سوريا...الفصائل تستعيد مواقع في الغوطة بهجوم مباغت على ميليشيات النظام ...خطة روسية لشطر الغوطة... وتلويح بـ «سيناريو حلب» تتضمن التوصل إلى اتفاق «خفض تصعيد» في دوما...وأعراض إصابات بالكلور ودمشق لم تعط ضوءاً أخضر لإدخال مساعدات إنسانية...باريس تهدد بـ«رد قاسٍ» على «الكيماوي»... لكن بشروط....أنقرة تتوقع انتهاء «غصن الزيتون» بعد شهرين...حالات الاختناق بالعشرات في الغوطة و 900 مدني قتلوا منذ بدء الهجوم....

تاريخ الإضافة الجمعة 9 آذار 2018 - 5:28 ص    عدد الزيارات 2244    التعليقات 0    القسم عربية

        


خطة روسية لشطر الغوطة... وتلويح بـ «سيناريو حلب» تتضمن التوصل إلى اتفاق «خفض تصعيد» في دوما...

الشرق الاوسط..لندن: إبراهيم حميدي... الخطة الروسية للغوطة، هي: تقسيم شرق دمشق إلى شطرين، شمالي وجنوبي، على أن يضم الشطر الشمالي «منطقة خفض التصعيد» مع «جيش الإسلام» بوساطة القاهرة وضمانة موسكو، فيما يجري عزل الشطر الجنوبي الذي يضم «فيلق الرحمن» و«هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقا) وبعض الحضور لـ«أحرار الشام» مع تكثيف القصف والعمليات العسكرية لإخراج «النصرة» أو «تكرار نموذج حلب». اللافت، أن هناك رابطاً ضمنياً بين سير العمليات العسكرية والقصف المدعوم روسيا في الغوطة من جهة وعمليات الجيش التركي وفصائل معارضة صوب عفرين شمال غربي حلب الجارية بضوء أخضر روسي أيضاً من جهة ثانية. كما بدا أن الحديث الجدي عن استئناف مفاوضات السلام في جنيف أو بدء المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تشكيل لجنة دستورية بموجب مخرجات مؤتمر سوتشي، مؤجلان إلى ما بعد انتهاء العمليات العسكرية. في التفاصيل، أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة عسكرية للسيطرة على غوطة دمشق مع توفير كل الإمكانات العسكرية لتحقيق ذلك قبل موعد الانتخابات الرئاسية في 18 الشهر الجاري. ولاعتبارات مختلفة، جرى إقرار خيار تقسيم الغوطة إلى شطرين. وقال دبلوماسي غربي أن الخطة قضت بأن تتقدم قوات العميد سهيل الحسن المعروف بـ«النمر» من الطرف الشرقي من النشابية وأوتايا لتلتقي مع قوات الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري التي بدأت العمليات من طرف حرستا وإدارة المركبات. لكن الذي كان مفاجئا، هو سرعة تقدم قوات «النمر» التي اتبعت أسلوب «الأرض المحروقة» بدعم روسي وبطء تقدم القوات الأخرى من الجبهة الأخرى وقيام مقاتلي «أحرار الشام» بعمليات عكسية. وتحدث الناطق باسم قاعدة حميميم أليكسندر إيفانوف أمس عن «تعثر تقدم القوات البرية من الفرق العسكرية القتالية من الجهة الغربية من الغوطة الشرقية. وأصبح لدينا تفاؤل متزايد بإمكانية تحقيق ذلك بوقت قريب بعد أن تم إرسال قوات الفرقة السابعة». وأسفرت الحملة العسكرية خلال أسبوعين عن مقتل 900 مدني بينهم 91 يوم الأربعاء، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، علما بأن الغوطة تضم 400 ألف شخص. ودعا مجلس الأمن الدولي أول من أمس إلى تنفيذ قراره الصادر في 24 الشهر الماضي الذي يطالب بوقف إطلاق النار في عموم سوريا لمدة 30 يوما وإدخال المساعدات، لكن للمرة الثانية لم يسمح بدخول المساعدات يوم أمس. وتستند الخطة الروسية إلى القرار 2401 وإشارته إلى أن وقف النار لا يشمل «داعش» و«القاعدة»، إضافة إلى «كل الأفراد والمجموعات المرتبطة بالقاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى بحسب تصنيف الأمم المتحدة»، إذ إن الجانب الروسي يعمل مع ضباط مصريين لتحييد دوما عن العمليات العسكرية عبر تجديد التزام اتفاق «خفض التصعيد» الذي أنجز في القاهرة في صيف العام الماضي. إذ يضم «جيش الإسلام» 7 - 8 آلاف مقاتل، ويعتبر القوة الرئيسية في الغوطة. في المقابل، ترمي موسكو من خلال دعم تقسيم الغوطة إلى شطرين إلى التعاطي مع القسم الجنوبي بطريقة مختلقة. وأوضح الدبلوماسي أنه بعد تحقيق التقسيم سيكون التركيز على مناطق «فيلق الرحمن» و«النصرة» و«أحرار الشام» في القسم الجنوبي من الغوطة. وتجري محاولات لإخراج عناصر «النصرة» على أمل تجديد اتفاق «خفض التصعيد» الذي عقد أيضا مع «فيلق الرحمن» في جنيف نهاية العام الماضي. وأدى رفض «النصرة» الخروج من شرق حلب نهاية العام 2016 إلى استمرار العمليات العسكرية إلى حين سيطرة قوات النظام وحلفائها على المنطقة. وأبلغ دي ميستورا مجلس الأمن مساء أول من أمس أن في جنوب الغوطة هناك 270 عنصرا من «النصرة» وموسكو تقول إن عددهم 350 عنصرا و«هذا العدد لا يشكل إلا نسبة قليلة من 8 - 9 آلاف مقاتل معارض في الغوطة». وقال: «لن أنسى عدم النجاح في الحد من عذابات سكان شرق حلب». وأشار المسؤول الغربي إلى وجود رابط بين تطورات غوطة دمشق وعملية «غضن الزيتون» قرب عفرين و«كأن هناك مقايضة لغوطة دمشق مقابل عفرين كما حصل عندما جرت مقايضة شرق حلب بمناطق درع الفرات بين حلب وجرابلس على حدود تركيا». ولاحظ «بطئاً في المفاوضات الجارية لإخراج النصرة من القسم الجنوبي للغوطة». بالتزامن مع قرب تقسيم الغوطة الشرقية لدمشق، سيطرت أمس القوات التركية وفصائل سورية موالية أمس على بلدة جنديرس الاستراتيجية جنوب غربي عفرين بعد أسابيع من المعارك العنيفة. ورفع عناصر «فيلق الشام» الفصيل الأساسي في «غصن الزيتون» رايتهم على مركز الإدارة الذاتية داخل جنديرس. وأعطت موسكو أنقرة ضوءاً أخضر للقيام بعملية «غضن الزيتون» في 20 يناير (كانون الثاني) بالتزامن مع معارك شرق دمشق كما حصل لدى مباركة عملية «درع الفرات» نهاية 2016 بالتزامن مع معارك شرق حلب. وتشارك روسيا وتركيا مع إيران في رعاية عملية آستانة. ومن المقرر أن يجتمع كبار الموظفين في الدول الثلاث في آستانة في منتصف الشهر قبل لقاء وزراء الخارجية في الدول الثلاث للتمهيد لقمة ثلاثية روسية - تركية - إيرانية الشهر المقبل تضع تصورا للحل السياسي السوري. وفي موازاة محاولات مسؤولين عسكريين واستخباراتيين أتراك وأميركيين للبحث عن حل لـ«عقدة» منبج وتدفق مقاتلين من «وحدات حماية الشعب» الكردية من شرق سوريا حيث يقيم الجيش الأميركي إلى عفرين، ينتقل مسؤولون أتراك إلى موسكو في الأيام المقبلة لوضع لمسات أخيرة على تفاهمات تتعلق بـتسوية في غوطة دمشق لتحييد المدنيين وإدخال المساعدات من جهة وبترتيبات الوجود التركي و«الجيش الحر» في عفرين، بحسب معلومات. عليه، لن يأخذ الحديث عن تشكيل اللجنة الدستورية بموجب بيان سوتشي، صفة جدية قبل الانتهاء من ترتيبات الغوطة - عفرين - منبج والانتخابات الرئاسية الروسية والقمة الثلاثية للدول الضامنة. وكان لافتا أن اجتماع ممثلي الدول الضامنة الثلاث مع دي ميستورا في جنيف قبل أيام لم يتضمن حماسة ثلاثية لتحريك اللجنة الدستورية مع أن العواصم الثلاث تبادلت قوائم لسوريين مرشحين لبحث الإصلاح الدستوري السوري.

