لبنان..السعودية على تمييزها بين لبنان و... «حزب الله»...إفطار السفارة السعودية يمتّن مصالحة الحريري - جعجع...خلط أوراق «مجلسية» الأربعاء .. ومشاورات التكليف تتأخر ...جنبلاط لـ«الجمهورية»: علاقتي وبرِّي فوق كل إعتبار..رفع سقف {حزب الله} لوزاراته... بين الهروب إلى الأمام و«مكافحة الفساد»...السفراء الغربيون ينصحون بحكومة «جامعة» و «حزب الله» يستعجلها رداً على العقوبات...

تاريخ الإضافة الإثنين 21 أيار 2018 - 5:58 ص    عدد الزيارات 2867    التعليقات 0    القسم محلية

        


السعودية على تمييزها بين لبنان و... «حزب الله»... الخارج ينأى بنفسه عن مقتضيات اللعبة السياسية وبيروت تنأى عن التدخل بالشؤون العربية...

بيروت - «الراي» .. الحريري: البيت السعودي يجمع دائماً بين اللبنانيين ولا يفرق .. العلولا: بعد تسمية رئيس للحكومة الجديدة... سيأتي السياح الخليجيون إلى لبنان.... جاء الإفطار الذي أقامتْه السفارة السعودية في بيروت على شرف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بحضور مستشار الديوان الملكي نزار العلولا ليؤكد المؤكّد حيال استمرار حرْص الرياض على استقرار لبنان والتمييز بين الدولة ومؤسساتها وبين «حزب الله» كجزءٍ من المشروع الإيراني، وذلك بعد «الغبار» الذي أَحْدَثَتْه العقوبات الأميركية - الخليجية غير المسبوقة على قيادة الحزب في سياق المواجهة المفتوحة مع طهران لوقف «تَوسُّعها» في المنطقة. فالإفطار الذي أقيم غروب السبت وتَميَّز بلائحةٍ «منتقاة» من المدعوين طغى عليهم ما كان يُعرف بقوى «14 آذار»، تخللتْه في الشكل والمضمون سلسلة رسائل عشية انطلاق مسار تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان بعد ان يشهد بعد غد الأربعاء اكتمال نصاب ولادة برلمان 2018 - 2022 بمعاودة انتخاب زعيم حركة «أمل» نبيه بري رئيساً لمجلس النواب واختيار إيلي الفرزلي نائباً له. ولم يكن صعباً فك «شيفرة» الإشارات التي أطلقها كل من العلولا والحريري خلال حفل الإفطار والتي قطعتْ الشك باليقين بإزاء علامات الاستفهام التي كانت طرحتْها اندفاعة العقوبات الأخيرة حول اذا كانت هذه الخطوة، التي أنهتْ التمييز بين جناح عسكري وآخر سياسي لـ «حزب الله»، تأتي في سياق إخراج الواقع اللبناني عن سكة «ربْط النزاع» مع الحزب الى فرْض حظْر على أي إشراك له في الحكومة العتيدة. فمستشار الديوان الملكي السعودي الذي حضر الى لبنان خصيصاً لحضور الإفطار، أعلن رداً على أسئلة الصحافيين «أننا لن نتحدث قبل تشكيل الحكومة في لبنان» وقال: «فلننتظر تسمية الرئيس المكلّف الجديد و(كلّا اسبوعين انطروا)»، مؤكداً «ان لا علاقة لنا بتشكيل الحكومة فهذا شأن داخلي لبناني»، ومشيرا الى انه بعد تسمية رئيس للحكومة الجديدة سيأتي السياح الخليجيون إلى لبنان وسيكون هناك سفير للمملكة في بيروت. وفيما كان القائم بأعمال سفارة المملكة الوزير المفوض وليد البخاري يشدد على العلاقة بين لبنان والسعودية معلناً «إنها علاقة راسخة رسوخ الأرز، وشامخة شموخ النخيل الذي يتحدى جفاف الصحراء»، موجهاً تحية لافتة الى «الرئيس كميل شمعون إلى كمال جنبلاط والإمام موسى الصدر وبشير الجميل ورفيق الحريري وكل الأحبة»، أطلّ الرئيس سعد الحريري بدوره على المرحلة المقبلة وموقف المملكة منها مؤكداً أن «البيت السعودي يجمع دائماً بين اللبنانيين ولا يفرق، هذا ما تعلّمناه من المملكة وهذا ما تريده من لبنان، أن نبقى على وحدتنا في مواجهة التحديات، وأن نبقى على عروبتنا والتزامنا اتفاق الطائف». وشدّد على «أننا على تمسكنا بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة»، موضحاً «ان دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، ولم تعمل في أي وقت على التدخل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب منا بالمقابل أن ننأى بأنفسنا عن التدخل بشؤون الدول الشقيقة، وأن نعتبر عروبة لبنان خطاً أحمر لا يصح الخروج عنه، وسنكمل مشوارنا مع كل الدول الصديقة، التي تريد الإعمار والسلام والاستقرار للبنان». والى جانب الدلالات اللافتة للمواقف التي أُطلقت خلال الإفطار، فإن هذا الحفل الذي غابت عنه كل رموز فريق «8 آذار» ولا سيما خصوم الحريري في البيئة السنية، فإن أوساطاً سياسية رأت ان السعودية التي يتوقع ان يزورها الحريري قبل استشارات التكليف المرتقبة أواخر هذا الأسبوع أرادتْ توجيه رسالة دعم لا لبس فيها الى زعيم «المستقبل» في الطريق الى معاودة تكليفه تشكيل الحكومة، متوقّفة في سياق آخر عند الحضور البارز لوزير المال علي حسن خليل (المعاون السياسي للرئيس بري) وذلك على وهج العقوبات الأميركية - الخليجية على قيادة شريك «أمل» في الثنائية الشيعية اي «حزب الله». وحسب هذه الأوساط، فإن مَلامح «عملية تبادُل» ترتسم في أفق المرحلة المقبلة تحت عنوان نأي واشنطن ودول الخليج عن مقتضيات اللعبة السياسية في لبنان وضرورات حفْظ الاستقرار مقابل نأي لبنان الرسمي بنفسه عن التدخل في شؤون الدول العربية وعن الصراعات في المنطقة. وتشير الأوساط نفسها الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليس بعيداً عن «التقاط» هذه المعادلة «الدقيقة»، هو الذي نقل عنه زواره تفاؤله بالمرحلة المقبلة واطمئنانه الى ان ما يجري في المنطقة من تطورات لن يؤثر على الاستقرار الداخلي، ما دامت الحكومة ملتزمة سياسة النأي بالنفس والحياد عن الصراعات، وهو ما سيتكرّر في البيان الوزاري للحكومة التي ستشكل قريباً. وبدا ان لبنان الرسمي يدرك مخاطر الانزلاق نحو أي مواقف او خطوات ذات صلة بتشكيل الحكومة يمكن ان ترتّب أثماناً باهظة على صعيد اهتزاز مظلّة الدعم الخارجية لوضعه الصعب في غمرة «الغليان» الاقليمي من حوله وتضاؤل مناعته المالية، وسط اعتقاد بأن إصرار الرئيس عون على معاودة البحث في الاستراتيجية الوطنية للدفاع (سلاح حزب الله) بعد تشكيل الحكومة يمكن ان يوفّر مخارج لعقدة أساسية في البيان الوزاري تتمثّل في الموقف من سلاح الحزب ومعادلة «الجيش والشعب والمقاومة». وكان بارزاً ان هذا المناخ ترافق مع ملاقاة الأمم المتحدة الوقائع المتسارعة في لبنان ومحيطه، وهو ما عبّر عنه ما كشفتْه تقارير صحافية عن مضمون التقرير الذي سيُصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس حول تنفيذ القرار 1559 (انسحاب القوات الأجنبية ونزْع أسلحة الميليشيات) والذي يطالب فيه الحكومة اللبنانية بـ اتخاذ التدابير اللازمة من أجل منع «حزب الله» من مواصلة الحصول على الأسلحة، محذراً من «العواقب الوخيمة» لاستمرار تورط الحزب بالأزمة السورية، ومعبّراً استطراداً عن «القلق» من «خطر توريط لبنان في النزاعات الإقليمية»، وداعياً لتنفيذ سياسة النأي بالنفس بشكل ملموس ومن دون تأخير، ومرحّباً بالتزام الرئيس عون وضع استراتيجية للدفاع الوطني بعد الانتخابات.

