.نت.. أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في خطاب له الأربعاء من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، استراتيجية بلاده في سوريا، متحدثاً عن الخطوات التي ستتخذها أميركا من أجل الحفاظ على وحدة سوريا، ومكافحة الإرهاب، وصد النفوذ الإيراني. ولفت إلى أن سياسة الإدارة الأميركية الحالية واضحة وهي العمل على مواجهة أي تنظيم إرهابي في الخارج، وحماية مصالح الأميركيين داخلياً وخارجياً، ولهذا عملت على محاربة داعش، الذي تقلص خطره بشكل كبير وهزم إنما لم يزل نهائياً. وشدد على أنه من مصلحة واشنطن الحيوية الاحتفاظ بوجود عسكري ودبلوماسي في سوريا لإنهاء الصراع، موضحاً أن الاستراتيجية الأميركية تقضي الحفاظ على وجود عسكري في سوريا لضمان عدم عودة داعش، ومواجهة القاعدة، مذكراً بما حصل في العراق عند انسحاب القوات الأميركية. وأشار إلى أن إيران الداعمة لنظام الأسد تسعى لمهاجمة المصالح الأميركية. واعتبر أن ابتعاد الولايات المتحدة عن سوريا سيتيح لإيران "فرصة ذهبية" لتقوية وضعها في سوريا. كما رأى أن إنهاء نفوذ إيران "الشرير" في سوريا يعتمد على قيام نظام ديمقراطي، ورحيل الأسد. وقال في استعراض للمعاناة التي مر بها الشعب السوري: على مر أكثر من 50 عاماً معانى السوريون ن حكم الدكتاتور الأسد وأضاف أن سوريا أضحت برعاية إيران دولة مارقة.

"الأسد فاسد قتل شعبه ولن نقبل ببقائه"

كما رأى أن استراتيجية بشار الأسد اعتمدت على البقاء على قيد الحياة دون أن يعير انتباها للارهابيين. ووصف الأسد بالفاسد، معتبراً أن سمعته المشؤومة انتشرت أصداؤها في العالم لهذا انتفض السوريون. وأكد أن رئيس النظام السوري اخترق الخطوط الحمراء باستخدام الكيماوي، وأن النظام انتهج سياسة التطهير العرقي. وأكد أنه لا يمكن القبول ببقاء الأسد الذي يقتل شعبه. وأكد أن كافة القرارات الدولية تطالب بانتخابات تؤدي إلى خروج الأسد من السلطة. ولفت إلى أن هدف الولايات المتحدة دفع الشعب السوري إلى حل سياسي يحافظ على وحدة البلاد. إلى ذلك، أشار إلى أنه أمام سوريا سنوات طويلة لإعادة بنائها، موضحاً أن بلاده لايمكنها أن تقدم أي مساعدات لإعادة الإعمار في المناطق الخاضعة للأسد.

"نقدر المخاوف التركية"

أما على الصعيد الروسي، فقد دعا تيلرسون موسكو إلى التعاون في إعادة الهدوء لمناطق خفض التصعيد. وشدد على دعمه للحل السياسي في البلاد مثمناً الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا. وفي ما يتعلق بالعلاقة مع تركيا التي تشهد توتراً في الآونة الأخيرة، فقال وزير الخارجية الأميركي:"سنواصل العمل مع تركيا للتصدي لخطر الإرهابيين في #إدلب ". وأضاف "نقدر المخاوف التركية ونثمن تعاونها مع واشنطن".

ما هي مصالح أميركا الحيوية في سوريا؟.. تيلرسون يلمح

دبي- العربية.نت.. بدا وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون واضحاً الأربعاء في التأكيد على بقاء الولايات المتحدة عسكرياً في سوريا دون تحديد مدة هذا البقاء أو قوامه وشكله. ففي حديث أعلن فيه استراتيجية بلاده في سوريا، ارتكز تيلرسون إلى "نقطة مهمة"، لم تذكرها الإدارة الأميركية سابقاً، ولم تلمح إليها لا من قريب ولا من بعيد، بحسب ما أفاد مراسل العربية في واشنطن. ففي الوقت الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق تتحدث في البداية عن "ربيع عربي" في سوريا ولفترة طويلة، انتقلت بعدها إلى الحديث عن الارهاب وضرورة التصدي له، لكنها لم تقارب المسألة في أي يوم وبوضوح من منظور "المصالح الحيوية". وعلى الرغم من أن جمع الأطراف الموجودة في سوريا على يقين أن "المصالح" وحدها تتحكم بسياسات الدول وتحركاتها، إلا أن سياسة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب بدت واضحة وصريحة في آن، باعلان تيلرسون ولأول مرة أن بلاده ستبقي على وجود عسكري في سوريا حماية لمصالحها الحيوية.

فما هي تلك المصالح التي ألمح إليها تلرسون؟

لعل المصلحة الأولى والأبرز التي أعلن عنها تتجسد في ضرورة مكافحة الارهاب، والعمل على عدم "انبعاث" داعش حياً من جديد، فضلاً عن ضرورة تطويق عناصر القاعدة وفصائلها في سوريا، والمتجسدة في هيئة تحرير الشام التي تشمل مجموعة من الفصائل (من بينها جبهة فتح الشام أي النصرة سابقاً) التي تدور بشكل أو بآخر في فلك القاعدة، ذلك التنظيم الذي ذاقت منه الولايات المتحدة وحلفائها الأمرين.

