لبنان...77 لائحة «مقاتلة»: معركة الحريري صعبة في بيروت.. ومعركة برّي سهلة في الزهراني...نصر الله: الوضع المالي «مخيف» ويُنذِر بانهيار أمني وسياسي.. موازنة 2018 تقرّ قبل الجُمعة....اللوائح أقفلت والعد العكسي بدأ... الصُداع الانتخابي في لبنان ينافس «هدير» الصِراع في المنطقة...خلط أوراق انتخابية في «بعلبك ـ الهرمل» و«الثنائي الشيعي» المستفيد الأول....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 27 آذار 2018 - 6:09 ص    عدد الزيارات 3443    التعليقات 0    القسم محلية

        


77 لائحة «مقاتلة»: معركة الحريري صعبة في بيروت.. ومعركة برّي سهلة في الزهراني

نصر الله: الوضع المالي «مخيف» ويُنذِر بانهيار أمني وسياسي.. موازنة 2018 تقرّ قبل الجُمعة

اللواء... بإقفال باب تسجيل اللوائح على 77 لائحة منتصف الليلة الماضية، تكون مرحلة من الاستعدادات اللوجستية والسياسية والإدارية والمالية أقفلت، بانتظار محطتي الانتخاب الأولى للمغتربين والثانية للبنانيين المقيمين في 6 أيّار، وباتت عملية فرز الألوان واضحة، فلكل لائحة لونها الموسومة به، ولونها السياسي، ولونها الانتخابي، قبل يوم الاقتراع وتصنيف الفائزين على تكتلاتهم واحزابهم، أو استقلاليتهم، مع اسدال الستار عن مرحلة قد تكون عاصفة بالتحديات، وبعضها حذّر منه النائب الذي سيصبح سابقاً، بدءاً من اليوم التالي للانتخاب بعد أقل من 40 يوماً.. وهو وليد جنبلاط الذي حذّر بعض اللبنانيين من الاصطفاف مع فريق العمل الأميركي الجديد في إدارة ترامب، تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ حزب الله، فهذا البلد لم يعد بمقدوره تحمل محاور، أو ان تكون المواجهة على أرضه فيدفع الثمن. ويمكن تسجيل ملاحظات، ذات دلالة على ما أسفرت عنه عملية تسجيل اللوائح في اليوم الطويل 26 آذار 2018:

1- سجّل في بيروت الثانية تسع لوائح، وهي الدائرة التي يرأس فيها الرئيس سعد الحريري لائحة «المستقبل لبيروت»، الأمر الذي يجعل معركته ليست سهلة، بل ربما بالغة الصعوبة، لجهة قدرة اللوائح على بلوغ الحاصل الانتخابي.

2- سجل في دائرة صور الزهراني لائحتان، أحدهما يرأسها الرئيس نبيه برّي، بمواجهة لائحة يرأسها رياض الأسعد، بعدما امتنعت عدّة قوى لعدم الترشح لاراحته في تلك اللائحة.. الأمر الذي يجعل معركته بالغة السهولة.

3- لا يمكن سحب أحد من الترشيح بعد تسجيل اللوائح، وعليه سارع مرشحون كثر للانسحاب، لا سيما في البقاع الشمالي وزحلة، نظراً لصعوبة تشكيل لوائح أو الانضواء فيها.

4- افرزت اللوائح حنقاً وزعلاً بين المرشحين واحزابهم، أو الحلفاء الذين باتوا خصوماً في 77 لائحة وصفت بالمقاتلة، للظفر بحصص نيابية في البرلمان الجديد.

ولم تحجب الحرارة الانتخابية المتصاعدة الانتظام الرسمي، نيابياً وحكومياً، فحكومة الرئيس سعد الحريري تجتمع اليوم في بعبدا لمناقشة جدول أعمال بقي من الأربعاء الماضي إضافة إلى عشرة بنود جديدة، على ان يجتمع المجلس النيابي غداً وبعد غد أي قبل عطلة الفصح الغربي، التي تبدأ يوم الجمعة في 30 الجاري.

مؤتمر سيدر

وفيما ينعقد مجلس الوزراء قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، للبحث في جدول أعماله السابق مع البنود التي أضيفت إليه، من دون ان يكون لملف البواخر علاقة ببند الكهرباء المدرج تحت عنوان قانون برنامج للطاقة الكهربائية، انعقد قبل الظهر في باريس الاجتماع التحضيري التقني لمؤتمر «سيدر» بمشاركة ممثلين عن الدول الأربعين التي ستحضر المؤتمر في 6 نيسان المقبل. وضم الوفد اللبناني الوزيرين جمال الجراح ورائد خوري وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومستشاري الرئيس عون ميرا عون الهاشم والحريري نديم المنلا والمدير العام للمال آلان بيفاني الذي مثل الوزير علي حسن خليل مع المستشار وسيم المنصوري. وأوضح الوزير خوري لـ«اللواء» من باريس، انه خلال اللقاءات التي عقدها مع الجهات المانحة، تمّ عرض الخطة التي أقرّتها الحكومة والتي ستقدم إلى المؤتمر بما يتعلق بالبرنامج الاستثماري في البنى التحتية، وخطة الاستشاري ماكيزي للقطاعات المنتجة والأعباء الناجمة عن ملف النازحين السوريين. وقال خوري ان هناك ملاحظات قدمتها هذه الجهات لكن ما من أرقام عرضت، لافتاً إلى ان هناك متابعة ومرجحاً ان تقدّم قروض ميسرة إلى لبنان. وفي هذا السياق علمت «اللواء» من مصادر رسمية ان هناك تعميماً على ذكر عبارة هبات بدلاً من قروض. وبالتزامن مع الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر «سيدر» في باريس تسارعت في بيروت خطوات مواكبة هذا المؤتمر بإجراءات إصلاحية على صعيد المالية العامة، بما في ذلك إقرار موازنة العام 2018، حيث دعا الرئيس نبيه برّي إلى عقد جلسة عامة يومي الأربعاء غداً والخميس بعد غد في جلسات صباحية ومسائية، لدرس وإقرار مشروع الموازنة وملحقاتها، بعدما كانت لجنة المال والموازنة أنهت أمس، مناقشة المواد القانونية لمشروع الموازنة، بعد إقرار موازنات الوزراء والإدارات العامة، على مدى 11 جلسة. وعكف رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان حتى ساعة متأخرة من ليل أمس على وضع تقريره الذي سيرفعه إلى الرئيس برّي اليوم، على ان يعقد مؤتمراً صحفياً بعد ذلك يشرح فيه خلاصة ما توصلت إليه اللجنة.

