سوريا....أنقرة: وقف «غصن الزيتون» غير وارد...«البنتاغون»: ناقشنا مع تركيا إقامة منطقة آمنة في سوريا...أردوغان يخيّر واشنطن بين أنقرة ودعم الأكراد...اجتماع باريس زوّد دي ميستورا بـ «أفكار» لطرحها في المحادثات...مجلة أمريكية تكشف عن الدور الخفي للصين في سوريا...ورقة غربية ـ إقليمية لـ«رسم الحدود» بين الأسد ورئيس الوزراء... و«حيادية الأمن»....والادارة الكردية في عفرين تدعو دمشق للتدخل...

تاريخ الإضافة الجمعة 26 كانون الثاني 2018 - 5:24 ص    عدد الزيارات 2305    التعليقات 0    القسم عربية

        


أنقرة: وقف «غصن الزيتون» غير وارد...

محرر القبس الإلكتروني .... تصاعدت حدة التوتر بين انقرة وواشنطن امس بسبب العملية التركية في شمالي سوريا، حيث اعترضت تركيا على مضمون بيان البيت الابيض حول الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره الاميركي دونالد ترامب، مؤكدة انه لا يعكس بصدق مضمون محادثتهما. وبعد الاتصال اعلن البيت الابيض ان ترامب حث تركيا على وقف التصعيد والحد من اعمالها العسكرية وتجنب الخسائر في صفوف المدنيين او زيادة عدد النازحين واللاجئين، كما طلب من تركيا تجنب القيام باي عمل يمكن ان يتسبب بمواجهة بين القوات التركية والاميركية، معبرا عن قلقه من ان الهجوم قد يسيء الى عملية مكافحة تنظيم داعش. لكن مصادر رسمية تركية اعترضت على هذه الصيغة، وقالت ان ترامب لم يعبر عن قلق من تصاعد في العنف في عفرين، بل تحدث عن ضرورة الحد من مدة العملية التركية. وفي خطوة من شأنها زيادة التصعيد، تطرق اردوغان الى احتمال شن الجيش التركي عملية لطرد المقاتلين الاكراد من منبج التي تبعد حوالي مئة كيلومتر شرق عفرين حيث تنتشر قوات اميركية الى جانب المقاتلين الاكراد. وهاجم رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم امس قيام واشنطن بتقديم دعم لمنظمات ارهابية، معتبرا انه لا يمكن قبوله. وقال: الدولة التي نعتبرها حليفة في حلف شمال الاطلسي متواطئة مع منظمات ارهابية.. هذا وضع خطير ومؤلم جدا ان تعمل دولة مثل اميركا مع منظمات ارهابية هو امر مذل جدا فعلا. وردًا على دعوة اردوغان الولايات المتحدة الى وقف امداد وحدات حماية الشعب الكردية بالاسلحة، قال ترامب للرئيس التركي ان بلاده لم تعد تقدم اسلحة للمجموعة وتعهد بعدم استئناف امدادات الاسلحة كما قال المسؤول. وعبر ترامب ايضًا عن قلقه ازاء الخطاب المناهض لاميركا الصادر في تركيا الذي اعتبره مدمرا وخاطئا بحسب ما اعلن البيت الابيض. لكن المسؤول التركي قال ان ترامب لم يستخدم عبارة «مدمرة وخاطئة صادرة عن تركيا»، مضيفا ان ترامب قال إن الانتقاد العلني للولايات المتحدة يثير القلق. وفي مزيد من التصعيد التركي والتمسك بالمواقف، التي أعلنتها أنقرة سابقاً تجاه استمرار معركتها في عفرين حتى تأمين الحدود التركية، ووقف ما تعتبره تهديداً لأمنها، قال نائب رئيس وزراء تركيا بكر بوزداج إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تكف عن دعم الاكراد بالسلاح، وجمع الأسلحة المقدمة لهم، وإبلاغهم بعدم مهاجمة تركيا وانسحابهم إلى شرق نهر الفرات، إذا أرادت تجنب مواجهة محتملة مع تركيا في سوريا.. علما أنها لا تريد ونحن نرغب عن ذلك. وقال بوزداج في مقابلة مع محطة تلفزيون (خبر): الذين يساندون المنظمة الإرهابية سيصبحون هدفًا في هذه المعركة، وتابع ان الولايات المتحدة بحاجة لمراجعة جنودها وعناصرها الذين يقدمون الدعم للإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا. وقال بوزداغ إن مقترح الولايات المتحدة بخصوص إقامة منطقة آمنة (شمالي سوريا)، أمر يمكن بحثه بشكل منفصل، أما وقف عملية غصن الزيتون، فهو أمر غير قابل للنقاش ولا يمكن لأحد مساءلة مصداقية تركيا في مسألة محاربة داعش وقرارها في معركة عفرين. وفي هذا الاطار، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو إن إردوغان أبلغ ترامب في الاتصال الهاتفي بضرورة سحب القوات الأميركية من منبج. وقال ان بناء الثقة بين الولايات المتحدة وتركيا شرط أساسي للتباحث بشأن منطقة آمنة، وإن تركيا لن تهاجم النظام السوري ما لم يتحرك ضدها. وللولايات المتحدة نحو ألفي جندي في سوريا. واثر المحادثة بين اردوغان وترامب قال المبعوث الاميركي للتحالف ضد داعش بريت ماكغورك على تويتر ان عملية مطولة قد تؤدي الى بعث الحياة مجددا في التنظيم وهو على حافة الهزيمة.

الوضع الميداني

ميدانياً، سيطرت فصائل الجيش الحر المساندة لعملية غصن الزيتون على تلال في منطقة راجو التابعة لعفرين وتبعد عنها قرابة 28 كيلومترًا، وسيطرت الفصائل على قرى شنكل، هاي أوغلو، عرساوا، كورني، بلي كوي، زهران، شيخ خروز، شمال عفرين. إضافة إلى آدمانلي وبلال كوي وعمر أوشاكي، وتلال محيطة بقرية راجو، شمال غربي عفرين، وقرية حمام من محور جندريس، وقالت مصادر عسكرية من الجيش الحر إن الفصائل تستعد لبدء معركة باتجاه منبج، مشيرة إلى ان روسيا سحبت فريقا للمصالحة من منطقة الباب وجرابلس. بدوره، واصل الجيش التركي قصف مواقع وحدات حماية الشعب في ريف عفرين وسط تقدم بطيء للوحدات العسكرية التركية بسبب الطقس العاصف ومقاومة المسلحين الأكراد. (أ.ف.ب، رويترز، الأناضول)

«آتاك» لأول مرة في عفرين

استخدمت تركيا طائرتها العسكرية ATAK T-129 المحلية الصنع لأول مرة في معركة عفرين بريف حلب الشمالي، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تركية. ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر عسكري أن الجيش التركي استخدم الطائرة لأول مرة صباح الأربعاء. وأضافت أن الطائرات استخدمت صواريخ CİRİT المحلية الصنع لأول مرة أيضاً، لضرب العديد من الأهداف بتقنية الليزر وتحقيق قدرة عالية على إصابة الأهداف وتدميرها. وتتميز طائرة ATAK T129 بقدرتها على التحليق في كل الظروف المناخية، وتصل سرعتها إلى 280 كيلومتراً في الساعة، وتحلق على ارتفاع ستة آلاف متر. والطائرة من تصميم شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية «توساش»، وتسلمت القوات المسلحة التركية، في أبريل الماضي، 20 طائرة تم إنتاجها من قبل مهندسين أتراك. وتتسلح الطائرة بمدفع رشاش من عيار 20 ميلمتراً بـ500 طلقة، وثمانية صواريخ مضادة للدبابات، بجانب منصات صواريخ موجهة ليزرياً CİRİT، كل منصة تحوي أربعة صواريخ.

«داعش» يهاجم في البوكمال

بدأ تنظيم داعش هجوماً ضد قوات النظام السوري قرب مدينة البوكمال، جنوب شرقي محافظة دير الزور، في الجهتين الشمالية والغربية، وجنوب مدينة الميادين، في وقت قتل قائد ميليشيا «صقور البادية» الرديفة لقوات النظام، غدير هيفه، الملقب بـ«أبو يعرب»، في ريف حمص الشرقي بانفجار لغم بسيارتهم قرب قرية آراك شرقي تدمر. فيما أكملت المعارضة السورية عملية عسكرية محدودة ضد مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام في منطقة بايربوجاق (جبل التركمان) بريف محافظة اللاذقية، شمال غرب البلاد، رداً على هجمات روسيا والنظام على إدلب.

