أخبار وتقارير...بوتين 2018 يتحدى العالم... لكن على طريقة كوريا الشمالية.. مصرع ثمانية أشخاص إثر تحطم مروحية عكسرية روسية في الشيشان....لندن تنتظر «بهدوء» نتائج تحديد مادة تسميم عميل روسي..«المتشددون العائدون» يقضّون مضاجع المسؤولين الفرنسيين...أفغانستان: غارة أميركية تقتل 27 من «طالبان»...«داعش» يدعو مسلمي العالم إلى أرض «دولة الشريعة» في أفغانستان...العنف الطائفي يتجدد في سريلانكا رغم «الطوارئ»....

تاريخ الإضافة الخميس 8 آذار 2018 - 6:24 ص    عدد الزيارات 2766    التعليقات 0    القسم دولية

        


ترامب: الكوريون الشماليون صادقون في نياتهم النووية..

الحياة..واشنطن، سيول، طوكيو- رويترز، أ ف ب - على رغم تنديد وزارة الخارجية الأميركية بـ «استهتار» كوريا الشمالية في استخدام الأسلحة الكيماوية، استناداً إلى تقرير أفاد بأن واشنطن «خلصت رسمياً إلى استخدام نظام بيونغيانغ غاز في إكس للأعصاب في قتل الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في مطار كوالالمبور العام الماضي»، رحّب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان كوريا الشمالية استعدادها لوقف تجاربها النووية إذا أجرت محادثات مع الولايات المتحدة، وقال: «أعتقد أن الكوريين الشماليين صادقون بتأثير العقوبات المفروضة عليهم، والمساعدة الكبيرة التي حصلنا عليها من الصين في تنفيذها». لكن الرئيس الكوري الجنوبي مون جي أون حذر من «الإفراط في التفاؤل» في شأن عرض بيونغيانغ إجراء محادثات مع واشنطن، فيما أكد مسؤول في البيت الأبيض أن المناورات العسكرية التي تُجرى سنوياً بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي أُرجئت إلى ما بعد انتهاء دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة، ستُستأنف كما كان مقرراً، على رغم عرض الحوار الذي قدمته بيونغيانغ. واعتبر الرئيس الكوري الجنوبي أن زيارة مستشاره شونغ إي يونغ الشمال أخيراً، واتفاقه على عقد قمة بين الكوريتين نهاية نيسان (أبريل) المقبل، «مجرد بداية، في حين لا يسمح الوضع السائد بأن نكون متفائلين»، مشدداً على أن هدف بلاده «هو نزع سلاح كوريا الشمالية النووي وليس أقل من ذلك». ويصل الوفد الكوري الجنوبي الذي التقى الزعيم الكوري الشمالي إلى واشنطن اليوم. وقال شونغ إنه «سينقل رسالة شفوية من كيم الثالث إلى المسؤولين الأميركيين»، علماً أنه لم يتضح إذا كان سيلتقي ترامب. وبعد عودته من الولايات المتحدة، يزور شونغ الصين وروسيا، بينما يتوجه رئيس جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية سوه هون إلى اليابان لإطلاع مسؤوليها على أجواء المحادثات. وكان كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدا سوغا، قال: «من المهم جداً أن تُظهر كوريا الشمالية التزاماً وتنفذ خطوات ملموسة للتخلي بلا رجعة عن تطوير صواريخها النووية، مع اعتماد طريقة مناسبة للتحقق منها بالكامل». وشدد على ضرورة الرد على عرض بيونغيانغ «استناداً إلى دروس محادثات الماضي التي لم تثمر في نزع السلاح النووي». وفيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الأطراف إلى انتهاز فرصة إعلان بيونغيانغ استعدادها لوقف تجاربها النووية «من أجل المضي نحو سلام دائم والتخلي عن السلاح النووي»، مع أشادة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بـ «أولى المبادرات المشجعة» من كوريا الشمالية، نددت روسيا بعقوبات أميركية جديدة على بيونغيانغ بعد اتهام الأخيرة بقتل الأخ غير الشقيق لكيم. وقالت الناطقة باسم وزارة خارجيتها ماريا زاخاروفا: «فرض عقوبات أحادياً، وبمعزل من الأمم المتحدة، أمر غير شرعي».

