لبنان...أمير الكويت يحرّك المساعدات .. و«لقاء إنتخابي» مع الجالية.. سجال حول التطبيع بين حزب الله و«التيار العوني».. وتطمينات أميركية: مكافحة أنشطة إيران لا تستهدف الشيعة... تبادل اتهامات بعد فضيحة شاطئ كسروان وبري يسأل مسؤولاً أميركياً عن نموذج «تشريع الحشيشة»....«النفايات» على خط الانتخابات...نصائح أميركية للبنان بالامتثال لإجراءات تجفيف منابع تمويل «حزب الله»..«حزب الله» يؤكد لحلفائه خوض الانتخابات معاً....

تاريخ الإضافة الأربعاء 24 كانون الثاني 2018 - 5:46 ص    عدد الزيارات 3523    التعليقات 0    القسم محلية

        


أمير الكويت يحرّك المساعدات .. و«لقاء إنتخابي» مع الجالية.. سجال حول التطبيع بين حزب الله و«التيار العوني».. وتطمينات أميركية: مكافحة أنشطة إيران لا تستهدف الشيعة...

اللواء.. تبلغ الرئيس ميشال عون من أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح ان «الكويت ستقوم بكل ما في وسعها، ولن تخذل لبنان». وخلال القمة والخلوة بين الرئيس عون والشيخ صباح، شكر أمير الكويت، على دعم بلاده وعاطفته تجاه لبنان، مشددا على علاقات الأخوة التي جمعت بين البلدين وتوثقت عبر السنين. والاهم ان أمير الكويت أبلغ رئيس الجمهورية والوفد المرافق انه «سيعطي توجيهاته للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية من أجل مساعدة لبنان في خطته الاقتصادية، التي كشف الرئيس عون، أنها ستأخذ قريبا طريقها إلى التنفيذ, داعيا المستثمرين الكويتيين إلى توظيف اموالهم في لبنان، خصوصا ان لبنان ينعم باستقرار أمني قل نظيره، بعد انتصار الجيش اللبناني على الإرهاب وداعش، ومطاردة الأجهزة الأمنية اللبنانية للخلايا الإرهابية بنجاح.. وكان الرئيس عون الذي التقى في وقت لاحق مع أبناء الجالية بعد يوم طويل من الاجتماعات الرسمية التي شملت رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، ورئيس الصندوق العربي عبد اللطيف يوسف الحمد، وصل ظهراً إلى مطار الكويت، واستقبله على أرضه أمير الدولة وولي العهد نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء والمسؤولين وسفير الكويت في لبنان عبد العال القناعي. وانتقل الرئيس عون وأمير الكويت معاً إلى مبنى قاعة المؤتمرات في قصر بيان، حيث بدأت محادثات موسعة حضرها عن الجانب اللبناني الوزراء: جبران باسيل، جمال الجراح، ايمن شقير وعناية عز الدين، والقائم بالاعمال اللبناني ماهر الخير. وعن الجانب الكويتي نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، والمستشار محمد عبد الله ابو الحسن، والسفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي. وتلت المحادثات الموسعة خلوة بين الرئيس عون وامير الكويت، وجه خلالها الرئيس عون دعوة لأمير الكويت لزيارة لبنان. وفي الشأن الإقليمي والدولي اتفقت وجهتا نظر الرئيس اللبناني وأمير الكويت علىان وحدة العرب هي الاساس، وان تشكّل القمة العربية المقبلة في الرياض في آذار المقبل فرصة لاحياء التضامن العربي، وان عضوية الكويت في مجلس الأمن ستساعد في دعم القضايا العربية المعروضة على الأمم المتحدة. وحذر الرئيس عون والأمير الصباح من تداعيات قرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وأمل الرئيس عون من الكويت المساعدة مع الدول العربية الأخرى على عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، فضلاً عن دعم لبنان في المؤتمرات التي ستعقد في روما وباريس وبروكسل. ويختتم الرئيس عون زيارته إلى الكويت اليوم ويعود إلى بيروت. ودعا الرئيس عون أبناء الجالية، خلال حفل استقبال على شرفه أقامه القائم بأعمال السفارة في الكويت ماهر الخير، إلى القيام بالواجبات الانتخابية «وعلى كل واحد منكم فحص ضميره والتمعن في الفترة الأخيرة من تاريخ لبنان ليقرر على ضوئها خياراته»، داعيا اياهم إلى التحفظ «على ما تسمعونه من اخبار على شاشات التلفزة وما تقرأونه في الصحف»، محذراً من تأثير الشائعة، كاشفا عن القيام بخطة للتوظيف في القطاعات المنتجة، كاشفا عن القيام باصلاحات لمكافحة الفساد بصمت لأن مسؤوليتنا تكمن في الإصلاح لا في التشهير، معتبرا من أبرز الإنجازات قانون الانتخاب الجديد.

منتدى دافوس وتمويل المحكمة

حكومياً، يُشارك الرئيس سعد الحريري، في مؤتمر دافوس «أعمال المنتدى الثامن والأربعين الذي يعقد هذا العام تحت عنوان «خلق مستقبل مشترك في عالم ممزقً، وكان الحريري وصل عند الثالثة بعد الظهر، بتوقيت مدينة دافوس في سويسرا، وكان في استقباله لدى وصوله الى مطار زوريخ سفيرة لبنان في سويسرا رلى نور الدين. وستكون للحريري سلسلة لقاءات على هامش أعمال المنتدی مع عدد من رؤساء الوفود، أبرزها مع ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس جمهوريتي سويسرا الآن بيرزي والبرازيل ميشال وارمينيا كارين كارابيتيان والنروج ايرنا سولبيرغ ورئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، ويرافق الحريري مدير مكتبه نادر الحريري. وقبل مغادرته أعلن المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه تمّ تحويل مساهمة لبنان في ميزانية المحكمة الخاصة بلبنان للعام الجاري. وتسلمت المحكمة مساهمة لبنان التي تمثل ٤٩ في المئة من موازنتها صباح أول امس الاثنين. وأكد الرئيس الحريري في تصريح له ان لبنان ملتزم بقرار مجلس الأمن الدولي الذي انشأ المحكمة الخاصة ويتطلع الى اليوم الذي تقول فيه العدالة كلمتها بشأن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء.