«البنتاغون»: ناقشنا مع تركيا إقامة منطقة آمنة في سوريا

محرر القبس الإلكتروني.. (أ ف ب) – أعلن متحدث باسم البنتاغون، أمس الخميس، أن «قادة عسكريين أمريكيين وأتراكا ناقشوا إمكان إقامة منطقة آمنة على الحدود مع سوريا، وسط تصاعد التوتر حول تدخل تركي في شمال هذا البلد». وقال اللفتنانت جنرال كينيث ماكنزي للصحافيين «من الواضح أننا لا نزال نتحدث مع الأتراك بشأن احتمال إقامة منطقة آمنة، مهما أردتم تسميتها». وأضاف «اختلفت نظرتنا إلى ذلك لنحو سنتين ولم يتم التوصل إلى قرار بعد، لا يزال قادتنا العسكريون يناقشون، لذا أقول إنها فكرة موجودة، فكرة تتم مناقشتها في الوقت الحاضر». ولم يقدم ماكنزي، تفاصيل حول ما الذي يمكن أن تشمله منطقة آمنة، لكن وسائل الإعلام التركية قالت إن «وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أبلغ نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو أنه يؤيد إقامة شريط أمني، بعمق يصل إلى 30 كلم داخل سوريا.

أردوغان يخيّر واشنطن بين أنقرة ودعم الأكراد

باريس – رندة تقي الدين < بيروت، أنقرة – «الحياة»، أ ف ب، رويترز ... اتّسعت أمس دائرة التباعد التركي– الأميركي على خلفية عملية «غصن الزيتون» التي تشنّها أنقرة وفصائل من «الجيش السوري الحر» ضد المقاتلين الأكراد في عفرين شمال سورية، في ظل تهديد وجّهته أنقرة لواشنطن بضرورة وقف دعم الأكراد في منبج لتجنّب المواجهة بين الطرفين. تزامناً، انطلقت جولة تاسعة من المفاوضات السورية في فيينا وسط أنباء عن اجتماع متوتر بين المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا ووفد النظام .. الاختلاف بين العضوين في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي يتوقع أن يبحث في العملية التركية بناءً على طلب ألماني، تدرّج من اعتراض على مضمون بيان البيت الأبيض عن الاتصال بين رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب، مروراً بدعوة أنقرة واشنطن إلى سحب قواتها من منبج، وصولاً إلى رفض مقترح أميركي بإنشاء «شريط أمني» بعمق 30 كيلومتراً داخل سورية مقابل وقف عملية «غصن الزيتون». وفي وقت اطلع أردوغان على مجريات العملية من مركز إدارتها في ولاية هاتاي المحاذية للحدود مع سورية، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو «أنه لن يكون صواباً أن تناقش تركيا مع الولايات المتحدة احتمال إقامة شريط أمني في سورية قبل حل مسائل الثقة بين البلدين»، وكشف أن أردوغان أبلغ ترامب خلال اتصالهما بضرورة سحب القوات الأميركية من مدينة منبج، بعدما كان الرئيس التركي حذر من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية في سورية لتشمل منبج، في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الولايات المتحدة. من جانبه، رأى الناطق باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ أن «اقتراح الولايات المتحدة بخصوص إقامة منطقة آمنة أمر يمكن بحثه في شكل منفصل، أما وقف عملية غصن الزيتون فغير قابل للنقاش». وأكّد بوزداغ، خلال تصريحات صحافية أنه إذا «كانت واشنطن لا ترغب في مواجهة أنقرة، علماً أنها لا تريد ذلك، ونحن لا نرغب بذلك، فإنّ الطريق معروف وهو وقف دعم الإرهابيين وانسحابهم إلى شرق نهر الفرات». وحذّر «مساندي منظمة إرهابية» من أنهم «سيصبحون هدفاً في هذه المعركة»، مطالباً الولايات المتحدة بـ «إجراء مراجعة مع جنودها وعناصرها الذين يدعمون الإرهابيين على الأرض بطريقة ما لتجنب مواجهة مع تركيا». وفي فيينا، انطلقت جولة تاسعة من المفاوضات السورية في مقر الأمم المتحدة، بلقاء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وفدي النظام السوري برئاسة بشار الجعفري والمعارضة المتمثّلة بـ «هيئة التفاوض» برئاسة نصر الحريري. وأشارت قناة «العربية» إلى أن وفد النظام أبلغ دي ميستورا رفضه بحث «سلة الدستور»، متهماً إياه بعدم «الحيادية»، ولفتت إلى حصول «مشادات كلامية» خلال الاجتماع. وأتى ذلك فيما واصلت روسيا استعداداتها لعقد «مؤتمر الحوار الوطني» في سوتشي يومي 29 و30 الجاري، معلنة توجيه دعوة إلى 1600 شخصية سورية، ومشاركة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي هذا الإطار، أعلن القيادي في «الإدارة الذاتية» للأكراد شمال سورية، بدران جيا كورد، أن «الإدارة» لم تتلقَ حتى الساعة دعوة رسمية للمشاركة في المؤتمر، مؤكداً أنه «لا يمكن مناقشة حل للحرب» في ظل استمرار الهجوم التركي، فيما أكّد مصدر فرنسي بارز لـ «الحياة» أن أهمية محادثات فيينا التي انطلقت أمس، تكمن في أنها اختبار لما يقوله الجانب الروسي منذ أسابيع حول التزام موسكو مساراً سياسياً للحل في سورية، وأن الطريقة الوحيدة لإطلاق المسار فعلياً تكون بدخول النظام السوري في المفاوضات على مستقبل سورية بضغط من الروس.

أكراد عفرين يتعهّدون البقاء في أرضهم

الحياة...جنديرس (سورية) – متحدياً الهجوم التركي الذي يستهدف بلدته منذ أيام في إطار عملية «غضن الزيتون» وعلى رغم نزوح معظم جيرانه وتضرر منزله جراء القصف، قرر أبو جوان الصمود في منطقة عفرين شمال سورية «طالما بقي على قيد الحياة». وأكد الرجل السّبعيني الذي يستخدم اسماً مستعاراً ويلفّ رأسه بشال تقليدي لوكالة «فرانس برس»: «لن أخرج من جنديرس طالما أنا حيّ». ويسأل بانفعال «أين سأذهب؟ لا مازوت ولا سيارة لدينا. لا نعرف إلى أين سنذهب. الطرق حولنا مقطوعة كلها». وبدأت تركيا مع فصائل سورية معارضة قريبة منها السبت الماضي هجوماً من داخل أراضيها تحت تسمية «غصن الزيتون»، أعلنت أنه يستهدف المقاتلين الأكراد الذين تعدهم أنقرة «إرهابيين» في منطقة عفرين شمال محافظة حلب. واستهدفت الطائرات والمدفعية التركية في شكل خاص منذ بدء الهجوم المناطق القريبة من الحدود وبينها بلدة جنديرس الواقعة جنوب غربي مدينة عفرين وعلى تماس مع نقاط وجود الفصائل السورية المعارضة المدعومة من أنقرة والمشاركة في الهجوم. وأضاف الرجل الذي تضرر منزله وجرار زراعي يملكه جراء قصف مدفعي تركي أول من أمس، «ليساعدنا الله ويتلطّف بنا». وتسبب القصف على البلدة التي تعد من كبرى بلدات عفرين بدمار منازل من طبقات عدة. واختار عدد من الأهالي الاختباء في ملاجئ جهزوها سابقاً، حيث اختبأ حوالى ثلاثين شخصاً من بينهم أطفال داخل أحد الأقبية وسط ضوء خافت. وتعرّضت البلدة التي تؤوي خمسين ألف نسمة بين سكان ونازحين، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى قصف مدفعي كثيف في اليومين الأخيرين، فيما نفت تركيا أكثر من مرة استهدافها المدنيين. وقال صاحب محل بقالة من دون الكشف عن هويته: «رأسنا مرفوع ولن نغادر أبداً. ليعرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جيداً أن لا المدفعية ولا الطيران سيؤثر فينا». وأضاف: «قال أردوغان إنه لن يستهدف المدنيين لكنه من ضعفه يستهدفهم اليوم. إذا كان يريد ضرب المقاتلين فهم في الخنادق والجبال. هنا البيوت كلها للمدنيين». وزاد: «ليعرف أردوغان أنه طالما نحن أحياء فالأرض أرضنا وسنبقى فيها، لن نتركها. سنبقى على صدره مثل الصخر». وفي إحدى حارات جنديرس التي دمر القصف العديد من منازلها، التقط شخص عرّف عن نفسه بأنه محامٍ، صوراً للدمار عبر هاتفه. وذكر: «لن نخرج من جنديرس. سنقاتل ولن نتركها أبداً. نحن أصحاب حق وأصحاب قضية. لا قوة بإمكانها أن تخرجنا من أرضنا». وتقتصر المعارك الميدانية بين الجانبين على قرى حدودية مع تركيا، فيما لا تزال مدينة عفرين بمنأى عن المعارك والقصف الذي استهدفها لمرة واحدة عند بدء الهجوم، ما يجعلها وجهة النازحين الهاربين.