لبنان: إفطار السفارة السعودية يمتّن مصالحة الحريري - جعجع

رئيس «القوات» في المقدمة... والبخاري يستحضر بشير الجميل

كتب الخبر الجريدة – بيروت.. بدا لافتا الإفطار الذي نظمته السفارة السعودية في بيروت، مساء امس الأول، على شرف رئيس الحكومة سعد الحريري في حضور كل مكونات فريق «14 آذار» سابقا، وغياب أي من مكونات «8 آذار». ولفت حضور المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا المكلف الملف اللبناني، كما لفت بشكل بارز ذكر القائم بأعمال السفارة الوزير المفوض وليد البخاري رئيس الجمهورية السابق بشير الجميل، في إطار حديثه عن شخصيات لبنانية بارزة، أي رئيس الجمهورية السابق كميل شمعون، ورئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والإمام موسى الصدر، والزعيم كمال جنبلاط. كما برز خلال الإفطار الودّ السعودي تجاه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، إذ جلس على الطاولة الرئيسة إلى جانب العلولا والرئيس الحريري وعدد من الرؤساء السابقين ومفتي الجمهورية، في حين جلس الوزراء والنواب على طاولات مخصصة لهم. وقالت مصادر متابعة إن «الإفطار يدلل على السياسة السعودية الجديدة تجاه لبنان والقائمة على لملمة قوى 14 آذار بطرفيها المسيحي والسني، بعد أن فرقتهما المصالح السياسية». وأضافت: «الرياض تسعى إلى تمتين علاقة الرئيس الحريري بجعجع وإعادة بناء الثقة بين الرجلين».

الحريري

وشدد الحريري خلال كلمة له على «ضرورة الحفاظ على وحدتنا في مواجهة التحديات، والتأكيد على العروبة والالتزام باتفاق الطائف»، وقال: «تاريخ السعودية مع ​لبنان​ يملؤه الخير والتعاون، ونحن مع كل الشرفاء في لبنان على عهدنا بالوفاء لهذا البلد». وأشار إلى أن «دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، ولم تتدخل بشؤوننا الداخلية، والمطلوب منّا أن ننأى بأنفسنا، وعدم تدخلنا بشؤون الدول الأخرى». وإذ نوه بأن يكون «هذا اللقاء خير تضامن مع لبنان، وأن يعود هذا الشهر على لبنان والسعودية والأمة بالخير والسلام»، أكّد الحريري أنَّ «هذا المشوار سنكمله مع الدولة الصديقة التي تريد الإستقرار للبنان». وعلى هامش الإفطار، أكد الحريري أنه «لا يؤمن بالأعراف إلا في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة الحكومة»، معلناً عن «عدم دعمه للنائب المنتخب إيلي الفرزلي لتولي منصب نائب رئيس مجلس النواب».

البخاري

كما ألقى البخاري كلمة ترحيبية، فقال: «أهلا وسهلا بكم في هذه الأمسية الرمضانية المباركة في شهر التلاقي والتسامح، في رمضان المحبة والرحمة. أهلا بكم بيننا، في بيت المملكة بلبنان وبيت كل اللبنانيين». وأضاف: «إنها لعلاقة ضاربة الجذور، علاقة راسخة رسوخ الأرز، وشامخة شموخ النخيل الذي يتحدى جفاف الصحراء». وتابع: «تحية لكم جميعا: من الرئيس كميل شمعون إلى كمال جنبلاط والإمام موسى الصدر وبشير الجميل ورفيق الحريري وكل الأحبة. فبوجودكم بيننا اليوم، أحبابا وأهلا، تؤكدون حرص لبنان على هذه الصداقة التاريخية، إذ نؤكد نحن بدورنا طيبها وعمقها».

خلط أوراق «مجلسية» الأربعاء .. ومشاورات التكليف تتأخر ومجلس الوزراء يودّع ببتّ ملف الكهرباء.. وجنبلاط ينتقد التعيينات العسكرية

اللواء... ثلاث محطات في أسبوع الاستحقاقات قالت:

1 - اليوم، تنهي حكومة «استعادة الثقة» مهمتها بجلسة أخيرة في قصر بعبدا حافلة بالبنود، وربما القرارات المتفق عليها، وحتى الخلافية بما في ذلك ملف الكهرباء.

2 - والاربعاء، يجدد المجلس النيابي الجديد للرئيس نبيه برّي لولاية سادسة بعد ولاية رابعة وخامسة دامت ما يزيد على ثماني سنوات، من دون حسم خيار نائب الرئيس وأعضاء مكتب المجلس، وان كانت المعركة داخل التيّار الوطني الحر محصورة بين النائب المخضرم ايلي الفرزلي والنائب المنتخب الياس بوصعب، وبين التيار الوطني و«القوات اللبنانية» واحد من الاثنين المذكورين والنائب المنتخب أنيس نصار. على ان المعلومات أكدت ان الفرزلي هو الارجح حظاً لتسميته من قبل التيار الوطني الحر وهو جوّ عين التينة، وحتى بيت الوسط.

3 - وبعد الأربعاء، من المرجح تبدأ الأسبوع المقبل المشاورات الملزمة لتسمية الرئيس سعد الحريري مجددا لرئاسة مجلس الوزراء، من دون معرفة الربط بين مستلزمات الرئاسة الثانية والتسمية في مشاورات الرئاسة الثالثة.

وأكدت مصادر مطلعة ان تأخير استشارات التأليف، لا علاقة لها بأي سفر للرئيس الحريري إلى الخارج، وإنما بسبب مصادفة الجمعة عيد المقاومة والتحرير، تليه عطلة نهاية الأسبوع. وكانت المشاورات استمرت بين مختلف الكتل حول الملفات المطروحة وفي هذا الإطار، زار النائب وائل أبو فاعور موفدا من النائب وليد جنبلاط «بيت الوسط» والتقى الرئيس الحريري، بعيداً عن الأضواء. وأشارت المصادر في مجال آخر إلى ان المجلس الأعلى للدفاع الذي عقد في بعبدا يوم الجمعة الماضي، تطرق إلى الجدار الأمني، الذي استحدثته إسرائيل، وسيقعد اجتماع ثلاثي في الناقورة بين ضباط لبنانيين، ودوليين واسرائيليين لنقل موقف لبنان الرافض للجدار..

برّي لولاية سادسة

وتسدل، اعتباراً من منتصف ليل اليوم، الستارة عن ولاية المجلس النيابي الحالي الذي استمر 9 سنوات بعد ان مدد لنفسه مرتين بعد انتخابات 2009، لتبدأ ولاية المجلس الجديد المنتخب وفق قانون انتخابي يعتمد النظام النسبي، للمرة الأولى في تاريخ الانتخابات النيابية اللبنانية. وبحسب النظام الداخلي للمجلس والمادة 44 من الدستور، فإنه يفترض ان يرأس أكبر النواب سنا، وهو النائب ميشال المرّ (87 عاما) بدء الولاية الجديدة غدا، إلى حين موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة المكتب المقررة يوم الأربعاء المقبل. وإذا كان بات محسوماً انتخاب الرئيس نبيه برّي لولاية سادسة فإن نيابة الرئيس لم تحسم بعد، حيث برزت في اليومين الماضيين ملامح خلاف حول هذا المنصب بين «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية»، ففي الوقت الذي ستعلن فيه كتلة التيار التي بات اسمها «تكتل لبنان القوي» يوم غدٍ عن اسم مرشحها لنيابة رئيس المجلس وهو محصور بين النائب ايلي الفرزلي والنائب الياس بوصعب، فإن «القوات اللبنانية» رشحت النائب أنيس نصار لهذا المنصب من دون إعطاء أي اعتبار لمسألة نيابة رئاسة الحكومة التي كانت في الحكومة التي تنتهي ولايتها منتصف هذه الليلة وتتحوّل حكومة تصريف أعمال. معلوم ان غالبية الكتل تميل إلى انتخاب الفرزلي في حال رشحه «التيار الوطني الحر» بعد عزوف النائب أبي صعب عن الترشح، وهذا الأمر من شأنه ان يزيد من حدة الكباش القائم بين «التيار» و«القوات» خاصة إذا اصرت الأخيرة على ان يكون منصب نيابة رئاسة الحكومة من حصتها، في حال فقدت احتمال فوز مرشحها لنيابة رئاسة المجلس.