مكافحة تمويل الإرهاب

وفي اليوم الثاني لزيارته لبنان، التقى أمس مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلّنغسلي الرئيس نبيه بري الذي اكد له ان القوانين التي اقرها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابق مع أعلى المعايير القانونية الدولية لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب. وان اللبنانيين بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان يحرصون بأدائهم على تطبيق هذه المعايير. فنوه المسؤول الاميركي بأداء المصرف المركزي اللبناني والمصارف اللبنانية في هذا الصدد. كما زار بيلنغسلي مع الوفد المرافق وزير المالية علي حسن خليل، وذلك في إطار لقاءاته التي يجريها مع عدد من المسؤولين في لبنان. وجاء في بيان للسفارة الأميركية ان المسؤول الأميركي وخلال اجتماعاته، شارك السلطات والمؤسسات المالية اللبنانية الرأي في مكافحة جميع أشكال التمويل غير المشروع. وشدد على أهمية مكافحة النشاط الإيراني المؤذي في لبنان، وكيفية التزام الولايات المتحدة مساعدة لبنان على حماية نظامه المالي من حزب الله وتنظيم داعش ومنظمات إرهابية أخرى. كما حث السيد بيلينغسلي لبنان على اتخاذ كل التدابير الممكنة لضمان أن لا يكون حزب الله جزءا من القطاع المالي». وبما يختصّ قانون منع التمويل الدولي لحزب الله (HIFPA II) شدد السيد بيلينغسلي على أن هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما يستهدف الأنشطة المالية لحزب الله في جميع أنحاء العالم.

ترنح الأزمات والانتظارات

أمّا الوضع الداخلي، فاستمر يترنح بين أزمة النفايات والسجال بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حول منع فيلم ستيفان سبيلبرغ، في وقت كان فيه الحراك الانتخابي يحط في معراب بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب اكرم شهيب موفداً من جنبلاط في ما خص التحالف الانتخابي وإعلان لائحة الشوف - عاليه بعد التباعد بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر على خلفية تصاعد الحملة على التفرد بالقرارات، لا سيما بعد تجاوز وزير التربية والتعليم العالي مروان حمادة في التوقيع على مرسوم استحداث كليات في الجامعة اللبنانية، وانضمام النائب جنبلاط إلى الرئيس برّي، في الموقف من تجاوز الطائف والدستور، بعد قرار مجلس الوزراء في ما خص الناجحين بمباراة مجلس الخدمة المدنية من الفئات الرابعة والثالثة والثانية والتي لا تخضع للتوازن الطائفي من وجهة نظر جنبلاط.. وعلى وقع السجال بين وزير البيئة طارق الخطيب ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل، والذي انضم إليه وزير الثقافة غطاس خوري، بقوله عبر «تويتر» موجهاً كلامه للجميل ان اغراقنا ببحر اليأس لن ينفع، يكبر المشكلة ولا يكبر الحجم الانتخابي كتبت واشنطن بوست، ان لبنان يُعاني منذ وقت طويل من إنقطاع في الكهرباء والمياه، حتّى جاءت أزمة النفايات، إذ على رغم التوضيحات الرسمية، إلا أنّه لا يمكن إخفاء الرائحة النتنة». وتابعت أنّ «الروائح المنبعثة من مطمر «الكوستابرافا» تستقبل المسافرين الآتين الى مطار رفيق الحريري الدولي»، مشيرة الى أن «قضيّة النفايات ستدخل في الحملات القائمة قبل الإنتخابات النيابية». واعتبر ما قالته محطة «المنار» أمس في معرض تغطية الاجتماع الذي عقد في نقابة الصحافة ضد التطبيع، بمثابة رد على ما وصفته الـ «O.T.V» أمس الأوّل «بالمجزرة الثقافية» في معرض الكلام على منع فيلم THE POST التي تعيد تجسيد نظرية قمع الرأي الآخر، بذريع مواجهة العدو والتي تؤدي من هزيمة إلى هزيمة، حيث قالت أي «المنار» فيلم لبناني سخيف لن يطول على مسارح المزايدات الثقافية حيناً والسياسة أحياناً، ليس عنوانه مخرج من هنا أو فيلم من هناك، بل مخرج لمسلسل أحلام قديمة لم يعرف أصحابها انها باتت اوهاما، والمهم ان مجتمعنا معني بالتفريق بين الطابع الثقافي وثقافة التطبيع، وبين من يحمل الفن للفن، ومن يحمله للسياسة في خدمة قضية قال ستيفان سبيلبرغ نفسه انه أحد روادها ولم يخجل بإعلانها دعما ماديا ومعنويا وريعيا لإسرائيل.

استرداد الحجار

أميناً، تسلم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي من الجانب التركي عبر مطار رفيق الحريري الدولي، المدعو محمد يوسف الحجار المشتبه به في جريمة محاولة اغتيال القيادي في «حماس» محمد حمدان في صيدا. كما اوقف جهاز أمن الدولة متواصلاً مع إسرائيل كان يستعد لزيارة الأراضي المحتلة بجواز سفر مرور، وتحت يافطة نشاط رياضي.