«قسد» تتهم الجيش التركي بتجنيد لاجئين في عملية «غصن الزيتون»

لندن- «الحياة» .. أنهت العملية التركية العسكرية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في شمال غربي سورية أسبوعها الأول بتقدّم محدود على محاور القتال المحاذية للشريط الحدودي في منطقة عفرين ومحيطها. فيما اتهم قيادي ينتمي إلى قوات سورية الديموقراطية» (قسد) الجيش التركي بتجنيد اللاجئين السوريين في معركة «غصن الزيتون». وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنّ «أكثر من 300 إرهابي تمّ تحييده» في إطار العملية. واتهم «الوحدات» الكردية باستهداف مسجد في ولاية كيليس الجنوبية ليل الأربعاء، قائلاً: «ماذا تريدون من أناس يتضرعون إلى الله في المسجد، إذا كنتم تمتلكون الجرأة فواجهوا جنودنا». وأكّد أنّ القوات التركية ردت على الهجوم مباشرةً، ودمّرت كل المواقع التي أُطلقت منها القذائف. في المقابل، نفت (قسد) التي تشكل «الوحدات» الكردية فصيلها الرئيسي، استهداف المدنيين في مدينة كيليس، واتهمت الاستخبارات التركية «بالقيام بمثل هذه الاستفزازات». وقال مسؤول مكتب العلاقات العامة لـ «قسد» ريدور خليل، إن تركيا «تقوم باستهداف المدنيين في مدينة كيليس المجاورة لعفرين من خلال أجهزتها الاستخباراتية خلسة للتشويش على الرأي العام بأن قسد تقوم بقصف واستهداف المدنيين»، معتبراً أن «تركيا تتخذ من هذه الأفعال الإجرامية ذريعة وحجة لغزوها مدينة عفرين». واتهم خليل تركيا بـ «العمل على تجنيد اللاجئين السوريين في مخيماتها وابتزازهم ليعملوا كجنود مرتزقة مع جيشها»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يتنافى مع القوانين الدولية ويُعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي والقانون الإنساني». وتواصلت الاشتباكات بين فصائل عملية «غصن الزيتون» والمقاتلين الأكراد في قسطل جندو في شمال شرقي عفرين، ومنطقتي بلبلة وراجو في شمال وشمال غربي عفرين، ومحاور أخرى في الشيخ حديد وجنديرس وصولاً إلى قرية حمام في جنوب غربي عفرين. وترافق القتال مع قصف القوات التركية مناطق في بلدة جندريس وأماكن في القرى المحيطة بها بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف المناطق الحدودية ومناطق أخرى في عمق منطقة عفرين. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية أمس، بأن المدافع والدبابات المتمركزة في النقاط الحدودية بولاية هطاي الجنوبية، نفذت رشقات عدة باتجاه مواقع الأكراد في عفرين. وأفادت مواقع إخبارية محسوبة على المعارضة بأن فصائل «الجيش السوري الحر» المشاركة في «غصن الزيتون» تمكنت أمس، من السيطرة على تلال في منطقة راجو التابعة لعفرين، ما مكنها من السيطرة نارياً على الطريق الذي يربط المنطقة بعفرين الذي تبعد 28 كيلومتراً. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 32 مدنياً على الأقل قُتلوا منذ انطلاق العملية العسكرية التركية، من ضمنهم إثنان سقطا في قصف لـ «قسد» على بلدة كلجبرين الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في ريف حلب الشمالي. وأوضح أن 42 عنصراً من المقاتلين الأكراد قُتلوا في الاشتباكات الدائرة وفي القصف الجوي والمدفعي التركي، فيما ارتفع إلى 48 على الأقل عدد مقاتلي الفصائل العاملة في عملية «غصن الزيتون»، إضافة إلى مقتل جنديين إثنين من القوات التركية. وتضاربت معلومات أمس متعلقة بشنّ الطيران التركي غارات على ريف مدينة منبج للمرة الأولى منذ بدء العملية. وأفاد نشطاء أكراد ومواقع إخبارية تركية بأن القصف التركي استهدف مواقع «قسد» في محيط قرية أم جلود في ريف منبج الغربي، من دون أي تعليق رسمي تركي أو كردي على الخبر. علماً أن الولايات المتحدة تنشر عدداً من قواتها في المدينة في إطار عمل التحالف الدولي في سورية، وكانت أعربت لتركيا عن قلقها من تمدّد «غصن الزيتون» إلى منبج. إلى ذلك، كشفت مصادر ميدانية قريبة من المعارضة أن رتلاً عسكرياً تركياً يقل مسؤولين أتراكاً دخل الأراضي السورية أمس، من نقطة كفرلوسين الحدودية شمال إدلب، للقيام بجولات استطلاعية في عمق محافظة إدلب بهدف دراسة المواقع التي ستتمركز فيها نقاط المراقبة التركية، استكمالاً لتنفيذ اتفاق «خفض التوتر» المنبثق من محادثات آستانة، والذي نصّ على انتشار القوات التركية في أرياف إدلب وحلب. وأشارت المصادر إلى أن تأخر انتشار القوات التركية في إدلب هو نتيجة «إتمام اتفاقات غير معلنة» بين تركيا وروسيا وإيران، والخلاف في شأن مصير منطقة شرق سكة الحديد في ريف إدلب «مع الإصرار الإيراني على السيطرة عليه وصولاً لمطار أبو الظهور العسكري وقد تم لها ذلك»، في إشارة إلى سيطرة القوات النظامية أخيراً على القاعدة العسكرية الإستراتيجية.

اجتماع باريس زوّد دي ميستورا بـ «أفكار» لطرحها في المحادثات

الحياة....باريس - رندة تقي الدين .. أكّد مصدر فرنسي بارز لـ «الحياة» أن أهمية محادثات فيينا السورية التي انطلقت أمس، تكمن في أنها اختبار لما يقوله الجانب الروسي منذ أسابيع حول التزام موسكو بمسار سياسي للحل في سورية، وأن الطريقة الوحيدة لإطلاق المسار فعلياً هو بدخول النظام السوري في المفاوضات على مستقبل سورية. مشيراً إلى أن اجتماع «باريس الخماسي» زود المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأفكار لطرحها في محادثات فيينا. ففي جميع جولات جنيف السابقة، تمسّك النظام السوري بموقف الرافض للتحاور مع أي كان والإدلاء بأي رأي في شأن الوثائق السياسية التي طُرحت خلال المفاوضات، بحجة الاستمرار بـ «مكافحة الإرهاب» ورفض أي شرعية للمعارضة السورية. وأوضح المصدر أن فرنسا وبريطانيا الولايات المتحدة والسعودية والأردن، التي عقدت اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية في باريس الأربعاء الماضي حول سورية، في انتظار نتائج محادثات فيينا التي تسبق مؤتمر «الحوار الوطني السوري» المرتقب في سوتشي نهاية الجاري. وتابع إنه في حال أظهر النظام في محادثات فيينا تغييراً في نهجه، فذلك قد يشير إلى أن «هناك شيء ما يتم إعداده من الجانب الروسي»، أما إذا بقي على موقفه فذلك يعني «أن ليس هنالك أي ضغط عليه». وأضاف المصدر أن وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في باريس بحثوا فكرة المسار الانتخابي وكيفية الوصول إلى هذه الانتخابات وإنشاء بيئة حيادية تسمح بالتصويت بحرية. وأشار إلى أنه إذا كانت روسيا صادقة بتنظيم انتخابات نزيهة، فينبغي أن تعمل مع الولايات المتحدة وحلفائها وفرنسا، وأن تقنع النظام والمعارضة بالتفاوض أولاً في إطار سورية المستقبل، وثانياً كيفية تنظيم هذه الانتخابات، وثالثاً كيف ستكون أجواؤها. وأكد المصدر وجوب التفاوض حول دستور جديد، في حين أن روسيا ترغب في تعديل الدستور السوري القائم. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شدّد على وجوب أن تتحمل الأسرة الدولية مسؤوليتها وتنتج أوراق عمل في شأن هذا المسار. وتابع أن ما تم القيام به خلال اجتماع وزراء الدول الخمسة في باريس (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والأردن) حول سورية، هو بلورة أفكار وتقديمها إلى المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، إلى جانب المبادئ المعروفة للمفاوضات والتي لم يوافق عليها النظام السوري يوماً. ووفق المصدر، فإن هذه الأفكار تعبّر عن الاحتياجات المؤسساتية الضرورية لإرساء أرضية وفاق سياسي في سورية مقبولة من المكونات السورية كافة، أي توزيع السلطات واستقلال القضاء واللامركزية في الحكم. وكشف أن وزراء الخارجية الخمس قدّموا لدي ميستورا هذه الأفكار، كي يتمكن من عرضها في المفاوضات الجارية في فيينا اليوم، مستخدماً نفوذه وسيطاً دولياً ودعمه من مجموعة دول مؤثرة. وأكد المصدر رفض باريس لمشروع قانون انتخابي يستثني اللاجئين والنازحين والمهاجرين، مشدداً على ضرورة ضرورة إعادة سنّ قانون انتخابي يسمح لجميع السوريين في الداخل والخارج بالمشاركة. ولفت إلى أن هذه المسألة تتطلب ضمانات أساسية مثل الإفراج عن معتقلين سياسيين وإنهاء المعارك تماماً وإعادة أملاك النازحين واللاجئين والمهاجرين. وتابع أن روسيا تملّكت مقولة «البحث عن حل لسورية» عبر محادثات آستنانة ومؤتمر سوتشي المرتقب، واعتبر أن إيران «لا تبالي» بالتوصل إلى حلّ في سورية، فيما تحاول تركيا حماية مصالحها الجيوستراتيجية. وأضاف: «إذا أردنا العودة إلى مفاوضات جنيف لتصبح المسار الرئيسي للحلّ السياسي في سورية، فينبغي بذل جهود لإقناع الروس بذلك». ورأى أن استقبال موسكو رئيس «هيئة التفاوض» نصر الحريري أخيراً، يشير إلى تطور في الموقف الروسي الذي كان في الماضي يحتقر «المجلس الوطني السوري» المعارض، في حين أن مظاهر استقبال الحريري الجيّد هذه المرة، تشير إلى أن موسكو قررت اعتبار «المجلس الوطني» والحريري مجموعة معارضة شرعية. وأضاف أن اجتماع الوزراء الخمسة حول سورية في باريس يؤكد أن مشروع الرئيس الفرنسي لإنشاء مجموعة اتصال حول سورية «هو في طريقه إلى التبلور شيئاً فشيئاً، لأن الراغبين بالتوصل إلى حل سياسي يدركون أن ذلك لن يتم بالحوار الثنائي بين الروس والأميركيين فقط، بل أنه يجب إشراك دول المنطقة وأعضاء مجلس الأمن، لممارسة ضغط على الأطراف ودفع جهود المبعوث الدولي إلى الأمام. وتابع المصدر أن هناك «إعادة التزام أميركي» في ملف الحل السياسي، بعد أن تركزّت أولوياتهم في الماضي لمحاربة تنظيم «داعش». وأضاف أن حالياً كل ما يقوله وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون والمسؤولون في الإدارة الأميركية في حوارهم مع باريس، إن واشنطن «استأنفت التحرك للضغط من أجل التوصل إلى حل». ورأى أن السبب الأول الذي دفع بالولايات المتحدة إلى التحرّك هو افتقار روسيا لوسائل تساعد في التوصل إلى حلّ سياسي مستقرّ ومقبول، والسبب الثاني هو قناعة لدى الإدارة الأميركية بأن غيابها عن الساحة السورية سيؤدي إلى «سيطرة إيران على الوضع».

