سوريا..مصادر تؤكد... وأخرى تنفي.. فصائل المعارضة تعلن انطلاق معارك منبج وعفرين وريف حلب...وحدات حماية الشعب الكردية توضح ما جرى في عفرين وهيئة التفاوض السورية تزور روسيا...أنقرة تعِدّ لـ «منطقة آمنة» في سورية وإعادة 3٫5 مليون لاجئ...القوات النظامية تثبّت مواقعها في مطار أبو الضهور...هيئة التفاوض تطلب ضغوطاً روسية على الأسد...فرنسا تطلب من مجلس الأمن النظر في العملية التركية و«الوضع الانساني»...قائد «الوحدات» الكردية: موسكو متواطئة مع أنقرة..لودريان: أوروبا لن تساعد في إعادة إعمار سوريا إذا لم يكن «الحكم» مقبولاً...أكراد سوريا من التهميش إلى الإدارة الذاتية تفادوا الانخراط في النزاع منذ 2011.......

تاريخ الإضافة الإثنين 22 كانون الثاني 2018 - 5:16 ص    عدد الزيارات 10715    التعليقات 0    القسم عربية

        


صحيفة إيرانية: الأسد بلا مبادئ وناكر للجميل وندَّدت بتهميش دور إيران في مستقبل سوريا...

محرر القبس الإلكتروني .. هاجمت صحيفة قانون الإيرانية، زعيم النظام السوري، وقالت: «إن الأسد يريد تقليم أظافر إيران بسوريا بعد هزيمة تنظيم داعش والدخول في مرحلة جديدة». وأضافت الصحيفة: «العالم يدرك أن إيران هي التي تحمّلت تكلفة بقاء الأسد في رئاسة سوريا، ودفعنا ثمنا باهظا لذلك، ومن مقتل محسن حججي (قيادي بارز في الحرس) بسوريا إلى التكاليف اللوجستية التي دفعناها ثمنا لاستراتيجيتنا في المنطقة، ولكن اليوم يبدو أنه مع جهودنا وتضحياتنا، ستكون حصة داعمي بشار الأسد (إيران) لا شيء من بازار الشام». وندّدت «قانون» بما وصفته تهميش دور إيران في مستقبل سوريا وقالت: «هذه المسألة لم تعد خافية عن أعين الإيرانيين، وكانت سببا في بعض الاعتراضات داخل أوساط النظام بإيران». ووصفت «قانون» بشار الأسد بأنه «بلا مبادئ، وناكر للجميل بسبب اتفاقه مع الروس حول تسليم ملف إعادة إعمار سوريا للروس بدلا من إيران». وحول مخاوف الحكومة الإيرانية من عدم حصول إيران على حصتها بسوريا قالت: «يبدو أن روحاني يشعر بفقدان حصة إيران في سوريا، ولقد تناول الرئيس الإيراني مؤخرا مسألة إعادة إعمار سوريا، وحصة إيران من هذا الملف مع الأسد». واعتبرت الصحيفة وفق موقع «عربي 21» أن من حق إيران أن تستولي ــــ ولو بالقوة ـــــ على ما تسميه حصتها من الكعكة السورية، قائلة: «إن الحق يؤخذ، ورغم محاولة إخفاء الحقائق حول فقداننا حصتنا بسوريا من قبل البعض في إيران؛ فإن شعبنا يعلم ويعي ما يحدث لنا بسوريا». وهاجمت «قانون» بشار الأسد وأطلقت عليه أوصافا مقذعة، وقالت: «مصالحنا القومية وكرامتنا التي اكتسبناها بدماء كثير من قتلانا، ينبغي ألا تُستنزف لشخص جبان مخنّث وأناني». وواصلت هجومها على الأسد قائلة: «يجب ألا نسمح لبشار الأسد وأي شخص آخر بتحقيق أهدافه المتمثلة في تقليم أظافر إيران وحذفها من مرحلة إعادة الإعمار في سوريا». وألمحت إلى استنزاف إيران اقتصاديا بسوريا، وقالت: «ان ندفع ونتحمل ثمن تكلفة هذه الحرب، وفي نهاية الحصاد يجلس آخرون لتقاسم الكعكة على المائدة، حقا إن هذا ليس عملا شريفا، لذلك علينا أن نأخذ حقنا ونتكلم عنه بصراحة، لأن الشعب الإيراني لديه حصته من هذا النصر في سوريا».

مصادر تؤكد... وأخرى تنفي.. فصائل المعارضة تعلن انطلاق معارك منبج وعفرين وريف حلب..

بهية مارديني.. إيلاف: أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية الموقتة التابعة للمعارضة أن الجيش الوطني السوري، الذي تشكل في مرحلته الأولى من ثلاثة فيالق، تضم فصائل الثورة السورية العاملة في الشمال، "بدأ في خوض العمليات القتالية والالتحام المباشر في ريفي منبج وعفرين بهدف تحرير المنطقة من عناصر تنظيم (PKK) الإرهابي، بدعم وإسناد من سلاح الجو والقوات الخاصة التركية". فيما أكدت مصادر متطابقة أن معركة منبج لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري عبارة عن مناوشات بين الطرفين، وسط استنفار حاد في المدينة.

اجتثاث كل الإرهاب

وأكدت وزارة الدفاع في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه "أن الأولوية لدى مقاتلي الجيش الوطني السوري ستكون حماية أرواح المدنيين، ومنع الإرهابيين من استخدامهم دروعًا بشرية، والحفاظ على البنى التحتية، وإبعاد المنظمات الإرهابية من المنطقة، بما يتيح عودة أكثر من 250 ألف مهجر من أهالي المناطق التي يجري العمل على تحريرها. تشدد وزارة الدفاع على التزام مقاتلي الجيش الوطني بمبادئ الثورة السورية، وحرصهم على احترام مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في جميع عملياتهم القتالية، ودفاعهم عن حقوق السوريين من جميع المكونات، ومنع الإرهابيين من إقامة موطئ قدم لهم، والتأكيد على أن محاربة الإرهاب تتم بالتزامن مع مواجهة نظام الجريمة الأسدي وحلفائه من الميليشيات الإرهابية الإيرانية". وقالت وزارة الدفاع إنها ستصدر بيانات وفق سير المعارك والتطورات الميدانية. من جانبه أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان مماثل، عن دعمه ومساندته للحملة التي يساهم فيها "الجيش الوطني السوري"، لتحرير عدد من مدن وبلدات الشمال السوري من "سيطرة القوى الإرهابية، بالتعاون والتنسيق مع الدولة التركية، وبإسناد جوي منها". وقال في البيان "لقد سبق للائتلاف الوطني أن طالب المنظمات الإرهابية، ومنها تنظيم العمال الكردستاني (PKK) بسحب عناصرها من سوريا، والجلاء عن المدن والبلدات التي تحتلها وقامت بتهجير أهلها، والتوقف عن استخدام السوريين وقودًا لحروبها الإرهابية والعبثية، إلا أنه، وعلى مدى سنوات، واصل الإرهاب العابر للحدود تمدَده في شمال سوريا وشرقها، مستفيدًا في الوقت نفسه من وجود تنظيم داعش الإرهابي ومن دعم نظام الأسد لهذه المجموعات وتوفير البيئة الحاضنة لها".

إبعادها ضرورة

واعتبر الائتلاف "إن تنظيم (PKK) والواجهات التي يستخدمها، ومنها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) ووحدات حماية الشعب وغيرها من الأجهزة الأمنية والتسلطية، تعتبر منظمات إرهابية، قامت بالتنكيل بالسوريين بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم، ويقبع في سجونها عدد من المناضلين الكرد على وجه الخصوص، فيما قضى المئات تحت التعذيب أو عبر الاستهداف المباشر". ورأى الائتلاف الوطني "أن تلك التنظيمات المعادية لثورة الشعب السوري، بجميع مكوناته، ولإرادته في الحرية والعدالة والمساواة، يجب أن يتم استئصالها وإبعاد خطرها عن سوريا والمنطقة، ومن هنا فإن معركة الجيش الوطني السوري ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة، هي جزء أساس من معركته ضد نظام الاستبداد والميليشيات الإرهابية الإيرانية المتحالفة معه، وتحظى بدعم وتقدير جميع السوريين الذين يريدون رؤية بلدهم وقد سادها الأمن والسلام والحريّة والكرامة".

أولوية حماية المدنيين

وأشار إلى أن "الشعب السوري مُتحدٌ في معركته ضد الاستبداد والإرهاب، ويُقدر المستوى العالي من التنسيق والمساندة الذي توفره تركيا على مستوى القيادة والجيش لمعركة تحرير عفرين ومنبج وباقي المدن والبلدات المحتلة، والسعي المشترك لتوفير أقصى درجات الحماية للمدنيين، ومنع التنظيمات الإرهابية من استخدامهم دروعًًا بشرية، ويؤكد الائتلاف على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأهالي والبنى التحتية، وتمكين 250 ألف مدني سوري هجّرهم تنظيم PKK الإرهابي من ريف حلب إلى بلداتهم وقراهم بعد تحريرها، والإسراع في توفير الخدمات اللازمة لتلك المناطق". انتهى البيان إلى توضيح "أن إدارة المدن والبلدات المحررة ستتم من قبل الأهالي عبر مجالس محلية منتخبة، بعيدًا عن سلطة الإرهاب والأمر الواقع، وسيكون للحكومة السورية الموقتة والجيش الوطني السوري الدور الأساس في إدارة تلك المناطق وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لها".

وحدات حماية الشعب الكردية توضح ما جرى في عفرين وهيئة التفاوض السورية تزور روسيا...