إضراب معلمي الخاصة

تربوياً، ينفذ المعلمون في المدارس الخاصة اليوم اضراباً، للمطالبة بأن ينال المعلمون سلسلة الرتب والرواتب، وفقا للقانون 46، حيث تمتنع إدارة المدارس عن تطبيق السلسلة وفقا لما حصل في القطاع العام، بحجة الميزانيات وعدم قدرة الأهل على زيادة الأقساط. وتأتي الدعوة للإضراب، على الرغم من ان رئيس الجمهورية وعد نقابة المعلمين بأن جلسة لمجلس الوزراء، ستتناول هذا الملف وتجد حلاً له.

واشنطن تفصل بين «الحزب» والشيعة... وأزمة المرسوم تتخطى أسبابها

الجمهورية... على وقعِ الاتّهامات المتبادلة والمبارزة السياسية على خلفية مشهد انتشار النفايات على شاطئ كسروان قبل أن تبدأ عملية التنظيف، وسط استمرار تضاربِ المعلومات عن مصدر تسرّبِها والفشل في معالجتها، توزَّع المشهد السياسي بين الكويت التي أكّد أميرُها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أنه لن يتردّد في تقديم أيّ مساعدة للبنان مباشرةً أو عبر المؤتمرات الدولية، وأبلغَ إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه أعطى توجيهاته إلى الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتحريك المساعدات الاقتصادية للبنان والتجاوب مع حاجاته، وبين سويسرا حيث يشارك رئيس الحكومة سعد الحريري اليوم في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس، في وقتٍ ظلّت الانتخابات النيابية الشغلَ الشاغل للسياسيين والمرشّحين والناخبين، بعد توقيع رئيس الجمهورية مرسومَ دعوةِ الهيئات الناخبة لانتخاب أعضاء مجلس النواب، مطلِقاً مسار التحضيرات لهذا الاستحقاق الدستوري، فيما تشير كلّ المعطيات والاستطلاعات إلى ارتفاعٍ تدريجي في منسوب حرارة الاستعدادات الانتخابية والسياسية وانطلاق حركة الترشيحات والتحالفات. أظهرت الاتصالات انّ افق معالجة ازمة «مرسوم الاقدمية» قد أُقفِل نهائياً ولا حل متوقعاً توافره لها قبل إنجاز الانتخابات النيابية على حد تعبير قطب سياسي بارز عمل على خط الاتصالات، كاشفاً لـ«الجمهورية» عن انّ هذه الازمة تتخطى الاسباب المعلنة لها، باعتراف المعنيين بها، وهي اسباب ستتكشّف، وفق هذا القطب، عند الشروع في تركيب السلطة الجديدة التي ستنبثق من الانتخابات. واكد انّ القوى السياسية تَصبّ اهتماماتها في هذه المرحلة على التحضير لخوض الانتخابات، وانه بموجب القانون الجديد ووفق كل المعطيات المتداولة فإنّ أيّ فريق لن يفوز بالاكثرية النيابية المطلقة او أكثر، وانه في احسن الحالات قد يفوز بنصف المقاعد التي يتكوّن منها المجلس النيابي، ما يعني انّ السلطة التي ستنجم من هذه الانتخابات ستكون سلطة مشاركة يكون لكل طرف فيها مقدار حجمه.

الكويت

في غضون ذلك عُقدت في قصر بيان في الكويت محادثات موسّعة بين الرئيس عون والامير الصباح تخللتها خلوتان ثنائيتان تناولتا العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها، اضافة الى التطورات العربية والدولية. وأكّد عون «انّ الاستقرار الذي ينعم به لبنان يشجع على الاستثمار والمساهمة في مسيرة النهوض الاقتصادي وفق الخطة التي يتم ّوضعها حالياً». وتمنى ان يعاود الكويتيون زياراتهم للبنان، داعياً امير الكويت الى «زيارة بلده الثاني لبنان». وكانت وجهات النظر متطابقة حول ضرورة توحيد الموقف العربي في مواجهة التطورات العربية والاقليمية الراهنة لأنّ وحدة العرب أساسية في هذا المجال، وتمّ التشديد على ان تشكّل القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في الرياض في آذار المقبل، فرصة لإعادة إحياء التضامن العربي. وامل عون في أن تساعد الكويت والدول العربية لبنان على تأمين عودة النازحين السوريين الى بلادهم، ودعمه في هذا الصدد من خلال المشاركة والمساهمة في مؤتمر روما ومؤتمر «سيدر» الذي دعت اليه فرنسا، ومؤتمر دعم الدول المستضيفة للنازحين في بروكسل. ودعا المستثمرين الكويتيين الى توظيف أموالهم في لبنان. ومن جهته، أكد امير الكويت دعم بلاده المُطلق للبنان في المحافل الاقليمية والدولية، وتوظيف العلاقات الكويتية مع مختلف الدول من اجل هذا الهدف. وقال انّ على العرب إعادة توحيد صفوفهم وعدم التفريط بحقوقهم، وايجاد حل لخلافاتهم في ظل التطورات الخطيرة التي تواجه الدول العربية أجمَع بغية تحسين صورة العرب وتقويتها في العالم.

خمس ملاحظات

ولخّصت مصادر الوفد اللبناني المرافق لعون نتائج القمة اللبنانية - الكويتية لـ«الجمهورية»، بخمس ملاحظات اساسية على المستويين اللبناني والعربي تستوجب التوقف عندها، وهي:

1- عبّر أمير الكويت عن استعداد بلاده لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية ـ الخليجية وتفعيل برامج المساعدات الخليجية للبنان في كل المجالات السياسية والديبلوماسية والإقتصادية والعسكرية والأمنية.

2- إعادة تفعيل التعاون بين لبنان والكويت وتزخيمه كما كان سابقاً، وإحياء البرامج والمشاريع الإستثمارية ولا سيما منها تلك التي يموّلها الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية والإجتماعية.

3- دعم الكويت المطلق للمشاريع الإقليمية والدولية لمواجهة آثار النازحين السوريين على لبنان ومشاركتها في كل المؤتمرات الإقليمية والدولية لهذه الغاية.