النظام يصعّد الهجوم على الغوطة... وأعراض إصابات بالكلور ودمشق لم تعط ضوءاً أخضر لإدخال مساعدات إنسانية

حمورية (شرق دمشق) - لندن: «الشرق الأوسط»... صعدت قوات النظام السوري أمس هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة التي باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحتها، محاولة تضييق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة فيها، في وقت لم تمنح دمشق الأمم المتحدة الضوء الأخضر لإدخال مساعدات غذائية وطبية، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وظهرت في وقت متأخر الأربعاء عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدنيا في بلدتين في الغوطة الشرقية وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال أطباء عاينوا المصابين إنها شبيهة لتلك الناجمة عن تنشق غاز الكلور، الأمر الذي طالما حذرت دول غربية من أن استخدامه لن يمر من دون عقاب. وجددت قوات النظام غاراتها الخميس على بلدات عدة، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين على الأقل وإصابة 26 آخرين بجروح في مدينة زملكا وفق المرصد الذي أحصى منذ بدء قوات النظام هجومها قبل نحو ثلاثة أسابيع مقتل أكثر من 900 مدني. وتركز قوات النظام هجماتها حالياً على بلدة مديرا التي باتت تسيطر على أجزاء منها. وأفاد المرصد عن «قصف جنوني بكافة أنواع الأسلحة» يطال البلدة التي من شأن السيطرة عليها أن تمكن قوات النظام «من فصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إلى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته». وبحسب عبد الرحمن: «تسعى قوات النظام إلى فصل مناطق سيطرة جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة عن فيلق الرحمن بهدف أضعاف المقاتلين، تمهيداً لشن هجمات منفصلة على الطرفين». ودارت المعارك حالياً على أطراف بلدات جسرين ودوما وحمورية، حيث شاهد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ليل الأربعاء جثثاً مرمية على الطرق وأخرى ما زالت تحت الأنقاض، لم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشالها جراء كثافة القصف. وقال إن جثتي رجلين كانتا ممددتين على الأرض قرب دراجة نارية والنيران تلتهم جسديهما إثر غارة استهدفت الشارع الذي كانا متواجدين فيه فيما كان عنصران من الدفاع المدني يحاولان إخماد النيران. وتشن قوات النظام منذ 18 الشهر الماضي حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل أكثر من 900 مدني بينهم نحو مائتي طفل، وفق حصيلة أوردها المرصد الخميس. وتصعد قوات النظام منذ الأسبوع الماضي هجومها البري على الغوطة الشرقية حيث باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحة المنطقة المحاصرة. وواصلت قوات النظام هجماتها على رغم إعلان روسيا منذ أكثر من أسبوع هدنة إنسانية يومية تستمر لخمس ساعات، ويتخللها فتح «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرقي مدينة دوما لخروج المدنيين. ولم يسجل منذ بدء تطبيق الهدنة خروج أي من المدنيين في وقت أفاد مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية عند أطراف ضاحية جرمانا الخميس عن فتح معبر إنساني آخر عند مزارع جرمانا جنوب الغوطة الشرقية لإفساح المجال أمام خروج المدنيين من بلدة جسرين التي تخوض قوات النظام معارك ضد الفصائل على أطرافها. وتعذر صباح أمس إدخال الأمم المتحدة قافلة مساعدات إلى الغوطة الشرقية. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي: «لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها اليوم من العودة إلى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة إذناً للتحرك جراء أسباب أمنية». وكان من المقرر دخول هذه القافلة المشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. وعلى متنها مساعدات مخصصة لسبعين ألف شخص. وتعد هذه المرة الثانية خلال هذا الأسبوع التي تعيق فيها الأعمال القتالية دخول المساعدات إلى نحو 400 ألف مدني تحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013. وظهرت عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدنياً في وقت متأخر الأربعاء في بلدتي حمورية وسقبا، إثر ضربات جوية شنّها وفق المرصد الطيران الحربي التابع للنظام ولروسيا، حليفة دمشق التي نفت في السابق استهدافها الغوطة. وعالج أطباء في أحد المرافق الطبية في الغوطة الشرقية 29 مصاباً على الأقل ظهرت عليهم عوارض مشابهة لتنشق غاز الكلور، وفق ما أعلنت الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) التي تدعم مستشفيات عدة في المنطقة المحاصرة. وأشارت الجمعية إلى ظهور عوارض ضيق تنفس حاد وتعرق واحمرار العين وصفير عند التنفس عند المصابين.وتمكن مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في حمورية من رؤية عشرات الأشخاص، نساء وأطفال، يغادرون الملاجئ حيث اختبئوا من القصف الجوي، ويجلسون على أسطح الأبنية على أمل التنفس بشكل أفضل. ونزع الأهل ملابس أطفالهم الذين لم يتوقفوا عن السعال لغسلهم بالمياه محاولين إزالة أي أثر لاحتمال وجود غاز سام على أجسادهم. واتُهم النظام السوري، الذي نفى مرات عديدة استخدام أسلحة كيميائية، بقيامه بهجمات بغاز الكلور في الأسابيع الأخيرة. وقد أثارت هذه الاتهامات التي وصفها الرئيس السوري بشار الأسد بـ«غير الواقعية»، غضب دول غربية عدة. وهددت واشنطن وباريس بشن ضربات في حال توفر «أدلة دامغة» على استخدام السلاح الكيماوي.

باريس تهدد بـ«رد قاسٍ» على «الكيماوي»... لكن بشروط ومصادر غربية تساءلت عن جدوى ضربة عسكرية إذا كانت «يتيمة»