ايلاف...بهية مارديني.... أوضحت وحدات حماية الشعب الكردية الْيَوْم ما حدث في عفرين، وقالت إن الجيش التركي هاجم "إقليم عفرين بـ72 طائرة حربية، قصفت هذه الطائرات 108 نقطة في عفرين وقراها ونواحيها، وإضافة إلى ما تم قصفه من نقاط في الجبهات، قصفت الطائرات مخيم روبار النازحين ومؤسسات المجتمع المدني وعددًا من منازل المدنيين، أي إن الجيش التركي ومرتزقته يقصفون عفرين بشكل عشوائي وبلا توقف، لكن شعبنا ومقاتلينا يقاومون في وجه هذه الهجمات مقاومة تاريخية، وردوا على كل الهجمات بشكل فوري".

إيلاف: أشار بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، إلى أنه "منذ بدء الهجمات وحتى الآن أصيب 13 مدني، 3 منهم إصاباتهم خطيرة، بينما قتل 6 آخرون، من بينهم (الجرحى والقتلى) أطفال ونساء، و"لقد جوبهت كامل المحاولات التركية باحتلال عفرين بمقاومة ورد قوي، وحتى الآن لم يستطع جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من أن يخطو خطوة واحدة في أراضي عفرين وما يذيعه المؤيدون لتركيا وإعلامها الرسمي لا يعبّر عن الحقيقة أبدًا". أضاف البيان أنه "في الـ20 من الشهر الجاري هاجمت الطائرات الحربية التركية 11 نقطة في ناحية شرا، وتمكنت قواتنا من التدخل على خط أعزاز، وإفشال محاولات المرتزقة للتقدم من هناك، إضافة إلى أن ناحيتا راجو وبلبلة اللتين تقعا على الشريط الحدودي مع تركيا تعرّضتا إلى هجمات بالصواريخ وقذائف الهوان وقصف من الطيران، تسببت هذه الهجمات بإلحاق أضرار مادية بالمدنيين، لكن ومع تصدي قواتنا لهذه الهجمات تشهد المنطقة معارك قوية الآن". ولفت إلى أن الطائرات نفذت "غارات على نقاط مجاورة عدة لمركز مدينة عفرين استهدفوا فيها المدنيين بشكل مباشر. في مناطق الشهباء هاجمت المجموعات المرتزقة التي عبرت إلى جرابلس بقصد شن هجمات على عفرين نقاط تمركز الفصائل الثورية في الشهباء بقذائف الهاون". خلال الهجوم التركي على تلة بدرخان التابعة لمنطقة جندريسة قتل 3 من القوات الكردية. وأوضح البيان أنه "مساء يوم أمس قصف الجيش التركي ناحية شرا و8 قرى تابعة لها مستخدمًا الصواريخ وقذائف الهاون والدبابات، بينما استهدف الجيش التركي 10 نقاط في ناحية جندريسة بـ90 صاروخًا، وفي المنطقة نفسها شنت مرتزقة جيش الاحتلال التركي هجومًا على التل الجنوبي بطائرات مسيرة". وأكد البيان على استمرار "القصف التركي بالدبابات والصواريخ على ناحية شيراوا، شيه، راجو وبلبلة حتى صباح اليوم، وبنتيجتها استشهد 3 من رفاقنا في منطقة جسر هشاركي، كما قصف جيش الاحتلال التركي ومرتزقته منطقة تل رفعت بالصواريخ وفي رد مباشر من قواتنا، تم تدمير مخفر للجيش التركي في كل جبرين بعدما تم استهدافه بالأسلحة الثقيلة".

بسالة كردية

وأوضح البيان أنه في "الـ21 من الشهر الجاري اندلعت اشتباكات بين قواتنا ووحدات من جيش الاحتلال التركي حاولت اجتياز الحدود عند ناحية بلبلة، مما أجبر جيش الاحتلال التركي على التراجع، وكان الحال بالنسبة لمحاولة لجيش الاحتلال التركي للتقدم واجتياز الحدود في ناحية شرا حيث تراجع جنود الاحتلال بعدما قوبلوا بمقاومة قوية من قواتنا، وبنتيجة الهجمات دمرت وحداتنا 3 دبابات لجيش الاحتلال، واحدة في بلبلة و2 في شرا". ولفت البيان إلى "مقتل 10 مرتزقة تابعين لجيش الاحتلال التركي قتلوا، بينما أصيب 20 منهم، كما قتل 4 جنود من جيش الاحتلال التركي في ناحية بلبلة وأصيب الكثير منهم أيضًا هناك". وأكد إبراهيم إبراهيم السياسي والإعلامي الكردي في تصريح خَص به " إيلاف" أن الصمت الدولي والموقف الروسي والأميركي هو من شجع أنقرة على الهجوم على عفرين، متهمًا هذه الدول بالتواطؤ مع تركيا . وشدد على أنه "لن تسقط عفرين كما لم تسقط كوباني سابقًا". وفِي بيان مماثل أصدرته حركة المجتمع الديمقراطي حول ما تتعرض له عفرين من هجمات وقصف تركي، وسط ما أسمته "صمت وتواطؤ دولي وإقليمي"، قالت الحركة "إن الحرب الدائرة في سوريا منذ عام 2011 وحتى يومنا الراهن ترتقي إلى مستوى الحرب العالمية الثالثة". أضاف البيان أن "المرتزقة الفاشيون كداعش والنصرة والمجموعات المرتزقة الأخرى المدعومة بشكل خاص من تركيا ومن القوى القوموية والمتطرفة أصبحت نقمة على الشعب السوري. ونتيجة الحرب المستمرة منذ 7 أعوام فقد مئات الآلاف حياتهم، هاجر ونزح الملايين من الناس، وتم نهب الثروات الباطنية والسطحية لسوريا".

مرتزقة داعش

وأشار البيان إلى أنه "في الحرب ضد داعش والنصرة تمت حماية كرامة الإنسانية جمعاء. الآلاف من مرتزقة داعش دخلوا الأراضي السورية من الحدود التركية بموافقة ومساندة دولة الاحتلال التركي وشنوا حربًا إرهابية قذرة على الشعوب والإنسانية. يظهر بوضوح من خلال الوثائق أن هذه القوات الإرهابية تم تنظيمها تحت قيادة أردوغان والحكومة التركية ليستخدموها ضد الإنسانية والشعوب".

ورأى البيان أن "الحرب على كوباني كانت حربًا ليس فقط ضد الشعب الكردي، وإنما ضد جميع شعوب سوريا والإنسانية جمعاء وكانت حربًا تاريخية، فيما كانت دولة الاحتلال التركي سعيدة بجيرانها من مرتزقة داعش وتواجدهم على أرض سوريا، وكانت تدعم الهجمات الإرهابية لمرتزقة داعش وتردد باستمرار ومن دون انتظار "كوباني سقطت، كوباني ستسقط"". وشدد البيان على أنه "لو سقطت كوباني آنذاك وانتصر مرتزقة داعش وقتها لكانت أسس القيم الإنسانية ستدمر. بمقاومة الشعب الكردي وأصدقائه الذين دعموا مقاومة كوباني وبمساندة التحالف الدولي قاومت كوباني بروح الفداء والبطولة وهزمت داعش. هزيمة وسقوط داعش في كوباني كان طعنة قوية لأردوغان ودولة الاحتلال التركي والتي تحاول اليوم الثأر لهزيمة داعش في كوباني من خلال الهجوم على أهالي عفرين".

اعتداء أنقرة

أوضح البيان أنه "على الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة لم تشن أية هجمات على الدولة التركية، إلا أن دولة الاحتلال التركي انتهكت حرمة الحدود مئات المرات حتى الآن، وشنت الهجمات، وقتلت المئات من الناس، وألحقت الأضرار بممتلكات وأراضي الأهالي، وأرادت دائمًا أن يبقى سيف الاحتلال مسلطًا على رقاب الشعب السوري من كرد وعرب وسريان وشركس وجاجان وتركمان". واعتبر أن "كل العالم شاهد ويرى أن دولة الاحتلال التركي لا تراعي العهود والمواثيق الدولية ولا القيم الإنسانية في ممارساتها. دولة الاحتلال التركي تشن الهجمات بشكل مستمر ضد جميع شعوب سوريا التي تتعايش بحرية وديمقراطية مع بعضها وذلك لتنفذ مشاريعها الاحتلالية". وشدد البيان أخيرًا أن "سياسة دولة الاحتلال التركي الداخلية التي تتصف بالدكتاتورية والفاشية في الداخل التركي تحاول تركيا ممارستها في الخارج من خلال تصعيد هجماتها الاحتلالية ضد الشعوب السورية وخاصة الشعب الكردي. لولا حصول دولة الاحتلال التركي على موافقة روسيا وبدون الاستفادة من الظروف السياسية الموجودة لما كان بإمكانها احتلال جرابلس والباب. تحاول دولة الاحتلال التركي الآن أيضًا الاستفادة من الظروف السياسة مرة أخرى وتطور سياساتها في بث الفتن". أعاد البيان إلى الأذهان أنه "لو لم تفتح الدولة الروسية الطريق أمام تركيا لما كان بإمكان الطيران التركي التحليق فوق سماء عفرين. في هذه النقطة نداؤنا لروسيا هو ألا تربط دولة كبرى كروسيا نفسها بتركيا، ولا ترتكب خطأ يساهم في تعقيد الأزمة السورية الحالية أكثر. يجب أن تفعل روسيا قواتها الموجودة في سوريا من أجل الحل الديمقراطي ولا تكون سببًا في شن دولة الاحتلال التركي لهجماتها على عفرين".