نصر الله

في سياق متصل، علمت «اللواء» ان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله، عقد مساء أمس لقاءً مع عدد من كوادر الحزب ومسؤوليه، في مجمع سيّد الشهداء في الرويس، في إطار اللقاءات التي يعقدها لمواكبة المسار العام للانتخابات وشرح موقف الحزب من كل ما يتصل بهذه العملية، وأسباب الحملة التي يتعرّض لها الحزب على الصعيدين اللبناني والدولي. ومن ضمن هذه اللقاءات، اللقاء الذي حصل مساء الخميس في 22 الشهر الحالي مع كوادر الحزب في دائرة بعلبك - الهرمل. وبحسب ما تسرب لـ«اللواء» من معلومات عن هذا اللقاء، فإن السيّد نصر الله تحدث عن الوضع المالي في لبنان، بنفس «الصرخة» التحذيرية التي ابلغها الرئيس عون للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وربما في اليوم نفسه، إذ وصف نصر الله هذا الوضع «بالمخيف» وانه «ينذر بسقوط سريع للبلد الذي قد يفلس ان استمر على ما هو عليه»، وان الافلاس الذي تحدث عنه عون أيضاً «ينذر بانهيار أمني وسياسي»، مشيراً إلى أن الدولة اللبنانية ذاهبة إلى مؤتمر باريس لاستدانة 14 مليار دولار لتمويل مشاريع ثانوية، وان بعض هذه الأموال ستتم سرقتها، لكنه أكّد ان الحزب لن يسمح بذلك. ومما تسرب ايضا على لسان نصر الله قوله «اننا سنواجه الفساد في المرحلة المقبلة حتى لو صدر من بعض حلفائنا، ولكننا لن نشهر بالفاسدين منهم، بل سنبلغ عن كل فاسد لجهته السياسية حتى تكف يده، ومع الحلفاء سيكون الموضوع سرا منعا للاحراج». وفي الموضوع الانتخابي، نقل عن نصر الله قوله: «نحن طالبنا بقانون بالنسبية مع انه يعرضنا لمعركة في بعلبك الهرمل، بسبب التنوع الطائفي، لكنه سيعطينا فرصا لكسب مقاعد في بيروت وجبيل وبعبدا والشوف وزحلة، وسيفتح الطريق امام بعض حلفائنا للوصول إلى البرلمان، ودعا إلى رفع الحاصل الانتخابي عبر المشاركة الكثيفة منعا للخرق، متوقعا ان يكون الخرق بمقعد واحد أو اثنين في بعلبك - الهرمل. تجدر الإشارة، إلى ان المرشح الشيعي عن دائرة بعلبك - الهرمل الشيخ عباس الجوهري، الذي اوقف قبل أيام واطلق سراحه واتهم الحزب بفبركة ملف ضده، أعلن مساء أمس انسحابه من المعركة الانتخابية لمصلحة لائحة «الكرامة والانماء» التي يرأسها النائب السابق يحيى شمص والتي تضم تحالف تيّار «المستقبل» والقوات اللبنانية.

77 لائحة

وأقفل عند منتصف الليل باب تسجيل اللوائح الانتخابية على مستوى الدوائر الانتخابية الـ15 في كل لبنان، على 77 لائحة، كان اكبرها عددا في دائرة بيروت الثانية حيث بلغ اللوائح فيها 9 لوائح، واقل عدد كان في دائرة صور- الزهراني حيث اقتصر العدد على لائحتين فقط. واوضحت المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين في وزارة الداخلية والبلديات، انه بموجب المادة 52 من القانون رقم 44/2017 لا يعتد بانسحاب أي مرشّح من اللائحة بعد تسجيلها، وتلغى طلبات المرشحين الذين لم ينتظموا في لوائح وفقا لنص هذه اللائحة. وقد بلغ العدد الإجمالي للوائح المسجلة 77 لائحة من بين 917 مرشحا.

وتوزعت اللوائح على الشكل الآتي:

- دائرة بيروت الأولى (5 لوائح).

- دائرة بيروت الثانية (9 لوائح).

- دائرة الشمال الأولى (عكار) (6 لوائح).

- دائرة الشمال الثانية (طرابلس- المنية - الضنية) (8 لوائح).

- دائرة الشمال الثالثة (زغرتا- بشري- الكورة- البترون) (4 لوائح).

- دائرة جبل لبنان الأولى (جبيل- كسروان) (5 لوائح).

- دائرة جبل لبنان الثانية (المتن الشمالي) (5 لوائح).

- دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) (4 لوائح).

- دائرة جبل لبنان الرابعة (الشوف- عاليه) (6 لوائح).

- دائرة الجنوب الأولى (صيدا- جزين) (4 لوائح).

- دائرة الجنوب الثانية (صور- الزهراني) (لائحتان).

- دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل- النبطية- مرجعيون وحاصبيا) (6 لوائح).

- دائرة البقاع الأولى (زحلة) (5 لوائح).

- دائرة البقاع الثانية (البقاع الغربي وراشيا) (3 لوائح).

- دائرة البقاع الثالثة (بعلبك- الهرمل) (5 لوائح).

