أردوغان يحذّر إسرائيل من اختبار صبر تركيا: كفى كذب ولن ندير ظهرنا لغزة

تاريخ الإضافة الأربعاء 2 حزيران 2010 - 6:16 ص    عدد الزيارات 3528    التعليقات 0    القسم دولية

        



 

أنقرة تراجع علاقاتها الاقتصادية مع تل أبيب
أردوغان يحذّر إسرائيل من اختبار صبر تركيا:
كفى كذب ولن ندير ظهرنا لغزة

في خطاب شديد اللهجة امام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، دعا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الى معاقبة إسرائيل على مهاجمتها سفينة مساعدات تركية كانت ضمن "اسطول الحرية" المتوجه الى قطاع غزة المحاصر الاثنين وقتل تسعة من الناشطين على متنها. وحذر من ان "الأمور لن تعود الى سابق عهدها أبدا" في العلاقات بين الدولتين.
وقال في الخطاب الذي بثه التلفزيون التركي مباشرة: "أندد بأشد العبارات بهذه المجزرة الدموية... ينبغي بلا شك معاقبة سلوك إسرائيل... بلا أدنى شك... ليس لأحد أن يحاول اختبار صبر تركيا". واضاف:"حان الوقت لأن يقول المجتمع الدولي. كفى. ينبغي ألا يقتصر تحرك الأمم المتحدة على قرارها الذي يدين إسرائيل ولكن يجب أن تقف وراء قرارها".
واعتبر ان البيان الذي اصدره مجلس الامن غير كاف، وحضّ على اجراء تحقيق محايد في الهجوم على السفن والافراج فوراً عن المدنيين كافة الذين كانوا على متنها. وكرر ان "تصريحات الادانة الجافة غير كافية... يجب ان تكون هناك نتائج".
وذكّر بأن "منظمي أسطول الحرية أعلنوا للعالم كله قبل تحرك الاسطول في اتجاه غزة عن نيتهم نقل المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني ولأبناء غزة المحاصرين وكان على ظهر هذه السفن 600 من المتطوعين والنواب و60 صحافياً يمثلون 32 دولة من اجل نقل المساعدات الإنسانية لغزة، وخضعت هذه السفن للمراقبة في كل المراحل التي مرت بها وليس صحيحاً الادعاء أن المشاركين في القافلة كانوا يحملون أسلحة". ورأى أن "الاعتداء الاسرائيلي على القافلة هو اعتداء على فلسفة الأمم المتحدة وضربة لها في الصميم، لأن السفن كانت تحمل المساعدات وفقاً للقوانين الدولية".
وافاد ان تركيا "اتخذت كل ما يلزم لعلاج الجرحى ونقلهم الى تركيا، ورفضنا العرض الاسرائيلي لعلاجهم في إسرائيل، وهناك ثلاث طائرات تركية مجهزة في طريقها لإحضارهم". وشدد على أن اسرائيل يجب أن ترفع الحصار الذي تفرضه على غزة فوراً.
ولاحظ أن "مهاجمة السفن وقتل الأبرياء والتعامل مع المدنيين كالتعامل مع الارهابيين هو عمل دنيء وغير مقبول... الجميع يدركون أن الحرب والسلم لهما قوانينهما، وحتى في زمن الحرب تحرّم مهاجمة الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين ورجال الدين ومن يرفعون الأعلام البيض التي كانت ترفعها سفن قافلة المساعدات الإنسانية لغزة". لكن "الحكومة الاسرائيلية حولت الكذب الى سياسة للدولة، ونتوقع فتح تحقيق من جانب المجتمع الدولي وتطبيق القانون"، لافتاً الى أن "تركيا ليست دولة ضعيفة او عديمة الجذور، ولا يمكن أحداً أن يحاول جس نبضها أو اختبار صبرها، وكما أن صداقتها قوية فعداوتها ايضا قوية بالقدر عينه، وفقدان صداقة تركيا هو في حد ذاته خسارة كبيرة".
واشار الى أن تركيا كانت على صداقة دائمة مع اليهود، معلناً أن اليهود في تركيا يستنكرون ما قامت به اسرائيل ويدركون أنه خطأ كبير اصاب الصداقة بين تركيا واسرائيل .
واعاد إلى الأذهان ان مجلس الأمن اصدر أكثر من 100 قرار لم تعترف بها إسرائيل، واعتبر أن بيان الادانة الصادر عن مجلس الأمن يجب ألا يتوقف عند هذا الحد، وان على المجتمع الدولي أن يواصل تنفيذه .
وقال: تحدثت مع الأمين العام للامم المتحدة بان كي - مون وسأتحدث مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أيضاً. لن نترك إسرائيل تقوم بما تفعله كل مرة، وهي تعتقد أن هناك جهة ما تدعمها"، ذلك أن "حساسيات تركيا بالنسبة الى المنطقة معروفة".
ووجه خطابه الى الشعب الإسرائيلي قائلاً: "إننا وقفنا ضد العداء للسامية دوماً وساهمنا في العيش بسلام في المنطقة، وحان الوقت ليقف الشعب الإسرائيلي ويقول لحكومته توقفوا... ان سياسة الحكومة الاسرائيلية تضر بمصالح إسرائيل، وتهدد أمن شعبها واستقراره، وتضع اسرائيل في موقف دولة القرصنة التي تمارس إرهاب الدولة... كل ذلك يمثل إرهاب دولة، ثم يقولون عن المدنيين الذين كانوا على ظهر السفينة انهم أطلقوا النار على القوات الإسرائيلية واقول لهم: لقد سئمنا أكاذيبكم، كفى كذب وكونوا مرة صادقين".
واكد أن "السفن التي وضعت اليد عليها يجب إطلاقها فوراً، ويجب الإفراج عن المتطوعين والنواب والصحافيين"، مع العلم أن "هناك طفلاً عمره عام واحد، فكيف يمكن القول أن هؤلاء اعتدوا على القوات الإسرائيلية".
وخلص الى انه "حتى لو أدار العالم كله ظهره للفلسطينيين، فإن تركيا لن تدير ظهرها لهم، ولن تدير ظهرها لغزة، ونؤكد مجدداً أن الهجوم على السفن عملية وحشية، وقد اختارت اسرائيل بذلك التشهير بنفسها، وأحذر إسرائيل من الوقوع في خطأ تشبيه تركيا بجهات أخرى لأن ثمن ذلك سيكون باهظاً" .
                  