الحرب التجارية اشتعلت... وإعلان واشنطن نهاية الأسبوع

الحياة...بروكسيل - نورالدين فريضي ... بعد أيام من الأخذ والرد، وتحذيرات أوروبية من «حرب تجارية» أثارت قلق الأسواق، وأدت إلى استقالة مستشار اقتصادي للرئيس دونالد ترامب، أكد البيت الأبيض أمس، أنه سيُعلن نهاية الأسبوع تفاصيل الرسوم الجمركية التي سيفرضها على واردات الصلب والألومنيوم. جاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من إقرار المفوضية الأوروبية أمس، خطة للعقوبات المضادة التي ستفرضها على بعض المنتجات الأميركية إذا فرضت أميركا الرسوم الجمركية، وإن أبقت قرار التنفيذ معلَّقاً بانتظار الخطوات الأميركية المقبلة، في وقت رفضت مسؤولة في المفوضية الأوروبية «مبرر الأمن القومي» الذي ساقه ترامب بداية الشهر ... وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أمس: «ما زلنا نعتزم إعلان ذلك نهاية الأسبوع»، بعد أن قال ترامب إنه يريد فرض رسوم بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب، و10 في المئة على واردات الألومنيوم، من دون أن يحدد التاريخ أو البلدان المستهدفة. وحمَل الرئيس الأميركي بعنف على القواعد التجارية للاتحاد الأوروبي، وقال إن الأوروبيين «عملياً يجعلون من المستحيل علينا أن نقوم بأعمال معهم، ومع ذلك فإنهم يرسلون سياراتهم وبقية منتجاتهم إلى الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أن بلاده تقدم «دعماً مالياً وعسكرياً لأوروبا». وأضاف: «الاتحاد الأوروبي لم يعاملنا جيداً، وهذا كان وضعاً تجارياً سيئاً غير عادل إطلاقاً». كما قال وزير التجارة الأميركي ويلبور روس في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي» أمس، إن أميركا لا تسعى إلى حرب تجارية، وإن قرار فرض رسوم على واردات الصلب والألومنيوم «دُرس بعناية». وتتجه الأنظار إلى أجواء عدم الاستقرار والفوضى التي تخيّم على الإدارة الأميركية، وآخرها استقالة مستشار الرئيس لشؤون الاقتصاد غاري كوهين الداعم حرية التجارة، ما عزز المخاوف من حرب تجارية نتيجة نية واشنطن فرض الرسوم الجمركية على الواردات. وانعكست الاستقالة على وول ستريت حيث هبط مؤشر «داو جونز» الصناعي أكثر من 1 في المئة في بداية جلسة التداول أمس، كما هبطت الأسهم الأوروبية، فيما تراجعت أسعار النفط متأثرة بانخفاض المخزونات في السوق. وفي بروكسيل، نفت عضو المفوضية، مسؤولة العلاقات التجارية سيسيليا مالستروم أن تشكِّل منتجات الفولاذ الأوروبية «تهديداً للأمن القومي الأميركي». وأعربت عن شكوكها في تطابق هذا المبرر مع مقتضيات اتفاقات منظمة التجارة العالمية. وذكرت أن الاتحاد الأوروبي «يتشاور مع الشركاء، ويبحث إمكان عرض المبرر الأميركي على منظمة التجارة العالمية». وفي رد على ما اعتُبر في بروكسيل «سياسة حمائية» أميركية، وقول ترامب إن الحروب التجارية «جيدة ومن السهل الانتصار فيها»، كتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك في تغريدة: «إن الحروب التجارية سيئة وتَسهُلُ خسارتها». كما قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد لإذاعة «آر تي أل» الفرنسية أمس، إن الحروب التجارية لا يربحها أحد، فـ «العواقب على الاقتصاد الكلي ستكون خطيرة، ليس إذا أخذت الولايات المتحدة إجراءً فحسب، لكن إذا ردت الدول الأخرى، خصوصاً تلك التي ستكون الأشد تأثراً، مثل كندا وأوروبا وألمانيا». وصادقت المفوضية الأوروبية في اجتماعها في بروكسيل أمس، على خطة العقوبات المضادة التي عرضها الرئيس جان كلود يونكير للرد على العقوبات الأميركية، إذا نُفِّذت. وأكدت أن العقوبات «ستكون مناسِبة وتحترم مقتضيات قوانين منظمة التجارة العالمية».

العنف الطائفي يتجدد في سريلانكا رغم «الطوارئ»

الحياة...كولومبو - أ ف ب - أصيب شرطيون في مواجهات مستمرة في بلدة كاندي وسط سريلانكا بين بوذيين ومسلمين، واعتُقل حوالى 10 أشخاص خرقوا حظر تجول وحاولوا إثارة اضطرابات. وأمرت الحكومة بإرسال تعزيزات للشرطة التي منحتها صلاحيات واسعة، لمنع امتداد عنف لم توقفه حال طوارئ مفروضة. وأصدرت حكومات أجنبية تحذيرات من السفر إلى سريلانكا، داعيةً رعاياها إلى «توخي الحذر وتجنب التظاهرات والاحتجاجات». ووجه البرلمان اعتذاراً للأقلية المسلمة نتيجة «أعمال وحشية»، فيما وصف وزير التخطيط المدني رؤوف حكيم الحالة بـ «إخفاق أمني كبير»، وأوصى بإجراءات تأديبية للمسؤولين عن تدهور الوضع. كما حجبت هيئة تنظيم الاتصالات مواقع التواصل الاجتماعي، بعد دعوات على فايسبوك لمهاجمة مسلمين.