اقفال باب التسجيل بساعتين تفقد وزير الداخلية نهاد المشنوق سير العمل في المديرية، فيما كان آخر لائحة سجلت هي «لائحة الشمال القوي» التيي يرأسها رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، الذي حضر بنفسه لتسجيل لائحته. وقبل ذلك تم إنجاز تشكيل آخر اللوائح الانتخابية لدائرة بعلبك- الهرمل, بتحالف مرشحي التيار الوطني الحر والوزير الاسبق الدكتور فايز شكر والمستقلين, وسميت «اللائحة المستقلة» وتم تسجيلها نهار أمس، وهي مكتملة من عشرة مرشحين وهم:عن المقاعد الشيعية:الدكتور فايزشكر, سعد حمادة, فيصل الحسيني, فادي يونس, مهدي زغيب, وغادة عساف(مرشحة التيار الوطني الحر). وعن المقعدين السنيين محمدالفليطي واحمد بيان, وعن المقعدالكاثوليكي مرشح التيار الحر ميشال ضاهر, وعن المقعد الماروني سندريللا مرهج.وسيتم الاعلان عن اطلاق اللائحة في مهرجان شعبي يوم الاحد المقبل في بعلبك. كما تمّ تسجيل لائحة «ضمانة الجبل» لدائرة الشوف عاليه برئاسة الوزير طلال أرسلان، وسجلت لائحة «القرار الحر» للشوف وعاليه بتحالف بين حزب الوطنيين الأحرار والكتائب ومستقلين. وتم تسجيل لائحة تحالف «الكتائب» – فريد هيكل الخازن في كسروان- جبيل وتضم: فريد هيكل الخازن, جيلبرت زوين, يوسف خليل, شاكر سلامة, يولاند خوري, فارس سعيد والمحامي جان حواط, مصطفى الحسيني. وفي دائرة الجنوب الثالثة (النبطية – بنت جبيل- مرجعيون- حاصبيا) فشلت جهود الحزب الشيوعي وقوى اليسار والمستقلين وحركة»مواطنون ومواطنات» في تشكيل لائحة موحدة للمعارضة, ما دفع عدد من المرشحين الى الانسحاب من الانتخابات, ومنهم الزميلة فاديا بزي. وقد ذهب الحزب الشيوعي الى تشكيل لائحة غير مكتملة في الدائرة من سبعة مرشحين هم: هالة أبو كسم (أرثوذكسية), غسان حديفه (درزي), سعيد عيسى (سني), حسين بيضون, عباس سرور, الدكتور أحمد مراد وعلي الحاج علي (شيعة). بالمقابل, سجلت ولادة لائحة «شبعنا حكي» وتضم الى الإعلامي علي الأمين, عماد قميحة, أحمد إسماعيل, رامي عليق, خالد سويد, ومرشح «القوات اللبنانية» عن المقعد الأرثوذكسي فادي سلامة.

اعتصامات

وعلى وقع الوعود الانتخابية، نفذ موظفو المستشفيات الحكومة اعتصاماً في ساحة رياض الصلح معلنين بدء اضرابهم المفتوح احتجاجاً على عدم انصافهم في سلسلة الرتب والرواتب. ولاحقاً، استقبل الرئيس الحريري الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومة بحضور رئيس الاتحاد العمالي بشارة الأسمر، الذي نقل عن انه وعد بحث الموضوع في مجلس الوزراء اليوم.

اللوائح أقفلت والعد العكسي بدأ...

الجمهورية...بدأ السباق الانتخابي رسمياً والمنافسة الفعلية على المقاعد الـ 128 في مجلس النواب، وانطلقت محركات الماكينات الانتخابية بزخم، بعد إقفال باب وزارة الداخلية والبلديات أمام تسجيل اللوائح منتصف ليل امس، وقد شهدت الساعات الماضية تسجيل عدد كبير من اللوائح ومن بينها لائحة «الوفاء المتنية» المؤلفة من الرئيس ميشال المر عن المقعد الارثوذكسي، الدكتورة نجوى عازار عن المقعد الماروني، المهندس شربل سمعان أبو جوده عن المقعد الماروني، الدكتور ميلاد السبعلي عن المقعد الماروني، والسيد جورج عبود عن المقعد الكاثوليكي. مع اتّضاح المشهد واكتمال الصورة رويداً رويداً، يُقابَل المسار الانتخابي بامتعاض شديد لدى الرأي العام، وباشمئزاز من نوعية بعض اللوائح وعدم تجانس أعضائها، ومن انعدام الاخلاقية في عملية إقصاء مرشحين عبر اعتماد سياسة الترهيب والترغيب في حق الناخبين، ولجوء «حديثي النعمة» في السياسة، الذين يقفزون من مكان الى مكان، الى تقديم الخدمات والمال، وانتهاج آخرين طريقة دَس الدسائس وبَثّ النميمة، في حين يتعرّض أصحاب التجربة والخبرة ومن لهم باع طويل في الشأن السياسي، الذين يحتاج اليهم لبنان في هذه المرحلة المصيرية، لشتى أنواع محاولات إنهاء دورهم وإلغائهم سياسياً وشطبهم من المعادلة.

نصرالله: لا أمزح

وفيما يجري كل ذلك وسط ارتفاع منسوب الحديث عن رشاوى و«تشريع» كافة أنواع «الاسلحة المحرّمة» في السباق الانتخابي، قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في لقاء مع الماكينة الانتخابية للحزب في منطقة بيروت: «نذهب الى الانتخابات ونحن مرتاحون سياسياً واخلاقياً، وقدّمنا ما نستطيع لحلفائنا». واضاف: «لن نردّ على الحملات ضدنا بخطاب مستفزّ، لكنّ جمهورنا تعوّد على الانتصارات، وقد شاهدها بأمّ العين، وإن شاء الله سيشهدها في المعركة الانتخابية». وكرّر القول: «سأذهب الى مدن وقرى بعلبك ـ الهرمل اذا وجدتُ وهناً في الاقبال على الانتخابات ودعم لائحة «الامل والوفاء» وأنا لا أمزح، وكلامي ليس من باب التشجيع». واعتبر «أنّ التحالف بين «حزب الله» وحركة «أمل» هو فوق استراتيجي وله بعد إيماني وعقائدي». وقال نصرالله: «لن تسمعوا من تيار «المستقبل» وغيره سوى شد العصبية وشتيمتنا لكي ترضى عنهم السعودية واميركا وغيرهما، ولا يوجد عندهم ما يقولونه لجمهورهم». وأضاف: «لو كنّا موجودين في الحكومة عام ٢٠٠٥ ما كان استَرجا لا فؤاد السنيورة ولا مِيّة واحد مِتلو ياخدو القرار يَلّي أخَدو بموضوع الشبكة السلكية لـ«حزب الله».