قصقصة أجنحة إيران

أما المصلحة الثانية والتي لا تقل أهمية عن الأولى فتتجسد بحسب المنطق الأميركي في لي ذراع إيران، وإيقاف ممرها البري بين العراق وسوريا، فضلاً عن العمل على عدم توسعها أكثر، وتهديد مصالح الدول الحليفة للولايات المتحدة، في المنطقة. ففي عالم السياسة، يدرك الخصوم والحلفاء أن من يمسك بالأرض، يمسك بالنفوذ وبالتحالفات والأرباح، ويفرض "سياسته" في المنطقة المسيطر عليها. وأمام اقتراب التخلص من داعش نهائياً، أدركت الولايات المتحدة على ما يبدو أن الوقت قد حان، لرسم مناطق النفوذ! إذاً أعلنها صراحة ترمب عبر وزيره حان وقت قصقصة أجنحة إيران في سوريا، وكبح النفوذ الإيراني وتمدده في المنطقة. بات الأمر واضحاً، لن تترك أميركا ممراً حراً لإيران تصول وتجول فيه بين العراق وسوريا. ولعل من النقاط المهمة أيضاً التي أضاء عليها وزير الخارجية الأميركي، بحسب مراسل العربية حديثه عن خط أحمر يتجسد في السلاح الكيماوي، إذ قال إن الأسد تخطى كل الخطوط الحمراء عند استعماله الأسلحة الكيماوية، في إشارة واضحة إلى أن أميركا لن تسمح بسلاح دمار شامل في سوريا أو المنطقة. إلى ذلك، لفت تيلرسون في حديثه إلى عودة اللاجئين، الذين أضحوا عبئاً على دول الجوار، وتهديداً لاستقرارها، ومنها الأردن حليف أميركا ، ولا شك أن الحفاظ على استقرار "الحلفاء" يصب ضمن مصالح أميركا الحيوية في المنطقة. كما حرص الوزير الأميركي على طمأنة تركيا، معتبراً أنها حليف لبلاده في مواجهة الإرهاب، وأن واشنطن تتفهم هواجس ومخاوف الأتراك. وهو عبر هذا الاعلان أراد توجيه رسالة طمأنة إلى تركيا من أن الولايات المتحدة لن تسمح بنشوء قوات تهدد أمن تركيا على الحدود السورية، وأنها ستكون الضامن المراقب لتحرك "أي قوات كردية" و"لعبها" على الأرض السورية. إلا أن الوزير الأميركي لم يوضح شكل هذا التواجد العسكري ومدته، وكيف ستكون ردة الفعل الأميركية إذا ما استنفرت قوى دولية أخرى متواجدة على الأرض السورية كروسيا (على الرغم من استبعاد هذا الأمر)، لربما الأيام القادمة ستظهر أكثر كيف سترسو التوازنات الدولية على الأراضي السورية.!

 

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي....تحرير مواقع من الميليشيات في الجوف... ومقتل عشرات الانقلابيين بصعدة..القوات الإماراتية قصفت مركز عمليات حوثيّاً في الحديدة..الوديعة السعودية تنقذ تهاوي العملة اليمنية..السعودية تودع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني...الرياض وواشنطن تناقشان تعزيز التعاون الأمني...الإمارات ستردّ على قطر في شكل «متزن وقانوني»..الكويت: لا مانع من انخراط المرأة في الخدمة الوطنية..فشل وزير النقل الأردني فاستقال...

التالي

العراق...واشنطن ترحب باستئناف المحادثات بين أربيل وبغداد..«اتحاد القوى العراقية» يطلب إرجاء الانتخابات...حكومة كردستان تكشف تفاصيل إيرادات تصدير النفط...الصراعات تهدد مستقبل الأكراد في بغداد بعد الانتخابات...قوى العراق الشيعية لتطويق خلافات تحالفاتها الانتخابية...


أخبار متعلّقة

للمرة الثانية خلال24 ساعة إسرائيل تقصف مواقع لنظام الأسد بالقنيطرة...صباح عيد الفطر.. علم الثورة يرفرف في مدينة داعل...مقتل قائد عمليات النظام في ريف حمص الشرقي..اعتراف صفحات النظام.. هكذا يعامل الروس ضباط الأسد...الفصائل تسيطر على مواقع بمدينة البعث بالقنيطرة.. ومقتل عناصر من "حزب الله"...تركيا تريد وجوداً عسكرياً في مناطق «خفض التوتر»...الأسد يؤدي صلاة العيد في حماة ... ودي ميستورا ينصحه: الحرب لا تكسب بالطرق العسكرية...المعارضة تقصف مناطق النظام في دير الزور بطائرات من دون طيار..معارك عنيفة بين فصائل «الجيش الحر» وفصيل مقرب من «داعش» في حوض اليرموك...قوات سورية تدعمها أميركا تنتزع «القادسية» من «داعش» ...إضراب في سجن حماة...

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب..مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع الفرقاء اللبنانيين..

 السبت 19 تشرين الأول 2024 - 4:13 ص

جوزف عون..قائد «المؤسسة الصامدة» مرشحاً للمهمة الأصعب.. مشروع «شهابية ثانية» ينتظر تبلور إجماع ال… تتمة »

عدد الزيارات: 174,732,697

عدد الزوار: 7,766,300

المتواجدون الآن: 0