أصوات برّي والفرزلي

وفي تقدير مصادر نيابية، ان أصوات الرئيس برّي قد تلامس حدود الإجماع في حال صوتت لمصلحته كتلتا «لبنان القوي» (التيار الوطني الحر وحلفائه) و«الجمهورية القوية» (القوات اللبنانية) اللتان يبلغ مجموع نوابهما 44 نائبا، يضاف إليهم نواب حزب الكتائب وحزب سبعة (3 نواب)، اما إذا امتنعت هذه الكتل عن التصويت أو صوتت بورقة بيضاء، فإن برّي سيفوز بأكثرية 80 أو 81 نائباً، تتوزع على الشكل الآتي:

كتلتا الثنائي الشيعي (31 نائباً).

تيّار «المستقبل» (21 نائباً).

اللقاء الديموقراطي (9 نواب).

«المردة» (3 نواب).

كتلة الرئيس نجيب ميقاتي (4 نواب).

السنّة المستقلون (6 نواب).

القومي (نائبان).

كتلة كسروان المستقلة (فريد هيكل الخازن ومصطفى الحسيني) نائبان.

اما أصوات نائب رئيس المجلس والمرجح ان يعود إلى هذا المركز النائب ايلي الفرزلي، على اعتبار ان المعركة ستنحصر بينه وبين مرشّح حزب «القوات اللبنانية» النائب أنيس نصار، فلن تتجاوز بدورها الأصوات التي سينالها الرئيس برّي، وان كانت ستبقى أقل بعدد ضئيل، طالما ان تكتل «لبنان القوي» سيرشحه (29 نائبا) في مقابل حجب أصوات كتلة «القوات» (15 نائباً) الذين سيصوتون لمصلحة المرشح نصار. وفي هذه الحالة، ستتوزع أصوات الكتلة المسيحية بين المرشحين الفرزلي ونصار، فيما بات ثابتاً ان كتلة «المستقبل» (21 نائبا) ستصوت لمصلحة مرشّح «القوات» بحسب ما أعلن الرئيس الحريري في افطار السفارة السعودية، حيث أكّد انه لن يصوت للفرزلي، علماً ان الموقف النهائي لـ«المستقبل» سيعلن بعد أوّل اجتماع للكتلة غداً الثلاثاء في «بيت الوسط». وترجح مصادر نيابية، ان تترك كتلة «اللقاء الديموقراطي» الحرية لنوابها في التصويت لصالح الفرزلي أو غيره أو بورقة بيضاء، خلال الاجتماع الذي سيعقد اليوم في كليمنصو، على الرغم من إعلان النائب وليد جنبلاط بعد زيارته للرئيس برّي مساء أمس في عين التينة، من انه سيوحي بانتخاب الفرزلي، نائبا للرئيس، لأن البعض قد لا يريد انتخابه، في إشارة إلى عضو «لائحة المصالحة» التي فازت في الانتخابات النيابية جورج عدوان والذي هو ايضا عضو كتلة نواب «القوات اللبنانية»، وربما غيره ايضا من النواب المسيحيين والدروز أيضاً. وأكّد جنبلاط ان اللقاء الديموقراطي سينتخب الرئيس برّي، ومن ثم ندخل إلى موضوع الحكومة، وهناك لكل حادث حديث، متعهداً بالعمل على ان لا يكون هناك أي تعارض بين انتخاب برّي، وعدم انتخاب الفرزلي، لأن «فوق الأسماء هناك العلاقة الحميمة والصداقة مع الرئيس بري».

افطار السفارة السعودية

وفيما كشفت معلومات عن لقاء جمع القائم بأعمال السفارة السعودية في بيروت الوزير المفوض وليد بخاري ومعه سفير الإمارات العربية المتحدة حمد الشامسي مع النائب المنتخب جان عبيد، شكل حفل الافطار الذي أقامه بخاري غروب السبت تكريما للرئيس الحريري في دارة السفير السعودي في اليرزة، مناسبة لجمع العديد من القيادات اللبنانية مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا الذي حضر خصيصاً إلى بيروت للمشاركة في الإفطار، كما كان فرصة التأكيد على كثير من المواقف وتوضيح بعض الالتباسات، ولا سيما بالنسبة لعلاقة العقوبات الأميركية والخليجية ضد «حزب الله» بموضوع تشكيل الحكومة الجديدة، حيث أكّد العلولا للصحافيين، على هامش الإفطار، «بأن موضوع تشكيل الحكومة شأن داخلي لبناني لا تتدخل فيه المملكة»، فيما أكّد الرئيس الحريري من جهته، ان «البيت السعودي يجمع دائما بين اللبنانيين ولا يفرق، وهذا ما تعلمناه من المملكة وهذا ما تريده من لبنان، ان نبقى على وحدتنا في مواجهة التحديات، وان نبقى على عروبتنا والتزامنا اتفاق الطائف»، مشيرا إلى ان «دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في اصعب الظروف، ولم تعمل في أي وقت على التدخل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب منا في المقابل، ان ننأى بأنفسنا عن التدخل في شؤون الدول الشقيقة وان نعتبر ان عروبة لبنان خطأ أحمر لا يصح الخروج عنه». اما الوزير المفوض بخاري، الذي أدى الصلاة مساء أمس مع المستشار العلولا في جامع العمري في وسط بيروت، فقد شدّد من جهته على العلاقة الراسخة بين المملكة ولبنان، مؤكداً بأنها «علاقة ضاربة الجذور، وراسخة رسوخ الأرز وشامخة شموخ النخيل الذي يتحدى جفاف الصحراء». وقام المستشار العلولا بجولة في السوليدير، في وسط المدينة، تناول القهوة، أحد مقاهيها، والتقط السيّاح الخليجيين، صورا معه في وسط المدينة، كمؤشر على عودة الأمن والاستقرار. ولفت الانتباه إلى ان الإفطار جمع عدداً من قيادات ما كان يسمى فريق 14 آذار، من بينهم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي جلس إلى المائدة الرئيسية إلى جانب العلولا والرئيس ميشال سليمان والرئيسين فؤاد السنيورة وتمام سلام ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والنائب وليد جنبلاط، وان كان قد مثله النائب وائل أبو فاعور، الذي نفى أن يكون جنبلاط قاطع افطار السفارة، مؤكداً ان لا خلفية للغياب سوى انه كان خارج لبنان، وان لا شيء يمنع زيارته للسعودية في أية لحظة، لكن لا مواعيد محددة بعد. وفي موضوع الحكومة، شدّد أبو فاعور على ان الوزراء الدروز هم من حصة جنبلاط، وله وحده حق تسميتهم، لافتاً إلى اننا «نمثل 7 مقاعد من أصل ثمانية درزية، والثامن مقعد شاغر لم يستحق في الانتخابات، وتركه جنبلاط لأن صدره رحب (في إشـارة إلى الوزير طلال أرسلان). وغرد جنبلاط مساء أمس، في حسابه على موقع «تويتر» منتقداً تشكيلات وتعيينات في الجيش وقوى الأمن الداخلي معتبراً ذلك «عبثاً بالطائف»، وقال في تغريداته «في جنيف عام 1983، في المؤتمر الشهير اعترضنا وقاتلنا بالسلاح السابع عشر من أيار. كفى العبث بالطائف وكفى بالانقلاب عليه خلسة او مواربة. ما هي هذه التشكيلات او هذه التعيينات في الجيش مقابل مكاسب فئوية في الامن الداخلي اذا صحت المعلومات؟

الحكومة الجديدة

وإذا كان جنبلاط، سواء في تغريدته أو في الإشارات التي ارسلها عبر النائب أبو فاعور، يريد رفع سقف مطالبه، بالنسبة لتشكيل الحكومة الجديدة، فإن مصادر سياسية رفيعة اشارت لـ «اللواء» إلى ان لا مصلحة لأحد بعرقلة تشكيل الحكومة التي سيرأسها الرئيس الحريري، لكي يتابع برنامج حكومته الحالية سياسيا واقتصاديا وامنيا، طالما هو من وضع خارطة طريق هذا البرنامج، متوقعة ان لا تحصل تغييرات بارزة في شكل الحكومة المقبلة في ظل استمرار وجود القوى السياسية نفسها التي كانت ممثلة في حكومة «استعادة الثقة» مع تغيير بعض الأسماء والوجوه. وشدّدت المصادر على ضرورة ان يشكل موضوع الاستراتيجية الدفاعية اولوية لدى الحكومة المقبلة في ظل الوضع المتأزم اقليميا، خصوصا ان الجميع يدرك اهمية التوافق الداخلي واستمرار لبنان بإتباعه سياسة النأي بالنفس، وتحييد نفسه عن النيران المحيطة به في المنطقة، خصوصا انه دفع ولا يزال يدفع عبر سنوات ثمن ازمات المنطقة، واخرها نتائج الحرب في سوريا، وما نتج عنها من مشكلة النازحين التي كبدت لبنان خسائر مالية واقتصادية جمة ولا يزال يرزح تحتها، رغم المؤتمرات والمساعدات والوعود الدولية لدعمه.