«داعش» يدعو مسلمي العالم إلى أرض «دولة الشريعة» في أفغانستان

الحياة...كابول، طشقند - أ ف ب، رويترز - قتل انتحاري عبر تفجير سترة ناسفة ارتداها عبد الظاهر حقاني، رئيس مديرية الشؤون الدينية والحج في أفغانستان، وحارسه الشخصي، كما جرح 11 شخصاً على الأقل، في هجوم نفذه بجلال آباد عاصمة ولاية ننغرهار (شرق). وأوضح عطاء الله خوجياني، الناطق باسم حاكم الولاية، أن الانتحاري فجر نفسه أمام سيارة خوجياني التي كانت تعبر جسراً»، علماً أن ننغرهار تعتبر أحد معقلين رئيسيَين لمتشددي تنظيم «داعش» في أفغانستان، والذين يقاتلون الحكومة وحركة «طالبان» معاً. وفي شريط مصور رصده مركز «سايت» الأميركي لمراقبة المواقع الاسلامية على الانترنت، دعا التنظيم المسلمين إلى التوجه إلى ننغرهار وولاية غوزجان (شمال) ...وأظهر الشريط ومدته 25 دقيقة مقاتلين في جبال تورا بورا (شرق) يسخرون من وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقضاء على التنظيم في أفغانستان وباكستان. وكان سلاح الجو الأميركي ألقى في نيسان (أبريل) 2017، القنبلة الأكثر قوة في ترسانته والمسماة «أم القنابل» على منطقة تورا بورا. وقال مقاتل باللغة العربية في الشريط: «يجب أن يهاجر المسلمون من كل مكان في العالم إلى دولة الإسلام، ويعيشوا في ظلها كي ينعموا بحكم الشريعة وعدلها، علماً أن الكفار باتوا اشد عنفاً، لكننا نجحنا في السيطرة على مناطق جبرهار وتورا بورا وزيرتنكي وغوزجان شمال أفغانستان». كما ندد الشريط بحركة «طالبان»، متهماً إياها بفرض ضرائب والاعتماد على صناعة الهيرويين. وظهر «داعش» في أفغانستان مطلع 2015، خصوصاً في ولايتي ننغرهار وكونار (شرق)، ثم تمدد شمالاً في صيف 2017، وتحديداً في مناطق من ولاية غوزجان. ويتواجه التنظيم والحركة في أفغانستان، ولم يتعاونا إلا نادراً كما حصل في ولاية سربول في آب (أغسطس) 2017 ضد إقليم ذي غالبية شيعية. وقال برهان عثمان، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية: «هذا النداء هو الأول من نوعه للتنظيم الذي يراهن على أن يلقى إطلاقه صدى»، مشيراً إلى أن صفوف التنظيم في باكستان تضم أجانب، خصوصاً من باكستان وشيشانيين ومواطنين من آسيا الوسطى. والخريف الماضي، تحدث شهود عن وجود فرنسيين وعرب في منطقة درزاب بولاية غوزجان. وكان التنظيم تبنى مسؤولية اعتداءات دموية كثيرة في كابول منذ تموز (يوليو) 2016 والتي استهدفت خصوصاُ مساجد للشيعة، وكذلك هجوماً استهدف اكبر مستشفى عسكري في البلاد في آذار (مارس) 2017. على صعيد آخر، دعت أوزبكستان ديبلوماسيين إلى حضور محادثات سلام بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» قالت إنها ستستضيفها في 26 و27 الشهر الجاري. لكن لم يتضح إذا كان ممثلون للحركة سيشاركون في الاجتماع الذي سيلقي الرئيس الأفغاني أشرف غني فيه كلمة رئيسية. وأفاد مكتب الرئيس الأوزبكي شوكت ميرزيوييف بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ساند المؤتمر في رسالة قال فيها إن إدارته «تدرس تشكيل وفدها المشارك». وتوقعت وزارة الخارجية الأوزبكية أن يوافق الاجتماع على قرار يدعو إلى «ضمان دمج المعارضة المسلحة في الحياة السياسية الأفغانية»، مع إدانة «كل أشكال ومظاهر الإرهاب». وأشارت إلى أن «مبادرة طشقند لا تهدف إلى عقد اجتماع واحد، بل مواصلة بذل جهود فاعلة على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف لتشجيع العملية السياسية السلمية في أفغانستان».

أفغانستان: غارة أميركية تقتل 27 من «طالبان» وانتحاري يفجّر نفسه بمسؤول ديني كبير في جلال آباد

كابل: «الشرق الأوسط»... أفيد أمس بأن انتحارياً قتل مسؤولاً دينياً كبيراً بتفجير في مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، في وقت قال عضو في مجلس إقليم كونار، بشرق البلاد أيضاً، إن 27 من مقاتلي حركة «طالبان» قتلوا في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار. وقال عضو مجلس إقليم كونار ولايات خان، لوكالة الأنباء الألمانية، إن عناصر «طالبان» كانوا يتجمعون في مدرسة دينية في منطقة شاوغام بمقاطعة شفلان وقت الغارة الجوية. وذكرت الوكالة الألمانية أنه لم يتضح ما إذا كان الرجال ينتمون إلى حركة «طالبان» الأفغانية أم إلى فصيل من حركة «طالبان الباكستانية» دفعتهم عملية عسكرية باكستانية إلى التوجه إلى أفغانستان. وأشارت إلى أن «طالبان باكستان» لها قواعد في إقليم كونار الذي يقع على الحدود الأفغانية - الباكستانية، مضيفة أن الولايات المتحدة زادت من هجماتها الجوية ضد مقاتلي «طالبان» والمتشددين الآخرين في أفغانستان. في غضون ذلك، نقلت «رويترز» عن مسؤولين، أن انتحارياً قتل مسؤولاً دينياً كبيراً وحارسه الشخصي وأصاب ما لا يقل عن 11 شخصاً بمدينة جلال آباد في شرق أفغانستان أمس الأربعاء. وقال عطاء الله خوجياني، المتحدث باسم حاكم إقليم ننجرهار، وعاصمته جلال آباد، إن الانتحاري اقترب من عبد الظاهر حقاني رئيس مديرية الشؤون الدينية والحج بالإقليم وفجّر سترته الناسفة. وأضاف خوجياني: «كان قادماً من على جسر عندما اقترب منه المهاجم وفجّر نفسه قرب سيارته». ولم تعلن أي جهة فوراً مسؤوليتها عن الهجوم، بحسب «رويترز» التي أشارت إلى أن إقليم ننجرهار، الواقع على الحدود مع باكستان، إقليم مضطرب وأصبح إحدى القواعد الرئيسية لمتشددي «داعش» الذين يقاتلون كلاً من الحكومة وحركة «طالبان». دعا تنظيم داعش في شريط مصوّر المسلمين للتوجه إلى معاقله في أفغانستان، وخصوصاً في جوزجان (شمال) وننجرهار (شرق). والشريط الذي أعدته «ولاية خراسان» مدته 25 دقيقة وبث على الإنترنت في الرابع من مارس (آذار) وتسلمته وكالة الصحافة الفرنسية من مركز «سايت» لرصد مواقع المتشددين. وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن الشريط يظهر مقاتلين، خصوصاً في جبال تورا بورا (شرق)، ويهزأ بوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقضاء على التنظيم المتطرف في أفغانستان وباكستان. وفي أبريل (نيسان) 2017، ألقت الولايات المتحدة على هذه المنطقة القنبلة الأكثر قوة في ترسانتها والمسماة «أم القنابل». ودعا الشريط إلى ما وصفها بـ«الهجرة» إلى مناطق سيطرة «داعش» في أفغانستان، مندداً في الوقت ذاته بحركة «طالبان» متهماً إياها بفرض ضرائب والتعويل على صناعة الهيروين.