واضافت المصادر نفسها: «على المستوى الإقليمي والعربي تحديداً، فقد انتهت القمة الى تفاهم استراتيجي تحت عنوانين كبيرين لا بدّ من ترجمتهما في الإستحقاقات المقبلة، وهما:

4- السعي الى إنجاح القمة العربية السنوية الدورية التي ستعقد في الرياض نهاية آذار المقبل في اتخاذ موقف موحّد من كثير من القضايا الأساسية، والسعي الى تغليب الحلول السياسية للأزمات التي يشهدها العالم العربي.

5- إستغراب الموقف الاميركي من موضوع اعتبار القدس عاصمة نهائية لإسرائيل، واهمية أن يكون الموقف العربي منها واحداً وموحّداً. وعلى هامش القمة، من المقرر ان تعقد اليوم لقاءات بين أعضاء الوفد اللبناني المرافق ونظرائهم الكويتيين. وعلمت «الجمهورية» انّ لقاء سيعقد بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ووزير الداخلية الكويتي، والذي سيتناول ملفات وقضايا أمنية مشتركة بالإضافة الى سبل تفعيل التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية. وفي هذا الصدد سُئل السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي: هل حصلتم على الايضاحات التي طلبتموها من الوفد اللبناني حول «خلية العبدلي»؟ فأجاب: «فخامة الرئيس موجود وسيادة اللواء عباس ابراهيم موجود والوفد الرسمي موجود، وأبشّركم بأنّ العلاقات اللبنانية الكويتية في افضل حالاتها».

مساعد وزير الخزانة

وفي هذه الاجواء، واصل مساعد وزير الخزانة الاميركية لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسليا لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير المال علي حسن خليل. واكّد بري للمسؤول الاميركي «أنّ القوانين التي أقرّها المجلس النيابي اللبناني جعلت لبنان دولة تتطابَق مع أعلى المعايير القانونية الدولية، لجهة نقل الأموال والحركة المالية ومحاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الارهاب». واكد «انّ اللبنانيين بانتشارهم الواسع وتجارتهم حيث هم ومع لبنان حريصون في أدائهم على تطبيق هذه المعايير». وأثار بري معه إمكانية تطبيق النموذج المتّبَع في بعض الولايات الاميركية والدول الاوروبية لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية. وإذ نوّه المسؤول الاميركي بأداء مصرف لبنان المركزي والمصارف اللبنانية في هذا الصدد، أكّد لاحقاً في لقاء إعلامي أنّ «المناقشات إيجابية بقوة مع رئيس الحكومة، ورئيس الجمهورية وحاكم مصرف لبنان، وكل مناقشاتنا كانت مرتكزة على أهمية التعاون لمواجهة عدد من التهديدات المالية التي يواجهها لبنان». وعن استراتيجية واشنطن لمحاربة «حزب الله»، قال بيلينغسليا: «نتعامل مع الحزب ضمن استراتيجية سبق وبدأناها، وأعتقد أنها تأتي بالنتائج المطلوبة، فمن الواضح التأثيرات على «حزب الله» الممنوع من الوصول الى التمويل الذي يحتاج إليه لنشر الإرهاب، على رغم مشاركتهم في أعمال إرهابية في أماكن بعيدة كاليمن، ونتعاون مع السلطات هنا ومع السلطات الإقليمية للتأكد من أنّ «حزب الله» وقاسم السليماني لا يمكنهما الوصول الى الدولار الأميركي». وأوضح أنه «ليس هناك خطة لمعاقبة المصارف اللبنانية». وقال: «سأكون واضحاً في أنّ تركيزي هو على التمويل، وللتأكد من أنّ الحزب لن يتمكن من استخدام الأموال لسلوكٍ خبيث. وعندما نتحدث عن «حزب الله» فلا فارق بين جناحَيه السياسي والعسكري، بل هناك «حزب الله» واحد، وهذا الـ«حزب الله» هو منظمة إرهابية، وهو سرطان في قلب لبنان، ويهمنا أن نفصل بين الطائفة الشيعية وبين الحزب، وأن نتأكد من أنّ الطائفة تعامل بعدل وأنّ في إمكان أفرادها أن يحظوا بالخدمات المصرفية كما كل الناس، ونوضِح أنّ هذا القانون لا يستهدف الطائفة الشيعية، إنما يستهدف الأنشطة المالية لـ«حزب الله» في كل أنحاء العالم».

إضراب المعلمين يتجدّد

مطلبيّاً، وعلى رغم زيارتهم لعون مطلع الاسبوع الجاري واجتماعهم بلجان الاهل، لم يتراجع أساتذة التعليم الخاص عن سلسلة إضراباتهم لهذا الشهر والتي تبدأ اليوم في مكتب النقابة، على أن يعقد نقيب المعلمين رودولف عبود مؤتمراً صحافياً عند الحادية عشرة قبل الظهر. أمّا في 30 من الشهر الجاري فسيكون التحرك أمام وزارة التربية، وذلك اعتراضاً على عدم تطبيق القانون 46 كاملاً. وفي هذا الإطار قال نقيب المعلمين رودولف عبود لـ«الجمهورية»: «الإضراب قائم على رغم أنّ البعض يُحاول الترويج لتسجيل صوتي مفاده أنّنا علّقنا الإضراب، ولكنه مفبرك». وأضاف: «المؤسف أنّ اتحاد المؤسسات التربوية أعلن عدم اعترافه بالدرجات الست، وهذا لن نسكت عنه، بالإضافة إلى اقتراح الوزير مروان حمادة مبدأ التقسيط والذي نرفضه أيضاً، جلّ ما نطلبه من خلال إضرابنا هو تطبيق القانون الذي أقَرّته الدولة». ولفت عبود إلى «أنّ النقابة نقلت إلى الرئيس عون رؤيتها للموضوع، ورفضها لمواقف اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، والحلول الممكنة بالنسبة إلى المدارس الصغيرة والمتعثّرة، وفي المقابل أبلَغنا أنه سيتم التوصّل إلى حلّ يرضي الجميع من دون أن يكون على حساب أيّ من المكونات التربوية والدولة». ويبقى رهان الاساتذة على ما يُمكن أن تحمله الجلسة الحكومية التربوية المزمع عقدها.

