أخبار العراق...أصدقاء ألمانية مخطوفة في العراق يكشفون أنها كانت متوترة جداً منذ اغتيال الهاشمي.....مصطفى الكاظمي لطهران: تسهيلات اقتصادية مقابل سلاح الميليشيات... إيران تحاول التكيُّف مع جيل جديد في السياسة العراقية....أبعاد مختلفة لزيارة الكاظمي إلى طهران والرياض وواشنطن... أسمع الإيرانيين مراراً رفضه تدخلهم في شؤون العراق....الكاظمي للإيرانيين: احترموا خصوصيتنا ولن نسمح باستخدام أرضنا لتهديد أمنكم...

تاريخ الإضافة الخميس 23 تموز 2020 - 5:05 ص    عدد الزيارات 1905    التعليقات 0    القسم عربية

        


وزير خارجية فنلندا في بغداد اليوم...

بغداد: «الشرق الأوسط».... يزور وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو بغداد اليوم (الخميس)، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين العراقيين. وذكر بيان مقتضب لوزارة الخارجية نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع) أمس (الأربعاء)، أن وزير الخارجية فؤاد حسين سيستقبل الخميس في مقر الوزارة نظيره الفنلندي. وكان هافيستو أجرى على هامش اجتماع مصغر للتحالف الدولي في واشنطن منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي مقابلة مع وزير الخارجية العراقي السابق محمد علي الحكيم، تركزت على تعزيز العلاقات والتعاون المشترك. وذكر بيان للخارجية العراقية حينها أن «الحكيم أعرب عن حرص العراق على تعزيز العلاقات مع فنلندا»، داعياً إلى «أهمية العمل على تحقيق تعاون ثنائي على صعيد التبادل التجاريّ، واجتذاب الاستثمارات الفنلنديّة إلى السوق العراقيّة». وتابع البيان أن «الحكيم أكد تكثيف العمل نحو استطلاع آفاق جديدة للتعاون المُشترَك في شتى المجالات»، مشيراً إلى أن «الجانبين تطرقا إلى تطوّرات مُجمَل القضايا ذات الاهتمام المُشترَك؛ وأكّدا في هذا الصدد، أهمّية الدفع بالحُلول السياسية التي من شأنها تحقيق الأمن، والاستقرار في المنطقة».....

أصدقاء ألمانية مخطوفة في العراق يكشفون أنها كانت متوترة جداً منذ اغتيال الهاشمي.... معارفها يتحدثون عن مشاركتها في المظاهرات المناهضة لإيران...

الشرق الاوسط....برلين: راغدة بهنام.... بدأ «فريق طوارئ» في الخارجية الألمانية مهمة العثور على الألمانية المخطوفة في العراق، هيلا ميفيس، بالتنسيق مع السلطات العراقية في بغداد. ويسعى فريق الطوارئ الذي أعلن عنه وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس من أثينا، لتحديد الأطراف التي خطفت الفنانة الألمانية التي تعيش في العراق منذ 5 سنوات. ولم تُعرف بعدُ الأسباب التي دفعت لخطف ميفيس بعد مغادرتها مقر عملها في بغداد ليل الاثنين الماضي، وما زالت الجهات التي اختطفتها مجهولة كذلك رغم ظهور شريط فيديو يُظهِر اقتيادها من قبل مسلحين. ونقلت وسائل إعلام ألمانية أن خَطْفها حصل على مرأى من رجال أمن عراقيين كانوا في المكان ولم يتدخلوا. وتسعى الخارجية لتحديد ما إذا كان خطفها حصل لأسباب سياسية أم لأسباب أخرى مثل طلب فدية. ورغم أن ميفيس المولودة في برلين، تعمل في تنظيم معارض فنية لفنانين عراقيين من خلال معهد «بيت تركيب»، كما تُعلِّم اللغة الألمانية في معهد غوتيه، ولا تتعاطى بالسياسة، نقلت الصحف الألمانية عن معارفها أنها كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع عدد من السياسيين العراقيين، وأنها تعرفهم بشكل شخصي. ونقلت قناة «إي آر دي» الألمانية عن معارف ميفيس بأن الفنانة الألمانية بدأت تنشط سياسياً منذ نهاية العام الماضي، وشاركت في المظاهرات التي انطلقت في البلاد ضد الفساد وضد النفوذ الإيراني. كذلك نقلت القناة عن صديقتها الناشطة سيركا سمسم من منظمة «برج بابل» غير الحكومية، بأن مفيس تأثرت كثيراً باغتيال المحلل الأمني العراقي هشام الهاشمي في بغداد قبل أسبوعين، وبأنها كانت «قلقة» منذ ذلك الحين. وتُتهم ميليشات «حزب الله» العراقية المرتبطة بإيران، بقتل الهاشمي الذي توفي بعد إطلاق الرصاص عليه بعد أن ركب سيارته أمام منزله. واختطف في الماضي ألمان في العراق، وأُطلق سراحهم لاحقاً من دون أن يعرف أحد الظروف المحيطة بذلك. وتتكتم برلين عادة على أي تفاصيل مرتبطة باختطاف مواطنيها. وفي عام 2005، اختطفت عالمة الآثار الألمانية سوزان أوستوف وهي في طريقها إلى أربيل من بغداد، وأُطلِق سراحها بعد شهر واحد. وكانت هناك شكوك بأن اختطافها ربما كان سياسياً، خاصة أن تقارير صحافية ألمانية ربطت بين إطلاق سراحها بعد شهر على اختطافها، بإطلاق ألمانيا المفاجأ لسراح اللبناني الإرهابي المنتمي لـ«حزب الله» محمد علي حمادي، الذي كان ينفذ حكماً بالسجن المؤبد لقتله جندياً في البحرية الأميركية، هو روبرت ستذيم أثناء اختطاف طائرة «تي دبلو إي الرحلة 847» من مطار بيروت الدولي عام 1985. ولم يقضِ الحمادي من فترة عقوبته بالسجن المؤبد إلا 18 عاماً، عاد بعدها إلى لبنان. وفي عام 2010 تناقلت تقارير إخبارية معلومات عن المخابرات الباكستانية أنه قُتل بغارة أميركية لطائرة من دون طيار في باكستان. وتحدثت تقارير أخرى عن أن اختطافها حصل بدافع الربح المادي، وأشارت صحف ألمانية إلى دفع برلين فدية لخاطفيها لاستعادتها. وبعد فترة قصيرة من إطلاق سراح عالمة الآثار، اختطف في العراق في يناير (كانون الثاني) 2006 كذلك مهندسان ألمانيان، هما رينيه براونليش وتوماس نيتشه بعد أيام من وصولهما إلى بغداد للعمل في إحدى مصافي النفط العراقية. وبعد 99 يوماً، أُطلِق سراحهما من دون كثير من التفسير. ونقلت صحف بأن الحكومة الألمانية دفعت فدية بالملايين لإطلاق سراحهما. وتبنى اختطافهما حينها جماعة متطرفة ظهر أفراد فيها يتحدثون عبر الفيديو ويطالبون بإغلاق السفارة الألمانية في بغداد ووقف كل الشركات الألمانية عملها في العراق.

