إطلاق نار على المتظاهرين بالقرب من"آريا شهر"..كروبي واشراقي وخاتمي يتعرضون لهجوم في احتفالات الثورة

اعتداء على كروبي وخاتمي

تعرضت سيارة الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي لاعتداء من تجمعات مشاركة في احتفالات الثورة أثناء توجهه إلى موقع الاحتفال، واعتقل نجله بعد ذلك ليبقى معتقلا حتى الساعة بحسب المصدر.

واعتدي على سيارة كروبي بالهراوات وضرب المرافقين له، وتحطيم زجاج سيارته، من مشاركين في الاحتفالات في ملابس مدنية هاجموه في شارع أشرفي أصفهاني.

وأكد المصدر أن كروبي ترك سيارته وركب سيارة أحد المواطنين التي تعرضت أيضا لاعتداء، ليعود إلى منزله دون أن يتمكن من الاستمرار في المشاركة بالمظاهرات.

كما تعرضت سيارة الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي للاعتداء من قوات الباسيج أثناء توجهه إلى المظاهرات، في الوقت الذي تضج فيه ساحة آزادي-الحرية- في طهران بالمتظاهرين الذين خرجوا لإحياء ذكرى الثورة قبل انطلاق المظاهرات رسميا، حيث يجتمع الإيرانيون اليوم للتظاهر ضد الاستبداد ولإحياء ذكرى الإمام الخميني ودعوته للحرية والاستقلال ومقاومة الديكتاتورية.

اعتقال حفيدة الخميني وزوجها

واعتقلت حفيدة الخميني زهراء إشراقي مع زوجها نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، أثناء مشاركتهم في مظاهرات إحياء الثورة، لتطلقهم السلطات بعد ساعة وتعود إشراقي للمشاركة في احتفال الثورة التي قادها جدها الإمام الخمنيي.

وكانت احتفالات الذكرى الحادية والثلاثين للثورة الإيرانية انطلقت في وسط أجواء امنية مشددة في العاصمة وسائر المدن الإيرانية الكبرى، وخرج المواطنون الإيرانيون نحو الشوارع الرئيسية والميادين في ذكرى إنتصار ثورة عام 1979، والتي يتوقع أن تكون احتفالات مختلفة هذا العام على خلفية الاحتجاجات المتواصلة منذ 8 أشهر على نتائج الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل.

معارضة إصلاحية لخطاب نجاد

ورفع الإصلاحيون الأعلام الخضراء التي تمثلهم في وجه الرئيس أحمدي نجاد وهو يلقي خطابه بطهران، في الوقت الذي تعرضت فيه مجموعات منهم في ساحة صادقية بطهران لهجوم من الشرطة بالغاز المسيل للدموع في محاولة لضرب الأصوات المعارضة مبكرا.

وأعلن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في خطابه عن إنتاج أول شحنة يورانيوم مخصب بنسبة 20%، موضحا قدرة بلاده على إنتاج يورانيوم مخضب بنسبة تصل إلى 80%، وأنه أبلغ الوكالة الذرية حاجته لليورانيوم المخصب بنسبة 20% قبل إنتاجها.

وقال نجاد في خطابه بمناسبة الذكرى الحادية والثلاثين للثورة إن بلاده لاتثق في الغرب، ومؤكدا أنه ليس من خيار أمام الغرب سوى التعامل مع إيران معتبرا أن إيران من القوى العظمى في العالم.

وأكد نجاد أن إيران عقبة أمام الدول الكبرى للسيطرة على المنطقة، مشددا على أن القوى الكبرى تريد السيطرة على الشرق الأوسط، وأن إيران تملك قدرات كبيرة للتأثير في شؤون العالم، وأن الثورة الإسلامية امتدت إلى خارج إيران.