«المتشددون العائدون» يقضّون مضاجع المسؤولين الفرنسيين وباريس تريد محاكمة المقبوض عليهم في أماكن احتجازهم

الشرق الاوسط..باريس: ميشال أبو نجم.. ما زال التهديد الإرهابي يطأ بثقله فرنسا في الداخل والخارج. ففي الداخل، كشف وزير الداخلية جيرار كولومب أخيراً أن الأجهزة الأمنية الفرنسية عطلت في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) محاولتين إرهابيتين، وألقت القبض على مجموعة من الأشخاص كانت تحضر لها، إحداها في غرب فرنسا، والثانية في الجنوب. وبحسب معلومات الوزير المسؤول عن شؤون الأمن، فإن إحدى العمليتين كانت تستهدف مجمعاً رياضياً كبيراً، وبالتالي فإن المخططين لها الذين لم تُكشَف هوياتهم أو ارتباطاتهم كانوا يسعون إلى ضرب شريحة الشباب. أما الثانية، فكانت تستهدف القوى الأمنية. بيد أن كولومب رفض الكشف عن مزيد من المعلومات حفاظاً على سير التحقيق. وسبق للوزير كولومب أن أعلن أن الأجهزة الأمنية نجحت خلال عام 2017 في تعطيل 20 عملية إرهابية على جميع الأراضي الفرنسية، الأمر الذي يعكس، في نظر السلطات، «نجاعة» العمل الدؤوب والجهد الكبير التي تبذله الأجهزة المختصة في مساعيها لاستباق العمليات الإرهابية. ورغم ذلك، فإن عمليتين إرهابيتين حصلتا في العام المذكور أوقعتا ثلاثة قتلى: الأولى في باريس، على جادة الشانزلزيه يوم 20 أبريل (نيسان)، والثانية في محطة قطارات مدينة مرسيليا الساحلية، ثاني المدن الفرنسية، في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) من العام المذكور. ولا تقتصر التهديدات على الداخل الفرنسي إذ إن المصالح الفرنسية في الخارج مستهدفة على السواء. وجاءت العملية الإرهابية التي ضربت واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، مستهدفة السفارة الفرنسية ومقر قيادة الأركان المحلية يوم 2 مارس (آذار) الحالي لتبين أن الحضور الفرنسي في منطقة الساحل (بوركينا فاسو، والنيجر، ومالي، وموريتانيا، وتشاد) موجود على رأس أهداف التنظيمات الإرهابية، بما فيها «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التابعة لـ«القاعدة». وأول من أمس، كشف النقاب عن وجود شريط لأيمن الظواهري، زعيم «القاعدة»، يدعو فيه مسلمي المغرب العربي إلى محاربة الحضور الفرنسي العسكري في منطقة الساحل. وتشكل عودة المتشددين الفرنسيين أو الذين كانوا يقيمون على الأراضي الفرنسية أحد أكبر الهواجس الفرنسية لما يمكن أن تترتب عليها من تهديد للأمن الداخلي والسلامة العامة. ولم يحاول كبار المسؤولين الفرنسيين إخفاء رغبتهم في التخلص من هؤلاء في ساحة المعارك أكان ذلك في سوريا أو العراق. كما أن موقف الحكومة الفرنسية هو رفض استضافة الموقوفين منهم في سوريا والعراق والمطالبة بمحاكمتهم حيث هم معتقلون. وتفيد الأرقام المتوافرة بأن المتشددين الفرنسيين كانوا الأكثر عدداً (1700 شخص) في هذين البلدين من بين كل البلدان الأوروبية والغربية، الأمر الذي يعكس عمق المخاوف الفرنسية. وسبق للوزيرة فلورانس بالي أن أعربت عن «أمنيتها» بأن يُقضى على هؤلاء حيث هم. وأرسلت وزارة الدفاع منذ عام 2016 فرق كوماندوس إلى شمال سوريا والعراق لملاحقة المتطرفين الفرنسيين هناك، خصوصاً أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن العمليات الإرهابية التي ضربت فرنسا منذ يناير 2015 تم التخطيط لها في مدينة الرقة بشمال شرقي سوريا. وبحسب الأرقام المتعارف عليها، فإن نحو 300 «جهادي» فرنسي قُتِلوا في البلدين المذكورين بينهم 12 امرأة، فيما عاد إلى فرنسا 256 شخصاً و78 قاصراً. وغالبية الذين عادوا تم توقيفهم ومنهم من أودعوا السجن بانتظار محاكمتهم، وبعضهم يخضع للرقابة القضائية. وبحسب هذه الأرقام، فإن 730 شخصاً ما زالوا في سوريا والعراق وهم محتجزون لدى الأكراد في البلدين، أو أنهم يعيشون متخفين، يُضاف إليهم 500 طفل ولد كثير منهم هناك.
وتقدر وزارة الداخلية الفرنسية أن أكراد سوريا يحتجزون نحو مائة فرنسي وفرنسية فيما يقتصر عدد المعتقلين لدى أكراد العراق على عدد قليل من العائلات. وأخيراً، طرحت مسألة دبلوماسية قانونية على السلطات الفرنسية، حيث ستجد باريس نفسها مضطرة للتدخل في محاكمات مواطنيها عند احتمال صدور أحكام إعدام بحقهم، باعتبار أن فرنسا ألغت منذ الثمانينات عقوبة الإعدام. كذلك، فإن باريس ستكون محرجة لدى محاكمة مواطنيها في مناطق سيطرة الأكراد في سوريا حيث لا وجود شرعياً لدولة أو إقليم كردي. لكن «براغماتية» الطرف الفرنسي ستجعله، على الأرجح، يغض الطرف عن هذا التجاوز القانوني سعياً وراء تلافي عودة متشدديه إلى أراضيه.