لبنان: تبادل اتهامات بعد فضيحة شاطئ كسروان وبري يسأل مسؤولاً أميركياً عن نموذج «تشريع الحشيشة»

كتب الخبر الجريدة – بيروت..بعد الفضيحة البيئيّة التي هزت لبنان والعالم، والمتمثّلة باجتياح النفايات شاطئ كسروان، الممتد من نهر الكلب وصولاً الى معمل زوق مصبح، إثر العاصفة الأخيرة، بدأت صباح أمس عملية تنظيف الشاطئ من النفايات من الزلقا إلى الزوق، على 6 محاور، بإشراف «الهيئة العليا للإغاثة» وبتوجيهات من رئيس الحكومة سعد الحريري. وأكد الأمين العام للهيئة اللواء محمد خير «استمرار عملية التنظيف رغم سوء الاحوال الجوية حتى تنظيف الشاطئ بالكامل وإرجاع الشاطئ اجمل مما كان»، متمنيا على «اصحاب المشاريع السياحية التجاوب مع الهيئة العليا للاغاثة وورش العمل، لما فيه مصلحة الشعب اللبناني». من جهتها، بحثت لجنة البيئة النيابية برئاسة عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب أكرم شهيب، في حضور وزير البيئة طارق الخطيب، تشكيل الهيئة الوطنية للنفايات الصلبة. واستمهل وزير البيئة لتزويد اللجنة بالمعلومات. وكشف شهيب ان «النفايات التي غطت ساحل كسروان هي نفايات قديمة طمرتها بلديات متنية في أودية نهر الكلب، وحملتها الأمطار عبر مجرى النهر إلى الساحل»، لافتاً إلى «وجود حلّ موقت متمثل بالكوستابرافا وبرج حمود وبعض البلديات مسؤولة عمّا حصل». ولاحقا، توجه الخطيب الى منطقة بيت شباب لمعاينة أسباب تسرب النفايات الى مجرى نهر الكلب، وتبين ان النفايات والاتربة ترمى في منطقة حرجية تفصل بين المتن وكسروان، وجرفتها الامطار الغزيرة الى مجرى نهر الكلب وتسببت في انسداده. وقال الخطيب، خلال الجولة: «في هذه المنطقة ترمى النفايات في شكل عشوائي، وهي نفايات ليست قديمة، بل هناك شاحنة افرغت نفاياتها حديثا. وأود ان اوضح للرأي العام اللبناني ان حملة التضليل التي اطلقها، أمس (الأول)، النائب الجميل حول مصدر النفايات ليست صحيحة». وأضاف: «الحكومة الحالية لا تتحمّل الصورة المريرة للنفايات، والفيلم الاستعراضي للجميّل الذي أراد استغلاله انتخابياً لم يكن ناجحاً والاتهامات التي وجّهها باطلة». وغرد عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ابراهيم كنعان، أمس، عبر حسابه الخاص على موقع «تويتر» بالقول: «تحويل ملفات النفايات الى سلعة انتخابية للمتاجرة عيب... علينا ان نحاسب عليه، لأن بيئتنا وصحتنا ليست للمزايدة، والمسؤولية تقتضي تنظيف الشاطئ، ولكن مع لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات، والانتقال فوراً للمعامل، وهذا كل الفرق بين من يعمل ومن يستغلّ». في سياق منفصل، علقت حركة «عصائب أهل الحق»، امس الأول، على القرار اللبناني في شأن منع رئيس الحركة قيس الخزعلي من الدخول إلى الأراضي اللبنانية، معتبرة القرار ذا «طابع سياسي». وقال الناطق باسم «العصائب» نعيم العبودي إن «قرار منع دخول الامين العام لعصائب اهل الحق الشيخ قيس الخزعلي الى لبنان جاء بعد تهمة وجهت له في شأن دخوله الى الاراضي اللبنانية بطريقة غير رسمية»، مبيناً أن «ذلك غير صحيح، لكون الخزعلي زار لبنان بزيارة رسمية عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي». وكان الجيش اللبناني والأمن العام وقوى الأمن الداخلي، عمّموا في 15 من الشهر الجاري، على المنافذ البرية والبحرية والجوية، وعلى الحواجز والدوريات الأمنية بـ»وجوب توقيف الخزعلي، مواليد مدينة الصدر- بغداد، 1974». وجاء التعميم بطلب من مدّعي عام التمييز القاضي سمير حمود، بعد «تحقيق تبين فيه أن الخزعلي لم يدخل لبنان بطريقة شرعية»، ونزولاً عند طلب رئيس الحكومة سعد الحريري. وتسلم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبناني، من الجانب التركي، مواطنا لبنانيا مشتبها به في قضية محاولة اغتيال القيادي في «حماس» محمد حمدان، التي وقعت في صيدا جنوب لبنان، في 14 الجاري. وكانت معلومات غير رسمية قد تحدثت عن ضلوع إسرائيل في تفجير صيدا، وعلاقة الموقوف بالمخابرات الإسرائيلية. واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس، في عين التينة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب مارشال بيلينغسليا الذي يزور لبنان في مهمة من ضمنها التحقيق في تهريب حزب الله المخدرات. وأكد بري: «اللبنانيون حريصون بأدائهم على تطبيق المعايير المالية القانونية الدولية». وأثار الرئيس بري مع المسؤول الأميركي إمكان تطبيق النموذج المتبع في الولايات المتحدة وأوروبا لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية. وكان المسؤول الأميركي زار مساء أمس الأول رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي أكد أن «لبنان يشارك بفعالية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال». وأكد عون أن «الأجهزة المختصة والجمارك أحبطت الكثير من عمليات تهريب المخدرات على أنواعها».