«الصحة» العراقية تخشى تكرار «كارثة» التجمعات في الأضحى... عدد الإصابات ناهز الـ100 ألف شفي 65 % منهم...

الشرق الاوسط....بغداد: فاضل النشمي.... يتواصل منذ أسابيع الارتفاع بمعدلات الإصابات اليومية بفيروس كورونا بين صفوف المواطنين العراقيين. وعلى رغم مقابلة ذلك في ارتفاع أعداد المتعافين من الفيروس، فلا تزال المخاوف من نكسة صحية تتعرض لها البلاد قائمة، خصوصاً في ظل عدم الالتزام الصارم من قبل المواطنين بالشروط والتوجيهات الصحية المتعلقة بالوقاية من المرض. وتتضاعف تلك المخاوف في ظل الحديث عن احتمال قيام السلطات العراقية برفع الحظر الجزئي والقيود المفروضة على حركة السكان خلال عطلة عيد الاضحى التي تصادف نهاية يوليو (تموز) الحالي. كانت السلطات العراقية قررت، الأسبوع الماضي، التخفيف عن بعض القيود المفروضة على المواطنين في السفر والتنقل وتحدثت عن عزمها على رفع الحظر بشكل كامل بعد عطلة العيد، لكنها عادت وتركت الباب مفتوحا أمام الإبقاء على الحظر الجزئي بعد تعرضها لحملة انتقادات وتحذيرات من رفعه بالكامل. وطالبت وزارة الصحة، أمس الأربعاء، بفرض حظر التجوال الشامل طوال أيام عيد الأضحى. وقال مدير عام الصحة العامة في الوزارة رياض عبد الأمير، في تصريحات صحافية، إن «وزارة الصحة طالبت بفرض حظر التجوال الشامل طوال أيام عيد الأضحى المبارك وتم إقراره من قبل لجنة الصحة والسلامة الوطنية بسبب الكارثة الكبيرة التي حدثت بعد مرور أسبوع من عيد الفطر السابق والتي أسهمت بارتفاع عدد الإصابات»، في إشارة إلى تصاعد أعداد الإصابات عقب عطلة عيد الفطر الماضي نتيجة عدم التزام المواطنين بإجراءات الحظر. وذكر عبد الأمير أن «الإصابات تواصل الارتفاع منذ أسابيع لكن تقابلها زيادة كبيرة بعدد المتعافين وحالات الشفاء في بغداد والمحافظات وهذا ما يشعر مسؤولي الوزارة بالاطمئنان، ومن الممكن انخفاض عدد الإصابات إذا استمر التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية»، مشدداً على «وجوب تركيز كل مواطن على حماية نفسه وأسرته لأن الفيروس خطير ولا يمكن الاستهانة به». وناهزت أعداد الإصابات في عموم البلاد سقف الـ100 ألف حالة مع نسب شفاء وصلت إلى 65 في المائة ووفاة أكثر من 4 آلاف حالة، بحسب إحصاءات وزارة الصحة حتى مساء أول من أمس الثلاثاء. بدروها، أعلنت هيئة الحشد الشعبي التي أخذت على عاتقها دفن جثامين المتوفين بفيروس كورونا، أمس الأربعاء، عن دفن جثامين 77 متوفيا بفيروس كورونا من عشر محافظات في مقبرة «وادي السلام» الجديدة في محافظة النجف خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت الهيئة في بيان إن «الفريق (المتخصص بالدفن) قام باستقبال وتجهيز ودفن جثامين 77 متوفيا جديدا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، توزعوا بين العاصمة بغداد وعدد من المحافظات الأخرى». وأضافت أن «العدد الكلي للمدفونين في المقبرة حتى تاريخ اليوم الأربعاء وصل إلى 3549 متوفيا من جميع المحافظات، بينهم أربعة من الديانة المسيحية ومتوفى واحد سعودي الجنسية من مدينة الأحساء». من جهتها، أعلنت وزارة الصناعة والمعادن، أمس، أن معاملها مستمرة في تجهيز الأكسجين إلى المستشفيات بانسيابية ودون تأخير. وكانت المستشفيات الحكومة شهدت في غضون الأسبوعين الأخيرين أزمة حادة في تجهيز الأكسجين الطبي الذي تشتد حاجتها إليه في معالجة المصابين بكورونا. وقال المتحدث باسم الوزارة مرتضى الصافي إن «الصناعة لديها عدة معامل لتجهيز الأكسجين موزعة في بغداد والمحافظات، وإن هذه المعامل جهزت حاجة المستشفيات من الأكسجين». وأضاف أن «الوزارة باشرت بتطوير معامل أخرى وإدخالها إلى الخدمة كمعمل ديالى وآخر في كركوك ومعمل الإسناد الهندسي في أبو غريب الذي يغطي ما تحتاج إليه المستشفيات القريبة منه». وأوضح أن «إحدى الشركات في البصرة تنتج نحو 1000 أسطوانة يومياً حيث تغطي مستشفيات البصرة وذي قار، والمعامل تعمل بكل طاقتها ولا يوجد أي تلكؤ في تجهيز الأكسجين». وفي تطور إيجابي يعكس السيطرة على تفشي وباء كورونا في محافظة نينوى، أعلنت دائرة صحة قضاء تلعفر المحافظة، أمس الأربعاء، عن غلق مراكز الحجر الصحي في القضاء بعد شفاء جميع المصابين بفيروس كورونا. وقالت دائرة الصحة في بيان إن «قطاع صحة تلعفر يعلن إغلاق مركزي الحجر الصحي في القضاء، بعد التأكد من سلامة جميع المحجورين من الوافدين من خارج المدينة».....