الموازنة

وقبَيل التوجّه الى مؤتمر «سيدر» في باريس في السادس من شهر نيسان المقبل، يستعد مجلس النواب لدرس وإقرار الموازنة العامة وملحقاتها بعدما أقرّتها لجنة المال وأحالتها الى الهيئة العامة لمجلس النواب، وقرر رئيس المجلس نبيه بري الدعوة الى عقد جلسة عامة يومي الاربعاء والخميس في 28 و 29 الجاري نهاراً ومساءً بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً، وذلك بعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول أعمال الجلسة العامة. وعلمت «الجمهورية» انّ تعديلات كبيرة أجريت، وشملت تخفيضات على رسوم التسجيل العقارية للمباني والشقق السكنية، لتتراجع فور التصديق على الموازنة العامة الأسبوع المقبل، الى النصف تقريباً. وقالت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ التخفيضات التي شملت الرسوم العقارية المعمول بها جاءت وفق جداول منفصلة، وستستفيد منها الوحدات غير السكنية التي لم تسجّل بعد لمدة ستة أشهر فقط، فيما ستخفّض رسوم تسجيل الشقق السكنية التي لا يتعدى سعرها الـ 250 الف دولار اميركي الى نسبة الـ 3 % بدلاً من 6 % من دون أي أفق زمني محدد، على ان تتدرّج الرسوم صعوداً بالنسبة الى الشقق ذات الأسعار المرتفعة فوق هذا الحد. ويسبق جلسات الموازنة جلسة حكومية، فينعقد مجلس الوزراء عند الحادية عشرة والنصف ظهر اليوم في قصر بعبدا، لبحث جدول أعمال الجلسة السابقة بالإضافة الى عشرة بنود جديدة.

التطورات دولياً وإقليمياً

الّا انّ الشأن الانتخابي على اهميته لم يحجب الانظار عن التطورات المتسارعة دولياً على الجبهة الاميركية ـ الروسية المتدهورة ديبلوماسياً، وإقليمياً على الجبهة السعودية ـ الايرانية المشتعلة. كلّ ذلك يترافق مع ظهور مؤشرات تبعث على القلق. ورأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط انّ الطوق سيزيد على لبنان. واعتبر في حديث الى قناة «فرانس 24» أنّ «النظام السوري ربح في الوقت الحاضر»، وانّ «الآتي أميركيّاً مخيف لأنه يبشّر بمواجهة، والمواجهة لن تكون في إيران إنما في لبنان وأقله سياسياً، وسندفع ثمن المواجهة». وحذّر جنبلاط «أيّ فريق لبناني داخلي من أن يراهن على فريق العمل الجديد الأميركي المتصلّب والمتصَهين»، مشيراً إلى أنّ «التغييرات ربما تطاول أيضاً وزير الدفاع الاميركي»، مستطرداً «إنّي أتحدث في السياسة، ففي العسكر تعوّدنا على سياسات اميركا ودعمها لإسرائيل، وأمّا إذا حدثت ضربة عسكرية فستدمّر لبنان ولكن لن ينتصروا لأنّ هناك مقاومة شعبية وطنية إسلامية، سَمّها ما شئت، أقوى». وإذ أكد جنبلاط أنّ «الإنتخابات ستجري»، حذّر «من بداية الاصطفافات في لبنان مع فريق العمل الأميركي الجديد تحت شعار محاربة إيران أو محاربة نفوذ «حزب الله». وقال: «لا نتحمّل محاور في لبنان».

هبة عسكرية قبرصية

على صعيد آخر، كشفت مصادر دبلوماسية لـ»الجمهورية» انّ زيارة وزير الخارجية القبرصية نيكوس خريستودوليديس الى بيروت، في الساعات المقبلة، ستشكّل مناسبة للإعلان عن اولى الهِبات العسكرية الأوروبية للجيش اللبناني والقوى العسكرية والأمنية، وهو أمر سيبلّغه الوزير الضيف الى كل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة ونظيره اللبناني. وقالت المصادر انّ هذه الهبة تتضمن دعماً لسلاح البحرية وأسلحة متطورة وذخائر تتناسب ونوعية الأسلحة التي يستخدمها الجيش اللبناني في مختلف انواع وحداته، وهي من اولى الهبات التي تقررت في مؤتمر «روما 2» الذي عقد في 15 و16 آذار في العاصمة الإيطالية. وستتناول الزيارة الجديد في المفاوضات الجارية من أجل ترسيم الحدود النهائية للمنطقة الإقتصادية الخالصة المتنازَع عليها بين لبنان واسرائيل، في اعتبار انّ المياه الإقليمية القبرصية تشكل حدوداً مشتركة بين لبنان وكل من إسرائيل جنوباً وسوريا شمالاً. كذلك ستتناول المباحثات، التي ستقتصر على يوم واحد، سبل تعزيز التعاون الإقتصادي والتجاري والسياحي والمالي بين البلدين، وستشهد توقيعاً لعدد من الإتفاقات التي تعني دول حوض البحر الأبيض المتوسط.

الصُداع الانتخابي في لبنان ينافس «هدير» الصِراع في المنطقة... اجتماعٌ تحضيري في باريس لمؤتمر «سيدر 1»... على وقْع تفاعلاتِ الخشية من «إفلاس»