هجمات لـ«داعش» في 4 محافظات سورية

بيروت – «الحياة» ... شن تنظيم «داعش» الإرهابي أمس، هجوماً واسعاً ضد القوات النظامية والجماعات المتحالفة معها قرب مدينة البوكمال جنوب شرقي محافظة دير الزور، فيما يحاول التنظيم إعادة فرض وجوده في ثلاث محافظات أخرى كانت انتهت فيها سيطرته سابقاً. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن هجوم مسلحي «داعش» في دير الزور امتدّ على مساحة كيلومترات عدة على الضفاف الغربية لنهر الفرات وأدى إلى مقتل عدد من قوات النظام ومسلحين من «ميليشيات» حليفة لها، فيما أكدت وكالة أنباء «سانا» السورية التابعة للنظام حصول الهجوم. ولفتت الوكالة إلى أن الهجوم استهدف قريتي الكشمة وغريبة بين مدينتي الميادين والبوكمال جنوب شرقي دير الزور، مشيرةً إلى أن «الاشتباكات أسفرت عن إحباط الهجوم والقضاء على أكثر من 25 من إرهابيي التنظيم التكفيري وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم». في المقابل، ذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم المتشدد أن مسلحيه دمروا دبابة لقوات الأسد بصاروخ موجّه في بلدة الرمادي، شمال غربي البوكمال. وأعلن التنظيم خلال الأيام الماضية أسر عناصر من قوات النظام. إلى ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا قصف طائرات يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي لمحاربة «داعش» على بلدة الشعفة في الريف الشرقي لدير الزور إلى 16 قتيلاً. ولفت «المرصد» إلى أن القصف استهدف البلدة التي تخضع لسيطرة «داعش» مساء الثلثاء. وكانت بلدة الشعفة شهدت مجزرة قتِل فيها 53 شخصاً من بينهم 21 طفلاً في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بقصف يرجح أنه روسي. وفي إطار محاولات التنظيم لتوسيع نقاط سيطرته في مناطق سوريّة أخرى، أكد «المرصد» أن مسلحي «داعش» تمكنوا من السيطرة على نحو 17 قرية في أرياف متحاذية ضمن محافظات حلب وإدلب وحماة، بعدما كانت القوات النظامية تقدمت في مناطق أخرى في هذا الجيب، لينتهي بذلك وجود «هيئة تحرير الشام» في هذا الجزء من الريف الشمالي الشرقي لحماة والريف الجنوبي لحلب. وسمح تقدم «داعش» بتوسيع سيطرته إلى 80 قرية على الأقل في أرياف إدلب وحماة وحلب، بالتالي حقق وجوداً جديداً له ضمن محافظة كان طرِدَ منها.

أنقرة تطالب واشنطن بسحب قوّاتها من منبج

واشنطن، أنقرة– «الحياة»، رويترز، أ ف ب - تصاعدت حدة التوتر أمس بين أنقرة وواشنطن بسبب العملية التركية في منطقة عفرين شمال سورية واحتمال حصول مواجهة ميدانية بين الطرفين في منبج. وتجلى ازدياد التباعد باعتراض تركيا على مضمون بيان البيت الأبيض في شأن الاتصال الهاتفي بين الرئيس رجب التركي طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، فيما كشف وزير الخارجية التركي أحمد جاويتش أوغلو أن بلاده دعت واشنطن إلى سحب القوات الأميركية من منبج. وفي ظل الخلافات بين الطرفين واعتراضات أبدتها دول غربية على العملية، أعلنت برلين أنها طلبت من حلف شمال الأطلسي (ناتو) إجراء محادثات داخل الحلف إثر التدخل العسكري التركي في شمال سورية ضد المقاتلين الأكراد. وقال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل في بيان «طلبت من الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن يبحث داخل الحلف في الوضع السوري وتحديداً في شمال هذا البلد»، موضحاً أن بلاده أرجأت إذن تصدير أسلحة كان مقرراً لأنقرة. وكانت واشنطن انتقدت الهجوم الذي أطلقه الجيش التركي السبت الماضي على «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين، لأنه يستهدف قوة حليفة للأميركيين وأثار مخاوف من مواجهة عسكرية بين القوتين في حال توسعه إلى منبج. وبعد الاتصال الهاتفي بين الرئيسين التركي والأميركي الذي جرى في وقت متأخر أول من أمس، أعلن البيت الأبيض أن ترامب حضّ تركيا «على وقف التصعيد والحد من أعمالها العسكرية»، معرباً عن قلقه من أن الهجوم قد يؤثر سلباً في عملية مكافحة الإرهابيين، لكن مسؤولاً تركياً قال إن البيان الأميركي «لا يعكس بدقة مضمون المحادثة الهاتفية» بين ترامب وأردوغان. وقال المصدر إن «ترامب لم يعرب عن قلق من تصاعد في العنف» في عفرين بل تحدث عن «ضرورة الحد من مدة العملية التركية». ورداً على دعوة أردوغان واشنطن إلى وقف إمداد «الوحدات» بالأسلحة، قال ترامب للرئيس التركي إن «بلاده لم تعد تقدم أسلحة للمجموعة وتعهد بعدم استئناف» إمدادات الأسلحة كما قال المسؤول التركي. وأعرب ترامب أيضاً عن قلقه إزاء الخطاب المناهض لأميركا في تركيا والذي اعتبره «مدمراً وخاطئاً» وفق ما أعلن البيت الأبيض، لكن المسؤول التركي أعلن أن ترامب «لم يستخدم عبارة مدمرة وخاطئة بل قال إن الانتقاد العلني «للولايات المتحدة يثير القلق». وتعليقاً على الاتصال أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن اعتقاده بأن «بيان البيت الأبيض أعِدّ قبل حصول الاتصال «لذلك لم يعكس الحقائق في شكل تامّ». وأوضح أوغلو في تصريحات إلى الصحافيين في العاصمة النمسوية فيينا أمس أن أردوغان أبلغ ترامب بـ «الحاجة إلى سحب القوات الأميركية من منبج»، لافتاً إلى أن بلاده لن تهاجم «قوات الحكومة السورية ما لم تتحرك ضدها». وقبل اتصاله بترامب، حذر أردوغان من أن بلاده ستوسع عمليتها العسكرية لتشمل مدينة منبج في خطوة قد تضع القوات التركية في مواجهة مع الجنود الأميركيين المنتشرين في المنطقة. وبعد الاتصال بين الرئيسين، اعتبر مبعوث واشنطن لدى التحالف ضد «داعش» بريت ماكغورك على «تويتر» أن «عملية مطوّلة قد تؤدي إلى بعث الحياة مجدداً في تنظيم داعش وهو على حافة الهزيمة». ولفت إلى أن «الولايات المتحدة تكثف حالياً الجهود للدعوة إلى ضبط النفس وخفض التصعيد. ونحن جاهزون للعمل مع تركيا في شأن الهواجس الأمنية المشروعة». إلى ذلك، هاجم رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم أمس، تقديم واشنطن «دعماً لمنظمات إرهابية»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن قبول ذلك». وقال في خطاب في أنقرة إن «الدولة التي نعتبرها حليفة في حلف شمال الأطلسي متواطئة مع منظمات إرهابية». وأضاف يلديريم: «هذا وضع خطير ومؤلم جداً، أن تعمل دولة مثل أميركا مع منظمات إرهابية هو أمر مذلّ جداً فعلاً».