لندن تنتظر «بهدوء» نتائج تحديد مادة تسميم عميل روسي

الحياة....لندن، موسكو - أ ف ب، رويترز - دعت لجنة «كوبرا» الوزارية التي تعقد في حالات الطوارئ الوطنية في بريطانيا الى «الحفاظ على الهدوء»، في قضية الاشتباه بتسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا داخل مطعم في مركز للتسوق بمدينة سالزبوري (جنوب غرب) الأحد الماضي. وسكريبال، هو كولونيل سابق في الاستخبارات الروسية حُكم عليه في موسكو بالسجن 13 سنة عام 2006، ثم أطلق عام 2010 في صفقة تبادل سجناء بين موسكو من جهة ولندن وواشنطن من جهة أخرى، ليقيم بعدها في انكلترا. وقالت وزيرة الداخلية أمبير رود: «نريد ان نعرف المزيد عن المادة المجهولة المستخدمة»، التي حتمت ادخال سكريبال وابنته يوليا المستشفى التي شخصت حالتهما بأنها «حرجة». وتابعت: «نتوقع تحقيقاً طويلاً»، على رغم ان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون سارع الى اتهام بموسكو بالوقوف خلف الحادث الذي «يذكر بتسميم العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو بمادة بولونيوم مشعة داخل مقهى في لندن عام 2006». في المقابل، أبدت روسيا غضبها من توجيه اصابع الاتهام اليها. وقالت الناطقة باسم وزارة خارجيتها ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي: «هذه القصة تهدف الى اعطاء زخم جديد للحملة ضد روسيا في وسائل الإعلام، وهي ستنتهي كالعادة بتوجيه اتهامات بلا أساس، ثم إبقاء الأمور سرية، إذ لن يعرف الصحافيون ولا الشعب ولا السياسيون ما حصل فعلاً». وفيما يتولى خبراء في المختبر العسكري ببورتون داون قرب سالزبوري التحقيق في المادة التي جعلت العميل المزدوج وابنته يُصابان بـ «مرض خطير»، استبعد بروفسور الفيزياء الطبية في مستشفى «رويال بركشير»، مالكوم سبيرين اصابتهما بإشعاعات، معتبراً ان «بعض العوارض المــــشار اليها تجعلنا نفكر بمادة كيمياوية، على رغم أنه لا يمكن تأكيد ذلك». وأشارت صحيفة «ذي سان» الى احتمال استخدام مادة «ثاليوم» السامّة، فيما ذكرت صحيفة «ذي تلغراف» أن التسميم حصل عبر غاز «في إكس» للأعصاب الذي استخدم في عملية قتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون في ماليزيا في شباط (فبراير) 2017. وأفادت صحيفة «ذي تايمز» بأن المحققين سيتناولون ظروف موت زوجة سيرغي سكريبال، ليودميلا التي توفيت عام 2012 بعد اصابتها بمرض السرطان، وإلى موت ابنه ألكسندر في سان بطرسبرغ العام الماضي. وتواصل الشرطة تحقيقاتها في منشآت مركز التسوق بسالزبوري، في محاولة لاستعادة تحركات الكولونيل السابق وابنته. وهما تناولا الغداء في مطعم «بيتزا زيزي»، واحتسيا شراباً في حانة «ذي ميل» التي لا تزال مغلقة. وفُرض طوق أمني «احتياطي» في منطقة تمتد على نحو 35 كيلومتراً من مركز التسوق.