والحكومة الراحلة

إلى ذلك، تعقد حكومة «استعادة الثقة» آخر جلساتها اليوم في قصر بعبدا، قبل ان تتحوّل إلى حكومة تصريف أعمال، ابتداء من منتصف ليل اليوم مع انتهاء ولاية المجلس النيابي القديم وتسلم المجلس الجديد مهامه. وأوضحت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن الجلسة الوداعية لمجلس الوزراء تتجه إلى حسم مسألة ملف الكهرباء بعدما يطلع وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل المجلس على مفاوضاته مع الشركة الملتزمة انشاء معمل دير عمار وفق قاعدة تنازل الشركة على المبلغ الوارد في التحكيم مقابل تحويل العقد الى الـbot. وأفادت المصادر أن بنود جدول الأعمال تخضع لنقاش لاسيما أن بعضها مؤجل والبعض الآخر بحاجة إلى التدقيق واستفسارات. واكتفى وزير الإعلام ملحم الرياشي بالقول لـ«اللواء» ردا على سؤال عن كلمته الأخيرة قبل وداع الحكومة «سلام». أما الوزير نقولا تويني فاعتبر لـ«اللواء» أن الحكومة أنجزت الكثير على الرغم من الظروف التي أحاطت بها. وكشف وزير الاقتصاد رائد خوري ان جلسة اليوم ستكون طويلة، لأن الرئيس عون مصر على مناقشة كل بنود جدول الأعمال الـ53. وإذ لفت إلى صعوبة التوافق على جميع البنود المعروضة في الجدول، أكّد ان الأولوية ستكون لموضوع الكهرباء فضلا عن إيجاد حلول للمزارعين من جرّاء شح الأمطار، وضرورة حماية بعض الصناعات المحلية. إلى ذلك لفتت المصادر نفسها إلى أن الحكومة ستسعى إلى التأكيد على أهمية الأيفاء بالالتزامات التي قطعتها لمؤتمر روما وسيدر، مؤكدة أن لا معلومات ما إذا كان المجلس سيوافق على رصد مبالغ لمشاريع إنمائية إلى بعلبك بعد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وذلك من خارج الجدول.

قتيل في عرسال

أمنياً، أفيد مساء أمس، عن سقوط قتيل في بلدة عرسال، على أثر اشكال فردي، تطوّر إلى إطلاق نار من أحد أبناء البلدة، واصابة علي خالد بريدي بجروح خطرة، نقل بعدها إلى مستشفى الرحمة في عرسال ومنه إلى مستشفى المرتضى في بعلبك حيث ما لبث ان فارق الحياة، وتولت فصيلة درك عرسال التحقيق في الحادث، فيما نفذت وحدات من الجيش والمخابرات عمليات دهم في البلدة، لتوقيف المتورطين في الاشكال بين أفراد من عائلتي البريدي والحجيري والذي حصل حول افضلية مرور.. وأقام الجيش حواجز وسير دوريات وتمكن من توقيف مطلوبين. وكان نقل عدد من الأشخاص مصابين بطلقات من أسلحة حربية، إلى مستشفى البتول في الهرمل، نتيجة تبادل إطلاق نار بين مهربين مسلحين قرب بلدة زيتا الحدودية داخل الأراضي السورية.

جنبلاط لـ«الجمهورية»: علاقتي وبرِّي فوق كل إعتبار

الجمهورية...في موازاة إطلاق الاستراتيجية الأميركية الجديدة للتعامل مع إيران والتي يعلنها اليوم وزير الخارجية مايك بومبيو، بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي وتضييقِها ودولَ الخليج العقوبات على إيران و«حزب الله»، يبدأ لبنان من اليوم «الأسبوع الكبير» وينطلق خلاله المسار النيابي والحكومي الجديد على وقع نتائج قانون الانتخاب النسبي، ما يؤسس لمرحلة جديدة، يُعوّل معها على انطلاقة جديدة في الحكم وإدارة المؤسسات. وفي الموازاة لوحظ أنّ الرياض بدأت تحرّكاً داعماً للاستقرار في لبنان تمشّياً مع المرحلة الجديدة التي دخلها، وتمثّلَ بزيارة الموفد الملكي السعودي المكلّف الملفَّ اللبناني نزار العلولا بيروت، حيث جال أمس في وسط العاصمة مشجّعاً السعوديين والخليجيين على المجيء إلى لبنان والاصطياف فيه هذا الصيف. فقد خرقت مشهد ما بعد الانتخابات زيارةُ العلولا بيروت مشاركاً في الإفطار الذي اقامه القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد البخاري مساء امس الاوّل في اليرزة على شرف رئيس الحكومة سعد الحريري. وعلمت «الجمهورية» انّ العلولا لم يعقد أيّ لقاءات سياسية بعد في بيروت، وقد ادّى الصلاة أمس في المسجد العمري في بيروت ثمّ تجوّل في وسط المدينة تشجيعاً للرياعا السعوديين والخليجيين عموماً على الاصطياف في لبنان. وقال العلولا لـ«الجمهورية» إنّ «ما جمعه الافطار من قيادات وشخصيات سياسية لبنانية كان أمراً إيجابياً، وحضور الاشقّاء اللبنانيين فيه شرّفَ المملكة العربية السعودية التي تتمنّى دوماً الخير والاستقرار للبنان». وتمنّى حصول مبادرات خليجية أُخرى في هذا الصدد بما يعزّز العلاقات اللبنانية ـ السعودية واللبنانية الخليجية عموماً. ولاحظت اوساط ديبلوماسية سعودية أنّ السفير القطري علي بن حمد المري سيقيم إفطاراً اليوم دعا اليه شخصيات وقيادات لبنانية، وذلك في خطوة تأتي غداة الافطار السعودي، وقالت لـ»الجمهورية» إنّ المري «يتتبع خطوات العلولا ويلاحقه كلّما زار بيروت، الى درجة انّه شوهِد جالساً في لوبي فندق فينيسيا قبل اسابيع يراقب خطوات العلولا والطاقم الديبلوماسي السعودي، وذلك اثناء العشاء الذي كانت السفارة السعودية قد أقامته قبل اسابيع إثر افتتاح جادة الملك سلمان على شاطئ وسط بيروت».

العلولا و«الحزب»

وكان البخاري قد اقامَ السبت إفطاراً رمضانياً في اليرزة تكريماً للرئيس سعد الحريري، في حضور العلولا ولفيف مِن القيادات والشخصيات اللبنانية. وأكّد العلولا على هامش الإفطار، رداً على سؤال حول ما يُحكى عن «فيتو» سعودي على مشاركة «حزب الله» في الحكومة، «أنّ تشكيل الحكومة شأن لبناني لا نتدخّل فيه». ومن جهته شدّد الحريري على «أنّ دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، ولم تعمل في أيّ وقت على التدخّل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب منّا في المقابل أن ننأى بأنفسنا عن التدخل بشؤون الدول الشقيقة، وأن نعتبرَعروبة لبنان خطاً أحمر لا يصحّ الخروج عنه».

«الحزب»

أمّا «حزب الله» فقال بلسان الشيخ نبيل قاووق «إنّ رغبة السعودية المعلَنة والمبيتة، هي أن لا يدخل «حزب الله» إلى الحكومة اللبنانية الجديدة، ولكن الأيام المقبلة ستثبت أنّ النظام السعودي أعجزُ وأضعف من أن يمنع «حزب الله»، من أن يكون في الحكومة بوزراء فاعلين، وأنّ «حزب الله» سيدخل إلى الحكومة بشكل قوي وفاعل ووازن». واتّهم السعودية «بالعمل على تشكيل تكتّل نيابي لمواجهة المقاومة ومحاصرتِها وإضعافها واستنزافها».