احتشاد كثيف للشرطة

وأكد إصلاحيون لـ"العربية" أن وزارة الاستخبارات أرسلت رسائل نصية للمواطنين في طهران بشكل خاص، تقول فيها إن ذكرى الثورة هو يوم القضاء على مثيري الفتنة.

وأضاف شهود عيان أن قوات الأمن تنتشر بكثافة في شوارع محددة ومنها شارع "كاركر " شمال ساحة انقلاب، وبالقرب من السكن الجامعي الذي شهد اضطرابات في مناسبات سابقة.

وقال شهود عيان لـ"لعربية" إن المدن الإيرانية قضت ليلتها على وقع انتشار أمني كثيف جدا، خصوصا في طهران وقم وأصفهان والمدن الكبيرة.

وقال الشهود إن طهران وقم وباقي المدن تحولت إلى مدن عسكرية، حيث انتشرت الشرطة والقوات الخاصة والباسيج في كافة الطرقات والتقاطعات واحتلت الساحات قبيل مظاهرات ذكرى الثورة.

وقالت مصادر لـ"العربية.نت" إن المسيرات السبعة الرسمية التي تنظمها السلطات الرسمية إنطلقت فعلا من سبعة نقاط في العاصمة طهران ترافقها أعداد كبيرة من قوات الأمن لم تشهدها العاصمة الإيرانية من قبل، حيث تستقر قوات مكافحة الشغب في كافة المفترقات التي تؤدي إلى الشوارع التي تجتازها المسيرات الحكومية خاصة في شارعي "انقلاب" و "وليعصر" وأضاف المصدر ومن المبكر تحديد المعارض من الموالي في هذه المظاهرات بعد، إلا أن رموز المعارضة دعت المواطنين الإيرانيين للمشاركة في هذه المراسم بقوة.

اعتقال حرس كروبي الأربعاء

من جهته أكد محمد تقي کروبي نجل الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي أن السلطات استدعت الليلة الماضية عددا من حراس والده الشخصيين واعتقلتهم، موضحا أنهم كانوا ينوون مرافقة كروبي في مظاهرات اليوم، حيث أعلن كروبي أنه سينضم للمظاهرات من ساحة صادقة غرب طهران، ويتوجه صوب ساحة "آزادي" أي الحرية،

يذكر أن كروبي كان رئيسا للبرلمان الإيراني، ولديه حراس شخصيون ساهموا في حمايته خلال المظاهرات السابقة، برغم أنه تعرض عدة مرات للاعتداء ولمحاولات اغتيال.

من جانب آخر قضت محكمة الاستئناف بتخفيض حكم الإعدام الذي صدر ضدهما كلا من ناصر عبدالحسیني ورضا خادمي الى السجن، والذين اعتقلا بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات في يونيو الماضي.

وعلمت "العربية" أن محكمة الاستئناف الإيرانية خفضت أحكاما بالاعدام كانت صدرت ضد شابين إيرانيين بتهمة المشاركة في احتجاجات مابعد الانتخابات، إلى 12 عاما.

مشاركة زعماء الإصلاحيين

ويشارك الزعماء الإصلاحيون الإيرانيون مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي في مظاهرات ذكرى الثورة الحادية والثلاثين تذكيرا، أن الثورة الإسلامية الإيرانية تنحرف عن مسيرتها التي كانت تدعو إليها "لاستقلال والحرية والجمهورية الاسلامية".

ودعا الإصلاحيون أتباعهم للنزول بقوة إلى الشارع، محذرين من إطلاق شعارات تبرر للقمع بالاستمرار في ذكرى الثورة، رغم المنع الذي وضعه المحافظون على الإصلاحيين وأنصارهم من التظاهر.

كما دعوا إلى الإفراج عن المعتقلين المحكومين، مستشهدين بحرص الإمام الخميني على الإفراج عن المعتقلين في عيد الثورة، في حين تشن السلطات حملة اعتقالات واسعة لمنع الحشود البشرية من المشاركة لإحياء الذكرى.