الكاظمي للإيرانيين: احترموا خصوصيتنا ولن نسمح باستخدام أرضنا لتهديد أمنكم... خامنئي تحفظ على بقاء القوات الأميركية في العراق

طهران: «الشرق الأوسط»... اختتم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارته الأولى إلى طهران بمباحثات مع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، وذلك بعد أن التقى الرئيس حسن روحاني، والمرشد الأعلى علي خامنئي. ووفق الإعلام الإيراني، فإن خامنئي قال إن بلاده «لا تنوي التدخل في العلاقات بين العراق والولايات المتحدة»، لكنه في الوقت نفسه أبدى «تحفظاً صريحاً على بقاء القوات الأميركية» في العراق. وذكر موقع البرلمان الإيراني أن الكاظمي جدد خلال محادثاته مع قاليباف «التأكيد على المشتركات، وضرورة احترام الخصوصية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بين البلدين»، مجدداً التزامه «عدم السماح باستخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن الشعب الإيراني». وقال الكاظمي إن مباحثات البلدين شددت خلال الأيام الماضية على «القضايا الاستراتيجية المهمة والتعاون بين البلدين». وأضاف: «لن ننسى أن إيران جارة مهمة للعراق، وتستمر العلاقات بينهما بالشكل المطلوب، لذا سنواصل العمل على توسيع العلاقات في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية». أما قاليباف فقال إن «علاقات البلدين دخلت مرحلة مهمة من تاريخها مع سقوط النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين»، مستنداً إلى «الصلات المذهبية التي تربط البلدين وتبادل الرحلات الدينية، بوصفها ضمانات لاستمرار العلاقات التاريخية والحضارية والإنسانية والمعنوية بين البلدين»، طبقاً لموقع البرلمان. وأشار قاليباف إلى «تطلع البلدين لتعزير العلاقات في مختلف المجالات رغم مشكلات جائحة (كورونا)». وذكر الموقع أن «قاليباف تطرق إلى مقتل زميله السابق في (الحرس الثوري) قائد (فيلق القدس) قاسم سليماني، وقائد (الحشد الشعبي) العراقي أبو مهدي المهندس، بضربة أميركية مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي. ووصف الحادث بوصمة عار على جبين المسؤولين الأميركيين. وقال: تجب متابعة ملف اغتيال الجنرال سليماني بقوة». وكرر قاليباف ما ورد على لسان المرشد علي خامنئي لدى استقباله الكاظمي، أول من أمس (الثلاثاء)، حول «حضور القوات الأميركية في العراق ومقتل سليماني». وتابع قاليباف: «نعتقد أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار ما لم ينته حضور القوات الأجنبية»، معرباً عن اعتقاده أن «العراق القوي والمتقدم نموذج مهم للعلاقات بين البلدين والعلاقات الإقليمية». وأشار إلى «قضايا مشتركة بين دول المنطقة»، قائلاً: «نظراً للاشتراكات والتعاليم الدينية والأخلاقية، خصوصاً في أوضاع أزمة (كورنا)، فيجب حل الخلافات الإقليمية».