الشرق الاوسط..باريس: ميشال أبو نجم.. مرة أخرى، تعمد باريس باللجوء إلى معاقبة النظام السوري بشأن استخدام أسلحة كيماوية في الغوطة الشرقية التزاماً بـ«الخط الأحمر» الذي رسمه الرئيس إيمانويل ماكرون وإلى جانبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قصر فرساي في 29 مايو (أيار) الماضي. وكل مرة تعود مسألة السلاح الكيماوي إلى واجهة الأحداث، تجد السلطات الفرنسية بشخص الرئيس ماكرون أو وزير خارجيته نفسها مدعوة لتكرار الموقف الرسمي والشروط التي تضعها باريس لتنفيذ تهديدها. وعاد وزير الخارجية جان إيف لورديان في لقاء تلفزيوني مع «سي نيوز» الفرنسية لعرض موقف بلاده على خلفية شكوك بأن التهديدات الفرنسية لن تجد أبداً طريقها إلى التنفيذ، وللتذكير بما حصل نهاية صيف عام 2013 عقب استخدام النظام للسلاح الكيماوي على نطاق واسع في الغوطتين الشرقية والغربية. وقال: «هناك مجموعة من الدلائل والمؤشرات التي تفيد بأن السلاح الكيماوي (في الغوطة الشرقية) يمكن أن يستخدم أو أنه استخدم... ليست لدينا إثباتات على ذلك». لكن حذّر: «إذا حصل أن السلاح الكيماوي قد استخدم وتم التحقق من ذلك وتعيين الجهة المسؤولة، وأن استخدامه أدى إلى سقوط قتلى، فإن فرنسا ستقوم بالرد، وإذا تثبتنا من ذلك سنتخذ تدابير قاسية وسوف نتدخل (عسكرياً)». واستطرد «إن الرد سيكون فرنسياً وأميركياً أيضاً»؛ لأن غض النظر عن ذلك «سيكون بمثابة كارثة عالمية، إنسانية». الجديد في الخطاب الفرنسي، دمج ردة الفعل الفرنسية بما يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة الأميركية؛ الأمر الذي لم يكن شرطاً عندما تحدث المسؤولون عن «الخط الأحمر» الفرنسي. وهذا العنصر المستجد يعيد إلى الأذهان أن باريس تخلت عن خطط ضرب أهداف عسكرية للنظام السوري أوائل سبتمبر (أيلول) من عام 2013 بعد أن كانت قيادة الأركان حددت الأهداف، وعيّنت الوسائل العسكرية إلى ستستخدم «طائرات رافال»، وحددت لحظة الانطلاق. وكشف هذه التفاصيل كتاب تحت عنوان «لا يتعين على رئيس أن يقول هذه الكلام» لصحافيين يعملان في جريدة «لوموند» المستقلة. وصدر الكتاب، الذي أحدث ضجيجاً مدوياً، العام الماضي وكان من بين الأسباب التي تسببت في حرمان الرئيس السابق فرنسوا هولاند من الترشح مرة أخرى لرئاسة الجمهورية. حقيقة الأمر، أن «ثنائية» الرد لم يبتدعها لودريان، بل تعود «أبوتها» للرئيس ماكرون. فقد أصدر قصر الإليزيه يوم الجمعة الماضي بياناً يلخص محادثة هاتفية بين ماكرون والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وجاءت هذه المحادثة على خلفية صعوبة تنفيذ القرار 2401 الذي نص على هدنة مدتها شهر، وعلى إيصال المساعدات الغذائية للمناطق المحاصرة، وإخلاء الجرحى والمرضى، لكن أيضاً عقب أحاديث عن عودة النظام إلى استخدام غاز الكلور، والمساعي لإعادة إطلاق لجنة تحقيق دولية في المسائل الكيماوية. وجاء في البيان الرئاسي: إن ماكرون «شدد على يقظته الشديدة حول مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية وذكر بأن رداً قاسياً سيحل إذا ما ثبت استخدام الوسائل الكيماوية، وأدى إلى موت مدنيين، وذلك بالتنسيق الكامل مع حلفائنا الأميركيين. فرنسا والولايات المتحدة الأميركية لن تسمح بالإفلات من العقاب». واضح أن باريس، رغم لهجتها المتشددة، تكثر من وضع الشروط التي تفرض تواجدها قبل تنفيذ وعيدها برد «قاس». وإضافة إلى ما سبق، فإن مصادر دبلوماسية فرنسية تضيف شرطا آخر هو أن «تتحقق باريس من أجهزتها الخاصة» من حقيقة استخدام السلاح الكيماوي فيما يزيد مصدر آخر عنصرا إضافيا هو أن ينتج عن اللجوء إلى الكيماوي «سقوط عدد كبير من الضحايا» ما من شأنه تبرير الرد العسكري. وتضيف المصادر أنه قبل أن تعمد باريس إلى إرسال صواريخها أو طائراتها لضرب أهداف عسكرية تابعة للنظام، عليها أن «تفكر بتبعات» عمل كهذا «خصوصا إذا كانت ستقوم به منفردة وبمنأى عن الولايات المتحدة الأميركية». ثمة عناصر أخرى تتوقف عندها أوساط سياسية غربية في باريس تحدثت إليها «الشرق الأوسط». وأولاها التساؤل حول «جدوى» ضربة عسكرية لتأديب النظام إذا كانت هذه الضربة «يتيمة» كما حصل في شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي عندما أمر ترمب بإرسال 59 صاروخ توماهوك على مطار الشعيرات العسكري رداً على استخدام غاز الأعصاب ضد مدينة شيخون. والحال أن وزير الخارجية ريكس تيلروسون سارع إلى الإعلان أن الضربة «لا تعني أن واشنطن ستجعل تدخلها العسكري منهجياً». وبيّن تلاحق الأحداث أن النظام بدعم روسي - إيراني استمر في حربه، بل إنه نجح في تعطيل المبادرات الدبلوماسية كافة، وهو مستمر في مساعيه للسيطرة على كامل الغوطة.

أنقرة تتوقع انتهاء «غصن الزيتون» بعد شهرين وإردوغان يتهم واشنطن بتكديس الأسلحة شمال سوريا