الشامسي والبخاري عند المر

في غضون ذلك ووسط الاستعداد لترجمة نتائج الاستحقاقين النيابي والحكومي عملياً بدءاً من هذا الأسبوع بانتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه وهيئة مكتبه ومن ثمّ البدء بورشة التكليف والتأليف الحكوميين» بَرزت بعد ظهر أمس زيارة السفير الإماراتي الدكتور حمد سعيد الشامسي والقائم بالأعمال السعودي وليد البخاري النائبَ ميشال المر في دارته في الرابية بعد ظهر أمس، وذلك في حضور رئيس مؤسسة الإنتربول نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر. وقال البخاري لـ«الجمهورية»: «أتينا لنُقدّم التهاني لدولة الرئيس ميشال المر على فوزه في الانتخابات النيابية، ولنُلقيَ التحية عليه، وهو عوّدنا على هذا التواصل الجميل، وهو أهلُ الوفاء ونحن من أهل الوفاء له دائماً وأبداً، المملكة والإمارات إلى جانبه». بدوره قال الشامسي لـ«الجمهورية»: «أتينا لنهنّئ دولة الرئيس ميشال المر في حضور دولة الرئيس الياس المر، إذ تربطنا علاقة متينة، ويهمّنا اليوم هذا التواصل، وأن نكون دائماً قريبين من «أبو إلياس» أنا وسعادة السفير السعودي. علاقتُنا تاريخية من أيام الشيخ زايد، وحالياً الملك سلمان، علاقةٌ لها جذورها وعلاقة تاريخية ومستمرّة». وأضاف: «هذا التواصل مهمّ، وإن شاء الله سنرى كيف سيكون هذا التواصل في المرحلة المقبلة، ونحن من أهل الوفاء، اليوم استقبلَنا في الرابية وإن شاء الله بَعد العيد يستقبلنا في بتغرين».

أسبوع نيابي ـ حكومي

وفي المسار النيابي ـ الحكومي، تنتهي منتصف ليل اليوم الاثنين، ولاية مجلس نواب العام 2009 والممدد له ثلاث مرات. كذلك تودّع حكومة «استعادة الثقة» اليوم الاخير من عمرها بجلسة تعقدها في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بجدول أعمال من 59 بنداً من بينها ما هو مرتبط بملف الكهرباء، قبل ان تتحوّل غداً الثلثاء حكومة تصريف اعمال. أمّا المحطة الابرز فستكون في مجلس النواب بعد غدٍ الاربعاء، مع جلسة انتخاب رئيس المجلس النيابي الجديد، بناءً لدعوة سيوجّهها رئيس السنّ النائب ميشال المر، علماً أنّ رئاسة هذا المجلس باتت محسومة للرئيس نبيه بري، وكذلك انتخاب نائبه وهيئة مكتب المجلس. وفور انتخابه رئيساً للمجلس مجدداً، سينتقل بري من مقعده النيابي الى المنصّة الرئاسية لإدارة الجلسة المخصصة لانتخاب نائبه لولاية كاملة تمتد أربع سنوات. وتتكثّف في الساعات المقبلة الاتصالات واللقاءات قبل ان تطلقَ الكتل النيابية ترشيحاتها. وفي هذا الإطار تعقد كتلة «الجمهورية القوية» اجتماعاً عصر اليوم لتحديد موقفِها من الاستحقاقين النيابي والحكومي، علماً انّها رشّحت النائب أنيس نصّار لنيابة رئاسة مجلس النواب. وينتظر أن يحددّ كلّ من تكتل «لبنان القوي» وكتلة «المستقبل» غداً الثلثاء موقفَهما من هذا الاستحقاق.

جنبلاط

أمّا رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط فأعلنَ بعد زيارته عين التينة أمس انّ «اللقاء» سينتخب بري رئيساً للمجلس». وقال: «ومن ثم ندخل الى موضوع الحكومة، وهناك لكلّ حادث حديث». وسألت «الجمهورية» جنبلاط عن سبب دعمه لانتخاب إيلي الفرزلي نائباً لرئيس المجلس رغم أنه كان خصماً انتخابياً للحزب التقدمي الإشتراكي في البقاع الغربي، فأجاب: «علاقتي مع الرئيس نبيه بري فوق كلّ اعتبار. الانتخابات النيابية أصبحت خلفنا، وأنا أقف إلى جانب خيار الرئيس بري في نيابة رئيس المجلس». وأضاف: «لكن لستُ وحدي من يقرّر، وعند السادسة مساء غدٍ (اليوم) سيعقد «اللقاء الديموقراطي» بحلّته الجديدة اجتماعاً تشاورياً وأنا سأحاول الدفع في اتجاه تأييد الفرزلي».

الحريري - جنبلاط

على صعيد آخر، كشَفت مصادر «بيت الوسط» والحزب التقدمي الاشتراكي لـ «الجمهورية» أنّ اللقاء الذي كان منتظراً امس بين الحريري وجنبلاط لم يحصل كما كان متوقّعاً، لأنّ الإتصالات التي اجريَت لترتيب هذا اللقاء، بحسب المصادر، لم تؤدِّ إلى النهاية المرجوّة حتى ساعة متقدّمة من ليل امس. توازياً، قالت مصادر أخرى عليمة لـ«الجمهورية» إنّ الاتصالات لن تتوقف عند هذه المحطة، وهي قائمة ومستمرة على رغم الخطوة التي ابعدت اللقاء، أو كانت سبباً في تأخيره والتي سجّلها أمس جنبلاط عندما اعلنَ انّه سيتمنّى على «اللقاء الديموقراطي» إنتخابَ الفرزلي رغم المواقف الرافضة التي عبّر عنها الحريري علناً وقبله نوّابُ الحزب التقدمي وقادته الذين ما زالوا يضعون الفرزلي على «لائحة أصدقاء النظام السوري» في لبنان.

المسار الحكومي

وما إن يُسدل الستار على الاستحقاق النيابي، سيُفتح ملفّ الاستحقاق الحكومي بدءاً بالتكليف ثمّ التأليف، حيث ستتّجه الأنظار من الخميس الى الاستشارات النيابية الملزمة التي سيجريها رئيس الجمهورية تمهيداً لتكليف الحريري تشكيلَ الحكومة العتيدة، فيما لا تبدو طريق التأليف أنّها ستكون سهلة في ظلّ التعقيدات الخارجية والمتمثلة بالعقوبات على «حزب الله»، وشهية الاستيزار المرتفعة لدى بعض القوى السياسية في الداخل وما يرافقها من رفعِ البعض سقفَ شروط التفاوض. في هذا الوقت، قال النائب سليم عون لـ«الجمهورية» إنّ «تسمية الحريري لا إلتباسَ فيها، لكن لا نريد أن نكلّف رئيساً للحكومة ويعجز عن التأليف. من الضروري جداً أن نعرف «لوين رايحين» وأن لا تكون خطواتنا في المجهول». وأكّدت أوساط تكتل «لبنان القوي» أنه حتى ما قبل ساعات من إجتماع أعضائه «: فإنّ الأمور قد تكون قابلة للأخذ والردّ، خصوصاً في ما يتعلق برئيس المجلس ونائبه، والأمر رهن تطوّرِ الاتصالات السياسية، لأنّ الأمور مترابطة نيابياً وحكومياً»، مشيرةً الى «الأهمّ، وهو أنّ أيّ قرار سيتّخذ سيتمّ الالتزام به ولن يَخرقه أعضاء التكتل». إلى ذلك، تحدّثت المعلومات عن وجود توجّهٍ داخل «التيار الوطني الحر» لإنشاء «جبهة وطنية» موسّعة داعمة للعهد تتخطّى مقر مكتب «التكتل» في سن الفيل الذي اتّخذ قراراً بأن لا يضمّ فقط نوّابه ووزراءَه الحاليين، بحيث انّ «الجبهة» ستضمّ وزراء ونوابَ «تكتّل التغيير والإصلاح» السابقين والطاقم الوزاري والنيابي الحالي وشخصيات حليفة ترشّحَت على لوائح «التيار» في الدوائر ولم يُكتب لها الفوز وشخصيات حليفة للعهد.