شمخاني

أما شمخاني فقال لدى استقباله الكاظمي إن «المخرج الحقيقي للمنطقة من أزمة عدم الاستقرار والإرهاب، يكمن في تعاون جميع دول المنطقة من دون حضور وتدخل القوات الأجنبية». وقال: «نتوقع من الحكومة العراقية أن تتصدى بحزم للخطوات المهددة للأمن والتي تستهدف مصالح البلدين»، وفق ما نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». ودعا شمخاني إلى «توحيد الجهود والخطوات المشتركة للبلدين، وعناصر الردع لمنع تكرار خطوات شريرة كهذه».

الصحف الإيرانية

وفرضت زيارة الكاظمي نفسها على الصفحات الأولى للصحف الصادرة في طهران أمس. واختارت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب خامنئي وصحيفة «جوان»، أن تبرزا ما قاله خامنئي عن حضور الولايات المتحدة في العراق، ومقارنة النظرتين الإيرانية والأميركية إلى العلاقات مع بغداد، وأبرزتا تهديد خامنئي بتوجيه ضربة مماثلة لمقتل سليماني إلى القوات الأميركية. واختارت صحيفة «جوان» أن تبرز أيضاً ما قاله خامنئي عن الموقف الأميركي من الشخص الذي يتولى مسؤولية رئاسة الوزراء في العراق. وفي عنوان فرعي آخر، سلطت الصحيفة الضوء على اتفاق مبدئي بين بغداد وطهران لرفع سقف التبادل التجاري إلى 20 مليار دولار. أما في صحيفة «إيران»، الناطقة باسم الحكومة، فتقاسمت صورتان من استقبال خامنئي وروحاني للكاظمي صفحتها الأولى، وأشارت إلى تأكيد خامنئي على الرد على مقتل سليماني، بينما اختارت من تصريحات روحاني ما قاله عن حجم التبادل التجاري المطلوب من الجانب الإيراني. بدورها؛ تساءلت صحيفة «آسيا» الإصلاحية، عن مليارات الدولارات المقرر وصولها من بغداد. وأشارت إلى تصريحات أدلى بها المدير التنفيذي الدولي للبنك المركزي الإيراني حميد قنبري، أول من أمس، عن تفاهم عراقي - إيراني يقترب من مراحله النهائية بشأن العملات الأجنبية. وأعلن قنبري عن اتفاق وشيك للتعاون البنكي بين العراق وإيران التي تواجه عقوبات دولية تحرمها من التعاملات البنكية، إضافة إلى عقوبات أميركية تحرمها من التعامل بالدولار. وقال قنبري إن بلاده أجرت مفاوضات «مثمرة وبناءة مع الجانب العراقي وستصبح نتائجها نهائية في زيارة الكاظمي». وقال: «يتوقع إذا ما تحقق هذا الأمر، أن يتدفق حجم لافت يقدر بالمليارات من ذخائر العملة الأجنبية للأسواق، مما يوفر جزءاً كبيراً من الطلب على العملة». وقالت صحيفة «خراسان» من جانبها: «رغم المفاوضات التي جرت خلف الأبواب المغلقة، فإن التقارير تشير إلى أن بغداد وطهران توصلتا إلى طرق لنقل العملة إلى إيران وأصبح الأمر نهائياً في هذه الزيارة». وقالت صحيفة «جهان صنعت» في افتتاحية أمس، إن زيارة الكاظمي الأولى إلى طهران «جاءت في حين عدّ بعض التفاسير والتكهنات أن زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بغداد وبرنامج سفر الكاظمي إلى الرياض وبعد ذلك إلى الولايات المتحدة، بمثابة فصل جديد من العلاقات الإقليمية وتغير اللاعبين وحتى تغير العلاقات بين بغداد وطهران، لكن المؤشرات تفيد بأنه ليس من المقرر أن نلاحظ أي تغيير في العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين نظراً للمواقف المعلنة من الكاظمي».....

اهتمام عراقي بـ«علاقة متوازنة»... وتركيز إيراني على زيادة التبادل التجاري

الكاظمي يشدد في طهران على «عدم التدخل»... وخامنئي يكرر الدعوة إلى {طرد الأميركيين}