رفسنجاني يندد بتيار مشبوه

وندد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني بما سماها محاولة تيار مشبوه الزج بالبلاد في صراعات مستمرة، وأشار بشكل خاص إلى أزمة الانتخابات، مؤكدا أن حلها في مثل هذه الظروف، بيد الولي الفقيه المرشد علي خامنئي.

وأكدت مصادر أن خامنئي تلقى الكثير من الدعوات من شخصيات دينية نافذة للتدخل المباشر لحل الأزمة في عيد الثورة، وأرسل مجموعة من الأساتذة الجامعيين رسالة إلى خامنئي حذروا فيها من مغبة الاستمرار في خلق أجواء الرعب في الجامعات، مشيرين فيها إلى أن هذه الطريقة لها عواقب مدمرة.

جامعيون يخاطبون خامنئي

وكان مجموعة من الأساتذة في "جامعة تربيت مدرس" أرسلوا رسالة إلى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي عشية الاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية، حذروه فيها من مغبة الاستمرار في خلق أجواء الرعب في الجامعات، و أشاروا فيها إلى أن هذه الطريقة لها عواقب مدمرة.

وجاءت هذه الرسالة في الوقت الذي يقبع المئات من الطلبة في السجون، وتم استدعاء المئات إلى لجان التأديب، كما تم حرمان الكثير منهم إكمال الدراسة في الجامعات.

ونقل موقع "كلمة" التابع للزعيم الاصلاحي مير حسين موسوي أن هذه الرسالة تحمل 116 توقيعا لأساتذة أبدوا مخاوفهم من الاستمرار في اعتقال الطلبة وطرد الأساتذة من الجامعات.

وجاء في الرسالة: "نشهد اليوم ممارسات لا تليق بالتقاليد المتعارف عليها في الجامعات ولم نتصور يوماً أن نشاهدها تحدث في جامعاتنا".

وتنشر هذه الرسالة في الوقت الذي يقبع العشرات من طلبة الجامعات الإيرانية في السجون، و استدعي المئات إلى لجان التأديب، كما تم حرمان الكثير منهم من إكمال الدراسة في الجامعات.

وتزايدت منذ بداية العام الدراسي الضغوط على الطلبة والأساتذة في الجامعات الإيرانية، وتم في الأسبوعين الماضيين إحالة مجموعة من الأساتذة في الجامعات على التقاعد، وكانت البداية في جامعة العلامة طباطبائي عندما أحيل 12 أستاذا جامعيا هناك على التقاعد.

استعدادات أمنية مبكرة

وقبل إنطلاق الاحتجاجات والتظاهرات المرتقبة من قبل المعارضة الإصلاحية في ذكرى الثورة الإسلاميّة، وصلت استعدادات السلطات لمواجهة المشاركين فيها أعلى درجات الاستعداد الأمني.

فقد انتشرت قوات مكافحة الشغب والباسيج، حول ساحة "آزادي" بوسط العاصمة والتي سيخطب فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد.

كما أعدت وحدات خاصة مجهزة بسيارات رش الماء ووحدات مكافحة الشغب المزودة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع، وتم نشرها في الشوارع المحيطة بالساحة، ونصب كاميرات مراقبة في الشوارع والساحات للتعرف على من تسميهم السلطات مثيري الشغب.

ووزعت وزارة المخابرات إلإيرانية استمارات على الطلاب في المدارس والمعاهد التعليمية والمراكز التربوية تطلب فيها منهم أن يزودوها بأسماء ومعلومات عن زملائهم الناشطين الذين يتهيأون للمساهمة في هذه التظاهرات والاحتجاجات.

واختارت السلطات موقعًا للصحافيين والمراسلين الأجانب في ساحة "آزادي" باتجاه شارع "محمد علي جناح" بشكل لن يتيح لهم الاطلاع على حجم التظاهرات، محاولة للتغطية على حجم الاحتجاجات.