نداءات

ووجّه البيان رسائل ونداءات عديدة إلى جهات عدة، وقال بداية "نحن كشعب كردي، عربي، سرياني، تركماني، شركس وجاجان وبمساندة التحالف الدولي خضنا حربًا لا مثيل لها ضد مرتزقة داعش والنصرة وغيرهم، وخرجنا منها منتصرين. وتم تحرير الرقة الذي يوصف بانتصار القرن. بانتصار القرن تم كسر إرادة داعش، واتجهت سوريا عمومًا نحو الحل السياسي". وجّه النداء إلى التحالف الدولي، ولخص النداء بأن يعلم "أن الدولة التركية كانت حاضرة دائمًا في حرب داعش. عندما ضعفت داعش وقصم ظهرها، تدخلت دولة الاحتلال التركي هذه المرة بشكل مباشر ودعمت مرتزقتها من النصرة وغيرهم. من الضروري ألا ينظر التحالف الدولي إلى سياسات دولة الاحتلال التركي وممارساتها التعسفية وهجماتها بأنها تختلف عن هجمات وممارسات مرتزقة داعش، ويجب أن يوضح موقفه تجاه هجمات الاحتلال التركي على عفرين، وألا يسمح أن تصبح الدولة التركية مرة أخرى السبب في تفاقم الأزمة والحرب والتناقضات في سوريا". أما النداء للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والإنسانية جمعاء "فهو أن الشعب الكردي والعربي والسرياني من خلال قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة دافعوا عن شرف وكرامة الإنسانية من خلال محاربة داعش. وعلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والإنسانية جمعاء أن ينددوا بهجمات وخطر دولة الاحتلال التركي على أراضي سوريا وعفرين، وأن يوضحوا موقفهم من هذه الهجمات الإرهابية والتعسفية، وأن يحترموا حقوق الشعب الكردي والعربي ووجوده والحياة الديمقراطية والحرية ويدعموا مقاومة أهالي عفرين". كذلك وجّه البيان النداءإلى لكل أبناء شعبنا في أجزاء كردستان الأربعة وخارج الوطن الذين التفوا بروح وطنية، ديمقراطية وبمقاومة لامثيل لها حول مقاومة كوباني "وتكاتفوا ضد المرتزقة الفاشيين والدولة التركية ووحدوا كلمتهم أنه حان الوقت ليستخدموا جميع إمكانياتهم وقوتهم من أجل الدفاع عن كرامة ومقاومة عفرين أيضًا ويقفوا في وجه الدولة التركية، وأن ينظموا أنفسهم وينتفضوا". وأكد البيان أن هجمات دولة الاحتلال التركي لا تستهدف فقط الشعب الكردي فالشعب العربي والسرياني والتركماني والشركس والجاجان أيضاً يعلمون أن الهجوم على عفرين هو هجوم على الإرادة الديمقراطية لجميع الشعوب. لذلك على الشعب العربي والكردي والسرياني والتركماني والشركس والجاجان أن يوحدوا إرادتهم وروحهم. وكما قاوموا جنبًا إلى جنب ضد مرتزقة داعش والنصرة حتى هذا اليوم وانتصروا عليهم يجب أن يقاوموا ضد دولة الاحتلال التركي لأيضاً، وأن يواصلوا حياتهم التشاركية، الديمقراطية والحرة من الآن وصاعدًا بشكل ديمقراطي. وشدد البيان على "أنه كما حررت قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة كل شبر من أراضي شمال سوريا من مرتزقة داعش والنصرة وقدموا انتصار القرن لجميع الإنسانية، وكما حرروا كوباني التي تمثل كرامة الإنسانية سيقاومون في عفرين أيضًا، وسيخيبون آمال تركيا، ولن يسمحوا لها أن تحتل عفرين أبدًا. بفضل تجربة وخبرة سنوات في الحرب والتكتيكات التي خلقوها شعبنا يثق بأن قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة سيكونون الرد الأمثل على هجمات دولة الاحتلال التركي ولن يتركوها تنتصر".

زيارة موسكو

من جانب آخر صدر موقف لافت من المجلس الوطني الكردي، وأكد ممثل المجلس الوطني الكردي في هيئة التفاوض السورية، حواس عكيد، اليوم الأحد أنه طرح مسألة العمليات العسكرية التركية على عفرين في اجتماع وفد المعارضة السورية مع مسؤولي وزارة الخارجية لكل من ألمانيا والسعودية، وطالب بحماية المناطق الكوردية وتقديم المساعدات للمدنيين، مشيرًا إلى "أننا أوضحنا لتركيا موقفنا الرافض للهجوم على عفرين". وقال عكيد في حديث لشبكة رووداو الكردية، إن "الائتلاف الوطني السوري المعارض سيعقد اجتماعًا خاصًا لبحث مسألة الهجوم التركي على عفرين"، مؤكدًا "أننا أوضحنا لتركيا موقفنا الرافض لهذا الهجوم". أضاف أنه "مثّل المجلس الوطني الكوردي في اجتماعات هيئة المفاوضات السورية مع مسؤولي وزارة الخارجية لكل من ألمانيا والسعودية، وهناك لقاء يوم غد مع الخارجية الروسية". وهو ما أكدته هيئة التفاوض على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي ، وأعلنت أنه "استكمالًا للزيارات الدولية التي قامت بها الهيئة التفاوضية بعد جولة جنيف الثامنة لشرح نتائجها، وفِي إطار السعي إلى إيجاد حل سياسي عادل للشعب السوري استنادًا إلى القرارات الدولية؛ تلبي الهيئة الدعوة الموجهة من وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو واللقاء مع وزيري الخارجية والدفاع ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي".

أنقرة تعِدّ لـ «منطقة آمنة» في سورية وإعادة 3٫5 مليون لاجئ

بيروت، أنقرة، واشنطن – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دخلت عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها تركيا بمشاركة فصائل من «الجيش السوري الحر» لطرد المقاتلين الأكراد من عفرين وبعدها منبج في شمال سورية، منعطفاً جديداً أمس، مع دخول قوات تركية برية المعركة. وفي وقت تواصلت الغارات التركية العنيفة على المنطقة، استهدف قصف صاروخي الأراضي التركية ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى ... واتّضحت أمس ملامح عن الأهداف التركية من المعركة، إذ اعتبر الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان أن بلاده تهدف إلى «إعادة ثلاثة ملايين ونصف المليون لاجئ سوري إلى بلادهم»، فيما كشف رئيس وزرائه بن علي يلدريم أن أنقرة تسعى إلى إنشاء «منطقة آمنة تمتدّ نحو 30 كيلومتراً» داخل سورية. وأكد الرائد ياسر عبد الرحيم قائد «فيلق الشام»، وهو مكون رئيس في «الجيش السوري الحر»، أن المسلحين لا يعتزمون دخول مدينة عفرين إنّما «محاصرتها وإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على مغادرتها»، معلناً أن حوالى 25 ألفاً من قواته يشاركون في العملية العسكرية. وبرزت مؤشرات عن سعي تركي إلى عدم إطالة أمد العملية العسكرية، أهمها إعلان الرئيس رجب طيّب أردوغان انتهاء المعركة «في أقرب وقت» وذلك في ظلّ تصاعد المخاوف الدولية من توسّع المعارك. وفي هذا الإطار، دعت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين و «ضمان أن تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها»، فيما طلبت باريس عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة التدهور العسكري في سورية، ودعت أنقرة إلى وقف هجومها. وفي أول إعلان رسمي لبدء مشاركة القوات البرية في العملية، أكد رئيس الوزراء التركي دخول قوات برية إلى سورية انطلاقاً من بلدة غول بابا الحدودية، كما نقلت عنه وكالة دوغان للأنباء، فيما أعلن الجيش التركي إصابة 153 هدفاً تابعة للأكراد في محيط عفرين تشمل مخازن أسلحة. وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية بتقدم القوات التركية التي لم تحدد عديدها إلى جانب قوات من «الجيش السوري الحر»، وتوغلها خمسة كيلومترات داخل سورية، فيما وصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مدينة عفرين بأنها «شبه محاصرة» من جانب القوات التركية وفصائل مشاركة في عملية «غصن الزيتون»، باستثناء ممرّ يوصلها بمدينة حلب عبر مناطق سيطرة النظام في نبل والزهراء. وقتل ثمانية مدنيين بقصف تركي أمس، كما أكد الأكراد و «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» في عفرين بروسك حسكة: «ارتكبت الطائرات العسكرية التركية مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي». وتسبب القصف التركي في يومه الأول بمقتل عشرة أشخاص بينهم سبعة مدنيين، وفق حصيلة للوحدات الكردية في حين أكدت أنقرة أن الخسائر في صفوف المقاتلين الأكراد. في المقابل، أعلن رئيس بلدية مدينة الريحانية التركية المجاورة للحدود مع سورية، أن قصفاً من الأراضي السورية استهدف المدينة أدى إلى مقتل شخص وإصابة 32 آخرين بجروح، غداة سقوط قذائف عدة ليل السبت- الأحد في مدينة كيليس التركية، واتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويتش أوغلو «وحدات حماية الشعب» بالوقوف وراء هذا القصف.