طهران - بغداد: «الشرق الأوسط»..... بدأ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس مباحثاته في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين يتقدمهم المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني الذي عامل ضيفه العراقي من حيث بروتوكول الاستقبال بمستوى رئيس دولة، حين حرص أن تجرى مراسم استقبال رسمية للكاظمي وهو ما يحصل للمرة الأولى برغم أن كل رؤساء الوزراء العراقيين السابقين بعد عام 2003 ما عدا إياد علاوي، كان يجري استقبالهم رسميا من قبل نائب الرئيس الإيراني برغم علاقات بعضهم المتميزة مع إيران مثل إبراهيم الجعفري ونوري المالكي. وكان مقررا أن تكون الرياض أول من أمس المحطة الأولى في جولة الكاظمي الخارجية لكن دخول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المستشفى لإجراء فحوصات، أملى إرجاء الزيارة باتفاق مع بغداد إلى ما بعد خروج الملك سلمان من المستشفى لإعطائها المكانة التي تستحقها. ويصطحب الكاظمي معه إلى طهران وفدا وزاريا كبيرا معظم أعضائه ممن كانوا في المملكة العربية السعودية، حيث تم توقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات. ميزة أخرى خصت طهران الكاظمي بها إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في بغداد الأحد الماضي أن خامنئي وبسبب جائحة «كورونا» لم يستقبل منذ 5 أشهر أي مسؤول إيراني ما عدا الرئيس حسن روحاني لكنه سوف يستقبل الكاظمي، وسيكون مع الكاظمي وزير عراقي واحد هو نائب رئيس الوزراء وزير المالية علي عبد الأمير علاوي. وقال «المرشد» علي خامنئي لدى استقباله الكاظمي، أمس، إن «إيران لن تتدخل في علاقات العراق وأميركا»، مضيفاً: «نتوقع من الأصدقاء العراقيين معرفة أميركا وأن يعلموا أن حضورهم في أي بلد هو مصدر الفساد والخراب والدمار». ومع ذلك، عدّ خامنئي النظرة الأميركية للعراق «النقطة المقابلة» للنظرة الإيرانية، مضيفا أنها «عدو بكل ما للكلمة من معنى، لا تريد عراقا مستقلا وقويا بحكومة منتخبة بأصوات الأكثرية». وأضاف خامنئي «لا يهم أميركا من يكون رئيس الوزراء العراقي إنها تريد حكومة مثل حكومة بول بريمر في بداية سقوط صدام». وكرر خامنئي دعوات سابقة لطرد القوات الأميركية من العراق عندما قال «نتوقع متابعة قرار الحكومة والأمة والبرلمان العراقي لطرد الأميركيين». وأضاف «لن ننسى اغتيال الجنرال (قاسم) سليماني وسنوجه ضربة مماثلة للأميركيين»، حسب موقع خامنئي الرسمي. وذكر خامنئي أن مقتل سليماني والمسؤول في {الحشد} العراقي أبو مهدي المهندس كان «نتيجة الحضور الأميركي» وقال مخاطبا الكاظمي: «إنهم قتلوا ضيفكم في بيتكم واعترفوا صراحة (...) هذا ليس موضوعا صغيرا». وأضاف «يجب متابعة طرد الأميركيين لأن وجودهم يزعزع الأمن». ودفع خامنئي باتجاه نفي سعي طهران للتدخل في الشؤون العراقية وقال: «لم ولن نريد التدخل في شؤون العراق». وقال «من المؤكد أن تعارض إيران أي شيء يضعف الحكومة العراقية». وبدا واضحا أن جدول الأولويات بين الطرفين يختلف بشأن أهداف زيارة الكاظمي بين رغبة إيرانية في رفع مستوى التبادل التجاري ورغبة العراق في خلق موازنة في علاقاته الخارجية طبقا لمصلحته الوطنية. ففي مؤتمر صحافي مشترك عقده مع روحاني، قال الكاظمي إن الشعب العراقي «محب وتواق للعلاقات مع إيران وفق مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية». بدوره، أشاد روحاني بحركة التجارة بين البلدين، خلال هذه الفترة، لافتا إلى أن مباحثاته مع الكاظمي شملت هذا الجانب، مجددا دعوات سابقة لبلاده لرفع مستوى التبادل التجاري مع العراق إلى 