ليلى الصراف
في موازاة الصخب الإعلامي الذي يثير زوبعة من القلق والتوتر في بحيرة الخليج قللت مصادر مطلعة رفيعة المستوى من أهمية التقارير التي تحدثت عن قرب نشوب صراع مسلح بين واشنطن وطهران على خلفية الملف النووي الإيراني، لكنها في المقابل حذرت من «مفاجآت» يمكن أن تقلب الموازين بشكل كارثي ولكن في مختلف الحالات فإن المصادر نفسها أكدت لـ «القبس» أن الكويت لن تسمح باستخدام أراضيها كمنطلق لضرب دولة جارة مثل إيران، وشددت على ضرورة تعاون طهران مع المجتمع الدولي بشكل كاف وشفاف وتجنيب المنطقة ويلات حرب جديدة أو على الأقل إعطاء ذريعة لمن يريد الشر لهذه المنطقة.
خطوة إيرانية
وردت المصادر على سؤال حول ما يشاع عن ان ايران قد تقدم على فتح جبهات خارجية سواء في لبنان أو الخليج لتنفيس الاحتقان الداخلي الإيراني بالقول: «الوضع الداخلي الإيراني ليس بالسوء الذي يراه البعض فالأمور تتجه نحو مزيد من الهدوء الداخلي وبالتالي فإن إيران ليست بحاجة لتنفيس الاحتقان على حرب خارجية، كما أشارت المصادر إلى أن الوضع الداخلي الإيراني تحت السيطرة وأن الاضطرابات تتجه نحو الانحسار.
وتساءلت المصادر عينها إلى متى ستستمر الاضطرابات في إيران؟
وأجابت: بالتأكيد لن يستمر الوضع .. وما يشاع غير ذلك لا يقترب من الحقيقة.
حول القيادة
ووفقا لقراءة المصادر الرفيعة المستوى للوضع فإن اي ضربة عسكرية ضد ايران من شأنها ان يلتف الشعب الإيراني بكل اتجاهاته الفكرية والسياسية حول النظام وقالت «ان المراهنين على أن ضرب إيران سيفكك المجتمع الايراني مخطئون للغاية».
وسألت «القبس» المصادر نفسها عما إذا كان بإمكان واشنطن خوض حرب ضد ايران في ظل توزيع جهدها العسكري في عدد من المناطق بدءا بأفغانستان إلى العراق وغيرها، قالت: «لنفكر سويا بصوت عال، فآلية دخول الأميركان في حرب ضد إيران ممكنة من حيث الإمكانات العسكرية، إذ أن الحروب في هذا العصر هي حروب الكترونية ولا تعتمد على الاجتياح البشري».
الوضع العسكري
وأضافت المصادر: «لنستعرض الوضع العسكري الأميركي في العراق مثلاً، فقد تضاءل دور القوات الأميركية بشكل كبير وأصبح يشكل دوراً ثانوياً في حفظ الأمن، وبالتالي فإن القوات الأميركية في العراق غير مشغولة بأي مهام ويمكن استخدامها عند الحاجة للقيام بأي دور يطلب منها».
أما في ما يتعلق بالوضع في أفغانستان فإنه - وفقاً للمصادر - تمثل القضية الأساسية بالنسبة للإدارة الأميركية، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار ان حجم التواجد العسكري الأميركي لا يتجاوز الـ 40 ألف جندي في مقابل الطاقة البشرية الضخمة للماكينة العسكرية الأميركية، ومن هنا فإن هذه الانشغالات لا تؤثر في الوضع العسكري لخوض حرب جديدة في المنطقة.
ضريبة
ولكن تضيف المصادر ان الضريبة الكبرى ستكون عملية السلام.
كيف؟
إن الخوف كل الخوف ان يستغل تجميد عملية السلام في الشرق الأوسط وتصبح القضية الإيرانية هي القضية الأساسية للإدارة الأميركية في المنطقة، وبالتالي فإن أي خضة أمنية في الخليج من شأنها أن تجمد عملية السلام الأمر الذي يفتح أبواب كل الاحتمالات في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً جنوب لبنان.
وبسؤالنا المصادر عن مدى إمكانية لجوء إسرائيل لضربة عسكرية ضد إيران بهدف خلط الأوراق، قالت المصادر المتابعة: «نعم، هناك قلق من أي تصرفات إسرائيلية من شأنها أن تعيد خلط الأوراق، ولكن التاريخ أثبت ان إسرائيل لا تُقدم على قرارات كبيرة دون تنسيق مسبق مع الإدارة الأميركية، حتى ان البعض يقول إن المباركة الأميركية ضرورية لأي قرارات إسرائيلية بحجم خوض حرب خارجية».
جر أميركا
وكشفت المصادر المتابعة عن سيناريو آخر ممكن ان تقدم عليه إسرائيل وهو أن تقدم على خطوة الحرب وتجر معها أميركا إلى ميدان الحرب. وقالت المصادر: «هذا وارد في الحسابات العسكرية».