قوات «غصن الزيتون» تقتحم عفرين وتتقدم في مواجهة «الوحدات»

أعزاز (سورية)، إسطنبول، عمان، بيروت – «الحياة»، أ ف ب، رويترز- بدأت القوات التركية عملية الاقتحام البري لمنطقة عفرين الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف حلب الشمالي بمساندة حوالى 25 ألف عنصر من «الجيش السوري الحر». أتى ذلك في وقت دعت أنقرة المقاتلين الأكراد إلى «عدم التعويل» على الدعم الأميركي، وإعلانها نيتها إنشاء «منطقة آمنة» بعمق 30 كيلومتراً في إطار عملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها في عفرين. ورجّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنهاء الهجوم «في وقت قريب جداً»، وهدّد بـ «سحق» المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، مضيفاً أنهم يجب ألا يعولوا على دعم واشنطن لكي يتغلبوا على تركيا. واتهم في مؤتمر لـ «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في مدينة بورصة أمس، بعض حلفاء تركيا بتزويد «الوحدات» بألفي طائرة وخمسة آلاف شاحنة محملة بأسلحة، في تعليق موجه على ما يبدو إلى الولايات المتحدة. وحذّر أردوغان حزب «الشعوب الديموقراطي» التركي المعارض والمناصر للقضية الكردية من تنظيم أي تظاهرات مناهضة للهجوم. وقال: «دعوني أؤكد لكم، أنتم مراقبون لحظة بلحظة»، وتوعّد «أيا كانت الساحة التي ستتجمعون فيها فستداهمكم قواتنا الأمنية». وأضاف «حذار! أذا استجاب البعض لهذه النداءات (بالتظاهر) وارتكبوا خطأ الخروج إلى الشارع، فسيدفعون الثمن باهظاً». وقال المناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن «عملية غصن الزيتون مستمرة لضمان السلام والأمن لشعبنا وحماية وحدة الأراضي السورية والقضاء على كل العناصر الإرهابية في المنطقة»، مضيفاً أن «تركيا تتوقع من حلفائها دعم حربها ضد الإرهاب بكل صورها» في إشارة إلى واشنطن. وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم دخول قوات تركية إلى منطقة عفرين انطلاقاً من بلدة غول بابا الحدودية أمس. وأفادت وكالة «دوغان» بأن القوات التركية التي لم تحدد عديدها، تتقدم إلى جانب قوات «الجيش السوري الحر». وشكل إعلان يلديريم اول تأكيد رسمي على مشاركة قوات تركية برية في العملية على الأراضي السورية. وكشف ياسر عبدالرحيم قائد «فيلق الشام» الذي يعتبر مكوناً رئيسياً في «الجيش السوري الحر» وفي غرفة عمليات «غصن الزيتون»، أن نحو 25 ألفاً من قواته يشاركون في الهجوم العسكري. وأوضح أن المسلحين لا يعتزمون دخول مدينة عفرين، بل فقط محاصرتها وإرغام «الوحدات» الكردية على الانسحاب، مؤكداً أن الهدف الرئيسي للعملية العسكرية يتمثل في استعادة السيطرة على تل رفعت، وهي بلدة تقع إلى الجنوب الشرقي من عفرين، وسلسلة من القرى العربية كان الأكراد سيطروا عليها في شباط (فبراير) عام 2016، ما أجبر عشرات الآلاف من السكان على الخروج منها. وتمكّنت قوات «غصن الزيتون» من السيطرة على قريتين على الحدود الشمالية والغربية لعفرين مع تركيا ولواء إسكندرون. وأفادت مصادر ميدانية بأن فصائل المعارضة السورية تمكنت مساء أمس من السيطرة على بالي كوي الواقعة في ناحية راجو التابعة لمنطقة عفرين. كما أعلنت الفصائل أسر 3 عناصر من «وحدات حماية الشعب» في القرية. وأشار «المرصد» إلى توسع دائرة القتال بين الطرفين مع استمرار الاشتباكات بعنف على محاور ستة، وهي كردو وباليا وغربلة وآده مانلي وشنكال وحمام على الحدود السورية– التركية، في محاولة من القوات التركية التوغل والسيطرة على مناطق في عفرين. وقال مسؤول تركي إن «الجيش الحر» سيطر على قرية كردية من دون مقاومة، فيما أكّدت «الوحدات» صدّ محاولة القوات التركية عبور الحدود إلى عفرين وإرغامها على التراجع. وأشار القيادي الكردي نوري محمودي إلى أن المنطقة شهدت منذ صباح أمس، تبادلاً للقصف واشتباكات عنيفة على جبهات عدّة محيطة بعفرين. ووصف «المرصد السوري لحقوق الإنسان» مدينة عفرين بأنها «شبه محاصرة» من جانب القوات التركية وفصائل «غصن الزيتون»، باستثناء ممر يوصلها بمدينة حلب عبر مناطق سيطرة النظام في نبل والزهراء. وقُتل شخص على الأقل في 3 صواريخ أطلقت من الأراضي السورية واستهدفت مدينة الريحانية التركية. وقال رئيس بلدية المدينة إن القتيل سوري، مشيراً إلى 32 جريحاً تركياً بينهم اثنان في حالة الخطر. واتّهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «الوحدات» بالوقوف وراء هذا القصف. وكتب الوزير على تويتر «هذا الهجوم الإرهابي ضد مدنيين أبرياء يكشف الوجه الحقيقي» للمقاتلين الأكراد. وأعلن الجيش التركي في بيان أمس، أنه استهدف جوياً ومدفعياً أكثر من 153 هدفاً للمقاتلين الأكراد، من بينها معاقل ومخابئ. من جهتها، لفتت «الوحدات» إلى إن الضربات الجوية التركية قتلت 6 مدنيين و3 من مقاتليها وأصابت 13 مدنياً آخرين، كما اتهمت تركيا بقصف مناطق مدنية ومخيمات للنازحين في عفرين. وأكّد الناطق باسم «الوحدات» بروسك حسكة، إن «معارك ضارية» نشبت شمال وغرب عفرين مع القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية.

القوات النظامية تثبّت مواقعها في مطار أبو الضهور

بيروت – «الحياة» .. ثبتت القوات النظامية السورية نقاط سيطرتها في مطار أبو الضهور العسكري في ريف إدلب الشرقي أمس، وواصلت تمشيط المطار ومحيطه لتعزيز حمايته من هجمات معاكسة قد تشنّها فصائل المعارضة في المستقبل، فيما تواصلت اشتباكات عنيفة بين الجانبين على محاور في بلدة أبو الضهور وأطرافها، غرب المطار. وتسعى القوات النظامية إلى فرض سيطرتها على البلدة التي تُعدّ الأهم شرق إدلب، بهدف تأمين المطار بشكل محكم. ويعدّ «أبو الضهور» أول قاعدة عسكرية تستعيدها دمشق في إدلب، منذ بدء القوات النظامية هجوماً واسعاً بدعم روسي في ريف المحافظة الجنوبي الشرقي ضد «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى. وبسيطرته على المطار، تمكن النظام من تأمين طريق حيوي يربط مدينة حلب، ثاني أكبر مدن سورية، بدمشق جنوباً. وأعلنت القيادة العامة للقوات النظامية أمس، استعادة السيطرة على المطار و300 قرية وبلدة في المنطقة الممتدة بين أرياف حماة وإدلب وحلب. وأشارت في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إلى أن وحدات الهندسة تعمل على تفكيك وإزالة الألغام والمفخخات والعبوات الناسفة التي زرعها مقاتلو المعارضة في المنطقة. ولفتت إلى أن تقدّم القوات النظامية فرض حصاراً على تنظيم «داعش» في المنطقة الواقعة بين خناصر وأبو الضهور والسعن والحمرة، كما أدّى إلى تأمين طريق رئيسي ثان بين حماة وحلب إضافة إلى طريق خناصر. وأكدت «الأهمية الاستراتيجية» للمطار كونه ثاني أكبر قاعدة عسكرية شمال سورية ويقع بين محافظات حلب وحماة وإدلب. وأضاف البيان أن المعارك التي خاضتها القوات النظامية أدّت إلى «تدمير وحدات النخبة من التنظيمات الإرهابية وما يُسمى تنظيم جبهة النصرة والفصائل المرتبطة به». وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس، أن القوات النظامية أجبرت المسلّحين على الخروج من أراضي القاعدة العسكرية، الواقعة عند الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب وحلب. وأضاف البيان أن «وحدات الاعتداء التابعة للجيش السوري بقيادة الجنرال سهيل حسن انضمت إلى القوات المحلية فى محافظة إدلب وحاصرت مجموعة كبيرة من المسلحين من تنظيم جبهة النصرة الإرهابي (جبهة فتح الشام حالياً) فى الجزء الشرقي من محافظة إدلب». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية تمكنت من التقدّم في عدد من القرى التي كانت خاضعة لسيطرة «الهيئة»، بعد أن شنّت الأخيرة مع «الحزب الإسلامي التركستاني» هجوماً مضاداً ليل السبت – الأحد، على المحاور الغربية لمطار أبو الضهور. غير أن وسائل إعلام قريبة من المعارضة أكدت أن القوات النظامية سيطرت على الأطراف الشرقية من المطار وليس كامله. ونقل موقع «شبكة شام» عن مصدر عسكري قوله إن القوات النظامية لم تتمكن من إحكام السيطرة على باقي أجزاء المطار الممتدة على مساحة أكثر من 6 كيلومترات. وأكد المصدر أن «الهيئة» والفصائل تحكم سيطرتها نارياً على أجزاء واسعة من المطار، وأن المعارك بين الطرفين مستمرة بين كر وفر بغطاء من الغارات الروسية على باقي أجزاء المطار وتلال حاكمة المحيطة به.