بوتين 2018 يتحدى العالم... لكن على طريقة كوريا الشمالية.. تذكر الاتحاد السوفياتي وبدا مختلفاً عنه في 2008

الشرق الاوسط....موسكو: رائد جبر... حمل المشهد في ملعب «لوجنيكي» الأحد الماضي، دلالات ستبقى طويلا في ذاكرة الروس. كان الرئيس فلاديمير بوتين محاطا بعشرات الألوف من أنصاره، وهو يلقي خطابا حماسيا، ويعدهم بـ«قرن من الانتصارات». كادت الهتافات الصاخبة وتظاهرة الإعلام والشعارات، أن تغطي على صوت الزعيم وهو يتحدث عن «روسيا القوية المجيدة»، وعن «بناء الدولة العظمى الساطعة». وامتزجت كلمات «زعيم الأمة» المتوج بمشاعر العنفوان القومي الهائج، الذي برز عندما وقف الجمع مشدودا وهو يردد النشيد الوطني لروسيا، ومطلعه «روسيا... القوة العظمى المقدسة». مشهد تبلورت ملامحه بعناية فائقة ليذكر بالتجمعات الحاشدة في العهود السوفياتية، رغم الفوارق الظاهرة بين الشعارات المرفوعة. لم يكن بمقدور ألوف من الحضور أن يلاحظوا اعتقال بضع عشرات استغلوا المناسبة لرفع شعار يطالب بالانسحاب من أوكرانيا. بكل تفاصيله وصخبه وتناقضاته وعنفوانه الوطني الجامح، عكس المشهد واقع روسيا 2018. لم يعد الاهتمام في روسيا منصبا على تفاصيل حملة الانتخابات الرئاسية التي دخلت مراحلها الأخيرة. وبات واضحا أن الاستحقاق الانتخابي المقرر في 18 المقبل سيمر من دون مفاجآت تعكر صفو الفوز الكبير المتوقع للرئيس الروسي، الذي يستعد لفترة رئاسية جديدة تمتد إلى 6 سنوات. كما لا يهتم أحد باستثناء بعض أوساط المعارضة المهمشة بمسار التحضيرات و«الانتهاكات» الصغيرة أو الكبرى التي تشهدها، إذ لم يتوقف الإعلام الحكومي أمام شكاوى لجنة الانتخابات المركزية، من توظيف النفوذ الإداري والحكومي لطاقم الرئيس في خدمة حملته الانتخابية، وهو ما أظهره استخدام جيش الموظفين والإداريين والقدرات الإعلامية الحكومية الفائقة، للتركيز على تحركات الرئيس وتوظيفها انتخابيا. ويكفي أن القناة الحكومية الأولى ضربت بعرض الحائط تنبيهات لجنة الانتخابات، وأعلنت لجمهورها أنها تنوي بث فيلم «القرم» الوثائقي ليلة الانتخابات، أي في اليوم الذي يفترض بحسب القوانين الروسية أنه يوم «صمت انتخابي». والفيلم يبرز الدور الأساسي لبوتين في عملية ضم القرم، التي باتت إنجاز القرن بالنسبة إلى الرئيس، ما يحوله أداة دعاية انتخابية كبرى. عشرات الملاحظات الأخرى التي تتحدث عنها مواقع إلكترونية للمعارضة، وتلتقطها وسائل إعلام غربية لتسليط الضوء عليها في سياق الحملات الدعائية المتبادلة بين روسيا والغرب؛ لكنها لا تحظى باهتمام داخلي، بعدما طغى عليها بقوة عنصران: أولهما الاهتمام الزائد بشخصية بوتين في «نسخته الجديدة» وهو يستعد لولاية رابعة، وحجم التغيير الذي طرأ على أدائه منذ أن تعرف عليه الروس والعالم للمرة الأولى في عام 1999. والعنصر الثاني يرتبط ببوتين أيضا، من خلال الاهتمام المنصب على الأولويات التي وضعها لروسيا على صعيد السياسة الداخلية والخارجية، وهو يستعد للتربع على عرش الكرملين في ولايته الجديدة. عندما قال الرئيس الروسي في رسالته السنوية إلى الهيئة الاشتراعية أخيرا، إن روسيا «أنجزت في عشرين عاما ما تعجز عن إنجازه بلدان أخرى في قرون»، كان يتحدث عن «قوة عسكرية خارقة تتحدى الغرب وتدافع عن البلاد»؛ لكن العبارة ذاتها يمكن أن تنسحب على التغيرات الكبرى التي طرأت على النظام السياسي وآليات الحكم في روسيا خلال عقدين، كان سيد الكرملين يمسك فيهما بكل مفاتيح القرار، وجمع بين يديه صلاحيات كان بعض القياصرة يحلم بها في عصور مضت.
بوتين بين 2000 و2018
الرجل الذي ارتبط اسمه خلال سنوات ظهوره الأولى بعمله السابق عميلا لجهاز المخابرات السوفياتية في ألمانيا، وشكل صعوده الصاروخي إلى سدة الحكم عام 1999 لغزا ما زال كثير من جوانبه غامضا حتى الآن، نجح خلال ولايتين بين 2000 و2008 في إعادة تركيب هياكل السلطة في روسيا، وإعادة بناء النظم الإدارية وأدوات السلطة التي كانت تقريبا مفقودة. إذ ليس سرا أن روسيا مع وصول الشاب النحيف قاسي الملامح إلى مقعد الرئاسة بعد تنازل الرئيس السابق بوريس يلتسن ليلة 13 ديسمبر (كانون الأول) 1999 عن الرئاسة، كانت أشبه بإقطاعيات منفصلة يحكم كل منها خليط من حيتان المال ورجال الدولة الفاسدين، وناشطي الجريمة المنظمة، ولا سلطة للمركز الفيدرالي عليها. وفي واقع سياسي داخلي متخبط تأكله الفوضى، كانت روسيا تخسر سنويا مليون نسمة بسبب تردي الخدمات الصحية والرعاية الاجتماعية، وكانت تستجدي المنح المالية من الغرب. أما في مكاتب الـ«كي جي بي» والوزارات الرئيسية في البلاد، فقد جلس مستشارون أميركيون يديرون مقدرات الدولة العظمى السابقة. عندما تذكر بوتين هذه التفاصيل في خطابه السنوي الأخير، كان يتعمد تحفيز الروس لعقد مقارنات عن أحوال روسيا في عقدين كان فيهما صاحب القرار. وبوتين الذي ركب موجة مكافحة الإرهاب في القوقاز، في السنوات الأولى من الألفية الثالثة، واستخدمها لضرب خصومه بقوة، انتقل سريعا إلى ترتيب البيت الداخلي بفرض سلطات مباشرة على الأقاليم وتطويعها، لينا في بعض الأحيان كما ظهر في تتارستان مثلا، أو قسرا في أحيان أخرى كما كان الحال في القوقاز؛ لكن في الحالين أنجز مهمته بسرعة قياسية. لكن المعضلة التي واجهت الرئيس طويلا كانت البحث عن هوية روسيا الجديدة. وفي هذا المجال انتقل بوتين من الرهان لسنوات على تعزيز الشعور القومي واستعادة أمجاد روسيا القيصرية، وتنشيط دور الكنيسة بهدف إعلاء الانتماء الوطني، إلى التغني بأمجاد الاتحاد السوفياتي