لبنان: «النفايات» على خط الانتخابات

محرر القبس الإلكتروني .. بيروت – انديرا مطر ... دخلت الملفات الخلافية بين الافرقاء اللبنانيين، وفي طليعتها أزمة مرسوم ضباط 94 وما تشعب عنها، دائرة الانتظار بسبب وجود رئيس الجمهورية ميشال عون في الكويت، ورئيس الحكومة سعد الحريري في دافوس لحضور المنتدى الاقتصادي. وفيما تتدرج ازمة المرسوم تصعيدا بعد الكلام المباشر أمس لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وملاقاة رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط له، عن الاخلال باتفاق الطائف والدستور، طرأ عامل لافت على صعيد الاستحقاق الانتخابي المقبل، اذ وقّع رئيس الجمهورية قبل سفره الى الكويت مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، في إشارة الى حصول هذه الانتخابات في موعدها، رغم الغاء اللجنة الوزراية المكلفة البحث في تطبيق قانون الانتخابات اجتماعها الذي كان مقرراً للبحث في تمديد مهلة تسجيل المغتربين، وهو البند الذي سُحب من النقاش في اجتماع مجلس الوزراء الأخير تفاديا لاي انفجار حكومي.

النفايات إلى الواجهة

في هذه الأثناء يعود ملف النفايات إلى واجهة الاحداث بعد اجتياح النفايات شاطئ كسروان وانتشارها من منطقة نهر الكلب وصولا الى معمل الذوق القريب من مدينة جونيه بفعل العاصفة الأخيرة التي تسببت بجرفها من مطمري الكوستا برافا وبرج حمود. النائب سامي الجميل الذي جال على الشاطئ المغمور بالنفايات اتهم إدارة مجلس الإنماء والإعمار المكلّفة رقابة هذه الأعمال ووزير البيئة والحكومة كلها مسؤولية هذه الكارثة البيئيّة مهدداً باللجوء الى القضاء الدولي من اجل محاسبتهم. من ناحيته، رد وزير البيئة طارق الخطيب بأن الجميل نفسه وافق على خطة الحكومة في حينها ويعارضها الآن على الارض كسباً لأصوات انتخابية من هنا وهناك. ومن بلدة بيت شباب القريبة من بكفيا (مسقط رأس الجميل) قال الخطيب إن حملة التضليل التي أطلقت أمس ليست صحيحة، معتبرا أن «الفيلم الاستعراضي الذي مثله الجميل أمس لم يكن ناجحا»، لافتا إلى انه لا يجوز تضليل الرأي العام والتهديد بالادعاء الدولي على لبنان والتأثير على سمعته. النائب أكرم شهيب دعا من جهته الى ابعاد النفايات عن ملف الانتخابات، معتبرا ان البلديات هي المسؤولة عن المشهد الذي رأيناه على شاطئ كسروان بسبب المكبات العشوائية. على الصعيد الأمني تسلم فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي من السلطات التركية وعبر مطار رفيق الحريري الدولي، المدعو أحمد بيتية المشتبه به في جريمة محاولة اغتيال القيادي في «حماس» محمد حمدان في صيدا.

جرائم قتل النساء تتوالى

تتوالى جرائم قتل النساء في لبنان على يد ازواجهن وأقاربهن. لا يمر أسبوع من دون حدوث جريمة وأحيانا اثنتين تطال النساء في لبنان: داخل منازلهن، وفي أماكن عملهن، وحتى في الشارع العام، وفي وضح النهار وعلى مرأى العابرين. تمثل النساء الحلقة الأضعف التي ينفجر فيها العنف الأسري والمنزلي والعائلي الحميم، ضربا وتعذيبا وصولا الى القتل بأساليب وحشية تستخدم ما تيسر من أدوات لتنفيذها، وقبل ان ينتهي الشهر الجاري سجلت خمس جرائم كان آخرها قتل سيدة قبل يومين في منطقة رأس النبع على يد طليقها الذي أطلق عليها سبع رصاصات من بندقية «بومب أكشن» وأرداها في الشارع.

نصائح أميركية للبنان بالامتثال لإجراءات تجفيف منابع تمويل «حزب الله» والنفايات «تسْبح» في بحر الانتخابات