هيئة التفاوض تطلب ضغوطاً روسية على الأسد

الدمام – منيرة الهديب { بيروت – «الحياة» .. جددت السعودية موقفها الداعم «هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة السورية» وقراراتها و نهجها، مشيدةً بالإنجازات التي حققتها في وقت قصير، فيما عرضت قوى المعارضة في الرياض حصيلة جولتها العربية والأوروبية الأخيرة. وأعلنت الهيئة (تطالب بضغوط روسية على رئيس النظام بشار الأسد) كذلك تلبية دعوة روسية للقاء المسؤولين الروس، والبحث في سبيل تفعيل المسار السياسي في إطار مفاوضات جنيف. والتقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس، ورئيس الهيئة نصر الحريري والوفد المرافق له. وفي هذا الإطار، رأى عضو الهيئة خالد محاميد، الذي حضر الاجتماع، أن دعم السعودية الملف السوري حقيقي. وقال محاميد لـ «الحياة» إن «الاجتماع تناول ملف اللاجئين السوريين والظروف التي يعانون منها، وطلبنا من السعودية دعماً إغاثياً، خصوصاً للمخيمات التي تعاني من ظروف مناخية صعبة». وأضاف: «هناك دعم حقيقي من الجانب السعودي للهيئة ولموقفها وقراراتها، ما يعكس اهتمام القيادة السعودية بالقضية السورية». وأعلن عضو الهيئة فراس الخالدي لـ «الحياة»، أن «وفد المعارضة أطلع الجبير على نتائح الجولة العربية والأوروبية للهيئة والتي تهدف إلى حشد موقف واضح يؤيد مفاوضات جنيف ويعمل على دفع المسار التفاوضي كي يتّسم بالجدية والإيجابية». وأضاف: «ناقشنا آلية الطلب من روسيا ممارسة ضغوط فاعلة على النظام كي ينخرط في العملية السياسية، كما تطرقنا إلى رؤية المعارضة في شأن مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي والمسارات التفاوضية الأخرى». وقال الخالدي إن «الوفد سمع من الجبير تأكيد السعودية دعمها الكامل نهج الهيئة وما حققته من إنجازات خلال فترة قصيرة»، مجدداً تأكيد أن المملكة لن تترك جهداً في سبيل التخفيف من معاناة الشعب السوري وتحقيق مطالبه. في غضون ذلك، أعلنت هيئة التفاوض تلبية دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو والاجتماع بوزيري الخارجية والدفاع ولجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، وذلك في إطار «السعي إلى إيجاد حل سياسي عادل للشعب السوري واستناداً للقرارات الدولية». وذكرت الهيئة أنها ستبحث في «سبل تفعيل المسار السياسي لتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 عبر العملية التفاوضية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة»، كما أنها ستحضّ موسكو على «معالجة الخروقات المستمرة لاتفاقيات خفض التصعيد في الغوطة الشرقية وإدلب وبقية المناطق السورية». وشددت على ضرورة «إيجاد الحلول المناسبة للقضايا الإنسانية بخصوص الإفراج عن المعتقلين وفك الحصار». ولفتت إلى أن الزيارة تهدف إلى استطلاع حقيقة الموقف الروسي تجاه العملية السياسية، وإمكان التوصل إلى استراتيجية مبنية على قرارات الشرعية الدولية لإنهاء معاناة الشعب السوري وتمكينه من تحقيق تطلعاته المشروعة في سورية دولة ديموقراطية ذات نظام سياسي تعددي». وكانت الهيئة أعلنت أن الحريري تلقى اتصالين من وزيري الخارجية البريطاني بوريس جونسون والألماني سيغمار غابرييل، أكدا فيها «دعم بلادهما الهيئة وتوجهاتها وأداءها في البحث الجاد عن إيجاد حل سياسي يحقق تطلعات السوريين وفق القرارات الدولية».

فرنسا تطلب من مجلس الأمن النظر في العملية التركية و«الوضع الانساني»

لندن، القاهرة، باريس – «الحياة»، أ ف ب، رويترز - راوحت ردود الفعل العربية والدولية على عملية «غصن الزيتون» التي تشنها تركيا على المقاتلين الأكراد عفرين، شمال سورية، بين الرفض والحذر، فيما طالبت باريس بعقد جلسة لمجلس الأمن «تبحث في الوضع الإنساني في سورية بعد التدهور المفاجئ في الأوضاع» في شمال سورية وإدلب والغوطة الشرقية لدمشق. وأعرب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمس، عن «قلق فرنسي عميق» في شأن «التدهور المفاجئ» في الوضع في سورية، مشيراً إلى أن بلاده طلبت اجتماعاً لمجلس الامن من أجل «تقويم الوضع الانساني». وطالب لودريان أنقرة بعد اتصال هاتفي أجراه بنظيره التركي مولود جاويتش أوغلو بـ»ضبط النفس في ظل وضع صعب مع تدهور الظروف الإنسانية نتيجة الأعمال العسكرية للنظام السوري حلفائه». وقال لودريان خلال اجتماع «مجموعة 5+5 لدول غرب حوض البحر الأبيض المتوسط» في الجزائر: «أولاً هناك المعارك في منطقة عفرين، ثم هناك خنق حقيقي لمنطقة الغوطة الشرقية من طرف قوات النظام ما أدى إلى ما يشبه سجن يقبع فيه 400 الف شخص لا تصلهم المساعدات الانسانية، اضافة الى آلاف المهجرين في محافظة ادلب الذي يفرون من المعارك بين النظام وفصائل المعارضة وبسبب القصف العشوائي الذي تشنه القوات النظامية على المحافظة». وأضاف: «لذلك علينا أن نعمل كل ما هو ممكن من أجل تفعيل وقف النار في شكل سريع والبدء بالحل السياسي الذي طال انتظاره». إلى ذلك، دعت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي تركيا إلى انهاء عملياتها ضد الفصائل الكردية، مشيرةً إلى أن الهجوم التركي يضرّ بجهود مكافحة تنظيم «داعش». ولفتت بارلي في حديث لقناة «فرانس 3» إلى أن «المعارك يجب أن تتوقف لأنها تؤدي إلى أن تحيد القوات الكردية التي تقاتل إلى جانب التحالف عن معركتها الأساسية ضد الإرهاب». وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأميركي ريكس تيلرسون بحثا خلال اتصال في «سبل إرساء الاستقرار في شمال سورية». ولفتت إلى أن الوزيرين تطرقا إلى «التعامل مع الأزمة السورية تحت رعاية الأمم المتحدة وجدول أعمال محتمل للمحادثات السورية المقررة في منتجع سوتشي الروسي». وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حضّت «الأطراف كافة» إلى تجنب التصعيد في شمال سورية والتركيز على مهمة هزيمة تنظيم «داعش». من جانبها، أعربت القاهرة عن رفضها للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات التركية، باعتبارها تمثل «انتهاكاً جديداً للسيادة السورية، وتقوّض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سورية». وأكد بيان رسمي صدر أمس عن وزارة الخارجية «موقف مصر الثابت الرافض للحلول العسكرية، لما تؤدي إليه من زيادة معاناة الشعب السوري الشقيق»، مطالباً بـ»انخراط جميع أطياف الشعب السوري في مفاوضات جادة في إطار عملية سياسية تتسم بالشمولية والموضوعية من دون إقصاء لأي طرف، مع ضرورة الحفاظ على سيادة الأراضي السورية ووحدتها». وفي دمشق، ندد الرئيس السوري بشار الأسد الأحد بالهجوم التركي، معتبراً اياه امتداداً لسياسة أنقرة في «دعم التنظيمات الارهابية منذ اندلاع الأزمة». وقال الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً إنّ «العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سورية والتي بنيت أساساً على دعم الارهاب والتنظيمات الارهابية على اختلاف تسمياتها». وكانت وزارة الخارجية السورية نفت ما أعلنته أنقرة عن إبلاغها دمشق بالعملية العسكرية خطياً، مشيرةً إلى أن «ادعاءات النظام التركي هي جزء من مسلسل الأكاذيب التي اعتدنا عليها». وطالبت دمشق «المجتمع الدولي بإدانة العدوان التركي واتخاذ الإجراءات الواجبة لوقفه فورا». وفي الإطار ذاته، دعت طهران إلى «نهاية سريعة» للهجوم التركي، معتبرةً أنه «قد يساعد مجموعات إرهابية». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله: «نأمل انتهاء العملية على الفور لمنع تعميق الأزمة في منطقة الحدود بين تركيا وسورية». واعتبر أن «الأزمة في عفرين قد تعزز الجماعات الإرهابية» في شمال سورية. في المقابل، اعتبرت بريطانيا أن لدى تركيا «مصلحة مشروعة» في ضمان أمن حدودها. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية مساء أول من أمس أن الوزارة «تتابع التطورات من كثب» في منطقة عفرين، مشيراً إلى أن «المملكة المتحدة بحثت مرارا مع السلطات التركية في قضايا الأزمة السورية، ضمن هدفنا المشترك بالحد من اعمال العنف وافساح المجال لاتفاق سياسي». واضاف أن «المملكة المتحدة ملتزمة العمل بشكل وثيق مع تركيا وحلفاء آخرين من أجل إيجاد حلول في سورية تؤدي إلى الاستقرار، وتفادي تصعيد الاوضاع، وحماية المصالح الامنية التركية».