استمرار التظاهرات 
ولليوم الثاني، تواصلت تظاهرات الاحتجاج الغاضبة في تركيا على الهجوم الإسرائيلي على "اسطول الحرية".
وتجمع آلاف من المواطنين الأتراك في ميدان تقسيم باسطنبول رافعين شعارات "اسرائيل القاتلة" و"اللعنة على إسرائيل"، مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات حاسمة لقطع العلاقات مع اسرائيل وطرد سفيرها من أنقرة.
كما استمرت التظاهرات أمام القنصلية الاسرائيلية في اسطنبول، وكذلك أمام السفارة الاسرائيلية في انقرة، وحاصر المتظاهرون السفير الإسرائيلي غابي ليفي ومنعوه من التوجه إلى مقر عمله في السفارة، وتدخلت الشرطة لاقناعهم بفتح الطريق أمامه.
               
العلاقات الاقتصادية
وقررت الحكومة التركية إعادة النظر في مشاريع التعاون المشترك مع إسرائيل في مجال الطاقة بعد الهجوم الإسرائيلي على قافلة المساعدات الإنسانية المتوجهة الى قطاع غزة "أسطول الحرية".
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلديز إن هناك عدداً من المشاريع الكبيرة والمهمة التي كانت تركيا وإسرائيل تبحثان في التعاون فيها. ستقدم هذه المشاريع الى مجلس الوزراء مجدداً لإعادة النظر فيها... إن مجلس الوزراء سيتخذ قراراً جديداً في شأن هذه المشاريع في ضوء الموقف من الهجوم الإسرائيلي الذي راح ضحيته تسعة مواطنين أتراك وأصيب عشرون آخرون". الى ذلك، أعلن وزير التجارة الخارجية التركي ظافر شغاليان أن بلاده قد تراجع علاقاتها التجارية مع إسرائيل.   ونقلت عنه وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية "إن السلوك اللاإنساني وإرهاب الدولة اللذين مارستهما إسرائيل قد يؤديان إلى تجاهل كل الأرقام التجارية مهما تكن عالية".
وتقدر قيمة التبادل التجاري بين تركيا واسرائيل بنحو 2,5 ملياري دولار سنوياً.

رويترز، و ص ف، أ ش أ، ي ب أ  


المصدر: جريدة النهار

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…...

 الخميس 19 أيلول 2024 - 11:53 ص

Sri Lanka’s Bailout Blues: Elections in the Aftermath of Economic Collapse…... The economy is cen… تتمة »

عدد الزيارات: 171,109,338

عدد الزوار: 7,621,239

المتواجدون الآن: 1