20 مليار دولار سنويا. وأشار روحاني إلى إبرام اتفاقيات بين طهران وبغداد خلال فترة رئيس الوزراء العراقي السابق، عادل عبد المهدي لتجريف شط العرب وإقامة سكة حديد بين حدود الشلامجة والبصرة. وأضاف روحاني «ناقشنا في مباحثات اليوم القضايا المتعلقة باستقرار المنطقة والدور الذي يمكن للعراق أن يلعبه باعتباره بلدا عربيا قويا في المنطقة». وبالعودة إلى الاهتمام الإيراني بالشق الاقتصادي للزيارة، قال رئيس غرفة التجارة المشتركة بين إيران والعراق الإيرانية، يحيى آل إسحاق، إن المباحثات سوف تشمل ديون إيران على العراق المتعلقة بالطاقة والكهرباء. ومن بين ما أعلنه المسؤول الإيراني طبقا لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية أن المباحثات سوف «تهيئ الأرضية والتخطيط لرفع التبادل التجاري لبلوغه 20 مليار دولار». وفي السياق نفسه، نقلت مواقع إيرانية عن السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، أن بلاده تريد رفع حجم التبادل التجاري مع العراق إلى 20 مليار دولار خلال خمس سنوات. يذكر أن حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران يبلغ حاليا بين 8 إلى 10 مليارات دولار لتحتل إيران المرتبة الثانية بعد تركيا التي يتراوح حجم التبادل التجاري بينها وبين العراق بين 10 إلى 12 مليار دولار. مسؤول إيراني آخر، وهو مدير الشؤون الدولية في البنك المركزي الإيراني، أعلن من جانبه وعلى هامش زيارة الكاظمي عن قرب التوصل إلى اتفاق بخصوص العملة الأجنبية بين إيران والعراق. وقال حميد قنبري الذي رافق وزير الخارجية محمد جواد ظريف في زيارته إلى بغداد بهدف إجراء مفاوضات مصرفية مع الجانب العراقي إن المفاوضات كانت مفيدة وبناءة بين الجانبين، وستبلغ المرحلة النهائية في زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى طهران التي تأمل تدفق نقد أجنبي ملحوظ على السوق ليصل إلى عدة مليارات من الدولارات من شأنه تغطية جزء كبير من طلب العملة وغيرها. وفيما يبدو جدول الأولويات الإيرانية اقتصاديا بسبب ما تعانيه من تدهور خطير لعملتها الوطنية (التومان) فإن جدول الأولويات العراقية يذهب بعيدا في الجانب السياسي لجهة أن يلعب العراق دورا متوازنا في المنطقة وألا يبقى ساحة لتصفية الحسابات بين واشنطن وطهران. الخبراء العراقيون المتابعون للشأن السياسي لديهم رؤيتهم في هذه الزيارة والجولة الإقليمية والدولية للكاظمي، وما يمكن أن تترتب عليها من تداعيات سياسية في المستقبل. وفي هذا السياق يقول الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة لها عدة أبعاد منها أن الكاظمي يريد أن يثبت أن العراق يريد أن يكون منصة للتوازن في علاقاته الخارجية على أساس السيادة والمصالح المشتركة، كما أن لها بعدا آخر وهو أن الكاظمي ينطلق باتجاه تدعيم فكرة أنه رجل التوازنات الصعبة بالإضافة إلى وجود أبعاد سياسية مختلفة لجهة استمرار التعاون بين بغداد وطهران». وأضاف الشمري أن «هذه الزيارة لها أبعاد داخلية، حيث يحاول الكاظمي أن يثبت مبدأ أنه ليس بالضد من إيران، لا سيما أن هناك جهات سياسية، وخصوصا الفصائل المسلحة، تحاول أن تدفع بفكرة أن الكاظمي يمكن أن يكون بالضد من إيران». وحول ما إذا كان سيلعب الكاظمي دور الوساطة يقول الشمري إن «الكاظمي لا يريد أن يكون راكبا مجانيا ولن يكتفي مثلما فعل سلفه عادل عبد المهدي حين حول العراق إلى دولة جسرية لنقل الرسائل لكنه فشل حينذاك، غير أن الكاظمي الآن يحظى بمقبولية من العواصم المعنية، وبالتالي فإن الكاظمي سوف ينتقل من دائرة نقل الرسائل إلى دائرة تقريب وجهات النظر»....