الراعي

وفي المواقف، لفتت أمس النبرة العالية التي تحدَّث فيها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع المسؤولين، حيث أكّد أنّ «النيابة والوزارة ليست ملكاً لكم، بل هما ملك الشعب، فيجب عليكم ممارستها بهذه المسؤولية، فيما بلادنا تعاني من أزمات داخلية كبيرة، والمنطقة الشرق أوسطية تشتعل من حولنا، وتُنذر بانفجار جديد». ولفت الى أنّ «الإنتخابات انتهت، ومعها كلّ الكلمات التي جرحت وأساءت وفرّقت، بات من واجب القوى المسيحية العمل على بناء وحدتِنا الداخلية على أسس من المحبة والحقيقة، من أجل خيرِ لبنان وكلّ شعبه بمختلف مكوّناته»، معتبراً أنّ «باتّحاد المسيحيين يتّحد الشعب كلّه حول ما يشكّل الدولة القادرة والمنتجة. وهذا أمرٌ معروف تاريخياً ومطالَبٌ به من محبّي هذا الوطن. فلا يمكن الرجوع إلى الوراء». وأضاف: «نقول لمجلس النواب ولحكومة اليوم وغداً: إنّنا أمام حالة طوارئ اقتصادية ومالية تستدعي النهوضَ ومكافحة الفساد. لا يمكن أن نستمرّ في النهج العادي القديم. فكلّ الدول الداعمة للبنان في مؤتمرات روما وباريس وبروكسل تنظر إلينا، وتنتظر من المسؤولين السياسيين إجراءَ الإصلاحات التي تعالج حال الطوارئ هذه بحيث تولد الثقة بالمسؤولين وبلبنان لدى هذه الدول». ورأى الراعي أنّ «الشعب قال كلمته في الانتخابات النيابية، وفقاً للقانون الجديد، فينتظر أن يقول نواب الأمة كلمتهم في شأن تأليف الحكومة الجديدة، واضعين أمام ضمائرهم المسؤولةِ حالَ الطوارئ التي ذكرناها، بحيث تزيلُ الكتل النيابية كلَّ العقبات المرتبطة بالمصالح الشخصية والفئوية، فتتألّف الحكومة الجديدة بالسرعة القصوى. وهذا عنصرٌ أساس لتوليد الثقة».

رفع سقف {حزب الله} لوزاراته... بين الهروب إلى الأمام و«مكافحة الفساد»

سكرية: حان وقت الالتفات إلى الداخل... وقاطيشا: التفاف على الضغوط

الشرق الاوسط....بيروت: كارولين عاكوم... في خضم السباق الوزاري الذي انطلق باكرا حتى قبل تسمية رئيس للحكومة برز الحديث عن مطالب جديدة لـ«حزب الله»، عبر سعيه لتسلّم حقائب سياسية وخدماتية بعدما كانت مشاركته بالحكومة تقتصر منذ العام 2005 على وزارات توصف بـ«العادية». أسئلة عدة بدأت تطرح حول قرار الحزب بتغيير سياسته خاصة في ظل الظروف الإقليمية والدولية الحالية، إذ في حين يربط معارضوه هذا التبدّل بالعقوبات المتزايدة عليه وكان آخرها تلك التي طالت أبرز قياداته إضافة إلى الضغوط التي يتعرض لها من قبل بيئته، يؤكد ممثلوه أنه لا علاقة لهذا القرار بأي عوامل خارجية بل محض داخلية، وتحديدا بضرورة المساهمة في محاربة الفساد الذي بات مستشريا في مؤسسات الدولة من دون نفي أهمية الالتفات إلى المطالب الشعبية في المناطق المحسوبة عليه، وعلى رأسها بعلبك الهرمل في البقاع التي تعتبر من أكثر المناطق فقرا وتهميشا. ويصف النائب المنتخب عن «حزب القوات اللبنانية» وهبي قاطيشا مطالب الحزب الوزارية بـ«الهروب إلى الأمام» في ظل الضغوط التي يتعرض لها ومن خلفه إيران، فيما يؤكد النائب في كتلة «حزب الله» الوليد سكرية أنه وبعدما كان الحزب متفرغا لمقاومة إسرائيل ومحاربة التنظيمات الإرهابية طوال السنوات الماضية، حان الوقت للمشاركة فعليا في العملية السياسية في الداخل اللبناني عبر وزارات أساسية غير تلك التي كان يتولاها للمساهمة في الإصلاح والإنماء، معتبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «منطقة بعلبك الهرمل التي تعاني من التهميش والحرمان خير مثال على هذا الوضع الذي ينطبق على مناطق عدة أخرى والتي تتطلب جهودا لمكافحة الفوضى الأمنية نتيجة غياب الدولة، وبالتالي من الطبيعي أن يطالب حزب الله بوزارة خدماتية مثل الطاقة أو الأشغال العامة ليقوم بهذه المهمة وعدم الاكتفاء بوزارات على غرار تلك التي يتولاها اليوم، منها الشباب والرياضة والصناعة». وكان لافتا في الفترة الأخيرة وتحديدا منذ بدء الحملات الانتخابية، الأصوات المعترضة على الحزب وسياسته وتحديدا في البقاع الذي يعتبر خزان الحزب الذي يمده بالمقاتلين. وقد بدا هذا الأمر واضحا من خلال تعامل الحزب وقياداته مع الانتخابات النيابية في بعلبك - الهرمل، بحيث حرص نصر الله في إطلالاته المتتالية التركيز على عنوان الإنماء ومحاربة الفساد متعهدا بمتابعته شخصيا ومعلنا كذلك فصل النيابة عن الوزارة ليقوم كل مسؤول بمهمته. ورغم أن حزب الله كان ممثلا في البرلمان اللبناني منذ نحو 26 عاما ومشاركا في الحكومة منذ العام 2005. إلا أن سكرية يذكّر، أن حزب الله كان متفرغا لمحاربة إسرائيل قبل العام 2000 وفي العام 2005 وأنه شارك في الحكومة على وقع الأزمة الناتجة عن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وبعد ذلك كان منهمكا في قتال التنظيمات الإرهابية، مضيفا: «أما اليوم فحان وقت الالتفات إلى الداخل والقضايا الاجتماعية التي تعاني منها بيئته كما مناطق أخرى، وبالتالي فإن مهمته لن تكون مقتصرة على منطقة دون أخرى بل سيعمل للمساهمة في وضع خطة شاملة، انطلاقا مما سبق أن أعلنه أمين عام حزب الله حسن نصر الله حول برنامج مكافحة الهدر والفساد». ويشدّد «هناك سياسة جديدة ونهج مختلف سيعتمده حزب الله إذا كان موجودا على طاولة الحكومة أم لم يكن». في المقابل، يرفض قاطيشا التبريرات التي يقدمها «حزب الله» معتبرا أنه في وقت كان (الحزب) يقول بأنه يحارب الإرهابيين كان هو من ساهم في تهريبهم من الحدود اللبنانية إلى سوريا في حافلات مكيفة أما فيما يتعلق بعدم مشاركته في السلطة، يضيف قاطيشا لـ«الشرق الأوسط» منذ نحو 30 عاما وهو ممثل في البرلمان وفي الحكومة منذ العام 2005 حيث كان وزراؤه مشاركين في كل القرارات التي تتطلب موافقة في مجلس الوزراء، وبالتالي إعطاء تبريرات اليوم لرفع سقف مطالبه ليست إلا هروبا إلى الأمام من العقوبات المتزايدة عليه وعلى إيران والتي يتوقع أن تتضاعف في المرحلة المقبلة إضافة إلى تململ بيئته التي لم يقدّم لها إلا الشهداء وبدأت عائلاتها ترفع الصوت اعتراضا. ويوضح «لذا بدل أن يزيد مطالبه ويعقّد تشكيل الحكومة من مصلحة الحزب تسهيل التشكيل، لكن يبدو واضحا أن هذا التغيير ناتج عن تبدل الموقف الدولي بحيث سيجد نفسه شيئا فشيئا يفقد السند الخارجي المتمثل بإيران وبات يبحث عن سند داخلي في الحكومة يؤمن له ولأعماله المظلة». ويعتبر قاطيشا أن المسؤولية اليوم حول دور حزب الله ملقاة على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف الذي بات مؤكدا أنه سيكون سعد الحريري، معتبرا أن «دخول الحزب بقوة إلى الحكومة من شأنه تعقيد المهمة والوضع اللبناني إلا إذا قرّر تغيير سياسته لصالح المصلحة اللبنانية وليس الإيرانية، لأن الاستمرار بسياسته الحالية ستؤدي به وبلبنان إلى المجهول والانتحار». ويضيف «في الحرب الإسرائيلية عام 2006 قال أمين عام الحزب حسن نصر الله لو كان يعلم رد الفعل الإسرائيلي لما أقدم على خطف عناصرها، لكنه اليوم يعلم جيدا أن الأمور ذاهبة إلى التصعيد وعليه تفادي الخطر لمصلحته ومصلحة لبنان».