غارات تركية على منبج للمرة الأولى منذ انطلاق عملية "غصن الزيتون"

أورينت نت - خاص ... أفادت مصادر خاصة لأورينت نت، عن استهداف طائرات الجيش التركي (الأربعاء) مواقع لـ"الوحدات الكردية" في ريف مدينة منبج وهي المرة الأولى التي يتم فيها قصف مواقع الوحدات في المدينة منذ بدء عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا بالاشتراك مع الجيش السوري الحر لطرد الوحدات من مدينتي عفرين ومنبج بحسب تصريحات رئاسة الأركان التركية. وأوضح الناشط قحطان عبد الجبار (من أبناء مدينة منبج) لأورينت نت أن الغارات التركية استهدفت مواقع عسكرية لـ"الوحدات الكردية" بين قريتي الدندلية والصيادة شمال غرب منبج. في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام تركية عن اندلاع اشتباكات عند مدينة تل رفعت (الخاضعة لسيطرة الوحدات) من محورين، وأوضحت قناة (خبر تورك) أن الجيش التركي وقوات الجيش الحر تتحرك من مدينة مارع باتجاه تل رفعت دون أن تورد معلومات أخرى عن حصيلة هذه الاشتباكات التي تندلع أيضاً للمرة الأولى منذ بدء عملية "غصن الزيتون".

مجلة أمريكية تكشف عن الدور الخفي للصين في سوريا

ترجمة وتحرير أورينت نت... يظهر اسم الصين كثيراً عند الحديث عن سوريا حيث تطغى روسيا وإيران بسبب احتلالهم العسكري لعدة مناطق سورية ولكن مجلة "نيوزويك" الأمريكية تشير في تقرير لها ترجمه موقع أورنيت نت إلى أهمية ومحورية الدور الصيني في الحفاظ على نظام الأسد. وتتحدث "نيوزويك" عن الدور الصيني المرتقب في سوريا، وأهمية استمرار نظام بشار الأسد بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم بقيادة (شى جين بينغ)، وتشير إلى أن الانعطاف الذي حصل للنظام في سوريا، لم يكن ممكنا بدون دور الصين، وذلك بالرغم من أن الأنظار كلها تتجه لموسكو بسبب دعمها نظام الأسد.

طموحات الرئيس الصيني

صعود الصين على المستوى العالمي ليس بجديد خصوصاً مع قيادة الرئيس الصيني (شى جين بينغ) والذي أظهر مدى قوته في مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني (الحزب الحاكم) والذي أنعقد في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. الرئيس (شي) قام بإصلاحات واسعة النطاق لإصلاح الجيش الصيني وتطوير خط التجارة التاريخي الذي يمر بآسيا، والشرق الأوسط وأفريقيا وأوربا، وفي خضم هذه المساعي، يشكل بقاء النظام في سوريا فائدة بالنسبة لبيجين.

التوافق بين البعث والشيوعي الصيني

وقال (كمال علام)، المحلل العسكري السوري والزميل الزائر في "المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدفاع والدراسات الأمنية" في المملكة المتحدة، لـ "نيوزويك" إن هناك إمكانية كبيرة لتكون سوريا "مركز خدمات لوجستي رئيسي بالنسبة للصين، تاريخها، أساسي لعودة الاستقرار إلى الشرق، مما يعني أنه يتعين على الصين إدراجها ضمن خطتها للمنطقة، ومن منظور آمني، إذا كانت سوريا غير آمنة، لن تكون كذلك استثمارات الصين في دول الجوار" وأضاف علام "من الناحية الثقافية، طبيعة نظام الأسد تناسب معايير الحزب الشيوعي [الصيني]، سوريا تحت حكم بشار كانت مزيح من الاشتراكية واقتصاد السوق المفتوح، مع تركيز على التعليم، والولاء للدولة فوق الدين، هذا يجذب الصين، تحديداً في منطقة يكثر فيها ارتفاع الأصولية الدينية". كما أشار علام إلى أن الروح الاستبدادية المناهضة للغرب في الحزب الحاكم الاشتراكي في سوريا، حزب البعث، تتفق دائماً مع النظام الصيني الاشتراكي.

مصنع "السكود"

زودت الصين سوريا بمكونات الأسلحة منذ التسعينات، لكن علاقتها مع سوريا لم تزدهر إلا بعد وراثة بشار الأسد للحكم، حسب علام، ففي عام 2002 تقدمت الصين بمقترح لإنشاء مركز لإنتاج صواريخ السكود في سوريا، ونتيجة لذلك أصبحت بعدها الصين واحدة من أكبر خمس شركات أسلحة تقليدية في سوريا بين عامي 2006 و2010. ولم تتوقف الأسلحة عن التدفق في العام التالي (2011) الذي اندلعت فيه اشتباكات بين قوات الأمن السورية والمتظاهرين في حرب شاملة عمت أرجاء البلاد، وفي حين ألقى الغرب وتركيا ودول الخليج بثقلهم مباشرة للإطاحة ببشار الأسد في 2011 فإن الصين وروسيا تدخلتا لدعمه، كما تقول "نيوزويك". كان القرار سهلا، بالنسبة للروس، حيث تحتفظ موسكو ودمشق بعلاقات قوية تعود إلى 1971، أي في السنة التي تولى فيها حافظ الأسد السلطة واصطف بقوة مع الاتحاد السوفيتي خلال الحرب الباردة. وفي نفس السنة، سمح للبحرية الروسية أن تعمل من قاعدة قبالة شواطئ مدينة طرطوس الساحلية، مما أعطى الاتحاد السوفيتي قوة نارية في البحر المتوسط، وأعطى النظام صديق مدى الحياة. وبينما تزداد احتمالات وقوع حرب باردة ثانية بين واشنطن وموسكو، تدعم الصين بشار الأسد ليس لمواجهة الولايات المتحدة بقدر ما تريد دعم مصالحها خارج الحدود.

التمسك بإعادة الإعمار

باعت الصين أسلحة وأرسلت عدداً محدوداً من قواتها إلى سوريا، وفقاً لصحيفة The Global Times التابعة للحزب الشيوعي، ولكنها مع ذلك تمكنت من البقاء بعيدا عن طريق الولايات المتحدة وروسيا. اختارت الصين التمسك بإعادة الإعمار والمساعي الاقتصادية ولذلك بقيت بحسب (كمال علام) بعيدة عن التورط بشكل مباشر "الصين لا تواجه نفس الخطر الذي تواجهه روسيا وإيران، فهي لم تتورط بالقتال، لذلك لم يلحقها أي سوء، الصينيون عادة يبقون خارج النفوذ السياسي، لذلك سينجحون".

مخاوف من مقاتلي "الإيغور"

وتعتبر "نيوزويك" أن الصين لديها أيضاً مصلحة أمنية في استقرار سوريا، وتستشهد بما قاله (عماد مصطفى) سفير النظام في الصين لوكالة رويترز في أيار/مايو "الصين، كما أي بلد آخر، يجب أن تشعر بقلق شديد" حيث يُعتقد أن ما يصل إلى 5000 صيني يقاتلون في سوريا بين صفوف "المنظمات الجهادية" مثل "القاعدة" وتنظيم "داعش"، وأشار (علام) إلى أن الصينيين يعتمدون على نظام الأسد "من أجل استخبارات حيوية تخص المسلحين الإيغور". ويتهم أبناء أقلية "الإيغور" الصين، بقمع الهويات الثقافية والدينية والعرقية للغالبية الإسلامية، حيث اتخذت بيجين موقفا متشددا من الهجمات المسلحة من الإيغور، وبحسب الخبراء، فالإيغور، هم الدافع الأساسي لدور الصين في سوريا، وتنقل نيوزويك عن (جيوفري أرونسون) خبير شؤون الشرق الأوسط ورئيس شركة الاستشارات في "مجموعة مورتونس" قوله بإن " مخاوف الصين بشأن الإسلاميين في سوريا متجذرة بمخاوفهم بشأن الإسلاميين في الداخل" وأضاف "هناك أسباب قليلة جدا للصينيين لدعم المعارضة، حتى ما يسمى بالمعارضة العلمانية التي لم تعد موجودة".