بيروت - «الراي» ... يا أهلاً بالمعارك... فمن اليوم وعلى مدى أربعين يوماً فاصلة عن فتْح صناديق الإقتراع في السادس من مايو، سيكون لبنان أشبه بـ «ساحةٍ فوضوية» لحربٍ إنتخابية بين اللاعبين المحليين بـ «رمزياتهم» الإقليمية، يطغى عليها الصراخُ لـ«شدّ العصَب» وما يُمْليه من مستلزماتِ التجييش كالإتهامات و«نشر الغسيل»، وإستخدام ما تَيسّر من الهجاء السياسي والأخلاقي في السباق لاحتلال مقاعد البرلمان الـ 128. ولن يُخْفي فائضُ الضجيجِ وسطوته مع إطلاق العنان للحملات الانتخابية الهوجاء وجيوش ماكيناتها، الطبيعةَ السياسية للإستحقاق الأهمّ في صنْع القرار في لبنان، وما انطوتْ عليه التحالفات في الطريق الى الإنتخابات من ملامح واقعٍ جديد قد يخرج من صناديق الاقتراع، ويُفْضي إلى تعديل قواعد اللعبة تماشياً مع مقارباتٍ داخلية للمتغيرات الخارجية في ضوء حسابات اللاعبين المحليين ومَصالحهم. فالانتخابات النيابية في لبنان تَجري فوق صفيحٍ إقليمي لاهب تتطاير شظاياه من الباليستي الحوثي - الإيراني على السعودية وإستمرار «الترانسفير» الجَماعي في سورية وتَقاسُمها من احتلالات مقنّعة، والحرب الاسرائيلية الأكثر احتمالاً مع تَحوُّل إدارة دونالد ترامب «مجلس جنرالات»، وتَزايُد الضغوط الأميركية على إيران - النظام والنووي والنفوذ، وتمادي جنوح المنطقة بأسرها نحو صراعٍ دولي - إقليمي بلا هوادة. ويشي الحِراك الانتخابي التصاعدي في بيروت على وهج الحماوة الإقليمية بأن لبنان، المُصان بتسويةٍ سياسية تحمي استقراره، مرشّحٌ لصراعِ أحجامٍ وتوازنات تحت سقف الستاتيكو عيْنه، وسط تَقاطُع مصلحةِ الداخل والخارج حول منْع امتداد النار الإقليمية إليه، لكن في إطار دفترٍ شروطٍ جديد إسمه الحرَكي النأي بالنفس والاستراتيجية الدفاعية، أي التفاهم على الحدّ من أدوار «حزب الله». ومقياس هذا المتغيّر في المعادلة الداخلية ذات البُعد الخارجي هو الاهتزاز الذي يصيب تحالف «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل. فرغم أن هذا التفاهم الذي أَمْسك طويلاً بـ «اللعبة السياسية» لن يقع نتيجة مصلحة الطرفين في بقائه على قيد الحياة، فهو معرّض لأكثر من انتكاسة تجعله أسير أزمة ثقةٍ متبادلة بين الطرفين. ومع تَزايُد الهمس في الأوساط السياسية المحيطة بـ «حزب الله» عن الأداء المقلق لباسيل وتَكيُّفه مع أجندات خارجية، فإن ثمة تقديرات بأن الحزب يراهن على دورٍ يمكن أن يلعبه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمعاودة تصويب العلاقات بين التيار والحزب، وهو ما دفع أوساطاً سياسية الى التوقع عبر «وكالة الانباء المركزية» قيام الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بزيارة للقصر الجمهوري بعد الانتخابات. ويحلو للدوائر المراقبة في بيروت القول إن رئيس الحكومة سعد الحريري نَجَح في استمالة «الوطني الحرّ» عبر تَفاهُم عميق مع باسيل، الذي أدرك من موقعه في السلطة، أن لا مصلحة في معاداة المجتمعين العربي والدولي اللذين يحتاج إليهما لبنان للمساعدة في وقْف الانزلاق نحو انهيارٍ حتمي أشار إليه عون أخيراً عندما نَقَل عنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عنه قوله إن البلد «مفلس». هذه التموّجات السياسية، ستحضر بقوّة في أولى الاستحقاقات بعد الانتخابات، أي تشكيل حكومة جديدة لن تبصر النور سريعاً لأنها ستكون أشبه بـ «وعاءٍ» لصراع أحجامٍ وأدوار وتوازنات تختلط فيها الحسابات الداخلية والخارجية على حدّ سواء وخصوصاً ان القوى الأساسية لن تتساهل إزاء حصّتها في كعكة السلطة وما تعبّر عنه من إمساك بمَفاصل الحكم وتوجهاته. وتجلّت مقدّمات هذا الصراع في طبيعة التحالفات الانتخابية التي أخذتْ شكلها النهائي منتصف ليل أمس مع قفْل باب تسجيل اللوائح التي لا يمكن خوض استحقاق 6 مايو من خارجها، راسمةً لوحة فسيفسائية موزّعة على 15 دائرة حدّدها القانون الذي يعتمد للمرة الأولى نظام الاقتراع النسبي مع صوتٍ تفضيلي. وبين انتهاء مهلة تسجيل اللوائح وفتْح صناديق الاقتراع، يضرب لبنان موعديْن مع مؤتمريْن لدعمه، الأوّل في باريس (سيدر 1) في 6 ابريل (لدعم الاستثمار) والثاني في بروكسيل أواخر الشهر نفسه (لمساعدته بالتصدي لأزمة النازحين). وفي حين أنجز لبنان خطّته الى مؤتمر «سيدر» تحت عنوان «البرنامج الوطني الاستثماري للبنى التحتية» ويبذل جهوداً كبيرة لإنجاز موازنة 2018 قبل انعقاده لما تتضمّنه من منحى إصلاحي يشترطه المانحون، بدأت الاستعدادات الفعلية للمؤتمر مع الاجتماع التحضيري الذي عُقد أمس في باريس في حضور ممثلين للدول المانحة، ووفد لبناني وزاري - استشاري موسع اضافة الى وفد من المؤسسات الدولية العاملة في لبنان. وبدا واضحاً أن مؤتمرات باريس وبروكسيل وقبلهما روما - 2 تسعى إلى تشكيل حاضنة دولية لاستقرار لبنان على قاعدة تقوية مؤسساته تحت سقف تعزيز مكانة الدولة وتحجيم أدوار «حزب الله» ولا سيما الخارجية، وهو ما يتم التعبير عنه بتأكيد وجوب معاودة بحث موضوع سلاحه بعد الانتخابات في إطار ما يُعرف بالحوار حول «الاستراتيجية الوطنية للدفاع» وتطبيق سياسة «النأي بالنفس» عملياً. وفي هذا السياق، أكد المفوض الاوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع جوهانس هان الذي زار أمس الرئيس عون «ان الاتحاد يقف الى جانب لبنان ويواصل تقديم الدعم المطلوب في المجالات كافة لا سيما دعم الموقف اللبناني من مبدأ النأي بالنفس، كما يشارك بفعالية في المؤتمرات الدولية في باريس وبروكسيل».