الشرق الاوسط...أنقرة: سعيد عبد الرازق... أعلنت أنقرة أن عملية «غصن الزيتون» التي ينفذها الجيش التركي مع فصائل من الجيش السوري الحر في عفرين شمال سوريا للقضاء على تواجد وحدات حماية الشعب الكردية فيها قد تنتهي في مايو (أيار) المقبل بعد تحقيق كل أهدافها، وفي الوقت نفسه اتهمت واشنطن بتكديس الأسلحة في شمال سوريا عبر إنشاء 20 قاعدة عسكرية في المنطقة. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: إن عملية «غصن الزيتون» قد تنتهي في شهر مايو المقبل بعد أن تحقق أهدافها. وأضاف في مؤتمر صحافي مع نظيرته النمساوية كارين كنيسل، في فيينا أمس، إنه كلما انتهت عملية «غصن الزيتون» مبكراً كان إرساء الاستقرار في عفرين أسرع؛ وهو ما سيحقق عودة السكان المدنيين إلى المنطقة. في الوقت ذاته، رحب جاويش أوغلو بالخطوات التي اتخذتها النمسا ضد استخدام رموز وأعلام حزب العمال الكردستاني المحظور على أراضيها، مضيفاً: «ينبغي ألا تشعر (التنظيمات الإرهابية) بأنها في جنة بأوروبا، وينبغي أن يتم التعامل معها بالطريقة نفسها في كل مكان». وتواصلت المعارك في محيط عفرين أمس مع تقدم سريع لقوات «غصن الزيتون» باتجاه مركز المدينة، وسيطر الجيشان التركي و«السوري الحر» على مركز بلدة جندريس جنوبي غربي عفرين، لتكون بذلك خامس بلدة يتم تطهيرها من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية و«داعش». وجاءت السيطرة على جندريس بعد السيطرة على قرى عدة محيطة بها، وتلة استراتيجية تطل عليها، ولا تزال تدور اشتباكات في عدد قليل من الجيوب في البلدة التي لجأ إليها مقاتلو الوحدات الكردية وبعض عناصر «داعش» بعد إحكام السيطرة على مركزها. وسبق لقوات «غصن الزيتون» السيطرة على بلدات «بلبلة» و«راجو» و«شيخ حديد»، و«شران» ولم يتبق سوى بلدة واحدة تابعة لمدينة عفرين تخضع لسيطرة الميلشيات الكردية هي «معبطلي». ووصل عدد النقاط التي تمت السيطرة عليها في عفرين إلى 157 نقطة، بينها 5 بلدات، و122 قرية. في السياق، استهدفت عناصر تابعة للوحدات الكردية سيارة تقل مدنيين سوريين أثناء محاولتهم الانتقال إلى منطقة آمنة سيطرت عليها قوات «غصن الزيتون» قرب جندريس. وذكرت وكالة أنباء «الأناضول» أن أسرة سورية تعيش في إحدى القرى القريبة من جندريس تعرضت لنيران الوحدات الكردية أثناء محاولتها الانتقال إلى قرية أخرى آمنة، سيطر عليها الجيشان التركي و«السوري الحر». وأوضحت المصادر، أن السيارة كانت تقل ثلاثة أشخاص بينهم طفل، حيث أصيبت سيدة بجروح جراء نيران هذه العناصر. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» تمكنت حتى أمس من تحييد 3 آلاف و89 مسلحاً، مؤكداً أن العملية ستستمر حتى تحقيق أهدافها. في الوقت ذاته، تساءل الرئيس التركي عن سبب تكديس الولايات المتحدة كميات ضخمة من الأسلحة في الشمال السوري رغم تصريحات واشنطن حول انتهاء تطهير تلك المناطق من تنظيم داعش الإرهابي، وما إذا كان الهدف من ذلك هو استخدامها ضد تركيا. وقال إردوغان، في كلمة خلال فعالية نظمتها وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية التركية بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة: «لماذا تحشدون كل هذه الأسلحة في الشمال السوري، ما دمتم تقولون إنكم طهّرتم المنطقة من (داعش)، هل تحشدون هذه الأسلحة كي تستخدموها ضدّنا؟». وأشار إلى أن الولايات المتحدة أسست 20 قاعدة عسكرية في الشمال السوري، وأرسلت إلى تلك المنطقة أسلحة وذخائر كثيرة عبر 5 آلاف شاحنة وألفي طائرة شحن. على صعيد آخر، تقدمت أنقرة بطلب جديد إلى السويد للقبض على الرئيس المشارك السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري صالح مسلم وتسليمه لها. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: إن أنقرة طلبت رسمياً من استوكهولم اعتقال مسلم مؤقتاً وتسليمه إلى تركيا، في إطار الملاحقات القانونية بحقه بتهم تتعلق بالإرهاب، والإشراف على عمليات إرهابية استهدفت المواطنين الأتراك في الفترة الماضية. وسبق أن تقدمت تركيا بطلبين مماثلين إلى كل من جمهورية التشيك وألمانيا. في شأن آخر، اتهم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في الحكومة التركية، عمر تشيليك، النظام السوري باستهداف قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى الغوطة الشرقية رغم المطالبات الدولية بضرورة إيصال المساعدات إلى المحتاجين هناك. وقال تشيليك أمس: إن النظام السوري لا يتردد في استهداف قوافل المساعدات الإنسانية، رغم أن العالم بأسره متفق على وجود مأساة إنسانية في الغوطة الشرقية. واعتبر تشيليك أن نظام الأمم المتحدة يشهد سقوطاً لعدم تمكنه من إبداء أي رد فعل ضد من لا يلتزمون بالقرارات الصادرة عنه، لافتاً إلى أن قرارات الأمم المتحدة تتجاهل المجازر أمام أنظار العالم.