قائد «الوحدات» الكردية: موسكو متواطئة مع أنقرة

تحدث لـ {الشرق الأوسط} بعد عودته من روسيا

لندن: إبراهيم حميدي.. قال قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن روسيا «خانت وغدرت» بأكراد سوريا لدى سماحها بالعملية التركية في عفرين شمال غربي حلب، لافتا إلى أن دمشق أبلغت «الوحدات» بأن موسكو منعت قوات الحكومة السورية من الرد على الجيش التركي وأنها منعت تقديم الدعم لـ«الوحدات». وكشف حمو أنه زار موسكو أول من أمس والتقى رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف ومسؤولي الاستخبارات العسكرية، بعد محادثات رئيس الأركان التركي خلوصي أكار في العاصمة الروسية لوضع اللمسات الأخيرة على عملية «غصن الزيتون» للجيش التركي وفصائل سورية معارضة في عفرين. وقال حمو: «إن الجانب الروسي أبلغنا بأنه من حق تركيا الدفاع عن أمن حدودها»، لافتا إلى أن غيراسيموف أبلغه بسحب عسكريين روس من عفرين باتجاه تل رفعت في ريف حلب، وأن «الجيش الروسي لن يتدخل في العملية التركية». وأضاف: «طلبت غطاء جوياً ومنع تركيا من قصفنا، لكن الروس لم يوافقوا. الآن الوضع سيئ والقصف مستمر ولم يتوقف خلال الـ24 ساعة الماضية». وبحسب معلومات متطابقة، فإن 3 نقاط كانت محل نقاش معمق بين موسكو وأنقرة حتى اللحظة الأخيرة؛ تتعلق باستعمال الطائرات التركية، وعمق التوغل البري، وهوية المقاتلين الذين سيدخلون إلى عفرين. وأوضح مسؤول غربي لـ«الشرق الأوسط» موافقة موسكو على استعمال الطيران، وتقدم قواتها لدعم فصائل معارضة في عفرين، مع احتمال إقامة نقاط مراقبة على أطراف المدينة وإقامة «شريط آمن» داخل سوريا. وقال حمو: «هناك تواطؤ روسي مع تركيا، بل هناك خيانة وغدر من روسيا»، لافتا إلى أنه لاحظ خلال محادثاته في موسكو أول من أمس اختلاف الموقف الروسي عن زياراته السابقة؛ إذ إن «الروس باتوا يتحدثون عن فصائل معتدلة في المعارضة السورية، وعن حق تركيا في تأمين حدودها. كما طرحوا موضوع حزب العمال الكردستاني وحق تركيا في قتاله، فقلنا لهم إنه ليس هناك وجود لمقاتلين من حزب العمال الكردستاني بيننا. كما تساءلنا: ماذا كان يفعل الروس خلال وجودهم الطويل في عفرين؟». وتابع أن المسؤولين الروس «غيروا مواقفهم بين ليلة وضحاها، وصاروا يتحدثون عن قرار (الرئيس فلاديمير) بوتين»، لافتا إلى أنه عاد من موسكو بـ«قناعة بأن روسيا جزء من المؤامرة ضدنا». وكانت موسكو أعربت مرات عدة عن دعم «فيدرالية الشمال» السوري، كما ضغطت على دمشق للحوار مع الإدارات الذاتية الكردية شمال سوريا. ونصت مسودة روسية للدستور السوري على حقوق الأكراد والإدارات المحلية، إضافة إلى رغبة موسكو في مشاركة «الاتحاد الديمقراطي الكردي»، الذراع السياسية لـ«الوحدات»، في مؤتمر الحوار السوري في سوتشي نهاية الشهر، الأمر الذي اعترضت عليه أنقرة. وكان لافتا أن «وحدات حماية الشعب» الكردية أصدرت بيانا ضد روسيا، قالت فيه: «نحن نعلم جيدا بأنه لولا موافقة روسيا على هذه الهجمات الجوية (التركية)، لما أقدمت الطائرات الحربية على قصف عفرين، ولما أمكن لهذه القوات التركية أن تتجرأ على تنفيذ هذه الهجمات. نؤكد هنا أن روسيا تتحمل مسؤولية هذه الهجمات، بقدر تحمل تركيا لهذه المسؤولية. لهذا نرى أن روسيا ستكون مسؤولة عن كل المجازر التي سترتكب في مقاطعة عفرين». وقال حمو إن قياديين في «الوحدات» تواصلوا مع مسؤولين أمنيين وعسكريين في دمشق: «وتبلغنا بأنهم يريدون صد تركيا، وهم أصدروا بيانات، لكن قالوا لنا إن روسيا تمنعهم من ذلك». وأشار إلى عبور عشرات المقاتلين والمعدات من منبج شمال شرقي حلب إلى عفرين لـ«دعم المقاتلين والمقاومة» بعد المرور بمناطق سيطرة النظام. وزاد: «لا داعي لوساطة روسية واللقاء في قاعدة حميميم الروسية، هناك تواصل مع دمشق، لكن موسكو متفاهمة مع أنقرة وتمنع القيادة السورية من الرد على العدوان التركي». ولاحظ مراقبون تزامن الهجوم التركي على عفرين مع سيطرة قوات النظام وحلفائها من فصائل تدعمها إيران على مطار أبو الضهور العسكري في إدلب، ومع لقاءات تركية - روسية - إيرانية للاتفاق على قائمة المدعوين إلى «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي في 29 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقال قيادي كردي أمس: «يبدو أن هناك تفاهمات كبرى تتعلق بصفقات استراتيجية لها علاقة بالغاز والسلاح». من جهته، أشار حمو إلى أن هدف تركيا هو التقدم إلى عفرين و«ضمها إلى تركيا ثم السيطرة على حلب بعد أعزاز والباب وعفرين». واستبعد تقدم فصائل تدعمها تركيا إلى مدينة منبج التي تقيم فيها أميركا قاعدة عسكرية صغيرة لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية. وأوضح: «هناك نقطة روسية في منطقة عريما جنوب منبج، قد يسمح الروس لتركيا بالوصول إليها». وأشار إلى أن التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة أميركا، قال إن منطقة عفرين ليست ضمن نطاق عملياته العسكرية. وزاد: «هذا موقف أميركي قديم. قالوا لنا إن عفرين تحت النفوذ الروسي». وأقامت أميركا قاعدة التنف في زاوية الحدود السورية - العراقية - الأردنية، إضافة إلى 5 قواعد عسكرية رئيسية و6 متنقلة شرق نهر الفرات وقاعدة مطار الطبقة غرب النهر لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» التي بدأت بتخريج «حرس حدود» تدربوا في معسكرات أميركية للانتشار قرب حدود العراق وتركيا ونهر الفرات في مواجهة قوات دمشق. ويُعتقد أن قرار واشنطن بتدريب «حرس الحدود» ساهم في تسريع التدخل التركي في عفرين، وتضييق الفجوة بين أنقرة من جهة وموسكو وطهران داعميْ دمشق من جهة ثانية. وأعربت أنقرة عن عدم الثقة في تطمينات أميركية خصوصاً مع زيادة الدعم لـ«فيدرالية الشمال» التي شهدت انتخابات وتأسيس إدارات محلية، إضافة إلى حديث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون عن وجود طويل الأمد شرق الفرات لدعم «قوات سوريا الديمقراطية» وإعمار الرقة ومنع ظهور «داعش». ويعتقد أن أنقرة ترمي حالياً إلى تفكيك إقليم عفرين على حدودها. وقال حمو أمس: «لدينا مقاتلون للدفاع عن عفرين، لكننا قلقون على المدنيين»، مشيرا إلى وصول تعزيزات من «الوحدات» من منبج إلى عفرين. وزاد: «سنقاوم، والمقاومة موضوع حتمي».

الأكراد يرفضون عرضاً بتسليم عفرين لدمشق لتجنب الهجوم التركي

في اجتماع عقد قبل يومين من بدء الهجوم في قاعدة حميميم

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا... حمّل أكراد سوريا، روسيا، مسؤولية الهجوم العسكري الذي تنفذه أنقرة وقوات سورية موالية لها على عفرين، كاشفين عن عرض رفضوه من قبل روسيا والنظام قبل ثلاثة أيام، قضى بتسليم عفرين للنظام السوري، وهو ما دفع روسيا لمنح تركيا غطاء سياسياً للتوغل إلى ثالث مقاطعة فيدرالية شمال سوريا الكردية. وكشف القيادي في «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي إبراهيم إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»، أن اجتماعاً عقد قبل يومين من بدء الهجوم التركي على عفرين في قاعدة حميميم العسكرية، ضم مسؤولين أكراداً وآخرين من النظام السوري برعاية روسية، تلقى خلاله الأكراد عرضاً بتسليم عفرين إلى النظام، لتجنيبهم معركة تركية في عفرين. وقال إبراهيم الذي يشغل موقع «عضو الهيئة الإعلامية» في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومسؤوله الإعلامي في أوروبا: «رفضنا الموضوع بالمطلق؛ لأن روسيا أرادت ابتزاز الإدارة الذاتية والضغط عليها للقبول بتسليم عفرين لقوات النظام السوري، وأن يعود النظام كاملاً إلى المنطقة»، مؤكداً: «إننا رفضنا قطعياً هذه الصفقة؛ لأننا دفعنا الكثير لحماية عفرين، ومستحيل أن يعود النظام إلى منطقتنا حتى لو دمرت عفرين». وأضاف: «بعد رفضنا، أعطى الروس لتركيا ضوءاً أخضر لإطلاق عمليتهم ضد عفرين». واعتبر إبراهيم أن التوغل التركي في عفرين «هو عدوان روسي قبل أن يكون تركياً»، مضيفاً: «نحمل روسيا مسؤولية مباشرة عما يجري في عفرين». وتلتزم روسيا حماية عفرين منذ أكثر من عام، بعد التدخل التركي في الشمال السوري، عبر عملية «درع الفرات» التي انطلقت في أغسطس (آب) 2016، وأفضت لسيطرة القوات الحليفة لتركيا على جرابلس ومدينة الباب. ولم تنفِ مصادر كردية في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، أن الروس أبلغوهم آنذاك بالالتزام بحماية المنطقة من أي خطوة تركية كانت تهدد بالدخول إلى عفرين. وأنشأ الروس لهذه الغاية قاعدة عسكرية على الأقل في ريف حلب الشمالي قرب عفرين، في وقت تعززت العلاقات فيه بين النظام والأكراد عبر روسيا، وظهر ذلك في الخطوط المفتوحة بين أحياء واسعة يسيطر عليها الأكراد في مدينة حلب، بينها الشيخ مقصود، مع عفرين، عبر مناطق سيطرة النظام. وتعتبر عفرين، الضلع الثالث من مقاطعات فيدرالية شمال سوريا، يحاول الأكراد تثبيتها في شمال سوريا. وتتشكل، إضافة إلى عفرين، من مقاطعة الجزيرة ومقاطعة كوباني. ومثل الدخول التركي إلى مدينة الباب في وقت سابق، خطوة مهمة لقطع اتصال مقاطعتي الحسكة وكوباني مع عفرين، ما عرقل قيام فيدرالية شمال سوريا. وتقع مقاطعتا الجزيرة وكوباني، اللتان تمتدان على مساحة محافظة الحسكة والرقة وجزء من حلب، وصولاً إلى منبج غرب نهر الفرات، تحت الحماية الأميركية. ويمثل هذا الواقع عاملاً معرقلاً لتوسيع أي عملية تركية، رغم تهديد تركيا المستمر بالهجوم على مناطق سيطرة الأكراد في غرب نهر الفرات على الأقل، كان آخرها تلويح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، بأن العملية ستمتد إلى منبج في وقت لاحق. من جهته، قال المقدم أحمد خليل، نائب قائد الفرقة الثانية الموالية لتركيا التي تشارك في عملية عفرين: «استطعنا السيطرة على قرية على الحدود من تركيا»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمل مستمر، وسنحرك محوراً آخر على جبهة جبل الوصاية باتجاه عفرين». وأضاف أن هناك عملاً عسكرياً آخر «لن نتحدث عنه الآن»، مشيراً إلى أن «هناك قوات رديفة ترابط على محور منبج، منعاً لحدوث أي هجوم من قبل (قوات سوريا الديمقراطية) باتجاه جرابلس ومدينة الباب»، مشدداً على أن «هدفنا الآن عفرين، أما منبج فستكون في عملية قريبة». غير أن توسيع العملية إلى منبج، تترتب عليه تحديات كبيرة، أبرزها مواجهة سياسية محتملة بين واشنطن وأنقرة، على ضوء رفض أميركي صريح بأن يدخل أي طرف إلى المناطق التي ساهم الأميركيون في طرد «داعش» منها والسيطرة عليها. وقال مصدر كردي تحفظ على ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن مسؤولين أميركيين أبلغوا الأكراد في وقت سابق إثر تهديدات تركية بالدخول إلى منبج أو تل أبيض الحدودية مع تركيا، بأن «واشنطن لن تسمح لأي طرف بالدخول إلى مناطق ساهمت بتحريرها من (داعش)»، مستشهدا بالخطوات الأميركية التي تمثلت برفع أعلام أميركية وتعزيز قواتها في المنطقة الفاصلة بين منبج وجرابلس قرب نهر الصاخور وفي منبج: «ما شكل رسالة رادعة لتركيا بالتمدد إلى منبج آنذاك». ورأى الباحث السياسي السوري عبد الرحمن الحاج، أنه «لا تبدو هناك مصلحة أميركية بالمواجهة مع الأتراك؛ لأن ارتباط الطرفين يتخطى الساحة السورية، وهي متصلة بحلف (الناتو) الذي تعتبر تركيا عضواً فيه»؛ لكنه لم يستبعد عملية تركية في منبج «رغم أن واشنطن تستطيع أن تعقدها». وقال إن الثغرة الأهم التي تستطيع أن تستثمرها تركيا في الدخول إلى منبج «تتمثل في أن هناك معارضة عربية قوية للأكراد في منبج، وتعتبر أن القوات الكردية محتلة للقرى العربية، ما يساهم في ظهور مقاومة محلية للأكراد تساند أي خطوة تركية وحامية لها، بالنظر إلى مناهضتها للأكراد». يُشار إلى أن تركيا، وإثر إطلاق عملية «درع الفرات» في أغسطس 2016، تحدثت عن سعيها لإقامة منطقة بعمق آمن يمتد إلى 30 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، قبل أن تتوقف عند حدود منطقة الباب. والآن، تكرر الحديث التركي عن هذه المنطقة.