أخيرا، بعدما استقر الوضع الداخلي الروسي، وعادت أحلام الإمبراطورية تسيطر على صناع القرار. في المرحلة الأولى كان الشعار الوطني المرفوع يتحدث عن روسيا كـ«قوة محافظة تعد النموذج الروسي البديل عن الليبرالية الغربية». وفي الثاني لم يعد الكرملين يخفي تطلعه إلى بسط نفوذ واسع على مناطق كانت تعد تاريخيا مساحة النفوذ الحيوي لروسيا. واللافت في هذا السياق أن بوتين 2018 عندما تذكر أخيرا الاتحاد السوفياتي، بدا مختلفا عن بوتين 2008. وفي المرة الأولى أكد أن انهيار الاتحاد السوفياتي كان أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين، ما عكس حرصا على إبراز الخسارة الكبرى التي مني بها العالم بسبب انهيار التوازن الدولي وبدء عهد القطبية الأحادية. لكن حديث بوتين أخيرا عكس جانبا أخيرا لـ«الكارثة» يتعلق بخسائر روسيا ذاتها. فهو لم يعر اهتماما كبيرا بتداعيات انهيار الدولة العظمى على البلدان السوفياتية السابقة وشعوبها، بقدر ما ركز على أن «روسيا فقدت 23 في المائة جغرافيا، و41 في المائة من الناتج المحلي، و39 في المائة من قدراتها الصناعية، ونحو نصف قدراتنا العسكرية». هذه النظرة تعكس بشكل جلي الطموحات الجديدة لدى بوتين وهو يكرر الحديث عن أن «لو استطعت لمنعت انهيار الاتحاد السوفياتي». في وقت انشغلت وسائل الإعلام الحكومية بالحديث عن «حنين الشعوب السوفياتية للدولة العظمى»، وأن «كثيرين مستعدون حاليا للانخراط مجددا في دولة كبرى».
بوتين يتحدى العالم بنموذج كوريا الشمالية لا بد أن خطاب بوتين السنوي أمام الهيئة الاشتراعية سيظل محفورا في ذاكرة كثيرين، بصفته شكّل نقطة تحول أساسية تمهد لسياسات الكرملين في المرحلة المقبلة. وكما حمل الخطاب الناري الذي ألقاه بوتين في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2008، عندما قال للغرب إن صبر روسيا نفد، وإنها لن تسمح بعد ذلك بالتعامل معها كدولة مهزومة في الحرب الباردة، مقدمات لتحولات كبرى في السياسة الروسية، بدأت من جورجيا في العام ذاته، ولم تنته في أوكرانيا، ثم في سوريا، فإن الخطاب الجديد يفتح كما رأى كثيرون في روسيا على مرحلة جديدة. وأثار الخطاب الناري الذي كرس بوتين نصفه لاستعراض قدرات بلاده العسكرية «الخارقة» ردود فعل متباينة بشدة في الداخل. بين موالين أشادوا بحزمه واعتبروه يمهد لانتصارات متتالية ستفرضها روسيا العائدة بقوة إلى المسرح الدولي، ومعارضين رأوا فيها مقدمات لتقوقع روسيا على نفسها، وبدء مرحلة قاسية من العزلة الدولية، وبناء سياج حديد جديد حول روسيا. لكن باحثين من الفريقين أجمعوا على أن التوصيف الذي يمكن أن يطلق على المرحلة المقبلة هو «نهاية الدبلوماسية» وفقا لعنوان مقالة للكاتب نيكيتا إيسايف، وهو مدير معهد الاقتصاد الحيوي، يمكن أن يشكل محتواها أبرز مثال على المخاوف الواسعة التي انتابت نخباً مالية واقتصادية، وممثلي قطاعات واسعة في روسيا بسبب خطاب بوتين. يرى فريق من الخبراء أن روسيا عمليا اعترفت بالهزيمة على الساحة الدولية، وأقرت بفشل دبلوماسيتها. ويتذكر الكاتب أن وزير الخارجية سيرغي لافروف كان أول من لوح بالقبضة النووية لروسيا أثناء انهماك الكرملين بإعداد رسالة الرئيس إلى البرلمان. وقال: «إذا لم يتعاملوا معنا بشكل ندي ومتكافئ، فإن روسيا سترد». مشيرا إلى أن لديها القوة العسكرية، وخصوصا النووية، القادرة على الدفاع عن مصالحها. ثمة قناعة لدى أوساط بأن موسكو فشلت في فرض وجهات نظرها خلال العامين الماضيين، على الصعيدين الاقتصادي أو السياسي، وخصوصا في المناطق الساخنة التي تدير فيها الصراع. وتبرز المشكلة في أن روسيا قادرة على تحقيق انتصارات محددة؛ لكنها ليست قادرة بعد على ترجمتها سياسيا. لذلك فإن أهم رسالة وجهها بوتين في خطابه، أن الدبلوماسية لم تعد تعمل، وروسيا ليست المذنبة في ذلك. والفكرة التالية التي يثبتها الخطاب، أن الرئيس بوتين وحده هو القادر على حماية الوطن حيال خطر حرب محتملة، أو خطر فقدان السيادة. وثمة عنصر آخر، أن بوتين يعد بأن روسيا ستحاول خلال السنوات المقبلة تهيئة الظروف لحياة أفضل للروس. وعد يلبي الرغبة الروسية الواسعة بالتغيير والإصلاح. وفقا لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا»، فإن «المواطن الروسي يرى الآن أن الرئيس ينوي توجيه القوة الجامحة إلى الخارج، وأن يحاول اتخاذ خطوات للتهدئة في الداخل. والناس يفضلون عموما هذه السياسة. عندما يتم التعامل معهم بود ويتم في الوقت نفسه معاقبة أشرار خارجيين، وهُم المتهمون بكل مصائب البلاد. هذا يعزز مشاعر العزة الوطنية؛ لكن اللافت أن هذا هو تحديدا سيناريو كوريا الشمالية». هنا يبرز تباين الرهانات بين الأوساط المختلفة في روسيا. ثمة من يدعم بقوة في خطاب الحرب، وهذا فريق واسع كما يرى محللون يمتد ليشمل كل قطاعات الموظفين ورجال المال والأجهزة الأمنية والعسكرية، وفئات من المتحمسين الشباب. وثمة فريق آخر لديه مخاوف جدية من أن الإصلاحات السياسية والاقتصادية منتظرة في روسيا منذ عام 2012، ونضجت الظروف جدا لإدخال تغييرات جذرية على النظام الإداري للبلاد، ولا يقل أهمية عن ذلك ضرورة بناء علاقات طبيعية مع المجتمع الدولي؛ لكن لم يحصل شيء من هذا، وأن «روسيا محشورة في زاوية اقتصادية خانقة، وعزلة دولية جيوسياسية». النتيجة التي يذهب إليها هذا الفريق أن «خطاب الرئيس لم يكن اقتصاديا، وليس عن هموم الناس؛ بل كان عن انغلاق روسيا سياسيا واقتصاديا، عن توجه البلاد نحو التقوقع والعزلة، وعن وقف الحوار مع العالم الخارجي».