وزارة الداخلية تنفي مسؤوليتها عن «تصفير أرقام» قلم أوتاوا

بيروت: «الشرق الأوسط»... أكدت وزارة الداخلية عدم مسؤوليتها عن «تصفير الأرقام» في قلم الاقتراع (مركز) رقم 3 في مدينة أوتاوا الكندية، بعد الأصوات التي رفعت اعتراضاً على هذا الأمر، وأكّدت أن دورها ينتهي عند تسليم صناديق الاقتراع إلى لجان القيد. وفي بيان لها، قالت: «الداخلية»: «عطفا على الخبر الذي تتداوله بعض وسائل الإعلام، والمتعلق بتصريح صادر عن ريم جابر التي تولت مسؤولية رئاسة القلم رقم 3 في أوتاوا الكندية، الخاص بمنطقة زحلة، خلال الانتخابات النيابية الأخيرة، وهي أعلنت استغرابها «تصفير الأرقام» التي ضمنتها في المحضر قبل رفعه إلى الجهات المعنية، وبعد أن أوحت بعض وسائل الإعلام بمسؤولية غرفة العمليات المركزية الخاصة بالانتخابات أو وزارة الداخلية والبلديات حول غموض تصفير الأرقام المذكورة، يهم غرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية التأكيد على أن دور الأخيرة ينتهي عند تسليم صناديق الاقتراع إلى لجان القيد الابتدائية، ويمنع على الوزارة التدخل في احتساب الأصوات أو في نتائج المرشحين، وهو ما ينطبق على القلم رقم 3، مشيرة في الوقت عينه إلى أن عملية الفرز تمت بحضور مندوبي جميع المرشحين، ولم تتلق الغرفة أي اعتراض أو شكوى في حينه. وأوضحت أن «لجان القيد العليا يرأسها رئيس غرفة أو مستشار لدى محكمة التمييز، أو رئيس غرفة أو مستشار لدى مجلس شورى الدولة. ومهمة هذه اللجان تسلم النتائج الصادرة من لجان القيد الابتدائية والتدقيق بها، ولاحقا تبلغ نتائج أعمالها لهيئة الإشراف على الانتخابات. ثم تسلم لجنة القيد العليا المحافظ أو القائمقام المحضر النهائي والجدول العام، ويرسل من هناك إلى وزارة الداخلية والبلديات التي تتولى إعلان النتائج النهائية الرسمية وأسماء المرشحين الفائزين، ويبلغ الوزير هذه النتيجة فورا إلى رئيس مجلس النواب وإلى رئيس المجلس الدستوري.

السفراء الغربيون ينصحون بحكومة «جامعة» و «حزب الله» يستعجلها رداً على العقوبات

الحياة...بيروت - وليد شقير ... تمر القوى السياسية والكتل النيابية التي أنتجتها الانتخابات النيابية اللبنانية باختبارات مهمة بدءاً من هذا الأسبوع لاستكمال تكوين السلطة في شقيها التشريعي والتنفيذي، والذي سيرافقه اتضاح قيام كتل نيابية جديدة إضافة إلى الكتل القديمة الرئيسة (6) عبر تعاون كتل صغرى، على إنشاء جبهات ضمن البرلمان كي تلعب دوراً في الاستحقاقات المقبلة، ومنها تشكيل الحكومة، الذي تبدأ آليته الدستورية باستشارات رئيس الجمهورية ميشال عون الملزمة لتسمية الرئيس المكلف تأليفها حيث يتوقع حصول الرئيس سعد الحريري على الأكثرية. وينتظر أن تتبلور الصورة في جلسة البرلمان الأربعاء المقبل التي سينتخب فيها الرئيس بري مجدداً لرئاسته، وهو المرشح الوحيد للمنصب، والنائب إيلي الفرزلي نائباً له بدعم من الرئيس عون، في انتظار أن يحسم تكتل «لبنان القوي» برئاسة الوزير جبران باسيل موقفه الرسمي من دعم الفرزلي في اجتماعه غداً الثلثاء. ويكتمل تكوين المؤسسات الدستورية مع أجواء جديدة تحيط بالعلاقة بين الرئيسين عون وبري تغلب عليها الإيجابية، خلافاً للفتور الذي أصابها خلال الأشهر الماضية نتيجة الخلاف بين بري ووزرائه في الحكومة مع وزراء «التيار الوطني الحر» وفي مقدمهم رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل الذي اصطدم مرات عديدة بوزير المال ممثل حركة «أمل» في الحكومة علي حسن خليل. فالانطباع الذي خرج به بري من لقائه عون الثلثاء الماضي، حسبما نقل عنه زواره، أنه لقي «أقصى الليونة والانفتاح والإيجابية والتعاون» من الثاني، ما دفعه إلى مبادلته الموقف نفسه في انتظار انعكاس هذه الأجواء على المرحلة المقبلة من التعاون عملياً على قاعدة أن العبرة في التنفيذ.

أصوات بري ونائبه والحريري

وينطلق ترشيح الرئيس بري من دعم أكثر من 100 نائب من أصل 128 هم أعضاء البرلمان، يضمون 5 كتل رئيسة هي: التنمية والتحرير(16)، «حزب الله» (14)، «المستقبل» (20)، «الجمهورية القوية» أي «القوات اللبنانية» (15)، «اللقاء الديموقراطي» (9)، جبهة تحالف «المردة»- فيصل كرامي- فريد الخازن (8)، «العزم» (4) «الطاشناق» (4) «الحزب القومي» (3) وعدد من النواب المستقلين. ويستثنى من هذا العدد تكتل «لبنان القوي» الذي يتأرجح بين قرار بالتصويت لبري استناداً إلى الأجواء الإيجابية المستجدة في علاقته مع عون، وبين الامتناع عن التصويت له أو الاكتفاء بالورقة البيضاء، على أساس معاملته بالمثل لأنه لم ينتخب عون للرئاسة، وبين إعطاء الحرية للأعضاء باعتبار أن عدداً من المنضوين فيه سيصوتون لبري في كل الأحوال، مثل الطاشناق والفرزلي وطلال أرسلان... لكن هذه الخريطة النيابية ستختلف بالنسبة إلى نائب الرئيس، إذ ينتظر أن يتمتع الفرزلي بدعم «تكتل لبنان القوي» برئاسة باسيل، والثنائي الشيعي وحلفائه ما يمكنه من أن يحصد زهاء 73 صوتاً، فيما يحظى مرشح «القوات» بدعم حوالى 54 نائباً، بينهم كتلة «العزم» التي لن تؤيد الفرزلي، وكذلك النائب فؤاد مخزومي. ويتضح تصويت بعض المستقلين خلال الجلسة. وتوقعت مصادر نيابية أن تنطلق تسمية الحريري من 98 نائباً، بحسب التقديرات الأولية، باستثناء أصوات كتلة «حزب الله» وبعض حلفائه، إلا إذا قرر بعض هؤلاء التصويت له. ومن الطبيعي أن يمتنع «حزب الله» عن تسمية الحريري لرئاسة الحكومة كما فعل قبل ذلك، خصوصاً بعد الحملات المتبادلة بينه وبين الحزب في حملات التعبئة الانتخابية التي خرق فيها الفريقان سقف التهدئة الإعلامية التي سادت عقب التسوية على انتخاب عون رئيساً. هذا فضلاً عن أن المواجهة الإقليمية الإيرانية السعودية عامل إضافي يحول دون تسميته له. إلا أن تأليف الحكومة سيخضع، بحسب مصادر متعددة، لمناورات كثيرة في شأن الحصص وأحجام التمثيل على خلفية قراءة كل فريق التوازنات التي أنتجتها الانتخابات. وتقول مصادر نيابية لـ «الحياة»، إن استعجال كل الفرقاء وكذلك السفراء الأجانب، تأليف الحكومة من دون تأخير يعود إلى شعور بأن عراقيل ومطالب توزير كثيرة تنبئ بعرقلة التأليف. إلا أنها تشير إلى أن الثنائي الشيعي هو أكثر الفرقاء استعجالاً للتأليف لسببين: الأول هو تكريس شراكة «حزب الله» في السلطة التنفيذية، بعد العقوبات الأميركية والخليجية. والثاني تثبيت ما اعتبره الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله انتصارا بنتيجة الانتخابات.