لودريان: أوروبا لن تساعد في إعادة إعمار سوريا إذا لم يكن «الحكم» مقبولاً

فرنسا لا تزال ملتزمة بإجراء انتخابات في سوريا بموجب دستور جديد

لودريان: يوماً ما ستعيد سوريا البناء ولن تكون مواردها كافية. (إ.ب.أ)

باريس: «الشرق الأوسط أونلاين».. أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أن الدول الأوروبية ستشارك فقط في مشاريع الاستقرار أو إعادة الإعمار في المناطق السورية «عندما يكون الحكم مقبولاً من حيث الحقوق الأساسية». وأكد لودريان، في مقابلة نشرتها صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية في عددها الصادر اليوم (الاثنين)، أن فرنسا لا تزال ملتزمة بإجراء انتخابات في سوريا بموجب دستور جديد. وقال لودريان، إن «روسيا (الحليف الرئيسي للأسد)، لن تكون قادرة على أية حال على حل الأزمة وحدها.. يوماً ما ستعيد سوريا البناء ولن تكون مواردها كافية». وأيدت فرنسا الإطاحة بالأسد طوال فترة الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011، بعد أن قامت الحكومة بقمع الاحتجاجات السلمية. إلا أن الرئيس إيمانويل ماكرون، خفف من موقف بلاده منذ انتخابه العام الماضي، قائلاً إن رحيل الأسد لا يمكن أن يكون شرطاً مسبقا للمحادثات. ودعا لودريان في وقت سابق إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حيث تمتلك فرنسا وروسيا حق النقض (فيتو)، لبحث تصاعد أعمال العنف في الآونة الأخيرة. واستشهد بالهجوم التركي على منطقة عفرين الكردية، فضلاً عن الهجمات الحكومية في محافظة إدلب وضد جيب المتمردين المحاصر في الغوطة الشرقية خارج العاصمة السورية دمشق.

«هجوم عفرين»: الأولوية للقرى العربية و«منطقة آمنة» 30 كلم

• «وحدات الحماية» تؤكد صد هجوم بري

• أنقرة أطلعت واشنطن على «غصن الزيتون»

الجريدة...في اليوم الثاني من عملية «غصن الزيتون»، لاقى الجيش التركي مقاومة شديدة من وحدات حماية الشعب الكردية لدى محاولته دخول منطقة عفرين الواقعة في ريف حلب، في إطار هجوم واسع يستهدف إقامة منطقة آمنة تمتد نحو 30 كلم داخل سورية. على وقع هجوم بري وجوي استهدف مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم دخول قوات تركية إلى منطقة عفرين ظهر أمس انطلاقاً من بلدة غول بابا الحدودية. وفي أول تأكيد رسمي لتدخل الجيش التركي برياً للمرة الثانية في سورية، أكد يلدريم أن عملية «غصن الزيتون» ستكون سريعة وستتم على أربع مراحل، وتهدف إلى إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومتراً في الأراضي السورية لضمان أمن تركيا. وأوضح رئيس الوزراء التركي أنه تم الاتفاق مع روسيا في جميع المواضيع والولايات المتحدة لم تصدر موقفاً معارضاً للعملية حتى الآن، مجدداً أن دمشق أبلغت بالحملة بواسطة روسيا وإيران، وأنها لن تؤثر على مفاوضات أستانة وسوتشي.

احتجاجات في شمال العراق

تظاهر العشرات في العديد من المدن بإقليم كردستان بشمال العراق، أمس، احتجاجا على العملية التركية على مدينة عفرين، شمال غربي سورية، والواقعة تحت سيطرة المسلحين الأكراد. ورفع متظاهرون في مدن اربيل والسليمانية وقضاء كويه لافتات وشعارات منددة بالعملية التركية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل وإيقاف «الهجمات التركية على الأكراد». وحمل المتظاهرون لافتات باللغات العربية والتركية والإنكليزية جاء فيها «لا للعدوان التركي على مدينة الزيتون»، و«أوقفوا الهجمات التركية على الأبرياء». وهدد يلدريم باستهداف أي دعم يمكن أن يقدم للوحدات الكردية، المدعومة عسكرياً من الجيش الأميركي، بقوله: «أي دعم سيقدم للإرهابيين في عفرين هو هدف لهذه العملية». ووفق وكالة «دوغان»، فإن القوات التركية، التي لم تحدد عددها، تقدمت إلى جانب قوات من الجيش السوري الحر إلى نحو 5 كلم داخل عفرين، ونشرت صور دبابات ومدرعات تتقدم على أرض عشبية.

أهداف وتعزيزات

ومع تقدم القوات التركية وحلفائها إلى نحو 5 كلم داخل عفرين، أعلنت الفصائل السورية الممولة من تركيا والموالية لها المشاركة في العملية، والتي أفادت التقارير بأنها تضم 25 ألف مقاتل، أنها لن تقتحم عفرين بل ستحاصرها حتى خروج القوات الكردية منها. وقال أحد قادتها، إن الأولوية هي لاستعادة السيطرة على تل رفعت وسلسلة من القرى العربية جنوب شرقي عفرين كان الأكراد سيطروا عليها قبل عامين.وراجت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام صور وتقارير تسجل إرسال الجيش الحر تعزيزات إلى محيط عفرين من مناطق بعيدة عن ساحات الاشتباك مع قوات الرئيس بشار الأسد، التي قامت بدورها بفتح الطريق أمام الوحدات الكردية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب للتوجه إلى مدينة عفرين وإرسال تعزيزات إليها عبر المناطق الخاضعة لسيطرة النظام. وأكد المتحدث باسم وحدات الحماية في عفرين بروسك حسكة والقيادي الكردي نوري محمودي أن القوات التركية حاولت عبور الحدود إلى عفرين، ولكن تم صدها وإرغامها على التراجع بعد اشتباكات ضارية مع فصائل المعارضة السورية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان إخفاق القوات التركية في التقدم داخل أراضي عفرين، مشيراً إلى اشتباكات عنيفة مع الوحدات الكردية في محور قرية كردو في محاولة منها للتقدم مع الفصائل السورية المدعومة منها، وتحقيق أول تقدم بالمنطقة.

محور الأسد

وبينما توقع الرئيس رجب طيب إردوغان إنهاء الهجوم «في وقت قريب»، محذراً المعارضة التركية الموالية للأكراد وعلى رأسها حزب «الشعوب الديمقراطي» من الاحتجاج أو التظاهر، دعت فرنسا إلى جلسة لمجلس الأمن لمناقشة التوغل التركي، كما أعلنت مصر رفضها انتهاك تركيا لسيادة الأراضي السورية. في المقابل، أطلقت موسكو موافق متناقضة، إذ أدانت الخطوة التركية لكنها بررتها ملقية باللوم على سلوك واشنطن الاستفزازي. وجاء ذلك بينما كشف الأكراد أنهم رفضوا عرضاً روسياً لتسليم مناطقهم لدمشق للحؤول دون هجوم تركي. ودعت طهران أنقرة إلى وقف الهجوم فوراً، محذرة من أن يكون باباً لعودة المتشددين.