خلط أوراق انتخابية في «بعلبك ـ الهرمل» و«الثنائي الشيعي» المستفيد الأول

«الوطني الحر» ينضم إلى لائحة الأمين السابق لـ«البعث»

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. خلط عزوف رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني عن الترشح، الأوراق الانتخابية في دائرة بعلبك - الهرمل، لصالح «الثنائي الشيعي» (حزب الله وحركة أمل)، وأدى إلى إحراج «التيار الوطني الحر» الذي لم يجد أمامه إلا الانضمام إلى لائحة الأمين القطري السابق لـ«حزب البعث» فايز شكر، بينما اختار معظم أعضاء لائحة الحسيني السابقة، التي باتت تعرف بـ«لائحة العائلات والمجتمع المدني»، المضي قدماً في معركة «البقاع الثالثة» لترسو بذلك على خمس لوائح، أبرزها التي تضم «الثنائي الشيعي»، وتلك التي جمعت «تيار المستقبل» و«حزب القوات اللبنانية». ويؤكد ميشال ضاهر انتقاله وغادة عساف باسم «التيار الوطني الحر» إلى لائحة شكر مع تأكيده على أن الخلاف مع «حزب الله» ومواجهته انتخابياً ليست ذات خلفية سياسية، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) هم حلفاؤنا ولا نخوض المعركة ضدّهم، إنما بهدف تغيير الأشخاص التي اعتادت المنطقة عليهم طوال سنوات من دون إحداث أي تغيير، ونحن نطرح أنفسنا قوّة تغييرية». ويعبّر ضاهر عن أمله في خرق «لائحة الثنائي» بنحو مقعدين، شيعي ومسيحي. ورغم تعويل اللائحة التي تجمع «تيار المستقبل» و«حزب القوات» على أن ينعكس قرار الحسيني إيجابياً لمصلحتها، اعتبر الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين أن عزوف الحسيني والإرباك الذي أحدثه سيكون لصالح «الثنائي الشيعي»، وهو ما أشارت إليه أيضاً مصادر مطلعة في بعلبك لـ«الشرق الأوسط»، موضحة أن «هذا الأمر (عدم ترشح الحسيني) سيكون لصالح (حزب الله) و(حركة أمل) بعد إبعاد شخصية شيعية وازنة في مواجهتهما من المعركة، حتى وإن لم يكن يتمتع بحظوظ مرتفعة للفوز». ويبدي المرشّح عن «لائحة العائلات» (الإنماء والتغيير) عبد الله الشل استياءه من قرار الحسيني المفاجئ الذي أدى إلى إرباك اللائحة التي وصفها بـ«المعارضة للائحتي السلطة»، خصوصاً أنه أعلن عنه في الساعات الأخيرة، وأكد أن المستفيد الأول من هذا الموضوع هو «الثنائي الشيعي». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا تساؤلات عدة وشعرنا بطعنة في الظهر من قبل الحسيني الذي لم يترك لنا مجالاً لإعادة ترتيب اللائحة كما يجب، وهي خطوة غير مقبولة من رجل سياسي مثله قبل ساعات من انتهاء مهلة تقديم اللوائح. لكن برغم ذلك سنستمر في المعركة رغم كل الظروف معتمدين على ثقة الناس، وعلى ثقتنا بقدرتنا على خرق لائحة الثنائي الشيعي بما لا يقلّ عن مقعد للطائفة السنية». وعلى خط «لائحة السلطة الثانية»، والمعارضة أيضاً لـ«الثنائي الشيعي»، يلفت أحد مرشحيها، غالب ياغي، إلى أن اللائحة تلقت دعماً أيضاً من أمين عام «حزب الله» السابق صبحي الطفيلي. ويوضح ياغي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار الحسيني «أحرج (الوطني الحر) بلا شك، وهو سينعكس إيجاباً على لائحتنا، انطلاقاً من أن معظم مرشحيها من خارج اصطفاف (الثنائي الشيعي) ومن غير المؤيدين للائحة (حزب الله)»، في وقت من المتوقع أن تأخذ لائحة شكر و«الوطني الحر» من أصوات «الثنائي الشيعي». ويتوقع ياغي حصول لائحته على 3 أو 4 مقاعد، موزعين بين سني وشيعي ومسيحيين اثنين، بينما تؤكد «الدولية للمعلومات» أن خرق لائحة «الثنائي الشيعي» في هذه الدائرة سيكون بمقعدين حداً أقصى، لكن هناك صعوبة في الوصول إلى خرق بثلاثة مقاعد. ويبلغ عدد الناخبين في دائرة البقاع الثالثة 308 آلاف و997 شخصاً، يشكّل الشيعة نحو 74 في المائة منهم، والسنة نحو 13 في المائة، والموارنة 7.3 في المائة، والكاثوليك 5.3 في المائة. أما عدد المقاعد فهو 10، وتتوزع على 6 شيعة، و2 سنة، و1 موارنة، و1 روم كاثوليك. ومعلوم أن اعتراض الحسيني المعلن كان على ترشّح ميشال الضاهر الحزبي، بينما أشارت مصادر بقاعية إلى أنه حصر أسباب عزوفه خلال لقائه بالمرشحين على لائحته، في ثلاثة رئيسية، هي: «ضغوط شخصية يتعرض لها، وعدم القدرة على تمويل اللائحة، إضافة إلى وجود الضاهر على اللائحة، ما أوحى بأنها تابعة لـ(الوطني الحر) وهو ما يرفضه». لكن مرشحين آخرين رأوا أن هذه التبريرات غير واقعية، مختصرين ما حصل بالقول: «لا نعتقد أن حساباته كانت خاطئة إلى هذا الحد، ولم تكن المشكلات بالحجم التي طرحها».