دمشق تضيّق على فصائل الغوطة وأنقرة تحقق «اختراقاً» في عفرين

بيروت - «الحياة» .. فيما سيطرت القوات التركية على أكبر بلدات عفرين، وأعلنت أيار (مايو) موعداً لإنهاء عملية «غصن الزيتون» العسكرية، من دون أن تكشف إن كانت هذه العملية ستمتد إلى منبج، تواصل القوات النظامية السورية تضييق الخناق على فصائل المعارضة في غوطة دمشق الشرقية حيث فتحت ممراً إنسانياً جديداً لإخراج المدنيين، فيما أجبر القصف العنيف الأمم المتحدة على إرجاء إدخال قافلة مساعدات إنسانية إلى المنطقة. ووسط إصرار دمشق على إنهاء وجود الفصائل في آخر معاقلها قرب العاصمة، جدّدت فرنسا دعوتها روسيا وإيران إلى استخدام نفوذهما على دمشق لضمان احترامها قرار الأمم المتحدة الداعي لوقف النار لمدة 30 يوماً.. وفي ظل ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين إلى 900 قتيل منذ بدء الحملة العسكرية في شباط (فبراير) الماضي في الغوطة، ظهرت في وقت متقدم من مساء الأربعاء- الخميس، عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدنياً في بلدتي حمورية وسقبا بعد قصف استهدفهما. وعالج أطباء في أحد المرافق الطبية 29 مصاباً على الأقل ظهرت عليهم عوارض مشابهة لتنشق غاز الكلور، وفق الجمعية الطبية السورية- الأميركية (سامز) التي تدعم مستشفيات عدة في المنطقة المحاصرة. في هذا الصدد، جدّد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان التهديد بأن فرنسا ستردّ إذا ثبت استخدام أسلحة كيماوية أدت إلى سقوط قتلى في سورية. من جانبها، حققت القوات التركية وفصائل المعارضة الداعمة لها تقدماً في شمال غربي البلاد، إثر سيطرتها أمس على بلدة جنديرس الاستراتيجية في عفرين. وتُعد جنديرس أكبر بلدة تمكنت القوات التركية وحلفاؤها من السيطرة عليها منذ شنها، في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي، عملية «غصن الزيتون» التي تقول إنها تستهدف المقاتلين الأكراد الذين تصنفهم أنقرة بـ «الإرهابيين». ومع سيطرتها على جنديرس، باتت القوات التركية والفصائل الموالية لها تسيطر على البلدات الخمس الرئيسة في المنطقة. كما أصبحت حالياً على بعد عشرة كيلومترات من مدينة عفرين، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». تزامنت هذه التطورات الميدانية مع إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن العملية العسكرية في المنطقة ستنتهي خلال أيار المقبل، من دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل إن كانت القوات التركية ستتوجه بعد ذلك إلى منبج، كما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد في وقت سابق. على خط موازٍ، تسعى دمشق عبر الهجوم البري والجوي على الغوطة الشرقية، إلى فصل مناطق سيطرة «جيش الإسلام» عن تلك الواقعة تحت نفوذ «فيلق الرحمن»، بهدف إضعاف المقاتلين وتمهيداً لشنّ هجمات منفصلة ضد الطرفين، كما أفاد «المرصد». وأوضح قائد عسكري في تحالف يدعم النظام أن قواته «توشك على شطر الغوطة إلى قسمين، إذ تلتئم قواته المتقدمة من الشرق مع القوات المنتشرة عند مشارف الغوطة من الغرب»، مشيراً إلى أن القطاع المتبقي من الأراضي التي تفصل القوات المتقدمة من الشرق والغرب لا يمكن استخدامه فعلاً لأنه يقع بالكامل في مرمى نيران قوات النظام، «ما يجعل من المستحيل على مقاتلي المعارضة العبور بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجيب». وشدد على أن هذا يعني «بالعِلم العسكري» أن المنطقة تم تقسيمها. غير أن الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان نفى هذه التطورات، فيما أكد أبو أحمد الدوماني، وهو مقاتل في «جيش الإسلام» على إحدى جبهات القتال، أن «لا شيء ثابتاً، والمعارك دائرة فيما لا تمكن معرفة ماذا سيجري». إلى ذلك، أرجأت الأمم المتحدة أمس إدخال قافلة مساعدات إنسانية تحمل مواد غذائية وإمدادات طبية إلى الغوطة الشرقية نتيجة القصف العنيف الذي تشنه قوات النظام بموازاة تصعيد هجومها البري. وذكرت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في دمشق ليندا توم: «لم تتمكن الأمم المتحدة وشركاؤها اليوم من العودة إلى دوما لأن السلطات السورية لم تمنح القافلة إذناً للتحرك لأسباب أمنية». من جانبه، أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بياناً في شأن تأجيل القافلة، أكد فيه أن «الأمم المتحدة لا تزال تتلقى تقارير عن تصعيد القتال في الغوطة وقصف دمشق». وحضّ الأطراف كافة على السماح الفوري بالدخول الآمن، ومن دون عوائق، لمزيد من القوافل لإيصال الإمدادات الضرورية. كما أصدر رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما «نداء استغاثة» ناشد فيه «الدول الفاعلة والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي، وضع حد لهذه الجرائم البشعة التي فاقت التصور، إذ يستخدم (النظام) الأسلحة كافة، والكيماوية منها، ضد شعب أعزل ومناطق مكتظة بالسكان»، مطالباً بـ «إدخال مساعدات طبية وإغاثية فوراً».