استثمار في المستقبل

احتضنت الصين المبادرة السياسية التي تقودها روسيا، في استانا، وسُميت الصين كعضو مراقب محتمل في أيلول/سبتمبر، وفي الشهر الماضي اجتمع وزير الخارجية الصيني (وانغ يى) مع مستشارة الأسد السياسية والإعلامية (بثينة شعبان) لبحث "دور أكبر [للصين] في العملية" وفى خروج آخر عن الغرب بدأت الصين بالفعل في تأمين حصتها الاقتصادية في إعادة إعمار البلد الذي مزقته الحرب. وبينما تشترط الولايات المتحدة والحلفاء الآخرون بأن تؤدي عملية السلام إلى انتقال سياسي متين لا يشمل الأسد، تختلف معها الصين التي تصب اهتمامها بالفرص المربحة عوضاً عن السعي لتغير النظام في البلد الذي يقع على مفترق طرق بين البحر المتوسط والشرق الأوسط. حيث تعد هذا المنطقة نقطة اتصال رئيسية لحزام الصين وطريقها، أو مبادرة "حزام واحد، طريق واحد"، والتي تهدف إلى إعادة بناء وتوسيع الطرق التجارية التاريخية للصين في جميع أنحاء آسيا نحو أوروبا وأفريقيا. في تصريح لرئيس جمعية الصين للصرافة العربية (تشين يونغ) لـ "بلومبيرج" حول موقف الشركات الصينية من سوريا قال " انهم يرون إمكانات تجارية ضخمة هناك لان البلاد كلها بحاجة إلى إعادة بناء" .. بالنسبة لخبير الشرق الأوسط (أرونسون) أخبر "نيوزويك" أن "الصينيين يروننا [الأمريكان] كيف نأخذ أموالا من البنك ونستثمرها في لا شيء". الصينيين يشعرون برهبة من هذا الأمر فهم لا يفهمون ذلك. نحن، بمعنى ما، ليس لنا في أعمال إعادة بناء البنية التحتية والتنمية التي لا تتصل مباشرة بوجودنا العسكري" وأضاف "سنقوم ببناء مهبط للطائرات، وقاعدة عسكرية، بينما سيبني الصينيون خط سكة حديد، وميناء. انهم يستثمرون في المستقبل" وأكمل (أرونسون) بالقول "كنا عادة ما نقول إن التجارة تلحق البلد، بالنسبة للصين، البلد هو من يلحق بالتجارة".

ورقة غربية ـ إقليمية لـ«رسم الحدود» بين الأسد ورئيس الوزراء... و«حيادية الأمن»

مصادر غربية تتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن معايير الموقف الأميركي... ومفاوضات فيينا اختبار للمشاركة في سوتشي