بري يدعو إلى مناقشة الموازنة غداً وبعده لإنجازها قبل مؤتمر «سيدر» في 6 نيسان

بيروت - «الحياة».. دعا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري إلى عقد جلسة عامة يومي غدٍ الأربعاء وبعده الخميس نهاراً ومساءً بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً وذلك لدرس مشروع موازنة عام 2018 وملحقاتها وإقراره. وتتجه الأنظار إلى استحقاق إنجاز الموازنة التي تأخر إقرارها زهاء 3 أشهر نتيجة الانشغال بالتطورات السياسية في الخريف الماضي ومنها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري ثم عودته عنها بعد شهر. ويعلق المجتمع الدولي أهمية على إقرار الموازنة نظراً إلى ربطه مساعدة لبنان على تجاوز أزمته الاقتصادية، في مؤتمر «سيدر» في باريس في 6 نيسان (أبريل) المقبل، بالإصلاحات التي ينتظر أن تتضمنها لجهة خفض العجز فيها ولجهة معالجة مسارب الإنفاق الذي يفاقمه ومنها الهدر والفساد. وقالت مصادر نيابية لـ «الحياة» إن بري ينوي إنجاز الموازنة في أسرع وقت، وبالتأكيد قبل 6 نيسان حتى يشارك لبنان في مؤتمر «سيدر» بعد إقرارها، نظراً إلى تأثير ذلك قي صدقية السلطات اللبنانية أمام الدول التي تنوي تقديم تسهيلات واستثمارات لدعم الاقتصاد اللبناني والبنية التحتية، وفق برنامج الحكومة الاستثماري. وجاءت دعوة بري بعد التشاور مع هيئة مكتب المجلس حول جدول اعمال الجلسة، وبعدما أنجزت لجنة المال والموازنة النيابية في جلسة ماراثونية أمس، درس مشروع الموازنة الذي أحالته الحكومة إليها. ويفترض أن تقدم اللجنة تقريرها إلى بري حول الموازنة خلال ساعات، إذا لم تكن قد قدمته ليل أمس ليناقش النواب بنودها استناداً إليه. وكان رئيس لجنة المال والموازنة النائب ​إبراهيم كنعان أعلن في تعليق عبر «تويتر» بعد جلسة ماراتونية أمس أن «الموازنة أُقرّت في اللجنة، وإلى الهيئة العامة درّ». وأنه سيعقد مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم، لشرح تقريرها.

ضغط انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية يبدّل في مرشحي «المستقبل - التقدمي» في «الغربي»

بيروت - «الحياة» ...سرّع انتهاء مهلة تسجيل اللوائح الانتخابية لدى الدائرة السياسية في وزارة الداخلية منتصف ليل أمس، في حسم الجدل حول عدد من التحالفات الانتخابية. وكان أبرز تحديات ربع الساعة الأخير ليل أمس التوافق بين «تيار المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» على تشكيل لائحة ائتلافية في دائرة البقاع «الغربي راشيا». وبعد أن ضمت نهارا : زياد القادري، محمد القرعاوي (سنيان) وائل أبو فاعور (درزي)، أمين وهبي (شيعي)، أنطوان سعد (أرثوذكسي) وهنري شديد (ماروني)، عادت الأمور فتغيرت مساء بضم الدكتور غسان سكاف إليها بدلا من سعد. وأحدث الأمر بلبلة. وعلمت «الحياة» من مصادر واكبت المفاوضات التي تولاها أبو فاعور بالنيابة عن رئيس «التقدمي» وليد جنبلاط مع رئيس الحكومة سعد الحريري من أجل حل الخلاف بينهما على المرشح الأرثوذكسي، في ضوء تمسك التقدمي بترشيح سعد مقابل تمسك «المستقبل» بترشيح الدكتور غسان سكاف، أن المشاورات التي استمرت أكثر من 3 أيام أسفرت عن ترجيح سعد. وكشفت أن رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل كان أصر لدى الحريري على استبدال مرشح التيار شربل مارون بشديد، واستقدم لذلك مداخلات عديدة. وكان الحريري تمسك بترشيح شديد، وبدعم من جنبلاط، لأن من غير الجائز أن يكون لـ «التيار الوطني» مرشحان هما مارون على لائحتهما الائتلافية، ونائب رئيس المجلس النيابي السابق إيلي الفرزلي (أرثوذكسي) على اللائحة المنافسة لهما والتي يتزعمها الوزير السابق عبد الرحيم مراد. ولفتت المصادر إلى أنه تم البحث في اسم وليد معلولي، نجل نائب رئيس البرلمان الأسبق، كمرشح تسوية عن المقعد، لكنه سحب من التداول. وبالنسبة إلى اللائحة الائتلافية عن دائرة «الشوف- عاليه» المدعومة من «التيار الوطني» والنائب أرسلان والحزب «السوري القومي الاجتماعي»، علمت «الحياة» أن وسطاء، على رأسهم «حزب الله»، نجحوا في إقناع «القومي» بعدم اشتراط ضم مرشحه إلى اللائحة بسحب أرسلان ترشيح وسام شروف عن المقعد الدرزي في «حاصبيا مرجعيون»، بذريعة أنه يحجب عن مرشحه النائب أسعد حردان في الدائرة ذاتها الأصوات التفضيلية. وكشفت مصادر سياسية، أن «حزب الله» تعهد لـ «القومي» بتعويض حردان الأصوات التفضيلية التي يمكن أن يحجبها عنه مرشح أرسلان. وضمت اللائحة عن الشوف ماريو عون، فريد البستاني، سمير عون (موارنة) مروان حلاوي، مازن أبو ضرغم (درزيان) اللواء المتقاعد علي الحاج، طارق الخطيب (سنيان) وغسان عطاالله (كاثوليكي) وعن عاليه: طلال أرسلان (درزي) سيزار أبي خليل، عماد الحاج (مارونيان) الياس حنا (أرثوذكسي)، وبقي المقعد الدرزي الثاني شاغراً. وكان تردد في أوساط «التيار الوطني» أنه استحصل على موافقة مبدئية من «الجماعة الإسلامية» و «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) على تجيير أصواتهما التفضيلية لمصلحة الوزير الخطيب، الذي أصر باسيل على ترشيحه، ما اضطر أرسلان إلى صرف النظر عن مطالبته بأن يكون المرشح السنّي الثاني إلى جانب الحاج من بلدة شحيم كبرى البلدات السنّية في إقليم الخروب- الشوف. وما عزز هذا الاحتمال، توصل «التيار الوطني» و «الجماعة» إلى اتفاق بتشكيل لائحة مشتركة في دائرة عكار.