حالات الاختناق بالعشرات في الغوطة و 900 مدني قتلوا منذ بدء الهجوم

بيروت، حمورية (سورية) – أ ف ب، «الحياة»، رويترز - بصعّدت قوات النظام أمس هجومها على الغوطة الشرقية المحاصرة التي باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحتها، محاولةً تضييق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة فيها، فيما أعلن قائد عسكري موالٍ للنظام التمكن من شطر المنطقة. وفي ظل ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين إلى 900 قتيل منذ بدء الحملة العسكرية في شباط (فبراير) الماضي، ظهرت في وقت متأخر من أول من أمس عوارض اختناق وضيق تنفس على أكثر من ستين مدنياً في بلدتي حمورية وسقبا في الغوطة بعد من قصف استهدفهما من قوات النظام وروسيا وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال أطباء عاينوا المصابين إنها شبيهة لتلك الناجمة عن تنشق غاز الكلور، بعدما حذّرت دول غربية من أن استخدامه لن يمرّ من دون عقاب. وعالج أطباء في أحد المرافق الطبية في الغوطة 29 مصاباً على الأقل ظهرت عليهم عوارض مشابهة لتنشق غاز الكلور، كما أعلنت الجمعية الطبية السورية- الأميركية (سامز) التي تدعم مستشفيات عدة في المنطقة المحاصرة. وأشارت الجمعية إلى ظهور عوارض ضيق تنفس حاد وتعرق واحمرار العين وصفير عند التنفس عند المصابين. كما أكد «اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية»، أن تقارير من أطباء في الغوطة تشير إلى هجوم استخدم فيه غاز الكلور في سقبا وحمورية، فيما أعلن «الدفاع المدني السوري» أن 50 مدنياً على الأقل تأثروا بالغاز. وأشارت وكالة «فرانس برس» إلى أن عشرات الأشخاص، نساء وأطفال، شوهدوا يغادرون الملاجئ حيث اختبأوا من القصف الجوي، وجلسوا على أسطح الأبنية على أمل التنفس بشكل أفضل. ونزع الأهل ملابس أطفالهم الذين لم يتوقفوا عن السعال لغسلهم بالمياه محاولين إزالة أي أثر لاحتمال وجود غاز سام على أجسادهم. واتُهم النظام السوري، الذي نفى مرات عديدة استخدام أسلحة كيمياوية، بقيامه بهجمات بغاز الكلور في الأسابيع الأخيرة. وجددت قوات النظام غاراتها أمس على بلدات عدة، ما تسبب بمقتل سبعة مدنيين على الأقل وإصابة 26 آخرين بجروح في مدينة زملكا وفق «المرصد» الذي أحصى منذ بدء قوات النظام هجومها قبل نحو ثلاثة أسابيع مقتل أكثر من 900 مدني. وتركز قوات النظام هجماتها حالياً على بلدة مديرا التي باتت تسيطر على أجزاء منها. وأفاد «المرصد» عن «قصف جنوني بكافة أنواع الأسلحة» يطاول البلدة التي من شأن السيطرة عليها أن تمكن قوات النظام «من فصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة إلى شطرين، شمالي يضم دوما وجنوبي تعد حمورية أبرز بلداته». وأشار «المرصد» إلى أن «قوات النظام تسعى إلى فصل مناطق سيطرة جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة عن فيلق الرحمن بهدف إضعاف المقاتلين، تمهيداً لشن هجمات منفصلة على الطرفين». وتدور المعارك حالياً على أطراف بلدات جسرين ودوما وحمورية. وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» ليل الأربعاء جثثاً على الطرق وأخرى ما زالت تحت الأنقاض، لم تتمكن فرق الدفاع المدني من انتشالها جراء كثافة القصف. ولفت إلى إن جثتي رجلين كانتا ممددتين على الأرض قرب دراجة نارية والنيران تلتهم جسديهما اثر غارة استهدفت الشارع الذي كانا متواجدين فيه فيما كان عنصران من الدفاع المدني يحاولان إخماد النيران. وأوضح قائد عسكري في تحالف يدعم النظام رفض الكشف عن هويته أن قوات النظام «توشك على شطر الغوطة إلى قسمين إذ تلتئم قواته المتقدمة من الشرق مع القوات المنتشرة عند مشارف الغوطة من الغرب». وقال لوكالة «رويترز» إن القطاع المتبقي من الأراضي التي تفصل القوات المتقدمة من الشرق والغرب لا يمكن استخدامه بالفعل لأنه يقع بالكامل في مرمى نيران قوات النظام ما يجعل من المستحيل على مقاتلي المعارضة العبور بين الأجزاء الشمالية والجنوبية من