أبعاد مختلفة لزيارة الكاظمي إلى طهران والرياض وواشنطن... أسمع الإيرانيين مراراً رفضه تدخلهم في شؤون العراق

بغداد: «الشرق الأوسط».... رغم تغيير جدول الأولويات في منهاج رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في جولته الإقليمية والدولية، بدت الثوابت عنده واحدة على صعيد تحديد مواقف العراق من شؤون المنطقة وإمكانية احتواء أزماتها. الكاظمي الذي أنهى أمس (الأربعاء) زيارة إلى إيران، يتهيّأ لجولة تقوده إلى المملكة العربية السعودية التي كانت المحطة الأولى قبل التأجيل باتفاق عراقي ـ سعودي، ومن ثم نهاية الشهر يوليو (تموز) الجاري إلى الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال الحوار الاستراتيجي بين البلدين. ورغم أن النبرة التي تحدث بها القادة الإيرانيون، وبخاصة المرشد الأعلى علي خامنئي، بشأن الولايات المتحدة بما في ذلك التهديد الواضح برد إيراني لا يزال مؤجلاً على مقتل قاسم سليماني بالقرب من مطار بغداد مطلع العام الحالي، يسعى الكاظمي إلى تبريد ملفات المنطقة الساخنة ومنها ملف العلاقة مع واشنطن والرياض، وسعي بغداد إلى عدم جعل الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات. بالنسبة إلى الكاظمي فإنه فيما بدت لهجة الإيرانيين مرتفعة حيال واشنطن، فإنها بدت وللمرة الأولى مختلفة باتجاه المملكة العربية السعودية في تصريحات مسؤولين إيرانيين من بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وأعلن المكتب الإعلامي للكاظمي أن الزيارة شهدت عقد مباحثات بين رئيس مجلس الوزراء والرئيس الإيراني حسن روحاني «أكد فيها الجانبان رغبتهما في تعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين، وفي مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون الصحي في مواجهة جائحة (كورونا)، فضلاً عن التعاون المستمر من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها». البيان أضاف أن «الوفدين العراقي برئاسة رئيس مجلس الوزراء، والإيراني برئاسة النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسحاق جهانغيري، عقدا اجتماعاً موسعاً تناول تفعيل اتفاقيات التعاون بين البلدين، وسبل تذليل العقبات، وتجاوز الإشكاليات التي قد تعترض سير التعاون المشترك». وفيما يركز العراق في مباحثاته مع المسؤولين الإيرانيين على البعد السياسي للعلاقة سواء على المستوى الثنائي أو المستويين الإقليمي والدولي، فإن إيران ركزت على الأبعاد الاقتصادية والتجارية، لا سيما سعيها إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين، فضلاً عن فتح المنافذ الحدودية التي أغلقها العراق بسبب جائحة «كورونا». لكن نائب رئيس الوزراء العراقي ووزير المالية علي عبد الأمير علاوي الذي يرافق الكاظمي في زيارته إلى إيران، أعلن أن العراق قرر إعادة فتح المنافذ الجنوبية (الشلامجة والشيب) قريباً. وأعرب وزير المالية عن رغبة العراق بالتعاون المشترك والإفادة من تجارب الجمارك الإيرانية في مجال أتمتة الإجراءات، مقترحاً إيفاد خبراء وموظفي الجمارك العراقية لهذا الخصوص. وأكد الجانبان ضرورة إنشاء بوابات تجارية مشتركة. وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد من جهته، أنه «تم التوصل إلى اتفاقات جيدة جداً بين إيران والعراق» خلال زيارة الكاظمي، قائلا إن «إيران كانت دائماً على استعداد لإقامة علاقات مع السعودية ولا توجد لديها أي مشكلة». وفي هذا السياق، أكدّت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أن «الزيارة ناجحة، لكن ليس بحكم نتائجها حيث ما زال الوقت مبكراً، خصوصا أن جولات الكاظمي الإقليمية والدولية لم تستكمل بعد». وقال الدكتور ظافر العاني، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، لـ«الشرق الأوسط»: «إنها من المرات القليلة التي نستطيع أن نقول فيها إن الرئاسات العراقية الثلاث تتفق على منهج موحد، وهو رفض التدخل بالشؤون الداخلية، وهو ما سمعه الإيرانيون مرارا من الكاظمي». وأضاف العاني أن «للزيارات الثلاث (إيران، المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة الأميركية) أبعادا مختلفة، فزيارة إيران سياسية لإيضاح مدى امتعاض الدولة من تدخلها ومقايضة ابتعادها عن العراق بالمزايا الاقتصادية من خلال رفع حجم التبادل التجاري. أما زيارة السعودية فستأخذ بعدا اقتصاديا بتفعيل اتفاقيات مهمة في ميادين البترول والكهرباء وافتتاح المنافذ التجارية ومساهمة القطاع الخاص بالاستثمار وهي لا شك تنطوي على رسالة مهمة وهي أن العراق يضع العرب، ولا سيما الدول الخليجية على رأس اهتماماته الخارجية». وبشأن الزيارة التي ينوي الكاظمي القيام بها إلى واشنطن نهاية هذا الشهر للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يرى العاني «أنها سيغلب عليها الطابع الأمني ومناقشة استمرار الدعم العسكري في مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ووضع آفاق واضحة لمهمات الوجود العسكري الأميركي والتسليح»، مبيناً أن «العراق يأمل أن تعمل هذه الزيارات مجتمعة على تأكيد استقلالية العراق وسيادته وازدهار شعبه».....