الشرق الاوسط...لندن: إبراهيم حميدي... صاغ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وحلفاؤه الغربيون والإقليميون مبادئ تصورهم للحل السياسي السوري في ورقة خطية تضمنت مقترحات عملية للإصلاح الدستوري، وتقليص صلاحيات الرئيس و«رسم الحدود» بينه وبين رئيس والوزراء والإدارات المحلية، وتأسيس «جمعية المناطق» مع البرلمان، و«حيادية» الجيش والأمن، إضافة إلى «انسحاب الميليشيات الأجنبية» من سوريا، بحيث تكون هذه خريطة عمل مقترحة للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. كما بعث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، رسالة خطية إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تضمنت معايير محددة يجب أن تتحقق قبل مشاركة الأمم المتحدة في «مؤتمر الحوار الوطني السوري» في سوتشي يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. أحد المعايير، هو «الانخراط البناء» لوفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام في فيينا التي بدأت أمس، خصوصاً لجهة المشاركة في بحث ملف الدستور. والتقى دي ميستورا، أمس، كلاً على حدة، الوفد الحكومي السوري برئاسة بشار الجعفري، ووفد «هيئة التفاوض» المعارضة برئاسة نصر الحريري. واستمر اجتماع المبعوث الخاص مع الوفد الحكومي نحو ساعتين، من دون أن ترشح أي معلومات عنه حتى مساء أمس، كما لم يدلِ الجعفري بأي تصريح لدى وصوله. وقال دبلوماسي غربي: إن محادثات فيينا «الوقت المناسب لاختبار قدرة الروس على إقناع النظام بالالتزام بتعهداته. وحان الوقت كي تأخذ روسيا زمام الأمور إذا كانت تريد إنقاذ مؤتمر سوتشي من مقاطعة المعارضة». وأوضح ان وفد «الهيئة» سيلتقي وفدا روسيا اليوم «كي يطلب الضغط على وفد الحكومة»، اضافة الى تعديل «وثيقة سوتشي». وكان فريق الأمم المتحدة زار دمشق الأسبوع الماضي، وسأل الخارجية السورية سلسلة من الأسئلة عن الإصلاح الدستوري ومرجعية اللجنة الدستورية وعلاقتها بمفاوضات جنيف وتنفيذ القرار 2254، لكن دمشق رفضت إعطاء أي جواب، واكتفت بالقول: إن الأجوبة ستأتي في فيينا. وكان لافتاً أن دي ميستورا والمبعوثين الغربيين كثفوا جهوداً خاصة للبحث عن تفاصيل موقف الوفد الحكومي ومدى انخراطه في ملف الدستور، على اعتبار أنه في الجولة الثامنة رفض الجعفري بحث ملف الدستور قبل «إعادة سلطة الدولة على جميع الأراضي السورية وتحريرها من الإرهاب». كما أن مقربين من دمشق تمسكوا بأن الإصلاح الدستوري يجب أن يكون ضمن الدستور الحالي لعام 2012 والآليات المتوفرة، أي عبر لجنة التشريعات في البرلمان التي تقترح تعديلات على الدستور.
من غوتيريش إلى لافروف
وكان موضوع «الإصلاح الدستوري» ملفاً أساسياً في رسالة من غوتيريش إلى لافروف والاتفاق الموقّع بين الرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين في نوفمبر (تشرين الثاني)؛ إذ إن دولاً غربياً والأمم المتحدة تمسك بأنه «يلتزم الرئيس بشار الأسد بالتوصل إلى دستور جديد وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف الأمم المتحدة بموجب القرار 2254». ولم ينجح ألكسندر لافرينييف، مبعوث الرئيس الروسي، في الحصول من دمشق على تعهد كهذا. وأقصى ما حصل عليه، هو بيان رئاسي سوري مفاده استعداد لـ«إصلاح دستوري (في دستور عام 2012) وإجراء انتخابات برلمانية» من دون ذكر الرئاسية والقرار 2254 وعملية جنيف. وقام لافرينييف بـ«ملء الفراغ» عندما أعلن بنفسه في آستانة التعهد الذي كان «مطلوباً من الأسد»، بحسب وعود موسكو. مرد التمسك الغربي والدولي بـ«معايير غوتيريش»، يتعلق بمتطلبات المشاركة في مؤتمر سوتشي، خصوصاً أن الجانب الروسي وجه دعوات إلى الدول الأربع دائمة العضوية في مجلس الأمن (باعتبار أن روسيا هي الخامسة) والدول الإقليمية البارزة والمجاورة لسوريا و«ضامني» عملية آستانة، أي إيران وتركيا (وروسيا) بصفة «مراقبين». ولن يقرر مسؤولو الدول الغربية المشاركة أو المقاطعة في انتظار قرار «الهيئة التفاوضية» ونتائج مفاوضات فيينا. اللافت، أن أنقرة ودولاً إقليمية أخرى دخلت على الخط في تشجيع «الهيئة» المعارضة للمشاركة في سوتشي؛ إذ إن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبلغ رئيس «الهيئة» نصر الحريري، أول من أمس، بالمشاركة في سوتشي وطرح الأسئلة والمطالب، وضرورة البقاء في العملية السياسية. لكن واقع الحال، أن قيام وفد الحكومة السورية بـ«الانخراط البناء» في مفاوضات فيينا يلبي أحد متطلبات «معايير غوتيريش» إلى لافروف للمشاركة الأممية في مؤتمر سوتشي وليس جميعها؛ إذ إن هناك متطلبات أخرى، بينها أن اللجنة الدستورية يجب أن تضم ممثلين من الحكومة السورية والمعارضة وأطرافاً أخرى، وأن يتم الاتفاق على مهمة وصلاحية اللجنة الدستورية ضمن عملية جنيف، وأن اللجنة الدستورية يجب أن تشرف على الحوار الوطني وصوغ دستور جديد، إضافة إلى أن مؤتمر سوتشي يجب أن يعقد لمرة واحدة فقط ويدعم عملية جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة، وإلى تكرار طلب آخر يتعلق بـ«التزام الأسد إقرار دستور جديد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية بإشراف الأمم المتحدة بموجب القرار 2254 وعملية جنيف». وتم التأكيد على أن «تشرف» الأمم المتحدة على العملية الانتخابية من الألف إلى الياء، وعدم الموافقة على الاكتفاء بأن تتم الانتخابات بـ«رقابة» الأمم المتحدة. وتكتسب هذه الشروط أهمية؛ ذلك أن وثيقة البيان الختامي لمؤتمر سوتشي التي نشرتها «الشرق الأوسط» قبل يومين، تضمنت تشكيل ثلاث لجان: دستورية لإجراء إصلاح دستوري (وليس إقرار دستور جديد)، ولجنة انتخابات، وهيئة رئاسية لمؤتمر سوتشي الذي دعي إليه 1600 سوري.
ورقة غربية ـ إقليمية
في موازاة ذلك، بدا أن إدارة الرئيس ترمب باتت واضحة في رؤيتها السياسية عندما قدمت استراتيجية للملف السوري، تضمن سلسلة من المبادئ، بينها «البقاء العسكري المفتوح» شرق سوريا، ودعم الاستقرار والإعمار هناك، واستعمال ذلك ورقةً في التفاوض مع موسكو. وبعد محادثات طويلة، أقر تيلرسون ونظيراه البريطاني بوريس جونسون والفرنسي جان إيف لودريان وحلفاؤهم الإقليميون، ورقة للحل في اجتماعات وزارية في باريس الثلاثاء الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية غربية لـ«الشرق الأوسط» أن الورقة اقترحت على دي ميستورا أن «يضغط» على وفدي الحكومة والمعارضة لـ«إجراء مفاوضات جوهرية للإصلاح الدستوري، ومعايير عملية لإشراف الأمم المتحدة على الانتخابات، وخلق بيئة آمنة ومحايدة في سوريا لإجراء الانتخابات بما في ذلك إجراء حملات انتخابية من دون خوف»، إضافة إلى إجراءات بناء الثقة. وأضافت المصادر إن الورقة أكدت بوضوح أن الدول المعنية «مستعدة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا فقط عندما يتحقق الانتقال السياسي الجدي والجوهري والشامل عبر التفاوض بين الأطراف المعنية برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ القرار 2254 وبيان جنيف، وعندما تتأسس بيئة حيادية تسمح بالانتقال: «السياسي. وتضمنت الورقة، بحسب المصادر الدبلوماسية الغربية، ثلاثة عناصر: يتعلق الأول بثمانية مبادئ للإصلاح الدستوري بينها «صلاحيات الرئيس»، بحيث تعدل عما هي في الدستور الحالي للعام 2012 وتتضمن 23 صلاحية بهدف «تحقيق توازن بالصلاحيات وضمانات لاستقلال المؤسسات المركزية الأخرى والإدارات الإقليمية» في إشارة إلى الإدارات المحلية. كما تضمن مبدأً آخر، يتعلق بصلاحيات رئيس الوزراء بـ«تقوية صلاحياته، ورسم حدود السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء» بحيث لا يعتمد تعيين رئيس الوزراء على قرار الرئيس، إضافة إلى صلاحيات برلمان وتأسيس مجلس آخر يعكس «تمثيلاً إقليمياً» (إدارات محلية)، مع سحب صلاحيات الرئيس من حل البرلمان أو المجلس الإقليمي. وكانت «وثيقة سوتشي» أشارت إلى «الحكم الذاتي» في سوريا، في حين أشارت ورقة دي ميستورا السابقة لمبادئ الحل السياسي إلى «الإدارات المحلية». وتحدثت المسودة الروسية للدستور السوري عن «جمعية مناطق» تؤسس إلى جانب البرلمان. كما تشير وثائق المعارضة والحكومة إلى «اللامركزية» أو «الإدارات المحلية». وتلمح جميع هذه الوثائق إلى مناطق سيطرة ذات غالبية كردية شرق سوريا وشمالها ومناطق معارضة، في حين يُعتقد أن واشنطن تشير في وثائقها إلى منطقة شرق نهر الفرات الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية - العربية بدعم التحالف الدولي ضد «داعش». وتناولت الورقة الغربية - الإقليمية، بحسب مصادر غربية: «إصلاح أجهزة الأمن» بحيث تخضع للسلطة المدنية وإنهاء الحصانة عنها، إضافة إلى عملها في شكل حيادي مع خضوعها للمساءلة والمحاسبة. وتختلف هذه البنود عن «وثيقة سوتشي» التي تحدثت عن جيش وأجهزة أمن تحت الدستور، في حين أشارت ورقة دي ميستورا إلى «جيش مهني» وخضوع أجهزة الأمن لـ«قانون حقوق الإنسان». العنصر الثاني، بحسب المصادر، يتعلق ببنود مؤثرة بـ«إشراف» الأمم المتحدة على الانتخابات بمشاركة النازحين واللاجئين بموجب القرار 2254، بحيث تؤسس مؤسسات وفق معايير دولية «تشرف» على الانتخابات بما فيها «هيئة انتخابية مهنية وحيادية ومتوازنة»، إضافة إلى صلاحية قوية للأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن لـ«تولي المسؤولية الكاملة لإجراء انتخابات حرة وعادلة في سوريا»، عبر تأسيس هيئة الانتخابات ومكتب سياسي لدعم الانتخابات و«دور في الاعتراف بنتائج الانتخابات». وتعتبر هذه الشروط أساسية، بحسب تعريف الأمم المتحدة لمعنى «الإشراف» والفرق بينه وبين «المراقبة». ويتناول العنصر الثالث إجراءات بناء الثقة وتوفير البيئة المحايدة لإجراء الانتخابات، وتشمل بنوداً عدة، بحسب المصادر، بينها «الانخراط البناء» من الأطراف السورية في عملية جنيف، ووقف العمليات القتالية و«حيادية أجهزة الأمن»، إضافة إلى «انسحاب الميلشيات الأجنبية وإطلاق برنامج لنزع السلاح والاندماج والتسريح» للعناصر المسلحة والوصول إلى الوثائق المخصصة للسجل المدني.

حملة انتقادات روسية للسياسات الأميركية في سوريا

الشرق الاوسط...موسكو: طه عبد الواحد... اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بتدمير مدينة الرقة، وعدم استعدادها لإعادة إعمارها وتقديم المساعدات الضرورية للسكان المنكوبين. وأثارت استياء موسكو تصريحات أدلى بها مارك غرين، مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أثناء زيارة أجراها لمدينة الرقة يوم 22 يناير (كانون الثاني) الحالي. وقالت الوزارة في بيان أمس: إن «منطق تصريحات غرين يثير الدهشة»، وأضافت إنه قال في البداية إن الدمار منتشر في كل مكان في المدينة، وإنه يعجز عن وصف الوضع، و«عندما دار الحديث حول مساعدة حقيقية للمواطنين هناك، تهرب غرين على الفور وقال: إن مهمة وكالته الاستقرار وليست إعادة البناء». وبأسلوب لا يخلو من السخرية، قال البيان: إن «الاستقرار» الذي يتحدث عنه غرين يعني مجرد ترميم أنابيب المياه وشبكة الكهرباء، ولا يعني «تزويد المنكوبين في المدينة بالمساعدات والمواد الأساسية، كما تفعل روسيا في حلب ومدن سورية أخرى». واتهمت وزارة الدفاع الروسية الوكالة الأميركية للتنمية بأنها «لا تنوي الإنفاق من الميزانية الأميركية على إعادة الإعمار، وإنما ستقوم بالضغط على الحلفاء لإجبارهم على المساعدة». وحذرت من أنه في حال لم يغير الغرب سياسته هذه، فإن الرقة ستبقى غارقة في الدمار. واتهمت روسيا القوات الأميركية باعتماد سياسة الأرض المحروقة في قصف مدينة الرقة خلال تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، وبعد إعلان التحالف عن استعادة المدينة في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، قالت روسيا إن الأميركيين دمروا المدنية ولم يفتحوا ممرات إنسانية لإنقاذ المدنيين. وتدعو روسيا الدول الغربية للمشاركة في عمليات الإعمار في سوريا، إلا أن الأوروبيين والأميركيين يرفضون أي مشاركة قبل تحقيق الانتقال السياسي في سوريا. وانتقدت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية، تصريحات وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حول سوريا، وقالت: إن واشنطن ما زالت تسعى إلى تحقيق هدف إزاحة «الرئيس المنتخب شرعياً» عن السلطة في سوريا، بينما يشكل إعلانها عن الإبقاء على قواتها في سوريا «انتهاكا للقانون الدولي، وعمل لا يساهم في التسوية السياسية للأزمة السورية الداخلية»، وأضافت إن السياسة الأميركية تتجه نحو تقسيم سوريا إلى أجزاء. وتوقفت زاخاروفا في مؤتمرها الصحافي أمس عند مؤتمر سوتشي، وأكدت أن الوزير لافروف يخطط للمشاركة فيه. وبالنسبة للوضع في عفرين، قالت: إن وزير الخارجية والمسؤولين الروس على اتصال مستمر مع الأتراك بخصوص الوضع هناك، وفي سياق تلك الاتصالات «تبذل موسكو كل ما بوسعها لمشاركة القوى السياسية الكردية في تسوية الوضع». إلى ذلك، واصلت موسكو انتقاداتها للقاء الدولي الذي نظمته فرنسا أخيراً، تحت عنوان «المبادرة الدولية لمنع مستخدمي السلاح الكيميائي من الإفلات من العقاب»، والاتهامات التي وجهها وزير الخارجية الأميركي لروسيا في ذلك المؤتمر، حين قال: إن «الأسد لا يزال يستخدم السلاح الكيماوي»، وأضاف أن «روسيا تتحمل المسؤولية عن الضحايا المستهدفين بالأسلحة الكيميائية». وقالت الخارجية الروسية في بيان نشرته على موقعها الرسمي: إن تلك الاتهامات «تشهير» بحق روسيا وسوريا، ووصفت تحميل دمشق وموسكو المسؤولية عن الهجمات الكيماوية بأنها «بروبغاندا» بهدف «تشويه سمعة روسيا دولياً، ونسف جهود التسوية السياسية في سوريا». واتهم البيان الولايات المتحدة بأنها «حسمت أمرها بشأن المحق والمتهم، انطلاقاً من نزعاتها الجيوسياسية الخاصة، واعتماداً على اتفاقيات خلف الكواليس مع المقاتلين المناهضين للحكومة»، ورأت أن الإصرار على تحميل النظام مسؤولية الهجمات الكيماوية يخفي سعياً أميركياً لتكرار السيناريو العراقي أو اليوغسلافي أو الليبي». ودعت الخارجية الروسية «الشركاء» إلى البقاء على مسافة والابتعاد عن الاتفاقيات التي توصلت إليها الولايات المتحدة مع دول أخرى خلال مؤتمر باريس، ووصفت تلك الاتفاقيات بأنها «مغامرة خطيرة، لا تمت بأي صلة للأهداف المعلنة».