الجيب». وشدد على أن هذا يعني «بالعلم العسكري» أن المنطقة تم تقسيمها. لكن الناطق باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان في الغوطة، نفى هذه التطورات، فيما قال أبو أحمد الدوماني وهو مقاتل في «جيش الإسلام» على إحدى جبهات القتال إن «لا شيء ثابتاً، والمعارك دائرة فيما لا تمكن معرفة ماذا سيجري». وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة، يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل أكثر من 900 مدني بينهم نحو مئتي طفل، وفق حصيلة أوردها المرصد الخميس. وتصعّد قوات النظام منذ الأسبوع الماضي هجومها البري على المنطقة حيث باتت تسيطر على أكثر من نصف مساحة المنطقة المحاصرة. وتواصل قوات النظام هجماتها على رغم إعلان روسيا منذ أكثر من أسبوع هدنة إنسانية يومية تستمر لخمس ساعات، ويتخللها فتح «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين. ولم يسجل منذ بدء تطبيق الهدنة خروج أي من المدنيين في وقت أفاد مصدر عسكري سوري عند أطراف ضاحية جرمانا أمس عن فتح معبر إنساني آخر عند مزارع جرمانا جنوب الغوطة لافساح المجال أمام خروج المدنيين من بلدة جسرين التي تخوض قوات النظام معارك ضد الفصائل على أطرافها.

ذعر في الغوطة بعد تقدم قوات النظام

الحياة...دوما (سورية) – أ ف ب - بين السيارات التي تمضي مسرعة واحدة تلو الأخرى، يقود أبو قاسم قطيعاً صغيراً من الأغنام بعد فراره من القصف الذي طاول بلدته قبل وقت قصير من سيطرة قوات النظام عليها في الغوطة الشرقية المحاصَرة قرب دمشق. ممسكاً بعصا بيد ومنديل أخضر بيد أخرى، يسير هذا الرجل مع قطيعه في أحد شوارع مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة بعدما ترك كل شيء خلفه. ويقول أبو قاسم لـ «وكالة فرانس برس»: «خرجنا من بيت سوى الى هنا تحت القصف. ثيابنا وكل شيء بقي هناك»، مضيفاً: «الوضع لدينا منته بشكل كامل. لا لباس ولا طعام أبداً». وفرّ العديد من سكان بيت سوى والبلدات المجاورة الأربعاء على وقع الغارات الكثيفة التي شنتها قوات النظام قبل أن تتقدم وتتمكن من السيطرة على بيت سوى وبلدات أخرى. وتشن قوات النظام منذ 18 شباط (فبراير) الماضي حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة، مع قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف، ما تسبب بمقتل أكثر من 900 مدنياً بينهم أكثر من 180 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وبعد أسبوع، بدأت قوات النظام اشتباكات ضد الفصائل على خطوط التماس قبل أن تصعّد هجومها الأسبوع الماضي وتتمكن من التقدم والسيطرة على أكثر من نصف مساحة المنطقة المحاصرة. ومنذ العام 2013، يعيش قرابة 400 ألف مدني في ظل حصار خانق فرضته قوات النظام على المنطقة. ومنذ بدء الهجوم الأخير، تفاقمت معاناة المدنيين الذين باتوا عاجزين عن تأمين قوتهم اليومي نتيجة كثافة القصف. ويقول أبو قاسم إنه «لا شيء لنأكله أبداً إلا الغنم الذي أخرجناه»، مشيراً إلى انه اضطر لترك عدد من الأبقار التي يملكها في البلدة. وفي دوما، حيث يكاد لا يخلو مبنى من الدمار فيما الركام يغلق بعض الشوارع والأزقة، تمكن أبو قاسم من بيع غنمتين صغيرتين، كل واحدة مقابل مبلغ يقارب العشرين دولاراً. وشهدت شوارع المدينة حركة سيارات مسرعة ونازحين أتوا من البلدات المجاورة التي تعرضت لقصف كثيف. وقال مراسل «فرانس برس» إن بعض النازحين كانوا يقودون سياراتهم داخل دوما بطريقة جنونية من شدة الذعر والخوف. ووفق «المرصد»، دفع تقدم قوات النظام أكثر من عشرة آلاف شخص إلى النزوح من مناطق عدة كجسرين وبيت سوى وحمورية في اتجاه دوما وغرب الغوطة. وفي شوارع دوما، يجرّ رجال عربات أو يقودون سيارات ودراجات محملة بالفرش والسجاد أو الأخشاب والخزائن البلاستيكية، فيما يمكن رؤية سحب الدخان المنبعثة من مناطق مجاورة. وفي شارع تحيط به الأبنية المدمرة، سار أبو ناظم (80 سنة) على كرسي نقال يبحث عمن يساعده لتأمين لقمة تسد جوعه.