النظام يطوق شرق إدلب

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات من الجيش السوري تحاصر مجموعة كبيرة من مسلحي «جبهة النصرة» شرقي محافظة إدلب شمال غربي سورية، مؤكدة أن النظام استعاد مطار أبوالضهور بالكامل. وأوضحت الوزارة أن «قوات تابعة للجيش بقيادة العميد سهيل الحسن، التقت على طريق حماة- حلب بوحدات أخرى من الجيش في منطقة خربة الغجر ورسم الحرمل، وأطبقت بذلك الحصار على مجموعة كبيرة من عناصر التنظيم الإرهابي في الجزء الشرقي من محافظة إدلب». وذكرت أنه «نتيجة للعمليات الهجومية، أجبرت القوات السورية مسلحي النصرة على الفرار من أراضي مطار أبوالضهور، الذي كان تحت سيطرة المسلحين منذ سبتمبر 2015». ولمطار أبوالضهور أهمية استراتيجية كنقطة ارتكاز متقدمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وفي دمشق، اعتبر الرئيس بشار الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً برئاسة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي، أن «العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة، التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سورية والتي بنيت أساساً على دعم الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على اختلاف تسمياتها». وبينما حملت وحدات حماية الشعب روسيا المسؤولية عما تتعرض له عفرين من قصف وهجمات من تركيا، كشف القيادي في حركة «المجتمع الديمقراطي» آلدار خليل أن أكراد عفرين رفضوا اقتراحاً روسياً بتسليم مناطق لدمشق لتفادي التدخل التركي في المنطقة، وأكدوا عزمها على إفشال «المخطط التركي» والدفاع عن مناطقهم. وبحسب الجانب الكردي، فإن الغارات التركية شاركت فيها 72 طائرة حربية واستهدفت 100 نقطة على الأقل، بينها مواقع مدنية ومواقع لوحدات حماية الشعب في مدينة عفرين وريفها وأسفرت عن إصابة 13 مدنياً على الأقل، إضافة إلى مقتل 6 مدنيين و3 مقاتلين أكراد.

موقف أميركي

وفي تطور لافت، أكد قائد القيادة المركزية بالجيش الأميركي الجنرال جوزيف فوتيل أن تركيا أطلعت «البنتاغون» على عملية «غصن الزيتون»، موضحاً أن واشنطن لا تولي اهتماماً خاصاً لعفرين لأنها لا تقع بنطاق العمليات العسكرية الأميركية. ووفق وكالة «الأناضول»، أكد فوتيل، في تصريح أدلى به على متن طائرته فجر أمس أثناء تنقله بين مناطق مهامه بالشرق الأوسط، أنه لا يعلم نوايا تركيا من العملية، إلا أنه يشعر بالقلق من تأثيرها على مكافحة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأتراك لم يحدثوهم حول عملية عسكرية تستهدف مدينة منبج بريف محافظة حلب. بدوره، دعا المتحدث باسم «البنتاغون» أدريان رانكين- غالواي إلى «عدم تصعيد التوتر» في عفرين، مشيراً إلى تفهم مخاوف تركيا الأمنية من مخاطر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه الولايات المتحدة أيضاً على قائمة الإرهاب.وفي وقت سابق نفى، رانكين نقل بلاده الجمعة الماضي نحو ألف مسلح من الوحدات الكردية من بلدة عين العرب، بريف حلب الشمالي، إلى بلدة تل أبيض بريف محافظة الرقة الشمالي، المحاذية للحدود الجنوبية لتركيا. وعشية انطلاق عملية «غصن الزيتون»، أوضح زميله إريك باهون أن تركيا دولة حليفة، وعملية عفرين لن تتسبب في الفوضى أو انهيار علاقات الولايات المتحدة وأنقرة، كما أنها لن تؤدي إلى صراع إقليمي.

تحركات دبلوماسية

دبلوماسياً، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مكالمة هاتفية أمس الأول مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون الوضع في عفرين، وأكدا ضرورة دفع التسوية السورية تحت إشراف الأمم المتحدة، وأهمية مؤتمر سوتشي في 30 يناير الجاري. في السياق، نقلت «أناضول» عن مصادر دبلوماسية أن نائب مستشار وزير الخارجية التركي سادات أونال أبلغ أمس سفراء دول الجوار السوري الأردن والعراق ولبنان، إضافة إلى الكويت وقطر والسعودية بمعلومات حول عملية «غصن الزيتون». وقبلهم، استدعت الخارجية التركية أمس الأول سفراء دول أعضاء مجلس الأمن الدائمين وإيران لإطلاعهم على العملية العسكرية.

أكراد سوريا من التهميش إلى الإدارة الذاتية تفادوا الانخراط في النزاع منذ 2011

صحافيو إيلاف.. بيروت: تفادى أكراد سوريا بشكل واسع الانخراط في النزاع بين النظام والمعارضة منذ اندلاعه في العام 2011، وتفرغوا لتكريس الادارة الذاتية الموقتة في مناطق سيطرتهم وصولاً الى اعلان النظام الفدرالي في شمال وشرق البلاد.

- عقود من التمييز -يشكل الأكراد الموجودون بشكل رئيسي في شمال سوريا، نحو 15 في المئة من اجمالي السكان. ومعظمهم من المسلمين السنة مع وجود نسبة ضئيلة من غير المسلمين. ويقدم الأكراد أنفسهم كعلمانيين. وفي أعقاب احصاء مثير للجدل جرى عام 1962، تم سحب الجنسية من بعض الأكراد، الذين عانوا اثر ذلك من عقود من التهميش والاضطهاد من قبل حزب البعث الحاكم في سوريا.

- حياد وحكم ذاتي -

عند اندلاع النزاع في سوريا قبل نحو سبع سنوات، تبنى معظم الأكراد موقفاً محايداً، الأمر الذي جعلهم عرضة لانتقاد من الفصائل المعارضة السورية التي تأخذ عليهم عدم تصديهم لقوات النظام. وبادر الرئيس السوري بشار الأسد في الأيام الأولى من النزاع، وفي محاولة لكسب ودهم، الى منح الجنسية لـ300 ألف كردي بعد انتظار استمر نصف قرن. وفي العام 2012، انسحبت قوات النظام السوري تدريجاً من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، ما مكن الأكراد من تعزيز موقعهم والسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وبرزوا في وقت لاحق كالقوة الاكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الاسلامية.

- "نظام فدرالي" -

في العام 2013، أعلن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الذي تعد وحدات حماية الشعب الكردية جناحه العسكري، اقامة ادارة ذاتية في ثلاث مقاطعات. وفي آذار/مارس 2016، أعلن الاكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها الى ثلاثة اقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب). وبدت هذه الخطوة وكأنها اعلان إدارة ذاتية بحكم الأمر الواقع، ما أثار حفيظة كل من النظام والمعارضة وتركيا التي تخشى اقامة حكم ذاتي كردي على حدودها عى غرار كردستان العراق. وفي آواخر العام 2016، أقر الاكراد دستوراً للنظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا اطلقوا عليه اسم "العقد الاجتماعي" لتنظيم شؤون المنطقة. وفي أيلول/سبتمبر 2017، بدأت الادارة الذاتية اجراء انتخابات غير مسبوقة، اختارت في مرحليتها الاولى والثانية الرئاسات المشتركة للجان المحلية للاحياء، ثم المجالس المحلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل اقليم. وتهدف المرحلة الاخيرة منها الى انتخاب مجلس لكل من الاقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية، ومن ثم انتخاب مجلس مشترك يكون بمثابة برلمان.

- مواجهة الجهاديين -

أثبت المقاتلون الأكراد أنهم القوة الأكثر فعالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ما جعلهم شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي بقيادة أميركية ضد الجهاديين. وفي مطلع العام 2015، طردت القوات الكردية بدعم جوي من التحالف الدولي تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود التركية بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك. وفي العام 2016، انتزعت قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري مدينة منبج في شمال سوريا من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. وتمكنت هذه القوات في تشرين الأول/أكتوبر من السيطرة على مدينة الرقة، التي كانت تعد المعقل الابرز لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

- غضب تركيا -

مطلع العام 2018، أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن عزمه على تشكيل قوة أمنية حدودية في شمال سوريا، قوامها 30 ألف عنصر، نحو نصفهم من عناصر قوات سوريا الديموقراطية، في خطوة نددت بها دمشق وحليفتها طهران، والمعارضة السورية وحليفتها تركيا. وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي والوحدات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور والذي يخوض تمرداً ضدها منذ عقود في جنوب شرق تركيا. وفي 21 كانون الثاني/يناير، أطلقت تركيا عملية جوية وبرية جديدة تحت تسمية "غصن الزيتون" تقول انها تستهدف الوحدات الكردية في منطقة عفرين في شمال محافظة حلب.



السابق

اليمن ودول الخليج العربي...قائد و25 مسلحا يستسلمون للجيش الوطني.. الانشقاقات تقصم الحوثيين..الجبير: نهم طهران العدواني... ما زال مستمراً ودول التحالف تعد لإطلاق عملية إغاثة شاملة للشعب اليمني..نداء من الأمم المتحدة لجمع 3 بلايين دولار لليمن...البحرين: حزب الله دعم خلايا إرهابية تستهدف أمننا...قطر تستعين بلوبي صهيوني لتحسين صورتها في الغرب...عاهل الأردن يلتقي مجلس العلاقات العربية والدولية...

التالي

العراق...بارزاني يتعهد منع «تهديدات أمنية» لإيران... ويناقش الأزمة بين بغداد وأربيل.....«القوى السنية» تؤكد احترامها لقرار المحكمة الاتحادية بعدم تأجيل الانتخابات....محكمة عراقية تحكم بالإعدام شنقاً على ألمانية لانتمائها إلى «داعش»...

في غزة، الوقت الأكثر خطراً..

 الأربعاء 23 تشرين الأول 2024 - 7:38 م

في غزة، الوقت الأكثر خطراً.. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تنتظر لترى إذا كان مقتل قائد حماس يحيى … تتمة »

عدد الزيارات: 175,023,493

عدد الزوار: 7,775,183

المتواجدون الآن: 0