مصطفى الكاظمي لطهران: تسهيلات اقتصادية مقابل سلاح الميليشيات... إيران تحاول التكيُّف مع جيل جديد في السياسة العراقية

الجريدة....كتب الخبر محمد البصري .... يبدو أن زيارة رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي كانت إيجابية لناحية رسم خطوط واضحة بين الأولويات العراقية وما "تتوقعه" طهران منها. وبحسب مصادر طرح الكاظمي معادلة معقولة على الإيرانيين مفادها أن مواصلة العراق لعب دور المنقذ الاقتصادي في ظل العقوبات يجب أن تقابله مساعدة طهران على ضبط الميليشيات. ذكرت مصادر شيعية رفيعة في بغداد، لـ"الجريدة"، أن الحصيلة النهائية لزيارة رئيس حكومة العراق لطهران، والحراك الدبلوماسي فوق العادة الذي سبقها، يتمثل في توافق الطرفين على دخول عهد مختلف وقواعد مغايرة نتيجة تحولات عميقة شهدها العراق والمنطقة، وطي صفحة التدخلات السلبية التي ارتهنت بها ملفات الجانبين طوال 17 عاما تلت سقوط صدام حسين. ورغم هذه التقديرات التي تتحدث عنها أرفع القيادات الشيعية في بغداد، غداة عودة الكاظمي من زيارة طويلة نسبيا لطهران، فإن الرأي العام العراقي وكثيرا من الساسة أبدوا استياءهم من شكل الزيارة ولقاء الكاظمي بالمرشد الأعلى علي خامنئي، والتغريدات التي نشرها الأخير على "تويتر"، وامتلأت بلغة تهديد واضحة للتيارات التي تعارض نفوذه في العراق. وتوعد خامنئي، في تغريدات نشرها مباشرة بعد لقائه الكاظمي، التواجد الأميركي في العراق، ما قد يعني تسخينا ميدانيا وسياسيا يخشاه العراقيون، كما التزم خامنئي بمواجهة قوية ثأرا لجنرال حرس الثورة قاسم سليماني الذي قتل في غارة اميركية ببغداد مطلع العام، كما ابدى عراقيون استياءهم من ترديد خامنئي ومسؤولين آخرين، بينهم الامين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، استخدام عبارة "طهران تتوقع من بغداد" في كل تصريحاتهم بعد لقاء الكاظمي. في المقابل، بدت تصريحات الكاظمي حذرة جدا، ولم تخل من برود في الموقف، وهو ما أثار استياء الجمهور العراقي، رغم أن الكاظمي أعلن ولاول مرة بهذا المستوى، وذكر الايرانيين بنقطة مناورة مهمة، وهي أن العراق وقف مع إيران في أزمتها الاقتصادية "كرد لجميل المساعدة في الحرب" ضد تنظيم داعش، مما يعني عراقيا وايرانيا ان تسهيلات بغداد الاقتصادية لطهران التي تساعدها، خصوصا في ظل العقوبات الأميركية القاسية، مشروطة بدعم طهران للدولة العراقية بوجه الفصائل التي تخرق السيادة العراقية بدعم إيراني. من جهتها، تذكر مصادر شيعية رفيعة ان فريق الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، ينجح تدريجيا في اقناع خامنئي بأسلوب بديل في التعامل مع العراق، لأن أسلوب الحرس الثوري الزاخر بالعنف والارتجال والتركيز على العلاقات المذهبية، هو نهج تسبب في دفع العراقيين الى ابداء الكراهية الشديدة لايران طوال السنوات الماضية. وتذكر المصادر القيادية هذه أن وزير خارجية إيران، وعلى سبيل المثال، لم يلتق رئيس الحكومة العراقية الأسبق نوري المالكي في زيارته لبغداد مطلع الأسبوع، في إشارة إلى أنه يبحث عن رهانات جديدة في بغداد للتكيف مع قواعد جديدة، حسب المصادر. ويوضح هؤلاء أن المرشد يستخدم عبارات قاسية للتغطية على اقتناعه تدريجيا بأنه يجب الاستفادة من دبلوماسية روحاني وظريف في التكيف مع قواعد عراقية جديدة لا يريد العراقيون وفقها أن يغرقوا فيما يسمى "محور المقاومة" المعادي لاميركا، إذ يجب أن يبقى مجتمعا شيعيا قويا في العراق لا يسقط مع طهران وربما مع بيروت ودمشق في أمواج العقوبات والقيود الدولية. ويبدو أن ظريف أبلغ بغداد تفهمه لهذه الرغبة العراقية، دون أن يتمكن من منح ضمانات حاسمة بتقييد الفصائل المسلحة العراقية الموالية لطهران، والتي يخوض مسلحوها مواجهات بمستوى التمرد المسلح ضد حكومة الكاظمي منذ اسابيع. واعتبر المراقبون إشارة الكاظمي المكررة خلال محادثاته في طهران الى التسهيلات الاقتصادية التي تقدمها بلاده للايرانيين، رسالة قوية الى ان هذا يجب أن يقابلة ضبط ايراني للميليشيات، وقبول بخيارات مؤلمة لتقييدها داخل القيادة العسكرية النظامية، ليتسنى للعراق الانفتاح اقتصاديا وسياسيا على محيطه العربي، واكتشاف فرصة أن يلعب دورا في تخفيف الاحتقان الطائفي في المنطقة مع شركاء معتدلين، لأن منطق المواجهة الحاد لم يعد ممكنا تحمله. وكان مصدر إيراني قال لـ"الجريدة" إن الكاظمي أكد للرئيس حسن روحاني خلال لقائهما أنه سيمضي في تفعيل قانون ضم "الحشد الشعبي" الى القوات المسلحة العراقية، شريطة أن تنضم جميع الوية "الحشد"، ولا تبقى اي مجموعة مسلحة خارج اطار القوات المسلحة العراقية، مشددا على أن الفصائل التي لا تريد الالتحاق بالجيش عليها أن تضع سلاحها جانبا، وتكتفي بالعمل السياسي. وأضاف المصدر ان الكاظمي لفت الى انه إذا وافقت التنظيمات الشيعية على هذا الامر فيمكن وقتها إقناع باقي المكونات بسهولة على وضع سلاحهم جانبا. وحسب المصدر، فإن روحاني أكد استعداد طهران للمساعدة، لكنه اعتبر أن الوجود الأميركي في العراق يشكل التهديد الاول لأمن إيران، ويجب على الحكومة العراقية أن تعمل على إخراج الاميركيين، حتى لا تبقى أي حجة لأي من دول الجوار ولا حتى للفصائل للتخوف. وأمس أعلن رئيس ​مجلس الشورى​ (البرلمان)​ الإيراني ​الاصولي محمد باقر قاليباف​، خلال استقبال الكاظمي​، انه "من الواجب متابعة ملف مقتل ​قاسم سليماني​ بكل قوة وحزم، فمقتل سليماني وصمة عار على جبين قادة ​البيت الأبيض​"، متهما الولايات المتـحدة الأمـــيركـــيــة بـ "نقض سيادة ​العراق​". يذكر أن "كتائب حزب الله - العراق" التي تعتبر الاقرب الى طهران كانت اتهمت الكاظمي بالتورط في اغتيال سليماني ومؤسسها المدعو أبومهدي المهندس....



السابق

أخبار سوريا.....أغلبية لـحزب البعث في مجلس الشعب... وتوقيف 6 ضباط....انتخابات برلمان الأسد.. "كذب ومليارات نفط مسروق"....اغتيالات درعا تتواصل... وإعادة انتخابات بحلب...

التالي

أخبار اليمن ودول الخليج العربي.....البرلمان اليمني يندد بتصاعد انتهاكات الميليشيات ضد أعضائه....تهديدات حوثية بقطع الاتصالات للضغط على الحكومة اليمنية...السعودية: استمرار ارتفاع حالات الشفاء من «كورونا» ....أمير الكويت يغادر غداً للولايات المتحدة لاستكمال العلاج...

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,368,309

عدد الزوار: 7,630,053

المتواجدون الآن: 0