تسريع التأليف وتنبيهات السفراء

أما تركيز السفراء الغربيين على عدم تأخير التأليف فيعود إلى الحرص على إطلاق آليات الإفادة من مؤتمرات الدعم الدولية للبنان، لا سيما مؤتمر «سيدر» لدعم الاقتصاد، من باب الحرص على الاستقرار اللبناني، بدءاً بتصويب المسار الاقتصادي، في ظل تسارع التصعيد في أزمات المنطقة. ومع استبعاد بعض القيادات المعنية بالملف الحكومي، وبينها قياديون في «المستقبل» تأثير العقوبات على التأليف، ينقل سياسيون لبنانيون عن سفراء غربيين تنبيههم إلى أنه إذا أراد «حزب الله» أن يستفيد من وجوده في الحكومة من أجل مقاومة العقوبات عليه، فإن هذا سيسبب ضربة كبرى للبنان ويقوض كل مسار دعمه الذي تقرر في مؤتمر «سيدر». ومع عدم توقع أي تغيير لجهة حصر التمثيل الشيعي بـ «أمل» و «حزب الله»، اللذين حصدا ٢٦ مقعداً من المقاعد الـ٢٧ الشيعية، وبالتالي سيتقاسمان الوزراء الشيعة، فإن قيادتيهما تتحدثان عن ضرورة تمثيل مجموعة النواب السنة التسعة الذين فازوا على لوائح منافسة لتيار «المستقبل» وهم أصلاً معارضون له، بوزيرين على الأقل إذا كانت الحكومة من ٣٠ وزيراً، بحجة أن هؤلاء يمثلون زهاء ثلث السنة، واستطاعوا بحكم قانون الانتخاب النسبي حصد ١٠ مقاعد واحد منهم في كتلة «اللقاء الديموقراطي». إلا أن أوساط «المستقبل» ترى أن لا ضرورة لاعتماد هذا المبدأ وأن البرلمان المنقضية ولايته كان يضم ٦ نواب سنة لا يوالون تيار الحريري وقريبون من قوى ٨ آذار ومع ذلك لم يتم توزير أي منهم. وترى هذه الأوساط أن «المستقبل» ما زال يحتفظ بتمثيل ثلثي النواب السنة (١٨). والأمر يتوقف على المعيار الذي سيعتمد. ومع تنامي القناعة بأن العقوبات لن تؤثر على التأليف، وهو ما عبر عنه الحريري ليل أول من أمس، بإشارته إلى أن الحكومات تتألف منذ سنوات بمشاركة الحزب، فإن بعض الأوساط الحليفة للأخير تشير إلى أن الحديث عن هدفه الحصول على حقائب أساسية ليس رسمياً بعد طالما لم تبدأ استشارات الحريري حول التوليفة الحكومية. إلا أن بعض الأوساط أشار إلى تسريبات من مقربين منه عن طموحه إلى تسلم وزارة الاقتصاد من باب قراره الدخول على الملف الاقتصادي. وتقول مصادر نيابية إن إيكال حقيبة كهذه إليه متعذر، نظراً إلى أنها ستكون على تماس مع الدول الغربية في المرحلة المقبلة، فيما السفراء والموفدون الأجانب سيتجنبون لقاء الحزب بصفته في ظل العقوبات المنتظر تصاعدها. ويقول مصدر سياسي بارز أن من بين العقد أمام التأليف مسألة التمثيل المسيحي والتنافس الكامن بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية» التي ضاعفت حصتها البرلمانية. ويشير إلى معطيات بأن «التيار» يميل إلى الاستئثار بغالبية الحصة المسيحية على حساب «القوات» في ظل معلومات عن أن هناك نية لدى بعض «التيار» لإحراج «القوات» من أجل «إخراجها»، وهو ما دفع الرئيس بري إلى التركيز على ضرورة قيام حكومة وفاق وطني، فضلاً عن أن بعض السفراء الأجانب بلغه هذا التوجه فنصح في اللقاءات مع المسؤولين والقادة السياسيين بضرورة قيام حكومة «جامعة». وفي وقت تردد أن «القوات» تعتبر تمثيلها بأربعة وزراء حصة متواضعة قياساً إلى تزايد عدد نوابها، باعتبار أنها كانت حصلت على هذا العدد في الحكومة الحالية (3 حزبيين زائد الحليف ميشال فرعون)، فإن طموح «التيار الحر» إلى الحصول على نيابة رئاسة الحكومة أسوة بحصوله على نيابة رئاسة البرلمان عبر الفرزلي، لن تقبل به «القوات»، التي أكد رئيسها سمير جعجع طموح حزبه لتوليها، كما أن وعود رئيس «التيار» لبعض الحلفاء في تشكيل اللوائح الانتخابية بتوزيرهم سيزيد زحمة التوزير المسيحي، بالتنافس مع «القوات». ويشكل التمثيل الدرزي أيضاً عقدة يفترض أخذها في الحساب لأن «اللقاء الديموقراطي» اتخذ قراراً بحصره بمن يسميهم، بعد اتساع شقة الخلاف مع الوزير طلال أرسلان، إثر رفضه تسليم المتهم بقتل أحد ناشطي «الحزب التقدمي الاشتراكي» في بلدة الشويفات، الأمر الذي خلف تداعيات درزية دقيقة. هذا فضلاً عن قول مصادر نيابية في «اللقاء الديموقراطي» إن 90 في المئة من النواب الدروز الثمانية ينتمون إليه وواحد حليف.

قتيلان وثلاثة جرحى خلال ضبط سيارة مسروقة في زيتا الحدودية...

"ليبانون ديبايت"... سقط قتيلان وثلاثة جرحى بينهم جندي من الفرقة الرابعة في الجيش السوري على خلفية ضبط سيارة مسروقة في بلدة زيتا الحدودية. وفي التفاصيل، حصل تبادل إطلاق نار بسبب خلاف على سيارة مسروقة تعود لشخص من آل الديراني بين عناصر حزبية لبنانية والسارقين نتج عنه مقتل اللبناني معن محمد الجمل وإصابة شقيقه وآخر من آل الديراني كانوا داخل السيارة من جهة وهم مكلفين احضار السيارة التي كانت مركونة في بلدة زيتا. كما وردت معلومات عن اصابة السارقان محمد شامل جعفر وقاسم صفوان.



السابق

مصر وإفريقيا..أحزاب مصرية تناقش وثيقة لإثراء الحياة السياسية..المجلس الأعلى للإعلام المصري: لا صحافيين موقوفين في قضايا نشر..مصر تترقب أول انتخابات للنقابات العمالية منذ 12 عاماً....العطش يحصد أرواح سودانيين مع استمرار أزمة المحروقات..ليبيا: معلومات عن جرح قيادي مصري من «القاعدة»..«الجيش» يتقدم في درنة ويفتح ممراً للمسلحين...ليبيا: جدل حول مبادرة فرنسية لحلحلة الأوضاع... واجتماع ثلاثي في الجزائر...شغب في قفصة التونسية بعد مباراة كرة قدم..دعوة بوتفليقة لـ«إبعاد الجامعة عن السياسة» تُحرج حزبه..الرباط تعلّق «توأمة» مع غواتيمالا رداً على نقل سفارتها إلى القدس..

التالي

اخبار وتقارير...لا انسحاب لأيّ قوة من سورية في انتظار حربٍ... على إيران و«حزب الله»..وقائع الميدان تخالف آمال بوتين...تقرير أميركي: البغدادي يعمل على تغيير خطط {داعش}..دراسة بلجيكية تحذر من خطورة الربط بين الإرهاب والمسلمين...إردوغان يطلق حملة انتخابية «أوروبية» من البوسنة...واشنطن: الانتخابات في فنزويلا غير شرعية ضمنت لمادورو ولاية جديدة...ميانمار تخيّر لاجئي الروهينغا بين العودة أو المحاكمة..مسلحو «طالبان» يشددون حصارهم في جنوب كابول...عشرات الروس يتظاهرون ضد تعذيب المعتقلين..

لمحة عامة: "سرايا الجهاد"..

 الجمعة 27 أيلول 2024 - 10:01 ص

لمحة عامة: "سرايا الجهاد".. معهد واشنطن..بواسطة ساري المميز, عبدالله الحايك, أمير الكعبي, مايكل ن… تتمة »

عدد الزيارات: 172,060,436

عدد الزوار: 7,657,892

المتواجدون الآن: 0