- «الراي» ....لم يكن ينقص لبنان الذي دَهَمَه فصلٌ جديد من أزمة النفايات ولم يتلمّس بعد طريق الخروج من «مأزق المرسوم» الذي حوّل المواجهة بين رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون والبرلمان نبيه بري منازلةً على «جبهة الطائف»، سوى أن «يستفيق» ملف العقوبات الأميركية على «حزب الله»، وسط مؤشرات ضغطٍ تَصاعُدي، وإنْ ضمني، على القطاع المصرفي، كما السلطات السياسية، لالتزام الإجراءات التي وضعتْها واشنطن ضمن إطار تصدّيها لما تَعتبره الأنشطة غير المشروعة و«الإجرامية» لـ «حزب الله الإرهابي» وتجفيف منابع تمويله. وفيما كان مشهد «بحر النفايات» يفترش شواطىء منطقة كسروان ويفجّر سجالات سياسية - بيئية حول المسؤوليات عن «غزوة الزبالة» التي صارت حديث وسائل إعلام عربية وغربية، فإن المناخ الساخن الذي «هبّ» من هذا الملفّ محمَّلاً بأبعاد انتخابية استدعى معالجاتٍ عاجلة تولّتْها الهيئة العليا للإغاثة التي كلّفها رئيس الحكومة سعد الحريري محو آثار «العدوان» عن الشاطىء «المنكوب»، في موازاة تحديد المصدر الذي جاءت منه النفايات وسط تأكيدات رسمية انه من مجرى نهر الكلب وحوضه ونتيجة المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات السابقة التي وصلتْ إلى مجرى النهر ومن ثم إلى مصبه عند شاطئ كسروان وقذَفَها الموج بفعل العاصفة إلى المنطقة المحاذية للمصبّ. وشكّل «التراشقُ» بالصوت العالي حول هذه «الفضيحة» مؤشّراً على أن الدخول في مدار الانتخابات النيابية المحدَّدة في 6 مايو المقبل سيجعل البلاد ملعباً لـ «معارك صغيرة» يمكن ان تصبح «كرة ثلج» في إطار عمليات الاستقطاب المتبادَل في الطريق الى فتْح صناديق الاقتراع، وسط خشية من استخدام لعبة الشارع والتحركات المطلبية النقابية في عملية «ليّ الأذرع» التي تَتَشابك فيها الخلفيات، من الانتخابات وصولاً إلى ما يشبه «معركة الصلاحيات» التي اندلعتْ من قلْبِ أزمة مرسوم منْح سنة أقدمية لضباط دورة 1994 في الجيش وفجّرتْ «القلوب المليانة» بين الرئيسين عون وبري وتتطاير شظاياها في اتجاه اتفاق الطائف وتوازناته الطائفية. وجاء توقيع رئيس الجمهورية أول من أمس مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، على قاعدة ان ينتخب اللبنانيون المقيمون على الأراضي اللبنانية في 6 مايو المقبل وغير المقيمين في تاريخيْن: 27 ابريل في 6 دول عربية بينها الكويت، و29 ابريل في 34 دولة أخرى، ليطوي مرحلة التشكيك بإمكان إجراء الانتخابات في موعدها، وحسْم ان قطارها انطلق، من دون ان يتّضح مصير التعديلات على قانون الانتخاب التي كان طالب بها «التيار الوطني الحر» (حزب عون) حمايةً لإصلاحات نصّ عليها هذا القانون، وهي التعديلات التي سرعان ما صارتْ في «مرمى نار» المرسوم بين رئيسيْ الجمهورية والبرلمان اللذين أعلنا «قفْل الأبواب» في ملفيْ المرسوم (بحسْم عون عدم الحاجة الى توقيع وزير المال الشيعي) والتعديلات (رفض بري تغيير فاصلة في القانون داخل البرلمان). وفي غمرة هذا الضجيج الداخلي، اتجهتْ الأنظار الى زيارة الوفد الأميركي الذي يترأسه نائب وزير الخزانة لشؤون الارهاب والجرائم المالية مارشال بيللنغسلي لبيروت واللقاءات التي عقدها مع كبار المسؤولين امس وأول من أمس بدءاً برئيس الجمهورية وصولاً الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. واذا كانت الناطقة باسم السفارة الأميركية في بيروت رايتشل بكيسكا أشارت الى أن زيارة المسؤول الأميركي ترمي «إلى تشجيع ‏السلطات اللبنانية والسلطات النقدية التي تُعتبر شريكة أساس في مجابهة تمويل الإرهاب، على بذل الجهود لحماية ‏المالية اللبنانية والعالمية من إساءة استخدامها من «ارهابيين»، فإن هذه الزيارة طبعتْها مجموعة مفارقات أبرزها:

• الحرص اللبناني على أن تكون محطة بيللنغسلي الأساسية لدى رئيس الجمهورية (مساء الاثنين) حيث كان اللقاء الذي عُقد بحضور ‏وزير المال علي حسن خليل والعدل سليم جريصاتي وحاكم مصرف لبنان والمستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم. وقد تخلّله تأكيد عون ان لبنان يشارك بفاعلية في الجهود العالمية الهادفة الى مكافحة تمويل الارهاب وتبييض الاموال، من خلال مصرفه المركزي والسلطات المالية المختصة، وذلك وفق المعايير والقوانين الدولية المعتمدة، مقابل تنويه المسؤول الأميركي «بالتعاون الذي تلقاه وزارة الخزانة الاميركية من مصرف لبنان والسلطات المالية اللبنانية، كما أكد التزام بلاده دعم الاقتصاد اللبناني والجيش».

ولاحظتْ أوساط سياسية ان هذا اللقاء الموسع كان يُفترض ان يحصل لدى الحريري الذي استقبل لاحقاً بيللنغسلي وحيداً (قبل ان يغادر أمس الى دافوس)، في ما اعتُبر رغبة في «نأي» رئيس الحكومة بنفسه عن هذا الملف الذي يصعب فصْله عن الضغوط الأميركية على «حزب الله» والتي تلاقيها دول خليجية ولا سيما السعودية التي كان وزير خارجيتها عادل الجبير تحدّث قبل فترة عن «استخدام حزب الله المصارف اللبنانية لتهريب الأموال». علماً أن بري أكد للمسؤول الأميركي التزام لبنان «أعلى المعايير القانونية الدولية لجهة محاربة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب»، طارحاً «إمكان تطبيق النموذج المتبع في بعض الولايات الأميركية والدول الأوروبية لجهة تشريع زراعة الحشيشة للصناعات الطبية».

• ان الزيارة، التي قيل إنها محدَّدة منذ أشهر، جاءت بعد أيام من إعلان المدعي العام الأميركي جيف سيشنز تشكيل وحدة خاصة من مجموعة من المحققين الخبراء في قضايا الاتجار بالمخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة وغسل الأموال، للتحقيق في «تمويل ومخدرات وإرهاب جماعة حزب الله اللبنانية».