وزير تركي: على الاوروبيين دعم تدخلنا العسكري بسوريا والادارة الكردية في عفرين تدعو دمشق للتدخل

ايلاف....أ. ف. ب... بيروت: دعا الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في مقاطعة عفرين عثمان الشيخ عيسى الخميس النظام السوري الى التدخل لمنع الطائرات التركية من قصف المنطقة التي تتعرض منذ السبت لهجوم تشنه أنقرة وفصائل سورية معارضة موالية لها. وقال الشيخ عيسى في تصريحات لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من بيروت "إذا كان هناك من موقف حقيقي ووطني للدولة السورية، التي لديها ما لديها من امكانات، فعليها أن تقف بوجه هذا العدوان وتقول انها لن تسمح بتحليق الطائرات التركية". وتشن تركيا وفصائل سورية معارضة، لليوم السادس على التوالي، هجوماً تقول إنه يستهدف المقاتلين الأكراد، الذين تصنفهم بانهم "ارهابيون"، في منطقة عفرين الحدودية في شمال سوريا. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان خلال تفقده الحدود الخميس إن عملية "غصن الزيتون" تهدف الى "تطهير عفرين من الارهابيين" والسماح للسوريين اللاجئين في تركيا بالعودة الى بلادهم. وشدد الشيخ عيسى على أن "عفرين جزء لا يتجزأ من الاراضي السورية وأي اعتداء عليها هو اعتداء على سيادة الدولة السورية، ولذلك ناشدناها أن تخرج عن صمتها وتبين موقفها تجاه هذا العدوان الشرس". ويأتي تصريح الشيخ عيسى بعد دعوة الادارة الذاتية الكردية في مقاطعة عفرين في بيان الخميس، "الدولة السورية الى القيام بواجباتها السيادية تجاه عفرين وحماية حدودها مع تركيا من هجمات المحتل التركي (...) ونشر قواتها المسلحة السورية لتأمين حدود منطقة عفرين". وكانت دمشق هددت قبل أسبوع على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد بأن القوات الجوية السورية جاهزة "لتدمير" الطائرات التركية في حال شنها أي هجوم على عفرين. وندد الرئيس السوري بشار الأسد الأحد بما وصفه بـ"العدوان التركي الغاشم". وقبل اندلاع النزاع في العام 2011، عانى الأكراد طوال عقود من التهميش من قبل الحكومات السورية المتعاقبة. وتصاعد نفوذهم تدريجاً مع انسحاب القوات الحكومية من مناطقهم في العام 2012 وتصديهم لتنظيم الدولة الاسلامية، وصولاً الى اعلانهم النظام الفدرالي على مناطق سيطرتهم، في خطوة رفضتها دمشق والمعارضة في آن واحد. وصعدت دمشق في الأسابيع الأخيرة نبرة خطابها تجاه الاكراد مع اتهامها المقاتلين الاكراد الذين يتلقون دعماً من واشنطن بـ"الخيانة"، مؤكدة تصميمها على استعادة كافة الاراضي السورية.

وزير تركي: على الاوروبيين دعم تدخلنا العسكري بسوريا

قال الوزير التركي للشؤون الاوروبية عمر جيليك الخميس ان تركيا تريد ان يقف الاوروبيون "الى جانبها" في تدخلها العسكري بشمال سوريا بداعي مواجهة وحدات حماية الشعب الكردية. وصرح الوزير الذي اتى الى بروكسل دفاعا عن التدخل في سوريا، لوكالة فرانس برس "ما نريد سماعه من حلفائنا واصدقائنا، وما يجب ان يقولوه هو +نحن مع تركيا، نحن الى جانب تركيا عندما يتعلق الامر بالتصدي للارهاب (..) خصوصا حين يتعلق الامر بتطهير عفرين من عناصرها الارهابية". واعتبر ان "لتركيا مصالح امنية شرعية" لتبرير التدخل العسكري الذي اثار قلق المجتمع الدولي، مضيفا "حتى اليوم تم توجيه اكثر من 700 طلقة على تركيا. لا يمكن ان نسمح بذلك". واضاف "قلنا بوضوح لاصدقائنا انه ينبغي ان لا يدعموا وحدات حماية الشعب" الكردية السورية، مشيرا الى ان بلاده اقترحت بلا جدوى على الغربيين "القيام بالعملية معا" قبل ان تشنها "منفردة". وكانت موغيريني عبرت في بداية الاسبوع عن القلق البالغ للتدخل العسكري وطالبت بـ"ضمان وصول المساعدة الانسانية للسكان" وبأن تركّز تركيا "استراتيجيتها" العسكرية على تنظيم الدولة الاسلامية. كما ابدت مخاوف من تأثير العمل العسكري التركي على مفاوضات السلام السورية. ورد الوزير التركي على كل ذلك بتأكيده ان بلاده "بين اكثر الدول شفافية" في مجال اتاحة وصول المساعدات الانسانية، قائلا ان تركيا "الاكثر تصميما في التصدي لداعش، لكنّ وحدات حماية الشعب ايضا منظمة ارهابية". واضاف ان وحدات حماية الشعب "تتعاون مع روسيا في بعض المناطق ومع الولايات المتحدة في مناطق اخرى ومع نظام الاسد في مناطق وداعش في اخرى".



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..ضبط أسلحة إيرانية.. وعملية عسكرية لتحرير تعز...ميلشيات الحوثي تفرج عن المختطف الأمريكي..شركات حوثية لـ «بيع» ممتلكات الدولة...وفد حوثي إلى مسقط لنقاش مقترح حل دولي للأزمة اليمنية..وزير خارجية قطر: نعول على دعم واشنطن لحل الأزمة مع الدول المقاطعة..ملك الأردن: السعودية ترسم الخطوط الحمراء لنشاط إيران في المنطقة...

التالي

العراق..العبادي: إعمار العراق يتطلب 100 مليار دولار...وزير الدفاع العراقي: نرغب في تعزيز التعاون العسكري مع الكويت..الأكراد يعارضون إجراء الانتخابات في كركوك...الأمم المتحدة مستعدة للمساعدة في تنظيم انتخابات عراقية «نزيهة»...العبادي يدعو بارزاني إلى التزام تفاهمات في شأن وحدة العراق وسيادته..منافذ العراق تحت سطوة «الميليشيات»...البغدادي يفرّ إلى أفريقيا........ وترجيحات باختبائه شمال تشاد...

في غزة، الوقت الأكثر خطراً..

 الأربعاء 23 تشرين الأول 2024 - 7:38 م

في غزة، الوقت الأكثر خطراً.. لا ينبغي للولايات المتحدة أن تنتظر لترى إذا كان مقتل قائد حماس يحيى … تتمة »

عدد الزيارات: 175,218,670

عدد الزوار: 7,782,299

المتواجدون الآن: 0