مصرع ثمانية أشخاص إثر تحطم مروحية عكسرية روسية في الشيشان

الراي..كونا... قالت السلطات الروسية، اليوم الأربعاء، إن ثمانية أشخاص لقوا مصرعهم نتيجة لسقوط طائرة مروحية عسكرية في جمهورية الشيشان. ونسبت وكالة «تاس» إلى إدارة الطوارئ الروسية قولها إن المعلومات الأولية تفيد بأن الطائرة مروحية من طراز «مي 8» سقطت في المنطقة الجبلية في «اتوم كالينسك» في الشيشان. وأضافت ان المعلومات الاولية تشير كذلك الى مصرع ركابها الثمانية. وكان 26 ضابطا روسيا بينهم جنرال لقوا مصرعهم نتيجة لسقوط طائرة نقل عسكرية روسية في قاعدة حميميم الروسية الجوية في سورية.

 



السابق

لبنان...تجاوز «أزمة كبرى» على خلفية قضية عيتاني – الحاج.. إتصالات للقاء قريب بين الحريري وجعجع ..توجُّه لإلغاء التدبير «رقم 3» للجيش... ولقاء الحريري - جعجع مشروط....المحكمة الدولية الخاصة بلبنان: أدلة كافية لمتابعة محاكمة عنيسي...«المستقبل» و «التقدمي» و «القوات» معاً في «الشوف - عاليه» وبعبدا والبقاع الغربي...القضاء يوقف المقدم الحاج و«القرصان»....

التالي

اليمن ودول الخليج العربي..«الشرعية» تحشد لتحرير حجة.. واحتجاجات المحروقات تربك الحوثيين...اتهام للميليشيات بارتكاب 20 ألف انتهاك بحق اليمنيات....توقيع 18 اتفاقية اقتصادية بين جهات سعودية وبريطانية..الجبير: الرياض ولندن متفقتان على ضرورة ردع إيران ووقف دعمها للإرهاب..واشنطن توافق على بيع الإمارات وقطر معدات عسكرية...«الناتو» يوقع «اتفاق مرور» مع الدوحة..قطر تسمح لقوات «الناتو» باستخدام «العديد»..الأردن: «التحالف المدني» يحرك الحياة الحزبية الراكدة....اللجنة الوزارية الرباعية تطالب طهران بوقف تدخلها..

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,503,802

عدد الزوار: 7,690,197

المتواجدون الآن: 0