• تزامُن الزيارة مع تقرير نشره موقع «العربية» (بالانكليزية) شارك في كتابته خبير في شؤون تمويل الإرهاب عمل سابقاً كمحلل لوزارة الخزانة الاميركية وركّز على ان محاربة وتعقّب عمليات تمويل «حزب الله» لن تقتصر، حسب الإدارة الأميركية، فقط على مسار العقوبات سواء التي حددها قانون 2015 او التعديلات عليه (الإجراءات المشدّدة) التي تسلك طريقها في الكونغرس، بمعنى انها لن تقتصر على التصدي للنشاطات الخارجية للحزب وفرض عقوبات على دول او وكالات او كيانات تدعمه، بل ستركّز على عمليات الحزب داخل لبنان وتحديداً إمكان أن يكون يستخدم النظام المصرفي اللبناني في أعماله غير المشروعة، متوقّعاً خلال الأيام والأسابيع المقبلة ان تتصاعد الدعوات من مسؤولين أميركيين للمصرفيين اللبنانيين بضرورة اتخاذ خطوات لتعزيز مناعة هذا القطاع حيال اي اختراقات من الحزب، ومسمياً أربعة مصارف قد تجري مخاطبتها في هذا السياق.

«حزب الله» يؤكد لحلفائه خوض الانتخابات معاً

بيروت - «الحياة» .. في إطار التشاور مع الحلفاء تحضيراً للانتخابات النيابية المقبلة، التقى نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في حضور مسؤول ملف الأحزاب محمود قماطي عدداً من قادة الأحزاب والشخصيات الوطنية اللبنانية، وتبادل معهم وفق بيان للحزب وجهات النظر، «وكانت الآراء متفقة ومُجمِعة على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد من دون أي تأخير، كما على ضرورة المشاركة الكثيفة فيها ترشيحاً واقتراعاً». وشدد الجميع على «أهمية القانون النسبي الذي يتيح لمختلف الأطراف المنافسة العادلة للتمثل في المجلس النيابي المقبل». وأكد قاسم لحلفائه «قرار حزب الله خوض المعركة الانتخابية معاً لإيصال أكبر عدد ممكن من القوى المؤمنة بوحدة لبنان وبخيار المقاومة وتكاملها مع الجيش والشعب إلى المجلس النيابي المقبل». وتمثلت القوى والشخصيات الحزبية والوطنية التي التقاها قاسم بالوزير السابق عبد الرحيم مراد، ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف على رأس وفد، والنواب السابقين: أسامة سعد، جهاد الصمد، فيصل الداود، وجيه البعريني، مصطفى حسين، والوزير السابق وئام وهاب، ورئيسة الكتلة الشعبية في زحلة ميريام سكاف وكمال الخير. وأشار البيان إلى أن قاسم سيستكمل لقاءاته ومشاوراته في الأيام المقبلة بهدف «العمل مع جميع الحلفاء لخوض الانتخابات في سبيل تحقيق طموحات وآمال اللبنانيين جميعاً». إلى ذلك التقى مراد رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأمل بأن تكون كل الأمور مهيأة «لإجراء انتخابات عادلة وهادئة ومريحة وأن يعبر الرأي العام عن رأيه بكل حرية وراحة وان تأتي النتائج مرضية. وإن شاء الله سيكون هناك تعاون بيننا وبين الرئيس بري في كل المناطق». وفي الشأن الانتخابي، زار وفد من «اللقاء الديموقراطي» ضم النائبين أكرم شهيب ونعمة طعمة، رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع.

 

 



السابق

مصر وإفريقيا..تحقيق عسكري مصري يعرقل ترشح عنان للرئاسة.. حملته توقفت... وقرار بـ«حظر النشر» في القضية..مصر: انتخابات الرجل الواحد!..مكان التوقيف مجهول ... وواشنطن: «نعي ما يجري»..رئاسية مصر في الواقع الافتراضي... حشد وتشكيك وقوانين مانعة...«استدعاء» عنان.. هل يرسم صورة مستقبل السباق الرئاسي؟...اعتقال متشددين في طرابلس فروا من بنغازي...مقتل وجرح العشرات بانفجار سيارة مفخخة في بنغازي..«الوفاق» الليبية تحقق في مقاطع فيديو جديدة لتعذيب مهاجرين..الجزائر تبحث عن انتحاريين في مناطق نشاط «داعش»..الانتخابات البلدية قد «تفك» التحالف بين «النهضة» و «نداء تونس»..العاهل المغربي يوجه بتمكين المرأة من ممارسة مهنة «عدل»....

التالي

اخبار وتقارير...موسكو تنفي تقارير عن صحة لافروف...فرنسا تقاوم ضغوطاً أميركية لتعديل الاتفاق «النووي»..«دافوس» يُفتتح بحملة على «الانعزالية»... وتفاؤل بالانتعاش..ميانمار «مستعدة» لاستقبال الروهينغا والأمم المتحدة تطلب ضمانات....تقرير يذكّر بـ10 «أزمات إنسانية» تسبّب «معاناة صامتة» لـ70 مليوناً...رئيس الوزراء الباكستاني يحذر اميركا من «إضعاف» بلاده في الحرب على الارهاب...تقرير أميركي: «داعش» يعلن «الحرب الافتراضية» على الغرب...المشاهد العنيفة تجتاح وسائل الإعلام... أغنياء المغرب يعيشون بمستوى يضاعف 12 مرة الفقراء..تشاؤم واحباط يخيمان على تونس بعد 7 سنوات من الثورة..

في غزة، الوقت الأكثر خطراً..

 الأربعاء 23 تشرين الأول 2024 - 7:38 م

في غزة، الوقت الأكثر خطراً.. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تنتظر لترى إذا كان مقتل قائد حماس يحيى … تتمة »

عدد الزيارات: 175,157,490

عدد الزوار: 7,780,326

المتواجدون الآن: 0