الفصائل تستعيد مواقع في الغوطة بهجوم مباغت على ميليشيات النظام

أورينت نت – متابعات...شنت الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، هجوماً مباغتاً على عدة جبهات تمكنوا خلالها من استعادة بعض النقاط التي تقدمت إليها قوات النظام مؤخراً. وقال مراسل أورينت، إن الفصائل تمكنت من إيقاف تقدم النظام، واستعادت معمل الأحلام قرب كتيبة رأس العين، ونقاط بمنطقة حوش الأشعري ونقاط بمزارع دوما، وجزء كبير من مزارع بيت سوا، إضافة إلى إيقاع عدد من عناصر قوات النظام بين قتيل وجريح. في السياق ذاته، تمكن ثوار الغوطة الشرقية من تدمير دبابة وإعطاب عربة شيلكا لمليشيات الأسد التي تحاول التقدم على جبهة المشافي بالقرب من طريق دمشق حمص. وتحاول قوات النظام وميليشياته التقدم من جبهة الريحان، وسط معارك كر وفر عنيفة وقصف مدفعي متبادل بين الفصائل المقاتلة وقوات النظام. وكانت صفحة "عرين الحرس الجمهوري" الموالية لنظام الأسد والمواكبة لأخبار قواته بشكل مستمر، نشرت في وقت سابق، لائحة تضم أكثر من 120 اسماً قالت إنهم قتلوا جميعاً في الغوطة الشرقية خلال الأيام الماضية. وكشفت اللائحة مقتل ضباط برتب كبيرة كالعميد (رياض محمد أحمد) من محافظة اللاذقية والعميد (أحمد جابر الحميدان) من محافظة حمص إضافة إلى عدد من الضباط وصف الضباط، كما أرفقت الصفحة صوراً لبعض هؤلاء القتلى. بينما أعلنت فصائل الثوار عن مقتل العشرات (الأربعاء) من ميليشيات النظام بعد تمكنها من استرجاع عدة نقاط على جبهات مختلفة من الغوطة الشرقية كـ (حرستا والمشافي ومسرابا والريحان والمحمدية وبيت سوى). في حين، نشرت غرفة عمليات "بأنهم ظلموا" صوراً تظهر عدداً من قتلى النظام على جبهة المشافي على أوتستراد مشق - حمص إضافة إلى صور تظهر اغتنام أسلحة وذخائر.

 



السابق

اليمن ودول الخليج العربي..«الشرعية» تحشد لتحرير حجة.. واحتجاجات المحروقات تربك الحوثيين...اتهام للميليشيات بارتكاب 20 ألف انتهاك بحق اليمنيات....توقيع 18 اتفاقية اقتصادية بين جهات سعودية وبريطانية..الجبير: الرياض ولندن متفقتان على ضرورة ردع إيران ووقف دعمها للإرهاب..واشنطن توافق على بيع الإمارات وقطر معدات عسكرية...«الناتو» يوقع «اتفاق مرور» مع الدوحة..قطر تسمح لقوات «الناتو» باستخدام «العديد»..الأردن: «التحالف المدني» يحرك الحياة الحزبية الراكدة....اللجنة الوزارية الرباعية تطالب طهران بوقف تدخلها..

التالي

العراق... استنفار زعامات دينية لمواجهة دعوات مقاطعة الانتخابات...الإعدام لشقيقة «البغدادي» الأول...الخلافات العشائرية في العراق تمنع النازحين من العودة....البصرة تسحب الأسلحة غير المرخصة لدى الأحزاب...تركيا: عملية مشتركة مع العراق ضد مسلحين أكراد...العراق يرحب بمشاركة إيران في إعمار مدنه المدمّرة....أربيل تؤكد تقارباً مع بغداد لإنهاء الأزمة..


أخبار متعلّقة

سوريا...الأسد: الوضع الإنساني في الغوطة «كذبة سخيفة».. وسنستمر في الهجوم....تقدم سريع لـ{درع الفرات} صوب عفرين....البيت الأبيض: روسيا قتلت مدنيين أبرياء في سورية......الجيش السوري يسيطر على ربع الغوطة الشرقية......بعد تقدم ميليشيات النظام.. هذه السيناريوهات المتوقعة في الغوطة....الأمم المتحدة: 600 قتيل وأكثر من 2000 جريح في هجمات على الغوطة منذ 18 فبراير.......ماكرون يطلب من روحاني «الضغط» على دمشق لوقف الهجمات ...ماي وترامب: على روسيا استخدام نفوذها لوقف الحملة السورية في الغوطة....

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,486,159

عدد الزوار: 7,688,522

المتواجدون الآن: 0