ارسلان فاجأ كثر

من جهة ثانية، تساءلت أوساط متابعة مخاض اللوائح في عدد من الدوائر، عما إذا كان أرسلان أخطأ حين فوت فرصة التحالف الانتخابي مع رئيس «الاشتراكي»، وفي دخوله سجالاً خلافياً ومباشراً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وغير مباشر مع حليفه «حزب الله»، بســبب قرارهما الإبقاء على المقعد الدرزي شــاغراً في دائرة بيروت الثانية، وتمسكهما بترشيح النائب أنور الخليل عن المقعد الدرزي في دائرة «مرجعيون حاصبيا» جنوباً، وعدم تحبيذهما استبدال الوزير السابق مروان خير الدين. وكشفت مصادر نيابية لـ «الحياة» تفاصيل المشاورات بين أرسلان من جهة و «التقدمي» و «الثنائي الشيعي» من جهة ثانية، وقالت إن أرسلان بعدما تيقن من استحالة انتزاع موافقة «أمل» و «حزب الله» على استبدال الخليل، بادر إلى تسويق الأخير كمرشح عن المقعد الدرزي في بيروت الثانية، مراهناً على أن لا مشكلة مع حليفيه الشيعيين، وأن بإمكانه الحصول على موافقة «تيار المستقبل»، ظناً منه أن علاقة الأخير برئيس «اللقاء الديموقراطي» وليد جنبلاط قد تهتز في أي لحظة، ما يسمح بدعم خير الدين على لائحة الحريري. لكن أرسلان، كما تقول المصادر، فوجئ بأن لا مجال للرهان على خلاف بين الحريري وجنبلاط، وبأن «الثنائي الشيعي» حسم أمره بالإبقاء على المقعد الدرزي شاغراً، في تحالفه مع «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» (الأحباش) لخوض الانتخابات على لائحة موحدة في هذه الدائرة. إلا أن أرســلان لم يقطع الأمل بإقناع «الثنائي الشيعي» بتعديل موقفه، ولم يوفر الرئيس بري من انتقاداته، غامزاً من قناة «حزب الله»، بقوله في تغريدة له: «إن خياراتنا مفتوحة في حاصبيا». وكان ترشيح أرسلان، وسام شروف عن المقعد الدرزي في «مرجعيون حاصبيا» متحالفاً مع «المستقبل» و «التيار الحر» أزعج الحزب «القومي»، لأنه يمكن أن يحجب الأصوات التفضيلية لمحازبيه من الدروز عن النائب حردان المرشح عن المقعد الأرثوذكسي. كما أن إقفال أرسلان -وفق المصادر- الباب في وجه الوسطاء من حلفائه الذين حاولوا إصلاح ذات البين بينه وبين رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، بذريعة أنه انقلب عليه، تسبب بانزعاج هؤلاء الوسطاء، لأنه قطع الطريق على خوض قوى «8 آذار» المعركة في دائرة «الشوف- عاليه» بالتحالف مع «التيار الوطني». وبالنسبة إلى موقف أرسلان من التحالف مع «التقدمي» في هذه الدائرة، قالت المصادر إن الأخير أبدى استعداده للتعاون على قاعدة أن لا مانع من ضم نائبه في «الحزب الديموقراطي» مروان أبو فاضل إلى اللائحة مرشحاً عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه.

سحب أبو فاضل... ووعد باسيل

ولفتت إلى أن جنبلاط وأرسلان تشاورا هاتفياً، وأن الأول أوفد قبل ثلاثة أسابيع النائب غازي العريضي للبحث في العناوين الرئيسة للتفاهم الانتخابي من دون أن يشكل تعاونهما استفزازاً للآخرين، إذ إن «التقدمي» كان أول من أعلن أن التفاهم في الشوف وعاليه يتسع للجميع. لكن أرسلان لم يحسم أمره وظل على تريثه بموازاة تمسكه بترشيح أبو فاضل، وهذا ما فتح الباب أمام التعاون مع حزب «القوات اللبنانية» لأن أرسلان أوحى أنه يفضل التحالف مع حلفائه على لائحة واحدة، بسبب تريثه في التجاوب مع «التقدمي». وتضيف المصادر النيابية أن أرسلان أطلق مشاوراته مع «التيار الوطني» ورئيسه الوزير جبران باسيل بعلم «القومي»، فكانت المفاجأة استبعاد أرسلان، بعد طول تردد، أبو فاضل عن اللائحة، على رغم أنه كان يؤكد أنه لن يدخل أي لائحة إلا إذا تقدّمها أبو فاضل. وتردد أن أرسلان وافق من دون العودة إلى «القومي» على عرض مغرٍ قدمه له باسيل بأنه يضمن توزير أبو فاضل في أول حكومة بعد الانتخابات، تعويضاً عن استبعاده من اللائحة. كما تردد أن أبو فاضل لم يقتنع بعرض باسيل وفضل لو تعاون أرسلان مع جنبلاط الذي كان وافق على ضمه إلى لائحة مشتركة. ووفق المصادر عينها، فإن أرسلان وافق على عرض باسيل بترشيح الدكتور سهيل الأعور عن المقعد الدرزي في المتن الجنوبي (بعبدا) على حساب عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب الحالي فادي الأعور، ما طرح سؤالاً حول أسباب موافقته على مرشح منافس لمرشح التقدمي القوي هادي أبو الحسن.

 

 



السابق

مصر وإفريقيا..المصريون «بالطوابير» في اليوم الأول من انتخابات الرئاسة....فرز الأصوات غداً والنتيجة 2 أبريل...إقبال في معاقل «الإخوان» ... وسلفيون في الصدارة...رئيس وزراء مالي يدعو إلى مصالحة وطنية....سلامة في مؤتمر المصالحة الوطنية: ليبيا ليست كعكة للتقاسم ... ويجب أن تتوحد...أويحيى يدافع عن «إنجازات بوتفليقة» ...الاتحاد التونسي للشغل يُصرّ على استقالة حكومة الشاهد...البشير يفاوض حلفاءه لتغيير وزراء....

التالي

اخبار وتقارير...هل يريد ترامب حرباً في الشرق الأوسط؟.. بولتون تعليقاً على انتقاد إيراني: لا أرد على حكومة راعية للإرهاب...أضخم طرد جماعي لديبلوماسيين روس وواشنطن تعلن إبعاد 60 «جاسوساً»...ترامب يسعى لإثبات أنه غير مدين لبوتين وقادر على مواجهته...بوتين والولاية الرابعة: فرحة ما تمت ! تسميم الجاسوس سكريبال "القشّة التي كسرت ظهر البعير"....

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff..

 الأربعاء 2 تشرين الأول 2024 - 6:21 ص

..Getting Past Libya’s Central Bank Standoff.. The long-running feud between Libya’s competing au… تتمة »

عدد الزيارات: 172,586,354

عدد الزوار: 7,699,285

المتواجدون الآن: 0